الفصل الثاني
~ كارل ~
نظرت للويس الذي نظر بعيداً قبل أن يتحدث :" أرجوك لا تجبرني على الحديث ! "
عقدت حاجباي بضيق هم هنا يتحدثون عن شقيقي التوأم ! وأنا لا أصدق أي حرف مما يقولونه كما أن توأمي غادر ووجه شاحب وعيناه دامعة .
أردت أن أأمره ليتحدث لكن جاك نطق بملل :" شقيقك سيختفي قريباً لذا بدلاً من بقائك هنا إذهب وودعه "
نظر ألفريد لجاك بنفاذ صبر لينطق الآخر بقلق :" ماذا سنستفيد من إخفاء الأمر ؟ ذلك الفتى قد يتهور ويؤذي نفسه ! فهو لن يحتمل فكرة أن تختم قواه ونفيه من هنا ! لاسيما أن الأمر سيصاحبه فقدان للذاكرة وتعلم تماماً أنه لا يمتلك الكثير من الذكريات الجيدة عن هذا الأمر "
تراجعت خطوتين للخلف و إتسعت عيناي برعب ، ينفى ؟! شقيقي التوأم ؟ ويفقد ذاكرته وتختم قوته ؟
من سيجرأ على فعلها ؟ سأقوم بقتله بيداي أقسم ، أياً كان سببه لن أسمح له بفعلها لشقيقي مطلقاً .
سمعت هنري يتحدث بتهكم :" هل أتخيل أم أنك قلق على كلارنس ؟ "
أجابه جاك بضيق :" بل قلق على شقيقي الأصغر ! ومن ثم ما بالك أنت ؟ ألست قلقاً عليه ؟ "
نظرت لهنري الذي إبتسم بهدوء بينما ينطق :" إذا كلارنس سيقوم بعمل متهور يجعل أحدهم يختم طاقته صحيح ؟ ومن سيفعلها سيكون واحد من الموجودين هنا فبحسب معلوماتي لا يسمح لأي أحد بمعرفة تلك التعويذة أو طرق القيام بها إلا للأسرة الحاكمة من السحرة ومن يثقون بهم ، أما مصاصي الدماء فيمكنهم ختم طاقة أحدهم لكن فقط الأسرة الحاكمة لإنها تعني فقدان الشخص واحد من قدراته "
هو نظر لنا جميعاً قبل أن يكمل ببرود :" إذاً إضافة للموجودين هنا لدينا ريو و ليو بالقائمة ، و ببساطة نحن جميعاً سنُراقب بعضنا البعض ! من الآن لن يبقى معه شخص واحد ، بل إثنان وديف عليه أن يصبح كظله فهو الوحيد الذي سيصبح هائجاً لأجله "
تحدثت بإستنكار :" نحن ؟! أتشك أننا قد نفعلها ؟ "
إبتسم بسخريته المعتادة وهو يجيب :" تعويذة واحدة جعلت ألفريد يقضي عليك ! أتفهم هذا ؟ لا يشترط أن نكون السبب لكن علينا وضع كل الإحتمالات ! وعلاقة ديف و كلارنس هي ما ستحمي ديف من أي سحر ! فالعقد بينهما أقوى من سحرنا إلا إن .. "
نظرنا له بقلق ليكمل آلفريد بإستياء :" إلا إن قام ديفيد أو كلارنس بقطع الرابطة بينهما ! "
شعرت بالحياة تُسلب مني بقوة ، لم أشعر إلا بيد لويس الذي تحدث بنبرة حاول جعلها مشجعة :" لقد حطمنا ثلاث نبؤات بالماضي ! موتي أنا و مقتلي وأشقائي ورحيلكما خلف نهر الأمل ! لذا يمكننا تجاوز هذه أيضاً بلا ريب "
إبتسمت له بخفة وأنا حقاً أتمنى أن نتجاوز هذه النبؤة أيضاً ، لا أريد تخيل مشاعر كلارنس حتى بلحظة يقوم أحدنا بها بإيذائه !
عدت للمكتب وصدمت بوجود كلارنس الذي كان يعمل بجد ، نظرت لهنري الذي كان يراقبه بإنزعاج بينما تحدث ريو بإبتسامة هادئة :" هل حدث أي شيء بغيابي لتحدث معجزة كهذه ؟ "
رفع شقيقي رأسه ليجيبه بهدوء :" ليست مُعجزة يمكنني أن أتوقف عن العبث بالأرجاء متى ما رغبت ! "
بنهاية اليوم هو إتجه لمنزلنا الصغير ودخل لغرفته مباشرة ، لما يكابر ؟ هو ليس بخير مطلقاً .
إستحممت وبدلت ثيابي ومن ثم إتجهت لغرفته ، هو كان يجلس على سريره ويحدق بالسقف بينما عيناه مليئة بالدموع !
إقتربت منه لأجلس بجواره بينما أتحدث بهدوء و ألم :" لا تفعل هذا بنفسك ! أنت شقيقي التوأم تعلم أن ألمك يؤلمني أيضاً صحيح ؟ "
هو نظر لي بهدوء شديد بينما يتحدث وقد سالت دموعه حقاً :" أنا خائف ! لا أريد أن أشعر بألم طعنة أحدكم كارل ! هذا مؤلم للغاية أنتم أسرتي الوحيدة ! "
صمت قليلاً قبل أن ينظر لي بأنكسار وهو ينطق بصوت ضعيف لم أسمعه منه حتى عندما كان فاقد للذاكرة قديماً :" قم بقتلي إن حدث ذلك ! "
اتسعت عيناي بقوة ليكمل هو كلماته بكل ألم :" إن خنت ثقتكم ، إن إرتكبت غلطة لن تغفروها لي فقموا بقتلي ! أرجوك كارل هذا سيكون أقل ألماً ! لا أريد أن تستيقظ ذكرياتي فجأة لأذكر أن أسرتي تخلت عني تماماً ، لذا الآن وهنا عدني كارل بأنك يا أخي ستقوم بقتلي أو تطلب من لو أو شخص آخر فعلها إن حدث وإستحققت النفي ! "
تراجعت للخلف وأنا أهمس بيأس :" أنت مجنون ! لن أستمع لك مُطلقاً "
هو أمسك بوجنتاي لينطق مرة أخرى لكن بشيء من الحده :" لا ، ستفعلها الآن ! أنا أثق بك ، لكن إن حدث وأتفقتم على ختمي و مسح ذاكرتي ستتحطم هذه الثقة للأبد ! لا أنت و لا آل ولا حتى ديف أو أي شخص آخر سيعيدها ! "
هو كان يرتجف بقوة و يبكي ، ليس وكأنني لا أفهم ما يتحدث عنه ! أنا عشت عدة سنوات أظن أن شقيقي تخلى عني تماماً و جعلني مجرد غريب متشرد ، و لو بسبب جاك وحقدهم على السحرة أذاقني طعم خيبة أمل من شخص تحبه للغاية , أفهم كل هذا كلارنس لكنني لن أتمكن من تطبيق أي من طلباتك يا أخي !
قاطع ذلك صوت آلفريد الذي نطق بجد :" أنا أعدك أن أفعل هذا كلارنس "
شهقت بفزع بينما صرخ ديف بغضب :" هل جننت آلفريد ؟"
إبتسم آلفريد وهو يُبعثر خُصل توأمي بينما يتحدث :" لإنني واثق أننا لن نفعلها مطلقاً ! وواثق أكثر إن حدث و فعلنا شيء كهذا فستكون لحمايتك أنت أو ربما أحد ما سيسيطر على أحدنا و لن تكون لإنك أخطأت كلارنس "
عض كلارنس على شفتيه قبل أن يومئ إيجاباً ، هو نطق بحنان :" ثق بأسرتك فهي لن تتخلى عنك مهما كانت الأسباب ! "
عادت الدموع لتتجمع بعيناه وهو يهمس :" وهل تتخيل ألم تحطم هذه الثقة ؟ "
تقدم ديفيد لينطق بجد :" أنا أعلم أنني لن أسمح لك بالشعور به مُطلقاً "
~ كلارنس ~
هذا يكفي حقاً ، أنا فقط أتسبب بجعلهم يقلقون علي أكثر ، أبدوا كطفل مثير للشفقة !
مسحت دموعي وحاولت الإبتسام بضعف لأتحدث :" حسناً ، أنا بخير شكراً لتواجدكم حقاً "
إبتسم ألفريد ومسح على شعري بينما يتحدث :" يمكنك القدوم و الحديث معي متى ما شعرت برغبة لذلك ! و الآن نم قليلاً فغداً يوجد الكثير من العمل "
أومأت إيجاباً وبشيء من الجد فغداً هو موعد نقاشنا عن المتطلبات لكلا القبيلتين و قياس نسبة الشجارات التي تحدث و أسبابها وغيرها للتأكد من أن كل شيء يسير على ما يرام بيننا !
خرجت من شرودي عندما وجدت هنري و ألفريد يتبادلان النظرات بقلق بينما أخي التوأم ينظر لي بشيء من الأسى ! ما بهم الآن ؟
نطق ديفيد بهدوء :" ألن تتذمر ؟ أو تعترض ؟ "
إبتسمت بخفة بينما أتحدث :" أنتم لا يعجبكم أي شيء ! لقد توسلتم لي أن أصبح شخصاً مسؤولاً و الآن لا يعجبكم ذلك ! "
نطق هنري بإنزعاج :" أجل لكن ليس تحت ظروف كهذه ! عندما تمر مشكلة النبؤة بخير يمكنك التصرف بعقلانية ! "
أجبته بسرعة :" هذا إن لم أمت ! أو أقرر نسيانكم للأبد ، لكن حينها هنري وعندما يكون كل شيء بخير هل أنت تتخيل مني أنا التنازل والقيام بكل هذه الأعمال ؟! ضرب من الخيال يا صديقي "
لم ينطق أحدهم لأتحدث أنا بإستياء :" هل تأذنون لي بالنوم ؟ "
تحمحم ألفريد قبل أن ينطق :" أحلام سعيدة "
ليغادر ويتبعه هنري ، بقي كارل و ديف نظرت لهما بحاجب مرفوع ليستلقي توأمي بجواري وهو يتحدث :" مُنذ الليلة سأنام بجوارك حتى لا تتهور "
شهقت بإستياء و إعتراض ربما قبل أن يتحدث ديف :" وأنا سأنام على الأريكة هُنا لحراستكما "
نطقت بإستياء شديد :" هذا فظيع للغاية ! من قال لكما أنني طفل ؟ هيا غادرا فوراً "
هل أنا أتحدث للحائط ؟ كِلاهما تجاهلني فقط و أغمضا عينهما !
من قال أنني أرغب بتواجد أي منهم بجواري ؟ أردت الإنعزال ولو قليلاً حتى ينتهي كل شيء ، لما لا يفهمون ذلك ؟ لا أريد أن أبقى بقربهم مطلقاً فهذا أصبح مصدر للألم !
سمعت ديف ينطق :" نم فقط فأفكارك السلبية تُزعجني ! " .
عبست بقوة وإستلقيت بجوار كارل ، هو كان قد نام بالفعل ، وضعت رأسي بالقرب من صدره ، أليس هو من كان يحميني دائماً ؟ لطالما كان كارل ملاذي الآمن وهو لازال كذلك ، علي الثقة بهم صحيح ؟
لن يكون من السهل التصرف على طبيعتي بسهولة لكن أثق بأن أياً منهم لن يمسني بسوء بقصد ، بالرغم من هذا سيكون مؤلماً حقاً وإن علمت أن من فعلها لم يقصد !
قطبت حاجباي عندما شعرت بكل ما حولي يصبح باللون الأسود ، لم أنم لأحلم بأي شيء فماذا يحدث ؟
حاولت التحرك أو فتح عيناي لكن بلا نتيجة ، بدأت بالسير بالفراغ بملل و علمت أنني تعرضت لهجوم سحري ، يمكنني التحرر منه بسهولة لكنها ستكون مشكلة إن كانت الهجمة جماعية لاسيما إن كان ديف قد وقع بالتأثير أيضاً سيعرضه إلغاء الهجوم للخطر !
قررت التوقف بينما أنطق :" هل تنوي الظهور ؟ "
أغمضت عيناي بسبب الضوء القوي الذي بدأ بالإنتشار بينما ظهر شخص ما يغطي وجهه بالكامل وهو ينطق بخبث ربما :" إذا سيد كلارنس ، سمعت أنك علمت بما سيحصل لك عن طريق النبؤة ! و أنت للآن كالأحمق تثق بهم ! "
إحتدت عيناي و أنا أنطق بسخط :" لا شأن لك و الآن قم بتحرري من هنا حالاً ! "
هو بدأ يتمتم بتعويذة ما لأقوم أنا بالتراجع للخلف ، لكن ثانية فقط وظهرت أغصان شائكة من مكان ما وإلتفت حولي بكل قوة ، شعرت بقطرات الدماء تسيل مني بسبب الأغصان الحادة ، تأوهت بخفة بينما إحتدت نظراتي تماماً , أيرغب بالقتال ؟! لا مشكلة لدي حقاً بذلك و لا أُمانع , بكل حال سيكون الخاسر ! وغداً لن نعثر سوى على جثته فبالنهاية هذا الهجوم سيسبب أضرار حقيقية بالجسد !
أغمضت عيناي لأطلق قوة الساحر بداخلي لكن فجأة إخترق نصل برقي الأغصان ليحررني بينما سمعت صوت شقيقي الذي يقف خلفي وهو يتحدث بحقد :" من أنت وماذا تريد ؟ "
نظرت له على الفور شعره الذي تحول للون النُحاسي وعيناه الزرقاء المُشعة بغضب شديد , هو بدى لي بتلك اللحظة غاضب , وحاقد على من أمامه وكأنه يعرفه مُنذ أعوام بينما أردف بحده مُطلقة :" أنت ! هل ستكون السبب بما سيحدث ؟! أقسم لك بأنني و إن جُلت الأرض بأكملها سأعثر عليك و أتأكد من تمزيق جثتك و من يساعدك لأشلاء أتفهم ؟! "
صوته بدى مُرعباً للغاية حتى بالنسبة لي , فقط مُنذ متى لم أرى توأمي غاضب لهذه الدرجة ؟ وكل ذلك فقط لأجلي أنا , أعدت نظري للعدو المجهول بينما كان يضحك بسخرية قبل أن ينطق بينما يختفي :" لا بأس إستمتعوا بتواجدكم معاً ، قبل أن تتفككوا تماماً و لا يبقى من إجتماعكم سوى ذكريات ! "
هدر صوت كارل مُجدداً :" إنتظر أيها الوغد ! "
ولكن كل شيء بدأ يتغير لأفتح عيناي وأنهض بسرعة بينما أشعر بأنفاسي تتسابق , ما كان ذلك الضغط الذي ولده كارل تواً , نظرت للجانب الآخر لأجد ديف يمسك بي بقلق وحينها شعرت بالدماء تسيل مني ، عبست لأسند جسدي على الفراش و حقاً ما حدث أنساني تماماً أنه قد تمت إصابتي !
نظرت بتردد لأخي الذي كان يحدق بالفراغ بينما طاقته كساحر لم تختفي بعد !
نطقت بصوت طفولي بعض الشيء :" أنت مُخيف هكذا ! "
نظر لي بهدوء وقد وضع يده فوق جراحي لعلاجها دون أن ينطق ولو بحرف واحد !
بذلك الوقت نطق ديف بسخط :" ألا توجد طريقة ما لأسكن بأفكاره ؟ سأقتل كل من يحاول مهاجمته هناك "
نظرت له هو الآخر بهدوء فعيناه ذات لون البُنفسج المميز فقط تكادان تشتعلان من الغضب و هالته قاتلة تشير لرغبته بسفك الدماء !
بحق الإله كلاهما فقط بجانبي , لسبب ما هذا يعطيني قوة أكبر و بشدة , بعثرت خُصلات شعر ديف السوداء و باليد الأخرى عبثت بخصل توأمي بينما أنطق بشيء من المرح :" ثم تأتيان وتطالباني بالعمل بجد أو أن أنضج قليلاً ! كلاكما لا تسمحان لي بحل مشاكلي بمفردي و أجدكما معي دوماً ! إذاً ما أنا عليه اليوم بسبب إفراطكما بتدليلي ! "
شهقت بألم عندما وجه كارل ضربة سريعة لظهري بينما ينطق بسخط :" أهذا هو وقت مثل هذه الدعابات ؟ هُناك شخص ما يحاول إيذائك لذا إياك و أن تسمح له بإعطائه الفرصة لذلك "
عبست بشدة لأشيح بوجهي عنه ! أنا أعلم ذلك لكن فقط رغبت بغيير مزاجي قليلاً , أدرك أن كارل مرعوب وربما أكثر مني , هو بالفعل فقد كل شيء مرة و تكرار التجربة عليه لن تكون سهلة مُطلقاً !
أعني لو تبادلت الأدوار لكنت الآن أجوب العالم بالفعل كحاصد أرواح يجمع القمامة التي ستحاول مس ولو شعرة واحدة منه !
ضحكة خافتة أطلقها ديف جعلتني أوجه أنظاري له وكذلك فعل كارل بينما هو نطق بشيء من السخرية :" حاصد أرواح ! هذا لا يليق بك حقاً سيدي "
أخي نظر لي بهدوء وكأنه يطالب بتفسير ما بينما بداخلي لعنت ديفيد وبشدة , العلاقة بيني و بينه أصبحت أقوى فأقوى خلال تلك السنوات الثلاث !
وبهذا أنا وهو بتنا قادرين على قراءة بعض من أفكار الآخر بين حين و آخر , وهذا مُذهل حقاً فليس الكثير ممن يمكنهم الوصول لمرحلة كهذه !
لويس و كارل أيضاً يمكنهما فعل ذلك بل الحقيقة هما كانا أول من وصل لها !
وبالطبع هنري ولوسيان أمامهما مئة عام قبل اللحاق بنا , حسناً للحقيقة ربما عدة أشهر فلوسيان يمكنه فهم سيده من نظرة !
وحقاً لم أكن لأصدق أن أحدهم يمكنه الإندماج مع هنري بتلك السهولة , بالنهاية إستلقيت و أنا أفكر بما يحدث ، كل شيء ينهار شيئاً فشيئاً ، هذا مخيف و كأنها بداية النهاية لنا .
~ ديفيد ~
أفكاره على الأقل بدأت تصبح إيجابية ولو قليلاً مع ذلك أدرك تماماً أنه سيعود لتشائمه بعد وقت قصير , الأمر ليس سهلاً وفقط فكرة أن أحدنا الفاعل تجعل الأمور أكثر سوءاً مما هي عليه !
هذا مؤلم رؤيته يعاني وحده دون قدرتي على فعل أي شيء , أنا وقبل ثلاث سنوات عندما إستعدته و الرابطة بيننا أقسمت بأن لا أسمح لأي شيء بتكرار الماضي مُطلقاً !
لن أتخلى عنه و أفقد شعوري به لأي سبب كان , و أثق أن تذكري لذلك الألم يومياً سيجعلني أبتعد عن تكراره إذاً ماذا الآن ؟! ما هو الذي يحدث بحق الإله ؟ أين سأكون عندما يقرر أحدهم نفيه ؟! ولماذا هذه العقوبة القاسية بالذات دون غيرها ؟
و فقط أمر واحد إضافي ماذا قصد بعبارة لا تتهور و تفقد الأمل حتى النهاية ؟ هُنالك شيء غريب بها ! هي تجعلني أشك بخياران أحدهما فظيع للغاية و الآخر أهون من الأول بقليل , لكن ماذا سيحدث ليدفع الخيار الأول بالحدوث ؟ و الأمر ذاته للخيار الثاني ! و إن لم يكن كِلا الخيارين صحيحان فما الحل !؟
بالنهاية أغمضت عيناي محاولاً إيقاف نفسي عن التفكير بذلك , أفكاري هذه قد يقرأها سيدي بأي لحظة وهذا ما لا أريده أن أعطيه أنا تلك الأفكار لمجرد شك بها !
~ كارل ~
لم أتمكن من النوم حقاً تلك الليلة , فقط بقيت أجلس بجوار كلار بينما أمسح على شعره بهدوء , أريده أن يغفوا حقاً و يتوقف عن تمثيل كونه نائم , من المُضحك أن يظن أنه قادر على خداعي ولكن من سيتمكن من النوم حقاً ؟!
مازلت أشعر بطاقة لويس و الذي يبدوا أنه لازال مُستيقظاً أيضاً , بكل حال كيف يمكن لأي شخص أن ينام وهو يعلم أن أحد أفراد أسرته بخطر ؟ و أيضاً ذلك الصوت الذي ظهر بحلم كلار أشعر بأنني أذكره , سمعته من قبل بمكان ما لكن أين ؟
هجوم الوهم الذي فعله يعني أنه ساحر ! إذاً هل أعدائنا هُم السحرة ؟! و من ؟ ليو و ريو يستحيل لهم فعلها فهم عندما كنا أعداء ما حاولوا إيذائنا ! أيعقل أن هناك مصاصي دماء برفقتهم ؟ هجوم من طرفين إذاً !
تباً فقط إن لم نحدد من هو عدونا الحقيقي سيفوت الآوان على ذلك , ماذا سيحدث حينها ؟! عضضت على شفتاي بينما أحدق بشقيقي لن أسمح بأن يتم تدميره مُجدداً , تلك الشخصية الضعيفة لا أريد لها العودة وهذه المرة قد تتحطم شخصيته الحقيقية للأبد إن فقد ثقته بالجميع ! .
~ الكاتبة ~
تلك الليلة حملت معها الكثير من السُحب من الداكنة و التي أشارت لعاصفة قادمة , إلا أن أياً من العواصف الجوية لم تكن أعتى و أشد من هذه التي تدور بقلوب الأسرة التي حطمت حقد ألالاف السنين لحماية أفرادها , و الآن هُناك خطر جديد مجهول تماماً يتربص بهم من مكان هُم لا يعلمون قُربه أو بعده حتى !
أهو قريب منهم أم بعيد عنهم ؟! أهي خيانة داخلية أم مجرد بذور لزراعة الشك و التفكك ؟! أياً كانت الإجابة فلم يعد هُناك وقت قبل تنطلق العاصفة مُدمرة كل ما يقف بطريقها .
~ نهاية الفصل ~
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top