١٩

مَعرفش هيّ لايقة على التشَآبتر و لا لأ بَس أنا كُنت بسمعها و أنَا بكتِب التشآبتر.

Wild Thoughts (Harry styles' cover.)

-

راقبني هاري بينما أخرجُ من دورة المياه بملابسي النظيفة و شعري المُبلل.

لازالت كلماته اللطيفة عالقة في ذِهني و لا أستطيع التَوقف عن التفكير فِيها.

"تعالي.."أشار لي لأقترب من سريره.

"أنتِ ستنامين هنّا بجانبي الليلة"تحدثَ مُبتسماً.

تمددت بجانبه على السَرير ليسحبني داخل عناقه فأغمضت عيناي و إستقبلني عالم أحلامي.

-

"صباحُ الخير أيتها الجَميلة."إبتسَم هاري قائلاً بصوته العميق فور إستيقاظي.

"صباح الخيرِ.."همستُ بهدوء و أنا أبتسم كذلك.

كنتُ أراقب عيناه الخضراء اللامعة تحت أشعة الشمس و قد كان داخلها نوعاً ما مزيجُ من الأزرق..الفيروزي رُبما..لقد كانت لوحة فنية.

"إنتظر لحظة."قلت و وقفت من على السرير ثم ذهبت لأحضر دفتري و قلم.

"ماذا تفعلين؟"ضحِك هاري.

"سَأرسم عيناك."أجبته ببساطة و عدتُ أجلس بجانبه على السرير و بدأت برسم عينيه و تظليلهما.

عدة دقائق و كنتُ قَد إنتهيتُ بالفعل و أريته الرسمة.

"إنها رائعة،أيمكنني الإحتفاظ بها؟"سأل هاري لأومئ و أمد الورقة التي قطعتها من دفتري له.

"مَا رأيُكِ في تناول الإفطار خارِجاً؟"عرضَ هاري بينما يضع الورقة دخل أحد دفاتره.

"أجل،أودُ ذلك."أجبت.

"سوف أستحمُ بسرعة و نخرج،حسناً؟."قال و هو يعتدلُ في جلسته ثم طبع قُبلة سريعة بجانبِ شفتاي و توجه لدورةِ المياه.

إبتسمت بهدوء..قَد يكون هاري هو حظي الجيد فس النِهاية.

إحتضنتُ وسادة هاري و دفنتُ وجهي بداخلها مُستنشقة رائحته المُميزة،و عدتُ أغمضُ عيناي.

"أل،هيّا إستيقظي يا فتاة.."همس هاري بجانبِ أُذني لأفتحَ عيني و قد لاحظتُ أنني غفوت مُجدداً اثناء احتضاني للوساده.

"حسناً لقد إستيقظت."تمتمتُ ثم وقفت و أخذت ملابسي و دخلتُ دورة المياه لأبدلها و بعد أن خرَجتُ كان هاري ينتظرُني على السرير و هو يلعبُ في هاتفهِ.

"هل أنتِ جاهزة للذهاب؟."سأل هو عندما لاحظ خروجي من دورةِ المياه.

"أجل.."

وقف و أمسكَ يدي ثمّ توجهنا للخارج..

دخلنا إلى مقهى صغير بعيداً عن المنطقةِ التي يوجدُ بِها الفُندق،بدى قديماً لكن كانت تنبعثُ منه رائحة القهوة الجميلة ممزوجة برائحة المخبوزاتِ الطازجة.

أخذنا طاولة بجانب النافذة و تقدمتِ النادلة العجوز اللطيفة لأخذ الطلباتِ.

"مرحباً..ما هو طلبكُما يا صغيرين؟."سألت العجوز و إبتسامة كبيرة إرتسمت على وجهها المليئ بالتجاعيد و لكنها لازالت تبدو جميلة رُغم سنها.

"أُريدُ قهوة عربيةمن فضلكِ سيدتي،دون سُكر."قلت لها بإبتسامة.

"قهوة عربية.. همم أختيارٌ جيّد، حبيبتُكَ تملكُ ذوقاً رفيعاً."إبتسمت و حدثت هاري.

هي تظنُ أننا حبيبين..هل أصححُ لها؟..هل نحنُ بالفعل حبيبان؟..هل نحن في علاقة؟..هل هاري يحبني؟..هو لم يتحدث.

أغمضت عيني لأتوقف عن تفكيري السلبي طوال الوقت.

"أجل، هيّ كذلك."قال هاري و إبتسامة واسعة إرتسمت على شفتاهُ قبلَ أن يَضع يده فوق يدي التي أضعُها فوق الطاولة.

"فليحفظكُما الرب،دقائق و سيكون الطلب جاهزاً."قالت ثم أخذت طلب هاري و أبتعدت عن الطاولة.

كالعادة أخذتُ أتحدث برفقة هاري عن أي شئ يَجول في خاطري حتى جاء طلبنا..

بعدَ إنتهائنا من الإفطار شكرنا السيدة العجوز ثم توجهنا للخارج و أخذنا نسيرُ في الشوارع بدون هدف،و أنا شاكرة لجمال الجو اليوم.

"هاري أنظر!. "أشرتُ ناحية إحدى الرِجال يُمسكُ بكاميرا و يلتقطُ صور للناس فأكملتُ حديثي قائلة:"هيا.. لنحصل على صورة تجمعنا سوياً."

و كنتُ أرغب في شئ تذكاري يجمعنا.

أومأ هاري ثم توجهنا للرجل الذي إبتسم نحونا قائلاً:"هل تُريدان الحصول على صورة؟."

"أجل.."أجبتهُ بذات الإبتسامة.

"حسناً تفضلا،سأحرصُ على جعل الصورة تنال إعجابكما." قال الرجُل بشغف.

نظرتُ لهاري الذي كان ينظرُ تجاهي مُسبقاً و إبتسم كِلانا قائلين:"شكراً لكَ." 

وقف هاري بجانبي ثم وضعَ يده حول خصري و قمتُ أنا بوضع يدي على صدره و أقتربتُ منه أكثر و أبتسم كِلانا.

و هكذا إلتقط الرجُل الصورة الأولى ثم فجأة قام هاري بحملي على ذراعيه مِما جعلني أصرخ فأطلق ضحكة رجولية بينما أنا إبتسمتُ بإتساع.

و هكذا..إلتقط الصورة الثانية.

ثمّ الثالثة..

قام هاري بإنزالي و توجهنا لأخذِ الصور من الرجل.

أخذتُ ثلاث صورٍ منه و كان هاري سيدفعُ الحِساب لكن الرجُل أخبره أنها مجانية من أجلنا و تمنى لنا يوماً طيباً.

كانت الصورة الأولى عبارة عني أنا و هاري عندما كان مُمسكاً بخصري و كِلانا يحملُ إبتسامة كبيرة على وجهه، و الثانية عِندما قام هاري بحملي فجأة كان هو يضحك و أنا أحملُ تعابيراً هَلِعة على وجهي فضحكتُ بقوة على منظري الأحمق، و الأخيرة كنتُ أنا مُبتسمة و أنظرُ إلى هاري الذي يحملُني و هو يضحك.

"هاري، إنهم رائعين سأخذهم كُلهم."قلت و أنا أنظر لهاري المُبتسم بالفعل يراقبني.

"لا، إن هذا غيرُ عادل سوف أخذُ واحدة."قال هاري.

ضحكتُ و أعطيته الثانية فأبتسم هو و قام بوضعِها في جيبِ بنطاله ثم وضع يده على كتفي و قربني إليه ثمّ أكملنا طريقنا..مَعاً.

-

حشوتُ فمي بأخرِ قطعة من كعكة الفانيلا التي أكلُها و أنا مُمددة فوق سريري و أشاهد فيلماً مُرعباً على التِلفاز.

هاري كان قد ذهب إلى عمله بالفعل بعد أن عُدنا مِن الخارج.

وميض شاشةِ هاتفي الذي يحملُ إسم أليسون جذب إنتباهي، أتذكرُ أننا حينَ تقابلنا أخر مرة في المقهى تبادلنا أرقام الهواتف. 

"مرحباً أليسون.."بادرتُ أنا فور أن أجبت.

"كيف حالُكِ ألي؟."هتفَ أليسون من الجهة الأخرى،لطالما كان أليسون الوحيد الذي يُناديني بألي منذُ أن كُنا صغاراً فإبتسمتُ بخفة لهذه الذكرى.

"أنا بأفضل حال أليسون، ماذا عنكَ ؟."سألت و أنا أعبث في خُصل شعري التي تُغطي وجهي.

"بخير.."ردّ بهدوء ثم أكمل حديثه قائلاً "ما رأيُكِ في الخروج و التسكع معي اليوم إذا لم تكوني مُنشغِلة؟."

أستطيع معرفة نبرة صوت أخي المُتردد و الخجول.

إبتسمت مُجيبة:
"حسناً لا مُشكلة إليسون، لنخرج سوياً."

"قومي بإرسال موقع إقامتكِ و سأتي لأخذكِ." قال بحماس مما جعل إبتسامتي تكبُر، لقد إشتقتُ لأخي بالفعل.

"حسناً سأُرسل لكَ الموقع الآن، وداعاً "قلت له و أغلقتُ الهاتف،أرسلتُ موقِع الفُندق له ثم ألقيت هاتفي بجانبي.

قفزتُ من فوق السرير، حصلتُ على حمامٍ سريع ثم توجهتُ للخزانة لأختيار ملابسي.

بدأتُ أنظرُ لملابسي التي في الخزانة بعدم رضى، لا أعلم ماذا علىَّ أن أرتدي.

في النهاية و بعد العديد من السبِ و الصُراخ قمتُ بإختيار تنورة سوداء تصلُ لفوق رُكبتاي و قميص زهري اللون مع حذاء أسود بكعبٍ عالي و تركتُ شعري مُنسدلاً.

إهتز هاتفي مُجدداً مُعلناً وصول رسالة وقد كان أليسون يُخبرني بوصوله.

خرجت من الغرفة و فور خروجي رأيتُ أليسون من بابِ الفُندق الزجاجي يقفُ بجانبِ سيارته و يلوحُ لي مع إبتسامة عريضة على شفتيه.

"مَرحباً أليكس، شُكراً لقبول دعوتي.."إقترب ليحتضن جسدي بين ذراعيه.

"لا مُشكلة أليسون."بادلتهُ العِناق و
ركبتُ بجانبه في السيارة ثم بدأ يقودُ السيارة بخفة في شوارع نيويورك.

أوقفَ أليسون السيارة بجانبِ أحد مطاعم البيتزا الإيطالية فقهقهت بخفة.. لازال يتذكرُ حبي الشديد للبيتزا.

"أنتَ لا زلت تتذكر؟."سألته مُبتسمة.

"وكَيف لي أن أنسَى؟"سأل هو في المُقابل.

دخلنا المطعم الذي كان مُزدحماً بالناس ثم توجهنا لأحد الطاولات و طلب أليسون أثنان بيتزا بالجبن، المُفضلة لدي.

و حقيقة أنه لازال يتذكر ما أحبُ تُشعرني..بالدفئ.

"كيف حال المعرض؟" بادر هو بالسؤال.

"جيدٌ للغاية، لقد أنهيتُ جميعَ اللوحات و أعتقد أنه تبقى أسبوع و أربعة أيام على يومِ المعرض."أجبته و أنا أرسمُ دوائر وهمية فوق خشبِ الطاولة الغامِق.

"لطالما كنتِ نشيطة و مُبكرة." قال أخي و إبتسامة حنين لاحظتُها على وجهه.. تذكرتُ أنه كان دائماً الفتى الكسول و أنا كنتُ نشيطة و أُنهي واجباتي المدرسية بسرعة.

"عكسكَ تماماً."ضحكتُ.

"أهه..كم أشتاقُ لوالداي"قال بإبتسامة صغيرة فأغمضت عيني لأدعوا لهما.

"لا بأس..، إنهُما بالتأكيد في مكان أفضل و أكثر راحة الآن." قلت مواسيةً.

وضع النادل البيتزا أمامنا مُقاطعاً الحديث فنسيتُ تماماً أمر حُزني و أخذتُ ألتهمها غير مهتمة لأليسون الذي بدأ يضحك.

فور إنتهائنا من تناول الطعام و قضاء الوقت الذي لم يخلوا من نكات أليسون عن أي شئ خرجنا من المَطعم بعد أن دفع أليسون الحساب ثم توجهنا لعربة المثلجات التي كانت تقفُ قريباً من المطعم.

"ما هي النكهة التي أصبحتِ تُفضلين أم أنها لازالت الفراولة؟."سأل أليسون فنظرتُ للعربة في حيرة، جميعُ النكهاتِ أصبحت من مفضلاتي.

"رُبما سأخذ مزيجاً مِن كُل شئ."أجبته.

إبتاع لي أليسون المُثلجات ثم تنزهنا قليلاً في الأرجاء.

شعرتُ بالشبع و بأنني لن أستطيع إكمال المُثلجات فقررتُ فعل شئ مجنون إعتدتُ على فِعله مع أليسون.

"أليسون!، أُنظر ماذا يوجد على المثلجاتِ خاصتي.."قلتُ لأليسون و أنا أصطنع الخوف.

"ماذا هُناك؟."تسَائل و هو يقترب من المُثلجات و ينظرُ بإهتمام عليها.

وبحركة سريعة قمتُ بدفع المُثلجاتِ على وجهه و لطخته بالكامل فإنتفض هو بفزع عائداً للوراء و ضحكتُ أنا بقوة لدرجة أنني كدتُ أختنقُ بلُعابي.

"أوه يا إلهي أليكس!، لازلتي تفتعلين المقالب لقد ظننتُ بأنكِ نضجتي يا فتاه.."ضحك أليسون و هو يمسحُ وجهه المُلطخ بالمثلجات مستخدماً منديلاً.

أخذتُ نفساً عميقاً في مُحاولة للتوقفِ عن الضحك:"يا إلهي أليسون، لازلت أحمقاً و يسهلُ الإيقاعُ بكَ.

"لقد إشتقتُ لكِ حقاً.." إقترب مني ثم قام بإحتضاني فبادلته بصدرٍ رحب و أنا أبتسم.

مع نهاية اليوم قام أليسون بإيصالي للفُندق ثمّ ودعني و تمنى لي ليّلة سعيدة و شكرني على ذلك اليَوم الجميل.

دخلتُ للغرفة و أنا أشعرُ بالإرهاق فَجدتُ هاري يُشاهد التلفاز و يأكلُ كُراتِ الجبن التي قمتُ بشرائها صباحاً لي.

"هيِي، هاري كراتُ الجبن تلكَ كانت ملكي."هتفتُ بضيق و أنا أقتربُ منه.

"لا بأس، إهدأي سوف أقوم بشراء كُرات جبن أُخرى من أجلكِ." قال هاري و هو يبتسم مُتثائباً.

كَم هو لطيف..

"حسناً،لا تَنسى و كذلك أنا سوف أكلها وحدي جميعها."

"حسناً موافق.."قال هاري ثم وقف وتقدم نحوي و قام بإحتوائي بين ذراعيه فبادلته العِناق.

"كيفَ كان حالكِ بدوني في السَاعات الأخيرة؟."سأل بهمس بجانب أذني.

"جيّدة.."أجبته لأزعجه.

فقهقه ثمّ عاد يسأل:
"هَل يُمكنني السؤال أين كنتي؟."

"لَقد كُنت أتسكعُ برفقة أليسون."أجبته فعقدَ هاري حاجبيه.

"إنهُ أخي."وضحتُ فإبتسَم مجدداً و هو يقول:"يَبدو أن الأمور بينكما أصبحت جيّدة،لازلتُ أتذكر تلك الليلة."

أستطيع معرفة أنه يُشير إلى تلك المرة التي تناولت فيها الكحول حتى ثَملت.

"أجل، لقَد إعتذر وكان يطلبُ مني أن أسامحهُ كَثيراً حتى فعلتُ."قلتُ له و أنا أخلعُ حذائي و أتجه لدورة المياه.

قمتُ بتغيير ملابسي و غسلتُ وجهي ويدي ثمّ فرشتُ أسناني و خرجتُ.

"ما رأيُكِ في قضاء الوقت معاً في الغُرفة غداً؟أتملكين أي خُطط؟."سأل هاري و هو يُلقي بجسده على سريره.

"لا بأس،لا أملك أي شئ لأفعله." أجبته ثم توجهتُ للنوم فوق سَريري.

"تُصبحين على خير."همسَ هاري.

"و لكَ أيضاً."اخبرته،في المُقابل ثم أعطيته ظهري و إستعددتُ للنوم.

"أليكس."

"أجل؟."نظرتُ نَحوه.

" هل يُمكنني النوم بجانبكِ الليلة؟،"قال لي.

فتحتُ ذراعي ليأتي و يستلقي بجانبي قائِلة:
"يُمكنكَ النوم بجانبي كُل ليلةٍ هاري."

-

رأيُكم؟.

شُكراً جداً 40k بَحبكم أوي و الله💕

جود باي.

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top