البارت الثاني
أهلا من جديد مع البارت الثاني.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆ الفصل الثاني: الوداع يا عالمي ☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
أصابني دوار شديد بعدما سمعت خبر مقتل الشخص الوحید الذي تعلقت به ، إن ھذه الدنیا لا تعرف صغیرا و لا كبیرا ، و ما زاد الطین بلة عزوف لمیاء عن تركي و شأني ، فقد ضلت تلاحقنا و أنا أجري كالمجانین في المیتم ذو الطابقین صعودا ونزولا و أنادي على ملاك كوني لم أستوعب ما حصل لها.
مرام:
_ ملاك! ملاك! ملاك!... أين انتي يا قرة عیني!
لمياء:
_ ملاك ماتت بوحشیة بسببك ، أنت من كان يملأ رأسها بالتفاھات! دائما ما تقولین إنوالديها
سیعودان...وھا قد رأيتي النتیجة بأم عینك.
مرام:
_ لا مستحیل أن تقدم ملاك على شيء كهذا !!!
و بعد برھة انقطع صوتي:
لمياء:
_ ماذا حدث يا مرام ، ھل ابتلعت لسانك...؟
قالت لمیاء ھذا في سخرية ثم صمتت ، صمتا ثقیلا كأنما يؤيدھا الجمیع ، فیما يخص موضوع ملاك ، حاولت أن أكسر ھذا الصمت القاتم بأن أصرخ في وجهها و أصفعهابقوة ... لكن ! تبادر إلى ذھني مجددا سؤال ملاك لیلة البارحة، السؤال الذي لاجواب له.
فبینما تستلقي على الأرض و تلقي برأسها على ركبتاي ، وقد كنت أداعب شعرھا ، انتفضت من مكانها فجأة و سألت ذلك السؤال ، و ھو ما يجعلني أفكر .
مرام:
_ ترى ھل أستطیع ترك المیتم عندما سیأتي أھلي لیأخذوني الأسبوع القادم ؟ھل أستطیع
ذلك؟
لكني لست بذلك التعلق كله ،خاصة مع الأشخاص ... و بینما أنا منغمسة فيالتفكیر ، سحبتني لمیاء من ذراعي بقوة فكذت أسقط من الدرج، و بذلك أيقظتنيمن غفوتي، ثم قالت بسخرية و اشمئزاز .
لمياء:
_ ماذا ؟ ھل خفتي أن اسقطك ؟ لا تقلقي فأنا لست مجرمة بمثل براعتك، لكنيبالتأكید سأخبر
الجمیع بأمرك و سأكشف قناع البراءة المزيف ، أيتها الشیطانة!
لم أرد علیها لأنني لم أستطع استخدام صوتي ، لربما كانت الصدمة ھي السبب في ذلك ،و كذلك لأني اعتدت ألا أرد على جنونها، رحت أتجه نحو الغرفة ، متیحة لهاالمجال كي تشي بي لدى المديرة ، كما اعتادت أن تفعل حتى و إن كان ذلك بهتانا،لم ألتفت لكني من وقع خطواتها استنتجت أنها تموت غیضا.
دخلت الغرفة و ما لبثتأبحث بین أغراض ملاك حتى فوجئت بأن جمیع أشیائها في مكانها، فكیف ستهرب؟ ولماذا؟ التفتت فوقعت عیناي على ورقة بیضاء صغیرة و مجعدة، التقطتها ثم رأيتما كتب:
_ تعالي يوم ..و في الوقت.. سأخبركي أين والداك لكن في القابل علیكي أن تمنحیني نفسك
و لا تقلقي ماھي إلا مسألة وقت كي تلتقي بهما في الجنة...
ھل يعقل أنها ذھبت إلى ھذا الشخص ! أسرعت نحو الطابق الأرضي في اتجاهالركن القصي الذي يتوسطه مكتب المديرة ، لم أستطع أن أصرخ بسبب مشكلةصوتي ، فقرعت الباب و ما ان دخلت حتى لاح الشرر يتطاير من قلب الغرفة ، إنها لمیاء و معها سلمى ، تماما كما كنت أتوقع ، لم أعرھما اھتماما، فسلمت الورقةللمديرة و ما أن قرأتها حتى احمرت وجنتاھا و اتسعت عیناھا ، ثم سقطت على الكرسي كالقنبلة ، و ذلك لثقل وزنها و شدة سمنتها، قالت في فزع.
المديرة:
_ من أين لكي بهذه الورقة؟
حاولت أن أتكلم لكن دون جدوى.
مرام:
_ مرام، ماذا ھناك؟ ھل من مشكلة، او تعانین خطبا ما ؟
و رحت أشیر إلى حنجرتي، و أومأت إيجابا "نعم" . لكن لمیاء لم تستطع أنتقاوم فقالت في استنفار.
لمياء:
_ إنها تمثل كي تتهرب من العقاب و تماما كما المعتاد ...!
و قد كانت تهز رأسها و تنظر إلي بنبرة حقد و بغض ، ثم أخذت قلما و مثلتالورقة كي تفهم المديرة و قد قدمتها إلي و كتبت لها و صفا دقیقا لما دار بیني وبین ملاك من حوار لیلة البارحة، و لن أنسى المكان الذي و جدت فیه الورقة ...
ثم انسحبت من بیننا في اتجاه الهاتف ، ستجري مكالمة في مثل ھذا الوقت! حقا؟ سمعتها تقول بصوت مرتفع تعتمره السذاجة .
المديرة:
_ أھلا يا سید جون سن، آسفة على الإزعاج لكن إبنتك متحمسة جدا كي تلتقیكما ،إذا ما
رأيك أن تأتي غذا لأخذھا فالأسبوع القادم ما يزال بعیدا و ھي متحمسة كيتتعرف أھلها!
و لأن صوت السماعة مرتفع:
السيد جزن سن:
_ حسنا علیها أن تكبح نفسها قلیلا !
المديرة:
_ لكنها تبقى ابنتك ، ألست مشتاقا إلیها؟
السيد جون سن:
_ بلا و لهذا سآت في المساء ،لدى أطلبي إلیها أن تحزم حقائبها
قالها و ھو يضحك في تهكم، و ما كان من لمیاء و سلمى إلا أن تنغجرى سعادة ،فأخیرا سأترك لهما المكان لیتسعا فیه ، أما أنا فتجمدت مكاني ، تصلبت كالتمثال،و رحت أشیر بأصابعي مستفسرة عن سبب ما أقدمت علیه! اقتربت مني و مسحتعلى وجهي كما كانت تفعل معي عندما كنت صغیرة ، ثم انهالت علي تعانقني، و ذلك بعد أن خرجت كلتاھما.
فتذكرت كلامها الذي تقوله لي و أنا صغیرة و الذي لمأفهمه حتى الآن لا أدري ھل لأني بطیئة الفهم ؟ حتى الآن لم أفهم المغزى من ذلك الكلام و ھو كالتالي:
المديرة:
_ أنت منبع رزقي يا ماستي المتلألئة!
أما الآن فقد باث علي ضب حاجاتي ، للإنطلاق إلى بیتي الجديد ، انسللت من بینذراعیها و اتجهت إلى الباب دون أن ألتفت نحوھا، و بادرت بجمع أغرادي في عجلة،و حماس، و توتر، و جمیع الأحاسیس اختلطت بداخلي ، خوفي من أن أنسى المیتم ،و شدة تعلقي به زادت من الطین بلة ...
فجأة قاطعني صوت فرامل سیارة أمامالباب بقوة ، ثم طرقات فوقع خطى يتجه نحوي و بخطى متخاذلة اندفعت نحوه وقمت بالشد على ذراعه أتأمل في عینیه دون أي كلمة ، و ھو أيضا لم ينطق و كأنهيفهم ما أقوله و لو بعیناي، كانت تلك أول مرة أشعر فیها بحنان الأب...
ثم شد يدي و سحبني معه أما حقیبتي فحملتها المديرة و لم تنزل من عینیها دمعة واحدة ،بالتأكید فهي من اتصل به و عجل من قدومه، ثم التفتت نحو البوابة في تأمل والحنین يشدني إلیها فلو كان بیدي لأخذت معي حتى الأسوار و ما كان مني إلا أن أودع محیاي و أرحب بمماتي.
فوداعا يا عالمي!
■■■■■■■■■
ماذا تتوقعون سيحدث تاليا؟
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top