٩
"إنه اللقب الذي يطلقه لوي علىّ دائماً."تمتم هاري بخجل يُخفي وجهه بيديه لأضحك بإستمتاع.
"إنه يليقُ بكَ بالفعل."رفعت كتفاي مبتسمة ليصدر هو صوتاً مُتذمراً.
كان الليل قد حل بالفعل، و الشعور بالنُعاس بدأ يسيطر علىّ فإتجهت نحو سريري و تمددتُ فوقه قائلة:"اطفئ الأضواء هاري، أريد النوم."
"حسناً.."ردّ هاري ثمّ أطفأ الاضواء كما طلبت و ذهب نحو سريره هو الأخر.
"تصبحُ على خير."تحدثتُ ليهمس هو في المُقابل:"احلاماً سعيدة، أليكس."
-
"أليكس.."استطيع سماع صوت هاري يهمس بإسمي تماماً في المنطقة بجانب اذني.
"ماذا تريد؟"تمتمت بضيق.
"إستيقظي.."حرك جسدي لأصدر صوتاً متذمراً.
فتحت عيني بتعب، أنَا لا أستطيع رفع رأسي.
نظرت نحو النافذة و كانتِ الشمس لم تشرق بعد.
"لما أنتَ مستيقظٌ الآن هاري؟"إنتحبت ليبتسم بإستمتاع مُجيباً:"لأننا سنصعد إلى سطح الفندق لمراقبة الشروق."
"هاري! أرجوكَ أريد النوم."عدت أضع رأسي على الوسادة و لكنه سحب قدماي لأسقط من على السرير.
"أيها الحقير،كم أمقتك."وقفت اتحسس ظهري الذي سقطتُ عليه بقوة.
"هيّا إغتسلي و تعالي."دفعني داخل الحمام ثمّ اغلق الباب لأنظر نحو الباب بتشتت.
قمتُ بما طلب هاري ثمّ عدلت شعري المتناثر و رفعته في ذيل حصان.
"جاهزة؟"سأل فور أن خرجت.
"سأبدل ملابسي."اخبرته ليوقفني قائلاً:"ليس عليكِ تبديلها،تلك المنامة القطنية لطيفة على اية حال."
-ملحوظة- المنامة تعنيّ: البيجاما.
نظرت نحو منامتى ثم نحوه و اومأتُ متجهة لأرتدي أحد أحذيتي الرياضية الخفيفة.
حمل هاري وسادتين و بعض الأغطيه ثم فتح باب الغرفة و خرج لأتبعه.
صعدنا السلالم للأعلى و حين وصلنا لباب السطح دفعه هاري بقدمه ليفتح ثمّ إتجهنا للداخل.
"هيّا ساعديني."قال هاري لاقترب منه بخمول اساعده على فرش الاغطية.
وضعنا الوسائد فألقيتُ جسدي عليها فوراً مُغمضةً عيناي.
"هاي ألي..لا تنامي."فتح هاري عيناي بيديه لأضحك.
"توقف هاري أنا متعبة."نظرت نحوه.
"لا تقلقي المنظر الرائع الذي سنراهُ بعض قليل سيُنسيكِ التعب."وضع رأسه على الوساده بجانبي لأوجه عيني نحو السماء المظلمة.. بَعضاً من خيوط الشمس المضيئة بدأت بالظهور في السماء.
"لما نفعل هذا؟"سألته ببساطة.
"لأنّني أردتُ مشاهدة شروق الشمس و لم أرد مشاهدته وحيدَاً، بجانِب أنني لَم أشاء ان يفوتكِ هذا المنظر الجميل."ردّ ببساطة مُماثلة عيناه تتحرك بيني انا و السماء.
"هذا لطفٌ منك."ابتسمت بشكر للطفه.
"لا مشكلة ألى، نحنُ كالأهل الآن..أو ربما جيران نسكن في نفس الغرفة."امسك بيدي يربت عليها بحنو.
"سعيدة بكوننا كذلك هاري."ضحكت انظر للسماء التي بدأت تضيئ مُعلنةً عن يوم جديد و بداية لحلم جديد.
ملتُ برأسي لاضعها على كتف هاري أراقب السماء كما يفعل هو.
أثناء مراقبتنا للسماء ظهرت طائرة كبيرة تطير بسرعة تحمل ورائها علامة مكتوبٌ عليها و بخطٍ كبير كُن شاكراً لحصولك على يومٍ جديد و فرصة جديدة،كُن شاكراً لوجود الشخص الجالس بجانبك الآن.
نظرت نحو هاري الذي نظر نحوي في المقابِل و إبتسم كلانا لأقول:"شكراً لوجودك هنّا هاري."
"شكراً لوجودك معي على سطح هذا الفندق."قال في المُقابل.
-
بعد أن أشرقت الشمس تماماً و بعد أن غفوت بجانب هاري قليلاً ونحن في السطح إستيقظت و إتجهنا عائدين لغرفتنا،بدلتُ منامتي لملابس ثقيلة نسبياً.
"أستذهبين للورشةِ الآن؟"تسائل هاري بينما يرتدي معطفه الازرق.
"لا ليس بعد،سأذهب في العاشرة."أجبتُ ألقى نظرة خاطفة على هاتفي لاجد الساعة لازالت السادسة صباحاً.
"هل تقبلين دعوتي على الإفطار إذن؟"سأل مُنحنياً برسمية.
"أوه..بالتأكيد،لما لا."رددتُ امسك بفستاني الوهمي و أنحني كذلك.
"هيّا سيدتي."مد يديه لأمسك بها متجهين للخارج.
وصلنا إلى مقهى صغير،كلاسيكي و كل شئ تقريباً من الخشب.
جلستُ بعد أن فتح هاري الكُرسي لي بنبالة و جلس امامي.
"ماذا تريدين أن تأكلي سيدتي؟"لازال يتقمص دور الرجل النبيل و أنا مستمتعة باللعب.
"أطلب لي أنتَ سيدي فـ أنا أتضور جوعاً."قلت أضع يدي على الطاولة.
"أمركِ،دقائق و ستصبح معدتكِ الصغيرة مليئة بالطعام."وقف هاري ليطلب ما يسد جوعى.
أخذت اراقب من في المقهى كعادتي حين أجلس في أي مكان عام،لا أعلم لما و لكني احب إكتشاف قصص الاخرين.
ليس تطفلاً أو فضولاً بل بغرض التسلية.
جاءت سيدة مُسنة و وقفت أمامي، تَبدو جميلة وحسنة الهيئة بالنسبة لسيدةٍ في مثل سنها.
"مرحباً صغيرتي،أنا باربرا و أنا أجيد قرائة الكف أتريدين مني قراءة كفكِ؟"سألت بلطف لأبتسم.
دائماً ما كنتُ أؤمن بتلك الأشياء،قراءة الكف و قراء فنجان القهوة،الابراج و تلاقي الأرواح والحسد..
أجد تلك الأشياء مثيرة للإهتمام.
"أجل بالتأكيد!"أجبتُ لتومئ مقتربةً مني.
مدت يدها لأضع يدي بين كفها،أخذت تنظر نحو يدي و كادت أن تتحدث لولا مجيئ هاري الذي نظر نحونا بغرابة.
"ماذا تفعلين أليكس؟"وجه حديثه نحوي متسائلاً.
"إن باربرا تقوم بقراءة كف يدي."اخبرته مبتسمة.
"أتؤمنين بتلك التراهات؟"سخر لأتنهد.
"هاري توقف! إنها ليست تراهات."حذرته.
"بلى، إنها كذلك.."عاندني لأنظر نحو باربرا:"أكملي سيدتي و لا تهتمي له."
أكملت القراءة ثم نظرت نحوي قائلة:"مستقبلكِ مشرق،ستحققين حلمك ولكن ليس بالطريقةِ المثالية التي حلمتي بها،ستقعين في الحب و ستتألمين لبعض الوقت و لكن دائماً ما يزول الألم..ستتزوجين بمن أحب قلبكِ و ستنجبين توأماً كذلك."
إتسعت إبتسامتى لفكرة أنني سأنجب توأماً و لكن لما لن يتحقق حلمي بالطريقة التى حلمت بها؟
نظرت نحو هاري لأجده يراقب باربرا بإهتمام و ينظر نحو يدي.
"هاري لما لا تجرب؟"إقترحتُ عليه لينفي برأسه.
"أبداً!"
"لما؟هيّا هيّا جرب."عدتُ اخبره لعلمي بأنه سيوافق.
"باربرا أرجوكِ إقرأى كفه."اخبرت باربرا لتومئ مبتسمة.
أمسكت بيد هاري ثمّ بدأت تتفحصها بإهتمام و بعدها قالت:"ستصبح سعيداً و مرتاحاً في نهاية حياتك،ستشك في احد اقرب الناس إليك و ستخسره،ستفشل مهمتك و ستقع كذلك في الحب،لحظة.. "
صمتت العجوز ثمّ نظرت بيننا بغرابة.
"أنتما،انتما سوف تقعان في حُب بعضِكما البَعض!"
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top