ثلاث طرقات!
صلوا على الرسول صلى الله عليه وسلم.
البارت 1197 كلمة
لا تنسوا ترك الكثير من التعليقات على فقراتكم المفضلة.
قراءة ممتعة♡
******************
تم استدعائي لحالة طارئة في المستشفى. أركض بسرعة عالية نحو غرفة الإسعاف، وقلبي ينبض بشدة.
دخلت الغرفة ووجدت الفريق الطبي ينتظرني بترقب. الطبيب المشرف جونثان يقف بجانب السرير، والطبيبة أماندا والطبيب إيرك يقفان أيضًا في استعداد تام. لاحظت الشخص الذي يعاني من ارتفاع ضغط الدم يدخل الغرفة، ووجهه يعكس الألم الذي يعانيه.
تقدمت بخطوات سريعة نحو الرجل لأساعده في التسلق على سرير الإسعاف. شعرت بقوة ضغط الدم في راحة يدي وأنا أوجهه بلطف نحو وضعية مناسبة على السرير.
قمت بتوصيله بأجهزة الرصد لمتابعة حالته الحيوية، ثم نظرت إلى الشاشة لأرى أرقام ضغط الدم المرتفعة جدًا ونبضات قلبه غير المنتظمة.
أبلغت الطبيب جونثان فورًا بالقراءات وأنا أنتظر توجيهاته السريعة والحاسمة.
اقترب جونثان من المريض وبدأ في تقييم حالته. طلب مني توفير المعلومات الضرورية عن تاريخ المريض الطبي والأعراض التي يشعر بها، بينما بدأ هو في إجراء فحص القلب والرئتين بدقة وتقييم العلامات الحيوية له.
أدركنا أننا نواجه أزمة قلبية حادة وأن الوقت يلعب دورًا حاسمًا في إنقاذ حياة هذا الشخص، لذا حاولت أن أنفذ كل التوجيهات التي أتلقيها بسرعة.
تحركت أماندا بسرعة، تقوم بإعداد الأدوية المناسبة للتخفيف من الألم وتنظيم ضغط الدم. راقبتها بإعجاب، مثنيًا على سرعتها في التصرف.
عدت بنظري لألقي نظرة على المريض ثم على جهاز الرصد، ولاحظت تغيرًا تدريجيًا في حالته حيث بدأ ضغط دمه ينخفض بالفعل.
أخيرًا، تنفست الصعداء لأخبر جونثان الذي ابتسم بفخر كالعادة. صحيح أنه يوبخنا في غالب الأحيان، لكنه لا يستطيع نكران أننا فريقه الأفضل.
ابتعدت عنه لأذهب وأطمئن على باقي الحالات كعمل روتيني، وبعد ما يقارب الساعتين كنت قد انتهيت من تفقدهم ومساعدة جونثان في إسعاف حالة أخرى قدمت مؤخرًا.
أشعر بالإرهاق ويبدو أن ظهري قد بلغ سن السبعين من شدة الألم. اتجهت إلى الخارج لأستنشق الهواء النقي بدلاً من ذلك الذي يتخلله رائحة المشفى.
لفتت انتباهي فتاة ذات شعر أحمر يصل إلى أسفل ظهرها قليلاً وهي تقف متكئة على الحائط المقابل، تحدق بي.
رغم أن المسافة بيننا لا تسمح لي برؤية ملامح وجهها تمامًا، إلا أنني أستطيع أن أجزم بأنها تنظر نحوي.
عندما كنت أنوي التحرك نحوها لأعبر إلى الجانب الآخر، مرت سيارة من أمامي، وفي لحظة اختفت الفتاة عن مرأى بصري.
التفت نحو شرطي الأمن الذي كان يقف بجانبي وسألته بسرعة: "هل رأيت تلك الفتاة ذات الشعر الأحمر التي كانت تقف هنا منذ دقائق؟"
هز رأسه وأخبرني أنه لم يرها. شعرت بالريبة وقررت تجاوز الأمر، ربما كانت مجرد خيالات تخيلتها.
مرت الساعات وكان اليوم مناوبتي، مما يعني أنني سأبيت في المشفى.
ودعتني أماندا قبل مغادرتها وأخبرتني أنه يجب عليَّ أن أشرب القهوة. ضحكت لأنني فهمت تلميحها. الجميع هنا يسخر مني بسبب نومي المستمر في ليلة الدوام الخاصة بي.
ليس ذنبي أن الكافيين لا يؤثر عليَّ!
في طريقي إلى غرفة الإسعاف، قابلت السيدة ليندا التي قالت: "مرحبًا يا بني" عندما وقفت أمامها لأصافحها.
رحبت بالتحية وأجبت قائلًا: "انتظري هنا، سأذهب لأحضر لك الكتاب الذي طلبته". أومأت بإيجابية في حين سارعت إلى غرفة تغيير الملابس.
فتحت الخزانة لأخرج الكتاب الذي طلبته وألقيت نظرة سريعة على تلك المفكرة. في الصباح، لم أتمكن من قراءة تلك الجملة، وفي الحقيقة، لم أكن أنوي قراءتها. كنت أعتزم تمزيق الورقة، فأنا لا أحب أن أرى أي خربشات في مفكرتي سوى تلك التي أكتبها بيدي.
أغلقت الخزانة وقررت التخلص من تلك الورقة في وقت لاحق، فالآن عليَّ التركيز على عملي فقط.
سلمت الكتاب للسيدة ليندا، وشكرتني بحرارة، وختمت كلماتها بإخباري أنها ستأتي لزيارة والدتي قريبًا.
عدت إلى مكاني في قسم الإسعاف، ولكن تجمدت عندما وجدت الفتاة ذات الشعر الأحمر نائمة على السرير.
علمت أنها كانت تعاني، وشكرًا لله أن الفريق قد أنقذها في غيابي.
أثناء التحديق في السرير الذي ترقد عليه، التفتت نحوي ناظرة إليَّ دون أن ترمش.
شعرت بأنها تتصرف بشكل غريب، وعلى أي حال، كانت بحاجة للمساعدة بالتأكيد.
تقدمت نحوها، مصممًا على فحص وظائفها الحيوية، ولكنها شتت أفكاري عندما أمسكت بيدي بقوة، بقوة لا يمكن لأي فتاة امتلاكها. للحظة، ظننت أن عظامي ستنكسر، فانتزعت يدي منها بسرعة.
تألمت بصمت، وسألتها بشكل متوتر: "هل تحتاجين إلى مساعدة؟" أومأت برأسها بسرعة، ثم جلست وقالت بهمس: "قُلها".
حدقت بها دون فهم، وبدأت أشعر بالقلق من تصرفاتها. هل تعاني من أعراض سكتة دماغية؟ فهي تتحدث بعبارات غامضة. رفعت رأسي لأرى أجهزتها الحيوية، ولكن لصدمتي، كانت جميعها تشير إلى الرقم صفر!
هذا يعني أنها ميتة.
"ناثان، استيقظ وساعدني!" استفقت قلقًا بعد سماعي لصراخ إيرك، الذي اندفع باتجاه قسم الإسعاف، وبالفعل قمت بمتابعته.
كان تفكيري مشتتًا، فقد بدا ذلك الحلم كأنه حقيقة. هل أعجبت بلون شعرها وطوله الغريب حتى حلمت بها؟ صدفة؟ لا أعلم.
"ناثان، أعطها حقنة أدرينالين على الفور!" أفاقني صراخ إيرك من سباتي، فقمت بالقيام بما طلبه في هذه الحالة. وبعد مدة من الزمن، تمكنا من جعل حالتها تستقر ثم تركناها لأطباء وممرضين آخرين ليهتموا بها.
"ما بالك يا رجل! لم تكن كعادتك، كدنا نفقد هذه الحالة بسبب انشغالك!" نهرني إيرك عندما كنا نغسل أيدينا في دورة المياه. ثم أضاف قائلاً: "إن كنت ستتصرف هكذا دائمًا، خذ إجازة لمدة شهر على الأقل!" ثم صفع الباب وخرج.
شعرت بالأسف حقًا، وفعلًا كان عليَّ تناول كوب من القهوة لأتمكن من البقاء واعيًا أكثر. غسلت وجهي لأستعيد تركيزي قليلاً، ثم رفعت رأسي لأنظر إلى انعكاسي في المرآة، لاحظت الإرهاق بادٍ على وجهي. فجأة، انقطعت الأضواء وعادت بسرعة، فوجدت كلمات مكتوبة على المرآة باللون الأحمر، أو... أو الدماء. كانت تقول:
"إنكيباموس لودوم".
إنها الجملة من تلك المفكرة!
تراجعت إلى الخلف بخوف، وعيني تتنقل بحذر بين الحروف، لكنها اختفت. خرجت بسرعة هائلة إلى خزانتي وفتحتها لأنتزع تلك المفكرة، عازمًا على تمزيق الورقة الأولى. حاولت تمزيقها، ولكنني فشلت؛ بدت وكأنها مصنوعة من الحديد، لا الورق.
"تبا!" صرخت بفقدان الأمل، ورميتها في الخزانة بعنف.
ما الذي يحدث لي؟ هل أنا في حلم؟
خرجت من غرفة تبديل الملابس وعدت للتحقق من الحالات، لكنني تجمدت في مكاني عندما رأيتها. كانت نائمة على السرير بأقصى زاوية الغرفة على الجانب الأيسر، تمامًا كما رأيتها في حلمي.
هل أنا في حلم؟ هذا هو السؤال الوحيد الذي راودني في تلك اللحظة.
توجهت نحوها بخطوات مترددة لأقف بجانبها.
"من أنت؟" سألتها بهدوء.
نظرت نحوي وقالت: "كررها ثلاث مرات وسأختفي." ثم قامت لتغادر غرفة الإسعاف بهدوء.
تقدم إيرك نحوي قائلاً بلهجة ساخرة: "لماذا لا تزال واقفًا بدون عمل؟ هل أنت معجب بهذا السرير؟" ثم مر من جانبي، تاركًا إياي في حالة من الحيرة.
هل أنا الوحيد الذي يراها يا ترى؟
عندما خطرت لي هذه الفكرة، توجهت على الفور إلى مكتب الاستقبال. كانت الموظفة تجلس هناك تحتسي قهوتها، ويبدو أنها على وشك النوم، مثل الكثيرين هنا في هذا الوقت المتأخر. فالساعة الآن الثانية صباحًا.
"هل دخلت فتاة ذات شعر أحمر طويل، قصيرة القامة قليلًا وتبدو في منتصف العشرينات؟" سألتها بترقب.
"هل تعرف اسمها؟" ردت بينما سحبت سجل الدخول، لكنني نفيت قائلًا: "لا أعلم، ولكن مواصفاتها مميزة قليلًا، هل رأيتها؟"
رفعت عينيها نحوي ثم أشارت إلى كوب القهوة وقالت بتهكم: "هذا هو الكوب السابع الذي أشربه اليوم، أشكر الله أنني ما زلت أستطيع التعرف عليك!"، ثم أشاحت بنظرها بعيدًا.
هذا لا يساعد البتة. التفت عائدًا للغرفة التي سأبيت فيها الليلة، بعقل مضطرب.
قاطع انغماسي بأفكاري صوت طرقات، بينما كنت أعبر الممر الأخير المؤدي إلى غرفتي.
نظرت حولي، أراقب الغرف علني أكتشف مصدر الصوت. في كل خطوة أخطوها، كان الصوت يزداد إزعاجًا. لكن ما لفتني هو أن النغم كان ثابتًا.
لقد كان... ثلاث طرقات!
يتبع..
****************
تاريخ النشر 18/8/2023.
رأيكم بالبارت؟
توقعاتكم للقادم؟
طريقة السرد؟
ماذا ستفعلون إن كنتم بمكانه؟
أترك دعوة لي ولك المثل ان شاء الله
التحديث أسبوعي بأذن الله.
إلى اللقاء.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top