« ليليث: تنفّس واقتل. »


العنوان بالانجليزي أفضل 😔

البارت فيه 5600 كلمة تقريبا، كنت بصدد المتابعة لكن، ناه لو كنت أنا القارئة بتنرفز.
ولو تابعت للمكان لي يصير فيه فكرة كاملة مستقلة رح أوصل مليون عادي.

لذا استمتعوا:
بالكوميديا ثقيلة الدم وغرابة بعض الأفعال وصراع الجبابرة.

وتسائلوا عن اللامنطقية في اختياراتي.

ثم لاحظوا الكيمياء بين ڤين ديرما وميكي، والتي سببها الانعكاس في شخصياتهما (ESTP ظل INFJ) وهو تجربة شخصية صراحة.

وراقبوا معي سوكا وهو يبرهن لماذا هو شخصيتي المفضلة.

واعتذر عن تدني لغتي العربية نظرا لقرائتي لروايات انجليزية مؤخرا.

______________________

___________

شيطانةٌ عظيمة الأثر في أساطير الأولين.

تخدع، ترتع وتتمتّع بدمار النفوس البشرية التي تستطيعُ لفّها حول أصابع يديها، خنقها، سحقها أو حرقها في جحيمِ رغباتها وحقدها عليها.

أو..
روح ارتدَت عباءة الانتقام، تخنق وتحطمّ كل هو وذلك والذي، تبتلعهم ذكرًا ذكرًا في نار حقدها القديم التي لا تشبع..

تزحف عبر عقولهم وتربطُ أعصابهم لتلعبَ متقافزة بينها حتى تنقطعَ.

أو..
زوجة متمرّدة، امرأةٌ انسلخَت عن ما قُدّر لها أن تكونه، ابتلعت أفعى بدلَ أن تبتلع تفاحة الخطيئَة في جنة الخضوع.

التهمَت رشدهَا على طبقٍ من أشواك التوقعات العالية، تسلخ جلدهَا وتتحول هي لأفعى، ماكرة، مخادعَة، خبيثة، مشعوذة، منبوذَة، يرتبط اسمها بالشيطَان لأنها انقادت لصوته تتبعه..

لكن هل حقًا كانت ما تم وصفهَا به لاحقا، بعد أن كسرَت القواعد التي وُضعت عليها قيدًا يتبعه قيد أغلظ؟

عندما يكسرُ أحد القانون يُعتبر مجرمًا.
القاضي لا يرى الماضي، لذا يسمعُ الحاضر ويتحدثُ عن المستقبل.

ليليث مثالٌ لأكبر تمرد، أول انتقَام للذات، القادم.

وقفت في محكمَة كمجرمَة وقالت حكمها بنفسها، أنها ليسَت مذنبة لأنها خُلقت مختلفة.

لن تعدمَ حريتها لأنها أقوى من أن يحتويهَا إسم واحد، هدف واحد، أو كلمة واحدة.

ولأنها تعلمُ أن المستقبل سيحمل ليليث أخريات، سيتم نبذهن وكسرهن وصلب أجسادهِن وحرق أرواحهنّ الجميلة لأن بريقهُن سيعتبر نارا، والنار رحمُ شيطان.

لذا سيقال أنهنّ شيطانات، وأنهنّ انقدن راقصاتٍ نحو صوت الشيطان، وتبتر أيديهن وأرجلهن وما بينها ليتوقفن عن الرقص..

يتوقفن عن الغناء.
يتوقفن عن الصراخ.
يتوقفن عن الكلام.

وتستعمل أفواههنّ لأشياء ترضي الأسياد المزعومين.

لكن ليليث تحبُّ الرقص، والكلام عن الحياة، والصراخ على الحياة، وتحب الغناء..

وكانت تحبُّ صوته.
لكن ما نحبه يجعلنَا أضعف.

وليليث تكره الضعف، والارتجَاف وتكرهُ الملل.

لذا حرّقت الطريق أسفل قدميها وهي تتسلق عرش القوة الذي لطالمَا رغبت به.

واستمرَت بالغناء على ذلك العرش.
واستمرّت القصص عنها.

وقد غنت ليليث عبرَ التي بحثت عن زوجهَا بعد السقوطِ العظيم.

عبر إمرأة في التاريخ.

وقد غنت ليليث مرة عبرَ ميدوسا..
عبر فتاة قيل لها أنهَا مجرد فتاة..
عبر أمٌ اُنتزع منها طفلها.
عبر الضائعين المغتصبين المذبوحين الجائعين في الحرب..

غنّت عبر صبية قُتلت أسفلَ الدرج لأنها تعثرت آخره واقعَة في الحب.
عبر أخرى أرادت أن تمسكَ سيفًا.
عبرَ التي صلّت في المسجد و ابتهلَت في الكنيسَة وقرعت الجرسَ تدعو وعبر التي لم تجِد يديها لترفعها والتي رفعتها فبُترتا من المعصم.

عبر التي بترتا من الكتَف لأن الكتف تحطّم عندما كُسرت أجنحتها مخافة أن تطيرَ للسماء ويعلم العالمُ أخيرا أنها ملاك.

غنت عبرَ امرأة، أختٍ، ابنة، أمهات، زوجات..

غنت عبر ملكَة..
عبر متشردة..

عبر المكتشفات، الواعيات والجاهلات، العالمَات، والكاتبات، والأديبات.
عبر من تداوي ومن تجرح.
عبر التي تمتلكُ صوتًا والتي لا تملك ثمنه.

عبر من تختبىءُ خلف جلدها ومن تظهِره كله.
عبرها وعبرهنّ وعابرةً العدم.

ولا زالت ليليث تغني عبر النساءِ،
وعبر الرجال أحيانًا..

لأنها تحب أصواتهم.

_______________________

_______

أغلقَ آليكساندر الباب خلفه كما فتحه، هدوءٌ يكاد يحاكي الصمت حوله.

داخل هذه الغرفة، خلف هذا الباب، ترقُد جثة كارولينا التي قرر وأقرّ سوكا لهم أن دانتيه وثلة من رجاله سيتوجهون لحدود قطيعها، يتأكدون من خلو المكان، يستعملون نباتً خاصا يخفي رائحة الذئاب وينتظرون الاستلام.

بدت تلك كفكرة بديهية لفعلهَا، سهلة، لكن خطأ واحد وتقع حربٌ بين القطيعين.

لم يفكر آليكساندر بحل آخر لأنه يفكّر في لحظاتها وهي حية، ما مرت به، ما قالت أنه يحدُث مع مستذئبين آخرين..

يفكر أيضًا كيف سيفحص عينَة الدم هذه بصفة سرية وهو بحاجَة لمتخصص في البيولوجيا أو على الأقل شخصٌ له خلفية طبية.

ويفكر في ڤين ديرما وصديقتها التي تتحدَى جميع قوانين الطبيعة التي يعرفها.

لكن أكثرُ ما يشغل تفكيره هو ما قالته خضراءُ العيون، غريبة الوقع والإيقاع، عن لولا.

لولا رأت آيثن ثير.
لولا ترَى ما يراه الذي لا يرى شرا، ماهيتو كما تدعوه..

لولا رأَت احتمالاتً عديدة للنهاية والبداية.

لكنها لا تستطيع رؤيَة ماريا، لا تستطيعُ إمساكها كطاقة ما واستخدامها فحسب.

لقد احتاجَت صبوه ثلاث سنوات من التدريب فقط لتجد ماريا داخلها وتطرقَ الباب وتنتظرها متى ما أرادت الخروج للعب بالنار.

أحيانًا تحرقان ما حولهمَا بالغضب، وأحيانا تحترقان بقوتهما العظيمة، المرعبة، الفاتنة في نظره.

لكن حتى ولعهُ بها، بكل جوانب لولا، ماريا، صبوه..

هو يعلمُ أنها في لحظاتٍ معينة، سريعة وعشوائية تفقدُ كلاهما السيطرة.

في تلك اللحظات تندمجَان معا حد أنه يصعبُ حتى عليه رؤية الفرق.

في تلك اللحظة يشعرُ هو بشيء مُرٍّ ينزل من فمه إلى معدته، سُم يحرقِ أعصابه، يجذب شعره ويحطم رأسه على الجدران.

يدعى الرهبة،
يشار إليه بإسم الخوف.
وآليكساندر لا يجيدُ التعامل مع ذلك، ويفكر أحيانا أن يسلخَ جلده ليرمي هذا الشعور معه.

لأنه يكرهه، يبغضه، يشمئز منه..
وأسماء بعض المشاعرِ أضعف من أن تصفها جيدا.

هذه مشكلة اللغة، ومشكلته هو في فهمِ ذاته.

والآن ظهرت من العدم، ليليث، في مسار لولا.
ليليث الأسطورة، القصص، الفكرَة التي لم يعطيها الكثيرَ من رأسه سابقا.

مجرّد وهم اخترعه من سبقهُم عمرا لا علمًا، وهو يدركُ أثر الجهل وجراح مخالبه في صفحات تاريخ البشر وما ليس بشرًا أيضا.

لكنه لم يحزر قط أن قصة كهذه قد تلمسُ لولا أو تتقاطع بطريقهما.

أن تتقاطع في معطيات تجربته، لأنه يدرِك أن اكتشاف لولا كان وسيظلّ التجربة الأعظم بالنسبة له، والإرضاءَ اللامحدود في حدوده بالنسبَة للخيميائي الذي يسكن فيه.

هي أول تجاربِه كما يفضّل أن يعتقد..
وهي آخر تجاربه كما ينوي أن تكون،
وهي،
لولا مارغرييت، ماريا،
أهمّ تجاربه..

بالتفكير في هذا، يخمّن آليكساندر أن عليه إخبارها بذلك يومًا ما، في وقت ما بينمَا يلمس الوجود في جلدهَا ويحتويها.

كان يسير عبر رواقٍ يُفضي لغرفة الآلفا سوكا، مستذئبين على الباب استغربَ جلوسهما هناك، نظرته لم تخفي ذلك فيه وهو يناهزهما..

دون أن يسأل أجابه أحدهما، كان يمسك شعره في ذيل صغير أسود وكان يتمتعُ بعيون متدرجة عن الأصفر..

كان يغزوهمَا الإحترام والألفَة لاعتيادِ وجود القائد الأعلى حولهم مؤخرًا.

--  أوامر البيتا بروس، بعد كلّ ما حدثَ،
يفضل وضعَ القليل من الحراسَة لتجنب محاولاتٍ اغتيال الآلفا.--

-- أفترض أن الآلفا لم يعجبهُ ذلك.--
يقول آليكساندر، عيناه غريبة، تكادُ تكون متعبة لتستطيعَ الانفراج للضياء.

-- افتراضكَ صحيح قائد،
تقنيًا هو طردنا للخارج قائلاً
"يمكنكمَا حراسة الباب."--

الآخر أجابه بدل صديقه المُحرج.

--بالطبع فعَل، ليس هناكَ ما تستطيعان فعلهِ لحراسة سوكا أكثرَ مما يستطيع هو حراسة نفسه.
أنتما مدركينِ لقدرته بالفعل؟
أما بالنسبة للانتكاسَة التي حدثت سابقًا فسأوافيكم، والقطيع، تفاصيلَها في أقرب أجل.--

هكذا..
يدفعُ آليكساندر أي شكٍ في صلادة سوكادور بعيدا، حتى ولو كان بذرة سقطت على أرضٍ جرداء الحقائق، هو أحرقها.

ارتبك الإثنان لكنهُ ابتسم ربع شبرٍ لخده.

--لكن..
حسب طلبِ البيتا وما يراه مناسبًا وسط هذه الظروف، استمرَا بالعمل الكفؤ.--

امتدَ بصرهما وأحدهم، بندبة على فمه، اقتنصَ رائحة الدماء من سترة آليكساندر، تفصيل صغير، تحركّ سريع وعنيف في أنفه، حاجبيه تناهزا والقائد أدرك خطأه.

لذا دفعهما للتوهم أنه لم يستحم فحسب بقوله:

--احصلاَ على راحة في الغد، أنا، يجدُر بي الاستحمام لأنني لن أحصل على راحة في الغد.--

ابتسَم بسلاسة تكادُ تعميهما عن رؤية ما يفعله، بل اقتلعت عيونهما بالكامل وهو توجّه لغرفته يتخلى عن فكرة زيارة سوكا الآن لأنه، ولأول مرة، لا يستطيع طلبَ مساعدته وانتشاله فحسب من قطيعه.

لأنه قلب المشكلة، سيدُ الحدث، وكل شيء آخر مرتبطٌ به، ڤين ديرما والحدود وليليث ولولا ومذكرات ايكاروس المفقودة التي كشفَت فجأة على الجزء الذي يخص حضارة الحدود، تحديدًا الآن، بينمَا ينخلقُ مقام جديد لسوكادور.

تلك الفتاة، المرأة..
ورفيقتها ذات الوجود الذي يهددُ قوانين العلم...

لن يثق بڤين ديرما خاصة وهي تقول للولا:
"ليليث تغني عبركِ."

هو لا يفهم ما قد يعنيه ذلك، والمرأة لم تجبه عن سؤاله بعد ذلك.

انشغلت بطعامهَا وراحتها وإعطائهما موعدًا آخر:

--حتى أجدَ الكلمات بلغتكم.--
قالت ڤين ديرما عندمَا أراد آليكساندر ولولا المزيد من المعرفة عن ما تعنيه ليليث بالنسبة لهم، ما تعتقد هذه الوافدة من خلف الحدود عن هذا.
.

عاد آليكساندر لغرفتهمَا كما وعدها، توقع أن تكونَ نائمة، مستلقية على الأقل تريحُ جسدها لكنه قابلها لدى الباب تبرقُ عيناها وهي تنظرُ للسجادة المستديرة في وسط الغرفة.

مقصٌ في يدها، تديره حول أصابعهَا، ترميه، ثم يعودُ في اصبعٍ جديد، صوت الحديد سريع على الأذن عندما ينغلقُ فم المقص فجأة ثم يُفتح ويلتف ليكمل اللعبة.

كانت مهارَة غريبة وخطرة، لكن حياتهم تتلخصُ في هذه الكلمتين أصلاً.

--رباه لولا..
أخبرتكِ أن--

بترته تلوّح المقص حول سبابتها وترميه على مكتبه، تقف وتسير باتجاهه أقرب للهرولة.

--سأفعلُ ذلك لاحقا.
أحتاج عقلك..--

نظر لها كأنهَا تتحدث أحد اللغات التي لم يتعلمهَا، أثناء ذلك كان قد دخل الغرفة وعلق سترته، وجدها جانبه.

-- هذا شيءٌ جديد.
مبهر!--

تنهدت تمسكُ عظام خديها ثم تقول.

--أقصد نظرياتك، ما تعرفهُ، كله..
ما يستطيعُ في عوني على فهم ما جرى
ولو قترة.
لن أضعَ رأسي على الوسادة دون ذلك،
إنهُ ثقيل.--

نظر للشبرين الناقصين بينهمَا، أمسك ذراعها وقاد جسديهما للسرير يقعدهما.

--علي البحثُ أكثر لإجابتكِ..
عن ليليث، حقيقة وجودها، بعيدًا عن الأساطير والأقاويل.--

--تماما كما فعلتَ معي؟
عن أبناء هابيل؟--

--نعم، ذاك..
لأستطيعَ صقل نظرية كاملة.. لأجلكِ.--
خزر عيناها، كان المكان هادئًا حوله، وكل ما هو عكس الهدوء كان داخل زوجِ العيون تلك.

--لن تحتاج ذلك،
الأستاذ كوريلي..--

--رباه!
هو حقًا لم يضيع وقتهُ معكِ.--

استياءٌ، ابتسامَة غريبة، تنهد.

--لهذا هو أستاذٌ ماهر.
لم يترك الكثيرَ من الأماكن الشاغرَة.
ليليث، كما يعتقدُ الأستاذ كوريلي، ليسَت شخصا حقيقيا بل فكرة.
كيان احتاجَ إليه العالم ليضع القوانين والأغلال على النسَاء ويقول لهن
"انظرن ماذا سيحلُّ بكن إن قلتن لا، ولا أريد، ولن أصمت وأطيع."

أن لا تُسمع أصواتهن بينمَا ينتزع الذكور السُلطة التي تخولها لهن إمكانيتهن في صنع الحياة ويربطوها حول اصابعهم ورغباتهم.

وأظن أنني..
أظن أنني لطالمَا اتفقتُ معه في هذا.--

غضب، حقد، جنائزٌ لا يفهم آليكساندر متى أقيمَت في وجهها ولا لمن تكون، لكنه رجل ولا يستطيعُ فهم هذا الجُرح الأزلي الخاص بالنساء.

اختطف يديهَا لأنه لم يرى غيرَ ذلك سبيلاً إليها، يأخذ رأسه إلى رأسها ويقبّل الأفق أعلى حاجبيها.

-- سأتأكدُ من ذلك..
الأستاذ كوريلي ظل، والظلالُ ترى العالمَ بطريقتها.
سأتأكد من مكان عيناه لأجد مكانا لعيوني..
أما أنتِ، تنفسي، أحتاجكِ أن تفعلي.--

التنفس أول فعل، أسهلُ عمل..
لكنه أحيانا يبدو أصعَب من تحطيم جبل.

-- الوقت.--

--نسابقه.--
جعلها تستلقي بيدهِ الصالحة، عندما وضعت رأسها الأخف على الوسادة، شعرها ابتعد يسمحُ لحبتي الخال المتقاربتين أسفل أذنها، مطلعَ عنقها أن تومض للعيان.

هي أمسكت يده المصابة عندما اعتدَلت تدنيهَا وجهها وبذلك يميلُ جسده نحوها..

كما يميلُ إليها دوما.

-- كيف تشعر؟ الألم..--

--لا، إنها بخير، يمكنني حملكِ بها والركض بعيدًا.--

ابتسمَت شطرَ اليمين، تنغلق عيناها وتُفتح.

--لحدٍ ما.. أنت تكذب.--
ابهامه تحرّك على ظهر يدها بتناغم، لثم مكان رقصه فأعجبهَا اقتراب وجهه.

--لحدٍ ما.--

راقبها تختفي تحتَ لحاف النعاس، جسدها يرتخي ويندثر بعيدًا.

مكتبه المتواضع حيث رمَت المقص كان وجهته، أومضَ مصباحا صغيرًا وأخرج بعض الكتب من الدرج.

بيولوجي، مختصٌّ بالطب، أو كيميائيٌ لا يشبع معرفَة وبحثا.

_________________________

كانت ثمانية وعشرون ألفًا وثماني مائة ثانية بعد ابتلاعِ الصمت لفاهِ الصوت الذي حكى في المكان أنّ القادم، مهما كان، سيكون استثنائيًا غير اعتايادي ومريبا في عدة نواحي.

لأن وجودَ مخلوق من خلف الحدود بينهم، لم يسبقِ له حدوث قط.

أن يقفَ وسط ساحة تدريب القطيع لتوجيههم، هذا استثنائي.

وأن يكون هذا المخلوق هو نفسُ الفتاة التي كاد سوكا يمزقها وينثرُها عبر نفس الساحة التي يقفون بها في أول لقاء، هذا مستحيل.

لكن اليوم المستحيل سيحصل.

--منذ متى وهي هنا؟--

سأل أحدهُم من يقف جانبه، ينظر بقدر من الاستغراب لڤين ديرما التي تتوسطُ الساحة، تضع يديها خلف ظهرها وتتحدى العالمَ أن يكسر شموخ جسدها في هذه الأرض.

تخزرهم كلّ وجه بثوانٍ محددة، كل جسدٍ باعتبار معين في ما بدى لهم الأبد.

-- منذُ بزغت شمس النهار؟
لا أدري، من يعلمُ كيف تنام هذه المخلوقات..--

--أتظنّ أنها لا تنام؟--

قال رفيقه، تلمع بشرته العاتمة أسفلَ ضياء السماء.

--هذا مفيد!--
أكملَ يتأملُّ الجدائل والخرز في شعر ڤين ديرما.

--نعم، أعترف بعد ليلتنَا أمس في الحراسَة، سأتمنى الحصول على هذه الهبة.--

مسح الآخر وجهه، لديه ندبة طويلة من جانب شفته العليا إلى حدود نهاية ذقنه.

هذين الإثنان هما من قاما بحراسة سوكا بالأمس، من منحهما آليكساندر يوم راحة.

التفتَ الذي يتمنى الحصول على هبة عدم النوم، ليظهرُ له من الفندق الوجه بارع الملامح حادُّ الفك ذو العين اللازوردية التي تحتّم على الكل النظر إليهَا.

مبتسمًا حدّ أذنيه كان جونغكوك إلاغون والذي يفضل أن يكنى بـ: جاكين،
والذي يعني: مشكلَة.

وقد ادعى جونغكوك أنّه وجده على تطبيق ما منذ شهرين بينمَا يبحث عن صورة مناسبة، كما أكدَ أنه لو استطاع ووجَد وقتا سيغير اسمه الخاصَ ليتحول إلى مشكلة، جاكين...

لكن يبدو أن لا أحد يحترم قراراته الشخصية ولا يأخذ ما يخرجُ من فمه على محمل الجد سوى إن تحدّث حول الخطط والموت.

--انظرُوا،
سيداتي آنساتي والفتيان الراغبين بهنّ على الدوام:
الدقة، الاحتراف، الإنضباط، مني أنا جاكين
الذي قدمَ ليساهم-بقدرٍ عظيم بالطبع- في مساعدة ڤين ديرما على تعليمكُم يا شبيبة المتعثرين أنتم.
خمسين يورو لكلٍّ منكم، هيا..--

ألقى يمناه للهواء يحرّك الأصابع إشارة وهمية لانتظاره وضعهم المال، يسراه تُبعد الشمس التي وقعت بعيناه.

ثم نظرَ لهم أخيرا وتذكر، الشمس، الطقس الحار الاستوائي..

-- آه صحيح، نحن في البرازيل..
إذا ثلاثمائة ريالاً لكل منكم.--

--المعذرَة، جونغكــوك..
هل تطلبُ منا النقود لتعلمنا تلك.--
قالت أحد أفراد القطيع، كانت وسطَ عملية إحماء سريعة عندما قاطعها جونغكوك، والذي جمعتها معه عدة مواقف وطرائف كحال أغلب من يقفُ هنا.

-- نعم، نعم كاسندرا، وبالنسبَة لك المبلغ سيكونُ خمسمائة ريال.--

--لماذا؟
لأنني اعترضت؟--

--لا، يا خماسية الرأس، بل حقوق توصيل..
تعلمين..
الطريقُ شاقة لنقل الدروس والمعلومات إلى عقلك عبر كل هذه المطبات.--

البعض قهقه، والذينَ يعرفون كاسندرا جيدًا حاولوا أن لا يفعلوا.

سارت نحوه حانقة في ذات اللحظَة التي أبركَ حضور الآلفا سواعدهم.

سوكا كان قادمًا، كاملا، استثنائيًا خلف جونغكوك بخطوات، يرفعُ قفزاتٍ قصيرة الأصابع لمعصميه، أكمام قميصه لا تنزل عن كتفيه، أسود كحذائه وسرواله.

لو استلزمَ تدريب اليوم إخراجَ ذئبه فسيكون إهدارًا مؤلمًا لهذه الإطلالة.

-- جونغكوك..
مهما كانَ العرض الذي تودّ تقديمه أجله، أحتاج لوقتي المستقطع الصباحي، قهوة مركزة وصمتكَ، لأستطيع التعامل مع القادم.--

نظرَ لڤين ديرما حينها وحاجبٌ اعتلى عرش جبينه، يسترخي الآخر ليفكّر في ما تفعله بوقوفها كتماثيل الآلهة الدينية هذا وسط ساحته.

--إلهِ..
سيكون يومًا أزليا.--

لولا وافقت سابق قوله عن جونغكوك، تقفز درجَات المخرج كما تفعل دوما، صوتها الصاخب يرعد قبل نزول برقَها على الأرض.

-- لدي فكرة أفضل، أي كانَ عرضكَ جونغكوك احتفظ به لنفسك، متأكدة لا أحد يريدُ سماعه ناهيك عن الدفع لأجله.--

نظر أخضر العين وحيدها وهي تتخطاه، تعطيه أسنانها فيعطيها غضبه.

-- هل قررتم بالأمس أن اليوم يوم التنمر على جونغكوك العالمي؟

هل هذا ما يحدُث؟ لأنه بإمكاني فعلُ ما هو أكثر من هذا لكلّ شخص في المكان بينمَا أتناول التاكوز.--

--لا بل محاولة يائسَة لجعلك تتوقف عن النصب والاحتيَال على أصدقائنَا من أجل المال وأن تجدَ عملاً لتستطيع شراء التاكوز يا فتاي.--

ضحكَت تلف ضفيرتيهَا الصغيرتين حول أصابعها، بدأتهما من مقدمة رأسها إلى الخلف، وقد حركت حاجبيها تغيضه.

عيناها وقعت على سوكا الذي ابتسَم، لا ضغائن، بالطبع لن تكون، ابتسمَ أكثر عندما قال جونغكوك.

-- وهذا صادرٌ من قائدة الإلاغونز التي مسار حياتها كمسَار حياتي.--

--قائدة الإلاغونز ومدربة جومباز.
أكمل الجملة، أخانا.--

حركت أصابعها ترسمُ نقاطا خيالية.

-- ووريثة جنرال تملكُ زوجًا مستقبليًا يستطيع سكبَ خزائن العالمِ في حسابه البنكي متى ما أراد..
صح، ليس لدينا نفس المسَار، أعتذر قائدَة/مدربة/وريثة/زوجة sugar daddy عالي المستوى. --

تنهدت، انتزعت قميصهَا لتبقى بملابس رياضية مرتفعة عن البطن مرتفعَة عن الركبة، بنفسجية مظلمَة.

-- اوتش جونغكوك، هذا الكثيرُ من الحسد
ها هنا، هل تريدُ مشاركة عالي المستوى؟--

--يع، لو، ليس جميلاً..
ڤيني ويني متى نبدأ؟ أريد تحطيم وجهِ قائدتي لو سمحتِ..--

خاطب ڤين ديرما التي لا يزعجهَا ما يفعلانه، في الواقع، تبدو غير متاحَة لاستقباله.

-- نعم، حظًا موفقا بالقدر الكافي من
التوفيق لتفعلَ ذلك.--
أجابته لولا و ميكي هبطت من السمَاء، سقف المبنى، شيء أصبحَت تستهويه مؤخرًا أيضا.

-- صوتكَ مزعج لدرجَة بتّ أتسائل حول إمكانيَة أن تقتل نفسك يومًا بسكتة دماغية إذا صرخت لحدٍ كاف.--

التفت جونغكوك نحوهَا وعيناه انفلقت عبر وجههِ

--أنتِ، وماذا بعد؟
أين آليكس لتكتمل هذه المؤامرَة،
هاتوا ما عندكم..--

نظرت لولا حولها ثمّ وجهت حديثها لسوكا وكأنّ جونغكوك لا يعاني انهيارًا عصبيا الآن.

-- صحيح، ظننته سيكون هنا حين أنزل..
هل قابلته؟--

--لا، غريب..
حسبتهُ سيسبق المشعوذَة بالظهور.--

ابهامهُ يشهر سهمًا صوبها، العيون عليهم خفيفة، عليه أثقَل.

لا أحد يفهم ما سيجرِي حقا، لا أحدَ يعلم حقيقة هذه المخلوقات..
لذا، في فرصة تعلم كهذه، آليكساندر كان ليكون الأول في الصف.

-- القائد الأعلى في المخبَر الصغير.--

دانتيه ظهرَ من العدم، ذراعيه يرسمَان صلابة صدره رغم جسده الذي قد يوصف بالنحيل وسطَ الضخامة النمطية لأجساد المستذئبين.

-- مخبر.. صغير؟--

لولا سألت متجاوزةً سرعة دانتيه في الوصول إليهم.

-- نعم تم تجهيزهِ ليحوي ما يكفي كمخبر مؤقتٍ للقائد بعد امتداد فترة مكوثهِ معنا لأجل غير مسمَى.--

أجابها وسوكا أكمل عنه.

--قال واقتبسُ منه
"لا أريدُ أن يتسلل لي الملل، لا أحتمل،
هذا العدو الذي لا أحتمل معاركه. "

وأضَاف أنه سيستخدم ما يتوفر لتطوير مساعداتٍ مستقبلية لكم،
في ألمانيا..
ولنا، هنا.

لكنه حقًا ليس مخبرًا فاخرا وينقصه الكثير.--

أومأت لولا مشدوهة، قليلاً، لكن ليست مندهشة كليًا منه.

--دانتيه هل قمتم بالمهمَة بالأمس؟
إيصال الجثة.--
امتنع عن ذكر اسم كارولينا، الآن تبدو أبعَد عنه مما كانت عليه عندما كانت حية وفي قطيعٍ آخر على بعد آلاف الكيلومترات.

--أجل، آلفا.
كل التفاصيل لدَى بروس و..
آمم، ميكي،
فرضَت علينا ذهابها في المهمَة.--

وجه سوكا انسحب لونه، لولا لم تتخلّف عنه قلقا، إنها ميكي في مهمة تستدعي الهدوء والبقاء متخفيًا وبعيدا عن الحدث.
نظر سوكا لأخته وهي تقاتل جونغكوك بنية المزح لكن انتهى بهما الأمر يتصارعان على الأرض.

--ماذا فعَلت؟--

-- للمفاجأة، لا شيء.--

--أختي فقدَت عقلها..--

وضعت لولا يدها على كتفه.

--هيا، لا تكن دراميًا سوكا، ميكي فقط...--

قطعت حديثَها بنفسها وابتلعته حرفا حرفًا عندما رأتها قد توجهَت هي وجونغكوك للمكان الذي تقفُ فيه ڤين ديرما ولسبب ما هما يصارعانها الآن.

-- ما الذي يفعلانه!  --

جذبَت لولا بصراخها انتبها الجميع لهمَا، استدار سوكا وتحرك إلى هناك.

-- لقد شعرنا بالملل وڤيني هنَا توافقنا الرأي.--

قال جونغكوك وهو يشيرُ لها، ڤين ديرما لم تغير وضعتيها كثيرًا، ربما تحركت من مكانها لتفادي الإثنان لكن يداها لا يزالان خلفَ ظهرها المستقيم ووجهها لا يزالُ يواكبُ لوحات الآلهة في هدوئه.

ابتسمَت..
ربما تشيرُ للصواب في ادعائات أخضَر العين ذاك أو أن شيئًا حولها يجعلها تفعل.

وجه سوكا ولولا ودانتيه المتعجب والحانق ربمَا، أو الطريقة التي ركض بها بروس من بعيدٍ ليلحق الأحداث الحماسية.

يغلق أزراره ويمشط شعرَه بأصابعه.

--ماذا؟ هل سنقتلها الآن؟--

العيون توجهَت ناحية البيتا، لو لم يكن بروس لكانُوا اعتبروه جادًا، لكنه كان جادًا للغاية.

-- آه، بروس..
هل كلّ المعنيين من القطيع هنا؟--
سوكَا مرّر الجملة بعيدا يسأل، وكان ڤين ديرما لا تزالُ تراقب بروس حتى جعلته يعلقُ في مسامات وجهها.

مجددًا تلك الابتسَامة المليئَة بالنقاء، في جسدٍ قد يحطمكَ إن وقفت أقرب من اللازم لما يدّره من قوة، تتردد عبر الأثير.

ولا بد أن يكُون هذا نتاجَ أحد الدروس التي ستلقنهم إياها، إن لم يكُن كلها.

كانت مثالية في دورِ المعلمة الذي تتخذهُ اليوم.

--  نعم، نعم سوكا.. آلفا.
الجميع--

التفت حوله يقطَع الاتصال بها، يتأكد مجددا ويرتبُ عقله.

-- أفرادُ الواجهة وقلب الميدَان هنا.--

نظرَ سوكا حوله حتى رأى الحارسين الذين طردهمَا بالأمس.

--أنتمَا، يفترضُ أنه يوم راحَة بالنسبة لكما.
هل ستستلقيانِ هنا؟
لأن ما دون هذا الاحتمال غير واردٌ.--

التفتا لبعضهمَا، كان الجميع ينظر لهما بالفعل وسوكا لا يزال بانتظار إجابَة.

يبدو أنه سمع الحديثَ الذي دار بينهما وبين آليكس.

-- نحن.. تم استدعائنَا لأننا في تشكيلة
خطّ الواجهة، آلفا.--
أجابه صاحبُ الندبة على فمه، وجهه قاسي لكن صوتهُ يظهر حيرته.

--تم إعفائكمَا اليوم، ألونزو..--
قال ينظرُ لصاحب الندبة.

-- لوديفيكو.--
خاطب صديقه الآن.

تشاركَا خزرة ثم انسحبَا يخططان لإيجَاد غرفة تسمح لهما نافذتها برؤيَة ما يجري في الأسفل بينمَا يدعيان أنهما يمتثلان لأوامر سوكا..

عادَة قديمة لهذين الصديقين، والعادات القديمَة يصعُب تغييرها.

-- جيد، والآن..--

دون أن يستدير ومن زاوية عينهِ أرجأ ڤين ديرما للحظات ثم تحركت عيناه إليهم.

-- سأكون صادقًا معكم..
اليوم لستُ سيد التدريب بل تلميذه، على ما أتأمل لهذا أن يجري: وفق عرضِ المشعو..
الوافدة من خلف الحدود، فإنّها ستشاركنا تعاليمهم التي تنقصنا.
لكن..
هذا لا يمنع أن نشاركهَا تعاليمنا التي تنقصهَا، ولنتأمل في هذا أيضًا تحملها.--

رغم أنها المعلم هنا، هو يتعمّد جعلها تعرفُ ضئالة احتياجه لها، وڤين ديرما تفهم ذلك جيدا، أفضل مما يعتقِد أنها تفعل.

الابتسامات على وجوه قطيعِه نمت، السماء ازرقّت.

أقبلَ سوكا أولاً.

--أين صديقتكِ؟--
لأنه لا يشعرُ بها سأل، أغمضت عيناها..

-- نحتاجُ هدوئك..
فلا نحصل عليهِ وآيثن ثير تدور على شعورك.--

تقصد أن وجود آيثن ثير سيؤثر على تركيزه، يشتته أو يشعلُ غريزته القاتلة ناحيتها مجددا، شيء لا تود تجربته مجددا هي شخصيًا، لأنها مرتبطة بطريقة ما مع آيثن ثير..

طريقة ستشرحها لهم لاحقًا مع علاقة لولا بليليث.

حرّك رأسه للأعلى، للأسفل، ذقنهُ انحدرت عندما نظر لساقيها، خصرها، وضعية ذراعيها، تنفسها المنتظم أكثَر من اللازم، وأخيرًا الهالة التي تتموج حول رأسها، وجهها وعيناها عجيبة اللون.

أدرك حينها أن محاولتهُ لتفصيل وتحليل لغة جسدها تشبه تأمله وتفقد منحنياته فرفع رأسه سريعًا وعاد خطوة يسأل.

-- يمكنكِ البدأ، مشعوذة.--
أبقى الجملة بينهمَا لكن لولا، جونغكوك، ميكي، دانتيه وبروس سمعوه لأنهم الأقرب إليهما.

امتدت ابتسامتهَا الثقيلة من شرق الأرض لغربهَا وعيناها أشرقت السماء.

-- اخنُقني.--

--Choke me like you love me but you hate me, lowkey wanna date me when he---

جونغكوك نبحَ بصوت يحاول جعله كاختناق الذئاب، يظن بهذا أنه سيشبه مغني هذا المقطع من الراب..

وقت سيء كالعادَة لأن لولا أعادت تشكيلَ معدته بكوعها تُخرس المصيبة وسوكا التهبَت عيناه عله يستطيع حرق ضحكات ميكي وتبخيرها في الهواء معَ كل الأفكار الخاطئة التي طرأت في رأس جميع من يقف هنا.

استدار إليها عند تحقيق الصمت، ليس تمامًا فالجميع يعلمُ أن ما يهمس به بروس لميكي لا يخص المهماتَ أو التدريبات.

-- رغم أنني سأحبُ ذلك..--

--نعم، متأكدٌ من أنك تفعل يا عنيف. --
جونغكوك صرّح بجرأة رغم الألم في بطنه وتحاشى النظر لوجه لولا.

تجاهله سوكا وأكمَل.

-- لكن، هلا كنتِ أكثر تفصيلاً في مطالبكِ، البعض هنا قد يشعر بالتشتت ويفقد هدفه لأن عقله لا ينضج بالتزامن مع جسده.--

نظر للأحمقين خلفه.

-- لا يقصدنا..--

قال جونغكوك لميكي.

--بلا شكٍ برو،
إنه يقصد دانتيه وبروس.--

أشارت لهما ودانتيه كادَ يفقد لسانه في سيرك الغباء المجاني الذي يقيمانه.

بروس ابتسم فحسب وفرقعَ أصابع يده ينتظر التالي.

-- أرى طريقتك للوصول للهدف.--

هذا ما تريده لكن سوكا يعلَم أنها طريقة لتقييمه، لولا تذكر أن أول درس لها مع المجموعة كان مشابهًا أيضا، حينها طلب منها آليكس أن تلمس شفاهه وتركّز جسديا وعقليا لفعل ذلك.

--لقد رأيتِ ما يكفي.--

-- أكثَر..
أريد رؤية المزيد منك.--

--إلهِ..--
جونغكوك فقط انفجَر يضحك، مستحيل.

-- هذا ذهبي، لا لا، هذا لا يقدّر بذهب..
لست مضطرا حتى لدفعكما للأمَام كما
فعَلت مع آليكس ولولا، أنتمَا أصليين!
ديناميكيان، ممتع، ممتع، أكملاَ.. --

لقد فقد عقله، أشارت لولا برسم دوائر قربَ أذنها لسوكادور.

قلب عيناه، شدّ منبت شعره، ارتسمَ القميص على بطنه والقفازات أصدرت صوتًا صغيرا للاحتكاك.

-- يمكنني التعري من أجلكِ؟

هل تمازيحنني، قلتِ أنك ستريننا أي كانت الخُدع السحرية التي تفعلونها هناك، أنكِ بموجب ذلك ستعلميننا لا أن تشاهديني أحطم رقبتكِ، والتي تتزايدُ رغبتي بذلك كلمَا فتحت فمك.--

انفجَر أخيرا، عيناه انسدلت بظلال حاجبيه المعترضة.

لولا أبعدته من هناك..

-- حسنًا لنهدأ،
ما رأيكِ إن أبدأ أنا بذلك؟--

وقفت أمام ڤين ديرما، خزرتها جيدًا وأمعنت ثم التفتت لبروس، أدهشته بقولها..

-- ذئبٌ أفضل، ليفعل هو ذلك.--

أشارته صوبه بحركة من ذقنها، وما طلبته تنفّذ بأمر من لولا لأنها تمقُت الإنتظار.

-- يستحسن بكِ أن تكوني بالقوة التي تبدو عليكِ، لأنني سأحرص على إيلامكِ.--

قال بروس وتوجه لعنقها لا يضيّع وقتا أكثر مما ضاع بالفعل.

كانت ستقفزُ للخلف بحركة طبيعية في هكذا موضع، لكنه بيتا، مستذئب، ومقاتلٌ فذ اعتاد تدريب غيره.

لوح يدًا وأمسكَ تلابيبها بالأخرى يثبتها في قبضته..

ما ظهرَ للجميع في الحركة القادمَة هو أن ڤين ديرما قرأت أفكاره، وليس أن ردة فعلَها كانت سريعة، أسرع مما يمكن للعين إمساكه.

هي انخفضَت سنتيمترًا وقبل أن يدرك بروسما يجرِي ارتمى جسده للخلف سنتيمترات.

كان منحنيًا جانب سوكا، عيناها حطّت عليه بعد إرداء رَجُله.

-- إن كنتَ تسمع جيدًا، لن تحتاج عينان.
لكن، إياك أن تفقدَ أنفاسك، ستختنق.--

لم يكن الاختناق الفعلي ما تقصدُه بل فقدان توازن الناجم عن المباغتة من قبل العدو، هجوما كان أو دفاعًا، إن فقدت تركيزك ووتيرة تنفسك ستختنق برد فعله غير المتوقع.

بدى لسوكا خاصة أنّ ڤين ديرما تقاتل على أكثر من جانب، كان ينظرُ لعيناها الآن بينما هي تخاطب الجمع حولهمَا وفكّر:

ما تفعله يتجاوَز القتال الجسدي فحسب، إنها تقرأ خصمها لتدرس خطوتها التالية.

القراءة هي تصوّر متعدد الأبعَاد وتجسيد للحروف في أرضية فيزيائية، صوتية، مادية ونفسية..

وهذا-كما يفترض سوكا الآن- ما تفعله ڤين ديرمَا، إنها لا تحلل المعركَة جسديًا فحسب بل نفسيا أيضًا.

طيلة المرات التي قاتلها فيها، كانت تدفعه لزاويَة تريدها هي، عندما تريده أن يهاجم بعنف تستفزه، إن أرادته أن يهدأ تتراجع..

وهناك تلك المرَات التي أرادته أن يفقدَ تركيزه، فتشتته ببساطة تكادُ تكون صعبة الملاحظة.

لكنه ملاحظٌ جيد لدرجة أنه اكتشفَ خنقها لها في معركَة يفترض بهما أن يكونا متكافئين فيها.

الآن وهو يرى بروس يحاولُ الإعادة والفوز في هذا التحدي، حيثُ تنظر ڤين ديرما لقدمه وتوهمه أنها تفكر بالإحاطة به فيقفز بروس أعلى ليمسك رقبتها من الخلف..

يمكن لسوكا بوضوحٍ رؤية الابتسامَة التي ترفعُ شفتها مليمترًا خفيا واحدا قبل أن تستدير وتستعمل القوة اللامعقولة في يدها وتدفعه للسقوط خطواتٍ للخلف.

ها هو ذا إثبات صحة نظريته، ڤين ديرما تدفعُ خصمها فعلاً لفعل ما تريده بينما تراقب هي كل احتمالاتِ التغلب عليه المتبقيَة في السيناريو الذي اختارته هي..

لأنها ببساطَة قد حذفت باقي الاحتمالات في أبعادٍ أخرى لما يمكن وحصرَت النتائج في بعد واحد تستطيعُ التحكم به.

تنفّس كأنه لا يجيد غير ذلك، إنها عبقرية.

تليقُ به كخصمه، فكّر، مسّد كتفه يدير ذراعه وابتسَم يتبهنس نحوها وبروس.

-- حان دوري..
أعجبتني اللعبَة.--

منح بروس يده يساعده على الوقوف، يبقيها لاحقا أعلى ذراع صديقه الحائر.

-- لكنكَ قلت للتو..--

-- غيّرت أقوالي، أنا لست قسيسًا يا قرّة عيني، هيا ارقص بعيدًا قبل أن أغير رأيي وأدعها تمرح بما تبقَى من كرامتك.--

--لئيم آلفا، لئيم..--

أزاح وجهه وحضوره عن البقعَة المخصصة للقتال المصغّر.

دانتيه استقبله بمنديل.

-- الترابُ على يسار وجهك، بيتا.--

انتشله بروس حانقًا أكثر، المشكلة أنه يشعُر بالحماس في كل مرة يواجههَا فلا يدرك أنه لا يكره الأمر حقًا.

-- إذا، نفس القاعدَة؟--

خاطب سوكا ڤين ديرما واثقَ المنطَق،
إفترّ المماذق.

لم تجبه بل حذَت حذو مبسمه تُعلن لدرسهما افتتاحًا.

واحد، إثنان، ثلاث اختراقات للأرضِ حفرتها أقدامه رمادًا قبل أن يقفز يستدير مضحيًا بظهره لأي كان الإحتمال الذي تختاره، كسره، ثقبه أو تعطيله فقط ليدمّر سوكا تقنيتها في القتال..

فقط ليجعلهَا محتارة حول ردة الفعل المناسبَة لهزمه، فقط ليجعلها تدرك أنه اكتشفَ خدعتها.

كان نصرًا من أول محاولة لأن سوكَا عندما استدار، انخفض، ارتفعَ، انحنى متجنبًا كل ما عمدَت ڤين ديرما فعله لإيقافه أو لمسه لتدفعه أرضا..

كانت حركاتهما أسرع من جفول العين، أسرعُ من حدقاتها..

يدي ڤين ديرما وذراعيها تتحرك لتصل له لكنه يتحرّك ليسقطها أجمعَ في بحر الفشل.

وعندمَا سمح لها برؤية ثغرَة حيث تستطيعُ مجددًا الوصول لصدره، قلبه الذي أخبرته أنه ضعيف..

سوكَا عندها استغل ذلك، كما تستغلُ هي التظليل والتوجيه لتهزم خصومهَا وأمسكَ يدها يخنّثها عن استقامتها يرديها.

تلك كانت لحظة واحدة، ثانيَة تليها أخرى شعرت فيها بألم جديدٍ يصفع وعيها،

كانت يده الأخرَى قد التحمت برقبتها، اعتصرَت مجالها.

والتنفس الذي يجب المحافظة عليه غدى أصعب.

حولهمَا الجميع يرحى كلامًا بعيدا عن مسمعها، بينما هنا هي لا تستطيعُ سوى النظر لوجه سوكا بينما يثبتها من كل مكان.

-- ظننتُ أنه لا يفترض بنا فقدان أنفاسنا، هيا الآن؛
هيا، ڤين ديرما..
لا تفقديها، ستختنقين!--

بدى الهمس كصوت شرٍ خالص شيطاني.

لكنه كان أمامها، قريبًا بحيث يستطيعُ أن يراها وهي تسترجع تحكمهَا بأنفاسها.

لم يعجبه ذلك، القوة التي تحتويها، القدرَة على الوقوف أمامه وتحديه، فجأة استرجَع كل تلك المشاعر..

فجأة، تغيّرت نظرته، تغير عقله، جسدهُ انحنى نحوها، صوتٌ ما كان بالفعل يحادثه، همس شيطانيٌّ خالص لا ينتمي له..

لكنه له.

قبضته اشتدت على يدهَا وهي لا تصرخ، لا تطلب العون، لا توقفهُ ولا تنثني بين يداه..

لا تتألم.
لما لا تتألم؟ كان يتسائل..

لما لا تخبرُه أنه الرابح.

وكان ذلك آخر ما فكر به قبل أن يشعرَ بذراعها تنكسر في قبضته والصوت السابق المجهول يرحل تاركًا صوت عظمها في أذنيه.

أفلتها مشدوهًا، ملبوسا، وراقبها تتساقط أرضًا أسفل قدميه.

بشرتها السمراء..
آه بشرتها السمراء.

لقد شوههَا، حول ذراعها للون بشعٍ ليس له إسم، ورقبتها لم تختلف عن ذلك شيئًا.

اقترب الرفاق فاستوعبَ صوتهم الجديدَ الصارخ في عقله.

لكن ڤين ديرما لم تصرخ.

تكمشَت هناك لثوانٍ ثم رفعَت ذراعها، تلتوي لزاوية مثالية ثم..

مرفقها فقط كسَر قدمه، لينزل حيث أنزلها.

وقبل أن يفرقهمَا أحد صعدَت فوقه، يدها تضمها لصدرها وعيناها الخضرَاء ازدادت شَفقًا ليليًا و زبرجدًا.

فعلت ما فعله، خنقته أقسَى مما يجب.

سوكا وضعَ يده على حبل المشنقة الذي علقته عليه ورمتهُ للهاوية، يعضّ ألم ساقه في كلّ أعصاب عقله محاولاً كسر طريقه الخطرة نحو أنفاسه.

نحو أنفاسه..
ليتنفس..
تنفس..

تذكّر ما قالته عن التنفس.
ثم وجدَ ثغرَة ليتنفس منها، ينظمِها بقدر ما يسمح له الألم والقوة التي في كفها أن يفعل ولدهشته التي تسعُ بقاع الأرض حينها..

هي أرخَت لجامها وأبعدت يدها بروية، كان لا يزال يخزر وجهها، يهددّه عندما رفعت نفسها لتجلس.

كانت لا تزال فوقه، لكن لا يبدو أنها تمانع البتة.

لقد لقنته درسهَا، هذا سبب تراجعها.

-- المرة القادمَة ذئب؟
أكسرُ رقبتك، لا قدمك.--

وجهه كان مليئًا بالوجع، مرارة الألم، والمفاجأة السامة لتمكنهَا من ردّ صاعه صاعين.

لكن عندما وقفت وتجمهر رفاقه حوله لا يعلمُون هل التدخل أفضل من المشاهدة،
هو رأى جانب وجهها بينمَا تأفل لمكان ما..

علمَ أنه تمكّن منها في منعطفٍ ما من النزال.
لكنه لم يكُن كسر يدها بل وصوله لرقبتها.

_________________

يتعالجُ المستذئبين ذاتيًا في مدة زمنيَة قياسية، وينمون هذه الخاصيَة بالتدريب والتعرض لإصابات المستمرة في مراحل حياتهم لذا فإنّ محاربا كسوكادور سيكون لديهِ قدرة علاجية محسّنة.

يجلس الآن ويراقبُ ڤين ديرما تقود قطيعهِ في درس يوغا كما يبدو له.

"كيف تتنفس" ليسَ التدريب الاعتيادي للقتال لكنه بالفعل مفيدٌ في ذلك،هذا ما اكتشفه سوكا من تجربته قبل عدة ساعات.

اتضحَ أنها لم تكسر ساقه فعليًا بل تسببت بشرخٍ فحسب تم تضميده لتسريع العملية، بينمَا هي اختفت لساعة في الغابة حيث استشعَر سوكا اقتراب صديقتها..

آيثن ثير.

عندما عادت من هناك كانت ذراعها أفضلَ من بخير وكانت جاهزَة لجولة أخرى.

لا أحدَ صدق ذلك لذا اضطرّت للعب لعبة "اخنقني" مجددا مع بروس وأطاحت به أرضا للمرة الثالثة اليوم لتثبِت لهم ذلك.

  ميكي لم يعجبهَا هذا التدريب، كما هو متوقّع، لذا انسحبت تجالس شقيقها.

جونغكوك يجامل ڤين ديرما ويدعي أنهُ يريد تعلم هذا.

-- انظُر إلى الفاشل، لا يجيد حتى التنفس..--

قالت ميكي لسوكا وهي تضحك، تشيرُ لوجه جونغكوك وخداه المنتفخان، بينمَا احمر جلده ويداه.

لولا كانت بجانبه مع دانتيه، هي كمدربة جومبَاز اعتبرت هذا تعزيزًا لقدراتها وقد كان من السهل لڤين ديرما رؤية مرونتهَا واعتيادها لوتيرة التنفس بينما يقاتلون عدوًا وهميا.

--آه، لا بد أن جين مغتبطٌ لرميه على كاهلي والتخلص منه لفترَة.--

قال سوكا وقهقه يشارك أخته، تنهدت براحةً بعد حين وفاهَت تصوب حديثًا في اتجاه آخر.

-- إذًا..
ماذا وجدت؟--

لم يحتج النظرَ في دهاليز وجهها ليفهم ما تعنيه، لقد فعلاَ هذا مرات لا تحصى معًا.

بدل ذلك أبقَى عيناه على الحركة هناك وأجابها.

-- إنها تدفعُ خصمها لأسلوب أو حركة قتالية تعرفهَا أو تكتشفها سريعا وتناسبُ ردة فعلها.

أثناءَ الاصطدام، ضرباتها قاسية، متمكِنة وثابتة القوة لأنهَا ببساطة تسحقُ أي قوة تحاول ردعها، تتجاوزهَا فتثنيها، لهذا يطير جسدُ بروس في الأرجاء كلمَا لطمته.

تجدُ أو تعرف بالفعل النقاط الأكثر حساسية في الجسد ويمكنها، كما ترين، كسركِ، افقادك التوازنَ والشعور بما حولكِ للحظات وفي أسوأ سيناريو ستخرجُ شيئا من جعبتهَا يفقدك الوعي.--

-- تتحدثُ كأنك معجبٌ بها..--

-- لا زلتُ أريد قتلكِ لتجاوز الحدود
المحرمة ميكي، لا تفعلي.--

-- أنا لم أتجاوزهَا..
لم أقترب بما يكفي حتى، جونغكوك من
فعل ذلك.--
شرحَت بانتفاضَة عنيفة تستدير كليًا نحوه.

رفعَ يده، قابلها قفازه وأصابعه عبره، وضعها على وجهها وأبعد تلك الملامح.

-- متى ستتحملين المسؤولية؟  --

جذب شعرها، رفعه ولوح به، جذب أذنها ثم أنفهَا بحركات عشوائية، ميكي مثلت الإنزعاجَ لكنه تضحك.

-- لا أحتاجُ فعل ذلك، أنا سريعَة، الأسرع..
و كعبور أطول المسافات، أظن أنني سأتمكّن من إيجاد ثغرة للهروب من أي موقفٍ يحتاج مسؤولية!  --

--نعم، هذه أنتِ بالفعل.--
ابتسمَ يخزرها، التفتَا للرفاق هناك ثمّ كسر سوكا الصمت.

-- وهذا ما ستفعلينَه عندما يحين دورك في القتال معها
اعثري على ثغرَة، أو اعثري علَى معلومة جديدة تؤدي بنا لإيجاد ثغرة.
أنا لا أثقُ بها..--

--نعم برو..
لقد جعلتَ ذلك واضحًا والآن،
لنحطّم هذا. --

وقفَت ومشَت إليهم، عيناها على ڤين ديرما حين صاتَت، ذراعيها على جانبيها كأجنحة الطير في السماء، تأخذُ ميكي بتصرفاتها حيزًا أكبر في الفراغ.
دومًا..

-- هاي بوكاهنتس!

حان دور تدريبي المنفرد، المستوَى عالي هنا، مستوى عالٍ برو..
لذَا ارفعِي مجهوداتكِ لإرضاء ميكي.--

أشارَت لنفسها بيدها على صدرها الغرور، وڤين ديرما ابتسَمت.

الجمعُ التوى وانفلق للجانبين، لولا وثبَت من الحماسِ وأبعدَت الكثيرين منهم.

لقد شعرَت بالملل لطول درس بسيط عليها كهذَا، لكنه لم يكن كذلك بالنسبَة لآخرين مثلا جونغكوك الذي تراجعَ وبركَ أرضا يسندُ ثقله على ذراعيه المثنية خلفه.

-- من كانَ ليصدّق..
لكن، قد يكون لدي مشكلَة في الرئتين حقًا.--

--إنها السجائر.--
قال دانتيه بينما يبتعدُ هو كذلك.

--ماذا تقول؟--
صاحَ جونغكوك لكن المستذئب -والذين يعرفون بحاسة سمعٍ جيدَة- لم يسمعه.

نظرت ڤين ديرما عبر الساحَة بينما تتحرك ميكي لمكانٍ يقابلها، مناسب لها.

رأت حينها سوكادور مقتربًا، يتعثر بثقل قدمه التي تسارعُ بالشفاء.

أومأت له لسبب ما وجدهُ غريبًا.

هي على الجانبِ الآخر أرادته أن يرى، لأنها تفعلُ كل هذا لأجله تحديدًا، لكنها لن تخبره بذلك.

-- نفس القاعدة؟
أنا، عكسهمَا، لن أمانع خنقكِ أو افتعل
مشاهدً درامية.--

رأسها أشارت لبروس وسوكا، كانا يقفان بمحاذاة بعضهما بينما لولا على جانب سوكا تنتظرُ النزال بعيون ملتهبة.

أخذت ڤين ديرما لحظَات تشابه من غاصَ تدبرًا ثم رفعَت رأسها.

-- لا، أنت..
أنت أسقطيني، للأرض.--

امتدت ابتسامة ميكي عبر وجهها، برزت أسنانها وارتفع كتفاها.

-- أجل، التحدي الأصعَب يناسبني.--

لكن سوكا لم يعجبهُ تغييرها للعبة من أجل ميكي.

ميكي التي لم تنتظِر ثانية أخرى وركضَت ترمي جسدهَا للأمام تلتحمُ مع ڤين ديرما في لحظات..

وكانت لولا أول من صرخَ مشجعًا تحطم رسميات منصبهَا التي لم تبنيها قط منذ البداية.


ا

رتفعَ غبار حولهما، ميكي لكمَت معدة ڤين ديرما لكن الأخرى ارتدت للخلف قبل الصدمة، تقفز لتجدَ زاوية تستطيع قلب ثقة ميكي وخطتها ضدها لكنها لا تعرف أن ميكي ليسَ لديها خطة البتة.

عيناها ارتفعَت لسوكا، كان يبتسم ويستمرُ بالمراقبة.

لأنه يعرف أخته ويعرفُ أنها الأمثل لتحطيمِ خدعة ڤين ديرما التي تعتمد على التخطيط والتحليل والاحتمالات.

ميكي عبارة عن قنبلة تفجّر كل تخطيط وتحليل واحتمال، لأنها لامنطقية، لامتوقعَة وعشوائية مدمرة.

كادت تسقطها أرضًا عندما ازلقت ساقها في حركة رسمَت نصف دائرة على التراب، كانت تنوي ضربها لكن ڤين ديرما وثبت لتقف على يديها، معلقة ساقيها في الهواء.

لقد فعلتها من قبل، لكن سرعتهَا هي ما يدهشهم في كل مرة.

وحين ظنّت أنها أمسكَت باحتمال ما لما ستفعله ميكي بعد ذلك، تبخّر ظنها وهي تراهَا تضحك.

-- يا فتاة، هل شاهدتِ فيلم مدغشقر
الجزء الثالث؟--


بالطبع ڤين ديرما لم تفهَم ما تقوله، لكنها لا تريد البقاء معلقَة هكذا لذا رفعت أحد يديها وبقيت على واحدَة للحظات قبل أن تقفزَ على التوالي لركلِ ميكي.

ابتعدت، لكن ليس في الوقت المناسب، لقد لسعهَا الألم في خاصرتها لكن جونغكوك أجب سؤالها.

-- أنا شاهدته!
تاتنانانا، سيركس(Circus) ، تانانا، آفرو..
سيركس آفرو، سيركس.. --

بدأ الغناء بشغفٍ وميكي من منتصف حلبة قتال ملتهبٍ وجاد شاركَته لأن الأغنية ثنائية.

-- I like to move it move, i like to move it move it..
I like to..--

لولا كانت تضحك، تسمحُ للبقية بالغرق معهَا في جنون ميكي وجونغكوك والتوقف عن التفاجىء بهما بعد هذه السنوات.

ڤين ديرما ثبتت في مكانٍ حائرة، لأول مرة، بكلّ ما تحمله كلمة الحيرة من معنى وعندها ميكي ركضت نحوها وقبضتها تسبقهَا وأكملت المقطع تزامنًا..

-- MOVE IT!!--

__________________________

___________


لا تسألوني لأن نعم كنت شاربة شي.

ميكي تذكرت الفيلم فقط لأن فيه حركَات بهلوانية تشبه لي عملتها ڤين ديرما.

الأغنية حقيقية، ما لقيتش طريقَة لكتابتها بالانجليزي عند كلام جونغكوك، ماعجبتنيش.

البارت « ليليث» مقسم لأنه فكرته طويلة، صحيح هذا ماعندوش علاقة كبيرة بليليث لكنه مرتبط بالقادم وهكذا..

سوكا وڤين ديرما ماخذين فقط كلمة الأعداء من مفهوم enemies to lovers وصراحة ما أظن رح يصيروا لوفرز أبدا.

نلقاكم بخير إن شاءالله ♡

___________

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top