« نحو العُمق.»

- لقد حان الوقت، متحمسة أكثر منكم (✷‿✷)


الأغنية فوق ✔️، أصلا كلكم عارفين ألبوم هالزي حرك أصابعي و نفض عقلي.

مهم قبل البدأ:

هذه الرواية جزء ثاني من رواية« داكن »
مهما حاولت فصلها تبقى أمور مرتبطة لذا إن كنتَ ستقرأ داكن فبعض الأشياء هنا تعتبر حرق، لذا إبدأ بداكن أولا.

إذا لا، فتوضيح الأمور واجبي و باب الأسئلة مفتوح رغم الشرح.

أغلبكم رح يكون من قراء داكن لذا خبر سعيد لكم: طلباتكم بمشاهد للثنائي تايلو مجابة و رح أكثر منها لول

إذا إضافة للتركيز على سوكا، رح نركز بلولا و تايهيونغ و للأمانة تحول لولا يستاهل رواية لحاله..

.
استمتعوا ♡

________________________

___

أركض معَ الذئاب..
عمقَ الغاب، نظرة للسحَاب
قبل أن تقفزَ حافة الجبل،
هذهِ هي اللحظة، للتقدم،
خطوة، اندفعَ
وثَب.

____________________

______

للتماثيل أرواح، و للأماكن رائحة.
الأشخاص دومًا يطوف حولهم لونٌ ما.

و على الطريق المبتلّ بالزيت و مطر سابقٍ، كانت كل ما تستطيع شمّه هو رائحة الموت القادم و كل ما تراهُ هو لون الدم الأحمر،
يلوح أهدافهَا في المبنى الذي تتربّصه.

خطوات حذائها الثقيل رقرقت بركَ المياه الصغيرة فوق الإسفلت.

السماء أضائت المكان جيدًا رغم ليلها فلم تحتج لمساعدة.

فقط خنجريها ذوي الرؤوسِ الثلاثة في جيبي سروالها الثخين و قميص زيتوني يُظهر خصرها الممشوق.

تسير نحو هدفها دون حاجة لتمويه، الثقة التي داخلها تجلّت تُصدر بيانا في ملامحها التي ازدادَت نضجًا و حُسنًا يغشى البصر.


جهازها السمعي تلقى اتصَالا، تحرك القفاّز مع حركة أصابعها نحو أذنها تتلقى الصوت المألوف.

-- رجلي المفضّل..--

-- آخر مرة تأكدت، لم يكُن أنا، توقفِ عن تملقي لدحض ما فعلتِه.--

قهقهت بسبب نبرتهِ المرهقة و هبوط صوته آخر حديثه في جرف الغضب.

--هل تخاطبُ قائدتكَ بهذه الطريقة الآن؟--
لعبت الحوار ببراعة، لكنه أبرع.

-- تخاطبين مدربكِ بهذه الطريقة، همم؟
على كل، ليس لومكِ على ذهابك وحدك هو
سبب إتصالي..

القائد يطلبُ إلتحاقكِ به.--

توقفت في مكانهَا و سريعا كانت تخفي جسدَها بحائط مبنى جانبي، تراقب خروجَ هيئة ضبابية في الظلمة.

و من الموقع الذي تتجه له، فظلّت تتأرجح بين احتمالين، أتقتلهُ أم تستعمله.

جانبًا للتفكير بما قاله، عليها أن تجيب الهادىء فجأة ينتظر ردها.

-- و كيف يتوقّع قائدك هذا سفري آلاف الكيلومترات في أي موعدٍ قريب
في حين علي التمرّغ بين الأعمال التي
تركَها بعهدتي؟--

أتاها تنهّده قبل صوته الرزين، هو لطالما ذكرها بأن نسختكَ الأفضل تخرج بعد المآسي الأعظم،

كمأساته تماما، مثلها.

-- الطقوس تحتاجُ وجودكِ كما يبدو.--

صمتت تدرسُ المكان حولها فأضاف.

-- سوكادور أيضا سيقدّر ذلك كما تعلمين، لولا...--

أخذت نفسًا، تجهز جسدها للهجوم.

-- أنا على وشكِ ركل بعض أكلة اللحوم
جين، وافيني بتفاصيل الرحلة عندما
أعود و أنتهي من حمامي.--

-- علمَ..


جونكوك ذاهب معكِ--

عادت للخلف فجأةً تشعر أنها ستنفجر.

-- لا، لا بحقّ الرب!--
صاحت فضحكَ جين عبر الخط، لكنها سمعت أصواتا صادرة من الموقع و أفاقت لحقيقة أنها كشفت نفسها لحد ما.

شتمت مجددًا و أغلقت الخط، تسلقت الجدار و كان من اليسير ذلك لأنهُ بسبب حنقها...

ماريَا..
قد أوشكَت الظهور، عيناها داكنة الظلام و روحها المتمرّدة و المدمرة.

و هي تحبُّ القتل لأن الأحمَر كان دوما يبدُو مثاليًا على لولا مارغريت دوايت..

قائدة الإلاغونز.

و في تلك اللية لولا أنهَت أمر مجموعة آكلي لحوم مكونة من خمسة عشر فردًا
وحدها.

______________________

________

سماءٌ يأكلهَا الغسق، تُبتلع الشمس في الأفق ببطءٍ و الغروب من هذا الإرتفاع فاتنٌ مهيب.

فوق مرآة السماء حلّقت الطائرةُ الخاصة "إيكاروس، 7"

بلونهَا البرونزي و الأسوَد و رسمٍ عصري لغراب حالكٍ على خصرها، كانت مميزة التصميم و سرية التحركَات، صُنعت لمسيري العالم
المخفي عنّا.

العائلة التي حرّرت مخلوقاتٍ عديدة من قبضة الميلغاليتيرو، منظمةٌ تحكمت و طالت أياديها البطشة عُمق السياسة و عصبَ الجماعات الحية.

آل إلاغون،
كنوعهم: أسيادٌ ملعونون بوشمِ الدم و دمعهِ..
أصابعِهم ممدودة للقتل حتى و لو كان الظفر ناعمًا، و اللحم طريًا و العمر في مطلعه.

قتلة بالفطرة..

لأنهم أبناءُ قابيل.

قلبوا طاولة السلطَة على رأس من استبدّوهم و سحقوا الأدنى و الأعلى في يومٍ صنع التاريخ الجديد للعالم الخفي عنا.

و تحقّقت نبؤة الحفيد السابع للإسكندر الأكبَر،
و صبوه٭.

،

تذبذبَت المياه داخلِ الكأس، عينان مختلفتا اللونِ راقبتا ذلك.

واحدة سوداءٌ كدجى الليل و الأخرى خضرَاء زهية، في وجهٍ أغرٌّ وضح المحيا،
ذا فكٍّ يبرز كلما تحدث أو ابتلعَ سلافه متوترا كما فعل الآن.

رفيقة جلسته و سفرهِ أطلقت ضحكة صغيرَة على حاله،كانت مقابلة إياه و حاسبها المحمولُ بين يداها التي لا تكف عنِ النقر فيه.

كعكتانَ فوضويتان بجانبي رأسها، ضفيرتان في المقدمة وقميص فوق السرة وردي يحملُ عبارة
" Be savage, but not too much "
بخطٍ بارز.

سروال مريح ، جينز باهت.

-- الضحكُ بلا سبب..
نسيت المثلَ، لكنه يعني أنكِ غبية.--
أجابها صاحب العيون المختلفَة و هي انفرجت شفتاها بضحكة أكبر تُظهر أسنانها المتساوية و لثتها البارزة.

-- لا تحدثني بالأمثَال جونغكوك..
لا تفعل هذا بنفسك.--

قلّدها كطفل، هذا الجونغكوك هو فرد من عائلَة الإلاغون..

تم ضمه شخصيًا من قبل وليِّ القيادة و هو الوحيد الذي إستطاع قتل أضخم أكلة لحوم البشر يوم الحرب،
المسمى طارق فل لا يُرحم له عظم.

-- متى سنصلُ على أي حال، مللت..
و أنتِ لا تغادرينَ حاسوبك.--

--نحن فوق البحر،افتح النافذة المنظر
سيُنسيك نفسك..--

خاطبته دون النظر له ترقص جيدًا فوق وتره الحساس،ةألا و هو خوفهُ من الطائرات.

-- غيرتُ رأيي، عودي لحاسوبكِ
من فضلك.--

قلبت عيناها في محاجرها و أخذت القلم من شعرها تخطُّ أمرا في مفكرتها حين صاح جونغكوك هلعا.

كان غريبا لأن الطائرَة لم تواجه مطبا هوائيا ليهلع، رفعت رأسها و التفتت حيثُ ينظر.

ملامحها أشرقت للكيان الأسود في رداءه المهيب و حضوره.

-- ما الذي يفعلهُ حيوانك الأليف هنا؟
أينقصني؟--

-- اسمهُ ماهيتو، احترمه يا أخرق.--

رفع المدعو ماهيتو و الذي استلهمت لولا اسمهُ من إنمي ياباني ما ذراعه المخفية أسفل الرداء.
هذا المخلوق لا يظهر منه شيء و لا أحد يعلم ما يكون.

سابقا في عهد الميليغاليتيرو كانوا ثلاثة و يدعون بالبرقيات لأنهم يحضرون أوامر القتل لأبناء قابيل المعنيين بتنفيذها.

أشار للأمام، حيث مقدمة الطائرة و جونغكوك المتذمر قائلا

-- فليحترم هو حقيقة أنه يبدو مشهدا في
فيلم رعب.
لا أصدّق أنك سمحت له بالبقاء حولكِ بعد دمار منظمته و...--

أسكتته لولا بيدها، كانت تحاول التركيز في ما يحاولُ ماهيتو توضيحه لها.

عند الهدوء أراها مشهدًا داخل عقلها الذي اعتادَ طريقة تواصله معها بعد هذه السنوات.

فتاةٌ برداء غريب لم يستبن، شعرهَا الأثيث أسودًا يركضُ معها.

و أبرزُ ما بها هو القلائدُ الكثيرة التي ترتديها، تثب مع اشتداد و اهتزاز عضلاتها القوية.

قلائد من الجلد و خرزٌ و أنياب عاج.
عيون من وهج.
و عندما قفزَت من الشجر للحجر، لاحظت لولا ما تتبعه، كيانٌ حيواني بآذان مدببة.

الظلال حوله تحجب عنها تفاصيله، لكن يمكنها حصرُ الإحتمال في أن ذلك الكيان الوهمي..

و ذلك المشهد...

كان لفتاةٍ تستطيع أن تركضُ مع الذئاب.

و حين اختفى كانت تودّ أن تسأل ماهيتو عن ما يعنيه لكنها بنظرةً واحدة استوعبت أنه لن يجيب بغير ما أراها.

-- ها؟ ماذا يريدُ الآن..
هل من حرب أو مصيبة قادمة؟--

جلست لولا تزفرُ هواء صدرها، رفعت عيناها المكحلة بالقوة نحوه.

-- ماهيتو لم يكُن يوما تابعًا، لا للمنظمة و لا حتى لي.
هو كائنٌ أزلي يبقَى حيث يجدُ قوة قادرة على تغيير مصيرٍ قد يهلك الكون الذي يقاربه العمر.

و أظن أنّ شيء من هذا القبيلِ بصدد أن يحدث.--

احتوى الجدُ و الحذر وجه جونغكوك.

-- الألفا سوكادور؟ --

-- شيء آخر، أرجح..
لكن طقوس ترسيمِ سوكا لا يمكن أن تكون مصادفة، فلا وجود للصدف.--

ابتسمت آخر جملة، فهي من فاه القائد آليكساندر تايهيونغ إلاغون، صبوها الذي طال فراقه.

تلقت تقرير عمل آخر ما جعلَها تصمت جونغكوك لما بدأَ يعبّر عن هوسه بثنائيهما...
للمرة الترليون.

بوصول رسالة نصيّة لهاتفه، رحمها.

ضحكته تعلو بفتحِها و فضول لولا يجعلها تسأله عن المحتوى.

--لا، لا شيء...--
يجيبهَا جونغكوك بأبتسامة أوسَع من الجوكر.

كانت ميكي المُرسلة، صورة ضبابية بعض الشيء لتايهيونغ و هو يرتدي تنورة مصنوعة من أوراقِ الشجر الإستوائية الكبيرة.

حزامٌ يربطها من الخشبِ عليه بعض الكتابات بلغة شعب الغواراني القديمة.

يحمِل من مياهِ النهر المقدس في قدر كبيرة و يضعُ منها على تمثالٍ لطائر ذو رأسِ بومة و جسدِ أفعى يسمَى "حامِل الميزان".

وجه تايهيونغ لا يمكِن وصف الغضب الذي يعتليه لكنه يُجامل كبار القبيلة و يعزّزُ تقاليدهم الغريبة.

-- التقطِ أكثر، أريدُ إذلاله لاحقا
لأنّه جعلني أركب الطائرة.

--لا أستطِيع، لقد غادرنا منذ فترة.
رغم ذلك الكبار يحومون دوما.
المكان ممل برو.

*جونغكوك أرفق صورة:( للولا أمامه.)

--صدقيني أنا أكثر منك مللا، على الأقل
يتسنى لكِ مضايقة تايهيونغ و البقية.
لولا لا تترك حاسوبها حتَى كما ترين.

-- أحببت قميصها. UwU
حسنًا، تايهيونغ لا يتوقفُ عن العمل أيضا.
بروس فقد الأمَل بأخذنا في جولة بريو.

-- إبعادهمَا عن العمل يبدُو مهمة واعدة
لفعلهَا في ريو.

--أحسب نزالنَا أيضا، أكاد أموتُ مللا
و تشلُّ أطرافي، عندما أسئلهم عن التدريب هنا
يقولون أن أقوى تدريب هو تدريبُ نفسك الداخلية.
و عندما أريد ضرب أحدهُم يخبرونني أن
السلام الداخلي أهم فنٍّ في الحياة.

--What a beautiful bullshit.

--The shit in this place is
more then the oxygen, look:

ميكي أرفقت صورة:

-- بحقّ الله ما هذا؟--

-- فضلات أفاعي و جلودها مكوّمة في
مكان واحِد منذ آلاف السنين.

-- لمَا هناكَ قلائد و خرزٌ حولها؟
آمل أنها ليست ما أفكر فيه...

-- لا، هم لا يعبدونها عزيزي.
هم يضعون فيها وجوههم و أعضائهم
التناسلية عندما تتلبسها روح الشيطان.

-- لما قد يفعَل أي أحد هذا؟
هل يثملون قبل ذلك؟

--لا هل تصدّق أنهم في كامل وعيهم؟
و لا أدري هل يضعُون الوجه و العضو
في نفس المكان و الوقت حتى..

-- السؤال الأهم ليسَ هذا..
هل تلبّس روح الشيطان لعضوهم هو ما أفكر فيه؟
كيف يتكاثرُون بحق ما يُعبد؟

-- الإستنساخ ربمَا؟ التقاسم الخلوي،
مرجح...

-- ميكي هل هذه كلمة علمية؟
ماذا حلّ بكِ..

-- هي كذلك؟ لقد كتبها الكيبورد.
هذا المكان يدفعني للجنون، لقد قرأت كتابين من كتب آليكس أتصدق؟
الكيمياء الحيوية و شيء ما بشأن دوران الإلكترونات.--

-- جيدٌ أنني قادم إذا.

* ميكي أرسلت وجهًا سعيدا و إصبعا أوسط.

أغلق جونغكوك هاتفه بعيدًا و حاول النوم قبل الوصول، سيكون يوما حافلاً في ريو دي جانيرو.


التي تعلو شمسٌ سمائها و الصخبُ أرضها.
إنه الصيفُ الثالث بعد أن حرّر آليكساندر تايهيونغ إلاغون و صبوه الجميع من سلطة الميليغاليتيرو.

بمساعدة مجموعته من أبناء قابيل، و قطيع المستذئبين التابع له.

القطيعُ نفسه الذي فقد قائده، الألفا جونيور و الذي اشعلَت رغبة الإنتقام له تلك الحرب.

الصيف الثالث بعد أن اتّخذ القطيع سوكادور كألفا جديدٍ لهم بعد أن وحّدهم في شتات الحرب و شتاتِ فقدانه لصديقه و دمه، جونيور.

و هو الصيف الثالث لتأخّر طقوس ترسيمه في قبيلتهم الأصلية جنوب البرازيل حيث كبارهُم و نسبهم الأول.

و السبب؟

-- توقّف عن التفكيرِ بتلك الأساطير
المندثرة سوكَا.
لقد قال الكبار أنّ الطاقات لا تتقاطع و هذا سبب تأخير الطقوس.--

هتفَ بروس و قد بلغ سيلُ حنقه زباه، كان يستمعُ لسوكا فترة كافية حيث تحدث عن العامل الذي يعتقدُ أنه سبب في توقف ترسيمه.

-- طاقات القمر و النهر المقدّس و الغابة
لا تتوافق لمدة سنتين و نصف،
هل أنتَ مقتنعٌ بما تقوله حتى؟ --

ردّ عليه بصوتٍ يرتفع في آخره، صخور تنحدر من الجبل و تعانق الشلال لترتطم في قعرهِ، هذا ما يشبههُ صوت سوكا.

أسمَر سمارا لذيذًا، كتفين كأنهما يختزنان أجنحَة و جسدٌ يدل على أنه كدلالة لقبه ، محاربٌ وعر الأرض.

شعرهُ نما ليلامسَ أذنيه منذ تنصب مكانه، يصعب تحديد لونِه، أبينَ خشبِ الغاب نبتَ أم سُقيَ بغسق الليل.

يجلسُ على شاطىء ريو، يمنح جلدهُ للشمس كخليله.

-- نعم، في الواقع، يبدُو لي كلام الكبار أحقَّ بتصديقه من أسطورة بالية منذ ما لا نستطيعُ عده من السنين.--

-- حسنٌ، إنه منظارك و يمكنكَ تصويبه في الإتجاه الذي تريده...
لكن لا تتظاهَر بأنه يرى جميع الزوايا.--

نهضَ سوكا متوجهًا للمياه، يجذبُ العيون دون اجتهاده..

إنها هالتهُ المحيطة كألفا و كمحارب قوي البأس، لا يمكنها أن تخفى حتى علَى عمى البشر.

-- إلى أين الآن ألفا؟--
صاح بروس خلفهُ يظنّ أن حنق ألفاه الجديد ممتعا.

-- بعيدًا عن البيتا الوحيد الذي يجعلُ ألفاه
على شفير قتله يوميًا.--

بروس هو البيتا للألفا السابق أيضًا، جانبا لإحتياج سوكا لخبرته هو لن يجدَ بيتا أفضل و لم يكن ليبحَث حتى.

أمضى سوكادور مدة في الميَاه، رأسه أسفلاً يغمض عيناه و يحرقُ رئتيه.

مشاهدٌ عديدة مرت به عن ذلك اليوم، رأس جونيور المقطوعة و التي أرسلَت لقائدهم آليكساندر تايهيونغ...

الألم الذي صاحَب أنفاسه قبل أن يعوي و يتحول راكضًا عبر النافذة، وآخر ما سمعه هو صرخة ميكي أخته لفقدان ألفاهم و قريبهِم بالدم.

طوال حياتهِما فقد الأخوين الكثير، والديهمَا، إخوتهم، أقربائهم، أصدقائهم..

لأنهم من نسلٍ محارب، كان الموت للقطيع فخرًا.

كانوا يتقدمون صفوف المعاركِ دوما، و لقطيع بضخامة قطيع جونيور، و أسلافه من قبله..

كان تعيين أقربائهم بالدم، أجداد و جداتُ سوكادور، كأسياد المحاربين عادةً لا تندثر.

لكن و لأول مرة منذ قرون ينتقلُ منصب الألفا إلى نسل دو ثيراس، عائلة سوكادور.

لأنه لو أصغيت جيدًا و تعمقت بالغاب و أدغال أصول المستذئبين، لسمعت عن لعنة أرواحِ الأرض التي تسيرُ بدمهم كما يسير النهر المقدّس.

إن هذه الحادثَة الشاذة عن عادات السنين جلبَت الكلام للأفواه و الشك للقلوب.

و كان سوكا يعلَم جيدا أن ألفا مضطربا سيهدمُ القطيع، فتماسك..

و عاملَ توليه لمنصبه كدخوله لمعركة، لأنها الطريقَة الوحيدة التي يجيدُ بها حل الأمور.

خاصة و أن الوضع في باقي العالم قد انقلَب بتولي أبناء قابيل السيطرة مبدئيا و قائده الأعلَى قد أصبح المنقذَ و سيد هذه السلطة.

منحه ذلك مكانَة أكبر، لأن قطيعه ينتمِي أساسا لمجموعة هذا القائد، آليكساندر تايهيونغ.

و مع المكانة أتت المسؤولية.

و مع تدفّق المهام و الأيام، سبحَ سوكا عميقا حتى أضاع شيئا ما منه.

و الآن جسده ابتعَد عن الشاطىء، لم يعُد يسمع الأجساد حوله في الماء.

لقد التف حولَ المكان و وصَل لمنطقة ذات صخور شاطئية مرتفعة تتصل بالغطاء الغابي القريب.

و هناك شعَر بكيان ما، بعيد لكنه في محيط كاف لتستطيعَ هبته أن تتحسّسه.

سريعا تناسى الأمر و عاد، في النهَاية هذه المنطقَة يزورها مختلف قطعان المستذئبين للتقرّب للأرواح و للأجداد و هي ليسَت موسومة لأحد.

لكنه لم يكن مستذئبًا.

___________________

حطّت الطائرَة الخاصة تكسبُ بعض المشاهدات من العامة في المطار الذي تعود ملكيتهُ لمكتشفي أنواع٭

تتم مراقبَة الوافدين و معرفة نوعهم من قبل فريقٍ، بينما يعمل بشر عاديون في المطار.

هذا الإجراء تم وضعهُ في جميع الدول و المطارات بعد مصادقته من قبل الجميع، مقترح الفكرة كان جين في اجتماع أبناء قابيل لتسوية الأوضاع بعد حرب الميليغاليتيرو.

و هو أسرع قرار تم تنفيذه لفائدته العامَة و لضمان الآمان.

أصوات التقاط صورٍ متكرر صدر عن هاتف جونغكوك، منذ نزلَ أول درج طفق يصوبه لجميع الإتجاهات مسرفًا في التصوير.

-- أحدهم متحمّس.--

سخرَت لولا خلفه، تبعدُه عن طريقها بمشيتهِ المتغطرسة حتى كاد يقع متهشما.

-- لدي حسابُ إنستغرام و تيك توك لأديره...
ما يذكرني! --

هتَف يرفع هاتفه مجددا، راقبتهُ يبرز فكه أكثر بشطفِ ريقه ثم يرفع نظاراته بالعرض البطىء و يأخذ فيديو لما خلفهُ دون أن ينسى اظهارَ خواتم يده و هو يزيف حكه لرقبته.

-- لا تنشُر ذلك، خذ بنصيحة أخوية.--

و قفزت آخر درجتين، لا يمكِنها التخلص من هذه العادة.

-- لولا مارغرييت و جونغكوك إلاغون.
أنا غيلُو، مكتشف أنواع صديقٌ لبروس كلفت بمرافقتكما.--

رجلٌ ثلاثيني معتدلُ القوام وقف أمامها، شعرهُ مهذب للخلف و عيناه مضيئة، يحمل يده في جيبِ سرواله و قميصه صيفيٌ يدل على أنه خارج الدوام.

-- إنه دوايت.
مرحبا بك سيد غيلُو، قد طريقنا إذا.--

أومأ الرجل بعدما أخَذ تحية من جونغكوك في الخلف و تحرك دون أن يرى قفز الأرعن على كتف صبو القائد الأعلى و همسه

-- أحدهم متحمّس..
لرؤية..--

و قبل أن يكمل انتشلت هاتفهِ من جانب وجهها و رمته بعيدا تجعلهُ يهلع ليلتقطه.

المطار كان مكتظًا فهو موسم السياحة، و لللخروجِ سريعًا كان على غيلو الإشارة لأحد العمال.

السيارة بالخارج انتظرتهُم، جونغكوك التقط الصور لباقي الطريق و لولا أخذَت بعض المعلومات من غيلو عن الأحوال في البرازيل و لم تكن تتحدث عن أحوال الطقس بل عن سيرورَة العالم غير البشري هنا.

هي تشارك آليكس القيادة و سريعًا وجدت نفسها تتلائم و الدور و تتصرّف كذلك.

كقائدة..

خاصة بعد رحيلَه لأشهر.

-- أما بالنسبَة للمستذئبين فسمعتُ عن ترسيم الآلفا سوكادور.--

-- و ماذا به؟ --
صوتهَا اشتد و جونغكوك ركّز بحديثهما لأول مرة منذُ بدايته.

-- البعضُ مستبشرٌ و البعض متخوف، في النهايَة سوكا محارب صلب و أظن أنّ تخوفهم في محله.--

-- ليس في محله.

بصقَت تنثرُ شيئا ما عن فخذيها.

--كما كان جونيُور، ألفا عادلا و محافظًا على حدود القطعان سيكون سوكا.
ليس عليهم الخوفُ من محارب يندفع للمعركة، الخوف من الذينَ تناديهم الحرب و لا يلبوا ندائهَا.
من ينتظر اقتسَام الغنائم، ذاك أحق بالخوف منه.--

و قد أصابَت، أغلب المخلوقات الذين لم يشاركوا في حرب ميليغاليتيرو انتظرُوا نهايتها، لأجل مصالحهم، و كانوا أول من بدأ يعثوا فسادا.

لكن عودة آليكساندر مع صبوه اجتثتهم.

خوفهم من سوكادور ليسَ سوى خوف من قوة آليكساندر بوجوده لصفه و العكس كذلك.

-- هنا سنقطن؟--

سأل جونغكوك عندما لاحَ طيف الفندق العريقِ في الأفق، متزينا بصفوف الشجرِ و بتلات ورود موسمية جذبَت عصافير و طيور زاهية اللون من الغابات الاستوائية القريبة.

-- في البدايَة طلب بروس نصف الغرفِ لكن الترسيم أخذ وقتًا فاشترَى سوكادور الفندقَ لأن قطيعه التحق بالطبع.--

ابتسَامة واسعة على وجه جونغكوك و هو يراقبُ الأجساد المتحركة من بعيد، لقد اشتاق للجميع، سوكا و بروس و ميكي و آليكس..

نظر للولا، كانَت عيناها تكاد تركض بعيدا عن محاجرِها نحو الفندق.

في الواقع، هي شعرَت أن قلبها سيخرجُ بين كل شهيق و زفير تأخذه و يقفز في كل الشجر و الحجر و نوافذِ الغرف بحثا عنه.

الشعور بصبوهَا كان كورد أينعَ على مسامات وجهها كلما اقتربت السيارة.

المستذئبينَ ظهروا فوق المرتفَع، من قطيع سوكا، و من عرفهُم نبه عن عدم اعتراض طريقهم.

بروس قد أعطى خبرا صباحًا، بأن قاتلة يونغي آكل اللحوم، قائدتهم و السبب بأخذ انتقامهم من قاتل ألفاهم السابق آتية.

و فقط وجوههم أوضحت لها سعادتهم لرؤيتِها و تقديرهم لها.

صفّت السيارة في الموقف و جونغكوك كالعادة خرجَ من النافذة.

لكن لولا فعلَت مثله و هذا دفعهما للضحك و الهرولَة لمقدمة الفندق.

تجمهَر حولهما أفرادٌ من القطيع، مهللين مرحبينَ، و كان العبور بينهُم صعبا و قد اشتقا لهذه الأجواء بينهم.

-- جونغكوك إلاغون!
لقد علمتُ أنه أنت، رائحتكَ النزخة صرعَت رأسي و أنا في آخر طابق.--

صاحَت ذاتُ نبرٍ عزيز، نصبت عيناهَا على الجمع أسفلهَا بينما هي واثقة المجلس في شرفة الطابق الرابع.

وثبت من هناكَ قريبًا منهما، نفضت يداها و قد لاحظا للتو أنّها قصت شعرها بحيث لامسَ كتفيها و غرتها قرب عيناها لكنها احتفظَت بالأشقر الملطخ لونا.

-- لم يكُن هذا رأيكِ في بعض الليالي..--

رفع كتفيهِ مختالا، لولا أبعدته لوقاحتهِ أمام قطيعها لا تستطيع الإستيعاب أن تاريخهما يعُود لفضائح لا تنتهي.

حضنتها ميكي بمرحٍ كالعادة، لقد اشتاقت لروحها الجميلَة و وجهها المشرق.

-- إنه في الداخل.--

همست ميكِي بأذنها، فابتسمت لولا تبتعدُ عن الحضن، لمست شعرهَا ورغم أن ميكي سرياحة الطول و أكبر منها عمرا بدت لولا الأكبر و هي تقول

-- سنتين و لم يتغّير بكِ شيء..--


-- و لا أنتِ لـُو، أحيانًا تتداخل الأيام بعقلي و أحسبُ أننا لا زلنا في ألمانيا.--

ابتسمت لولا.

-- أظنّ أن هذا بسبب عادات شربكِ.--

-- فقط كأسين باليوم، لديّ مسؤو.. مسؤوليات الآن.--

مثلت التقيؤ فجعَلت الأخرى تضحك.

جونغكوك اقتَرب أيضا فاحتضنتهُ مرحبة و بينما ابتعدت لولا عنهُما و القطيعُ يتفرق، سار الثلاثة للداخل.

جالت عيناهما في المكان، ساحة واسعة أخرَى، باب استقبال مزدوجٌ أنيق التصميم و درجين يمينا و يسارًا و نافورَة تسرق الماء من زرقَة السماء.

توسطها تمثالٌ لفتاة تراقص قطرات الندى بين أصابعها.

و قد توقفت عيون لولا عن السرحِ هنا و هناك عندمَا رأت من داخل البوابة.

ميكي و جونغكوك رفعا هاتفيهمَا في نفس الوقت لحفظ المشهد.

أولا سارت لولا بضع خطواتٍ للتأكد، تخطت النافورَة و حصلت على قبلة رطبة على رأسها من التمثال.

الشعور داخلها لا يكذِب، الورد الذي كان على وجهها نبت في الأرضِ و حملتها قدميها كفراشة فوقَ بتلاته.

-- تايهيونغ..--

التفّ المُنادى.

أوقع قلبهُ في أول خطوة و إدراكه لما حوله في الثانية رغم علمهِ و شعوره المسبق.

رؤيتها، كانَت دوما تخضُّ صوابه و تجعل عقله يتناثر من رأسه.

لم تركض، بل الرياحُ دفعت ساقيهَا و ما كان منه سوى استقبال جسدها المتشبّث به.

كرصاصة اخترقَت أحشائه، اعتصرهُ ألم رهيب ثم ماتَ جسده حولها.

كان يخنقهَا داخلهُ لأن ما حوله يسرقون هوائه.

-- يا سُقيَا الجذَلِ في روحي و البصر. --

دعاهَا يتغزّل لكنه كان يشهقُ روحه عبر قلبه و لسانه، و قد ذاب قلبها في حرارة صدره.

انتشلهَا بالقبل، يداعب الذاكرَة و يسكّن علل البعد.

قهقهَ لأنها لا تفتح عيناها لرؤيته.

-- لولا..

لولا!

جونغكوك و ميكي يصوراننا..--

استدارت لهمَا و بدت كطفلَة يحملها والدهَا، حذرتهمَا و قد تحولت عيناها لجنزير أسود طاغٍ يشير لحضور ماريا.

أخفضا الهاتفين مذعورين، و أخفضا عيناهما معَه منسحبين.

التفتت له، لقد ظهرَت لحيته و شعره بدأ يطول.

إزداد سمارا عن سمارهِ و إزداد الحسن في ملامحه فتنة و رجولة.

لكن عيناه متعبَة و لا عجبَ أنه أهمل ذاته وسط الفوضى، قبلت أنفه و أخذت وقتها في عيناه فلم يمانِع قترة.

يمكنه حمل جسدَها طيلة عمره ليبقيها قربه.

-- لم تراسلني منذُ أسبوعين.--
عاتبته.

ابتسمَ فزاد بروز إرهاقه، الندبة التي تتوسط جبينه. أيضا.

-- كرهتُ ذلك، المراسلة علامَة فراق..
و أنتِ متأصلة بروحي، كنتُ أتمزق.--

قرّبها إليه، اعتذرَ شفويا، و هي استسلمت.

-- هناك أكثر من مئة غرفة فوق، زعيم.--

نوه جونغكوك يقاطعهُما.

-- هل أجعلكَ تنظفها جميعا؟ --

هدده فضحكت لولا و وثبت تنزل، أمسكَ يدها يلثمُها.

رحب لاحقا بجونغكوك بجديّة، تقريبًا.

و أخذهم لغداء متأخر و إستراحة في قاعة تتسعُ للحفلات ملئت طاولات و صحونًا و قد طغى اللون الكراميلي على زينة المكان.

-- إذن أين سيد الحَدث؟--

سأل جونغكوك بينما يمضغُ شريحة اللحم المتبل بالصلصة.

-- بمكانٍ ما يتحول لنسخَة أخرى من آليكس.--

أجابت ميكي تشير بعيناها للقائد الذي لا يسمحُ لكثيرين بهذه الجرأة.

-- إنها المسؤولية الملقَاة على عاتقه و المجريات، كانت سنة صعبة بعد سنتين أصعَب. لا يمكننا أن نطلُب منه أن يكون سوكا الممتع الذي نعرفهُ بينمَا الحياة الذي عاشهَا ذلك الـ "سوكا" تغيرت.--

قالت لولا دون النظر لهُم، تتابع أكلها.

بصرها الإثنان و تايهيونغ يناهزُ جسدها.

-- لا أصدق..

-- أخبرتكِ.

تحدثت ميكي و جونغكُوك، مشيرانِ لهذا الجانب المتحوّر عن لولا، جلفًا و مباشرا.

-- آليكس، نحتاجكَ لبعض الوقت.--

أحد الأفرادِ بدى محرجًا من الطلب في هكذا وقت، لكن القائد وقف مستئذنا يوافيه.

لثمَ خدّها و همس في أذنهَا أمرا سيسمعه المستذئبون بالطبع فابتسمَت ميكي.

-- إذا..
كيف حال البقية؟--

سألت محتفظة بإبتسامَة الثعلب لملاحظتها تتبعُ لولا لجسد تايهيونغ يغادر، جندوف يسيرُ حتى أفَل.

-- جيمين يبلي حسنًا، لا أصدق أنه حصل على الماجستير في العلوم الإلكترونية و الميكانيك.

هو على وشكِ افتتاح شركته الخاصة و رغمَ ذلك لا زال ملتزما بواجباتهِ أجمع تجاه المجموعة.

مون تديرُ المعهد الذي افتتحتهُ مع آليكس، أصبحت مخيفة أكثر.--

ارتعَد جونغكوك و لولا سخَرت.

-- و جونغكوك كوّن فوبيا غريبة من التقدم في العمرِ و شق طريقك الخاص.
إليكِ سبب خوفه من مون: لقد هددتهُ إن لم يستثمر وقتهُ في عمل ما ستسجلهُ العام القادم مع مراهقي المخلوقات الأخرى.--

-- يبدو هذا مناسبًا له.--

علّقت ميكي و جونغكُوك وضع شوكته و سكينه يدافع عن نفسه.

-- لا يمكنكم أن تطلبوا مني العمل بينمَا أنا أعمل بالفعل متوليًا مهام المجموعة.--

رفعت لولا حاجبهَا وجمعت يديهَا قرب وجهها تمضغُ لقمتها ثم تحدد له.

--و أنت لا يمكنكَ اعتبار مهام المجموعَة كعمل الحياة الأوحد، لا يمكنكَ أن تعيش في أسلوب القتل و العنف والخطر فحسب.

قاطعها هو
-- هذا ما فعلهُ أبي و جدي، و هذا ما فعله جميع آبائنا أيضا.

-- و بعد ذلكَ كيف انتهى بهم الحال؟
دون شيء آخر يجيدون فعله سوَى القتل والحرب، هل هذا ما تريده لمستقبلك..

خاوٍ و مفرّغ من الآمان، و حاضر في الترقّب
و الدم.

لما تظن أن آليكساندر كان يدفعكُم لإكمال دراستكم بينما أنتم مجموعة أبناء قابيل ذات صيتٍ و مال ومعارفَ ممتدة.
حسنٌ.
إن لم تكُن لأجلك فلأجل قائدك، هل تريد منه
أن يشعر في نهاية المطافِ أنه كان قائدًا أنانيا كوالده؟--

نظَر داخل عيناها التي قطَرَت راصدها تبلغهُ أنه نقاش لن يفوز فيه، فأخفض رأسه أمام حنق قائدته و بدى كأنه مرهقٌ من هذا الموضوع قبل فتحه.

___________________

____

بعد انتهَاء الغداء اقترحَت ميكي عليهم جولَة بالغابة، جونغكوك وافق أما لولا فاعتذرت لتعبها و فارقتهُما قرب النافورة حيثُ قادها أحدهم لتايهيونغ.

غسلَ وجهه من المياه قربه و عندما رفعَه كانَت ميكي عند البوابة.

-- سأسابقكَ للمدينة..
الخاسرُ يحمل الآخر في طريق العودة.--

-- فقط لمَا قد أفعل هذا؟ --

شاهدها جونغكوك تخطو للخلف و هو يماطِل يرنو لها ليعادل دفة السباق.

-- لأنني أعرفُ أحلك أسرارك، و لأنني
أريد ذلك.--

رفعت كتفهَا و ركضت مخترقَة حدود السرعة هو الذي لعن هامسًا

-- جروةٌ سيئة.--

و لحقها تحت غطاء الأشجار، تتبع جسدِها كان أصعب لكن حين تحولت لذئبتها ذات اللون العاجي كانت أبرز بين الظلال.

نزلاَ رويدا عبر المرتفع الجبلي و الغطاء الغابي أضحى أكثف لقربهِما من نهر الأمازون على الجانب.

صاحَ جونغكوك أنه منها مقتربٌ فعوت تتحداه أن يفعل.

كانا مستمتعين حتى ظهرت بعض الكيانات تعدو قريبًا منهما، حاولا تجنبا التصادم معها و ميكي بالفعل اشتمت رائحة قطعانٍ أخرى.

لكن فجأة اكتشفا أنهمَا ملاحقين و بعد فوات الأوان كان الملاحقين قد دفعاهما لسلوك طريق النهر داخل الدغل.

تركت ميكِي بعضهم يقترب منهَا، كانت قلقة لأن جونغكوك لا يعرف المكان و لأن التعرض لأي مستذئب منهم به مجازفة الدخول في حرب.

لم تستطع التحول لإخباره أن لا يهجُم لكنه قد فهم ذلك مسبقا و اكتسب خبرة من مهاماته.

عندما ناهزها مستذئبان وثبَت من الصخور و استدارت بعنفٍ تجعلهما يرتطمان قبل أن يدركا و ركضت نحو جونغكوك.

اختلس نظرة لهَا فأشارات بفكها للجانب، لم يكن لديهَا خيار سوى التوغّل أكثر في مكان لا تريد حتى الاقتراب منه، هي بالفعل تدركُ أن حتى ملاحقيها لن يكملوا هذا الطريق مهما بلغوا من شجاعة.

لكن ما لم تحسبُه هو أن جونغكوك سيلتف بمجرّد توغلهما و يقود الأفراد القلائل الذين تتبعوهما بعيدًا عنها..

في لحظاتٍ لم تجده أو هم، كانت هلعة، وقفت أذنيها لسماعهم و حاولت التقاط الرائحة..

لكن هذا المكان لا يدخلُه المستذئبون لسبب وجيه، الضياع كان أحدها.

عادت من طريقهَا و قبل أن تدرك كانت قد خرجَت من تلك المنطقة، الحرارة ضربت أطرافها و صدرها لم يهدأ.

لقد فقدت جونغكوك في منطقَة محرّم دخولها حتى على قبائل الأمازون.

كانت على وشكِ الدخول مجددا و البحثِ عنه، خطئهَا كان بدايةً و نهاية، كانت على وشكِ...

لكن مخالبها تشبّثت بالأرض، ساقيها عجزَت، راقبت حركة الأشجار و استقبلت حاستها كمستذئبَة نذير الخطر المترقب و المجهول.

أقوى أنواع الخطَر...

و كان عليها أن تقرّر، أتدخل مجازفة بحياة كلاهما، أو تعُود لجلب من يصلحُ لمهمة إنقاذ ابن قابيل يستطيع الصمود نسبة لسرعَة ذئبتها المعروفة بين الجميع.

____________

عيناه المختلفة كانت تعانِي لتحديد الإتجاهِ وسط غزارة الشجر بينمَا سرعته تتزايد.

لقد ركض مسافة طويلَة و حدد كم ذئبًا يلاحقه، حجمها و سرعتها.

أرهقهم بما يكفي و حاول إيجاد بقعة جرداء نسبيًا لإردائهم، يجب أن يكون الأربعة مكشوفين.

و ها هي تظهَر، الشجرة نمت بساقٍ منحني فأفسحت مجالا كاف، وثب جونغكوك متمسكا في غصنهَا و دفع جسده يرفع ساقيه للهواء ثم يلتف..

أخفض ثقله عندَ مرور الأول يضربه بعيدًا و ترك الغصن، يده جذبت حلقه خارجَ رقبته و الآخرون تراجعَ اندفاعهم للمشهد.

و حين كادوا يلتحمُون مع جونغكوك في قتال مجددًا، قدمه وقعت بمكان خطأ.

حبل التفّ حولها رفعه منقلبا على رأسه للأعلى، و صخرة عظيمة وقعت على جثة الذئب الآخر.

لعجبه نسيَ معركته مع الذئاب و قهقه على موقفه.

و حين زمجروا للهجوم عليه، و رفعَ رأسه منتبها جسد ما أردى الأول و استدار يذبحُ الثاني، الثالث كان على وشكِ الهروب لكن سهمًا أصابه خلف رأسه تماما.

وقفَ الفاعل بعد تسديده يراقب الجثث، جونغكوك لاحظ تناسقَ تحركاته و سرعتها ثم ساقيه القوية قبل أن يكتشف أن منقذه في الواقع...

فتاة.

قوسهَا النشاب من صنعٌ يدوي بحت، السهام، الرداء الغريبُ من الجلود و ورق شجر متين، قلائد و خرزٌ زانَت بها صدرها و ساقها اليمنى و ذراعها.

رمح بطولِ خصرها الدقيق عملي في القتل، و شعرهَا أحلكُ من قعر الغاب.

بها شيءٌ غامض و سرمدي، كأن وجودهَا غير ممكن و رؤيتهَا تبدو ذكرى من منام.

و حين التفتت لهُ توقّف الدم عن ضربِ أطرافه، شيء غير طبيعي أصابه تحت حضورها.

عيناهَا طلتهَا بفحمٍ أسود فأبرزت اللون الآبد لهما، شيءٌ بين الرمادي الأدهم و أخضَر كالدغل الذي هما به.

إنه و كأن أوراق الشَجر قد صُبّت صبًا في مقلتيها فلم يكن أخضرا عاديا البتة في عالمنا.

وجهٌ طمسته بخطوطٍ أخرى فحمية و حمراء ناسبَت الجلود ترابية اللون التي تعقدُها كفستان يكشف ذراعيها و بعض شموخ صدرها و ساقيها.

شفتيهَا تحركت عندما انتبهَ أنها حافية ملطخَة بالوحل.

لكنها أصدرت صوتًا من تضارب لسانها و أسنانهَا، كأنها تطالبهُ بالحديث.

-- آمم، شكرًا على إنقاذي،
أنا جونغكوك؟ --

كان يسأل أكثر مما يخبِر و لم يبدو أنها معجبة بإجابته أو وجهه الحسن الذي كان يعوّل عليه.

أخرجَت رمحها من جسد الذئب و مسحتهُ بفروه، راقب وجهها، بدت حزينَة غاضبة و حاقدة لكنها مسحتها عندما اقتربت منه.

-- أظن أنهُ من الواضح أنني لستُ
صديقا لهم...
هذه منطقتكم؟ أرجح، هيا تعاوني معي.--

لم تجب و لم تتوقَف عن الاقتراب منه بوجهٍ ذابت عنهُ المودة منذ دهر.

-- تحدثِ، أعطني إسمًا لقاتلي على الأقل! --


شعر جونغكوك بحركَة أخرى حولهما، و تمنى منقذًا آخر لكن لا أحد ظهر.

الفتاة حدّقت بقعر روحهُ فقط بسكونها أمام وجهه و أسر عيناه المختلفة في مقلتيها.

عندما استقامت بعيدًا كان يلتقط أنفاسه و يجاهدُ ليصرخ

-- ما الذي فعلتهِ لي؟
ما.. ما أنتِ؟ --

-- ڤين ديرمَا.
إبن قابيل...
الذي يحملُ، رائحة
دو ثيراس.
خطر أو صديق؟ --

__________________

______

-[ الفصل الأول:نحو عمقٍ داكن]-

٭ صبو: ما تصبو له النفس و تقترب، نظير و مثيل.

٭ مكتشف أنواع: مخلوقات بشرية المظهر تماما، قدرتهم تخولهم التعرف على نوع من أمامهم، و لسخرية القدر هم الأسهل للتعرف عليهم بحيث يحملون خطًا مميزا براحة يدهم.

ألفا و بيتا الكل يعرفهم، قائد قطيع الذئاب و الأخفض منه درجة ويده اليمنى.

ماهيتو إسم دلع ل الذي لا يرى شرا uwu
من انمي جيجتسو كايسن، أحبه و ماحد يحبه لهيك اخترته له لول.

تايهيونغ واقع لشوشته و من يلومه، اوراقه نصها صارت غزل في لولا و يا رب ما تحسوه كرنج لانكم اكلتو راسي بنبغا رومانس بينهم.

رأيكم بالبداية؟

سوكا كألفا 🥵🤤
* It's like a dream come true *

كل وصفي ل ڤين ديرما ما يوفيها حقها، قوية قوية، من أقوى الشخصيات لي كتبها و لي رح اكتبها.

وش تتوقعوا تكون؟

،

انتبهوا لنفسكم ♡

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top