٤

استيقظتُ و أنا أشعرُ ببعضِ الصداع من كثرة تفكيري في هاري البارحة.

أستطيع القول أنني من الأشخاص كثيري التفكير،أبسط الأشياء الغير مهمة قد أفكر فيها لفترات طويلة.

البارحة هاري خرج من الحمام بكل هدوء،إتجه لسريره ثمّ تمدد عليه و لم يُبدي أي رد فعل أخر.
فقط نام!

نَظرتُ نَحو سريره و لم يكن موجوداً فظننتُ أنه ربما في الحمام لكنني لم أستمع إلى أيةِ أصواتٍ قادمة من هنّاك تدلُ على أن هناك أحد في الداخل.

طرقتُ الباب و لكن لا رد،فقمتُ بفتح الباب و الدخول،غسلت وجهي و أسناني ثمّ خرجتُ لأفتح الدولاب الخاص بنا أخرج ملابس لي حتى أتجهز للخروج مع مايك و روزالين.

أرتَديتُ بنطال أبيض ضيق و سترة صوفية بنفسجيةُ اللون و حذاء بنفسجي.

أرسلتُ موقع الفندق إلى مايك حتى يأتي و يقلني الساعة الرابعة كما إتفقنا.

أما الان فأنا كنتُ أفكر في تناول الافطارِ خارجاً مع هاري ثم أذهبُ إلى المكتبة،ربما قد أمضي بعض الوقت معه كالبارحة فهو مُسلي و يمتلك روحاً مرحة تجذبني.

سمعتُ باب الغُرفة يُفتَح لأنظر نحو هاري الذي يدخل و يخلع معطفه واضعاً إياه على سريره بكل هدوء.

"صباح الخير."تحدثتُ مُبتسمة.

"صباح الخير"همس بهدوء دون أن ينظر نحوي حتى.

تحولت إبتسامتي الكبيرة إلى عبوس،لما يتصرف على هذا النحو.

"أين كُنت؟"تسائلت لينظر نحوي بحدة.

"ليس من شأنكِ،أتتذكرين القواعد لا أحد يتدخل في شئون الاخر؟"قال ببرود و نبرة حادة مما أزعجني.

"ماذا بكَ؟لقد سألت فقط أين كنت لأنني كنتُ قلقة عليك! على كل حال أنا لا أهتم و أنت معك حق،سيتم تطبيق القواعد و لا حديث بيننا!"تحدثت بحدة و أشعرُ بالنيران تشتعل بداخلي.

"حسناً!"تحدث و عاد ينظر من النافذة مُجدداً.

شعرتُ بأنني قد أقتله الآن و أضربه حتى يعتذر لي لذلك قررت الخروج و الحصول على إفطارٍ وحدي.

ليذهب للجحيم ذلك الوقح،أول شجار في غرفتنا الفندقية!

إتجهت نحو باب الغرفة ثمّ فتحته متجهةً للخارج و صفعته بقوة ورائي و أنا أصرخ:"غبي!"

أمتلكُ مشكلة و هيّ أنني لا أستطيع التحكم في غضبي و أعصابي و أكره أن يتصرف أحدهم ببرود! أكره هذا.

ذهبتُ إلى مقهى آخر غير الذي ذهبت له منذ مدة كنوع من التغيير،أحضرتُ قهوتي و إتجهت نحو المكتبة العام فبجانب حبي للرسم أستطيع القول أنني من هواة القراءة.

فحياة واحدة لا تكفيني!

جلست في المكتبة ما يقارب الاربع ساعات و قد قرأت العديد من الكُتبِ و قررت أن استعير أخرين لأن الوقت أصبح ضيق و علىّ العودة للفندق حتى أُلاقي مايك و روزالين.

نظرتُ لهاتفي ووجدتُ الساعة الثالثة و النصف فتوجهتُ عائدة إلى الفندق مُجدداً،فور أن وصلت جلست في صالة الإستقبال مُنتظرة قدومهم.

لَن أصعد لغرفتي حتى لا أجد هاري الوقح هنّا و أقتلع عينيه من مكانهما من شدة غيظي.

هاتفني مايك و أخبرني بأنه أمام الفندق هو و لورينا ينتظرانني.

خرجت و وجدت سيارة مايك و هو داخلها أمام الفندق و فور أن لاحظني خرج من السيارة ليفتح لي الباب الخلفي بإبتسامة واسعة.

"يا لكَ من نبيل،مايك."ضحكتُ أدخل السيارة و ألقي التحية على روزالين الجالسة بجانبه في المقعد الأمامي.

جلسَ في مقعده مُتحدثاً" أنا دائماً نبيل مع السيدات الجميلات." ثم غمز في نهاية جُملته.

أوه،و يمتلكُ لساناً حلواً أيضاً عكس الوقح الموجود في غرفتي الفندقية.

"أشكرك على إطرائك."إبتسمت أنظر نحوه من مرأة السيارة.

"لا شُكر بين الاصدقاء عزيزتي."ردّ بينما ينطلق بسرعة.

"كيف أحوالكِ أليكس؟و كيف تجدين نيويورك؟"نظرت لورينا نحوي مُتسائلة.

"أنا بخير في الحقيقة و أجد نيويورك مكاناً جميلاً،و بها العديد من الأشخاص الرائعون."

"أرى أنكِ مستمتعة،سعيدة لمعرفة هذا."قالت هيّ.

إبتسمت نحو لورينا أو لورين كما أحب أن أناديها و إستمعت إلى صوت مايك يقول:"هل الفندق الذي تقيمين في جيد؟"

أوه..أجل بالتأكيد أنا أسكن في نفس الغرفة مع رجل مجنون يراقب النافذة و وقح للغاية.

"أجل،الفندق رائع."أجبتُ بكل صدق،هه.

قامت لورين بتشغيل المسجل الموجود في السيارة و صدح صوت الموسيقى الصاخبة في السيارة.

بينما نحن مُتجهين إلى وجهتنا..

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top