١٥
"لوي! أتملكُ علبة إسعافات أولية؟"سألت لوي الثمِل و الذي يرقصُ بجنون.
"ماذا؟"صرخ يضع يديه بجانب أذنه.
"هل تملكُ علبة إسعافات أولية؟!"صرختُ بصوتٍ أعلى.
"أوه اجل،انها في حمامي الشخصي في غرفتي."ردّ بينما يحرك رأسه مع الموسيقى.
"أين هيّ غرفتكَ لوي؟"تذمرتُ بضيق.
"لا أعلم.."ضحك بينما يرتشف من زجاجة ما لأتنهد متجهة نحو هاري الجالس على الأريكة.
"تعال معي."أخبرته ليقف مُتسائلاً:"إلى أين؟."
"علينا تعقيم ذلك الجرح في يديك."اخبرته ناظرةً نحو يده التي جُرِحت مِن ضربه القوى للنادل الذي ذهب بالفعل و جاء أخر.
"أليكس،لا بأس إنه ليس بالأمر المهم على اية حال."قال هاري لأتنهد.
"هيّا هاري."سحبته من يده الغير مصابة لأخذ السلالم متجهين للطباق العلوي بحثاً عن غُرفة لوي.
"أتعلم أين هيّ غرفة نوم صديقك؟."سألته ليتوتر ناظراً حوله.
"أمم،لا لقد نسيت."ردّ.
هذا غريب.
"حسناً لنبحث عنها."أخبرته و بدأنا نبحث بالفعل حتى وجدنها أخيراً وسط العديدِ مِن الغُرف.
دخلنا وجلسَ هاري على سرير لوي و بدأتُ أنا بالبحث عن علبة الإسعافاتِ داخِل دورة المياه.
"ها هيّ ذا."تمتمتُ مُمسكةً بالعلبة و عدتُ نحو هاري.
جثيتُ على ركبتي أمامه و اخرجت السائل المُعقم و بدأت بوضعه على يد هاري الذي تأوه.
"أسفة."همستُ مكملةً عملي و بعد أن إنتهيت أخرجت رباط أبيض (الشَاش) و قمتُ بلف يده المجروحة.
"أفضل؟."سألتُ أتحسس يده بأصابعي.
"أجل،شكراً أل."قال مُبتسماً لأبادله الإبتسامة و أقف من مكاني.
"هيّا،اتريد الخروج مجدداً؟."سألته ليومئ فإتجهت نحو الباب قبل أن يناديني هاري.
"أليكس."
"أجل؟."نظرت نحوه.
إقترب مني و إحتضنني قائلاً:"شُكراً لكِ."
-
ما حدثَ كان أخر ما أتذكره مِن ليلة أمس،لازلتُ أشعرُ بالصداع فقد شربتُ كثيراً بعدها و لَم أستطع النوم جيّداً.
وقفتُ أمام باب غرفتنا الفندقية،إرتديتُ معطفي و نظرتُ لهاري النائم بعمق على سريره و هو لا يزالُ مُرتدياً ملابس أمس.
أنا لا أتذكر حتى كيف عُدنا.
تركته نائِماً و هممتُ بالذهاب إلى الصيدلية القريبة لشراءِ دواءٍ لألم الرأس.
إبتسمتُ بهدوء فورَ خروجي من باب الفندق،و أنا أستمعُ إلى صوتِ الطيور و أنظرُ للسماءِ الصافية و ضوءِ الشمس الخافت.الساعةُ الخامسة و النصف صباحاً و شوارع نيويورك هادئة تماماً عدا بعضُ المتاجر و المقاهي التي تفتحُ مُبكراً و الناس يسعونَ من أجل رزقهم.
توجهتُ بالفعل إلى الصيدلية و قمتُ بإبتياع ما أحتاج ثم توجهتُ لأجلس على أحد المقاعِد القريبة لرغبتي في تأمل المكان.
الأمرُ يشعرني بشعور جيّد و مريح للأعصاب و هذا ما أحب.
فقط أنا و السماء و الهدوء يعمُ المكان،صفاء تام للذهن.
بعد نصفِ ساعة من تأملي توجهتُ إلى أحد المقاهي و قمت بشراء كوبين من القهوة لهاري و لي و بعضُ الفطائر و عدتُ أدراجي إلى الفُندق مجدداً.
دخلتُ إلى الغرفة فوجدت هاري تماماً كما تركته دون أن يتحركَ إنشاً واحِداً.
إتجهتُ لأقفَ أمام هاري أفكر في طريقةٍ لإيقاظه.
و بعد تفكيرٍ طويل قررتُ إستعمال طريقة أمي القديمة و هيّ إلقاء مياه باردة عليه.
و بالفعل أحضرتُ زجاجة مياه و ألقيتها على جسده الذي إرتجف.
أستيقظ هاري فزعاً و هو يصرخ:"يا إلهي،تبّاً."
إرتفعت زوايا شفتاي في إبتسامة ثمّ بدأتُ أضحك كما كانت تفعل أمي تماماً.
أعلم أن هاري سيغضب الآن كما كنت افعلُ أنا.
"هل تمزحين،أليكس؟."تنهدَ هاري و هو يعقد حاجبيه بإنزعاج ثم تمددَ مُجدداً على السرير و قام بوضع الوسادة فوق وجهه.
هل حقاً عاد للنوم بسهولة حتى و هو مُبتل؟.
"هيّا هاري إستيقظ، لقد أحضرت القهوة بالتأكيد أصبحت باردة الآن بسببك."حاولتُ سحب الوسادة مجدداً بعيداً عنه.
"أريد النوم."تذمر و هو يسحب الوسادة مني.
حاولتُ إيقاظه مُجدداً و لكنه يقول في كُل مرة:"أتركيني أليكس أُريد النوم."
لذلك قررتُ الإستسلام.
"حسناً هاري كما تُريد،لا تستيقظ."قلت له بإستسلام و حرصتُ على جعل نبرتي غاضبة قليّلاً
و توجهتُ للطاولة لكي أشرب القهوة و أكل الفطائر من دونه.
وقف هاري فجأة بهدوء ثمّ دخل إلى دورة المياه مُغلقاً الباب لابتسم.
دقائق و سمعته يهتف بإسمي.
"أجل هاري؟."إقتربت من الباب.
"هل يمكنكِ إحضار بعض الملابس لي؟."سأل.
"بالتأكيد."أجبته ثمّ إتجهت نحو الجزء الخاص به من الدولاب الذي نتشاركه.
أحضرت له ملابس دافئة و طرقتُ باب دورة المياه.
فتح جزء من الباب و إختبئ وراءه ثمّ مد يده لأعطيه ملابسه ضاحكة.
عدتُ أجلس على الطاولة.
"إنتظريني."فتح هاري الباب ثم قفز بجانبي و أخذ كوب القهوة الخاص به.
"من الجيد أنكَ إستيقظت."
"لم أستطع مقاومة رائحة قهوتي."إبتسم بتكلف لأتجاهل سخريته.
"حسناً هل لديكَ خُطط لليوم؟."سألته أرتشف من قهوتي الدافئة.
"لا أعلم،أنا لدي عمل اليوم مساءً،أما الآن فأنا متفرغ تماماً و يمكننا التنزه و الذهاب إلى السينما أو غيره."قال هاري يأكل بعضاً من فطيرته.
"لديك عمل اليوم؟."عدتُ اسأله دون أن أعي.
ضحك هاري مُجيباً:"أجل،لكن في المساء أما الآن يُمكننا قضاء الوقتِ معاً كما نفعل."
"إذن أنهي فطُورك بسرعة و لنتنزه لا أريد تضييع الوقتِ."أخبرته و أنا أضع الفطائر في فمي بسرعة.
"حسناً،لكن لا تأكلي بسرعة كبيرة حتى لا تختنقي."إبتسم لأومئ.
أنتهيتُ من الإفطار ثم قمت بتبديل ملابسي،إرتديتُ جينز أزرق داكن،سترة بيضاء و معطف أسود ثمّ و ادخلت قدمي في حذائي الرياضي الأبيض.
خرج هاري من دورة المياه بعد أن أخبرته أنني إنتهيت لأجده يرتدي نفس ملابسي و لكنه قد إرتدى معطف بُني اللون،نظر كلانا نحو الأخر بتفاجؤ ثم إبتسمنا.
"إنتظري قليلاً،أنا أملكُ معطفاً أسود سوف أرتديه."قال هاري و هو يتجه للخزانة و أخرج مِعطفاً أسود و قام بإرتدائه.
"كيف أبدو الآن؟هل ابدو كشخصٍ يُدعى أليكس؟."مازح و هو يضحك.
"تبدو وسيماً و لكنك سخيف."أجبته ضاحكة.
"جيّد،أنا وسيم و لم أستمع للجزء الخاص بكوني سخيف،هيّا لنذهب." قال هاري و هو يفتح باب الغُرفة.
خرجنا بالفعل و بدأنا نتنزه في الشوارع دون وجهةِ مُحددة و قد كان الجو لطيفاً.
بعدها توجهنا إلى مُتحف ما يقول هاري أنه معروف في هذه المنطقة.
تفاجأتُ من كمية المعلومات التاريخية التي يعرُفها هاري هو فقط شرح لي تفاصيل حياة كُل تمثال نقفُ أمامه مع ذكر التواريخ.
لطالما كرهتُ التاريخ.
"إلهي،هاري كيف تعرف كُل تلك المعلومات؟."سألته بإعجاب بمهاراته.
"في الحقيقة،أنا أحبُ التاريخ منذُ صِغري."قال بهدوء و هو يبتسم و ينظرُ إلى أحد التماثيل العِملاقة بجانبه.
بدى لي و كأنه يتذكر ذكرى ما من طفولته.
توجهنا بعد الخروج مِن المُتحف إلى السينما و شاهدنا فيلماً غريباً لم أفهمه و لكن مشاهدة فيلم ما مع سخرية هاري المتواصلة يجعل الأمر ممتع.
و بعد أن إنتهينا من جولتنا لليوم قام هاري بإيصالي إلى الفُندق مُجدداً.
"هل إستمتعتي؟."تسائل هاري و نحن نقف امام الفندق.
"أوه،أجل كثيراً."إبتسمت له.
"هل ستتأخر الليلة؟."سألته في المُقابِل.
"أنا لا أعلم."ردّ هاري و هو يمسح خلف رقبته.
"تذكر،لا كسر للقواعد في تمام الساعة الحادية عشر مساءً يجبُ عليك أن تكون في الغرفة."مازحته.
"أعدكِ سأكون هنّا."ضحك.
"حسناً،أراكَ لاحقاً إذن."لوحتُ له متجهةً لداخل الفندق.
-
الملل كان هذا هو الشعور المسيطر علىّ و أنا أجلسُ في غُرفة الفُندق وحدي،هاتفتُ لورينا و دعوتها للخروج معاً و لكنها مُنشغلة و كذلك مايك.
يبدو أن باقى اليوم سأمضيه مع التلفاز.
قررتُ النزول إلى متجر البقالة القريب من الفُندق لقتل الوقت و شراء بعض المُقرمشات و المشروبات الغازية لاشاهد التلفاز.
إرتديتُ معطفي و أخذت بعض الأموال و إتجهت خارِجاً.
في الطريق إلى المتجر كان المكان حولي مظلماً قليّلاً و لم يكن هُناك أي بشري يمشي في نفس الطريق.
ضممتُ معطفي إلى صدري لشعوري بعدم الأمان و أكملتُ طريقي مُسرعة.
أخذتُ أسرع في خطواتي لأصل إلى الشارع الرئيسي و لكن قام أحدهم بدفعي بقوة إلى الحائط.
"مرحباً.."امسك رجل ما بي و إبتسم.
لم أجِب و دفعته عني بقوة و لكنه عاود إمساكي مُجدداً.
"أعطيني المال الذي بحوزتكِ و إلا فجرتُ رأسكِ حالاً!"صرخ ذلك اللصُ في وجهي و أخرج مسدساً و وجهه إلى رأسي.
إرتجف جسدي في خوف من شعوري بمعدن المسدس البارد بجانب رأسي فتحدثت قائلة:"حـ حسناً."
وضعتُ يدي في جيب معطفي لإخراج المال و قبل أن أعطيه للص.
صرخ أحدهم لم استطع رؤيته من ورائه.
"إرفع يديك في الهواءِ و ألقي سلاحك أرضاً."هتفَ ذلك الشخص و الذي إتضح أنه شُرطي يوجه مسدسه نحو اللص المُمسك بي.
صمتَ اللص و لم يتحرك فعاود الشرطي الصراخ مقترباً منا ففعل اللص كما طلب الشرطي و إبتعد عني واضعاً مُسدسه أرضاً.
ركض الشرطي نحو اللص و قام بتكبيل يديه و قام بوضعه في سيارته و توجه عائداً نحوي.
"هل أنتِ بخير أنستي.؟"سأل مُمسكاً بكتفي.
أنا لا أشعر بقدماي.
"مِن حُسن حظكِ أنني كنتُ ماراً من هنا."قال لأبتسم بضعف كشكر له.
"أجل."تمتمت و أنا لازلتُ أشعر بقلبي ينبضُ بقوة من الخوف.
"تعالي معي."قربني من سيارته ثمّ أخرج منها زجاجة ماء و مدها نحوي لأشرب.
"أرجوكِ توجهي معي إلى قسم الشرطة حتى تُمضي بإسمكِ في محضرٍ ضده للإعتداء عليكِ."قال بهدوء و أنا أومأت،أدخل معه في سيارته.
وصلنا و دخلتُ إلى مركز الشرطة المكتظ بالناس و أصوات غريبة منتشرة في الأرجاء.
"تفضلي معي."قال الشرطي الشاب بأدب و هو يوجهني إلى مكتبه.
جلستُ في الكرسي أمام مكتبه و أحضر هو ورقة قرأتها و مُجملها هو أننّي أريد إدخال ذلك اللص إلى السجن.
و هذا بالفعل ما أريده.
قمتُ بالإمضاءِ على الورقة و أحضر لي الشرطي عصير ما فشربته و شكرته ثمّ وقفتُ مستعدةً للذهاب.
توجهت نحو باب مركز الشرطة و قبل أن أفتحه حتى،إستمعتُ إلى صوت شخص ما يهتف قائلاً:"سيد هاري!،إن المُتهم في غُرفة الحجز في إنتظارك لإستجوابه."
رفعتُ عيني بسرعة و رأيت هاري يمشي و بجانبه رجل ما ثمّ دخل كلاهما إلى غُرفة كبيرة و أغلق هاري الباب خلفهُ.
هاري؟.
••
هولاا 💙🌚
رأيّكم في السربرايز؟.
فولو ليّا لو سمحتوا xEmmaa_x عايزة أوصل ألف.
بحبّكم إيمازز.
باي!💕
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top