٢١

فتحتُ عيناي بصعوبة،
مَاذا حدث!؟

حاولتُ التذكر و لكن لا جدوى، كُل ما أتذكره هو أنَ لورينا لَم تتوقَف عن البُكاء ليلةَ أمس.. عَرضت عَليها أن أذهَب لها و لكنها رفَضت و أخبرتني أنها فقط تُريد الحَديث معي و المشكلة الكُبرى هي أنها لَم تُخبرني ماذا حَل بِها أو ما هي المُشكلة!.

نظرت للهاتف الموجود بَين يداي لأدرك أنني غفوت بَينما أحدثها.

أخذت عيناي تجولان الغُرفة بَحثاً عن هاري و لكنه لم يكن في الجوار، إعتدلت في جلستي و بعثرت شعري الساقط على وجهي.. لسبب لا أدركه أشعر بالإرهاق و الألم في جسَدي.

فُتِح الباب قبلَ أن أقف من فوق السَرير و دخل هاري الغرفة حامِلاً بين يداهُ كوبان من القهوةِ و يبدو عليه الإرهاق أيضاً، ماذا يحدث؟.

حينَ وقعت عيناهُ علىّ هتف بفرحة:"لقَد إستيقظتِ أخيراً، صباح الخَير."

"صباح الخير، كم السَاعة الآن؟.."هَمهمت أنظر نَحوه بتعب.

"إنها الحادية عشر صباحاً، لقد نمتي كثيراً و صدقيني أنا أيضاً لَم أستطع النوم جيّداً بسبب بكاء لورين الذي ينبعث من هاتفكِ حتى الثالثة فجراً..!"قال هاري لأومئ مغلقة عيناي.

"أجل، علىّ الذهاب لهَا أو ربما أذهب إلى الورشة حيث ستكون مَوجودة."قلتُ بينما أقف من على السرير.

أحضرت بعض الملابس و توجهت إلى دورة المياه قَبل أن أستمع إلى صوت هاري يغني أغنية مَا، و قد كان صوته... مُقرِفاً.

"هاري!، توقف عن الغناء أنتَ لا تمتلك صوتاً جيّداً" -إستغفر الله.-

صرختُ حَتى يَستمع إلى صوتي.

"أنا لا أهتم!"هتفَ في المُقابِل.

-

خرَجت و كان هاري نائماً بعمق فوق سريره و هو يبدو متعب، المسكين يَبدو بالفعل أنه لم يَستطع النَوم..

أشعرُ بالخمول و برغبة كبيرة في النوم كذلك، لكن لا! علىّ الذهاب إلى لورين.

إقترَبت من هاري و قبلت جَبينه و مسحت على شَعره ثمّ توجهت نحو البَاب.

"أليكس؟."

إستمعت إلى صوت هاري يناديني قبلَ أن أخرج.

"أجَل هاري؟."نظرت نحوه، "إلى أينَ أنتِ ذاهبة؟"سأل بخمول.

"سأذهب إلى الورشة.."أجبت بينما أنظر نَحوه.

"سوف أقومُ بإيصالكِ، إنتظريني."قال ثمّ وقف و ركض نحو دورة المياه.

"إن الورشة قريبة من الفندق سوف أذهب مشياً إلى هناك."قلت له.

"يا فتاه لا تُعارضيني، سُوف أقوم بإيصالك و إنتهاء الأمر." قال بإصرار، إبتسمت و تمتمت قائلة:"حسَناً، كما تريد".

إرتدى هاري ملابسه و أمسك بيدي ثمّ فتح الباب و خرجنا..

"أتعلمين أليكس؟"قال هاري في طَريقنا للورشة فهمهمت ليكمل:"بعدَ أن أنتهي من هذه المُهمة سأخذ إجازة طَويلة نسبياً، أعتقد حِينها ستكونين قد إنتهيتي من مسابقة الرسم خاصتكِ.. يمكننا حينها.. تعلمين، قضاء الوقت سَوياً؟" أنهى حديثه متسائلاً.

إتسعت إبتسامتي قَبل أن أجيب:"سأحب ذلكَ.. كَثيراً."

وصلنا إلى الورشة بالفعل، ودعتُ هاري بعناق ثمّ إتجهت للداخل و عند الباب إستمعت إلى صوت صراخ قادمٍ من الداخل، أعرف صاحبته جَيّداً.

"أنا أكرهكَ، أنت مقرف!"صَرخت لورين و هيّ تُلقي بفرشاة الرسم على الأرض.

"آوه.. إن الفتاه المدلّلة غاضبة" هتف مَايك بحنق و هو يحرك يَديه في الهواء.

"رفاق.. ماذا يحدث؟!"سألت و أنا أنظر بتعجب لكلاهما فورَ دخولي.

"إسألي صَديقتكِ الخرقاء، لا أعلمُ ماذا يحدث معها ، لقد أصبحت تغضب بسرعة، تتذمر كثيراً و تصرخ علىَّ بدون سببٍ مقنع."صرخ مايك بغضب و هو يشير تجاه لورين.

"مايك، فقَط إهدأ من فضلكَ قليلاً دعنا نفهم." قلت لمايك بهدوء، زفر هو في ضيق و أومأ.

أمسكت بيد لورين و توجهت إلى أحد الغرف المُغلقة في الورشة، كنا نستريح أو ننام فيها أحيانَاً.

و عندما أصبحنا وحدنا إنفجرت هيّ في البُكاء و إحتضنتني واضِعةً رأسها على كَتفي.

"لقد تعبتُ يا أليكس، أنا أحبهُ و هو فقط.. حَقير."قالت بنبرةٍ باكية و صوتٍ ليس واضِحاً.

"ماذا حدث؟، ألم تُخبريه بأمر حبكِ له؟."سألت و أنا أحاول تَهدأتها.

"حينَ ذهبتُ لإخباره، قاطعني قَبل أن أبدأ الحديث و قال أنه يُريد إخباري بأمر ما أولاً.. وافقت و إستمعت له مُبتسِمة و لكنهُ في النِهاية أخبرني أنه يواعد الفتاه التي أحبها منذ زمن و أنهُ لا يحبُ غَيرها."قالت و بدأت تنتحب ببكاء، و لوهلة شَعرت بقلبي يحترق من أجلها.

"شش، لا بأس لورينا، لا بَأس ربما هو ليسَ الرجل الذي كتبهُ القدر لكِ، ربما أنتِ سوف تَجدين رجلاً أخر يحبكِ بكل ذرة في قلبه."

ضممتها إلى صَدري، أنَا أعذرُ غضبها عليه الآن، إنه أمر فوق إرادتها بالتأكيد.

"لكني أحبهُ، صَدقيتي لَم أحب أحداً بِهذا القَدر مِن قَبل.."عادت تُخبرني.

"صدقيني أنتِ سوف تحبين أحداً أخر بهذا القدر و أكثر.. لا شيء يقف عند أحد و لا حياةً تَنتهي عند أحد." همست.

حاولت لورين إستنشاق الهواء و حاولت تنظيمَ تنفسها ثمّ بعد فترة هدأت و وجدتُ أنها نَامت مِن كثرة البكاء كالأطفال فوضعت رأسها برفق على الاريكة ثم توجهتُ للخارج، كان مايك يقوم برسم شيء ما و قد عقدَ حاجبيهِ في غضب و إستخدم العديد من الألوان القاتِمة.

"مايك.."هتفت بينما أقترب من مكانه،"أجل!" رفع عينيه تجاهي.

إقتربت منه اكثر و جلست بجانبه قائلة:" إن لورينا تُعاني من الإرهاق و التعب الشديد هذه الفترة،ّ لذلك هي أصبحت كثيرة الصراخ و الغضب كما تُرى.. لذلك فَضلاً تحملها قليلاً فهيّ صديقتُنا في النهاية، و أعتقد أنكَ لن تبخل عليها ببعضِ المُعاملة الجيدة."إبتسمت و ربت على كتفيه لأراه يَبتسم هوَ الأخر.

بالتأكيد أنَا لن أخبره أنها تحبه، لقد إنتهى الأمر و أظن أنه يجب عليها تخطي أمره في أسرع وَقت، صَحيح؟.

حركَ مايك رأسه متفهماً ثم قال في هدوء لَم أعتدهُ منه صراحةً:"أنا حقاً أسف لصُراخى و لكل شيء."

"لا تخبرني أنا بذلك مايك، أخبر صديقتك لورين فهي من تحتاجُ إلى سماع تلكَ الكلمات."أخبرته.

فأنتَ يا صديقي قد فطرتَ قَلبها.

-

دَبل أبديت!! يااي.

رأيكُم في التشَآبتر؟.

(لو كنتِ مكان لورين هتعملي أيه؟.)

ممكن تقرأوا قِصة صحبتي Niallsbabygirl_xx ، هي كيوت جِداً و كتابتها جَميلة❤.

لوڤ يا تو ذا مون أند نيڤير كوم باك.💙

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top