٨

عقدتُ حاجباي بعدم فهم، ماذا يعني بقولهِ هذا؟.

"ماذا تقصد؟"سألته ليجيب قائلاً:"لقد أخبرتيني البارحة أنكِ تظنين أنني معجبٌ بالنافذة حين كنتِ ثملة!"

أوه..

"أسفة،لقد قلت هذا فقط لأنني أراكَ تنظرُ من خلالها كثيراً."مسحت على رقبتي بحرج ليبتسم.

"أ-أنا فقط أحب المنظر في الخارج."تحدث لأحرك رأسي بتفهم.

الأمر ليس بتلك الأهمية على أيةِ حال.

-

لم يمتلك أيّ منا عملاً أو موعداً مهماً اليوم لذلك قررنا المكوث في غُرفتنا الفُندقية.

و بالفِعل قضيتُ يوماً رائعاً برفقة هاري،إستمتعنا كثيراً و ضحكتُ بشدة على حسِ دعابة هاري الساخر و الذي يجذبني حقيقةً.

"أتريدين كوب شيكولاه ساخنة؟"سأل هاري بينما يدخل المطبخ الصغير الموجود في الغرفة.

"أجل!"هتفتُ أرتمي على سرير هاري بعد أن وضعت شريط الفيلم الذي أحضره هو داخل مشغل الشرائط الملحق بالتلفاز.

"ها أنتِ ذا،تفضلي."جاء هاري ثمّ أعطاني  كوبي بينما يجلس بجانبي.

"شكراً لكَ."اعطيته إبتسامة صغيرة ثمّ قمتُ بتشغيل الفيلم و أطفأتُ الأنوار.

بعد فترة نظرت نحو هاري الذي يبدو مندمجاً للغايّة،أما أنا فقد كنتُ مندمجة في مُراقبة تفاصيل وجهه،طريقته في عقد حاجبيه،إبتسامته و طريقته في تحريك شفتيه اثناء إحتساء الشيكولاه،نظراته الساحرةِ و الموجهة نحو التلفاز.

"هل تفهمين ما أعني؟"سأل فجأة و هو ينظرُ لي بإهتمام.

نظرت في عينيه لأدرك أنه كان يحدثني بينما أنا لم أستمع أبداً.

أنا بالتأكيد لن أُخبره بأنني في الحقيقة لم أستمع لما قالهُ لأنني كنتُ شاردة في تفاصيل وجهه الجميل.

"بالتأكيد!،أنا أتفهمكَ بالكامل."قلت له ابتسم بتوتر.

"إذن كيف سأستطيع حل تلك
المُشكلة؟"سأل بهدوء و هو يبتسم بإستمتاع.

"ا-اه امّم.ربما..أنا لن أستطيع مساعدتكَ،أنا آسفة."قلتُ بتلعثم و انا احاول ان أكون طبيعية.

فنظر هاري تجاهي و ابتسم بخبث قائلاً:"أعلمُ انكِ لم تستمعي إلى ما كنتُ أقول،أليكس."

"حسناً! لم اكن أستمع."تذمرت ليضحك هو و أُخفي أنا وجهي بيداي.

"إنه خطأكِ،كان يُمكنكِ أن تخبريني بأنكِ كُنتِ شارده في وجهي الرائع و لم تستمعي إلى ما كنتُ أقول." قال هاري لأدير عيناي.

"اوه ارجوكَ توقف عن التفاخر،لقد كنتُ أفكر في امرٍ ما."سخرتُ بينما أنا في داخلي أعلم أنني كنت شاردة في وجهه.

"لا يُهم!"قال و انا إبتسمت.

إقترب هاري ببطئ مني لأنظر نحوه،ماذا يفعل؟

أخذ يقترب أكثر و عيناه مثبتة على وجهي حتى قام بإحتضاني لأندهش من ما فعله فأحطته بذراعي لأبادله العناق.

كاد هاري أن يقول شيئاً و لكن قاطع تلك اللحظة اللطيفة رنين هاتفه.

إبتعد هاري ثم وقف و أشار إلىّ بأن أنتظره مُبتسماً و توجه نحو النافذة  يُجيب على هاتفه لأتوجه أنا نحو الحمام بسرعة.

نظرتُ للمرأة و كان وجهي مطلياً باللون الاحمر لشدة حرجي من الموقف فابتسمتُ لنفسي في المرآة و قمتُ بغسل وجهي ويداي ثمّ خرجتُ مرة أخرى لهاري.

لم أكُن يوماً هكذا أتسائل كيف إستطاع هاري إسعادي فقط بعناق صغير!

"أليكس،هل يمكنني إستضافة صديق لي هُنا في الغرفة إذا لم يكن لديكِ مُشكلة."سأل هاري و هو يحكُ خلف رقبته بتوتر.

إذا كنتُ أليكس القديمة فبالتأكيد سأرفض بشدة و لكن هاري لطيف معى و لا يزعجني ابداً،بالعكس هو يُريحني.

إذن،لما لا؟

"لا بأس،يمكنه المجئ."قلتُ لتتسع إبتسامة هاري كطفل صغير.

"رائع!،شُكرا لكِ."هتف هاري بحماس يركض ليمسك بهاتفه و يتصل بصديقه.

إرتميتُ على سريري مجدداً أتثائب،أمسكت هاتفي اعبث به فتذكرت مايك و قررت الإتصال به لأطمئن عليه.

"مرحباً مايك!"تحدثتُ فور أن أجاب على هاتفه.

"اوه،أهلا أليكس." قال مايك بسعادة ثم أردف متسائلا:" هل هُناك خطبُ ما؟انتِ بخير؟"

"لا!يا رجل ألا يحقُ لي السؤال عن أحوال صديقي؟"سألته بنبرةٍ مرحة.

" يا لكِ من صديقة لطيفة، أوه يا إلهي جاك إبتعد عنها!سوف أُخبر والدكَ." قال مايك بصراخ و يبدو أنه يُجالسُ طِفلاً.

"إذن هل أنت بخير؟كيف هيّ أحوالك؟"سألتُ ضاحكة.

"أجل، أجل أنا في أفضل حال،فقط أُجالس جاك إبن أخي."

"هل جدتكَ بخير؟"عدتُ اسأل.

"اجل،لقد اصبحت جيّدة شكراً لسؤالك."قال بإمتنان ثمّ اكمل متسائلاً:"ماذا عنكِ؟كيف حالك؟"

"أنا بخير." أجبت ببساطة.

"هل سوف تأتي غداً إلى الورشة؟اشتقت لكِ انتِ و لورينا."قال لأبتسم.

" سوف أتي."اجبتُ أنا.

"جيّد جداً،أراكِ غداً إذن!"

"حسناً مايكي،ليلة سعيدة."تحدثت بينما أنظر نحو هاري الذي اغلق هاتفه.

"ليلة سعيدة."

قام هاري بفتح حقيبة ظهره بينما يخرج منها شيئاً مُغلفاً.

"لقد أحضرتُ لكِ هدية!"قال هاري و هو يعطيني الهدية التي يمسك بها.

فأخذته مبتسمة بصدق افتح المغلف لأجد كتاباً كنتُ بالفعل أبحث عنه منذُ فترة.

"يا إلهي،هاري."هتفت مبتسمة بسعادة،إقتربت منه محتضنة إياه لأشعر به يحيط خصري بيداه بلُطف.

"شكراً لكَ،تلك الهدية تعني لي الكثير."شكرته ليهمهم قائلاً:"لا مشكلة حلوتي."

كان وقع تلك الكلمة..حلوتي على مسامعي جميلاً للغاية و كانه لحنٌ عذب أشعرني بالسعادة.

إهتز هاتف هاري بين يديه لينظر في شاشته ثمّ لي قائلاً:"إنه لوي،سأذهب حتى أحضره من نهاية الشارع هنّا."

عرفتُ أن صديقه ذاك يُدعى لوي.

" حسناً،سوف أنتظركم." قلت له مبتسمة في هدوء.

خرج هاري لأشاهدُ التلفاز و عقلي مُنشغلٌ في التفكير فيه، هو لطيف و وسيم و مرِح و أراه شخصاً جيدً فمنذُ مكوثنا معاً و هو لم يُسئ إليَّ ٠

طُرِق الباب ثم دخل هاري و معه صديقه لوى،صديقه وسيمٌ للغاية لكنه قصيرٌ قليلاً،أقصد كثيراً بالنسبة لهاري.

"مرحباً، انا أليكس شريكة هاري في الغُرفة."حييته بإبتسامته،يبدو ودوداً.

إبتسم صديقه و صافحني ثم قبل يدي بخفة،إنه نبيلٌ أيضاً.

"مرحبا أليكس! أنا لوي صديقُ هاري المُقرب." قال و هو يضربُ هاري على كتفه

تذمر هاري و ضحكتُ انا و لوي،  قاد هاري لوي نحو الطاولة التي يضعُ عليها حاسبه المحمول و بعضِ أغراضه بينما أنا سمعتُ لوي يهمس:" يا رَجُل، لم تُخبرني أنها مُثيرة إلى ذلك الحد،يالكَ من وغدٍ محظوظ."

ضحكت بخفة على كلام لوي الذي بدى لطيفاً جداً في نظري،اشعرُ بالإطراء.

قضيتُ وقتاً ممتعاً جداً مع هاري و صديقه لوي،لاحظتُ أن لوي هو ذلك النوع من الأشخاص الذي يسخرُ من كُل شئ تماماً كهاري،هذا يُفسر كونهما صديقين.

فلا أحد سيتحمل هاري إلا إذا كان مثله!بإستثنائي.

هو يروقني فقد أخبرني الكثير عن ماضي هاري و بعضُ ذكرياتهم سوياً و قد عرفتُ من حديثه أن هاري يمتلكُ اختاً تُدعى جيما.

"أليكس! انتِ حقاً رائعة."ضحك لوي بعد ان أخبرته بأحد قصص طفولتي المحرجة.

"اجل،لا أعرفُ كيف تجرأت و قبلته."مسحت دموعي الناتجة عن كثرة ضحكي بينما هاري يفعل المثل.

"وداعاً لوي،أتمنى أن أراكَ قريباً." ودعتُ لوي و أنا احتضنه بخفة حين قال بأنه سيذهب.

"وداعاً أليكس،بالتأكيد سوف نتقابل كثيراً،فنحن الآن أصبحنا أصدقاء."قال لوي ثم غمز مُتجهاً لهاري و عانقه بقوه و قال ضاحكاً:" أراكَ قريباً هازو المُجعد."

إنصرف لوي بعد توديعنا فنظرتُ لهاري و قلت له ضاحكة:" هازو المُجعد؟!"

و بدأت نوبة الضحك مرة أخرى.

●●

رأيّكم في البارت؟

أسفة جداً على التأخير في التعديل.

بحبكم!💕🌍

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top