~الفصْلُ العاشر: إنفجار البُرْكان~


❌لو لاحظتم أي كلمة غير مفهومة أخبروني،لأنه عندي مشكلة كبيرة مع لوحة المفاتيح❌

•••

~عندما تعصفُ بك علَّةُ الإستسلام وتنتهي الحلول، ستجدُ أنَّ البلسم الوحيدَ هو النِّسيان، والحلَّ الوحيد هو التهوُّر~

~يستمتِعُ الرَّجل بنصف العلاقة...وتعمل المرأة جاهدة على استمراريَّة ذلك

يدمِّر العلاقة في النِّصف الآخر، وتحاول هي انتشال آخر ذرَّات صبرها من الأنقاض

ثمَّ تعترفُ لها أفعالهُ بأنَّها مجرَّدُ نكِرَة، مُجرَّد عشيقة سابقَة حالفَها الحظُّ لتصير زوجةً تُخان مع عشيقةٍ لاحِقَة، مجرَّدُ إمرأة حُكِمَ عليها بالتَّضحية مدى الحياة~

~نصف طاقتي سأستعملها للتحمُّل، والنِّصف الآخر لرد الفعل

و سأموت في النهاية مرهقة، لكن راضية

سأتعب في سبيل الخلاص دون شكوى، فأنا لم أشتكي وأنا أحاول تحمل الاضطهاد~


تركتُ أخي وابني في القصر يلعبان، وهرِبتُ من ذلك المشهدِ إلى المنزل الذِّي يُقالُ أنَّه لأبي

لم أقدر على الإعتيادِ على ذلكَ بعْد!

البراءة، اللَّعب، الضَّحكات الصَّغيرة

للمشاهدِ الجَّاهل بالماضي والحاضر سيبدو الأمر ظريفًا عاديًّا، ولكن بالنِّسبة لي هما يبدوان كرَهينَة وفِدْيَتِها

«مُجدَّدًا؟!»

نطَقتْ بُشرى تلكَ الكلمَة بحنقٍ أثناء تلمُّسها لعُنقي، فأبعدتُ يدها عنِّي بانزعاجٍ بادٍ على محيَّاي

«لا تتدخَّلي في هذه الأمور! أنت..»

«صغيرة؟! هذا ما تنوينَ قوله صحيح؟! لا تنسي أنَّكِ كنتِ في السَّادسةَ عشرة عندمَا تزوَّجْتِ! كنتِ في مثل سنِّي! وقتها كنتُ صغيرةً بالفعل، وقتها شجَّعتكِ على الزَّواج! كم أكرهُ نفسي عندما أتذكَّر ذلك! أنا من الباعَة!»

يتضاعفُ غضبُها لثوانٍ فتزجرُني، ثمَّ تَهدمُ تمثالَ انتصارِ التهوُّرِ عليها فتهدأ وترتدي قناعَ الإحتقارِ برويَّة

«هل أقنعكِ بأنَّها لدغاتُ حبٍّ فقدَّمتِ له نفسكِ بطواعية؟ أو أجبركِ على ذلك وشوَّهكِ بعلاماتِ ملكيَّته؟ لقدْ رأيتُ الآثار الأخرى! هذا اغتصابٌ زوْجي يومي بقبولكِ أو بدونه؟»

ماذا تقول؟ من أينَ لها هذا؟!

جميع النَّاسِ في 'تكتُّل المستوطنات' يُعانونَ من رُهاب الجِّنس وكأنَّهم ثمارُ حُبٍّ عذري، بل وصار تحريمُ الحديثِ عنه سلاحًا آخرَ لمُجابهةِ العالمِ الآخر!

صحيحٌ أنَّ المدارسَ والشَّركات مُختلطة في جميع أنحاء العالم إجباريًّا، وصحيحٌ أنَّ البرامج الدراسيَّة تحثُّ على الثَّقافة الجنسيَّة، ولكنَّ البالغين يصنعونَ بين المُراهقينَ من الجنسيْن حواجزَ وهميَّة هي المسؤولة الأولى على زرع تلك الشَّهوة بدواخلهم، خصوصًا بالخدَّينِ  المتورِّدين وقت التَّدريس، أمَّا ذلك الغضب غير المُبرَّر، فهو من يجبرُ المتلقِّين على قمع تلك الشَّهوة

الأمر مثلَ صُنعِ سلاحٍ قاتلٍ وتدميرِهِ بيَدَيْك!

«ما هذا الذي تقولينه بُشرى؟! من علَّمكِ هذا؟! لم تُزعجينني بهذه المواضيع كلَّما زُرتُك؟»

حاولتُ أن أُزيِّف غضبًا في نبرة صوتي المهزوزة كيَديَّ تمامًا، فابتسمتْ هي بسخريَةٍ من وضعي الميؤوس منه، وردَّت عليَّ بما أزال مرهمًا غير فعَّالٍ عن جرحٍ مُتعفِّن

«قد تُثقِّفُنا بعض الصَّداقات، وقد يثقِّفنا الزَّواج في سنٍّ الحداثَة»

لقد استأتُ منها كثيرًا! ولكنَّها أضافتْ ما أمسكَني عن مُغادرَة المنزِل

_أرسَلتْ لي عمَّتُنا رسالةً أُخْرى

_مزِّقيها ولا تتحدَّثي عن هذه التفاهات مرَّةً أُخرى!

_لقد نقلنا ذلك العضوضُ إلى هذه المدينَة بعدَ أن وجد رسالة ماري، كان عليكِ توخِّي الحذر من خادمتك تلك! لقد نجحا في التَّمثيل وتظاهرَا بالجَّهلِ أمامكِ لسنوات، بينما فشلتِ أنت في مجرَّد إخفاء رسالة!

_كما مزَّق هو رسالتها الأولى افعلي نفس الشَّيء برسائلها الأخيرة، يكفيني استقرارُ ابني النَّفسي لأطفو على سطحهِ بأمان، وبعيدًا عن أمواج أدهم وأتباعه

أمسكتْ بيَدي اليُمنى بقوَّةٍ واندفاع، تشبَّثت بي وكأنَّني ضحيَّتها الأولى التي ستهبُها المهرب الأخيرَ من الشُّعور بالذَّنب

«رجاءً توقْ! إنتهزي هذه الفرصة! هذهِ أوَّلٌ يدٍ بُسِطَتْ من أجل التَّربيتِ عليكِ لا ضربك! رجاءً افع..»

قاطعتُها نافرةً من إلحاحٍ قد يهزُّ مشاعري لا قراري

«لقد فاتَ الأوان، ومسبِّباتُ حزني صارتْ مُسكِّنات ألمي»


وأنا في منتصفِ الطَّريقِ إلى القصر لمحتُ أخي يجري من بعيد، فتجمَّدتُ مكاني إلى أن وصلَ إلى تمثالِي لاهثًا باكيًا بمرارة

«ماذا؟! ما بك؟!»

سألته بهلع وقلبي يقرعُ صدري بقسوةٍ ويضخُّ الخوف إلى أعضائي

لقد حدث شيءٌ ما

شيء سيء جدًّا!

نهشني هذا الإحساس!

«إيهاب! إيهاب! لا أعلم ماذا حدث! لقد عجز عن التنفس لوقتٍ طويلٍ قبل أن يفقدَ وعيه في الحديقة! لم أجد العمَّ أدهم داخل المنزل!»

شهقاتهُ شوَّهت قلبي قبل أن تشوِّه كلامه، ودون وعيٍ منِّي تمرَّدت ساقي عليَّ وعلى مرضها لأركضَ نحو القصر، رغم الوُقَّعِ والعثراتْ

ثمَّ وجدتُ نفسي مُنتصبةَ القامةِ أمام شبه جثَّةٍ لا أنا مستعدَّةٌ لملاقاتِها ولا أنا مُستعدَّةٌ لتجاهُلِها

تمَّ تشخيصُ إيهابْ بالرّبو قبلَ سنتين، ومنذُ ذلكَ اليوم ونحنُ مُقتادونَ بمرضهِ إلى المجهول

أخبرنا الطَّبيب أنَّ استخدامهُ لأكثر من اثنين من المستنشقات سريعة المفعول، أوالمنقذة، شهريًا يُعتبرُ تهديدًا واضحًا وصريحًا لحياتِه

تمَّت إعاقةُ أنشطته اليومية الآدميَّة مثل الذَّهاب إلى المدْرَسَة، وحتَّى النَّوم!

تُثْلجُ صدورنَا تلكَ الدَّقائقُ التِّي يلعبُ ويمرحُ فيها كأترابه، اللَّحظات التِّي لا يقمعُ خلالها المرضُ شخصيَّة طفلي اللَّطيف والمهذَّب! لأنَّ نوبات غضبٍ وبكاءٍ ستستولي عليهِ لو حاولنا منعهُ من فعل ما يفعلهُ من هم في مثل سنِّه، ونحنُ في غنى عن ذلك الغضبِ المخيف أكثر من مرضه حتَّى!

راوحتُ بين الصُّراخ باسمِه وبين الصُّراخ باسم والده عندما لم يستجِبْ لندائي، وعندما فقدتُ الأمل حاولتُ حملهُ وأخذهُ إلى أقرب مستشفى بنفسي، ولكنَّ ساقي العرجاء واستيعابي لمدى غباء فكرتي أوقعانني أرْضًا، وهو بين يدي

بعدَ وقتٍ لا بأس به من الفوضى شرَّفنا زوجي والخادمة الصَّغيرة بحضورهما، لقد رفضتها في البداية لصغرِ سنِّها الذي استفزَّ توقْ الصَّغيرة القاطِنة في داخلي، ولكنَّها ألحَّت على العملِ في القصر بحجَّةِ إنقاذ عائلتها المعوزة من فقرٍ مُدقع، حتَّى أنَّها فاجأتني بتقبيلِ رجليَّ رغم رفضي القاطع لذلك

لكنَّها الآن واقفةٌ أمامي، معه!

مُبعثران، لاهثان، مُتورِّدان

عقْلي هو الصَّغيرُ الوحيدُ هنا!

«لعنةُ اللَّه عليْكُما! سأقتلُكُما لو أصابهُ مكروه!»

فقدتُ أعصابي، وكعادتهِ في مثل هذه المواقف تجاهلني!

حملَ إيهاب وهرعَ إلى السيَّارةِ ثمَّ إلى غرفة الطوارئ

حيثُ تمَّ الإعلانُ رسميًّا عن الوفاة


مات طفلي! صبري! وتماسُكي!

تزوَّجتُ كي يرى أبي أحفادهُ قبل أن تُوافيهِ المنيَّة، فمتُّ أنا قبله، ومات طفلي قبْلي وبعْدي

«هوِّني عليكِ»

« علينا أن نرضى بالقدرِ خيره وشرِّه»

«هو في الجنَّةِ الآن»

إنهرت!

«لماذا أنتم من تُحدِّدون قدري؟! ألن يكون قدرا إن قرَّرته أنا؟! ألن يكونَ قدرًا إن كتبهُ اللَّه؟»

صرختُ بوجوههمْ بكُرهٍ نقي، ولكنَّني لاقيت منهم ردًّا واحدًا سطحيًّا بنبرةٍ واحدة باردة هادئة

«أستغفرُ اللَّه»

لو كان الكلامُ الذي سمعته صحيحًا بالفِعل، لما جرى هذا لطفلي!

اللَّه عادل ورحيم وحرصه علينا يفوق حرصنا على أنفسنا

لا يستحقُّ اللَّه اللَّوم، ولا أريد توجيهه إليه حتَّى ولو كان هو السَّبب، لأنَّهم هم المذنِبون!

يصمتون بعد الاستغفار والاستعاذة منِّي ومن كلامي، يسايرونني، يُفجِّرونَ بداخلي شيئًا ظننتُ أنِّي تغلَّبتُ عليهِ إلى الأبد

الألم!

الدَّواء كذبة، فالجُّروح تندمل بالوقت

لكن الوقت أخفى جرحي في أعمق نقطة، وبدأ بتفجيري من الدَّاخل، وهذا الألم أقوى، وسيتخطَّاني  ليحطِّمَ ما حولي!

الغضب!

ظننتُ أنَّني قد قهرتُه، ولكنَّه اختبأ خلفي لسنواتٍ ليطعنَ ظهْري ويقهرني في الوقت المناسب

أكره هذا! أكره تفهُّمهم وصمتهم و يد أمي التي تربت على رأسي ويد أبي المُسندَة إلى كتفي

في هذه اللَّحظة أحتاج إلى أن يأخذوني على محملِ الجد! أحتاج إلى أن نتواجه! أحتاجُ إلى سيلان دمِ أحدِنا!

كرهتُ البشرَ مجدَّدًا! كرهتُ اللَّمس مجدَّدًا! حتَّى تلك الأيدي التي انبسطت أمامي بكلِّ ثقةٍ بغية مدِّي بمصافحةِ العزاء رفضتُها!

حان الوقتُ لأتخلَّص من رهاب الرُّكح!

حان الوقت لأترأَّس هذه المسرحيَّة! عوضًا عن مُشاهدتِها أو الظهورِ فيها كدُميةِ شرف



هل القصرُ قادرٌ على احتواءِ أحزاني، رغم وسعه؟ لماذا لم تنشقَّ جدرانه؟ لماذا لم ترتجَّ أرضه؟

﴿مادام الألمُ متواصلا وفي تزايُد، فالثَّورة لم يحن وقتُها بعد

سترغبين في الخلاص دون ارتباكٍ أو تردُّدٍ عندما يبلغ الألم أشده، ولكنَّك كنتِ أقوى ممَّا ظننت

أنا فخورة بك رغم أنَّه في مقدورِ أيِّ إنسانٍ النَّظر إلى استسلامك من زاوية سلبيَّة تزيدُ قصَّتكِ ومواقفكِ بشاعة على بشاعة وتستلُّ التعاطُفَ معكِ من أعماق القلوب﴾

كانت هذه رسالةً من رسائل عمَّتي الأولى قبل سبع سنوات، أذكر أنَّني قد قرأتها مرارا و تكرارا وقضيت اللَّيلة بطولها في المكتبَة، أتحسَّس كلماتها بأناملي لأنسخَها في ذاكرَتي

أنا فخورةٌ بك؟

لم يقلها لي أحد يوْمًا، ولم أكن لأتعرَّف على معناها لو لم أتعلَّمه في المدرسة

لم أكن أعتقد أن كلامها سيتحقق في المستقبَل

ليتني علمتُ أنَّ أحرف رسالتها ستُخط على أرض الواقع، لا على الورق، ولا على ذاكِرَتي


•~•

لو كان قاتل طفلي هو النَّاس، فجزيلُ الشُّكر لهم!

ولو كان اللَّه، فهو بالفعل منصف ورحيم!

في مرحلةٍ متقدِّمة من الجنون ضحكت بهستيرية

أنا أمٌّ سعيدةٌ بموتِ طفلها لأنَّه لن ينشأ مع مثل هذا الأب

أبٌ يضاجعني بغضبٍ دون تفهُّم حالتي وأنا نائمة ، أو إجباريًّا وأنا مستيقظة، بعد مرورِ شهرينِ فقط على وفاةِ طِفلِه!

وأنا أعرفُ جيِّدًا السَّبب الحقيقيَّ خلف غضبه!

لأنَّني اتَّبعت الخطَّة بحذافيرِها


«أنا أشعر بالوحدةِ، رغم أنَّني محاطةٌ برجلٍ بمائةِ قاتل!»

«متَّى ستخلِّصني منه؟»

«أريدكَ أكثر من نبضةٍ ليست كافيةً لتُثبتَ أنَّني على قيدِ الحياة، أريدكَ أكثر من نفسٍ غير مقدَّرٍ لي التقاطه، أريدُ أن أراك في الثواني التِّي تسبقُ موتي لأحيا دون حاجةٍ إلى نبضات قلب أو أنفاس»

ألصقْتُ الهاتفَ بأُذني بغيةَ اختراق شاشتِه ولقاء محبوبي، إلتمستُ من تلك المكالمة الدفء رغم برودةِ الشَّاشة، وفجأةً ارتطمَ الهاتفُ بإحدى الجدرانِ ليُكسر، وارتطمتُ أنا بالأرضِ لأُكْسَرْ

«قصاصاتُ الورقِ تلك، لقد رأيتُها!»

تلقَّيتُ منهُ ركلةً فأخليتُ سبيل ضحْكةٍ

«تكرهينني منذُ البداية! تتقزَّزين من لمساتي! تتقيئين كلَّما تذكَّرتِ لحظاتكِ معي! تتخيَّلين أيَّ رجلٍ آخر مكاني لتتحمَّلي لمساتي! قبلتِ منِّي السادية لأنك لن تقبلي مني الحب فهو أسمى منِّي ومن أمِّي وأبي!

قرأت كلَّ هذا! غباءٌ منكِ أن تنسي دفتركِ فوق مكتبي، هل تكتبينَ عليه لتتخيَّليني هناك فيعمل إلهامُكِ؟!»

ركلةٌ عقب كلِّ جملة، وضحكةٌ عقب كلِّ ركلة، رغم أنَّ فمي قد امتلأ بدماءٍ باتت تخنقُني وتُدغدغُني في آنٍ واحد، فأضحك وأنا أسعل، والعكسُ صحيح

أُحفِّزُ غضبه، ويُحفِّزُ سعادَتي

«متى التقيتما؟! من أين أتيتِ بالهاتف؟! أخبريني! تكلَّمي! لقد تجاهلتُ يوميَّاتكِ تلك، ولكنَّني سأقتلُكِ الآن!»

«ربَّما، التقيتهَا منذُ سبع سنوات؟ ماري أعطتني الهاتف، تعرفُها صحيح؟»

صفَّارة الشُّرطة وكلامي أوقفاه عن ضربي بوحشيَّة، وما زاد حالتَهُ سوءًا هو تلك الدقَّاتُ العنيفة على باب القصر

رغم رضوضي وكدماتي ودمائي نهضتُ عن الأرض، لأوَّلِ مرَّة أجبرُ نفسي على القيامِ بشيءٍ يخدمُ مصلحَتي، لأول مرة أقتل نفسي من أجل أن أُحْييهَا!

صفعته بقوَّة، جرحتُ حنجرتي بالصراخ الهستيري

«اضربني! هيا! قم بعملك! قم بما خلقت من أجله!»

أمسكت بيده وحاولتُ إحاطةَ عنقي بأصابعه الضَّخمة، حاول هو سحبها بأقصى قواه وحاولتُ أنا تثبيتها بما تبقى من قواي وحياتِي

لم أعلم ماذا كانت طبيعةُ شُعورِي في تلك اللَّحظات، أهي سعادة خالصة أو هو غضب يُنغِّصُ الأخيرة؟ و لكنَّني متأكدة من أن الجُّزءَ المسؤول عن الشُّعورِ بالخوف في دماغي المهترئ قد تعطَّل في تلك اللحظة

تلت تلك الفوضى نشوة جميلة بدأت فور ان رأيته مكبَّلًا، وبعد أن حُقِنتُ بمخدِّر

«سجن مؤبَّد أو قتل على الطَّريقة التي تختارينها؟»

سؤالٌ طرحتهُ عليَّ إمرأة شقراء زرقاء العينين بدتْ لي أنَّها من العالم الآخر بالنَّظر إلى ملامح وجهها التِّي رأيتُها في الافلام فقط

ما أجملهُ من سؤال!

بدت لي مستمتعة و مجنونة، مثل أدهم تمامًا، أدهم الذي كبُرَ وترعرع في الدُّول العظمى

هل ذلكَ المكانُ هوَ مصنعٌ لمجانينَ يصنعونَ بدورهم مجانين آخرين؟

ربَّما تخميني صواب، ورُبَّما لا

ربَّما هي هكذا لأنَّ النِّساء هناك نسويَّات إلى درجة القتل دفاعًا عن حركتهن؟لقدْ قرأت بعض الكتب عنهن

حديثِي عن الجنون ليس بتلك الأهميَّة، فلا تغرَّكم الكلمات الواهية وبلاغةُ المعاتيه ، لأنَّ إجابتي كانت الجنون بعينه!

«القتْل على الطَّريقة التي أتخيَّلها الآن...بالطَّبع»

واقفةٌ أمامه بزهوٍ، وجاثٍ أمامي بذلٍّ

«العين بالعين»

غطَّيتُ وجههُ بكيسٍ أسودٍ لكي لا يرقَّ قلبي لحاله، رغم أنه لن يلين

«والسنُّ بالسن»

أحطتُ عنقهُ بذلك الحبل رغم مقاومته وتوعُّده، ولكن ما بيده حيلة، فهو مقيَّدٌ بالحرَّاسِ أوَّلا وبالأصفادِ الكهربائيَّة ثانيًا

دون تردُّدٍ ضغطت على زرٍّ أحمر فحلَّق به حبل المشنقة في السَّماء، أعتقد أنَّ هذا هو النَّوع الوحيد من التَّعالي غير المرغوب

ضحكتُ وأنا أتأمَّلُ تخبُّطه في الفضاء بفتون، عشقتُ ذلك المنظر الأخَّاذ أكثر من كلِّ شيء!

«و البادئ أظلم»


نبست بها عندما سكنت حركته، ثمَّ خرجت من غرفة الإعدام فاستقبلني تصفيقٌ حار لوَّحتُ لأصحابه وضحكتُ بانشراحٍ أمامهُمْ

لكنَّهُ

كان

حلمًا جميلًا

...

1: أي جزء هو الحلم؟ 🌚🌚

2: هل تخطَّت البطلة وفاة طفلها؟ إن أجبتم بالنفي اقترحوا حلولا ترونها فعَّالة للنِّسيان🙄

3: أي نقد؟ توقعات مستقبلية؟🤔

⁦♥️⁩نلتقي قريبًا⁦♥️⁩

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top