«الساكنون خلفَ الحدود.»
لتأخذوا فكرة عن ڤين ديرما، ليس تماما لكن مشابه لهذا..
مش ملامحها قصدي لبسها وكذا
______________________
_____
ساعدَها أحد أفراد القطيع الذي جمعهَا بهم سابق معرفة على إيجاد مكان تايهيونغ.
كان لديه إتصال عمَل ليتلقاه في مكتب سوكا، ثم طلبَ رؤيتها في غرفته.
طرقت و دلفَت، كانت حقائبها مصطفة بعنايَة جانب الخزانة الكريمية، تتناسبُ و بقية أثاث الجناح.
سرير مزدوجٌ بفراش أحمر ناسبَته الستائر والأبواب الخشبية.
يمكنها رؤيةُ ما بالخارج من مكانها نتيجة عرض الشرفَة التي وقف أمامها سبب النبض الذي صدم بأيسرها.
-- يبدُو أنهم أخطئوا بالغرف.--
وقفت بإطار الباب تمايلُ جسدها و تشير للحقائب عندما استدَار، إبتسم و سار ببطء يحبه ليتأمل كلها قبل الوصول.
-- غير أكفاء..
لكن الفندق ممتلىء، هل اقترحُ للآنسة
مكان آخر؟ --
أومئت معجبة بكياسته، وصلهَا يختطفُ خصرها له مستمتعا بملامستها لصدره بما يكفِي ليدفعها أكثر داخله.
و كان ذلك اقتراحه لهَا، فابتسمَت تسلب لبَّ عقله.
--أعمقَ لو استطعتِ.--
قبلت طلبهُ المستميت قرب شفتيها بلثمه، أرهقها طمعه بالمزيد منها فحملها لملاذه.
عيناه أصبحَت مثيلة فراشهما للرغبة الحارقة بها، رمت شعرها خلف كتفهَا تعبث به عبر نظراتها بينما ينزع قميصه فوقها.
نزل يحتضنها له، دلّك بأصابعه شعرها، رقبتها و كتفيها...
أرادته بشدة و كانت تشعرُ به يتخطاها بمراحل، لكنه قبل رأسها أخيرا يريح ظهرها على السرير.
استغربتهُ لكنه ابتسَم متداركا.
-- عليك أن ترتاحي، لقد كانت رحلة طويلة..
كافٍ لي الشعور بوجودكِ معي.--
وافقَت لأن عناده فيما هو ظاهرٌ عليها و على جسدها المرهق و عظامها المتشنجَة لا طائل منه، لديهما الكثير من الوقت..
و إن لم يكن ستخلقه.
التفتت فاحتضنها لصدره، كشيءٍ عزيز.
كانت مغمضة العينان عندمَا نبست
-- لقد سألت السيد كوريلي عن ما قد يكون سبَب تعطل ترسيم سوكا.--
توقف تايهيونغ عن تقبيل كتفهَا العاري، و عاد للعزف على جلدها بأنامله..
-- و ماذا أجابكِ؟--
-- بأنه لا يعرف.--
همهَم لها و قد اطمئن خاطره، لكنها أكملت.
-- لا يمكنُ لظلٍّ مثله أن لا يعلم شيئا و
يعترفَ بذلك.
لقد كذب.--
ابتسَم ماكر الناب و قد شعرت بذلك على مسام كتفهَا عندما انحنى هامسًا
--فتاة ذكية.
سيءٌ أنكِ إبنة هابيل و لست ظلاً، لكنتِ اكتشفتِ السبب. --
قهقهَت و شدت ذراعهُ على خصرها،
لقد تأكدت من أنّ صبوها لديه فكرة عن الأمر دون أن تسأله...
هو محقٌ بشأنها.
___________________
___
تحدثت بتعاقبٍ يُظهر أنها ليسَت معتادة على هذه اللغة،طريقتهَا البطيئة تجعل مما تقول يبدو جليلا و صوتهَا أرسل قشعريرة على طول ظهره.
كان ثابتًا واضحا، يُخرس كل ما حوله، و يبقى شامخًا فوق صفحة المياه.
اِبتلع جونغكوك سلافه بعسر، التنفسُ بهذه الوضعية أصعب و الطاقة المتدفقَة عن وجود المدعوة ڤين ديرما بالجوار يجعله أصعب.
جسده يحتّم عليه بطريقة ما توخي الحذر بينما هو قريب منها.
في أي مدعاةٍ للخطر،
كانت الطبيعة الهجومية الخَام لأبناء قابيل ستتلبّس أجسادهم نحو اتخاذ الإجراء الفطري بالنسبَة لهم:
ألا و هو قتلُ هذا الخطر ،سريعا أيضا تجنبًا للمضاعفات.
لكن أمام ڤين ديرما، يجدُ جونغكوك نفسه مقيّدا بالحذر الدفاعِي فحسب..
و مقيدًا بإجلال حضورها المهيب الطاغي، متصلبا كهرة عالقةً في شجرة.
--صدقيني، ما كنتُ لأهاجم فاتنة مثلك
حتى و لو لم أكُن صديقا.--
رأسُ رمحها يشبهُ حدّ خنجر، أصبح في ثانية أمام عينِه الخضراء من بينهما، فهتفَ مكررا
--حسنًا ،فهمت، لا مزاحَ!
لست خطرا عليكِ..--
صوته هدأَ قليلا عن ذلك فنوّه لأمر هام
--على كلٍ، لقد أنقذتِ حياتي هناك
سنيوريتَّا، يمكنكِ إنزالي و قلبك مطمئن كرضيع في حجر أمه.--
يبدو أنه لم يفهَم شيئا كما كان يدعي.
ابتسمَ باتساعٍ و هي ضيّقت محيط عيناها مخترقة الثقة التي جمعها بنفسِه.
دنت منه فخشيَ الغدر لكنها قطعت الحبل فسقط على رأسه.
--آهخ ، هذا سيكبرُ غدا.
أعتذر لكن كان بإمكانكِ إخباري
أن أستعد.--
انخفضَت للأسفل، ثنت ساقها اليمنى و ارتكزت على رمحها و بدت لجونغكوك كأنها لا تسمعه للحظات..
ثم جذبت قميصَه بإغماد رأس رمحها المدبب به، تجعله يقف معها و تقول بصوت يحاكي صدَى الجبال.
--لا وقت..
قدتهُم إلى هنا، اُركض! --
و أشارت لمكانٍ ما وسط الأشجار تريده أن يهرب عبره، بالنظر لاتجاهه لا بد أنه طريقُ العودة الذي جاءَ منه.
أرجأَ الإتجَاه ثم التفَت لها، كانت تقف هناك تلقّم قوسها و قدميها تحرثُ أرضها حرثًا، صدرها شامخٌ تستعد لقتالٍ ما أو شيء ما.
إنّ أحد أهم صفات جونغكوك على الإطلاَق هي أنه لا يستمع لأحدٍ سوى لصوت العقل، و لهذا يقع في المشاكل بنمط دوري.
سارَ رويدا يناهزها فلاحظ تتبعها للحركَة الغريبة حولهما قبل أن تنظر له.
--يمكنني المساعدة، إن كنتُ من
قادهم إليك فسأخلصكِ من هذه المشكلة
قبل الذهاب.--
كلا عيناه تحوّلت للأخضر اللازوردي بينما هي تراقبه، غدى في أقوَى حالاته الآن مستعدا لإراقة الدماء مهمَا كان صاحبها.
--الأحمق. -
لم تكترث لإنزعاجه بل عيناها انتقلَت لجهة ما قربهما، اندفعت للخلف و جونغكوك صمت و سكن.
--أُركض!--
كانت هي أوّل من فعل، الهواء حولها عنيفٌ لسرعة ارتطامها به، قوانين الفيزيَاء لم تقبل سرعتها..
نظرَت ليمينها عندما إندفعَ جونغكوك فوق مجموعة من الصخور.
و لو أنه اختلسَ نظرة، لرآها تبتسم لقدرتِه على اللحاق بها.
لقد مرّ زمن منذ ركضَت ڤين ديرما مع مخلوق خارج حدودِ الأرض المحرمة، لقد نسَت ما شعور ذلك حتى أنها نست كيفية إستعمال لغتهم الصعبَة عليها.
توقفَت فجأة فإنصاع جونغكوك لذلك بالمثل يسألها سببًا لذلك.
لم يكن يعلم ماهية ملاحقِيهم لكن لقولهَا الآنف أنه قادهم إلى هنا، هو ربطهم بالمستذئبين الذين لاحقُوه و ميكي قبل هذا..
لحظة.. ميكي؟
عليه البحثُ عنها قبل الخروج.
إن كانت هذه الفتاة تستطيعُ شم رائحة
دو ثيراس عليه فهذا يستلزمُ فرضية أنها تستطيعُ تتبعها.
--سأخرجكَ، إلحق بي.--
--حسبكِ..
أوقفها بقبضة أحكمت أحد القلائد الملتفّة بحبل حول ذراعها.
نظرت ليده ثم لعيناه، لم تكن ودودَة ولا راضية فتركها يقول أسبابه قبل أن تغير خطتها اتجاهه.
--قلتِ أنني أحمل رائحة دو ثيراس.
إنها تعود لصديقتي...
صديقَة، تعلمين؟
عليّ إيجادها أولا، لقد كانوا يلاحقوننا،
أولئك الذئاب.--
وجد نفسه يشرحُ لها مستخدمًا يداه و كل إشارةٍ محتملة للفهم، بينما لسانه يبسّط كلماته كلما أبصرَ الحيرة في ملامحها.
عندها كان قد استنتج أنها ليست ضليعةً بلغته سوى حول أبسط مفرداتها و جملها.
توسّلها مجددا عندما لاحظَ كرهها العاصف للفكرة، لكنها سكنَت للحظات و أخبرته تستأنف الركض في الإتجاه الجديد.
--ليست هنا، خرجَت.--
تنفّس جونغكوك يريحُ كتفاه و يلحقها.
بدأ الغطاءُ الغابي يتغير رويدا على مرمى الأبصار، أضنَاهما الركض لكنها لم تتوقف حتى وصلا لمكان أبعد كفاية.
إن أكملا سيناهزان البقعة التي جعلته ميكي يلتف ظنًا منها أن هذا كافٍ لإبعاد الملاحقين.
لكن استمرارهم عقبهُم نحو الأعماق جعلها تفكر في قوة السبب الذي دفعهم لذلك.
أوامر الألفا مطاعة ،ربما أُمروا بمهمة ما تقتضي تنفيذها مهما كان الثمن لأنهم بالفعل قد ضحّوا بحياتهم عندما وطئَت مخالبهم المنطقة.
لكن هي ،مستذئبة من نسلٍ محارب،
و بالسرعة التي تكادُ تكون غير معقولة لذئبتها ، كان لديها فرصَة أفضل بالنسبة لهم.
وصلت ساحة الفندق و عوَت فتجمهر حولها القطيع، كان تايهيونغ قد لاحظ عدوَها المرتاع ما إن لاحت في أفق بصره، وكان أول النازلين.
سترهَا بقميصه لتستطيع العودة لهيئتها البشرية، ساعدها في إدخال رأسها وخلف جسده تحولت و أدخلت ذراعيها.
أعانهَا بقلق على الوقوف يراقب اضطرابها و ركضها خلف أنفاسها باللهاث.
الجروح على بشرة قدميها و يديها أظهرَت كمَّ المسافة التي قطعتها والأرض الوعرة.
لولا اندفعَت عبر الجمع عندما رأت حالها، لقد كانت بالفعل تحاولُ النوم كما وعدت صبوها لكن الضجيج وخروج تايهيونغ المريب جعلها تلحقه.
أخذت ذراعها الآخر تساعدُ في إسنادهَا و حركتها.
--إنه.. جونغكوك.--
--بالطبع سيكون هو.--
قال تايهيونغ مكتفيًا و هي نفت تحدد.
--تمّت ملاحقتنا آليكس..
من قبلِ مستذئبين ما، حاولت المراوغَة تجنبا لحرب أو أسوأ.
لقد قدتهم للأرض المحرّمة زعيم.--
توقف عن السيرِ و نظر حوله، القطيع حمل أمارات الهلعِ مرسومة على وجوههم، أرجأ وجهها.
--أنتِ، فعلت، ماذا؟--
--لم يكن لي خيارٌ غير ما اخترت،
خشيتُ أن يتهور جونغكوك بالهجوم قبل
أن أمنعه عنهُم.
لكنهم لحقُوا بنا، و فقدتهم، لقد تعمقوا بالمنطقة و أنا.. فقدت جونغكوك.
لم أستطع الإكمال دون..--
--نحن بحاجة لسوكا ،فليتصل أحدكُم
بالألفا حالا.--
لولا لاحظت الطريقة التي عامَل بها ميكي لكنها لم تعلق، وضعتها بقاعة الإستقبال لتشفى مع ذئبتهَا جراحها و لحقت به.
كانت خلفه، تراقبُ غرقهُ في التفكير بقرارٍ سهل اتخاذه بالنسبة لها و قد اتخذ مثلهُ قبل هذا.
جمعَت ذراعيها لصدرها و حاولَت انتهاج اللين في صوتها
--لماذا لا نذهبُ لإحضار جونغكوك؟ --
شزرهَا لثانيتين لا ثالث لهما ثم عاد للنظرِ نحو البوابة حيث تمثالُ الفتاة و السلام في قطرات المياه.
--نحتاجُ سوكا لدخول ذلك المكان.
ربّاه، من أخدع،
نحن بحاجة لأكثر من ذلك.--
مرّرت لولا بعض الوقت قبل أن تسألهُ عن شكها.
--هل تلك المنطقة، ما تسمّونه
بـ "بوابات جانوس"؟--
أغمضَ عيناه يقابل جسدهُ لها، بصر بها تناقشهُ في معلومات لا يعرفهَا الجميع، هي التي منذ ثلاث سنواتٍ تقريبا لم تكن تعلم حتى أنها تعيش في منزل لمخلوقاتٍ قاتلة.
لقد كان الظلُّ كوريلي محقًا عندما وصف لولا بأنها أكثر عطشا للمعرفَة منه، و أكثَر ملائمة لنمط هذه الحيَاة منهم جميعًا.
و رغمَ ذلك اعتذرَ لتايهيونغ مسبقًا عن انجرافه في تعليمها أسسَ العالم المخفي عن البشر نحو إخبارها كل التفاصيل، واصفًا السبب بـأن
" لولا حلوة المعشَر و الحديث. "
--نعم لولا، يمكننا قول ذلك عنه لكن،
تلك المنطقة ليسَت كأي بوابة إنها أقدم... الأقــدَم.
لا أحد يملك فكرة عن ما يقطُنها، نوعهم أو عددهم أو قدراتهِم لأن أيا من يخاطر بذلك يضيع و يندثر كتاريخها، و معه يصبحُ تاريخا منسيا.
لكن الأهم بكل هذا أن هناك قسمٌ سنّته القبائل العريقَة لغابات الأمازون الذين يعيشونَ قريبا من المنطقة، و منهم أجدادُ المستذئبين و كبارهم..
بأنّ لا فردا من نوعهِم سيخطُو بقاع تلك المنطقة.
و ميكي كانت على وشكِ الحنث به، و كأنها تحتاج لـ..--
أخرسَ فاه بنفسه عن البوحِ، تظاهر بمسحِ وجهه و لولا ناهزته.
--على وشك؟
ألم تقُل أنها دخلت المنطقة بالفعل..--
--نعم، ميكي دخلت حدود المنطقة..
لأنها لو ذهبت أبعد لما كانت هنا الآن.-
--يا إلهِ، جونغكوك! --
تنهد يخفض رأسه بين كتفيه، و اقترَب يدنو جسدها، يده على ذراعها يطمئنها
--سأحاولُ إيجاده و...
لقد انتبهَ أنها تنظر لعيناه بنوعٍ من الصلادة، جسدها المتخشب تحدّث عن رأيها قبل لسانها حتى.
-- أرغبُ بذلك أكثر منكِ، لكن...
نحن لسنا في منطقتنَا لا إقليميا و لا معرفيا
و لا حتى يسعفني في هذا القول أنّها منطقة سوكا.
و لا أظن أننا سنصلُ لأي مكان هناك دون قدرة سوكَا و بعض المساعدة.--
تخلت عن الجمودِ و الجلف، ليس و كأنها تستطيعُ الاحتفاظ بذلك تحت وطئته.
-- يمكننا أخذُ بعض من القطيعِ و فقط البحث بالقرب من المكان، لن ندخل...
لأنني أعرفُ أن جونغكوك بخير، لو حصلَ له مكروه لأخبرني ماهيتو.--
همهَم تايهيونغ بشيء من الطمأنينة لن يعترفَ بها لصالح ذاك الشيء الذي تسميهِ ماهيتو.
و فكّر
-- لا يمكنني التصرّف بقطيع سوكَا دون وجوده و دون ضمانات بسلامتهم.
لكن، البحثَ بالقرب مناسب بما فيه كفايةٌ لي.--
سار في طريقِه مباشرة يستأنف العمل، لكنها تبعته فاستدار.
-- ما الذي تفعلينهُ لولا؟ --
-- كما يمكِن للجميع أن يرى، حب،
إنني قادمة معك.--
ابتسَمت لاذعة.
--لولا مارغرييت إلاغون،
أظن أنه واضحٌ للجميع أيضًا بأنكِ لن تأتي معي، و هذا أمر.--
داعبت ذقنهُ حيث لحيته التي ظهرت.
-- يالسوء حظك إذًا، لا زلتُ دوايت،
ولا يمكنكَ أمري، صبوي.--
تخطتهُ قبل أن تتحول عيناه للأحمرِ الشادنجي، لا تريد التصادم معه أكثر من اللازم.
راقبها من الخلف، كيف تركته ببساطة، مشيتهَا المغترة بسلطتها أمامه تروح وتمرح..
جذب شفته ورفع رأسه، تايهيونغ يهوى العقوبات وقد أعطته سببين أحدهمَا عصيان أمره.
بتوغلهمَا بالغابة كان إيجادُ حدود المنطقة صعبا على شخص غير ضليع بها مسبقا في هذه المساحات الشاسعة للدغل.
لكن تايهيونغ كان قد جمع عدّة خصائص من اطلاعاته السابقة على الكتب القديمة و بإجتهاده الشخصي في إسقاط تلك المعلومات على العلوم الحديثة للبنية البيئية..
استخلص أنّ الطبيعية الفيزيائية و الكيميائة لهذه المناطق تتغير كلما اقترَبت منها عن القوانين المتعارفة عالميًا.
المجال الميغناطيسي، كثافة الهواء، التربة، و حتى الروائح، إن ركزت ستجدُ ذلك الفرق الجوهري و أحيانا هو سيجدك.
مثلث برمودا حيث يتسبب المجال الميغناطيسي الشاذ بتحطيم سفن و اختفاء طائرات أفضلُ مثال عن ذلك.
كان آليكساندر تايهيونغ منخفضًا يفحص كتلة ترابٍ رطبة بأصابعه الطويلة، عندمَا ضرب شعور غريبٌ كيانه.
التفتَ حيث لولا تريح قدميها بجلوسهَا على جذع شجرةٍ قد مات وتدثّر بالأرض الرطبة فتكونت أعشابٌ طفيلية خضراء على لحائه.
كانت تراقبهُ بهدوء، نظرتها جعلته يبتَسم بطريقته المؤذية تلك، أخجلها...
-- لديكِ عينان تروي الكثيرَ في
نظرة واحدة.--
وثبت عن مجلسِها تدنو منه، هو الذي وقفَ و نفض عنه التربة.
-- ظننتُ أنكَ مفتون بها، أو ما شابه...--
قهقه ناعمَ الوقع و أسدل عيناه على وجههَا السمِح يلامس أنفيهما.
--نعم، تمامًا، فأنا المولعُ بالقراءة أجد
بها الأنس، وأنا المتطلّب للولع أجدُ
بها كلماته قبل أن تقوليها.--
-- يالغروركَ أيها القائد، هل تظنني مولعَة بك؟ --
راوغَت جملتها بينما تراقص جسدهُ بلمساتها و استباحتها له و لكيانه.
ابتسم الغرورُ
-- ليسَ لي ظنٌ فيما بهِ يقين،
أيتها القائدة.--
أعجبهَا ذلك الإسم جدا، خاصة منه، بينمَا يعلم جيدا ما يفعله بجسدها وقرب شفتيها.
لكنه سيدُ المراوغة، ابتعد قبل الإلتحام يسخر تذمرهَا.
نظرت للسمَاء بعد هنيهة ثم له بعدما سارا عدة خطوات، كان قد توقف مجددا..
--أعترف تايهيونغ، هل أضعتنا؟--
--لا، إنه من الصعبِ التأكد لكننا نقترب.
ألم تشعري بخفة الهواء من حولك؟
يفترض ببعض الأشجَار أن تطرحَ كمية
هائلة الأكسجين، ما يسبب الشعور بالإختناق...--
راقبتهُ يتحدث كالكيميائي الذي هو عليه، لسبب ما خزرت لقدميها تحاول التركيز لكن لا تغيّر حصل في الواقع.
عادت للسير قبل أن يوقفها بيده، تماثلت لإشارتهِ.
لقد شارفا الحدُود، تأكد من ذلكَ من رائحة التربة الكريهة ما يدل على ارتفاعٍ نسبة الكبريت بها، الرطوبة لا تحتمل هنا والشمس لا تصلهما.
-- سنمشي بالمحاذاة الآن، لا أريدُ فقدان شخص آخر لذا لن نفترق.--
تحدث بملامحَ قاسية، هو القائد الآن و ليس في جده هزلٌ أو تهاون، و لم تكن لتجادلهُ ها هنا.
كانت تنادي جونغكوك أثناء المسير، أمرٌ لم يستحسنه تايهيونغ لكن لا طريقة أخرى لجذبه إن كان قريبا.
بعد مدة بدى الأمرُ ميؤوس منه حتى بالنسبة لها.
-- ألا يمكننا الإقترابُ أكثر، خطوات فقط...--
نظرت لوجهه الذي حدجهَا، فرفعت ذراعيهَا مستسلمة.
و الأصوات التي جالَت قريبا من المكان وصلت مسامعهما، تأهبت لولا تحاول تحديد المصدَر بينما تايهيونغ اتخذَ خطوتين أبعد عن مكان وقوفهما علّه يجد ثغرة عبر الأشجار الكثيفة.
كانت خطوتين فقط، مسافة لا تذكُر لكنها كانت كافية لتخترق لولا أمره عندما تعرفت على صرخَة جونغكوك.
ركضَت عبر الدغل تاركة نداء صبوهَا و قائدها خلفها، و كل توصيَاته و توصيات الظل كوريلي حول هذه المواقع.
عفسَت الحشائش و حطمت بعض الأغصان المرتطمَة بجسدها المندفع.
-- جونغكوك..
أين أنت؟ --
صاتت العديد من المرات و كلمَا سمعت صوتًا ذهبت خلفه و كادت تضيعُ لولا الحركة الغريبة بين الكتل الخضراءِ و الظلال.
ما إن تبعتهَا حتى اتّضح الصوت أكثر، كان جونغكوك الذي بطريقَة ما أصاب قدمه و فتاة بجانبه...
بل إمرأة تزخر بمعالم القوةِ و الصلادة، تتجاهل تذمراته بينما تحاول التركيز على ما حولهمَا مشهرة سهامها.
-- لولا؟ لـُو..
يا إلهِ ما الذي جلبكِ إلى هنا؟--
ما إن أصدرت صوتًا حتى التفتت ڤين ديرما تصوب القوس ناحيتها، لكن جونغكوك أوقفها و بحديثه و اقترابه من لولا أظهر لها سابق معرفته بالفتَاة.
-- كنتُ أحاول الإحالة بينك و بين موتكَ في هذه الأرض..--
أخذت ذراعهُ على كتفها، كان كاحله منتفخًا و محمرا...
ليسَت مهتمة بالطب لكن لا يمكن أن يكون أقلَّ من التواء، جيدٌ أن أبناء قابيل ذوي بنية مستعصية السقوط.
-- لن تصدقي عددَ المرات التي اقتربتُ فيها من الموت اليوم، بداية من رحلتنَا في الطائرة..--
قهقه ثمّ نظر لڤين ديرما المتوجسَة قربه و تذكر..
--ولا زلت قريبا منه.
هل وصلت تلك الجروة؟ لديها سباق
لتخسر به.--
-- كنتُ لأقلق بشأنِ قدمي و أعذاري
لتايهيونغ لو كنت مكانك.--
أشارَت للفتاة برأسها ففهم جونغكوك سؤالهَا، أومأ يوحي بأنها حليف، تقريبا.
-- علينَا الذهاب...--
تحدثت ڤين ديرما تبدو حقًا في خشية مما هو قادم، إذا كانت فتاة بقوة قادرة على قتل ثلاث مستذئبين في رمشة عين فلا بد أنّ ما تخافه أقوى من ذلك، فكر جونغكوك منذُ بدآ الركض..
قبل أن يسقطَ ويتعثر لسرعته في هذه الأرض الوعرة.
نظر للولا و أومأ ليحاولا التحرّك، ظلت ڤين ديرما خلفهما تصوب قوسها في كل إتجاهٍ بسبب بطئهما كان الخطر الذي تخشاه مقتربًا.
أرادت تركهمَا هنا لكنها قالت كلمتها بإخراج ذا العين الخضراء، و الفتاة معه تعطيها شعورا غريبًا و لهذا السبب لم يخرج سهمها صوبها حتى قبل أن يتحدث جونغكوك.
عندما كانت لولا تجرّ جونغكوك محاولة الإسراع انتبهت لخفة الهواء كما ذكر تايهيونغ سابقًا، حتى الأشجار، كان لونها الأخضر الداكن مختلفًا عن ما اعتادته، كان هناك نوعٌ من الزرقة و الكثير من الظلال.
فجأة شعرت بتوغل ضبابٍ ما، عيناها التي حاولَت الإعتياد على الوضع دون الدوار نظرت خلفهَا، الفتاة كانت تبعدُ عنهما خطوات و قد أوقفت سيرها.
-- اذهبَا حالا..--
نبسَت ڤين ديرما عندما توقفا، جونغكوك كاد يصرخُ بها عندما لاحظ ما هو خلفها.
الضباب كان مقتربا بكثافَة أكبر، و ظلام أكبر.
نما بهما الهلع لشدة ضخامته والأشياء التي تتحركُ في قعر الغابة الذي اختفَى داخله.
و مجددًا تجاهل الإثنان التعليمَات التي وجهت لهمَا و لم يحركا ساكنًا سوى حين امتدَّ جسم ما من بين الضباب صوب ڤين ديرما فأطلقت عليه عدة سهام متتالية بينما تعودُ للخلف.
في ظنها أنّهما يركضان الآن لكن عندما انتبهت لوجودهما الباقي خلفها كان قد فات الآوان..
بدل الجسم الذي كانت تستهدفِهُ اخترق آخر المسافَة متوجها نحوهما مباشرة..
شيء من رحم الظلام و الضباب والوحول، اقترب من لولا حدّ أنه انعكس في مقلتيها الحنطية.
و على شفيرِ الظفر بها كان ثم تكمشّ و اِجتُذب للخلف كما هاجمها...
عندما أفاقت من فورة الأندرنالين استوعبت أن آليكساندر تايهيونغ قد وثب من مكان ما خانقا ذلك الشيء تحت قدميه.
عيناه التهبَت نارا و كل ثقل جسده ركّزه بضربة لا يريد أن يكررها أو يخفق فيها..
كان على وشكِ استعمال يديه لفصله غير عالمٍ تحديدا بماهيته لكن صوتًا ثائرا صاح به أن لا يفعل..
انتبه بذلك للفتاة التي تشابه قبائل الأمازون لحد ما.
تقاتل أحد هذه الأشياء ببعض الأسهم و رمحٍ خاصة عجبَ لبنيتها..
قفزت نحوهم تبقي مسافة عن الضباب دون أن تفقد التيقّظ لأي مباغتة.
بدى شعرهَا الحالك و جسدها يعصفُ المحيط من حولها، و لم تخفى عن تايهيونغ الهالة عظيمة البأس التي تميد معها.
-- آمم، ڤي، هلا عرفتِنا على صديقكِ؟--
نبس جونغكوك يحاول إستعادة نشاط قدمِه لكي لا تكون سببا في مقتلهم.
-- الموت.--
أجابَت فحسب تراقب الأجسام، لقد شعَرت بالفعل بقوة الرجل أسود الشعر والحضور الذي أنقذَ جونغكوك و لولا لكنها لن تخاطر أكثَر.
كانوا يتراجعُون وعيناهم على ما بالضباب، مهمة صعبَة لكن ليست مستحيلة.
شعر تايهيونغ بتغير ثقلِ الهواء، تقريبًا يعود للطبيعي فعلم أنهم على وشك الخروج تماما من حدود الأرض المحرمَة، فقط بضع خطوات أخرى...
و أحد الأجسَم التف حول قدمِ ڤين ديرما، يحاول رفعها وابتلاعها داخل الضباب..
كان منظرًا مرعبا، صوتها القوي تحول لصراخٍ أليم مدوٍ قبل أن يحمل تايهيونغ الرمح الذي أسقطته و يسددهُ مباشرة في الجسم..
سقوطها كان أخف بسبب الإرتفاعِ الصغير، كان تايهيونغ يحاول جرها بعيدًا عندما لاحظ ما حل بالمكان الذي لمسهُ الجسم في قدمها..
كان مزرقًا كأنه فاقد للحياة، تتخلله شعيراتٌ لا تكاد تُبصَر سوداء حائلة.
ثانية فقد فيها تركيزه تسببت بالتفاف ذلك الشيءِ حول يده، سمعَ بوضوح نداء لولا المستميت بإسمه، لكنه لم يسمعَ نفسه بسبب الألم الغير منطقي في يده...
عادَ للواقع على وجه ڤين ديرمَا المرتقع في الدهشة، حينها استوعَب أن الجسم أو الكائن قد تخلى عن يده مبتعدًا لضبابه ذاك و بدل الشعيرات التي في كاحل الأخرى...
يده قد انبثقت عبرها عروقٌ كأوعية الدم، سوداء كغيهب ثم بدأت تأفل.
لم يضيع وقتًا غير ذلك، مهما كان ذلك الشيء فهم ليسوا في مستوى مواجهته الآن ولا حتى قريبا.
ساعدها على الوقوف و هرول الأربَعة يضعون أكبر مسافة يمكن وضعها بينهم و ضباب الغابة و ما به.
--هناك، اتبعُوا الصوت.--
قالت تكاد تهمس، الألم لا يمكن احتماله و تايهيونغ لم يفهم كيفَ بإمكانها حتى وضع تلك القدم أرضا فهو لا يستطيعُ حتى تحريك يده..
إنه و كأنمَا الحياة استلت من تلك النقطة تاركَة شعورًا بالاحتراقِ كلما تحرك.
لكنهُ علم أنهم غادروا المنطقة عندمَا عاد الهواء الطبيعي للغابة، توقفت ڤين ديرما أولا تجعلهم يلتفتون لها.
هزّت رأسها لجونغكوك و كادت تعود للداخل قبل أن يصيح بها.
-- إلى أين أنتِ ذاهبة؟
ذلك الشيء، أي كان، لا زال طليقًا هناك.--
توقفت قبل أن تخطُو و نظرت له مجددا، وجه لولا الحائر في ما تفعل و الشك في عيون آليكساندر.
-- يمكنكِ القدوم معنَا،تعالي.
حتى تتعافى قدمكِ على الأقل.--
أشار لقدمها لتستوعبه، كان جونغكوك مقيد بشعُور الإمتنان لها و الفضول اللاذع تجاه ما تكون.
من جانب آخر، رفيقيه لم يفهمَا لما يخاطبها بهذه الطريقة.
-- لقد فقدتِ أسلحتك،
سيكون ذلك تهورا.--
ساعدته لولا بذكرِها لذلك، و نظرت لتايهيونغ الذي كانَ يحاول أخذ أي دليلٍ عن ما تكون و رصد أي احتمالية تهديد.
لم يتخلص من هذه العادَة بعد، و لن يفعل قريبا.
-- لا أستطيع.--
حرّكت إصبعها أمامها ترسم خطا وهميًا، بدى أنها تعين حدود المنطقة المحرمة.
-- أنتِ.. من هناك؟
تعيشين خلف الحدود، في المنطقة
المحرمة.--
سأل تايهيونغ أقرب للإخبار، لقد تأكد من ذلك لمعرفتها بطريق الخروج.
عجزوا عن الرد عندمَا أومئت، عيناها انتقلت لمكانٍ ما صدرت عنه حركة طفيفة ما كان لينتبهَ لها أحد.
لكنها نظرت بعمق عيون تايهيونغ عندما اكتشفَت أنه لمح ذلك أيضا.
-- ستأتين معنَا، لدي صديق سيؤمن لكِ اختراقك للحدود.
هذا بالكَاد مشابه للشكر عن إخراج فرد كجونغكوك من براثن الموت و المصائب، صدقيني، هذا إنجازٌ ضخم.--
آخر حديثه نظرت له ڤين ديرما بسكون غريب، حينها ضحك جونغكوك و صفق على كتف قائده الذي يريد نحره.
-- خفّف البلاغة زعيم، الفتاة بالكاد تفهمنا.--
____________________
____
اختفَاء لولا و تايهيونغ دون إخبَار أحد كان واضح الغاية..
ميكي التي انتظرت عودتهما أو حضور شقيقهَا لتستطيع اللحاق بهم قد حرثَت ساحة المدخل أفضل من المناجل تحتَ عيون دانتيه، المستذئبُ معتدل القوامة و الطول بشعره الذي يناهز كتفيه.
كان دانتيه من رآهما يغادران و السببَ بتهدئة رغبة ميكي الحارقة أن تلحقهما عندما كان الخبر يانعا.
دانتيه ينحدرُ من سلالة مستذئبين ضخمَة معروفة بفروها القاتم و طول ذيولها القوية التي يتدربون في تسخيرها للهجوم أيضًا.
الجميع كان متوجسًا من فكرة اختراق المنطقة المحرمة،
لا زالوا يواجهون المشاكل المتربتة عن تأخر ترسيمِ آلفاهم بين القطعان و غيرها ليقعوا بمشكلة كسر القسم.
القبائل لا تحتاجُ سببا آخر للتنازع، هم بالفعل يعانون لتهدئتهم.
-- لا أصدق...--
تفوهَ الرجل المتكتف بصمته منذ مدة الآن فقط عندما صارت رائحتهم المألوفة على مقربة للحد الذي وصلتها،
ركزت على أي أثر للدماء فلم تجد.
عبروا فوق أفق البصَر، الأشجار تحركت مع الهواء العليل و كانت هناك فتاة تسير خلفهم ذات رائحة جديدة تماما على أنفيهما.
-- لا أصدق أنكِ فررتِ و تركتني هناك..
أشجَع مستذئبة، هاه؟--
صاح جونغكوك من مكانهِ فرفعت اصبعها الأوسط عاليا في السماءِ تجيبه
-- ظننتُ أن لا أحد قد يكُون بذلك الجهل و الغباء، و تناسيتُ أنك أنت من نتحدث عنه.--
أشارت له بنفس ذلك الإصبع..
تلك لم تكُن شجاعة يا إبن قابيل، لقد دخلت الأرض المحرمة كالبغل.--
التفَت البغل لقائده.
-- حقًا فعلت؟
كان الأمر أيسَر مما توقعت...--
ابتَسم متفاخرا، أرادت لولا تركه ليسقط أرضًا تلك اللحظة و يحطم سنا أو اثنتين.
-- بدون أنا، لكنتَ ميتا..--
نبست ڤين ديرما تجذب انتباه ميكي إليهَا مجددا، و قد لاحظت ما لاحظه الجميع عليها.
-- و من أنتِ؟ --
-- ڤين ديرما..
لقد أنقذتنِي، بينما إحداهن عادت باكيَة لآليكس. --
أجابها جونغكوك يتحداها بعينَاه، يتظاهر بأن مشاعره جرحت.
-- لقد دخَلت منطقة محرّم علي دخولها.--
تحدته بالمثل.
-- ظننتُ أنكِ ستلحقين بي لنهاية الطريق..--
نبسَ بهدوء لم يعتادوه عليه، هذه المرة لم يكُن يتظاهر و ميكي أكلت الدهشة محيط عيناها.
--حسنًا يا رفاق، يكفيكما..
لقد أعدناك بفضلِ ميكي، صدقني كانت أسوأ حالا منكَ عندما وصلت.--
ابتعدَت ميكي عنه مختنقة بقلقها السابق عليه و حنقها اللاحق بسببه.
آليكساندر تركهم عند ذلك مبتعدًا لمكان ما، الغضب الذي يسير كظله خلفه أخبر كلاهما أنهمَا أخفقا بنفس القدر و سيكون عليه تهذيب ذلك..
لم يعلما أنهمَا ليسا الوحيدين، لولا تنهدت،
ستكون محاضرة أطول بالنسبة لها.
تايهيونغ وضعَ شيئا ما بيد دانتيه و أمره.
-- ضعهُ في كيس و أرسِله لإنانا و رامونا لتفحصاه.--
-- بأسرعِ وتيرة أيها القائد.--
خبأ ما يشابه قطعَة الخشب في جيبه، كانت جزئًا من رمح ڤين ديرما المحطم في الغابة.
عرجَ جونغكوك للداخل مفارقا ميكي ودانتيه، جلس قرب ڤين ديرما أمام عشرات المستذئبين من قطيع سوكا، نظراتهم تروِي عجبهم.
كلاهما مصاب في قدمه كمَا يبدو، في القاعة الرئيسية بإنتظار طبيب ما ليسا بحاجة إليه.
ڤين ديرما كانَت منبهرة بالمكان، فاهها مفتوح و أطراف أسنانها بيضاء كورق، لا يمكن لفتاة غابة أن تمتلك مثلها، فكرت لولا.
لكنها بدَت ضائعة هنا، بينما بدت ملكَة الغابة هناك.
شيء طبيعي إن رأيت فندقًا بشريا لأول مرة في حياتك و لوحات فنية لسفن وأمراء و بندقيات.
على الجدران المطلية بأفخم الطرق و ثريات من الزجاج المصقول، تتلألأ كالحلم الصيفي.
لكن الشيء الذي جذَب أكبر انتباه منهَا كان القطعة التي تصدر ضوءًا وصوتا، أخرجها أحدهم من جيبه.
عزلتها عنهُم حتى نادتها لولا مرارا..
-- هل قدمكِ بخير؟--
نظرت لقدمِها حيث الشعيرات السوداء شارفت على الإختفاء، أومئت و لولا أخبرت من بجانبها أن عليها رؤية تايهيونغ.
انقشع الغفر رويدا و صديقته الجديدة -ليست من ناحيتهَا و طبعها- نظرت حولها مجددا، بدت كأنها تبحثُ عن شيء ما و حين وجدتهُ راقبَت كل جسد منهم على حدى.
-- لما لا تتحدثين بلغتكِ معهم..
البقية يجيدون تحدث عدة لغات، وخاصتكِ مرجحة.--
-- لن يعرفوا، هم.. بعيدون.--
أشارت لمن تبقى من أفراد القطِيع بالقاعة، ضيّق عيناه على وجهها وقد أراد السؤال عن مقصدهَا لكنّ ميكي قاطعتهما بوضع قارورتين من المشروب البارد أمامهما.
-- هل هذا إعتذاركِ؟
عزيزتي ستحتاجينَ لأكثر من هذا..--
استفزها حتى بحركة عينَاه لكنه أخذ القارورة يتجرع منها، ظلت هي متكتفَة واجمة.
ثم حولت عيناها عنه قبلَ أن تخنقه للفتاة الأخرى الساكنة، عندما تلاقت مع ڤين ديرما ذات اللون الخيالي شعرت بالتجمد.
ثوانٍ و كانت تلهث، كان ذلك نفس ما حدَث لجونغكوك معها و قد عرف ذلك لأنها نبست
-- آخر سلالة دو ثيراس؟--
راقب جونغكوك ما يحدث و سيكذبُ إن قال أنه لم يقلق بينما يرَى ملامح ڤين ديرما التي تحمل الغضب الساكن في الغياهب و الحزن العتيق الغامض تعود لتلطيخ وجهها.
-- كيفَ تستطيعين معرفة ذلك؟
ما أنتِ؟--
-- لا..
لست الأقوَى دما.--
ميكي دفعت الكرسي خلفهَا تقف، الغضب عصف داخلها للإهانة الملتوية في الجملة.
حاول جونغكوك تهدئتها و شرحَ أمر لا يفهمه حتى، لكن ميكي لم تهاجم بعد..
لم تستطع، عندما لمسَها كان جسدها متصلبا، و لم يعلم أكانت تحارب ذئبتها للسيطرة أم تحاربُ لإخراجها.
-- ميكي، ما خطبكِ؟ --
أخذت نفسًا أخيرا تحاول الإستيعاب، أن ذئبتها تعصيها و تمانع الخروجَ أمام حضور هذه الفتاة.
-- لا يمكنني...
-- إنه بسببها، أنا أعلَم.
شيء بها يثيرُ التحفظ.--
كان يهمسُ لأذن ميكي بعد أن أبعدهَا عنها، نظرا لها، كانت تقلد جونغكوك بحمل القارورة، اشتمّت فوهتها ثم ابتلعت ما بها.
عيناها أصبحت حمراء وكحت العديد من المرَات بسبب المذاق الغريب للغاز.
-- تبدو من القبائل القديمَة كما ترين،
ولا تجيدُ لغتنا، فقط بعض الجمل.
هل يمكنكِ معرفة-
قاطعته ميكي..
-- سلبيٌ برو،
رائحتهَا لم تمر بي سابقا و لا حتى
بما يشابهُها.--
تنهّد و عاد للجلوس يكمل مشروبه، لقد توقع أن يستمتع في البرازيل لكن ليس بهذه الطريقة.
-- سوكا قادم، قد يعرفُ شيئا.--
____________________
_______
لا زلنا في المدخل نحو عمق داكن، هذا إسم الفصل بينما أسماء الأجزاء الفصلية أكتبها في العنوان فوق.
.
سوكا جاي لا تخافوا ✨
.
لي نست الأستاذ كوريلي تقطع علاقتها بيا..
نحكي من نيتي.
المهم تذكروا أنه فضولي و أطلس معلومات فتايهيونغ والشلة اعتمدوا عليه في تلقين لولا بعضا عن عالمهم نظريا كذا، و ندموا لول..
المعلومات الكيميائية حقيقية و ما فهمت إذا صدفة أو أن الرواية صار بها أشياء من تخصصي "كيمياء البيئة" فلازم استغل الوضع.
لكننا لا نؤمن بالصدف.
فقرة معلومات عشوائية مع آيڤي:
•جانوس هو آله روماني، سيد الأبواب والمفاتيح... ولا نعني أبواب التواليت قايز المقصود حتى أبواب البدايات و النهايات، العوالم، المستقبل و الماضي وعنده وجهين وجه يقابل الماضي و وجه يقابل المستقبل.
طبعا رح ألعب شوي بالأسطورة الجميلة هذه.
•هناك عدة مواقع بكوكبنا غامضة كمثلث برمودا مثلا:
بحر الشيطان: هو جزء من المحيط الهادئ، في سواحل اليابان، تحدث في هذا القسم الكثير من الغرائب، مثل الشذوذ المغناطيسي الكبير، والأضواء التي ليس لها أي تفسير، وحوادث اختفاء سفن ضخمة.
مزرعة بيجلو:
تقع في الشمال الغربي من ولاية يوتا، أجسام مجهولة وحالات اختطاف وتشويه حيوانات، ويقال أنه يوجد مستذئب "انسان يشبه الذئب" هناك.
(انا قلت حاجة ياسطه 🥴)
الشذوذ المغناطيسي في المحيط الأطلسي:
ويقال أنه النسخة الفضائية من مثلث برمودا، وتحدث هناك كل أنواع المشاكل مع المركبات الفضائية.
كما ذكر العلماء أن نسبة كبيرة من غابات الأمازون لم يتم اكتشافها بعد بسبب "صعوبة الوصول لعمقها" و تم وصفها بـ "عوالم جديدة" كليا.
_________
سوكادور صارت أغنى ومزيج مثير من الأفكار فأتمنى ما أفقد شغفي لها.
انتبهوا لنفسكم 💜
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top