«ع،عيناه و ح،حَربهما.»

ملاحظة:اسم البارت مش عاجبني.

I'm taking so long to write

Sorry babes ://

_______________

____

وعندما غابَ وعي الذئب، كانت فرائه ترفرفُ ذهابا وإيابا مع حركة أناملَ ارسلته سالما مع تيارِ السكون.

أو هذا ما يُعتقد...

السلام له عدّة تعاريفَ وأوجه، ولم يكُن أحدها ما شعرَ به.

لم يستيقظ جسده بعد، لكنه وعى أصواتهم حوله.

لولا تحدثت بشيءٍ لم يستبن جميع كلماته، لكن حديث جونغكوك الذي تلاها بدى أوضح.

-- لماذا حاولَ قتالها؟ --

كان يبدو مهمومًا بهذا، ميكي تنهدت أو أنها لولا، سوكا لم يستطع أن يجزم كونه يصارع لإسترداد جسده.

صوت آليكساندر تايهيونغ جعله يتوانى للحظة.

-- هذه المرة الثانية عشر التي تسأل فيها سؤالكَ منذ دخلنا الغرفة، في الثالثة عشر ستجيبكَ ركبتي.--

كان يخاطب جونغكوك، زمرديُّ العين ضحك يخفي احراجه..

وذاك الحال، لأن لا أحد يعلمُ الإجابة وبدى جونغكوك كنقّار خشب مزعج.

-- أين بروس؟ --

سألت لولا، صوتها الذي يترددُ مداه كأنه يتنقل في مسرح للرقص، برز، وميكي أجابت مكدّرَة.

-- يحاول تهدئة القطيع ومنحهُم بعض التوضيحات التي يستحقونها.

لا بد أنهم يشعرُون بآلفاهم.--

-- إن كان يجيبهُم عن سبب القتال بين...

لم يكمُل جونغكوك نقر الخشبِ إلا وقد ضرب تايهيونغ الطاولة قربه حيث اتخذ مجلسًا.

قوتها دفعَت الطاولة للإرتعاش والصوت للتضخّم، وكان ذلك بمثابة ركلة لعقل سوكادور ليستعيد تحكمه بأعضاء جسده.

فتح عينَاه وتنحنح في رقدته يحاول النهوض، كانت أخته أول من هرع نحوه يدنوه.

-- سوكا، حمدًا للرب..--

أمسكَ يدها على ذراعه يشدها ليطمئنها، الجميع كان مرتاحًا لصحوته..

ثمّ محتارا لمحاولته في الإستقامة، نزع الغطاء عن قدميه ووضعهمَا على الأرض وسؤاله المباشر

-- أين تلك الفتاة؟ --

نظروا لبعضهِم، التوتر تصاعد في الغرفَة مع تزايد طرح كربون الأكسجين.

القائد الأعلى وضع يداه على كتفا سوكا يدفعه بهدوءٍ للتوقف.

-- لا أصدق، هل لا زلت تحاولُ قتالها؟--

جونغكوك تذمر منه، عيون سوكا التي كانت تنظُر لآليكساندر حطت عليه لثانيتين.

-- هلاّ توقفت لدقيقة واستمعتَ إلى ما نود قوله لك، بدلَ ترحيبك الدموي اللامبرر بفتاة التقيتها للتو؟
هل عندما تصبحُ آلفا يتضاءل أدبكَ مع النساء؟--

وبّخه كأنه أعلَم وأكثر أدبا منه، والآخر تسأل بعد أن ثبته تايهيونغ في مكانه واستقام متراجعا.

-- لما هو مهتمٌّ لهذا الحد بما أفعله؟--
سؤاله موجه للثلاثة الآخرين لكن المعني، جونغكوك أجابه، بصراحَة ومباشرة.

--لأن من تحاول قتالها قد أنقذت حياتي
عندمَا ضعت في حدود منطقتِم المحرمة.--

لو كانت ميكي تستطيعُ التبخّر، لفعلت الآن.

عيون سوكادور توسّعت عله يستوعبُ ثقل هذا الخبر، عيناه غريبة الشكل..

ولا أقصد بهذا البشاعة، بل أنها بطريقةً ما لا تبدو في جميع الأحيان ملائمة لبقية وجهه وابتسامته الحذقة.

كان جفناه يظللانها فيعطيانها سنحَة درامية من الغموض غير البارز.

ربما سيظهر لأي ملاحظٍ جيد، لكنه يخفيه بإبتسامته الواسعة وروحِه المجلجلة حضورًا..

فيظن الجميع أنه أصخَب من أن يحمل شيئاً خفيًا دون أن يتدفق منه في حديث عابر أو حالَة سُكر.

لكنه يفعَل.

عيون سوكادور كانت حادة الحاءِ (طرفُ العين) لكنها واسعةُ العين (الأبعاد.).

يمكن لرسّامٍ أن يجرب حظه لكنه لن يقدر على أن يصبَّ فيها كل ما يجعَل عيون سوكا مميزة و كل ما تجعلُ هذه العيونُ المرء يشعر به.

ولكن عيانيًا و برؤيتها حيةً يمكن لأي أحدٍ أن يلاحظَ أثناء تغير تعابير سوكادور ورداتِ فعله في ملامحه أن عيناه تتغير أيضًا لكن أسرع.

كانت كأنما تتحدّث أسرع، تتحرك وترقصُ وتصرخ وتعبّر أوضحَ.

لذا تبدو وكأنها لسانٌ آخر اكتسبه ليقول به ما يعجز اللسان البدائيُّ عن قوله.

وهذا المزيجُ من الغموض السرمدي/المخفي في دهاليز عيناه وردات فعلهَا التي تظاهي لسان القول،

جعَل عيناه غريبة وضحية لتحديقاتٍ طويلة من الآخرين.

لعلهم يستطيعون مجاراةَ سرعتها في الكَلم أو سبر غورَ سنحة الغموض قبل أن تأفلَ خلف قناع الرجل الواضحِ في رغباته، ممتلىء الفاه والحضور.

.

هل يتصَاعد الخوف أو يصطدمُ اصطدامًا بنا؟

لأن الأمر بدى كصفعَة أثرهَا اقشعرّ له بدن ميكي قبل أي كان، حتى قبل الألفا الذي يستمع للتو لخبرِ اختراق الحدود المحرمّة في عهده.

و أي مصيبَة هذه التي اختارَت زمن قيادته المضطربة من الصِفر لتضيفَها أرقاما شاسعة من الإضطراب.

شعَر أنه يودّ الصراخ، لكن ليس بعد.

لديه جسدٌ ليقتله،
دون سبب واضح.

مهلاً والأفكار تسرقنا من ذواتنَا..

-- أقلتَ.. أنها، أنقذت حياتك؟--

بالطبع سينتبهُ سوكا لذلك، رغم كل طبقات الغضب والألفا والمحارب التي تغلّفه، سيظل سوكا صديقهم..

ابتسَمت لولا، ما يشبه الإبتسام والحنين.

كان آليكساندر قد ابتعَد يدع سوكا يبتلع الخبر السابق.

-- لما ذهبتَ لهناك؟
أنت حتى لا تعرفُ طريقًا لـ...--

قُطعت جملته باستنتاجه السريعِ والتفتَ لميكي التي تظاهرَت بأن شعرها لم يعد يعجبها وعليها تعديله.

-- لا بأس..--

تفوّه فجعلها العجبُ من ردة فعله تسأل، ميكي التي ظنته سيحطم ساقيها وذيل ذئبتها.

-- أحقًا تقول؟ --

-- نعم، لا بأس، سأقتلُ ثلاثتكم.--

استقَام من مكانه فورًا وميكي احتمت خلفَ آليكساندر لأن جونغكوك تقلص خلف طول لولا الذي لا يخفيه.

لما؟
لأن من المؤكد أنّ آليكس سيقدمهُ مع الصلصة لسوكا.

لكنه لم يتجه ناحيتهمَا، بدلَ ذلك تتبع الرائحَة الخفيفة العالقة بذرات الهواء.

ذئبه يعوي،
يجعلُ صدره ينقبض مع كل حركَة يقوم بها ولا يبدو أن ذلك سببه التأهب.

جسده ليس على ما يرامُ وعلى تلك الفتاة أن تخبرهُ ما فعلته به قبل أن يقطع رقبتها أو ينتزع قلبها،
سيقرّر حسب قبح ما فعلته.

كان الرفاق خلفهُ تماما، ميكي وجونغكوك بمسافة آمنة.

-- آليكس افعَل شيئًا، هو يبجّل رأيك. --

ميكي فاهَت، غير قادرة على التقدّم كونها سبب هذا أساسا.

-- على مهلكِ ميكي..--
أجابَها بهدوء وتّر الثلاثة.

-- دعي الموادَ تتفاعل لنصلَ لنقطة التكافؤ.--

ما كانت لتستوعب شيئًا مما يقول لو لم تقضي أيام مللها في قراءة بعضِ كتبه الكيميائية.

التفتت على صوتِ سوكا و هو تقريبًا يقتلع باب الغرفة التي بها ڤين ديرما راقدة منذ القتال.

مثل ما حدث معه، قد فقدَت وعيها والطبيب الذي كانَ قادما لفحص جونغكوك وميكي قد أصبحَ لديه أربعة أجساد لفحصها.

حيث لم يفهَم ما حصل مع الألفا والفتاة الغريبة سوَى أن دمهم احتوَى كمياتٍ عالية من الميلاتونين و هو هرمون يساهمُ في إرسال الجسد لنومٍ عميق.

والإستنتاج كان أنّ ما جعلتهمَا ڤين ديرما يستنشقانه سابقًا كان محفزًا لإفراز هذا الهرمون.

وقد بقيا في هذا السبَات لخمس ساعاتٍ الآن ونتائج الفحص خرجَت أثناء ذلك.

سارعوا لهناكَ ثلاثتهم، بينمَا تايهيونغ يمشي متبهنسًا كأن لا قلق أو طارىء سيحدث ليؤرق نزهته.

أطلّ وجه ڤين ديرما من الشق الذي أحدثَه عند فتح الباب، كانت مستيقظَة بملامح وجسد مرتخٍ على الفراش قاتم الزُرقة.

كأنما هي غرفة مستشفَى، جدران بيضاء ونافذة واحدة، سريرٌ ومنضدة بأدراج ورائحَة قوية للمنظفات التي أسرعَ أحد أفراد القطيع في سكبها عندمَا أُمر بتجهيزها.

للضيف الذي كادَ آلفاهم يقتله..

ڤين ديرمَا لم تحرّك إصبعا، عكسَ التنافس الذي كان حادثٌ بينهما قبل الوقوع في سبات، كانت مسالمة الآن لدرجَة أنها تماطلُ وتيرة تنفسها.

وقبل أن يدخل البقية استدارَ لهم سوكادور، عيناه على آليكساندر المقترب بعدها على وجوههم.

-- لا أريدُ تدخلاً، خطوةٌ، و لن أتراجع.--

وأغلق الباب كأنه الرياح.

بقوا هناكَ يبتلعون تهديده سوى تايهيونغ الذي وقف بعيدًا،

ينتظرُ كارثة؟

وكان عليهِ هو الآن التعامل معهم.

___________

سارَ الآلفا حول سريرها، في هذه الغرفة الفارغة سوى منهمَا بدى هو الأكبر والأكثر سلطة كونها منطقته.

بكتفاه وطريقة نظره، عيناه ذات ظلال منحسرة عن الغموض غدَت مشتعلة، كان لأي كائنٍ أن يشعر بأنه الأكبر.

لكنها راقبتهُ كما تراقب حركة المياه الراكدة في قعر البرك، لا يهدد بها شيئًا وليس كأن بينهما وعدًا بالقتل.

رغبته الوحشية كانَت تتصاعد حد أذنيه لكنه كبحَ ذاته ليسأل سؤالاً أوحد:

-- لما لم تقتليه عندمَا وجدته؟--

قاصدًا جونغكوك.

و مقلتيها ذوات اللون الغريب لمعَت حين أخفضت رأسها ترمقهُ من مستوى أدنى.

-- نحن لا نقتُل أبناء قابيل.
المعاهدة..--

وبحثت عن كلمتها حتى وجدتها.

--لا تذكرهُ.--

أرادت الجمع لكن انتهى بها الأمرُ بالمفرد..

قهقهَ سوكا بتعب، أضحى يقترب.

-- لم يُلتزم بها قط.
جميع من دخلَ اختفى خلف الحدود.
حتى الأطفال، ما تخادعيني يا امرأة. --

وذاك لم يكُن سؤالاً بل تهكمًا واستخفافا.

ملامحها الشرسَة والقوية غرقَت في تفكير بائسٍ جعلها تذوب جميعًا وتنحني-ملامحها-.

الكسور تتجبّر وتُشفى، الآلام تضمحلُّ ولا تنسى،
و حروق الروح تُبقي أثرًا.

سوكَا فقدَ الكثيرين من جانبه، أما هي، من حيث أتت فإن...

.

-- كانت حربًا.--

أرادت الإكمَال، أنهم فقدوا من جهتهم أيضًا و أنهم الآن و منذ قدرٍ من الزمن يخوضون حربا أهلكت كل شيء.

دمرت كلّ شيء.

بينمَا على هذا الجانب من الحدُود، لا زالت الحياة تستمر.

وبأنه يتحدث عن تاريخٍ ولّى منذ دهور، قبله حتى، لكن الحقدَ في عيناه تجاهها يمنعها.

والحقيقة تمنعُها عن البوح.

الرغبة بقتل بعضهمَا لا يمكن تفسيرها بأنهَا فطرة من حربٍ سابقة بين الأجداد، وهذا فقط ما يدفعهمَا للتراجع الآن.

قرارهَا الذي أدى لنومهما أتى ثمارًا عدة، من بينها توقفهما الآن والتساؤل عن الأسباب.

نظرَت له، ها هو يحومُ مجددا حول سريرها بحركات نمطية تجعلهَا تود العودة للنوم.

أدارت عيناها بالمكَان باحثة عن شيءٍ ما لم تجده، توترت واخفت سرّها سريعًا.

-- خروجكِ من هناك يعدُّ خرقا للمعاهدة،
قد اقتلكِ فقط لأجل هذا السبب وأنام
قريرَ العين ليلاً.--

هالتهُ وتعطّشه للقتل بادٍ، طاغٍ، وإصراره ظهَر في صوته.

ابتسَمت، اللحظة التي بدأت تستيقظُ كانت الآن، لأن كل جسدهَا تأهب فجأة و رفعت نفسها عن الوسائد.

استفزتهُ، كليًا..

--اخرج ذئبك، هيا..--

أشارت له رافعَة ذقنها، تستصغرُه.

--أنتَ؟
أنت لا تستطيعُ قتلي.--

كذبَت،
فقلبها نبض داخل صدرهَا مرتين أسرع من إيقاعه، سوكادور سمعَ ذلك وابتسمَ يجعَل ظلالَ عيناه الغامضة تتكاثفُ وتهاجم مساحتها وهدوء شخصها.

--كاذبةٌ من رأسكِ لأخمص قدميك التي
قادتك لهلاكك.--

نظرت لكلاَ عيناه ثم فعلت ما لم يتوقعه.

لقد ضحكَت، بصخبٍ، حتى أن صدى ضحكتها المجلجلة وصلَ للرفاق بالخارج فتجمّدوا يطالعون بعضهم.

--لا تصدّق كل ما تسمَع.--

قالت بصوتها الرزين، كأنها عاشَت كل سنوات الأرض والقمر.

--الأصوات هنا ليست حقيقةً، ذِئب.

هناك خلفَ الحدود،--

أشارت بفكّها ناحية النافذة المطِلة على خطّ الغابات الأخضَر.

--هناك الأصواتُ حقيقية.

اَخرج ذئبك، واسمع مجددًا، الصوت.
ذاك الصوت هنا، ليسَ خوف.--

بمفرداتٍ بسيطة، كل ما احتاجتهُ هو صوتها وجبروت حضورها لتبدو كلماتها أقوى من الخطبِ والنصوص.

كانَ سوكا في ظلّ هذا الحضور يعاني للتحكم برغبته في قتلها أكثر وأكثر...

هل جوهَر تنافرهمَا هو حرب السُلطة والقوة؟

أنفاسه تنحدرُ لهدير ذئبه، وهي فقط صبّت على ناره بنزينًا نقيا..

--أنه عمقي،
يعلم أنكَ لا تقوى قتلي.--

وجهه تمقّع في حيرةٍ وغضب خانق كدخان الحرائق.

بدت أنها تتحدث هكذَا عامدةً فتق خيوطِ أعصابه، فغضبه أعماه عن الإنتباه لكونها لا تجيدُ لغته.

قدماه تسارعت ومناهزته لها بتلكَ الملامح كانت مرعبة.

ثانيتين رمشت بهما وكان سوكادور سيخنقهَا لولا أنها رفعت ساقيها لركله بينما لا تزالُ على السرير.

أمسكَ تلك الساق ووثب يثبت ساقيها بركبته اليسرى و اليمنى استعملها لرفعِ جسده و مواجهةِ قبضتيها المتوجهتين نحو وجهه.

--هل تحاولين المماطلة حتى
تُخرجي حيلة جديدة من جيبكِ
أيتها المشعوذة!--

أحكم القبض على رسغيها هكذا، حاجبيه يُظهران شرّ ما يضمره.

و دون أي تحفيز آخر تحولّ لذئبه وكانت أنيابه المسلولَة وجسده الضخم ما يثبتها الآن.

المشعوذ والساحر شيئان مختلفان في عالمهم، فالسَاحرات هم مستخدماتٌ لسحرٍ خام،
يعشنَ معًا في تجمّعات للتمويه والاختباء عن إدراكِ البشر لحقيقتهنّ.

مثل الراهبَات اللواتي ينظّمهن الأب سنو والدُ مون في ألمانيا، حيثُ مقرّ مجموعة آليكساندر الأساسي وبلده.

بعض الفتياتِ في بيوت الدعارة المنتشرة، وبنات المدارس الداخليّة الخاصة...

لكن المشعوذ يعيش وحيدًا، هائما، ممتلئا بآثام استعارتِه لسحر غير خام، ملوثٌ بالخبث والحيل والفساد.

المشعوذ في عالمهم لطالما كان منبوذًا ويُخشى وجوده كما يُمنع.

لهذا، مناداته لها بذلك كان كإهانةٍ وصفعة.

أي فرد من العالم المحجُوب عنا كان ليتقدم للكمكَ لو دعوته بذلك ومهما كان صغيرَ العمر أو ضعيف البنية.

أي فرد يعلمُ ما تعنيه هكذا إهانة،
لكن هي كيفَ لها أن تعلم..

صحيح،كيف لها أن تعلم؟

لما خزرته في قلق، استغرابٌ واضح.

حينها ضربته الفكرة، ناظرها كأنه يراها للتو، شعرها المنسدلُ وجدائله الليلية.

الخرَز والملابس والتمائم، ثم جملتها:

-- ألا تعرفُ ما أكون؟ ذئب.. --

أبعدَ وجهه إنشًا وامتنع، هي التي تدافعت أسئلتها عبر حلقها انسكبَ سؤال أوحد قد سُئِلَ اليوم ألف مرة.

-- لما إذًا؟ تركضُ محاولاً قتلي..--

هنا كان جونغكوك قد دخل لأنه لم يعد يحتمل سكونًا.

-- تماما ما سئلته ڤي، تماما ما أقول-
واهٍ، حسبكَ يا فتى.--

يقصد وضعيتهمَا لكن سوكا لم يكترث قترة به بل بمن خلفَه.

عيناه على القائد الأعلى وصديقُه آليكساندر تايهيونغ علّه يخبره ما عليه أن يفعل لكنه خرَس والجميع تتآكل أعصابهم.

نظر لڤين ديرما وهم يتسائلون لما يقفُ بينما يستطيع منع ما يحدُث.

لولا ناهزته..

-- ينتظرُ توجيها منك، أخبره أن يتوقف،
عليه الإصغَاء.--

--بل عليه أن يقرّر على أرضه،
ما أنا سوى عمود يود التشبثَ به كي لا يوقعهُ قراره في الندم أرضًا.--

سمعَت ميكي كلّ ذلك، أخوها ليسَ ما تعرفه عنه إن قرر قتلَ الفتاة التي ساعدت وحمَت أحد أفراد مجموعة أبناء قابيل التابعين لها،

صديقهم، وعائلتهم كما يدعوا هؤلاء أنفسهم.

جونغكوك إلاغون، المنتقمُ لأحد قتلة آلفاهم السابق، جونيور، يستحيل أن يدنّس سوكادور ذكراه ولو بذرات غبار.

المحارب الأشرس على الأطلاق، لطالما حملَ توازنًا لذلك بداخله،
يُدعى الرحمة.

يحملُ سوكادور داخله أنقى أنواع الرحمة، أينما ذهبَ.

لكنه لم يرخِي فكه ولم يخفي أنيابه، لم يخفض جبروتَ هالة ذئبه و لو قليلاً حتى سمع لولا تقول:

-- أتعلم ما أفعله عندما تحاولُ ماريا إخباري عن شناعة ما يجب إيقاعه على من يواجهني.

أخبرها أن العدالة تحتاجُ محاكمة مهما برعت الرؤية والحدس في قنص الأدلة.

تحقّق سوكا، من نفسك.--

وقد صدقت، إن كنتَ تحسب أنك القاضي لما لديك من حدس و رؤية مجردين، فعليك التحقق أولاً من أدلة نفسك.

القاضي قد يتحوّل لمجرمٍ.

القاضي يتحوّل لأشنع مجرم، و ماريا دليلٌ على ذلك.

-- آلفَا، مبعوثٌ من كبارِ العشيرة قد قدمَ.--

البيتا بروس ركضَ يُعلمه، ووقعت عليه مفاجآة وضعية الهجوم الغريبة بين سوكا وڤين ديرما.

كان آلفاه في جسد ذئبه لذا لم يجب، واضعًا أعصاب الجميع في توتر أكبر.

نظر لعيناها، تلك التِي لا يشعر تجاهها سوى بالحقد بادلته، حاجبيها كانا وحشيان تتحداهُ حتى في النظرة.

زمجَر في وجهها حتى تأكد من أنهَا أغلقت تلك العيون الغريبة التي تحدّته، ثم وثب عنها فزفرت بارتياحٍ بإبتعاد وزنه عن جسدها.

و راقبته يغادر معَ ذلك البيتا.

لحقه الجميع عدَى آليكساندر و لولا، جونكوك علمَ من لغة جسديهما أنه حوارٌ لا يجب أن يشارك فيه فانسحب كذلك.

-- هل كلّ هذا الكره والقتال بينكمَا بسبب تاريخ الحرب وما تلاها؟ --

سأل آليكساندر تايهيونغ أولاً، بدى أنه يعلم إجابةَ سؤاله أكثر منها، ڤين ديرما التي طرطقت عظامَ رسغيها بحركاتٍ دورانية.

-- اسئله، يجيدُ التكلم أفضل..

"مني" أشارت لنفسها بوضعَ يديها على صدرها، حركةٌ أعطت صوتًا عذبا عند تصادم قلائدها.

-- لنفترض أنكِ لا تعلمين أيضًا،
هل هناك أيّ سبب ممكن آخر؟ --

نظرَت صوب لولا، انطباعها الأول عن هذه الفتاة كان خاطئًا، ربما لرؤية جانبها العاطفي تجاه أخضر العين ذاك في الغابة.

لكنها لاحقًا لاحظت شيئا، و كما تعرفت على نوعِ جونغكوك بالتركيز وشكلٍ ما من أشكال الإستيحواذ كما وصف، فقد تعرفت على جزءٍ من نوع لولا.

و الجزء ليس الكل، لذا هي فضولية تجاهها، شعورٌ لم تجرّبه ڤين ديرما كثيرا في حياتها.

ثاني انطبَاع، هو مقدار القوة الذي تحوزهُ في جسدها الصغير ذاك، وليس قوة جسدية فحسب حتى سلطتها وهالتها التي تتغيّر عشوائيًا قوية.

إن كانت قد رافقتهُم إلى هنا فهو بسبب لولا أولاً ثم بسبب الذي يقف قربها، ذلك الذي لم يبتلعه الموت عند ملامسته للضباب الأسود في الغابة.

و لديها ملاحظةٌ ما لسلوك الضباب عند لمسه، لقد شهدتهُ يتقهقرُ عائدًا، و تجرؤ حتى...

و بعد كل هذا الزمن، تجرؤ على التفكيرِ في أنّ ضباب الموت ذاك بدى خائفًا.

-- لا. --

أجابَت سؤال لولا فزفرت الأخرَى فتات الريح وقالت.

-- حسنٌ، سنحاولُ الوصول لحل من أجلِ التقدم في معرفة خطوتنَا التالية.

اعتذرُ نيابة عنه.--

كانت ڤين ديرما تستوعب كلامها حتى وصلت للجملَة الأخيرة، فاستبدلتها لولا بكلمة

-- آسفة لما فعله.--

وابتسمَت تجعلُ الأخرى ترخي جدارها و تبادلها.

أحدُ مميزات أبناء هابيل،
يذيبون ثلجَ أي غريب،
يملكون روحًا تحطّم أقسى الجدران.

من يقفُ جانبها كانَ أصعب ضحية لذلكَ لكنه لم ينجو منها..

خرجَت لولا بعد إلقاء نظرةً على هدوء آليكساندر، تعلم، بالطبع سيكُون لديه المزيد ليحقق بشأنه.

ورغم أنهَا تخشى وقوعِ نفس حادث سقوطه وتألمه دون مصدر للألم منذ ساعات إلاّ أنها غادرت و سوكا نصب عيناها، لتجدَ أجوبة هي أيضا.

وبمجرّد خروجها، قال

-- ما الذي قصدتهِ بالأصوات الحقيقية؟ --

ربما كانَ حياديًا ومتجنبا لقتالهما لكنّه لم يمنع نفسه من الإستماع علها تقول شيئا مفيدا لا يعيره سوكا اهتماما بسبب غضبه غيرِ المبرّر والمندفع.

-- أصواتُ الحقيقة.

لم تسمع؟ أحدهَا نادى اسمك هناك.--

أكلَ العجبُ وجهه، تقدم..

-- كيف؟ ماذا أراد؟--

-- تحذيرك، تحذيرنَا..

" اهربوا، إنهم قادمين." قال،
يحذروننا دومًا.--

-- هل هم أرواحٌ ما؟ --

وقفَت عن سريرها، ورفعت الوعاء الذي به زهورٌ قربها، افرغته، بدى أنها بالفعل ترغب بإخباره كلّ شيء..

لدرجة أنهَا تمثل له ما لا تستطيعُ قوله.

الوعاء فرغَ، أدارت أناملها وسطه ثمّ حركتها، توضّح أنها تحاكي حركة الأشياء التي تطوف الهواء.

كانت أصابعها تتماوجُ في ما يشبه حركة البحر لكنها وضّحت أن هذا ما يحدث في الهواء بالوعاء الفارغ.

-- ليس روح. --

لكنها تصفُ الأرواح،
ما قد يطوفُ مع حركة الهواء هكذا هي الأرواح.

و قد نفت ذلك بالفعل، فكّر تايهيونغ...

الجزيئات، الغازات والمواد العالقة بالهواء، هل تعرفُ ما تعنيه الجزيئات حتى؟

إن عرفت فهل تقصدُ الذرات، الأنوية، الإلكترونات؟

لا، لحظة، نظرَ تايهيونغ لها وسأل

-- ينتقلُ الصوت عبر الهواء، في ترددات، حركةٍ موجية، أنتِ تقصدين أنها أصواتٌ بحتة
مصدرهَا هو ذاتها؟--

أومئت لفهمها آخر جملة وملامحُها بدت منشرحة لفهمه السريع، ثمّ حل اللغز

-- أصواتٌ حقيقية،
أصوات الحقيقة! --

فرقعَ أصابعه ثم وقعَ في حيرة أخرى

-- إن كنتِ تعرفين الموجات الصوتية وانتقالها في الهواء، فأنتِ... أنتم...--

لم يستطع فقط القولَ أنه ظنّهم حقا كالقبائل البدائية، لأنها ترتدي ما يشابههم.

شعر بالخجلِ من نفسه لهذا الإعتقادِ المتسرع و غير المدروس من قبله.

إذا هم متطورون، و على مستوى جيدٍ من ذلك، هل لأنهَا نوعا ما تحرس الحدود فهي متمرسة في القتال أكثر من اللغة وما لآخره؟

عليه أن يكتشف مدى ما وصلَت إليه هذه الحضارة المخفية عنهُم جانب بوابة جانوس الأقدم.

--
معرفتكم لذلك تفسّر الأمر، مع الضباب في الغابة...

لقد كان لمسهُ فقط كافيلاً بشل يدي،
لكن أماراتِ تأثيره لم تبدو عليكِ.

ربما قمتُم باسخدام هذه الأصواتِ ذاتية المصدر في الدفاع، أو المراقبة قبل الهجوم.

أعلمُ أن الضباب هو جزيئات ماء عالقة بالهواء، هل استخدمتم حركة الموجاتِ الصوتية لفصله بتكثيفها؟

هذه إمكانية..

لكن ذلك الشيء بدى كضبابٍ دخاني، أي أنه حاملٌ لغازاتٍ سامة، وربما لهذا تدعونهُ بالموت..

ربما الموجات التي تضغطُ على الهواء المحيطِ بهذا الضباب،
تلك الأصوات تستطيعُ تفتيته حرفيًا
لو وُجدت الطريقة المدروسة والمناسبَة لذلك..

لا بد أنّكم بلغتم من المعرفة
ما يكفي، و...--

هذا ما يسمّى بحماس العلماء، و هو أمرٌ لا نفهمه نحن..

و ها هو آليكساندر تايهيونغ مجددًا يستخدم مفرداتٍ ثقيلة، وجونغكوك ليس هنا ليخبرهُ أن يخفف البلاغة.

لكن جملته التالية، استوعبتها جيدًا.

--كيفَ نجوتُم من ذلك الشيء؟--

وجهها المنشرحُ ذاب، كتفيها الغرورة وحضورهَا تكمّشا...

-- لم نفعل.--

_______________________

____

لم يرِد المبعوث الدخول للفندق، بل وقوفه في الساحة حاملاً ردائه العاجي على كتفيه كما يحملُ كلامه كان شبيهًا بالتمثال القريب على النافورة.

أسمرٌ سرياح الطول، ذا بنية متناسبَة مع كونه من سكّان الغابة والبيئة الوعرة.

يحملُ عصا خشبية طويلة وغير مشذبة ويبدو أكبر من عمره الحقيقي.

-- إرايدا، مرحبًا بحضورك.--

صوت الآلفا سوكا جعله يلتفت عن هدوئه ويخلعُ سكونه عن وجهه، ابتسمَ يرفع يده لقلبه يردّ الترحيب بالوَِد.

وقبل أن يطالبه بالدخول فتحَ حواره.

--لدي رسالةٌ للآلفا الموعود:
سوكادور دو ثيراس.
من كبار العشيرَة، أن الطاقات بدأت التحرّك، وأوضحها كانت الغابة.
لا بدّ أنها مباركة الصبو، سيشكر الكبار صبو القائدِ بأنفسهم على سماع النداء وتلبيته.--

وأبقى ابتسامتهُ المريحة بارزة.

شعرَ سوكا بنغزة طفيفة، صوتٌ صغير، رنة جرس، تجعله يرتاب لهذه الواقعة ولزمنها.

لكنه لم يقُل شيء وملامح بروس بجانبهِ تراقصت بالغبطة.

أكمَل المبعوث تعليماته:
-- إن تقاطعوا قريبًا وهذا ما يُحتمل، أراد الكبار التأكد من معرفتك بهذا لتبدأ طقوس مرحلَة البيروزا.--

حاولَ بروس كتمها لكن لم يقدر فاخفض وجههُ لإخفاء السخرية به وهمس

-- Perfecto.
مثالي. --

قاصدًا التوقيت.

البيروزا هو لفظٍ بلغتهم القديمة القريبة من الإسبانية، تعني النقاء.

ويشار بها لإختبَار تحكم الآلفا في صفاتهِ الفطرية المرتبطَة بروح ذئبه، كالوحشية والعنف.

بسبب طبيعة الآلفا يوضع هذا الإختبار لتحديد أهليتهِم لتولي المنصب مهمَا كانت قوتهم وسلطتهم.

آلفا متهور وهائج قد يؤدي لدمار قطيعهِ أو في أسوأ حالة حرب إبادة لنسلِ المستذئبين.

البيروزا لا تعني بالضرُورة أن يكبح نفسه حتى مرورِها، فهناك مؤشرات تدل على ذلك.

ولأنها اختبار للصبر والتماسكِ فسوكادور أراد الصراخ للمرة الثانية اليوم لكنّها ستكون وقاحة في وجه المبعوث..

بماذا سيبرّر نفسه؟

لقد صرختُ في وجهكَ يا إرايدا لأنك زففتَ الخبر في وقتٍ خاطىء،
كيف سأقتل تلك الفتاة إن أردتُ اجتياز مرحلة البيروزا؟

__________________

______

Hi again ♡

حطيت خطة للرواية عشان ما أضيع ولكن انبرهت اولا منها ثانيا من طولها لي بيخليني اغيرها قريبا لول.

500 كلمة من البارت كانت لوصف عيون سوكا وأحس لسا لازم أكثر.

آليكس يشبه سينكو من انمي dr stone ليوم uwu.
______

حماسكم مزال موجود؟

♡♡

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top