٢٥
أغنية التشَآبتر: stitches (Shawn Mendes.)
-
فتحتُ عيني بصعوبةٍ و كمَا توقعتُ لقد كنت نائمةً فوقَ سرير المَشفى ذا اللون الأبيض.
"آوه، لقد إستيقظتِ."قَال أحدهم فنظرتُ نحوَ الصوتِ و قَد كان الطبيب يقفُ بجانب السرير مُرتدياً معطفه الأبيض و نظارته الطبية.
"كَيف تَشعرين أنستي؟."سَأل في هدوء يليق بطبيب كبير فِي السِن.
"أفضَل،أعتقِد.. لَقد إختفى الألم." أجبته ثم نظرتُ لذراعي فوجدته ملفوف بالشاش فِي عناية فائقة و عليه بعض لاصقات الجروح.
"مَا هو أسمكِ؟."سألَ،"أليكس.."أجبت.
"حسَناً أليكس، أنتِ قَد.."كان يتحدث و لكني قاطعتهُ بسؤالي:"مَذا حدث؟."
"أعتقدُ ان الدمَ في ذراعكِ قَد تلوث بسبب وضع جهاز تعقبٍ عالى الجودة فيه."أجاب ليرتفع حاجبي بعدم فِهم.
"لقَد وضِع الجهاز بطريقةٍ سَريعة و غير صحيحة بداخِل ذراعكِ و ذلك الجهاز قَد أرسل نوعاً مِن الإشاعات الكهربائية في جميع أنحَاء ذراعكِ مما أدى إلى التورم." قال و هو يفرك يداه ببطئ.
"ماذا تقصِد؟، أنَا لا أفهم.. كَيف حدث ذلك؟، أنَا لم يلمسني أحد و لَم يتم وضع أي جِهاز بداخلي."إعترضت و قَد بدأتُ أهلع.
"لقَد أخبرتكِ أنه جهاز تتبع و تحديد المواقِع متطور و حديث، يكون عبارة عن لاصق ضئيل الحجم، شَفاف يوضع على الجلد فيبدأ بدخول الجسم ببطء حتى لا يشعر الشخص بالألم..، لكن يجب وضع بعناية و عن طريق شَخص مُتخصص لأنهُ إذا تم وضعه بغير إهتمام قد يُسبب ما حدث لكِ."قالَ الطبيب.
أومأت بهدوء و لم أفتح فمي، أخذت أفكر في من قد يكون وضَعه.
هَل هو هاري؟، ليَام؟ أو أي شخص مِن أفراد تلك العصابة قد لمسني و وضعه دونَ أن أشعُر؟.
"لا تَقلقي، أنتِ بخير الآن.. لقَد تمت إزالته من جسدكِ."
قاطع الطَبيب شرودي لأبتسم له و أشكره.
وقفت بتعب و جاءت إحدى المُمرضات لمساعدتي حيث قال الطبيب أن حالتي مُستقرة و أنني بصحة مُمتازة و يمكنني الخروج الآن و هذا ما شكرتُ الرب عليهِ كثيراً.
فورَ خروجي كان الحراس لازال موجودَاً في إنتظاري و بجانبهِ وقفَ.. أخي أليسون!.
"أليكس..، هل أنتِ بخير؟! ماذا حدثَ لكِ."إحتضنني أليسون فورَ أن وقعت عيناه علىّ لأبدأ نوبة بُكاء قوية.
أنَا لَم أرد أيَاً من هذا القلق و عدم الشعور بالأمَان فِي حياتي.
"لا بَأس، لنذهب إلى المَنزل."سحبني معه إلى خارج المشفى بعد أن شكر الحارس و أعطاه بعض المال.
"لا، لنعد إلى غرفتي الفندقية."أخبرته ليومئ برأسه و نتجه إلى هنّاك.
بعد أن وصَلنا صعدنا إلى الغرفة و كما توقعت لَم يكن هاري هنّاك، وضعني أليسون فوق سرير هاري لأقف و أتجه نحو سَريري مُغمضة عيناي..
جلسَ أليسون معي بضع ساعات و بعد أتأكد أنني بخير و قَد أقسمت له أنني سأنَام و سأحصل على قسطٍ من الراحة هو قبل وجنتاي بحب ثمّ ذهب و وعد أن يأتي غدَاً.
بَدلت ملابسي بتعب و كدت أن أستلقي على سريري و لكني ذهبتُ و إستلقيتُ على سرير هاري و ضممت وسادته الى صدري مُستنشقةً رائحته، لازلتُ أتمنى أن يَكون بخير.
-
أفقتُ على صوت حركة مَا في الغرفة أزعجتني، فتحت عيناي ببطئ و نظرت حولي ففُوجئتُ بهاري يدور في الغرفة و هو يمسكُ بحقيبةٍ ما في يده، و يبدو عَليهِ الإنزعاج!.
"هَاري؟."تحدثت بصوتٍ ضعيف من كثرة بُكائي، لم يجيب فعدتُ أنَاديه و قد إعتدلت في جلسَتي.
"مَاذا تُريدين؟."أجاب بنبرة جافة أزعجتني، مَاذا به؟.
"هَل تمزحُ معي!، أنتَ تختفي و لا تجيب على إتصالاتي ثمّ تظهر هكذا و تسأل ماذا تُريدين؟، أين كُنت بحق الرب؟، لما إختفيتَ فجأة!."صرخت عليه بغضب.
"لقد كنت أفكر."أجاب بإقتضاب.. هدوء.. و دون أن ينظر نَحوي حتى.
"لما تتصرف بتلك الطريقة المُقرفة؟، لما تضع قِناع البرود الذي لا يليق بكَ.. هذا ليس أنتَ."وقفت من على السرير.
نظر نحوي بتفحص و سَأل سؤالاً كنتُ أتوقعه منه و لكني كذَبت نفسي:"مَاذا كُنتِ تفعلين مع ذلك الرجل، أليكس؟."
"مَن؟.."حاربتُ بأخر أسلحتي و سألتُ في المُقابل، أنَا أعرفُ أنه يُشير إلى ليام.
"ذاكَ الرجل اللعين من العصابة!، الذي رأيناه سَوياً مِن النافذةِ أليكس.. الرجل الذي كُنتِ تجلسين برفقتهِ في المُنتزه." زمجر بغضب لأغمض عيناي و أعاود فتحهما.
"إنه ليام.. و هو كـ.." كنتُ سأخبره بكل شيءٍ أعرفه عن ليام و كيفَ إلتقيته و لكنه قاطعني بصُراخهِ:"رائع!، إذن أنتِ بالفعل تعرفينه، هَل هو حبيبك؟."
"لا تصرخ علىّ!" كان هذا ما خرج من شفتاي في غضب مِن طريقته الغبية فِي الحديث.
"يَبدو أن ظَني كان صحيحاً، إذن.. أنتِ من أفراد تِلك العصابة المشبوهة أليس كذلك؟."
سَأل مُقترِباً مني لتتسع عيناي فِي ذهول مِن قوله.
إبتعدتُ ببطئ قائلة:"أنتَ لا تثق بِي!، بعد كُل شيء أنتَ لازلت لا تثق بي و مع أول مطبٍ يواجهنا أنت تخليت عني."
"إن طبيعة عملي تمنعني من الثقة في أي شخص أو أي شيء، حتى هاتفي الجوال!.."ردّ.
و هنّا كانت المعضلة، أنَا أعتبر الثقة أساس العلاقات و هاري.. لا يثق في أحد.
"و لكني بطريقةٍ مَا أعطيتكِ تلك الثقة بسهولة، أنَا حتى لم أثق بلوي صديقي المقرب بتلك السرعة التي وثقت بكِ فِيها."نبرته أصبحت أكثر هدوءاً.
"هاري، أنَا ليس لي دخل بأمر تلك العصابة، أنَا لا أعرف أشكالهم حتى."أخبرته بثبات.
"كاذبة!، لازلتِ تكذبين أليكس.. أنتِ تعرفين ليام ذلك و البقية، أنتِ من أخبرتيهم بأمرِ مُراقبتي لهم."قال مُشيراً بسبابته نحوي.
"لقد أخبرتُكَ و أقسمتُ أنني لا أعلم شيئاً عن تِلك العصابة و لتفعل ما تشاء!، صَدقني أو لا تفعل.. لقَد تعبت من التبرير و أنتَ حتى لا تستمع لي.. الأمر أصبح عائدٌ إليكَ."
قلتُ بهدوء و قد أصبحت متعبة بالفعل و أشعر بحرارتي تَرتفع.. إنه حقير، كَيف لا يثقُ بي!، كيف لا يُكذِب الجميع و يصدقني،.. و لِما لا يجلسُ بهدوء و يستمعُ إلىّ بدلا من أن يصرُخ في وجهي كالمجانِين.
"أنَا قَد وثقتُ بكِ أليكس، لقد وثقتُ بكِ أكثر من أيّ شخصٍ أخر..، لقد أخبرتُكِ عن مهنتي الحقيقية التي من المفترض أن تكون غايةً في السرية، أخبرتُكِ بأسراري و أخبرتكِ عن عائلتي و ألمي." تحدث هاري بحزن أراه ينبعث من عينيه الخضراء اليائِسة.
"و أنَا لم أخون ثقتكَ بي هاري، أنظر إلىّ.. إنه مُجرد سوء تفاهم الحقيقة هيّ.."
عاد يُقاطعني قائلاً:"لا بأسَ أليكس، لا بأس.. لم يعد هنّاك سبباً للتبرير لقد عرفتُ كل شئ.. انتِ كُنتِ هنّا فقط لإفشال مُهمتي و قد نجحتي، تهانينا." قال بهدوء و هو يضعُ أغراضه في تِلك الحقيبة التي يحملها في يده.
ثم أكملَ حديثه قائلاً:"لقد هربَ أصدقائكِ من شقتهم ظانين أنهم لم يتركوا أي دليل ورائهم.. يَظنون أنهم يُمكنهم الإختباءُ من الشُرطة و لكن لحسن الحظ أنَا بالفِعل قَد حصلتُ على العديد من الصور و لوي قد حصل على جميع العيناتِ التي أردتها." إبتسم بسخرية ظَناً منه أنني سأحزن لأنه كشفَ الخطة!.
الرحمة.
"أعدُكِ أنني سوف أُمسِكُ بهم جميعَاً."قال واضعاً حقيبته التي إمتلأت بأغراضه جانِباً.
"هَار.."كنتُ سأتحدث لكنه وضع يده على فمي هامسَاً: "شش، إهدأي.."
"أنَا لن أُخبر أي شخصٍ عن تورطكِ معهم أل.. أنتِ في أمان."قال و هو يميل برأسه نَحوي.
"أتعلمين لما؟."سَأل بجانب أذني ثمّ طبع قُبلة سَطحية بجانب شفتاي تمَاماً.
حركتُ رأسي نَافيةً و همست:"لـ.. لا."
"لأنني قَد أحببتكِ و لأنكِ عنيتي لي الكَثير."
-
رأيكُم؟..
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top