٧
لم أعُد للفندق بعد ذهاب لورينا،كل ما فعلته هو أنني بدأتُ أمشي بعشوائية في نيويورك.
أعرفُ أنني لا أعرف الأماكن هنّا جيّداً و قد أضيع و لكني لا أهتم أبداً الآن فعقلي يمتلكُ ما يكفيه من الأفكار ليفكر فيها.
حين تزاحمت الأفكار في عقلي و لم أجد أي حل لمشكلاتي بدأتُ بالبكاء و النحيب تعباً.
فقط مع ظهور أليسون أشعر و كأن كُل شيءٍ قد دُمِر بالفعل.
وضعت يدي على وجهي أبكي أكثر و أكثر حتى إنتهيت و شعرتُ بالراحة فمنذُ صغري و أمي تُخبرني بأن البُكاء مهم لنرتاح و بالفعل أنا شعرتُ براحةٍ شديدة بعد أن أخرجتُ مكنون صدري،أنا لم أبكي منذُ مدة طويلة مما أتعبني.
وصلتُ إلى الفندق بعد نصفِ ساعة من البحث عن مكانه لأتنهد أستقل المصعد إلى غرفتي.
صعدتُ إلى الغُرفة و لحسن حظي هاري لم يكن بالداخل لتقفز في عقلي فكرة لنسيان الألم،قمتُ بطلبِ زجاجة شراب من أقوى الأنواع فأحتياجي للنسيان كان أقوى من القواعد التى وضعتها بشأن منع الشراب في الغرفة.
وصلت الزجاجة فجلست على السرير أقوم بفتحها و أشرب منها مباشرةً.
أنهيتُها و شعرتُ برؤيتي أصبحت غير واضحة و ضبابية ثم شعرت بالغرفة تدور حتى فُتِحَ الباب و دخل هاري.
"يا إلهي،أليكس هل أنتِ بخير؟" سأل بإهتمام،بالتأكيد مظهري المزري يدل على ما أنا فيه.
وضعت يدي على رأسي بألم فور أن شعرت بالصداع من كثرة بُكائي.
"أوه أنظروا من هنّا،إنه الفتى الذي يُحبُ نافذة."قلتُ دون وعيّ مني و أنا أقهقه بإستمتاع.
"ماذا؟ أُحبُ نافذة!؟"علاماتُ الصدمةِ إعتلت وجهه.
"أجل،تلكَ النافذة!"شرتُ للنافذة التى بالغرفة.
ثمّ أضفتُ:"أنتَ دائماً ما تنظرُ لها بإعجاب." وضحكتُ بشدة حتى وقعتُ على الارض من شدة ثمالتي.
ما الذي يحدث لي؟
"حسناً،فقط إصعدي على السرير فأنتِ تحتاجين إلى الراحة في هذا الوقت."رفعُني من على الأرضِ و وضعني على سريري بحذر و كأني مُختلة.
"أنا أكره أليسون!"أخبرته بضيق.
"لما تكرهينه؟"سأل في المُقابل يجلس بجانبي.
"لأنه تركني وحدي."أجبت بهدوء.
"من هو أليسون؟"عاد يسأل.
"إنه أخي."رددتُ متنهدة ليعقد حاجباه قائلاً:"إذن ما سمعته صباحاً لم يكن خطأ."
"أجل.."نظرتُ لسقف غرفتنا الفُندقية.
عمّ الصمت بضع دقائق ليتنهد هاري قائلاً:"هو حقيرٌ لترككِ و لكن لما لا تعطيه فرصه؟"
"لماذا؟" همستُ متسائلة ثمّ أردفت:"لماذا علىّ أن أعطي فرصة لشخص بلا قلب مثله."
"انتَ لا تتخيل كمية الكره و الحزن الذي نشأ بداخلي في الفترة حين أبتعد عني تاركاً إياي."أخبرته و أشعر أني سأبكي مجدداً،حسناً انا بالفعل عدتُ للبكاء.
هذا مُقرف.
"شش، لا بأس يا صغيرة،إهدأي."قال و هو يحتضنني و يُربتُ على ظَهري.
"لقد حدث كل شئ فجأة! و لم اعد أمتلك والدين أو أخ أو أي شئ."قلتُ له و أنا أشهقُ بقوة يبدو أنني أخيراً وجدتُ شخصاً يستمعُ لي.
"ربما لديهِ أسبابه الخاصة،لا تحكمي عليه قبل الإستماع له." نصحني و هو لازال يُربتُ على ظهري بخفة.
"ربما.." همستُ بتعب أعيد رأسي للخلف و اشعر بأطرافي ترتخي بوهن.
"الجميع يخطئ أليكس،تذكري و لكن الإعتذار هو من يحدد من أخطأ عن قصد و من شعر بالندم."نبرة هاري الجدية جعلتني أفكر مجدداً.
"شُكراً لكَ،هاري"شكرته مبتسمة،أعلم أنني ضايقته ببكائي المزعج و لم أرد أن أطيل عليه أكثر.
فابتسم و قال بسرعة:"لا شُكر بين الاصدقاء،أتذكرين؟"
ضحكتُ للطفه في التعامل ثم صمتُ للحظات و عدتُ أسأله:"هاري هل تملكُ خليلة؟"
نظر لي مُجيباً:" لا،ليس بعد.ماذا عنكِ أليكس؟"
"لا أملكُ حقيقةً."أجبتُ ليسأل هاري:"هل كنتِ في علاقة من قبل؟"
"لا! أنا لم أكن في علاقة من قبل،أنا لم أفكر في الأمر حتى،لقد كنتُ أهتم بتحقيق أحلامي و لم أُعطي بالا لتلك الامور.هذا ما عودتني أمي عليه منذُ الصِغر أن أكون نفسي أولاً."أجبته بِصراحة فأومأ هاري بتفهم.
"يبدو أن والدتكِ كانت سيدة عظيمة."مسح هاري على شعري بلُطف لأبتسم مُتذكرة إياها.
"أجل هيّ كانت كذلك،هيّ الأفضل."قلتُ له.
هدوء خيم بعدها و لم يتحدث أي منا مرة أخرى.
خرجت الكلماتُ من دون أن أعيّ و قلتُ له فجأة:" هاري،أنت لطيف للغاية."
إتسعت إبتسامته قائلاً:"اوه،هذا لطفٌ منكِ شكراً لكِ أليكس."
"لا مشكلة."إعتدلت في إستلقائي على السرير اضمُ الغطاء حولي.
"هيّا نامي قليلاً لتحصلي على بعض الراحة."همس لأهمهم مُغلقة عيناي.
كانت تلك المرة الأولى التي أبكي فيها داخل هذه الغرفةالفندقية،و هاري كان هنّا من أجلى.
-
شعرتُ بحركة مُزعجة بجانبي،فعقدتُ حاجباي بضيق و فتحت عيناي بصعوبة ثم نظرتُ بجانبي لأجدَ هاري ينظرُ تجاهي بإبتسامة واسعة.
وجهه كان قريباً من وجهي،فإنتفضتُ بفزع و صرختُ:" يا إلهي هاري!،ماذا تفعلُ في سريري؟"
"صباحُ الخيرِ لكِ أيضاً." قال بإبتسامته الجميلة التي تُظهِرُ الغمازة اللطيفة في خدهِ الايسر.
"أجل! لقد نسيت صباحُ الخير."قلتُ بتذمر ثم أردفتُ بسرعة:"و الآن ماذا تفعل في سريري؟ما الذي حدث البارحة بالضبط؟."
اكره حين أكثرُ في الشرب لدرجة النسيان،لكني كنت أحتاج هذا.
"الا تذكرين ما حدث البارحة؟"سأل هاري،لازال محتفظاً بإبتسامته.
حاولتُ التذكر،لأتذكر بالفعل بعض الذكريات و ليس كلها و دون تفاصيل.
"نعم.. أعتقد."همست بعد أن صمتُ طويلاً.
قال هاري بلطف:" لا بُد أنكِ تشعرين بالصداع، تفضلي."أعطاني دواءً للتخلصِ من الصداع و كوباً من الماء.
تناولت الدواء ثمّ شكرتُ هاري و توجهتُ لدورة المياة.
نظرتُ للمرأة بصدمة لازلتُ بملابس أمس و بعضُ أثار الدموع على وجهي و شعري كان غير مرتب،منظري كان مُخيفاً!
أشكر الرب أنني لم أضع مُستحضرات التجميل البارحة.
أخذتُ حمام دافئ ثم أرتديتُ ملابس قطنية مريحة و توجهتُ للخارج.
كان هاري قد أحضرَ الإفطار بالفعل.
جلسنا نتناوله و هاري يحاول إضحاكي و خلق أيّ حديث لأنسى أحداث البارحة.
لا أعرف كيف أشكره على ما فعله من أجلي البارحة و ما يفعله حالياً.
بدأتُ أنا الكلام قائلة له:"هاري أنا حقاً أسفة على ما حدث البارحة،لقد خالفتُ القانون الذي وضعته أنا بنفسي و تناولت الكحول في الغرفة."
فابتسم هاري بلطف و قال:"أتعلمين، لا بأس بمخالفة القوانين في بعضِ الأحيان."ثم غمزَ في نهاية حديثه.
ضحكتُ بشدة و قلت له:"لا تُفكر في مُخالفة قوانيني أبداً."
"لكنكِ خالفتيها،لما لا أفعل أنا."تذمر ضاحكاً لأنفي برأسي.
"أبداً! لن أسمح لك بمخالفتها."قلتُ بحده مصطنعة.
رفع يديه علامة على إستسلامه ثم صمت قليلاً و سأل فجأة بتوتر:"هل حقاً تظنين أنني مُعجبٌ بهذه النافذة؟"
●●
رأيّكم في البارت؟
أتمنى تكونوا إستمتعتوا.
بحبّكم إيم أند إيمز،باي❤☹.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top