عروس ساحة التحرير || Liberation Square

صمت غريب
هدوء
لم يتفوه احد بكلمه منذ الحادثة
أمي تحضر العشاء
تفرم البطاطا بكل عنف وكأنها تفرغ غضبها من خلالها
أبي جالس يتأمل كلمات تلك المذيعه الشقراء
وهي تنقل خبر استشهام 4 واكثر من 134 جريح في محافظة الناصريه
وأسفل الشاشة كان هنالك شريط عاجل مكتوب فيه " المظاهرات تدخل يومها السابع عشر في 14 محافظة عراقيه من دون اي اصلاحات "
كان الصمت غريب لم يتفوه احد بكلمه غير تلك المذيعه الشقراء
كان أبي ينظر لها بكل أسا بعينان لامعتان وكأنهما
يخاطبان تلك المذيعه

لم اتحرك من مكاني منذ الساعه ال6 صباحا
مازلت منعكفه على كرسيي المتحرك الجديد
وكأنني طائر وقف حائر نسى كيف ان يطير
اخشى ان اتحول الى قطعة اثاث
انظر برتياب لكل من حوالي امي ، ابي ، وتلك المذيعه الشقراء ، ولساقي المبتورتان
لم اتناول شئ طيلة هذا الاسبوع
لم اكلم احد
هاتفي سينفجر من كثر الرسائل

لكني مازلت على كرسيي المتحرك في زاوية الغرفه متأمله قدماي المبتورتان و واصوات الطلق الحي الذي تطلقه تلك الجماعات المجهوله على المتظاهرين السلمين
لم اسمع زقزقة عصفور منذ شهر جميع عصافير الحي ماتت من قنابل غاز مسيل الدموع
بت اسمع فقط صوت الرصاص صوت نحيب وعويل حبيبات واصدقاء وامهات الشهداء
وصوت نحيبي وعويلي

لم أرئ خطيبي منذ اسبوعان لقد عزم على المبيت في ساحة التحرير
لم اكلمه منذ الاسبوع الماضي آي من الحادثه
لا ادري ماهيه اخباره
ولا ادري اساسا ان كان مازال حي ام استشهد
مشاعري متضاربه
يطلق على موتى التظاهرات ب "شهداء "
لكنني لا اعلم ان كان يطلق على ساقي التي انبترتان شهيداة
الأرق سوف يقتلني لم انم منذ البارحه ما أن اغمض عيني حتى يظهر لي ذلك المشهد امامي
لتضهر من جديد الحشود الثأره ، الطلاب بأعتصامهم ، الجيش والشرطه ، المظاربات التي حصلت
أتذكر كل شئ كل تفصيل
عندما اخذة مايسمى بجماعات "الشغب " بطلق الرصاص الحي علينا
عندها اخذنا بالركض
اتذكر حين وقعت نتيجة وقوع احدى الصبات التي وضعت لسد الشارع
لقد تهشمت قدمي تمامان حينها غبت عن الوعي محتظنه العلم العراقي

اتذكر ذلك الشابان الذان اسعفاني بالتك توك
بشكل مهمش لم اكن مركزه
كان الدم يخرج مني بغزاره

لم أستفيق الا بعد عملية البتر
آه ة تلك اللحظة التي تلمست فيها قدماي ولم أجد بمكانهما شئ
آه
كنت غائبه عن كل شئ أتأمل تلك القدمين المبتورتين
و فجأه
يطرق الباب خطيبي
لقد افزعي لم ارى منذ اسبوعان سحبت الغطاء بسرعه لأخبئ منظر اقدامي المبتوره البشع ولكن سرعان ما خذلتني تلك الدموع وأخذت تسقط بغزاره 
وقلت بصوت مرتعد
_ مم م ما الذي جاء بك الى هنا أرحل أرجع للتحرير .!
تقدم ومسح دموعي وبأبتسامه صغيره
قال : جئت لأرجع بك لساحة التحرير.!!!!
ودفع الكرسي بقوه ؟

النهايه

بقلمي "" آيه ''''

ستشرق شمسنا من جديد بجهود شبابنا وأبنائنا
لينصرهم الرب
ويرحم شهدائنا

___________________________________________________

غلاف القصه  من  تصميم fm_start

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top