البارت الأول


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته!
أتمنى لكم قراءة ممتعة

لا تبخلوا علي ببعض النجوم كدعم
ثم اتركوا تعليقاتكم حولها.


     ☆☆☆☆☆☆☆☆☆  الفصل الأول: لماذا مازلت هنا؟  ☆☆☆☆☆☆☆☆☆

      أنا ھو أنا في شخصي أنا ،و مبدئي في الحياة " الجميع، الجميع دون استثناء سواسية"

"مرحبا ! أنا الآن أكتب لكما يا سید و سیدة -جون سن- و الشوق يمزق قلبي المرھف بتذوق حنانكما، لابد و أنكما أيضا متشوقان لرؤيتي ، مثلما أنا ، حقا كم أتوق إلى التحدث إلى أحدكما، و ھا أنا ذي أحاوركما في ھذه الرسالة ..."

    ھذه كانت الرسالة التي أرسلتها لوالدي بعدما سمعت عنهما ، فأنا مجرد فتاة في مقتبل العمر و أدعى مرام و أعیش في میتم غیر بعید عن الضواحي التي و جدوني فیها مرمیة بجانب الطريق، مغمى علي، نشأت و ترعرعت في حضن مديرة المیتم .

    صحیح لا أتذكر شكل عائلتي ، فقد كان عمري ثلاث سنوات عندما عثر علي ، لدى لیس معي أية ذكريات كما أني لست ممن يمتازون عن غیرھم ، لا في الدراسة و لا في الجمال، باختصار لست سوى جبانة خجولة.

    وقد عشت طوال السبعة عشر عاما في المیتم ، حیث أتشارك كل أشیائي ، فنحن في الغرفة عشرة أشخاص -ذكور و إناث- أنا و أربعة اولاد و خمس بنات ، كما أنه ما يزال ھنالك من أشخاص يهتمون و يقدمون للیتامى الرعاية من خلال تبنیهم، أما أنا فقد أتاني جمع غفیر ممن يريدون تبني و ذلك لبساطتي و حیائي الشديد ، و ما كان منهم إلا أن يعودوا من حیث أتو ، لا أدري لماذا لكني شديدة التعلق بالمكان ، كما أن ھذا كان سببا كافیا لیجعل معظم زمیلاتي يغرن مني ، مع أن ھذا غیر منطقي بالنسبة إلي.

    و إحدى زملائي بالغرفة فتاة لا تتجاوز التاسعة منعمرھا ، ذات وجه بیضاوي الشكل ، و بشرة بیضاء، و صوت يذيب القلب لرقته وحنوه عندما أسمعها تناجي أمها في خفاء تحت سريرھا الصغیر ذي الأقدام الطويلة...صحیح أني كنت شديدة العزلة و لم أجرأ يوما على التعلق بأحد ، لخشیتي من الفراق، فلابد و أن يتم تبني أحدھم يوما و ذلك سیجعلني أعاني الوحدة القاتلة...

    أما ملاك-اسم الفتاة- فقد كانت بمثابة ملاك ينزل علي من السماء منذ حوالي ثلاث سنوات، تشاركنا الحلوة و المرة، و قد كانت دائما ما تطلب مني أن أغني لها أغنیة محددة في كل لیلة قبل النوم، كانت تغنیها لها أمها في ما مضى، حسب ما صرحت به .

    في تلك اللیلة بالتحديد طلبت إلي أن أعید تلك الأغنیة مرارا و تكرارا ، و أن أنام إلى جانبها.

    و في الیوم التالي استیقظت و لم أجد ملاك في سريرھا! و فجأة تبادرت إلى مسامعي ضوضاء صادرة من الطابق الأرضي ، ھرعت مسرعة نحو مصدر الصوت، و بعد لحظات فقد سمعت حوارا يدور بین لمیاء و سلمى -زمیلتان لي في الغرفة- كانتا تقولان بأن ملاك قد ھربت من المیتم لیلة البارحة ، و تم العثور على جثمانها مرمیة بجوار حاوية قمامة ، و أنه قد تم اغتصابها و قتلها بوحشیة.

أما بالنسبة إلى لمیاء و سلمى، فأضنهما تعمدتى التحاور إلى جانبي بغیة سماعهما، ولأنهما كانتا تكنان لي حقدا عارما و غیرة جیاشة، و لأن ملاك كانت الشخص الوحید المقرب إلي...

    أصابتني رعشة شديدة في جمیع أنحاء جسدي الضئیل ، وتذكرة الحوار الذي دار بیننا لیلة البارحة حیث أنها في البداية ألحت علي لتكرار الأغنیة ثم و ھي مسندة رأسها على ركبتي -و أنا أداعب شعرھا- انتفضت منمكانها فجأة و قد قالت في الحاح.

ملاك:


              _ مرام!... لماذا مازلت ھنا؟...


    استغربت من ھذا السؤال العجیب ، ثم قالت في حدة و خوف -حسب ما بدى لي على و ملامحها -و قد بدأت الدموع تنهمر من عینیها كالمطر.

ملاك:
          

              _أرجوك أجیبیني يا مرام،أرجوك!...
           

مرام:

            _ ما ھذا الكلام الفارغ الذي تتفوھین به يا ملاك؟... و ما سبب البكاء؟... إنك تتصرفین بغرابة
            في ھذه الآونة. مهلا لحظة ھل أخبرتكي سلمى و لمیاء بأيشيء؟...


ملاك:

            _ مرام لا تتهربي من الجواب ... فلربنا ھذا يشفي غلیلي!...


مرام:

            _ اولا أنا لا أھرب من الجواب إنما لا أعرف !...أنا فقط متعلقة بهذا المكان كأنه ھو أمي و
            أبي الذين أنجباني، ثم كیف لهذا أن يشفي غلیلكي؟... و ماذا به غلیلكي؟...و الأھم أين
            تعرفين ھذه الكلمة؟...


ملاك:

            _ إذن لماذا تخلى عني والداي و تركاني أمام باب المیتم ...؟!


■■■■■■■■

صحيح البارت قصير بعض الشيء لكن الذي يليه أفضل .

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top