٢٩

أغنية التشَابتر: Miss You (louis Tomlinson.)
-

”عَودة إلى منظور أليكس“

وقفتُ أمام مرسمي الكبير لتعليم الرسم و تبني المواهب، إبتسمتُ بسعادة حقيقية و نوع من الفخر إنتشر في نَفسي.

"أليكس!"

نظرتُ إلى لورين التي تُناديني بصوتها الذي أصبحَ مُزعجاً مؤخراً.

"مَاذا هناك، لوري؟."هتفتُ بإنزعاج.

قهقهت هيّ بخفة مُجيبة على سؤالي:"هُناكَ العديد من طلبات التقديم للإشتراك في
المرسم، عليكِ العملُ بجد.. حظاً موفقاً."

"هذا.. جيّد."إبتسمتُ برضى بالِغ.

لوحت لورين لي قائِلة:"سَوف أذهبُ الآن، أراكِ."

تغيرت حياتي كثيراً في الأشهر الخمسة الأخيرة، بعد عودتي إلى لندن أستطيعُ أن أقول أن حياتي أصبحت جيدة.

لازلتُ أتذكر ذلك اليوم حينَ كنتُ متجهة برفقة أليسون إلى المطار لنسافر و لكني قابلتُ حينها أخر شخص توقعتُ رؤيته.. زين!.

زين الذي رأيته قبلاً في الحفلة -المُزيفة- التي أُقيمت في منزل لوي -المزيف-.

هوَ فقط إحتضنني بلطف و سألَ عن أحوالي و أخبرته أنني عائدة مُجددَاً إلى وطني فسألني هوَ في المُقابل عما فعلتهُ في المُسابقة التي كنتُ قد حدثتهُ عنها مُسبقاً.

و كان ردي صادمَاً له و هو أنني سأعود إلى الوطن قبلَ موعد المسابقة فنهرني على تفكيري الغبي من وجهةِ نظره.

بدأت أقص عليه بعضاً مما حدث معي و هوَ فقط إبتسمَ قائلاً أن هاري قَليل الثقة و صعب الحصول عليه.. و أخبرني أنهما كانا يَومَاً أصدقاء.

و حقيقة لَم أرد التطفل أكثر و لم أسأله عن سبب توقف صداقتِهما.

شجعني على العودة و أخبرني بأنني سأندمُ كَثيراً فيما بعد إن لَم أحضر و أنه واثقٌ من فوزي.

و هذَا ما حدثَ فعلاً، أنَا ذهبت و إستلمت جائزتي الخاصة و سعدت لورين بذلك القرار كثيراً.
و فيمَا بعد هيّ أخبرتني أن هاري قَد حضرَ المُسابقة في ذلك اليوم و لسبب مَا أنا شعرتُ حينها بالألم.

بينما أليسون.. أخي طوال تلك الخمسة شهور كان أهم و أفضلَ إنسَان في حياتي بأكملها.
هوَ قامَ بشراءِ منزل لنا، و قامَ بتعويضي عن الماضي و لم يُشعرني بالتعاسة ابداً كما وعدني قَبلاً.

أصبحتُ شخصاً مُختلفاً مَع الوقت، أصبحتُ أكثر ثقةً و أكثرَ إعتمَاداً على نَفسي و كذلكَُ حققتُ حلمي بمجهودي الخاص و انا فَخورة بذلك.

و بالنسبةِ للورين هيّ إنتقلت للعيش هنّا في لَندن مع ماكس، صَديقها المُقرب كما تَزعُم.
أصبحنا أكثَر قُرباً من ذي قَبل و صِدقاً هيّ لم تخذُلني يَوماً.

أمَا هَاري فأنَا لَم أرَهُ منذُ يوم إعترافه بحبه لى في الغُرفة الفندقية، لَم أستمع إلى صوته و لم أرى إبتسامته الجميلة مرةً أُخرى و أخر مرةٍ إستمعتُ إلى سيرتهِ تُذكر كان حينَ أخبرتني لورين أنه حضرَ المُسابقة.. و هو لَم يغب عن بالي يَومَاً.

و لكنه لَم يعُد هنّاك من أجلي.

تنهدتُ بينما أخرج من المرسم و أضمُ معطفي الثقيل إلى صدري جراء شعوري بالبردِ، قمتُ بإغلاق الباب و أعطيتُ المفتاح للحارس الخاص ثم توجهتُ عائدةً إلى المنزل.. مَنزلي أنَا و أليسون.

فورَ وصولي قمتُ بإغلاق مُحرك سيارتي التي إشتريتها مؤخراً.. كمَا قلتُ منذُ قليل حياتي اصبحت جيدَة! أخيراً أصبحتُ أملكَ سيارة!

دلفتُ إلى المنزل و قمتُ بخلع معطفي و وضعتهُ جانبَاً ثمّ  بحثتُ عن أليسون في الأرجاء، من المُفترض أنهَ عاد من العمل و لكنه لم يكن في الجوار.

"أليسون؟."صرختُ ليسمعني.

"هُنا.."هتفَ في المُقابل من المطبخ فتوجهتُ لمكانهِ و عقدتُ حاجباي مُتسائلة:"مَاذا تفعلُ هنا؟، ليست من عادتكَ التواجد في المطبخ."

"حسنَاً.. لقد أعددتُ العشاء لنَا." قال بنبرةٍ غنائية، ضحكتُ بغيرِ تصديق و إقتربتُ منه ثمّ قمت بإحتضانه و أنا اهمس بجانب أذنه:"شُكراً لكَ."

"لِما؟."سأل.

"لكل شيء."أجبتهُ بإبتسامة.

"تذكري أنه لا شُكر بيننا ألي."هو إبتسم في هدوء ثم وضع يده على كتفي و توجهنا لتناول العشاء سوياً.
-

إرتميتُ على سريري بتعب بعدَ حصولي على يومٍ شاق ثم إحتضنتُ وسادتي و حاولتُ النوم و لكن بلا فائدة.

وقفتُ بهدوء ثم توجهتُ لمكتبي و قمتُ بفتح الدرج الأول مُخرجةً صورة..
كانت صورتي انا و هاري التي إلتقطها لنا ذلك المُصور بنيويورك حين كُنا نتنزه، إبتسمتُ بخفة و أخذَت أحداثُ ذلك اليوم تدور في مُخيلتي.

و تذكرتُ قارئة الكف.. التي أخبرتنا بأننَا سنقعُ في الحبِ و قد صدقَت!، أو ربما هو مُجرد تخمين.

إحتضنتُ الصورة بقوة و عدتُ إلى
سريري، تمددتُ عليهِ و ذهبتُ الى عالمِ الأحلام حيثُ هاري بجانبي في كُل أحلامي..

صباحاً أنَا إستيقظتُ على قفز أحدهم فوق سريري و فوقَ جسدي و في ثانية أنَا أدركتُ بالتأكيد أنها المُختلة لورين.

"توقفي!، أنَا أريدُ النوم."تذمرتُ مغمضةً عيناي أقوى.

"هيَا.. إستيقظي، هُناك أمرٌ هام علىّ إخباركِ به."

"لا، أرجوكِ فقط خمسُ دقائق و سوف استيقظ." قلتُ لها و أنا اخفي وجهي في الوسادة بجانبي.

"حسَناً خمسُ دقائـ..، لحظة! ما هذا؟."هي هتفت في نهاية حديثها.

"ماذا هناك؟."فتحتُ إحدى عيناي.

"أليكس.. أنتِ لَم تنسيه بعد.. مهما إدعيتي أنه لم يكن يومَاً موجوداً أنتِ تفكرين فيه طوال الوقت."قالت لورين مما جعلني أنتفض.

وقعت أنظاري على الصورة الخاصّة بي أنَا و هاري بين يديها.

"الأمر ليس بتلك السهولة، عزيزتي."سخرتُ ساحبةً الصورة من بين يديها و أعدتها إلى مكانها.

"أنتِ حقاً قوية، و أنَا فخورة بكل ما أنجزتيهِ حتى الآن."إحتضنتني لورينا
لأبتسم،"شُكراً، لوري."

"أيضَاً لقد أردتُ إخباركِ بأمرٍ غاية في الأهمية!."هتفت بحماس.

"ماذا هنّاك؟."سألتُ متجهةً لدورةِ المياه و هيّ تلحقُ بي.

"نحنُ سَنعود لنيويورك! "قالت لورين و من دهشتي وقفت قدمي و إنزلقتُ في أرضية الحمام و كدتُ أن أقع أرضَاً لولا أنني امسكتُ جيّدًا في الباب.

"حقاً؟، كيفَ؟، مَتى؟، و لِما؟."تحدثتُ بسرعة و بدأت ضربات قلبي تُصبح أكثرَ عُنفاً.

"إهدأي يا فتاة."ضحكت لورين ثمّ أكملت حديثها قائلةً بحماس:"الإدارة الخاصة بالمُسابقة التي فزتي بها منذُ خمسة أشهر تُريدُ جمعَ جميع الفائزين على مدار سنتين ليتنافسوا مرة أخرى على خمسةِ مراكز."

"واو!، لا أظُن ذلك، أنَا لن اذهب."تحدثت
ُبضيق، بالتأكيدِ لن أعود إلى هُناك، لدي في ذلك المكان ذكريات أعشقها و أخرى تؤلم قلبي.

و أعتقدُ أنني مررت بما فيه الكفاية من مرارة الإفتقاد حتى أصبحتُ أنسَى مع الوقت.. حتى لو بمقدار أنملة.

"لماذا أليكس؟، نحنُ سوف نذهبُ اليوم مساءً و سنعود بعد يومين فقط.. سنعود في يومِ المسابقة، فورَاً بعدَ انتهائها."هيّ حاولت إقناعي و لكني حركتُ رأسي نفياً و خرجت من دورة المياه مُلقيةً بجسدي فوقَ السرير.

"رجاءًا، أرجوكِ أليكس، من أجلي!.. هذه المسابقة ستجعل مرسمكِ مشهور للغاية!."حاولت لورين إغوائي عن طريق الحديث عن المرسمِ و هيّ تضعُ وجه الجرو اللطيف.

تنهدتُ قائلة:"لورين.. أنا لا يُمكنني العودة إلى هُناك، فقط.. أنَا اشعرُ بالخوف."

"لا بأس.."هي همست.

"رجاءًا لا داعي للذهابِ إلى هنّاك."أخبرتها.

"لا تخافي أليكس، كوني قَوية، كوني أنتِ."شجعتني لورينا عينيها ترمقني بنظرة تحدي.

أغمضت عيناي في تفكير و بعد مُدة أنَا تحدثتُ:"حسَناً لورين، فقط يومين."

و أتمنى ألا أندم على هذَا القرار.

-

رأيكم؟.

لو كنتِ مكان أليكس، هترجعي نيويورك؟.

رأيكم في الرواية بشكل عَام؟.

بحبكُم إيم أند إيمز❤.

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top