٢٦
[يخربِيت كِدة يَا هاري، قَتلني.. مَوتني.. تعبني و اللهِ.]
أغانِي التشَابتر:
love on the brain (rihanna).
Love me now (John legend.)
-
أتذكرُ أنَ أمي قَد أخبرتني يومَاً أن قلوبنا عِندما تتعلقُ بأحدِهم تخسرُ نفسها و بطبيعةِ الحَال أنَا لم أفهمها بحكم كوني كنتُ صَغيرة و لكن أصبحَ هذا ما يحدثُ معي حالياً بعد ذهاب هاري، لقد خسرتُ نفسي و قلبي حين تعلقتُ بهِ.
إحتضنني هاري للمرة الأخيرة بعد حديثه و شعرت بدمعةٍ على كتفي ثمّ حمل حقيبته التي تحملُ جميعَ أغراضهِ و ذهب بينما أنا لم أحاول الحديث معه مرة أخرى أو منعه مِن الذهابِ،.. هوَ ذهبَ بكُل بساطة تاركاً ورائهُ قبلي المُحطم و دموعي التي أبيتُ أن أجعلها تتمرد و تسقطْ و لكِنني بكيتُ في النهاية.
بكيتُ وحدي في غُرفة الفندق التي أصبحت مُظلمة لأنه ليس فيها بعدَ الآن و لبعضِ الوقت أنا أصبحتُ سجينة أفكاري السوداء.. هَل سأرى هاري مُجدداً؟، هَل هذه هيّ النهاية؟، لما تخلى عني و لِما لم يصدقني أو يستمع لي إذا كانَ حقَاً يُحبني؟.
نحنُ نَمتلك الكَثير مِن الحبِ في قلوبنا، أعتقدُ أننَا علينا إدخار البعض لأنفسنا.
بعد مدةٍ ليست بقصيرة أنَا رفعتُ جسدي المُنهك من فوق السرير و توجهتُ للدورةِ المياهِ ببطئ، حصلتُ على حمامٍ دافئ و طويل.. حقيقةً لا أتذكرُ كم من الوقتِ أمضيتُ في الإستحمام و لكني شعرتُ بالراحة و أستطعتُ تجميع أفكاري مَعاً و إتخذتُ قراري..
سَوف أعود إلى وطني مُجدداً.
بعدَ أن خرجتُ إرتديتُ ثياباً دافئة ثمّ أمسكتُ بهاتفي و إتصلتُ بلورين.
"مَرحباً، كيفَ حالكِ؟."هتفتْ هي من الجانب الأخر.
"أهلاً لوري."أجبتُ بصوتٍ خرجَ ضعيفاً و ليسَ واضِحاً مِن كثرة البُكاء.
"أليكس!، ماذا بكِ؟، لقد كنتُ أشعر أنكِ لستي بخيرٍ، هل كُنتِ تبكين؟."سألتني لورينا بقلق بالغ.
إبتسمتُ بخفة، يَبدو أنني على الأقل مازلتُ أملكُ صديقةً جيدة.
"هَل يُمكنني مُقابلتُكِ؟."تسائلت.
"بِالتأكيد، مَا رأيُكِ في المطعمِ القريب من الفندق الذي تمكثين فيه؟."عرضت هي.
"حسَناً لا مُشكلة، أراكِ هُناك."
ودعت لورينا و حاولت طرد هاري من أفكاري لأكمل ما تبقى من يومي الذي قَد دُمِر بالفعل.
عدلت هيأتي و خرجت متجهة نحو ذلك المطعم و إتجهت نحو إحدى الطاولات و جلست عليهَا في هدوء واضِعةً عيناي على أصابع يدي.
دقائق مضت و ظهرت لوريِن و لوحت لي بيديها فإبتسمتُ بوهن كمُجاملة، لم أكن قادرة على الإبتسَام حتى.
"أليكس، كيف حالكِ؟."إقتربت لتحتضنني فبادلتها بقوة، أنَا أحتاج عِناقاً.
"بخير..، أعتقد أنني كذلك."أجبت.
"لا تبدين لي كشخصٍ بخير."إعترضت لأبتسم نافيةً برأسي.
"أخبريني هَل واعدتي ماكس؟.. أم علىّ الإنتظار لبعضِ الوقت؟."مَازحتها لتنفي برأسها قائلة بجدية:"أنَا لا أحب ماكس، في الحقيقة إن ماكس صديقي منذُ أيامِ الثانوية كنتُ تلك الفتاة الخجولة و كانَ هو صديقي الوحيد.. إلتقيته صدفة حينَ كنت في طريقي إلى متجر البقالة لشراءِ بعض المثلجات لكي أتناولها و أبكي فِي سَريري.. أليكس أنَا لازلتُ لم أتخطى مايك و لا أعتقد أنني سأتخطاهُ قَريباً، كما تعلمين نحنُ لا يمكننا التحكم فِي قلوبنا بأجهزة تحكم."
حينها هزتني جملتها تِلك، نحن لا نتحكمُ في قلوبنا بأجهزةِ تحكم!.
"لقد قررتُ العَودة إلى بريطانيَا."أخبرتها.
"بعدَ المعرض مُباشرةً؟."سألتني.
آوه، المَعرض.. يا للسخرية لقد نسيتُ أمرَه تماماً.
"لا، أنَا سأسافر غدَاً."
"عَن ماذا تتحدثين أليكس؟، إن المعرضَ بعد أسبوع.. كَيف تتخلين عن حلمكِ في المقام الأول؟."أشعر بهَا غاضبة.
"لورينَا.. أنَا متعبةٌ للغايَة و لا اعتقد أنَني لازلتُ أهتم لأمر المعرض أو لأي شيء حاليَاً."أخبرتها.
هاري قد أصبحَ أهم بالنسبة لي مِن المعرض، اللوحة و الرسم حتَى.
أعتقدُ أن الأشياء الأكثَر أهمية فِي الحياةِ ليست الأشياء بَل الأشخاص.
"أنتِ..!، هَل سوفَ تنسحبين مِن المَعرض؟." سألت لورين بقلق.
"لا.. لَن أفعل. أنَا سوف أعطيكي جميعَ لوحاتي و يمكنكِ أنتِ إدارة كُل شيء."إبتسمتُ بأسَى.
"و إن فُزتي في المعرض أليكس؟، إذا تحقق حُلمك."سألتْ و هي ترفع حاجِباهَا.
"أنتِ يمكنكِ إستلام الجائزة نيابةً عني، أنَا و أنتِ نفس الشخص لوري.. و إن إلتقينَا مجددَاً قد أخذها منكِ."إبتسمت.
"أليكس! بالتأكيدِ نحن سوف نلتقي مُجدداً." قالت و إقتربت لإحتضاني.
"لا مشكلة معكِ في تقديم لوحاتي نيابة عني و تحمل أمر لوحاتي و إشتاركي في المعرض، صَحيح؟."سألت بتوتر.
"بالتأكيدِ أليكس، أنتِ أكثرُ من صديقتي."إبتسمت بصدق.
"شُكرَاً لكِ.. شكراً على كُل شيء."
-
جلست برفقة لورين وقتاً ليس بالقصير، إتفقنا سويَاً على أنها ستقدم لوحاتي نيابة عني و ستستلم الجائزة.. إن فزت و هذا ما أصبحتُ أستبعده.
مَع نِهاية اليومِ أنا ودعتُ لورين بقوة، إحتضنتها كما لَم أفعل مِن قبل و وعدتها أنني سَوف أتصل بها دائماً، شعرتُ أنني سأبكي لذهابي و تركِها.. تَرك نيويورك و تَرك هاري.
عدتُ مجدداً إلى غرفتي الفُندقية ثم أحضرت حقيبة سفري الكبيرة و التي كانت أسفل سَريري ثمّ وضعت ملابسي جميعَها بإهمال داخلها و بعد إنتهائي نظرتُ الى الخزانة التي اصبحت فَارغة و الغرفة التي تفتقرُ إلى حياة.
جمعت كُل أشيَائي الموجودة فِي الغرفة و تأكدت من أنني لم أنسَى شيئاً غيرَ قلبي الذي سأتركهُ هنّا فِي الغرفة و مَع هاري.
بينما أتحرك في الأرجاء تذكرتُ أليسون الذي علىّ الإتصال به و إخباره بأمر عودتي.
"أليكس؟."أجاب على إتصالي.
"مَرحباً أليسون، لقد إشتقتُ لكَ."قلت له.
"أنَا أيضاً أليكس، كيف حالكِ؟."سَأل و أشعر به يبتسم.
"بخير،.. لقد أردتُ إخبارك أنني سوفَ أعود إلى بريطانيا."أخبرته و إنتظرت رده.
"مُاذا؟، حقَاً؟." هو فقط هتف.
"أجل، سوف أقوم بشراءِ تذكرة عن طريق الإنترنت لرحلة الغد." تمددت على سرير هاري بخفة.
"حسَناً أليكس، أنَا سَوف أسافر معكِ."تحدث هو.
"هَل أنتَ جاد؟."
"بالتأكيد!، هيّا قومي بحجزِ تذكرتين إلى بريطانيا الآن.. سَأعود معكِ، أنا لن أترككِ وحدكِ مُجدداً." قَال و كانت كلماتهُ كَفيلة لإذابة قَلبي.
"أليسون هَل أنتَ واثق مما تَفعل؟." سألته مجدداً ، أشعر بالسعادة لدرجة أنني لا يُمكنني تَصديقه.
"أجل، أقسمُ أنَني واثقٌ ألي، سَوف أتي غداً صباحاً الى الفندق و يمكننا الإتجاه إلى المطار سَوياً."قَال بنبرةٍ دافئة.
"سأكونُ فِي إنتظاركَ، أخي."إبتسمت قائلة.
يَبدو أنَني سَوف أعود مُجدداً إلى الوطن، مَعي أخي و سأحاول أن أبدأ حياتي من جديد.
و قَد حظيتُ ببعض الذكريات في نيويورك، في ذلكَ الفندق بالتحديد لا أعتقد أنني سوفَ أنسَاها.. أبداً.
-
رأيكُمم؟.
الرواية عَلى مشارِف الإنتهاء :(
حمَااسس.
باي باي.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top