1
🎵لقد رأيت أحلاما لم يسبق أن رآها أحد🎵
🎵ورميت كل شيء لم يكن له فائدة لي🎵
🎵تستقر الأفكار الثابتة في قلبي🎵
🎵حتى وإن علقت بين الحقيقة والمثالية🎵
🎵ومسكت أقدامي بقيود التضحية🎵
🎵حوافزي الفائضة لا يمكن أن تحبط🎵
🎵حنين قلبي قوي جداً🎵
🎵الكذب الخوف التصنع الحزن كل أنواع السلبيات🎵
🎵لست ضعيفاً بما فيه الكفاية لكي أؤسر بهن🎵
🎵محتال لا يعرف أية خلوة🎵
...
ظلت تكرر هذه الأغنية مراراً وتكراراً في الباص...محال أن يأتيها ملل من هذه الأغنية مهما كان عدد المرات التي قامت فيها بالاستماع لهذه الموسيقى أو تكرارها، والأفضل من هذا أنها تعرف معنى هذه الكلمات وتغنيها باللغة التي هي تفهمها، اعتادت منذ أن بدأت بالدراسة أن تجلس في الصف الأخير من الباص لأنها البقعة الأكثر عزلة فيه ولا أحد يحب العزلة غيرها، لكنها لم تسلم من التعليقات التي تحصل عليها من قبل الركاب الآخرين الذين يستمرون في التحديق لها لكنها كعادتها لم تعطيهم أي اهتمام، متى كان الإنصات لتعليقات الناس مثيراً للاهتمام بأي حال؟ ولهذا السبب تركتهم في حالهم ولتذهب تعليقاتهم للجحيم...
وصل الباص للمبنى الذي يجب ان يقف فيه وبدأ الركاب بالنزول ونزلت هي في الأخير لأنها كانت تجلس في آخر الباص، وقفت وبدأت تتنهد وتقول "يوم آخر، في السجن" قالتها وهي تنظر للمبنى الذي أمامها، لقد كان مبنى "مدرسة إيست"...بدأت بالتقدم نحو البوابة بعد أن توقفت عن الغناء وتمنت لو أنها لم تتوقف لأنها المفضلة لديها، بدت المدرسة مملوءة بالفتيان والفتيات من كل مكان، ممراتها متفرعة من كل الجهات، الشخص الذي سيرتادها لمرته الاولى سيتوه فيها بلا شك لكن ليس بالنسبة لها...مضى شهرين منذ ان ارتادت هذه المدرسة وبسرعة البرق أخذ الكل أفكار مختلفة عن هذه الطالبة بسبب تصرفاتها الغريبة، لكن المدهش في هذه الطالبة هي أنها لا تسمح لتعليقات الناس أن تثبت في دماغها وتسد أذنيها تلقائياً كي لا تطري لها بالاً على الإطلاق، بدأت بالسير وهي تحمل كتبها معها كي تذاكرها قبل بدأ الحصة الأولى، ظل الطلاب يمرون بقربها مراراً وتكراراً وكانوا كلهم عبارة عن مجموعات، ما عداها فقد كانت وحدها، منذ أن بدأت الدراسة كانت وحيدة...لكن هذا كل ما تمنته، حتى وإن لم تكن طالبة نجيبة لكنها لا تحب إضاعة وقتها مع أشخاص بل تحب إضاعة وقتها بطريقتها الخاصة...يرن الجرس معلناً بدأ الحصص فيتجه كل الطلاب إلى فصولهم، وصلت إلى فصلها الذي ستبدأ به نهارها، فصل "الرياضيات التطبيقية"...
"الرياضيات"...ما هي الرياضيات...؟ بالنسبة لها فهذه المادة هي فيلم رعب لا يريد أن ينتهي أبداً، دائماً ما تقول بأنها تريد قتل مخترع الرياضيات حتى وإن كان في قبره، اعتقدت أن المجال الذي اختارته سيكون خالياً من الرياضيات لكنها تكلمت قبل أن تفكر ملياً...محال أن لا تأتي دراسة دون أن تشمل الرياضيات فيها، إنها كالشبح الذي يطارد ضحاياه ويريد الاستيلاء على عقولهم وأجسادهم...مهما حاولت أن تحب هذه المادة ستبقى غصة في حلقها حتى الموت...أخذت نفساً عميقاً ودخلت الفصل بكل هدوء، حين أطلت على الصف عم الصف الهدوء تماماً وأغلبية الطلاب ظلوا يحدقون فيها لكنها كعادتها لم تبدي اي اهتمام وكأنها تقول: "أنظروا كما تشائون فأنا لا أبالي" ، تقدمت عدة خطوات وجلست على مقعدها وفتحت كتابها حتى مجيء المعلم...
شعرت بعدة نقرات متكررة في مؤخرة رأسها لكنها تجاهلتها في بادئ الأمر...لكن هذه النقرات تمادت كثيراً، هي الآن مضطرة كي تتعب نفسها وتعرف من يكون هذا الشخص الذي يريد جذب انتباهها بهذه الطريقة التافهة، تنهدت قليلاً واستدارت لتجد فتاة أخرى تحدق فيها واضعة يدها على خدها وابتسامة ماكرة تعلو وجهها...شعرها أشقر وترتدي نظارة شمسية ومن مظهرها تبدو وكأنها من أسرة ثرية...
فكرت قليلاً ثم تمتمت "ما الذي تريده مني؟" ثم عادت لتنظر إلى كتابها، تفضل أن تضيع وقتها في القراءة بدلاً من تضييعه على أشخاص...لا اعتقد حتى أنهم أشخاص، إنهم مجرد هفوات مدعية لا تريد شيئاً سوى جذب الانتباه، لما عليها التعامل مع هذه الفئة كل عام؟ هل من الصعب أن يمر يومها الدراسي دون أن يأتي أحدٌ ويضايقها؟ هل هذه أمنية صعبة التحقيق؟ في حالتها...أجل هي كذلك...
لحسن حظها مرت حصة الرياضيات التطبيقية على خير هذه المرة دون مشاكل، وقد حان وقت درس البيولوجيا(الأحياء)، هي تحب هذه الدروس، خاصةً إن كانت تتحدث عن الأحياء الدقيقة كالفيروسات و البكتيريا وإلخ...لأنها تذكرها بأشخاص هكذا...مزعجون ولا يجلبون سوى المرض ويسهل التخلص منهم بطرق عدة، جلست على مقعدها الذي يقع في آخر الفصل وقامت بما قامت به في الحصة التي قبلها ألا وهي القراءة حتى مجيء الاستاذ، يدخل الاستاذ الفصل ويحمل كتبه في يده اليمنى وشيئاً بارزاً مغطى في يده اليسرى، استغرب بقية الطلاب من هذا وتسائلوا عن ماهيته؟
"صباح الخير يا طلاب" قال الاستاذ بنبرة حنونة فرد الطلاب مباشرةً "صباح النور حضرة الأستاذ" وكأنهم أطفال..."أظنني لمحت شيئاً يتحرك" قالت في نفسها وهي تنظر إلى ذلك الشيء الذي أحضره الأستاذ، انتابها الفضول الآن لتعرف ما يحويه وستعرف ذلك فيما بعد.
"حسناً يا طلاب دعوني لا أطل عليكم، اليوم سندرس عن تركيب أحد المخلوقات الفريدة من نوعها والتي تثير دوماً إعجابي بصفة خاصة..." قالها الاستاذ وهو متحمس وحمس الطلاب معه، لابد أن لهذا المخلوق علاقة بالشي الغامض الذي أحضره معه...
"آمل أن تكون الفطريات كما أفكر..." قالت ثم وضعت يدها على خدها وابتسمت قليلاً، وما إن رفع الأستاذ الغطاء اختفت الابتسامة من وجهها تلقائياً وتحولت ملامحها إلى ملامح خوف، "ما رأيكم أن ندرس عن العناكب اليوم؟" قال الاستاذ بعد أن كشف عن الشيء المغطى واتضح أنه عنكبوت متوسط الحجم ذا لون برتقالي وبني معاً، تفاجئ الطلاب من هذا المخلوق تماماً.
"عن..عن..عنكبوت...؟😥" قالت وهي تتأتئ...تغيرت ملامح وجهها تماماً حين أتى المعلم على ذكر هذا المخلوق، يبدو أنها لا تحب هذه المخلوقات، بينما كان الأستاذ يثرثر ويشرح الدرس كانت هي تحاول تجنب رؤية ذلك العنكبوت وهو يتحرك من مكان إلى مكان لكنها لم تقدر، ذاك الشيء يشعرها بالقشعريرة ولو على بعد ميل...بعد أنهى المعلم ثرثرته بدأ بتحريك القفص يميناً ويساراً كي يرى الطلاب العنكبوت بشكل أوضح عداها فقد أسندت رأسها على الطاولة..."هذا العنكبوت فريد من نوعه وهو يسمى بعنكبوت الرمال الأفريقية وهو نوع خطير جداً فإن عضكم فستكون نهايتكم" قال المعلم..."إذاً لما أحضرته إلى هنا؟" قالت بصوت قريب من الهمس لكنها تتفاجئ لاحقاً بأن القفص يتم تمريره من طالب لآخر في الفصل، ازداد خوفها اكثر فأكثر حين شعرت أن القفص يقترب منها..."إعذرني حضرة المعلم...أيمكنني الذهاب إلى الحمام؟" قالت بصوت طفولي وهي تلوح بنفسها يميناً ويساراً مبينة رغبتها الشديدة في الذهاب أو ربما التهرب، استمر الطلاب في النظر إليها وهم يعرفون هدفها من هذا الطلب..."ليس قبل أن تروا هذا النموذج الرائع، عندها يمكنكِ الذهاب إلى حيث تريدين، أعرف أنه لديك رهاب من العناكب وهذه ستكون طريقة جيدة في التغلب على خوفك." رد الاستاذ بثقة كبيرة فبدأت بعد الضحكات من الطلاب تظهر هنا وهناك بينما هي نزلت يدها والعبوس ظهر على وجهها وتمتمت "تباً!!" وفشلت خطتها في الهرب...بعد وقت ليس بالطويل وصل النموذج لمقعدها ولم تحرك ساكناً أبداً بل ظلت تنظر إلى ذاك المخلوق المخيف الذي بدوره ينظر إليها...لا اعلم ما إذا كان ينظر إليها أو لا فلديه ثمانية أعين...على كلٍ...مضى وقت طويل وبدأت يدها ترتجف والطلاب ينتظرون ردة فعلها كيف ستكون، بدأت جفونها ترتجف أيضاً بسبب ما تراه، بدأت أصوات نحيب مسموعة تظهر منها وجذب انتباه كل من الصف فترفع يدها عالياً وتصرخ بقوة "هذا يكفي!!" ويظهر ضوء أبيض من النوافذ وتظهر أصوات انفجار بعد ذلك...
لاحقاً، تظهر الفتاة جالسة عاقدة ذراعيها أمام صدرها ووجها متسخ بلون أسود وكأن دخاناً أو رماداً تجمع فيها أو ما شابه، كانت تجلس في مكتب مقابل لمرأة ترتدي نظارة وتراقب سجلاً ما ويبدو أنها مديرة المدرسة...عم الهدوء المكان طويلاً حتى طرق أحدهم الباب..."تفضل." قالت المدينة معلنة السماح بالدخول، فتدخل سيدة أخرى الغرفة، شعرها أسود وعينان سوداوان وترتدي نظارة طبية ومعطفاً أبيض اللون، "عذراً هل تأخرت؟" قالت وهي لا تزال واقفة أمام الباب، "لا بل جئتي في الوقت المناسب، تفضلي بالجلوس سيدة كيبيشي." قالت المديرة وسمحت للأخرى بالجلوس مقابلة تلك الطالبة العابسة. "ماذا فعلت هذه المرة؟" قالت وهي تنظر للفتاة بنظرات غاضبة والواضح أن هناك صلة قرابة بينهما "ربما ستجيبك بنفسها." لم تنطق الفتاة بكلمة واحدة بل ظلت صامتة والعبوس ازداد في وجهها، "حسناً لا بأس، ستخبرني لاحقاً..." "تعرفين إجراءاتنا سيدة كيبيشي" " أعرف أعرف، هيا اجمعي أغراضك ولنعد." قالت بعد أن نهضت من مكانها وعدلت نظارتها وأخذت السجل الذي كانت المديرة تنظر إليه قبل وصولها وخرجت مع الطالبة من المكتب...حين خرجت لاحظت أن طلاب صفها ينتظرون ما يحدث وما سيحدث لها لاحقاً، تفاجئوا من أنه لا شيء حدث لم تتم معاقبتها أو ما شابه، اتجهت لصفها وبدأت بحزم أغراضها المدرسية في حقيبتها وغادرت لكن خروجها لم يتم على خير، حيث أن الفتاة التي ذكرناها في البداية وقفت أمامها وابتسامة عريضة تعلو وجهها..."إبتعدي يا هانوڤ" "ليس قبل أن أعرف بماذا عوقبتي؟" "ليس من شأنك" "لا يهم سواء كان من شأني أم لا، أعرف ما سيحدث لكي...فلتعلمي أن المدرسة ستستريح منك." "أعتقد أن العكس هو الصحيح، والآن إغربي عن وجهي." بعد هذه المشاحنة خرجت من الصف ومعها حقيبتها وغادرت الفصل بل المدرسة كلها وركبت السيارة.
"تعلمين أن سجلك حافل بالإنجازات." قالت وهي تقود السيارة بنبرة سخرية، لكن الفتاة لم تكن منتبهة لكلامها بل كانت تنظر للنافذة بعينين خاليتين من المشاعر، لقد غاب عقلها بعيداً مجدداً..."شونين!!" تستفيق بعد ذلك من سرحانها لتقابل وجه التي معها ورأت أنها غاضبة "ماذا هناك يا أمي؟" قالت بنبرة تدل على الملل "ألم تسمعي ما قلته لك؟" "نعم، قلتي أن سجلك حافل بالإنجازات، حتى لو لم أسمع ذلك فأعرف أنكي ستقولين هذا لي." قالت بنبرة ملل مجدداً وعادت لتتأمل النافذة، تنهدت أمها ثم قالت "عزيزتي، هذه ليست أول مرة تقومين فيها بافتعال المشاكل..." ، "ومنذ متى كان قتل عنكبوت سام مشكلة؟" ، "ألم تعلمي أنه بفعلتك هذه قضيتي على آخر أنواعه والأسوأ من كل هذا أنه كان حيوان المعلم الأليف" ، "أحمق من يقوم بتربية مخلوق كهذا وفوق هذا هو سام، أهكذا تشكرونني لأنني أنقذت أرواحاً كثيرة من مخلوق قد يتحرر في أي لحظة ويعض أحدهم." ، "لم تفعلي هذا بنية إنقاذ أحدهم...وتعلمين ذلك." ، "حسناً حسناً...أعترف..." ، "المهم، توقعت أن تفتعلي مصيبة أخرى لهذا اتخذت احتياطاتي" ، "عظيم إلى أي مدرسة سأذهب هذه المرة؟" ، "ستعرفين ذلك بعد قليل." ، "بعد قليل؟ مباشرةً؟"
"أجل." ، "لتوي ارتحت من وجوه أولئك، ستريني وجوهاً مزعجة أخرى مباشرةً؟ أمي هذا ليس عدلاً!" ، "شونين، هذه ثالث مدرسة تنتقلين منها، ألم تكتفي من افتعال المشاكل في أي مكان تذهبين إليه؟" ، "ليس ذنبي إن المشاكل هي التي تلاحقني" ، "المهم، ستذهبين لاحقاً لمدرسة ويست وستصلحين نفسك هناك لأنها ستكون فرصتك الأخيرة وإلا..." ، "أعرف أعرف، لا حاجة لإخباري"...
.
.
.
•°•يتبع•°•
.
.
ملاحظة : الأغنية التي في الأعلى تنتمي لأنمي "Death note"
والكلام أسفل الفيديو هو ترجمة الأغنية بالكامل...
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top