«صوتُ الآلهة.»
مرحبا، بارت قصير لتحريك القصة هو أصلا فيه شرح قصة أتمنى تركزوا. وهو نهاية الفصل السابق، رايحين لفصل جديد من البارت الجاي.
استمتعوا✨
_________________
على الأبوابِ الرماديَة للفجر التي تقرعهَا أيادي الشمسِ كان وصولُ الوجوهِ المألوفة المكلوفة وما أنقذته من أرواح.
اجتمعَت الشاحنات في الطريقِ ارتفاعًا حتى تكدّست فيه ومنه التحمَت مع الساحة الاستقبالية للفندق، نافورةُ الفتاة الراقصَة بكَت ميائهَا ودعَت السماء..
على هذا الظُلم أن يتوقّف يومًا، على العالم أن يجدَ الحماة وإلاَ تمزّق.
حمَاة هؤلاء الضحايَا قد تولوا إنقاذهم ونقلهم وتأمينهم الآن، ثم تركوا البقية من علاجٍ وإطعام لمن يختصُّ في ذلك.
وسرعَان ما انسحبوا لأحد القاعَات، جميعا ما عدا لولا التي ذهبت لغسل الدماء عنها.
رما سوكادور المعِدات التي كان يحملهَا على طاولة، إريك قفز للأريكة مستلقيًا وبروس قابله بقدميه متعاكسين في موضعيهما والباقون في مجالسَ مختلفة حتى اقتحمَت ميكي المكان آخرهم وكأخيها رمت قناعها في مكان ما ووقفت في المنتصف يديها في السماء ووجهَا موبوء بالعجب.
-- تلك الآزاليس تحولت لنسرٍ أمام عيناي!
أعرف جميع المخلوقاتِ الباقية والمندثرة..
لا يمكنكم إخباري الآنَ أن هناك نوعًا آخر حيث يتحولون لنسورٍ بالطلب!--
ورغمَ أن الصدمَة زلزلتهم أيضًا إلا أنهم ولحدٍ ما قد تلقوا الأكبر منها منذ قليل لذا تضاحكَ بروس وتفرّج فيها حين قال
-- لما هل ستشعرينَ بالغيرة لأنك ذئبة؟
فلأبشركِ، هناك مخلوقٌ آخر اُكتشف حديثًا..
النسر مجرّد لعبة أطفال.--
أسدلت ذراعيهَا وانتظرت جوابًا عن ذلك، لكنه لم يأتها منه بل من القابعَة في الزاوية.
-- لا تُشر آيَا ليليث دَا مخلوقًا.--
-- اوه هل كفرتُ بآلهتكِ حتى نسيتِ موضع لغتكِ؟
واه لكنها منسيةً في الأصل.--
كانت ستجيب لؤمَ بروس لولا أن آليكس أوقفَ جدالهما العقيم قائلا
-- أخرج إرهَاقكَ في التدريب لا عليهَا بيتا، أكنتَ تحبُ لو ذُكرت سيلين؟--
على النقاشِ استدارَ سوكادور من شدِّ منابت شعره وابتلاع رمقه لإيجاد كلامه الذي يعلم أن آليكساندر ينتظره.
كان قد حكى له كلَّ ما رآه وما جرى للولا من زاوية نظره، لكن لولا لا تذكُر شيئًا عن أي ليليث..
ولا تحمل أي شفقَة تجاه من قتلت، ولا حتى تستذكِر فقدانها للسيطرة على ماريا..
حسب ما قالته لهم فهي شعرت بأنّها
" في لحظةٍ قد استطاعت فهم ماريا والأخرَى فهمت ما ترغب، كلاهما كان راضيًا وفي سلام."
لكن سوكادور لم يتحمّل النظر لڤين ديرما طيلة الطريق - ليس وكأنما هو المولعُ بذلك سالفًا - ولا بدى طبيعيًا بعد ما شاهده وشعر بها داخل لولا.
-- ماذا جرَى؟ أي مخلوق؟--
عودَةً لميكي التي لم تعلَم شيئا.
-- يقول سوكا أن لولاَ قد تلبسَها كيانٌ قوي.
ڤين ديرما تقول أنه ليليث.
لكن بالطبعِ هو يظنها تكذب وتحتَال علينا ويريد قتلها، تعلمين..المعتاد.--
أجاب إريك ويدُه على وجهه، لم يسمح لوجود بروس بإزعاجه.
وكما أسدلَت ميكي ذراعيها عادَت ترفعهما مجددًا وتضربُ كفيها على جانب من رأسها ثم ارتمَت لأقرب مقعدٍ تحاول استيعاب ما سمعته، وخلالَ هذه الدقائق كان الأخوَين يعاكسَان أفعال بعضهما بعضًا لاشعوريًا.
وسطَ تلك الفوضى بدى آليكساندر أكثرهم ثبُوتا على مشاعره، عادته، بيد أنها لم تكن عادتهِ عندما يتعلق الأمر بلولاَ خاصة..
رمقَ سوكادور الذي بادله وتنهّد يخرجُ صوته بذات الطبقة ثم يرتفع متسلقًا مسامعهم.
-- لقد ماتت ديانَة سيلين وانحصرَت قدسيتها ككيانٍ ألوهيٌ لرمزٍ يعبّر عن طاقة القمر التي يتناغمُ معها الذئاب..
هذا وسيلين أقربُ زمنًا وأرسخ فيه، لكن ليليث؟
لم يكُن هناك ذكر لليليث سوى كشيطانٍ أو أسطورة مشتركةٍ بين عدة حضارات كلٌّ عرفها باسم، بومة الظلام، وردة الليلِ اللمياء، أفعَى الشيطان..
وكيفَ لنا أن نصدقَ بأسطورَة غابرة كهذه أن تكونَ جزئًا من شخص عرفناهُ كما نعرف أنفسنا؟
ناهيك عن العدَاء مع صاحب الإدعَاء... --
وصاحب الإدعاء نطقَ فجأةً، يعرض يداه على منصة الحكم والقضاء أمامه..
-- أتعرفون أنفسكم؟
أتعرفون لولا؟
أتعرفون؟--
كان بأسئلتها بلاغَة وهي لا تجيدُ حتى اللغة، تلك البلاغة ذكرتهم بأيام تدريبهم معها، قتال النفس أثناء تخيلها كما اقترحَت..
لا يبدو أنهَا متأكدة بشأن معرفتهم بأنفسهم، ولا معرفته التامة للولا كما يدعِي سوكادور ، ولا حتى لها كمال يقينٍ بمعرفتهم الكلية للأمور.
أشار سوكادور إلى ما قالتهُ بيده كأنما ينعتها بالجنون، أي كيفَ لها أن تقول ذلك وهم أصدقاء لولا وأقربهم إليها جالسٌ جانبه.
-- أترَى ما أعنيه إريك؟--
همهمَ إريك له ثم شردَ بوجه ڤين ديرما وقال
-- لكننا كنَّا دومًا نبحث عن هذا؟
نحن نعرفُ لولا، بالطبع سوكا..
لكننا لا نعرفُ خلف ذلك، بحقِّكم نحن لا نعرف ما تكونُ ماريا حتى.
ألم تذهبا معًا زعيم لمعرفة علاقتهَا بليليث من مكتبة الأسرار وكلُّ ذلك؟
فعلنا هذا لنكذّبَ الإجابات أو لنحصلَ عليها؟--
وإريك كان يتفوّه بكل نقطة منطقيَة يمكن قولها في هذا الموقف واحدةً تلو الأخرى، تاركا النزاعاتَ على جنب والشكوك والظنون، كان إريك أكثرهم رجاحَة لإبداء رأيٍ محايد في ذلك..
لا هو مستذئب حاقدٌ على شعب ڤين ديرما، ولا هو صبو لولاَ المحموم في معرفةِ ما يريد عنها، ولا هو في رغبةٍ لنزال أحد هنا أو استغلاله.
خزرهُ الجميع بيد أنه لم يكُن مكترثًا للغاية، ابتسمَ آليكساندر وتبعه الكَلم
-- حسنًا، إريك قال ما يجبُ أن يقال..
آلفا؟ بقدرِ ما يخصنا في هذا، يبقى قراركَ فالضيفة ضيفتكَ والهدنة تظلُّ فكرتك.--
الصبو المحموم للمعرفةِ سيطرَ على هوسه، قدّمه لدور القائدِ الاستثنائي هديةَ تبجيل.
ما كان من سوكادور سوى أن هدأَ قليلاً في وقفته فارتخَى من كتفان عظيمَان غضب أعظم.
قعدَ مرفقهُ على ذراع الكرسي، يده على ذقنه يبعدُها ليشير لها أن تبدأ القصص الخيالية ثم يعودُ بها لذقنه.
-- امسَح العدَاء لتسمع، هذه قصة الجميع.--
وقد حطّت عيناها على الجميع، وأضافت
-- وهذه ليست قصص آلهة.---
تناظر سوكادور الآن خاصة، ما قاله عن سيلين وما يظنّه السكان من هذه الجهة في الأرض قد حُرِّف منذ دهور وشعبها عَلِم بذلك سالفًا.
لم يقاطعهَا مجددا ولا أجاب بشيءٍ سوى انتظاره المحتمِ عليه، فلم تطله..
-- الأرضُ أقدم مما تعتقدون.
أقدم من أقدمِ فكرة عن الأزل..
خلال الزمن العظيم للأرض تحطّمت المخلوقات وتشكّلت بعددٍ لا إسم له بعد.--
كانت تديرُ يدها وهي تشرحُ إعادة تشكل الكائنات، ثم إصبعها كسر أحدَ خرزاتِ معصمها الآخر، في لحظة انتشرَ بخارٌ رماديٌ أخضر شبيهٌ بها..
ربما الإعتيادُ أو سرعتها في الحركَة لم تدع لهم فرصَة التأهبِ أو الشك قبل أن تجمعه ڤين ديرما مجددًا في بين يديها كأنما كان جسما مطاطيًا وليس بخارًا.
ثمَّ فتحت يديها والبخارُ بلونه اختفى وتخلَّقَ مكانهُ سائلٌ أحمر كثيف تركته ينسكب من بين أناملها للأرض وقد راقبه القعودُ يتصلّب ما إن فعل وينكمشُ في شكل صلب غيرِ منتظم.
تتكوّن المواد من تحللَّ وتركيب وتفاعل بعضها البعض، هذا ما قصدتهُ بالعرض الصغير الخيميائي الذي قدمته.
-- أنا، أنت، الشجر في الغاب، الطير في الهواء..
زمننا ومصدرنا صغير.
لكن الغابة.. الغابة مصدر الشجر، روحها تبقيه حيا.
الماء مصدر المطر، الهواء والتربة،حياةٌ داخل حياة، النار مصدر الصخر وقلب الأرض، الصوت مصدر تكوّن وتأثير، المد والجزر، اليوم والسكون..
لهذا تعوي الذئابُ للقمر.
القمر.. سيلين.. الصوت.. التكوّن.. الشعور.
ولهذا يمكنكَ الشعور بالكيان، ذئب..
إنها هبة سيلين.--
الصوتُ مصدرٌ لإنتاج المادة، كل شيءٍ يتردد على مستوى ما، مع الذرات المناسبة يمكن للمواد التشكّل، كأنما هو المؤثر حتى بعد تشكلها.
الحقول الميغناطيسية لها ترددٌ خاص، الطاقة والوجود، والشعور بهما، كما تتغير حركةُ البحر بالقمر أثناء المد والجزر.
شغاف العيون تنجذبُ إليه، ليس لجماله بل لهالتهِ، أفلا يُسمع لها صوتٌ ينادي في الأثير، يديرُ الوجوه ويغني تهويدة نوم وصحوة ويخلقُ في الظلامِ والموت حياة.
و هل يمتلكُ القمر صوتًا؟ بل طاقته التي يشعر بها الذئابُ ليلا والمحيطُ دومًا، طاقته التي تؤثر على الكائناتِ في مهمة وجودية غامضَة وغير مفهومة وخارجَ حدود الوعي.
-- أخبريها أنني شاكرٌ لكنني لم أطلب منها ذلك.--
سخَر سوكادور ولا أحد من البقية استصاغَ ما طريقة حديثه عن سيلين، باضمحلال الديانة أو دون ذلك لا زال المستذئبين يحترمونَ قدسية الأجداد وللعجب كان بروس أكثرهُم جدية في ذلك.
-- سوكا إن..--
قاطعه سوكادور قبل أن يكملَ حتى
-- هذه القصة بدأت تطولُ وقد شعرت بالملل..
هل تنهين؟--
-- أرى الحربَ بينكَ وبينكَ ذئب..
لكن سيلين أرادت أن تحاربُوا غير بني جنسكم، غير ذواتكم.
لهذا غيرَت تكونكم، صوتُ حقيقة يليه صوتٌ حتى تمكنتم..
ثم ارتقَت بوجودها للأثير والقمر مجرّد مزمار من مزاميرها.--
تيبّسٌ في كل خلية حية، وفم ڤين ديرما لم يخرس بعد..
إن أراد سوكادور نهاية للقصَة عليه أن يتحمّل وزن الحقائق.
-- نسميها المرتقيةَ الوسطى.
ثالثُ أخت من مصادر الكونِ تورَا (الخمس) أو أرات (الستة)..
مصادر الطاقة، مصادر الحياة والموت.--
كانت تستخدمُ أصابعها للإشارة للعدد.
-- ما تعنينَ بالخمسة أو الستة؟--
انتفضَ بروس في مكانهِ يسألها وصوته أعلى مما يلزم لتسمعه.
-- هذه ليسَت كائنات بل مصادر، طاقةٌ عظيمة وأزلية تنبعث مجددا ومجددًا عبر الكون والمخلوقاتِ والزمن.
وجودها باقٍ لأنها تنبثقُ..
الماءُ مطرًا وبردًا ،والنارُ حممًا وغضبًا..
أقول الماء لأنني لا أجدُ الكلمة بلغتكم، وحين أقول النار لا أعني لهبًا..
إنها نار الكون ونورهِ، شعلة الحياةِ في النجوم أو الغضب كلما تراني ذئب.--
استخدمَت مثالاً جعله يبتسَم كأنه يريد قتلها.
-- هذه الطاقة غاضبة، منتقمة وسرمديَّة الوجود، أحرقت قلب الأرضِ وأكلت النجومَ وأحيت الشمسَ لما حدث معها..
هذه ليليث.--
-- ما الذي حدَث معها؟--
هتفَ آليكساندر.
-- لم نجد حقيقة ذلك.--
قصدَت شعبها.
-- كل هذه السنين ولم تسألي صديقتكِ الخفية؟--
كانت تلك ميكي وڤين ديرما أجابتها.
-- لو لآيثن ثير إجابَة لي لعلمت.
في النهاية، لا يمكنكَ سؤال مصدر كونيٍ وانتظار الإجابةِ قولاً..--
إريك تدخّل
--أتعنين أنها؟--
-- الصغرَى.. الروح..
آيثن ثير.
المرتقِي الأصغر، الماء.
المرتقية الوسطَى، سيلين.
الشمسُ الكبرى، المنتقمة ليليث. --
--قلتِ أنهم خمسة أو ست.--
نوَّه دانتيه.
-- ذاك..
تنسكبُ المصادرُ وتتجانس في الكون، لكن لتحتفظَ بوجودها ستجدُ تناسبًا وجوديا تنبثق فيه وتتشبثُ.
آيثن ثير تحيط بالغابِ لكن روحًا منها وجدتني.
منذ دهور، روح من الماء انبثقت في الصحراءِ الشرقية الكبرى، كان رجلاً، يجدُ الماء أينما رحل..
وقد ناداه الدمُ والوجودُ في الغابة الغربية، هنا..
الدم والوجودُ لآيثن ثير، الدم والوجودُ لسيلين..
معًا على جانبين من الحدود.
لنفس السببِ التقينا، الدم والوجودُ..
مقدرٌ للولا أن تجدكَ ذئب، ومقدرٌ لنا أن نلتقي يومًا..
روحٌ من آيثن ثير..
روحٌ من سيلين..
روحٌ من ليليث.
وكما التقينَا هنا كنا لنلتقِي دوما.
وسنلتقِي كل الإخوة.--
كانت تشير بأصابعها، أولاً لصدرها، ثانيًا لسوكادور وأخيرًا للولا التي وقفت في المدخَل.
لم يكن هناك أسئلةٌ لمدة، رغم فضاعةِ والعقد التي تربطُ ما تقوله بالجنونِ بدى الأمر مفهومًا لحد ما الآن.
ثم اختطفَ سوكادور الهدوء..
-- قلت أنّ جميع المستذئبينَ لديهم أثر من سيلين..
لما مقدرٌ لنا أن نتلاقَا، أنا من بين الجميع؟--
خرسَت من كل صوتٍ، بحثَت عن عيون لولا فوجدتها ملتهبة كالشمس..
-- الدم ذئب.
أثرُ سيلين جزء من روحهَا، لكن الدم ينبثقُ في الوجودِ المناسب، وها..
ينادي الإخوة الخمس.--
-- من الخامس؟--
ذكّرها أنها لم تجِب سؤاله بعد.
-- الأخُ الأكبر.
ما كان سابقًا قبل أن يُمسخ..
مصدرُ طاقة من عمق الكون، من بدايته..
العدم، الفراغ، الموت.
انبثقَ مرة واحدة، كان يسمَى اله الحرب، حاصد الأرواح، حتى أنكم سميتموه الشيطان..
سمعنا أن الجانب الآخر قدسوه وعبدوه، هذا سببٌ للجشع..
هذا سبب لاختلال توازن القوى..
وهذا كان سبب دفعه في بوابة ثيانن مور.
شعبي فعلَ ذلك، بقيادة من اختار الماء تجسيدا له وقتها، آيثن ثير وآخر روح من ليليث قبل لولا.
بمساعدة مزمار سيلين، نجحوا لكن الثمن كانَ موتَ تلك الأجزاء من أرواحهم.
والكثير من شعبي، أجدادنَا الأقدم.
وفقدنا معهم جزئًا من الحقيقة.
لكن أصواتهم لا زالت تُسمع في أرضنا، تشير للحقيقة دومًا.
وهي آخر ما سمعه شعبِي عندما وجدَ ذلك المسخ طريقهُ خارج البوابة بعد دهور، متحولاً من طاقة كونية إلى ضباب موتٍ وانتقام.--
ارتعشَ سوكادور في ما كان سابقًا جلوسا هادئا، جسدهُ تحرك سريعًا وهو يمسح وجهه بكفيه ثم يشير بهما لما سيقول
-- إذًا دعيني ألخِّص هذا بلغة سلسة لأفهم..
هناك خمسُ طاقات تتحكمُ بتوازن الكون، موجودة في كل شيءٍ، مشكلة لكل شيءٍ، ومصدر لديه أسماء لخمس إخوة..
وأفترضُ أن لفظ إخوة وقولك "دم" مجردُ تشبيه للرابط بينهم كونهم قد تواجدُوا معا من البداية:
أكبرهم تمرّد وأفسد فعوقب وهو الآن ضباب موت سيقتل الجميع.
الثانية ليليث الثالثة سيلين والرابعُ لا نعلم اسمه لكنه كالماء، الأصغر آيثن ثير.
و تلك البداية الآنفُ ذكرهت والتي تعتبرُ أقدم مما يمكننا استيعابه، جعلتهم يمتزجُون مع الكون أكثر متحللين ومندمجين مجددا ومجددًا كالمواد حولنا حتى صاروا يختارونَ جسدًا مضيفًا كل مدة كأنما يختارون ملابسًا؟
وليليث ارتدت جسدًا مرة ومات والآن اختارت لولا؟
وماذا؟ سيلين اختارتني؟ ألا يجب أن تحترمَ توافق الجنس؟ --
كان من أجابه آليكساندر.
-- لا أعتقدُ أن ما قصدته بالإختيار هو جسدٌ كامل، بل جزء منه..
جزء من روح الطاقةِ، والمقصد هنَا جزء من مركز هذه الطاقة، سيتواجدُ في جزء من روحِ المضيف.
لولا فقط تحملُ جزئا من ليليث.--
كانت لولا بجانبهِ عندما قال ذلك، غريزة به جعلته يمسكُ رأسها ويقربه من صدره، شعرها كان مبتلاً وبرائحَة الخوخ.
-- ولما قلتِ في مطلعِ حديثكِ " أو ستة"؟--
كان ذلك بروس، وقد اعتدلَ الآن وتوجه بكل حواسهِ لها.
-- علمٌ مفقود، غير مؤكد.
وآيثن ثير لم تذكرهُ قط.--
-- رائعٌ!
شقيق وهمي آخر..
ماذا سنكتشفُ لاحقًا أن داخل السيدة سيسي؟--
-- ما هي هبتكَ ذئب؟--
تقصدُ ما يستطيع الشعور به من كيانٍ ووجود حوله في حيزٍ ما من الفراغ، كأنما لديه حقل مغناطيسي خاص به.
-- بما سيساعدُ هذا؟--
لم تجبه فقط خزرته فتنهّدَ وبزق بما تريد.
-- الشعورُ بمن يتواجد حولي في مساحةٍ معينة.--
-- لا، بل تتدفقُ طاقة منك وتعود ليخبرك الصوت المنكسرُ أن هناك وجودًا في مكان.
وجودُ في الصوت، سيلين.--
تحدَثت لولا حينئذٍ، بعد أن رتّبت أفكارها وعمدَت تذكر بعض ما جرَى.
-- يمكنني سماعُ صوت ماريا أحيانًا..
لقد اعتدته وعرفته، ما يكفي لأعلمَ أن:
يومَ استخدمت ذلك الصوت ولم يسمعه غيري ثم فقدتُ احساسي بما حولي، سمعت صوتًا غير ماريا في الظلام.
نفسه سمعته اليومَ قبل أن أقتلَ أولئكَ المجرمين.
هل ذلك له علاقة بسيلين أم بليليث؟--
-- ليس كلُّ صوت هو لسيلين.
ينادي الإخوة بعضهم..
وينادون شبيه الروحِ قبل أن يُوجد.
أسمعُ آيثن ثير أيضًا.--
فركَت لولا جبينها ونظرت حولها.
--لا يبدُو أنكِ تفعلين...
لا تفقدين السيطرة أو شيء كهذا الصدد.--
ابتسَمت قليلاً وأخبرتهم أن
-- هذا من طبيعة الطاقَة.
آيثن ثير حياةُ الغابة وروحها الساكنة.
ليليث نارٌ وغضب.
وغرض سيلين من الذئابِ كان القوة. --
-- لكنكِ محاربة أيضًا؟--
سألتها ميكي وكان الأمر يهمُّها أيما أهمية.
-- كذلك كانَ الشجر. --
لم يفهم أحدٌ ذلك، لكنهم شعرُوا أن في قولها سرٌ آخر لا تكشفُ عنه.
خلالَ ذلك انتبه إريك لشيءٍ ما:
-- أظنُ أن هناك أملٌ إذًا..
له لهزيمَة الأخ الأكبر.--
-- فقدنا علمَ بوابة ثيانن مور مع القدماء.
لقد استغرقَ ضباب الموت أيامًا و حربين لقتل شعبي، كنا لننتصرَ لو علمنا. --
-- كيفَ بقيتِ حية؟
ألم يرغَب بمسح أخته التي غدرت به من الوجُود أولاً.--
هذه المرة سوكا من سأل، تهكّمه على كافة وجهه لكنه لو لم يصدّق القليل لما أرهق نفسه بالاستماع حتى الآن.
-- قلتُ آيثن ثير لا تهزمه..
لكن، لم أقل سيهزمها أول معركة.--
-- الملكَة لا تموت..
صح؟--
نبسَ آليكساندر لسبب ما.
-- لقد ماتوا وهم يحمُونها منه.
لا عجبَ أنه استغرق أيامًا في إبادة شعب بتلك القوة، لقد حاربوا لآخر رمق..
من أجلها، من أجلكمَا..
ثمَّ تابعتِ الكرَّ والفرَّ طيلة هذه السنين؟
لتنتقمي لشعبكِ؟
وحدكِ في أرضٍ لا تنتهي مع مسخٍ لا يمكن هزيمته..
ربَّاه!
كيفَ نجوتِ من نفسكِ؟--
كل كلمة قالهَا كانت تنزلُ على رؤوس الجميع وتثقلُ أكتافهم وتحملهم، التخيلُ كفيل باستلالِ الصواب فكيف كان عيشه.
بالنسبة لڤين ديرما، عيونها لم تكُن مرآة روحها، كانت ساكنَة كالغابة وبلونها تماما ما يجبُ لروح من طاقة الغابة أن تكون.
لكنَ وجهها مرَّ عليه طيفٌ أخضر، وفمها كان يريدُ البوح بالكثير لكنها أخرسته واكتفت بجملة واحدة.
-- لم أكُن وحدي.
كانت لدي آيثن ثير..
وهدفي. --
_____________________
__________
_______________
-[الفصل الثاني: أصواتُ الآلهة.]-
-انتهَى.
______
حتى أنا مش فاهمة ايش القصة حاليا يعني عادي.
ان شاء الله "ملخص سوكادور" للقصة فهمكم شويتين.
Take care 💕
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top