«أنا امرأة، أنا إله.»

-[الفصل الثاني: أصوات الآلهة.]-


|

Mini playlist:
-I'm not a women, I'm a god/ Halsey.
-Arsoon/ Jhope.
-Enemy / Imagine dragons.

_______________

تعريف الإلهُ: كلّ ما اتُّخذ معبودًا بحقّ أو بغير حقّ، ويستعمل لغير الله عند بعض الأقوام في الأساطير القديمة.

هذا لفقهاء الدين لي رح يظهروا بهذا البارت مستقبلا، الآن استمتعوا لأنني استمتعت حقا بكتابة هذا البارت خاصة جزء الاكشن (متعوب عليه). ♡

نوڤالي آسباين من رواية ميدوسا: شريد جوف تمثاله ترى أن الآلهة الأسطورية مجرد بشر بقوة كبيرة أو نفوذ استطاعوا إنجاز وتحقيق أمور تعتبر في هذاك الوقت خارقة للطبيعة فعُبِدوا كآلهة أو تم النظر إليهم على أنهم كذلك.
س

نرى اليوم هذه الفكرة مرة أخرى لأن نوڤالي تنافس آثينا في حكمتها ولأن لما لا؟

_________________

_____

الأصوات ظلّت تجلجلُ محيط الفندق، باقي القطيعِ تحتم عليهم الانتقال سريعًا للباحة الخلفية حيث مكان القتال المحتدم بين الآلفا سوكادور دو ثيراس و الوافدة من خلف الحدود، ڤين ديرما، كما تسمّي ذاتها المتعالية في كل تفاصيلها.

كان جونغكوك وميكي أول من حضرَ، لم يستطيعوا إيقاف ما يحدث ويجدر الإشَارة إلى أنهما رغبا بذلك غير أن سوكا أوقفَ هلعهمَا باقتراح المواجهة السلمية ولم يحاولا لأن بروس أشار لفكرة:

-- الدخيلة والآلفا يتنافسان بلغة المحاربين..
وإذا بنا لا نستطيعُ الجزم هل هذه كلمات غزلٍ أو لكماتُ قتل.--

كان يبدو على بروس التهكّم والنفور من هذا النزال، وبالنظر لكلّ الأفراد حوله، قد كان الوحيد.

عندما أشار سوكا بإصبعيه لمنافستِه أن تُقبل على البدء كان عليه مراقبتهَا تسير بكل هدوءٍ وبطء صوبه، تزعزعُ شيئا ما في سلوكه ذاك.

بقي بينهما أربع إلى خمس خطوات وكان القطيعُ يحاول ترك أكبر مسافة ممكنة ليرى الجميع ما سيحصل.

وجهت يدها أمامها وأخفضَت طولها بإرساء قدمها للخلف، ثوان..

وأخذت قبضتها الأخرى طريقهَا نحو جسده، الجزء العلوي تحديدا، لكن سرعة رد فعله لاستقبالها لم تسمَح برؤية هدفها تحديدا...

يده غلّفت قبضتها وأدارها ليشكّل قدرا كاف من الألم على رسغها يمنعها من التحرك لفترة، بيد أن جسد ڤين ديرما قام بمحاكاة دوران قبضتها الذي أحدثه سوكا وعندما توقف كانت قدمها تسندُ حرف الدال المقلوب الذي تشكل عليه جسدها مع الأرض.

وكانت ذات الأرض التي سمحَت لقدمها بسحب قبضتها منه واللجوء إلى مرفقها لضرب مكانٍ حساس من بطنه.

أوقفها بكفين مفتوحين ورفع ذراعها للأعلى وقبل أن تدرك العين سرعته كانت ركبته على وشكِ قذفها بعيدًا..

لكنها انسحبت للخلف خطوة وهو استغلَّ حركته ليدور أثناء ذلك ويحاول إمساكها من جهة أخرى، وبالفعل كانت يده تمسكُ رقبتها بعد هذا..

القطيعُ اهتاجَت لإثر ذلك أصواتهُم وتدافعت أجسادهُم بالحماسة.

ابتسَامة على وجه آلفاهُم تصيبهُم بحمى الفخر.

وقعت عيناه على وجهها، لم يكن به تفاجىء أو سوءٌ لكن ملامحهَا كانت قاسية دون أن تحاول حتى..

--كان هذا سريعًا..--

--نعم، كان.--

أنزلت عيناها ليتبعهمَا، قد بسطَت أصابع يدها على مقربة من خصره، مكانٌ بقوتها تستطيعُ اختراق أعضائه عبره وهو يعلم ذلك.

تنهد لكنه مستمتعٌ ودون تركِ رقبتها أمسكَ يدها الأخرى ودفع رأسها للانخفاض فأخذت ذلك كفرصَة للانقلاب كليا بمرونتها اللامعقولة تلك وجذب يدها معها لتسقطه أرضا.

نزل على ركبة واحِدة لكنها سحبته أكثر وأشهرت قبضة أخرى لوجهه، لكن سوكا وثب على يديه بعد تحرير نفسه، تخطاها، وهبطَ على ساقيه بعيدا عنها.

جونغكوك هناك نقرَ كتف ميكي التي لا تنفكُّ عن الاضطراب كلما احتدّت حركتهما قائلة أنها الآن، بعد دقيقتين، قد ندمَت على قرارها.

-- ميكي، هل تفكّرين بما أفكر فيه؟--

خزرته ينظرُ إليهما بأكبر ابتسامة ومحيط عينان.

-- لا تحاول حتى، هما عدوين بالفطرَة.--

اتسعت ابتسامة المريض.

--ألا يجعَل هذا الأمور أكثَر إثارة؟--
تنهدت تبتعد عنهُ خطوة فقط لتنصدم بكتف بروس الذي يهذي سبابه وشتائمهُ على أخيها ومنافسته سواء.

--أقسِم أن الذكور مجرّد تراكم للعرق،
الحُمق وخيبات الأمل.--

نظرَت للساحة مجددًا وكان أخوها يتأهبُ لحركة ڤين ديرما القادمَة بجسدٍ جلف وعيون تعكس حنكتهُ في مجال القتال، وفكّرت أن بوجود ذكر كأخيها سوكادور في الأرجاء لا زال هناك أمل في معشر الرجال.

لكنها بالطبع لن تخبرَه بذلك...

-- آلفا، آلفا، آلفا..--

كان القطيعُ يردد حوله لكن صيحات إيقاظ الغرورِ هذه لم تأثر بانتباهه لمنافسته وهي تنقلبُ على يدها، ساقيها للسماء ثم تعيد الحركة عدة مراتٍ بينما تقترب نحوه.

كانت تبدو لقمة سهلَة لكنه شمّ رائحة خبثٍ من هذا السلوك، فتراجع حتى بلغ أحد الأشجار خلفه مبتعدين بذلك عن بؤرَة الجمع.

صعدَ سوكا الشجرة سريعًا حتى قبل أن تصل له أو ترى ذلك، وتمسك بالجذع ليدور ويقع خلفها، ينقر كتفها لتستدير ولكمتُها سابقة..

تركها تلكمه فقط ليدفعَ كلتا يداه على بطنها ويصدم ظهرها بساق الشجرَة.

كان القطيعُ يحاول أخذ أفضل مشاهدَة لكن ظهر سوكا ما يرون.

-- هل أردتِ تعليمي كيفية الخسَارة؟
لأن هذا ما تفعلينَه..--

وجهه كان جادًا لم تُمسح ضراوة القتال من عليه لكن صوته حمَل سخرية لاذعة لا تبتلعِها ڤين ديرما.

-- تتحدثون وتتحدثون...--
بيّنت مقتها لذلك مرارًا قبل هذا أيضا، قربت وجههَا من وجهه حتى اختنقَ الهواء، تقهقَر لتلك القوة والجرأة انقباضُ فك سوكادور وتعاظمَت أفكاره..

لكنها روضتهَا عند استغلالها تلك اللحظَة الراكضة للزوال في أن تعامد اصبعيها وتجدَ ذات النقطة في صدره التي تجعلهُ يتراجع.

كانت جانب قلبه تماما، أو به، وكان كلّ ما عليها فعله لدفع سوكا كأنه جسدٌ بلا روح هو ضرب تلك النقطة بالقوة المناسبة.

عندما تراجع ظهرت ڤين ديرما للقطيعِ بكل جبروتها، وملامحها التي تُشعركَ بالضئالة والانحسار.

انخفض طول سوكا شبرًا لكنه عاد للاستقامة شبرين، يخزرها كأنها بالفعل مشعوذة..

كأنها شيءٌ لا يفهمه.

وقد أدى هذا سابقًا لحروب تسقي الأرض دمًا والسماء لعنات.

لأن في اللحظة التي اخترقت تلكَ النقطة بقلبه شعر أنهُ فقد وعيه بجسده، للحظة كانت كفيلَة بإبراحه ألمًا يضمحل ويموت عندما يولد به.

--ما الذي فعلته أيتهَا المشعوذة؟--
صرخَ يبزقُ مرارة ذلك الألم الراحل.

-- ما أريدُ تعليمك..
لا، ما يجبُ أن تتعلم..--

تقدمت منه خطوَة ونافسَت طوله لتهمس له.

-- جسدك وجَدْتَه..
لكن أين روحك، ذئب؟--

لم يفهَم ما تريد قوله له، طُمس وجهه في الظلام قبل أن يحرك رقبتهُ فيصدر صوتُ طرطقة عظامه ويمشي عائدًا لبقعة بداية نزالهما..

ينتظرها في حين لا أحدَ يدركُ ما حدث بينهما منذ صراخه.

لحقته بهدوء ليستهلاَّ جولة أخرى قد تؤدي بهما لمنعطفٍ يقارع الموت لا يوقفهما عنه سوى مرحلة البيروزا التي على سوكا تخطيها وأيا كانَت نوايا ڤين ديرما.

غير أنها توقفت فجأة عن التربص به كمَا يفعل واستدار وجهها بحركة آلية للخلف، جهة الشجر الذي تخلت عنه الغابة في أفق النظر.

تسمّرت في أرضهَا ومدت رقبتها بقدر ما يمكن لظهرها وظلت على قدميها تقف، تنفست عبر فترات مدروسَة وتجاهَلت التساؤلات حولها.

رويدًا موهبة سوكا في رصدِ الكيانات الموجودة داخلَ حيزٍ معين أنبئته بأن ابن قابيل آخر في الجوار مع كيان لا يستطيعُ تمييزه دوما.

كانا لولا وآليكساندر بالطبع الذين وصلا للتو ويقتربان من الباب الخلفي للفندق حيثُ يجتمع القطيع الآن، لكن ڤين ديرما كانت تركز جلّ حواسها جهة الغابة.

لكن صوت لولا أخرجهَا من أي كان الذي هي فاعلته، تستدير ليقابلها الثنائي...

-- ما سبب التجمّع؟ وبدوننا أيضًا..
مؤلم.--
قالت تنظرُ لجونغكوك وميكي ثم انحنى بروس ليتمكن من رصد وجهها المبتسم وقائدهم الأعلى يسير جانبها، يبدو عليه إرهاق لن يكترث له على الأرجح.

-- أتيتِ بوقتك، كانا يلعبان معًا كجراءٍ وديعة.--

أجابها جونغكوك يشير لمنتصف الساحة ليستوعب لولا وآليكساندر الفكرة.

--جراء وديعة؟ هما؟--
حتى آليكساندر لم يصدق وظنّها طريقة جديدة من طرف جونغكوك ليصفَ بها قتالات ڤين ديرما وسوكادور الوحشية.

لكنه تعجب باستقرارهما بوجود بعضهمَا البعض في نفس الحيز المكاني.

-- آلفا، إن انتهيتمَا هناك ما يجبُ مناقشته.--

أومأ سوكا وقد تفاقمَ داخله شعورٌ سيء يشبه مرارة ما ألمّ به مرض ما.

جلسوا للطاولة المستديرَة في ذات المكان، أحدهم أحضَر المياه والمناشف والبقية الذين كانوا بصدد التدريب صرفهُم بروس.

دانتيه تمت مناداته حيث لا يحتاجُ مستذئب مثله لتدريب، يتمّ عادة إرساله في مهام متعددة الغاية والطرق،  لكنه اليوم كان نائمًا فحسب.

كانت ڤين ديرما تقفُ على رأس المجلس، لا ترغب بالجلوس ولا الاقتراب أكثر منهم، بينما يبدو عليها الاهتمامُ بجهة الغابة تلك بين فترة وأخرى.

دعاها جونغكوك للجلوس مجددًا لكنها نظرت لوجهه مطولاً وامتنعت.

تنهد سوكَا من تصرفها ووضع ذراعه على الطاولة، كان هو يجلس مقابلاً آليكساندر حيث تقف ڤين ديرما خلفه فلا يرى وجهها المستفز.

-- آليكس، رجاءًا ابدأ فلا المشعوذةُ تود مشاركتنا ولا أنا أريد ذلك.--

ابتسَم آليكساندر ولولا مسحت جبهتهَا تحاول أن لا تنفجَر ضحكا في وجه غضبه.

-- نعم، بالطبع، لكن ما أريدُ مناقشته يتعلق بها، وإذًا لنجد حلاً لهذا.

ڤين ديرما، ما الذي تمثلينهُ في قومكِ؟--

يبدو أن هذا السؤال جذبَ انتباهها أكثر من دعواتِ الجلوس، اقتربت خطوة وآثرت-رغم أنها فهمت ما يريد- أن تبدي عكس ذلك.

كانت تعلمُ أن آليكساندر سيستخدمُ قومها لكسبِ معلومات منها عاجلا أو آجلاً عندما أخبرته أنهم لم ينجوا.

حقيقة مؤلمَة كهذه كانت قد قدمتها فداءً لهدفها وما تسعى له ووضعتها خاتمًا في اصبع هذا الغريبِ الذي يفيضُ كيانه بالقوة.

-- محاربة.--

-- لا، لا أقصدُ هذا فحسب..
لقد كنتِ أكثر من ذلك صحيح؟--

ما عدا لولا التي أخبرها آليكساندر في رحلة العودة عن ما وجده بمذكرت إيكاروس، كان البقية في عجبٍ ونزاع مع الوقت، يودون القفز فيه للحظة التي يكشفُ آليكس هذا السر.

خاصة ميكي التي تجلس على يمينه، يبدو عليها اهتمامٌ لا يظهر عليها عادة.

ڤين ديرما لاحظَت ذلك، استوعبت أن غياب الإثنين كان له علاقَة بمعرفة أشياء عنها وأن هؤلاء لا يضيعون الوقت.

-- هل عرفتَ شيئًا؟  --
ميكي اندفعت بسؤال وبروس تلاها

-- كيفَ فعلت حتى؟ لا يوجدُ علمٍ بما خلف الحدود سوَى بقصص أجدادنا عن الحرب معهم. --

نظر دانتيه لوجه القائد الأعلَى ثم أدركه الأمر، لقد وجد شيئًا في المكتبة القديمة.

-- نعم فعلت، وكيف ذلك..--

نظر للولا مبتسمًا، لكن ابتسامات آليكساندر تشبهُ السمّ دوما.

-- لقد وجدنا مذكراتِ إيكاروس المفقودة في المكتبة التي تقارعُ عراقَة هذه الأرض وبالطبع ستكون هناك.. موجودة.. شيء عن حضارَة ما خلف الحدود في أعماق الأمازون..
حيث كانوا يقدسون أشكَال الحياة وأصواتها، فيقدسون بذلك ما يخلقُ هذه الحياة..

المرأة.--

عينهُ على ڤين ديرما، فكّت عقدة من قرارها بالابتعاد فجعلها تقترب، بذلك تناهز كرسي سوكا الذي لا يعجبهُ ما يؤول إليه الأمر.

ماذا الآن؟ هل هي الهة؟- فكّر متهكمًا.

-- أنت لا تفهم.--
قالت وأصوات الخرز والقلائد التي ترتديها علَت لأنها لوحت بيدها.

-- هل أنا مخطىء؟--

يتحدث ببطءٍ مرهق.

-- ألم تكوني كذلك؟
أنت امرأة لذا تخلقين الحياة وأنتِ محاربة لذا تحمينها.--

قال واكتفى ثم أخذت لولا تنظر لها جيدًا لتختار اللحظة التي تقول بها، كلها لهفة وحماسها المعهود يرفرف على كتفيها.

-- بذلك، بهذه المواصفات مجتمعة،
تعتبرين في قومكِ...
آلهة.--

سقطَ شيءٌ ما من وجه ڤين ديرما، لقد كانَ الهدوء الذي تتصف به.

الجميعُ هناك يخزرها، تضغط كلمة لولا على أسماعهم ووعيهم بما يحصل.

هل هذا ممكن حتى؟
آلهة خلف الحدود تأتي..

آلهة من خلف الحدود تعلمهمُ كيف يسخّرون روحهم في القتال..

آلهة من خلف الحدود تعرفُ أسمائهم وما يكونون بنظرة واحدة لجوفهم.

آلهة من خلف الحدود تجعل آلفا نسل المحاربين سوكادور يتراجع، يتألم، ويسقط عن الوعي.

بالتفكير في ذلك، يبدو الأمر حقيقيًا أكثر من الأرض التي يقفون عليها.

لكن وجهها تغير وصوتها حملَ شراسة وجلفاً.

-- لستُ إمرأة.
لست إله.
أنا صوتُ الآلهة وأرواح المحاربين.
أنا مجرّد وعد عليه التحقق. --

بآخر كلمة قالتهَا صدر صفيرٌ حاد لشيء يخترق الهواء يتجه مباشرَة من الغابة لرأس سوكادور لكن قبل أن يثقبهُ كانت نهاية رحلته في يد ڤين ديرما.

نظر سوكا ليدها قرب عينه تماما تمسكُ بما كان سيكون سبب موته.

لحظة واستيقظ الجميع من الصدمَة يبحثون عن الفاعل غير أن ڤين ديرما استدارت دورتين خاطفتين حول نفسها لتعطي للسهم دفعَة قوة فيزيائية عندما ترميه مجددا بيدها العارية اتجاه الغابة.

أذن المستذئبين الحساسَة التقطَت اختراق السهم لهدفه اللامرئي حيث أيا كان عدوهم المتربّص فهو قد أبقى نفسه هادئًا لدرجة لا تسمعه هذه الآذان...

وبهذا لا بد أن يكون هذا العدو مستذئبًا أيضا، هذا ما فكر به بعضهم حتى سمعُوا صوت عواءٍ يرسل إشارة للهجُوم.

سوكا صرخَ حينها

-- مهما حدث لا تدعوهُم يدخلون للفندق.

زعيم..--
نظرَ لآليكساندر الذي بالكاد فهم ما يود قولهُ وهو في حالة التأهب تلك، لقد سمحَ لنفسه بنسيان ما حوله فقط لأنه يثق بموهبة سوكا تلك والتي لسبب ما لم تلتقِط وجود هؤلاء بالجوار.

-- إنهم مستذئبين، لا يجب قتلهُم من طرفنا وإلا ستُقام حرب..
لكن، إن كان قاتلهم من أبناء قابيل، فهذه قصة أخرى..--

نظر لجونغكوك وللولا كذلك فهي تعتبرُ من مجموعة آليكساندر، كان سوكا بتلك الجمل يأمر البيتا بروس، دانتيه، وشقيقته ميكي بعدم قتل العدو القادم بل عرقلتهم أو ربمَا التسبب بشلل في أطرافهم ثم رميهم لأبناء قابيل، والذي يعتبر القتل تخصصهم.

ثم تذكّر المصيبة بينما تخرج الذئابُ المتعطشة من غياهب الشجر وأطراف الغاب، ڤين ديرما هنا..

إن قتلت أحدهُم ألا يعني ذلك حربًا جديدة على الحدود؟

إن حتى مات الذي أصابته بالسهم، تلك مبدئيًا تعد مشكلة.

-- أنتِ..
ابقي في الخلف.--
أخبرهَا فتقدمت للأمام.

--في أرضي، طاعنُ الظهر تلفظهُ الحياة..
يمقته الموت.
تقتلهُ حارساتُ الحياة فيرمَى في الضباب.
ابقَ خلفي، ذئب. --

عليه إنهاء مرحلة البيروزَا ليتمكن من خنقها قريبًا، لكن بتذكره لذلك، عليه أن يحذر في هذه المعركة.

ميكي كانت أول من تحول، عوَت ذئبتها عاجية الفرو ليلتحق دانتيه بها، ذئبه الأسود ذو الذيل الطويل السابحِ في الهواء خلفه يلمع أسفلَ الضوء كسماء الليل..

بروس تلاهما وتقدمهما يرمي نفسه وسطَ كومة مستذئبين، هذا هو أسلوبه المتهور والمدروس في المباغتة.

قذف أول ضحية ناحيةَ آليكساندر الذي أسقطه من الهواء وكسرَ رقبته مع ثني كتفه.

نظر للولا، ابتسمَت له يظهر ولعها به وبما يبدو عليه عندما يقاتل.

لمعت عيناها وكاد بياضها يصبح أسودًا لحضور ماريا، لكنها كبحته، يمكنها ببساطة تولي أمر حفنة المستذئبين هذه.

وميكي منحتها المتعة في تحطيم ما يمكن تحطيمه من الأشخاص الذين كادوا يقتلون صديقها لما رمت لها البعض لتتقاسمه مع جونغكوك.

كان يبستم باتساع كالمختل الذي هو عليه، يقفز من مكان لمكان بعد إنهاء ما تطوله يداه، نابه مغموس بالدماء وعينه السوداء الوحيدة أصبحت لازوردية خضراء كالأخرى.

وعيون آليكساندر التي ذابت في جحيم أحمره القاني، هذه فورة ابن قابيل.

سوكا تعاون ودانتيه على الجانب الأيسر للساحة، يركزان على منعِ أي مستذئب من التمرغ أكثر في منطقتهم أو تهديد أمن قطيعهم الذي خرج كذلك للقتال.

لكن احترامًا لخطط وقوع هجوم مباغت على مكانهم، كان على البعض الانخراط في النزال القائم بينما يحرس البقية داخل الفندق لتجنب أي تسلّل أو اختطاف رهائن وإخفاء الأطفال في غرف خاصة مخبئة.

كان ذيلُ دانتيه يلتقط أرجل المستذئبين حوله كالسوط اللاسع، يتسبب بسقوطهم أرضًا ليقوم سوكا بضرب جماجمهم متسببا في شلهم لحظيا أو إفقادهم الوعي وكان آليكساندر يشقّ طريقه عبر الجمع للتكفل بباقي المهمة حين رمَت ڤين ديرما جثتين أمام قدميه وأكملت توغلها داخل الغابة بحثًا عن البقية.

نظر سوكا لآليكساندر وتبعهًا مليئا بغضب لا يفهمه، قلق مما تفعله، وكرهٍ لحقيقة أنه لا يعرف كيف يوقفها أو ما سيحدثُ عندما يصل خبر كهذا لكبار المستذئبين.

-- أخبرتكِ أن تكفي، لا نحتاجُ يدك..
لا نحتاجكِ، اللعنة، ستجلبين الخراب لكلانا!--

كان يتبعها واثبا ومتخطيّا للشجر بينما تقفز هي من الأغصان، ينظرُ لإصرارها فيرى شخصًا يعرفه.

يسمع أنفاسها الهائجةَ وقرع الطبول في صدرها فيظهر له ذلك الشخص جليًا..

تقفز ڤين ديرما من الغصن فيركضُ ليلحقها، تحطم فكَّ مستذئب ضخم وترسم قبضةً في قفصه الصدري فيرى فيها نفسه.

إنها محاربة مثله، ولا شيءَ سيوقفها عن أرض معركَة شريفة.

معركَة لم تبدأها هي البتة.

لحظاتٌ وقفز هو كذلك يصطدمُ بالذئب الذي كان على وشكِ طعنها في الظهر، قتلها من الخلف.

التفتَ وجهها إليه وهو يستعمل قوة جسده البشري وعضلهِ المشدود لتثبيت الآخر أرضا، لا يقتله بالطبع فتوجهت لفعل ذلك عنه..

لكنه أوقفهَا بإشهار ظلال عيناه فحسب.
أوقفهَا ما بهما من عنف وغضب.

-- ذئب..؟--
كانت تود أن تسأل لكنه وجّه مرفقه لمكان خلف أذن المستذئب جعلته يرتخي، ورغم أن عيناه مفتوحة قليلة إلا أنه لا يدرك ما حوله.

-- نحتاجُ معلومات..--

قبل أن يكمل جملته انتبه داخلهُ للرفقة التي حاوطتهما للتو، نظر لوجهها، هي كذلك شعرَت بالخطر حولهما.

-- ارميني..--

--شرقًا.--

أومأت له، كان سوكا يستشعُر الكثير هناك، هو قال مجددا، يبدوان متناسقان كأنها ليست أول معركة يخوضانها معا.

-- كالسهم؟  --

يقصد السهم الذي رمته، ذلك الذي تمّ توجِيهه لرأسه.

-- كالسهم.--
قالت تؤكد له واقتربت منه سريعًا.

أمسكَ خصرها بكلتا يديه، الأندرينالين ورغبة الإطاحَة بمن يتحداه.

رفعها والتف بسرعة يركّز قوته في ذراعيه وساقيه ليتمكن من دفعها عندما يرمي جسد ڤين ديرما في الهواء..

ربما لم يكن الوقت المناسبُ لذلك لكن الأصوات التي تصدرُ عن قلائدها كانت تشبه أصوات الحرب، أصوات ذكرياته...

رماها هناك وانقض هو على الجانب الآخر، حفنة مستذئبين خائفين لن تكون لهم الغلبَة أبدا.

يبدو أن من بعثهم، آلفاهم على ما يبدو، لم يكترِث البتة لخوف قطيعهِ من نسل آل ثيراس ودمائهم التي تجري في عروق الآلفا سوكادور وشقيقته، ناهيكَ عن وجود أبناء قابيل هنا..

بل أقواهم هنا.

وبالتفكير في ذلك بينما ينظر للثلاثة الواقعين في الألم أمامه، يبدو أن من أرسلهم قد جعلهم مجرد تضحيَة.

وها هي الرحمة التي تسكنُ روح سوكا تظهر، تخترق غضبه وعنفه وتجعلهُ يوقف ڤين ديرما عن قتلهم..

لقد كانوا صغارا، كان بإمكانه رؤية ذلك من حجم ذئابهم والفراء التي عليهم.

حمل المستذئب الذي حمى ڤين ديرما منه على كتفه وراح يسير بثقلٍ ليخرج من الغابة، لكنه لم يكن يحمل على كتفيه ذلك الجسد فقط..

سيكون سوكا دومًا كأطلس الذي يحمل العالم على كتفيه.

نظرَت هي للثلاثة هناك، لقد فعل ما سيمنعهم من الهجوم حتى على ذبابة تحومُ أمام أنوفهم.

تبعته مترصدة بما حولهما، لم يبدو لها أنه حذرٌ من مباغتة أخرى لأنها لم تكن تعلمُ أن له موهبة الشعور بمن قد يكون حوله.

ولن تشك في ذلك لأنّ كل هؤلاء أتوا لمهاجمته منذ قليل ولم يشعر بهم.

_________

كان الرفاق قد أنهُوا الأمر من جانبهم، جونغكوك كان يلهو بذيل أحد ضحاياه بينما يجلسُ على جسده ويراقبُ ميكي التي تشمّ كل جثة منهم أملا في معرفَة قطيعهم أو مكانهم السابق.

لا زالت في جسد ذئبتها العاجية، عيناها المرسومة بأسودٍ حالك طبيعي كانت تحملُ حنقًا كريه.

لولا كانت تمسحُ الدماء عن وجهها ورقبتها بأحد المناشف التي احضرت سابقًا للمتدربين، اقتربَ آليكساندر يرفعُ ذيل شعرها ليساعدها ذلك على ما تفعله.

ابتسمَت دون قطعِ ما تفعله، حينها صفّر بروس  لهما وقال

-- أين ما أذهب..
على أحدهم أن يتحوّل لجيمن ومون.--

وأدار يده في الهواء كأنهُ سحر ما، كان يسخر، ولولا تعلم ذلك لأنها أكثرُ شخص يسخر من حركات مون وجيمن.

دانتيه والباقي من القطيع يساعدون في جمع الجثث.

خرج سوكا من الغابة يجعلُ ميكي تركض نحوه، رما الجسد الذي بيده ونظر حوله للجميع يتأكدُ أنهم بخير.

ڤين ديرما أتت خلفه، وقعَت عيناها على لولا وآليكساندر أولا ثم بحثت عن أخضر العين لتجدهُ في وجهها فجأة.

-- هل استمتعتما؟
كم شخصًا قتلتِ ڤيني ويني؟--

-- ڤيني ويني...--
كررت الإسمَ حائرة وهو -الأبله- لم يكترث بل أكمل.

-- هيا، هيا، أخبريني.--

-- لا أعلم..

قامت بمجاراته.

--توقفت عند آنتا. --

--أنا؟ --
تساءل جونغكوك فرفعت كلا يديها تشهر أصابعها العشرة.

-- آنتا..--
كانت تقصد عشرة، توقفت عن العدّ عندما وصلت للرقم عشرة في لغتها آنتا، هو تجهّم، هذا أكثر من عددِ من قتلهم.

ميكي عضّت ساقه ليصرخ، يراقب ما يجري حولهُ وعيون آليكساندر التي تريد حرقه حيًا.

نظر لها ليشكُرها على إلجامه بالشتائم لكنه لاحظَ غرابة الهدوء وظلال حزن تكسو وجهها الذي يحفظه بشريًا كان أو ذئبة.

كانت تراقب الذئب الذي رماه سوكَا، والذي لم يقل شيئًا لوهلة، حتى عندما تقدم بروس يضع يده على كتفه واجتمع القطيعُ حوله.

من عرفها فقد عرف ليتمقع وجهه بالحزن، ومن لم يعلَم وقف هناك مذعورًا لرؤية ملامح الآلفا تتأرجح بين الألمِ والكره.

-- كارولينا لافيس.
مستذئبةٌ اختارَت البقاء في البرازيل والانتقال لقطيعٍ آخر عندما قرّر الآلفا السابق جونيور الذهاب لألمانيا.

كارولينا كانت لها أسبابٌ لتفعل ذلك، وأسبابها تم احترامهَا من قبل الآلفا السابق، لكن الآن عليها إعطاءُ الآلفا الحالي أسبابَها لمهاجمته ومهاجمة قطيعٍ كانوا عائلتها يوما.--

تلك الجملة مزقت قلبَ لولا لأنها تعلمُ هذا الشعور، أن يحاول من تعتبره عائلة رميك للموت.

لقد عاشته جيدًا لدرجة أنها تخاف التفكيرَ في أن تتعرض له مجددًا أو أن يتلقاه أفراد عائلتها الحالية.

اقتربت تراقب الذئبة، سوكا كان صامتًا ينتظر تماسكها من الضربة وصحوتها.

عيناها عليه الآن وهو يشير لبروس الذي انتزع قميصه يضعه عليها لتعود لشكلها البشري، مليئة بالخجل والخزي.

-- أنا لم أرد هذا يومًا..--

انحنى لمستواها من الأرض، يتكأ ذراعيه على فخذيه.

-- هل أردتُ أنا؟  --

نظرت الفتاة حولها، وجه آليكساندر الذي ظهرَ في مرماها جعلها ترتجفُ هلعًا.

إنه القائد الأعلى بعد كل شيء، حفيد للإسكندر السابع ومحرّر العالم من الميليغاليترو، مجرد التفكير بما قد يفعله لهَا يرعب عظامها.

راقب سوكادور ذلك بتمعن ثمّ استنتج.

-- بما أنكِ خائفة لهذا الحد.. لما أقدمتِ عليه؟
هل تنتقمين منا لترككِ؟ هل تنتقمين من جونيور أو مني؟--

بروس حاول إيقافه عن ما يقول، في نظرهِ هذا لا معنى له لكن سوكا أحبطه.

-- قولي، تحدثِ..
من أرسلكِ يدرك أنك كنت منا.--

-- سوكا، أنا..
لا يمكنني حتى قول لا له.--

-- إنها آلفا سوكادور بالنسبَة لكِ.--
قال يضربُ ساقها بيده، لم يكن بها ألم بل كانت وديعة كأنه يربت على جراحِ صديقة متألمة لكن جملته كانت عكس ما يفعله. كانت سبب الألم الذي يربّت عليه.

ميكي عادت لشكلها البشري عندمَا أحضر لها دانتيه فستانا ما.

-- لكنكِ قلت لا لجونيور وتقولين لا للآلفا الآن. هل أنتِ متأكدة من قائمَة رفضكِ وقبولك؟ --

ميكي دنَت منها، ظلت واقفة تحمل شعرها لجهة واحدة.

قد تتمنى عدة طرقٍ لموت أعدائك، لكن أن يقع ضحية للأخوين سوكادور وميكايلا دو ثيراس فهذه الطريقة لا تتمناها حتى لأسوأ الأعداء.

بعد الحزن على وجهها الذي رآه جونغكوك، لقد ظنّ أنها ستحميها، الجميع سيفعل لكنهم كانوا غاضبين منها، غاضبين أكثر من غضبهم على بقية من هاجمهم.

إنها وحدة الذئاب التي خُدشت، بالطبع سيغضبون من كارولينا أكثر من العدو نفسه.

-- سأخبرك.. سأخبركم لكن عدني أرجوك، سترسلني حية لأجل جونيور، بحقّ الأيام معا.--

قالت تجعله ينظرُ لآليكساندر الذي لا يود المشاركَة في ما هو مجال حكم الآلفا حتى وإن كان تابعا لمجموعته.

لم تنطق كارولينا حتى وعدها سوكا بذلك.
--قال أن قطيعنا لن يكون بخير إن تمّ ترسيمك من قبل الكبار، أنّ علينا فعل شيء قبل أن يتولى آل إلاغون زمام الحكمِ حقًا وإلا سنعيش في ظلال فوضاهم ملعونين بالدمَاء والموت للأبد.
وأن حسنهم وتنظيمهم طيلة هذه السنواتِ لم تكن سوى خطة لضمان تحقيق هذا النفوذ، ويوما ما ستظهَر حقيقتهم وما يهدفون إليه.

ترسيمكَ سيضاعف قوتهم ونفوذهم لذا أنتَ أهم حلقَة يجبُ كسرها في خطة الـ..
خطته هو.--

أشارت لآليكساندر دون النظر إليه وهو ابتسَم يحكُّ الندبة في منتصف جبينه.

-- والكاتب؟--

سألها آليكس لتقعَ في الحيرة.

-- من كاتبُ هذه المسرحية الهزلية التي صدقتموها وضحيتم بحياتكِم لأجلها؟--
حدّد وهي اضطربت لصوته أثناء ذلك.

-- لم يكن واحدًا.
توفي آلفا القطيع الذي انظممتُ إليه منذ شهر، وخلال هذا الشهر تنعقدُ اجتماعاتٌ مغلقة لعدة قطعان، لا أعلم هل وضعهُم نفس وضعنا ولا من الآلفا لكن هناك من يأمرنا بهذا، حتى لو لم تكُن مصدقا له..
سيهددكَ بعائلتك أو سلامتك الخاصة.--

كانت ميكي تشعُر بما يشعره البركان قبل انفجاره، هناك من يترصّد بهم، مجموعاتٌ منهم يتم غسل أدمغتهم ليعتقدوا أن قتل شقيقها سيجلب لهم السلام.

-- بماذا تؤمرون؟  --
سألها سوكا وهي رفعت وجهها له.

-- حقنٌ دوري بمادة ما، التصرف بطبيعية حتى تلقي الأوامر.
منذ أيام كانت الأوامر تنظيمَ هذا الهجوم..
لقتلك.--

عيناها نظرَت ليداه، حذرة، مترقبة.

--أيها اللعناء البائسُون، سأقتلكم واحدًا واحدًا حتى لا يبقى لديهم من يأمروه! --

صرخت ميكي تتحرّك في مكانها كأنها على وشكِ الإنطلاق في ذلك بالفعل.

-- لحظة، ما هي تلك المادة؟
أين يفعلون ذلك؟--
آليكساندر اقترب منها أكثر فتحولت الفتاة لوضعية الجنين تبتعدُ عن جهته.

-- لا أعلم، قصرٌ ما، ليس له رائحَة محددة، يأتون لأخذنا أسبوعيًا، القادرين على القتال منا..
لا نذكُر الطريقَ للظلمة في الشاحنَات ولا نتذكر رائحَة القطعان الأخرى هناك بعد الحقن، لكن..
كانت هناك رائحة خفيفَة تصدر عن الإبرَة، شيءٌ كالصدأ، أشمه دومًا ومهما حاولتُ نسيانه لا ينئى عن ذاكرتي. --

وقف سوكا عندمَا علم أن لا معلومات أخرى يخرجهَا منها.

كانت ترتجفُ حتى عندما ابتعد آليكساندر عنها.

-- دانتيه رافقهَا مع جونغكوك لقطيعهَا، نصف طريق، وإن اعترضَكم أحد اقتله.--

كان ينظرُ لجونغكوك الذي أومأ ووضع يده جانب رأسه كتحية الجيش.

-- كارولينا إن عدتِ مجددا مع أصدقائك، لن أكُون بهذا السخاء.--

-- لن تكون هناك مرة أخرى.--

سمعهَا تقول عندما تحولت لذئبتها سريعًا وقفزت في محاولة أخيرة لقتله، لكن يد ڤين ديرما طالتها أسرع تخترقُ مكانا بينَ صدرها وجانبِ جسدها لتسقطَ ميتة في لحظة.

-- لا!--

صرخ سوكادور ملىء رئتيه وركضَ هناك يبعدها عنها، ينظر لعودة وجه كارولينا البشري بين ذراعيه ومن عرفها من القطيع شاركهُ تناقض ما يشعر به.

-- كانت ستطعنُ ظهرك.--

صرخت به أيضًا وهي ملقاة على الأرض أين رماها وهي تركز على قتل الأخرى.

لولا اقتربَت منه حين لم يجرؤ أحد آخر على ذلك، أخذت يدها لعيون الفتاة تغلقهَا عله يتوقف عن النظر فيها.

لقد همسَت شيئًا ما قبل أن يفقدها، شيئًا فتت غضبه منها لأشلاء.

-- سأموت بينَ قطيع أجدادي.--

وضعها في حجر لولا التي تقبّلت ذلك ونظرَ لڤين ديرما.

-- لقد قتلتِ نسلاً من قطيعنا، آخر فردٍ من لافيس، قلت أنني لا أحتاجك.
انظري!--

أشارَ حوله لقطيعه، راقبت وجوههم التي تستشعرُ الحزن حتى في موتِ شخص كان سيقتلُ آلفاهم فقط لأنه كان منهم.

في قطيع الذئاب الذي أسسه جونيور وأجداده من قبله، من كان منا يظلّ منا.

هذا المبدىء قد حفره داخلَ قلوبهم كالوشم حتى أنهم الآن لا يستطيعون كره كارولينا فحسب، لكنهم سيحرقون من كان سبب موتها.

لقد فهمت الآن شيئًا، هم يصلون لأرواحهم عندما يفقدون.

ذلك الضعفُ في قلب سوكادور يحرّكه للحرب.

أليس ذلك ما تفعله هي أيضًا؟

إن كانت تريدُ دفعهم للتقدم وتعليمهَم كيفية إيجاد أرواحهم والمحاربة معها جنبًا لجنب فعليها فهمهم أولاً.

--فعلتُ ما لا يستطيعُ...
من تحتاجهم.. فعله.--

كانت جملة صعبة عليهَا لكنها وجدتها وهو ومن خلفه أبهتهم ذلك.

وقفت ترمي ساقيها أولا ثم تستقيمُ، كانت تنظّف نفسها من الأتربة والقلائد تتحرك معها.

--كانت طاعن ظهر.
أنا محاربة، حارسة حياة.
من يسرقُ الحياة تُسرق منه، أخبرتك ذئب.--

سارت بعيدًا عنه تخطت لولا والجثة بين يديها، جونغكوك الذي ظهر عليه بعض الأسى، بعض أفراد القطيع الذين أفسحوا لها المجال قبل أن تتوقف فجأة..

مثل الظهيرة، استدارت للغابة، شفتيها تحدثت بشيءٍ لم يفهموه.

العيون حاكَت جهة نظرها سوى من سوكادور الذي تغيرت ملامحِه، شعر بدمه يضخ مرتين أسرع في عروقه.

تلك الموهبة خاصته لو كانت تحذره بوجود كيانٍ ما فهو الآن يشعر تجاههُ برغبة لامنطقية للقتل حد أنّ فمه جف وحلقه انجرح.

كان عليه الابتلاع، رأسه صاخبٌ بنداء الموت المهيب، ما شعر به عندما جاءت ڤين ديرمَا هنا كان مضاعفًا وقبل أن يدرك نفسه كان قد تحول لذئبه.

عقله مهما حاول تذكيره بمرحلة البيروزا كانَ يحجبه خلفَ الرغبة والعطش.

شعر الرفاق بشيء خاطىء في سوكا، ظنوا أنه سيهاجم ڤين ديرما حتى أن جونغكوك وقف أمامها ليخفيها خلفه تحسبًا لكن ذئب سوكا ضرب الأرض بمخالبه واستدار جهة الغاب، قفز في السماء وحطّ على اللاشيء.

كان يمسك به يحاول قتله، أسنانه كأنها تقبضُ على جسم ما لكنه اللاشيء ذاته.

كان وحشيًا، لا يمكن التحكم به، يعزل منظرهُ ذاك المشابه للجنون حواسهم عن ما حولهم حتى أدركوا شيئا.

جونغكوك التفت خلفه، كانت ڤين ديرما على الأرض تختنق، وعندما استطاعت النطق صرخت

-- لا، آيثن ثير..
ستقتلنا.--

يدها كانت تمتدُّ لسوكادور.

أين آيثن ثير هذا؟ 

____________________

_______

بدأنا ثاني فصل بالرواية، وعندي الآن فكرتين في رواية وحدة وأتمنى يتقاطعوا بنقطة ما ولا فعلا ما يكون لهم معنى.

بعيدا عن هذا أنماط الشخصيات:
الكل يعرف بس نعيد أن تايلو
آليكساندر ENTJ-T
لولا ENFP-A
جونغكوك وبروس ENTP
دانتيه INTJ-A
ميكي ESTP- A
سوكادور ENFJ-A
ڤين ديرما INFJ-A

كونها نفس نمطي هذه أول مرة تصير برواياتي لذا حماسي زاد أضعاف، رغم أنه أنا T مش A.

نمطها ونمط سوكا طلعوا متوافقين كثير وهذا منطقي نظرا لأنهم يتشابهوا بكثير نقاط فعلا عكس تايلو لي كل واحد فيهم مناقض للثاني.

ڤين ديرما وسوكا اثنينهم شيء كبير لكنهم متمسكين بحقيقة أنهم محاربين فقط، هو صار آلفا ولسا متمسك بأنه محارب وهي تعتبر تقريبا آلهة في قومها لكنها تقول عن نفسها مجرد محاربة.

وطبعا هي مش آلهة بالمعنى الحقيقي فقط لأن قومها يقدسون الحياة ويحترمون المرأة (ياريت البعض يتعلم) فالنساء المحاربات لي وصلوا لمرحلة ما من القوة يصيرون بالغي الأهمية والعظمة فإيكاروس كتب أنهم يعتبرون آلهة.
كمان التقدم العلمي لهذه الحضارة كان واحد من أسبابه هو هذا الاحترام وتقديس أشكال الحياة المختلفة، كانوا يعتبرون كلشي عنده حق يعيش ويكون...

بتوقف هنا عشان ما أحرق.
شكرا لقراءة كل هذا ولاستمراركم مع عمق داكن رغم التطويل💜

.

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top