6
"حقاً؟!" قالت رينا بعد أن حكت شونين لها ولأخيها التوأم ما حصل لها في المدرسة اليوم...أخبرتهما أنها قد انضمت لصف القتال لكن قام أحد الطلاب بتحديها كي يثبت أنها لا تستحق الالتحاق بذلك الصف، وأخبرتهما أيضاً أن أعلن نفسه قد فاز عليها بالرغم من أن التحدي لم يدم طويلاً.
فقال يوبا بحماس كبير "هذا مذهل، لابد أن ذاك الفتى قوي مثلك." بدا حقاً معجباً بما حصل لأخته الكبرى ويرغب في تجربة ما حصل معها فأجابته شونين "إنه كذلك، لكن...انتابني شعور غريب حين واجهته لا أدري ما هو." قالت وقد وضعت يدها على خدها كما لو كانت تشعر بالملل.
"أهذا يعني أنكم أصبحتم أصدقاء؟" سألت رينا أختها فنظرت لها شونين بحافة عينها وقالت "هذا كل ما تفكرين فيه يا رينا؟" باشمئزاز.
"ليس تماماً لكن، سيكون من الرائع أن يكون لديك أصدقاء يحبون ما تحبينه، صحيح؟" قالت رينا وهي تمسح مؤخرة رأسها ببرائة.
"بالنسبة لي، وجود أشخاص يحبون ما أحبه أمر يصعب العثور عليه." قالت شونين بسخرية.
"هيا يا أختي، فيجيتا الذي تحداك ومعه أصدقائه، إنهم يشبهونك كثيراً." قال يوبا ولا زال متحمساً...
صمتت شونين بعد ذلك لعدة دقائق، تنظر إلى نافذة غرفتها وتذكرت شيئاً هاماً...حين أمسك فيجيتا بيدها وتأملها ثم همس..."أنتي منا، حاولي ألا تجعلي ظهرك مكشوفاً."...لابد وأنه اكتشف سرها، ولا زالت لم تعتد على المدرسة بعد، عليها أن تحقق من الأمر أكثر وألا يكشف سرها لأي أحد كان.
~على طاولة الغداء~
"أين هم، بدأت أشعر بالجوع؟" قالت رينا بتذمر وعي تنظر لصحنها الذي ينتظر أن يتم أكله.
"إصبري يا رينا، قالوا أن سيكونون هنا حوالي...-" كادت أم رينا أن تقول شيئاً لولا أن شونين قاطعتها قائلة "الآن!" وأشرت نحو الباب فيفتح ليدخل ورائه ثلاث شبان، أحدهم طويل القامة وسيم الوجه شعره خفيف للغاية يرتدي قميصاً أبيض اللون والآخر بنفس طوله لكن عيناه ضيقتان ويرتدي قميصاً رياضياً أصفر مخطط بالأسود وأما الثالث فهو قصير قليلاً عيناه واسعتان وشعره كثيف قليلاً يرتدي زياً أخضر يبدو كزي الجيش.
هؤلاء الثلاثة تم التعرف عليهم بصفتهم أخوة شونين الكبار، الأول يدعى "مود" والثاني "إيسا" والثالث هو "ميز"...
"أخيراً!!" قال يوبا وقد ضرب على الطاولة بعنف والابتسامة تعلو وجهه، إما أنه سعيد لأن إخوته وصلوا أو أنه سعيد لأنه سيأكل اخيراً...😁
"لماذا هل اشتقت إلينا؟" قال إيسا ساخراً ثم انضموا إليهم على الطاولة..."لما لم تحضر زوجتك وأولادك معك مود؟" سألت مياري ابنها البكر فأجابها مود بهدوء "ذهبت لزيارة أقاربها واصطحبت الأولاد معها، ربما كي تخفف عني قليلاً." ورافق إجابته بابتسامة دافئة اعتادت شونين رؤيتها.
مود...أكبر أبناء كين كيبيشي...قد لا يبدو عليه الكبر في السن لكنه متزوج ولديه أولاد، هو رجل هادئ رزين جداً لكن إن قمت بشيء خاطئ أمامه سيثور غضبه للغاية، هدوء مود هو أكثر ما تريد شونين رؤيته أكثر من وجهه الغاضب.
"كيف الحال شونين؟!" قال إيسا وقد ضرب قبضته بقبضتها بشكل ودي فابتسمت شونين في وجه أخيها الآخر، الذي بادلها الابتسامة أيضاً.
إيسا...هو ومود متقاربان في العمر لكن الفرق بينهما هو أن إيسا فوضوي بعض الشيء، يحب أن يكون حراً في تصرفاته دون أن يلومه أحد على ما يفعل، إضافة إلى أن علاقته مع شونين قوية فهما يتصرفان كصديقين مقربين.
"تعرف، لا شيء جديداً." أجابت شونين بملل لكن ابتسامتها لم تختفي من وجهها...فقال الثالث موجهاً لها الكلام "هييه شونين، متى ستتعلمين الطهو، ويلث وهابي متفوقتان عليك." قال ميز وقد بدأ بالأكل.
"لما أنت مستعجل ميز، أعرف حق معرفة أنه مهما طبخت فلن يأكل أحد من طبخي، لذا استسلم لن تسخر مني هذه المرة، وتوقف عن مقارنتي بغيري!!" قالت شونين بحدة لأخيها الثالث الذي لم يبدي أي اهتمام لإجابتها بل ظل يحدق فيها بسخرية.
ميز...لم تستطع شونين وصفه إلى اليوم، أحياناً يكون جاداً في أفعاله وأقواله وأحياناً أخرى تجده قد أصبح شخصاً مخبولاً يسخر من كل شيء حوله، وأكثر من تعب من مزاحه هي شونين نفسها، لم تسلم أبداً من مزاحه الثقيل على الإطلاق مع أنه يجدر به أن يتصرف حسب عمره لكن مع ذلك لا يمكن لشونين أن تنكر حبها له.
"إياكما وأن تبدآ بالشجار أنتما الإثنان." قالت مياري مهددة الاثنين..."هو من بدأ يا أمي." قالت شونين وقد جلست مكانها...
هؤلاء الإخوة الثلاثة وبرفقتهم يوبا هم أقرب إلى شونين من إخوتها الفتيات، فكما عرفنا شونين تحب الأمور الصبيانية كثيراً وأغلب وقتها تقضيه مع ميز وأحياناً مع إيسا.
"أين ويلث وهابي؟" سأل مود عن أختيه الأخرتين فظهر صوتان أنثويان من الطابق الآخر "نحن هنا، قادمتان." تظهر الأختان وهما تنزلان من على الدرج وكلتاهما تتحدث إلى الأخرى.
"هيا هيا أنا جائع!🤤" قال يوبا متحمساً فردت عليه ويلث "إهدأ، ليس وكأن الطعام سيطير منك." "في الواقع الطعام يطير منه حرفياً" قالت هابي وقد أشرت نحو شونين التي بدأت تأكل بشراهة، تماماً كما فعلت في المدرسة ما زالت لم تترك هذه العادة أبداً، ظل إخوتها ينظرون إليها متفاجئين بينما الأم مياري أمسكت بمغرفة وضربت بها يد شونين بقوة كي تتوقف عن الأكل بهذه الطريقة.
"آااه أمي ما هذا؟ لما فعلتي هذا؟" قالت شونين وهي تحك اليد التي ضربت...فأجابت مياري "أما زلتِ تتصرفين هكذا، ألم نعلمك آداب المائدة؟" قالت مياري بصرامة لشونين "أجل لكن...تعرفين كيف أتصرف حين أرى طعاماً أمامي، لهذا السبب آكل وحدي في غرفتي بعيداً عنكم." قالت شونين وما زالت تشعر بالألم من الضربة التي تلقتها "ألهذه الدرجة طبخي لذيذ يا شونين؟" قالت هابي وبدا على وجهها التفاخر فنظرت شونين لها بعينين ضيقتين تبينان الاشمئزاز "أنا لم أعني أن طبخك لذيذ، فأنا آكل أي طعام أراه أمامي سواءً كان جيداً أم سيئاً." قالت شونين ببرود ثم عادت لتنظر إلى الطاولة "هااه أسمعتي هذا يا هابي؟!😂" قال ميز وهو على وشك أن ينفجر من الضحك بسبب رد شونين "لم يطلب أحد رأيك ميز!!" قالت هابي بعد أن أحست بالسخرية "وهل رأيي طعام كي يتم طلبه؟" أكمل ميز بضحكة أخرى وشاركه كلٌ من إيسا والتوأمان في الضحك بينما مود وضع يده على خده يشاهد الموقف بهدوء "أهذا يعني أننا لن نأكل؟" قالت ويلث بعد انتهاء فقرة الضحك هذه وبدأوا بتناول الغداء...
بعد أن انتهت الأسرة من تناول الغداء، قفزت هابي من مكانها وأعلنت عن أمر ما "شباب، لدي أخبار رائعة!!" قالت والابتسامة مرسومة على وجهها فتدخلت شونين وقالت "ماذا؟ هل ستقطعين علاقتك ب *كياكو*؟" قالت شونين وابتسامة ماكرة ارتسمت على وجهها فنظر الكل إليها بوجوه مصدومة "هذا كل ما تتمنينه مني صحيح؟" قالت هابي بنبرة مهددة فأردفت شونين قائلة وهزت كتفيها للأعلى كأنها لا تبالي "ربما...🙂" وردت ببرود شديد..."أحلمي بهذا، أنا وكياكو لن ننفصل أبداً أتسمعين؟!" "لا أبالي." قالت شونين ببرود أكثر وكادت هابي أن تستشيط غضباً..."هابي...الخبر الجيد؟" قالت ويلث محاولة تغيير الموضوع "اوه صحيح صحيح، وصلتني بالبريد تذاكر دعوة لحفل التخرج الذي سيقام في جامعة طوكيو التي أدرس فيها." قالت هابي بعد أن نسيت ما قالته شونين للتو "خبر رائع، ومتى سيقام؟" سأل مود "سيقام خلال عطلة نهاية الأسبوع." "وكم عدد التذاكر؟" سأل إيسا فأجابت هابي "خمس تذاكر لأسرة الطالب المتخرج." قالت وقد عرضتها أمامهم ووضعتها على الطاولة بعد أن أنهوا الغداء، كانت تذاكر متوسطة الحجم مستطيلة الشكل ذات لون حليبي وبنفسجي مكتوب عليها دعوة إلى حفل تخرج الدفعة الخامسة لجامعة طوكيو في 27 من شهر الثاني، ظل الأخوة يحدقون في هذه التذاكر عدا شونين التي لم تهتم لهذا الأمر بتاتاً.
"ومن ستأخذين معك؟ هل ستأخذيننا أرجوكي قولي أنك ستأخذيننا؟!" قال يوبا متحمساً وهو يقفز من فوق مقعده "إعذرني يوبا لكن إقرأ ما هو مكتوب هنا." قالت هابي وقد أشارت إلى إحدى زوايا التذكرة وكتب عليها 'ممنوع اصطحاب الأطفال'..."هذا ليس عدلاً، نحن لسنا أطفالاً!!" قالت رينا متذمرة وعقدت ذراعيها أمام صدرها واختفى الحماس من يوبا فجأة بعد قراءة هذا "أجل، ربما رينا لكن أنا لست طفلاً، بل أنا رجل." قال وقد رفع ذراعيه وأمالهما كما لو كان يحاول إظهار عضلاته الصغيرة "مهلاً هذا ليس عدلاً على الإطلاق!!" قالت رينا مجدداً "إذاً من ستأخذين معك؟" سأل ميز "التذكرتين الأوليتين ستكونان لأبي وأمي طبعاً، وقد آخذ أحد إخوتي أيضاً، ما رأيكم يا شباب؟" قالت هابي وقد نظرت لإخوتها الأربعة. "خذيني أنا!!" قال يوبا فردت هابي بسرعة "لا!!" "سحقاً!"...نظرت إلى مود أولاً فقال "يجب أن أكون مع أبنائي في عطلة نهاية الأسبوع لذا لن أقدر." ثم ميز "لدي عمل في القاعدة لذا لن أستطيع." ولم يبقى سوى إيسا "أنا لدي خطط للعطلة أيضاً!!" قال دون تردد.
"حسناً ربما يمكن لأحدكم تأجيل هذه الخطط لحضور تخرج أختكم؟" قالت وقد ضربت الطاولة بهدوء ونظرت لإخوتها بحدة فردوا معاً "لا لا يمكننا!!" تضرب هابي وجهها بكفها "أنتم ميئوس منكم." "خذيني أنا، ربما أنتي بحاجة لبعض التشجيع قبل استلام الشهادة" قالت ويلث لأختها فالتفتت هابي لها "فكرة جيدة، إذاً ثلاث تذاكر وتبقت الاثنتان." بدأت شونين بالكلام وقد اتكئت على الكرسي "لما لا تصطحبين كياكو خاصتك إلى الحفل؟" قالت شونين ساخرة فنظرت هابي إليها من حافة عينيها وقالت "أوقفي الحديث عن كياكو من فضلك." فبدأت شونين بالضحك على ما قالته ولحسن الحظ تدخل مود قائلاً "فكرة جيدة، لما لا تأخذينه معك، تذكري أن كياكو سيصبح قريباً فرداً من عائلتنا." تأملت هابي وجه أخيها مود وفكرت "حسناً، تبقت تذكرة واحدة." "وحين قلت أنا ذلك لم تستمع إلي." قالت شونين بتذمر فتجاهلتها هابي تماماً.
"لما لا تأخذين شونين معك يا هابي؟" قالت مياري وهي تنظر من نافذة المطبخ فعم الصمت المكان تماماً ونظرت هابي لأختها شونين ببطء شديد بينما شونين ضيقت عينيها فقالت شونين بحدة "ماذا؟"
"أنا...لا أدري يا أمي، تبقت تذكرة واحدة وشونين..." "شونين غريبة الأطوار ليس لديها ذوق في اختيار الأزياء لا تحب التبرج لا تحب الاختلاط بالناس ومتذمرة ولا تحب الخروج وبلا بلا بلا بلا...أتعلمين وفرت عليك قول الكثير صحيح؟" قالت شونين بعد أن قاطعت هابي بينما هابي تفاجئت مما قالته...في الحقيقة كل ما قالته شونين للتو قد خطر في بال هابي وويلث لكن شونين قرأت أفكارهما وقالت ما رغبن في قوله بسرعة "إنسيا الأمر، لم أكن أريد الذهاب أصلاً." بعد ذلك عقدت ذراعيها أمام صدرها ونظرت للجانب الآخر بينما هابي تابعت "لم يبقى سوى أن آخذ إما زام أو توما..." فأتت رينا باقتراح "خذي توما معك لأنها إن فعلت فستأتي وستسمح لبناتها أن يبقين معنا هنا."
توما وزام إحدى أخوات شونين الأخريات وهن متزوجات أيضاً، توما لديها ثلاث بنات بينما زام لديها ابن واحد، وحين أتت رينا على ذكر بنات توما ابتسمت قليلاً فشونين بالذات تحب هؤلاء الفتيات فهن مشاغبات وعلى الرغم من أن شونين لا تحب الشغب حولها إلا أن هؤلاء فتيات حالة خاصة وتحب رفقتهن. "فكرة جيدة رينا، سيكون لديكم من يلهو معكم أثناء غيابنا، لكن لا تحدثوا المشاكل للشخص الذي سيهتم بكم." حين أتت مياري على هذا الأمر استغربت شونين مما قالته أمها فنظرت إليها بحاجب مرفوع "سيهتم بنا؟ أمي لسنا بحاجة لجليسة أطفال، أنا في 16 من عمري أستطيع تدبير أموري وأمور رينا ويوبا بنفسي..." "أخالفك الرأي" قالت ويلث مقاطعة لها "أنسيتي آخر مرة تركناك وحدك في المنزل؟ ما كان يجب علينا إخبارك بمكان المفرقعات وتركك معها وإلا كنا مشردين الآن."
"شكراً لتذكيري وأنا ظننت أنني نسيت." قالت شونين وقد وضعت يدها على خدها "إذاً من هي جليسة الأطفال التي ستأتي إلينا؟" قالت بملل فردت مياري "ليست جليسة أطفال يا شونين، ليست سوى أختك الكبرى زينبا." وحين ذكرت مياري هذا الاسم وقفت شونين من مكانها مصدومة "من؟! لما؟! لماذا هي؟!" تفاجئ الإخوة الباقون من ردة فعلها هذه فردت الأم عليها "لأن زينبا ربة منزل جيدة مسؤولة، طبعاً هي كذلك فهي ابنتي في النهاية، وستهتم بكم جميعاً إلى حين عودتنا." ما زالت ملامح الصدمة مرسومة على وجه شونين وأكملت "لكن أمي..." "من دون لكن يا شونين، سأطلب من زينبا المجيء في نهاية الأسبوع لتهتم بكم وبالبيت جيداً حتى نعود، وآمل ألا تثيري المتاعب." "أوه صحيح، أنا التي أثير المتاعب دوماً، شونين دائماً المذنبة هنا." قالت وقد جلست على مقعدها وعقدت ذراعيها "أنتي كذلك بالفعل." "ميز أصمت." كان إيسا وميز يهمسان لبعضهما بهذه الطريقة كي لا تتمكن من سماعهما لكنها سمعتهما ولم تقل شيئاً "حسناً، فلتأتي، لكن إن قام أبنائها بإحداث الفوضى كالعادة فلن أكون مسؤولة عما سيحصل لهما لاحقاً، عن إذنكم." بعد ذلك وقفت شونين واتجهت نحو السلالم صاعدة لغرفتها فنهض رينا ويوبا واتجها معها...بعد ذلك أغلقت شونين الباب واستلقت على السرير "شونين..." نادتها رينا بطفولية فردت شونين "ماذا هناك؟" فقال يوبا "لماذا لا تحبين زينبا؟" قال بطفولية أيضاً "أنا لم أقل إنني لا أحبها، أنا فقط...لا أستلطفها فحسب." "أنتما دائماً تتشاجران ولا تحبين ولديها على الإطلاق وتبقين في غرفتك حتى يغادروا." شرحت رينا "هذه أمور لا تريدان مني أن أزعجكما بها، أتعلمان لننسى هذا الموضوع ولنعد لموضوعنا نحن."..
•°•يتبع•°•
*لمحة صغيرة عن شونين مع عائلتها...
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top