٢٠

"هارِي أنتَ تدور حول نفسكَ منذُ ساعة تَقريبَاً، إهدأ لمَا أنتَ قلقٌ للغايّة؟"أمسكتُ بكتف هاري الذي يَبدو متوتِراً و رُبما..خائِف؟.

"لا أستطيع رؤيتهم! لقَد إختفوا فجأة، أينَ ذهبوا؟"أخذَ يُتمتم بينمَا يسحبُ خصلاتِ شعره للخلف بقوة.

"مَن هم؟.."عدتُ أسألهُ بإهتمام.

"العِصابة! شَقتهِم خَالية لا أثرَ لَهُم، حَتى لوى لا يعلمُ أينَ هُم.."هتفَ ثمّ أمسكَ بهاتِفه و عادَ يُهاتف لوي.

"أجل لوي، هَل وجدتهم؟.."هتفَ فورَ أن أجابَ لوي.

"لا..، لوي إنها مُهمتكَ!" صرخَ و عاد يدور حول نَفسه مُجدداً..و أنا أراقبه بعدمِ فهم.

"أنا أصرخُ لأنني قَلق.. يا رجُل! لِما أنتُ تصرخُ الآن؟!"عادَ يصرخُ بعدَ أن هدأ في بِدايةِ حَديثه.

"حسنَاً، انَا أسف!"تنهد و جلسَ على سَريره،"إلى اللقاء."قالَ مُنهياً المكالمة.

"هَل كُل شيء على مَا يرام؟"سألت.

"أجَل.. لقَد عثرَ لوي عَليهم و إحزري اينَ كانوا؟"ضحِكَ في نِهاية حديثهِ.

"أين؟هَل كانوا يرتكبون جَريمة مَا أو شيئَاً مِن هذا القَبيل؟.."تحدثتُ أنَا.

"لقَد كانوا يَحصلون على الغذاءِ في أحد المطَاعِم السَريعة" إبتسَم لأقهقه.

"هم لم يُخبروا لوي بأمر ذهابهم لتناول الغذاء خارِجاً بحكم أنه صديقهم و هو فقد أثرهم بضع لحظات فـ لم يَستطع معرفة مكان تواجدهم بعدهَا."قال هاري لأومئ.

"ما رأيك في النزول و شراء بعض الوجبات السَريعة أو أي طعام مُضر لنتسلى؟."تسائلت و وقفت من على سَريري.

"تبدو فكرة جيدة، لنذهب"وافقني الرأى و إرتدى معطفه، حذائه و أمسك بهاتفه.

إرتديت حذائي كذلك و عدلت شعري و إستعددت للخروج معه و لكنه أدهشَني بإمساكه بيدي.

و نوعاً من الرعشات سرى في جسدي بأكمله كما يحدث في كُل مرة نتلامس. و هكذَا نحن خرجنا متجهين للمتجر القَريب.

لا أعلم لما و نحن في المصعد متجهين للأسفل أخذت افكر في غرفتنَا الفندقية، تلك الغرفة التي أصبحت بالنسبة لي على الأقل نَعيماً.. أصبحت كمكان مقدس، ربما؟.

-

"لا يُمكنكَ شراء كُل تلك الحلوى، هاري أنا مريضة سُكري و إكثار السكر قد يُسبب لي إنتكاسة أو نوعاً من الإختناق بجانب أنني لا أستطيع مقاومة مَنظر الحَلوى.."قلتُ لهاري الذي يضعُ أي حلوى تُصادفه في الطَريق داخل عربة التسوق الخاصة بِنا.

"لِماذا؟..أنا أُريد الحلوى و أنتِ لَن تأكلي مِنها يَكفيكِ كُرات الجبن."تذمر هاري و دفع عَربة التسوق بيديه

"توقف!، أنَا لا أعلم لم أحضرتُكَ معي على أيةِ حال.."تمتمتُ مديرةً لعيناي.

و هكذا اكملنا طَريقنا نتفحص المَتجر.

"هَاري هل يُمكنكَ إنتظاري هُنا سوف أُحضر شيئاً.."أخبرت هاري و أنا أسلمه عربة التسوق التي أصبحت مُمتلِئة بالحلوى و المشروبات الغازية، لقَد اردتُ شِراء هدية له او تِذكار مَا.

"لِما لا أُرافقُكِ أليكس؟."تسَائل ببلاهة.

"هيّا هاري فقط إنتظرني هُنا من
فضلكَ!" هسهست بضيق" حسناً.. سأنتظركِ هنّا!" تمتم هاري.

إبتعدت عن مكانه و بدأت أبحث عن شيءٍ ما يُثير إهتمامي لأبتاعه من أجله و لم أجِد و لكني في المُقابِل رأيتُ فتاةً صَغيرة تدور حول نفسها و تبحث بعينيها عن شيء مَا، و قد بدت خائفة.

"أريدُ أبي!"صرخت الطفلة فجأة و بدأت تَبكي.

"تعالي سأخذكِ إلى والدتك أيتها الجميلة، أنا أعرفها."قال شخص ما بينما يسحب يد الطفلة و قد بدى أنه غريب.. مخيف نَوعاً ما.

"لا، لا إبتعد."صرخت الفتاة فورَ أن إحتدت يد الرجل في إمساكها.

هو لم يشعر بوجودي حتى..

"أنت!" هتفت ثم أضفت:"إبتعد عنها.."

"سَيدتي، إنها إبنة أخي."بدأ يَكذب و لكن هذا لَن ينفعه.

لقد رأيت، سمعت و قرأت العَديد عن جرائِم خَطف الأطفال و بَيع أعضائِهم أو بَيعهم بأنفسهم إلى بلاد أخرى ليعملوا كرقيق و أشياء قَبيحة لا تُحلل للإنسان.

"أعطيني إياهَا، و هاتِف والدها و الذي هو أخوكَ أيها السيد." سَخِرت في نهاية حديثي و سحبت الفتاةَ نَحوي بينما هي أمسكت بي جَيّداً.

نظَر نَحوي لعدة لحظات ثمّ قَال:"سأذهبُ لإحضاره."

و لكني بالتأكيد أدركت أنهُ سيهرب و تركته يذهب إلى حال سَبيله.

"إهدأي، إهدأي يَا صغيرة لا بأس سوف أخذُكَ لوالدتك الآن.." قلتُ بلطفٍ لتلك الفتاة الصغيرة فِي مُحاولة لتهدأتِها.

"لا، لقَد أخبرني أبي أن لا أتحدث مع الغُرباء" قالت و هو تَبتعدُ عني قليلاً.

إبتسمتُ للطافتِها قائِلة:"لا بأس، أقسم أنني لَن أقوم بأذيتكِ، فقط سنبحث عن والدكِ أو والدتكِ".

أومأتِ الطفلة برأسها الصغيرة عدة مرات و هيّ تَمسحُ دموعها و أنفها الأحمر.

"إذن، مَا هو إسمُكِ؟سيدتي."سألت هيّ بتردد،"أسمي أليكس يا جَميلة، ماذا عنكِ؟."

"چاكسي."أجابت و هيّ تَبتسم، "حسَناً چاكسي لنذهب إلى هاري فهو سيساعدنا للوصول إلى والديكِ."

أمسكتُ بيدها ثم توجهتُ لهاري الذي يحشو فمه بقطعة من الشكولاته البيضاء و ينظر حوله.

"هاري!.."هتفتُ، نَظرَ إليّ"أخيراً إنتهيتِ.."

حولَ نظره بعدها إلى الطفلة المُمسكة بيدي و سأل:"مَن تكون هذه الصَغيرة؟."

تنهدتُ و أجبت:"إنها چاكسي، وجدتُها تَبكي وحدها وَ يبدو أنه فقدت والديها و تاهت."

عقَد هاري حاجبيهِ مُتسائِلاً"حسَناً ماذا سنفعلُ الآن؟. أعني.. كَيف سنعيد الطفلة إلى والديها."

"لا أعلم، ألستَ شُرطياً هاري؟.. فكِر."أخبرته بشبه هَمس ثمّ مددت يَدي داخل عربة المشتريات، أخرجت قِطعة حلوى و أعطيتُهَا إلى چاكسِي التي أخذتها مُبتسِمة بخجل.

"يمكننا أخذها إلى مركز الشرطة و لكِن.. أعتقدُ أنَ والديها في الجوار." قالَ هاري و مال بجسده نحو چاكسي ثمّ سألها"أينَ فقدتي والديكِ عَزيزتي؟."

"لقد كنتُ أشتري البقالة مَع أبي و فجأة هو حصل على إتصال هاتفي و ركض خارج المتجر و نسى وجودي.. و أمي لَم تعد موجودة، لقد صعدت إلى السماء"ردّت و هي تمسح فمها المُغطى بالشوكولاته.

"أعتقد أننا بإمكاننا البَحث عنه في الشوارع المجاورة."إقترحَ هاري و قَبل أن أجيب حتى فُتِح باب المتجر بقوة و دخل رجل بدى لي فِي العقد الثالثِ من عمره و هتف:"چاكسِي!، عَزيزتي أينَ أنتِ؟، هل رأى أحدكم طِفلتي؟."

تركت چاكسي يدي و ركضت نحوه بيتما تَصرخ بـ أبي.

أمسكها الأب بَين ذراعيه و ضمها نَحوه، أخذَ يقبلها و يُخبرها أنه أسِف مِراراً و تِكراراً.. الأمر فقط لَطيف.

أشارت چاكسي بيديها نَحونا و قالت شَيئاً ما لوالدها.

"أشكركما، شُكراً جَزيلاً لكما أنَا لا أعرفُ ماذا علىّ أن أقول و كَيف أعبر عن مدى إمتناني." قال السيد و هو يحتضنني أنَا و هاري بود و قد بَدى متعباً.

"لا بأس سيدي، نَحن لم أفعل شيئاً من فضلكِ كن حذِراً في المرةِ المقبلة، طفلتكَ أهم ما تملك. صَحيح؟."قلت له و أنا أُبادله العناق بخفة.

شكرنَا والد چاكسِي مرة أخرى و سحب يد طِفلته التي لوحت لنا و إتجهَا خارِجاً.

نظرتُ لهاري و إبتسمتُ كمُا فعل هو ثمّ توجهنا إلى عامل المحاسبة أمام الكاونتر و دفعنا الحِساب ثمّ سلكنا طريق العودةِ إلى الفُندق.

فور وصولنا و بعد أن وصلَ المصعد فُتِح البَابُ و دلفتُ أنا و هاري داخله بعدَ أن خرج بعضُ الأشخاص منهُ ثمّ ضغطنا على رقم الطابق الذي به غرفتنا.

كنت أراقِب أصابِع يدي في شرود بينما هاري يفتح بابَ الغرفة حتى إهتز هاتفي و كان إتصالاً من لورين و فور أن أجبت أنَا إستمعت إلى صوتها البَاكي.

"لستُ بخير أليكس!!."

-

جايِز إيه رأيكم؟.

أنشأت كتاب بعنوان Mind Of Mine فيه كُل أخباري و أخبَار تحديثاتي لو تحبوا يَعني تضيفوه في المكتبة عشان يوصلكُم كل جديد.

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top