عروس الميراث | 36
عَروس الميراث | Jk
اهلاً بكم في الجزء السادس و الثلاثون 🫶🏻
3500 تصويت
5000 تعليق
فصل جَديد ✔️♥️
لنبدأ
•••
كانَ بالكادِ يَستطيعُ النُطق بِحَرفٍ بَعد الذي سَمِعهُ مِنها ، تَشنجّت تعابيرَهُ و تَسمّرت أطرافهُ و اصبَح عاجِزًا عن النُطق سِوا بِـ
- م..مالذي تق..تقول..تقولينه؟
نَظراتُ الصِدقُ في عَينيها لم تَكُن تَكذِب اطلاقًا ، خُصوصًا انّها اكدَت ما قالتهُ و هي تَراهُ في قمّة صَدمتِه و انكارِه للذي سَمِعه مِنها
- ما سَمعتهُ كانَ صحيحًا جونغكوك ، انا لم اكُن عذراء
لاحَظت من لُغَة جَسدِه انّهُ على وَشك ان يفقد اعصابَهُ ، ما مرّ به في الفترةِ الاخيرَة لم يكُن سهلاً اطلاقًا ، كيّ يَحين موعد اعلان هذا الخَبرِ الصادِم..!
تَفهمت ما يَشعُر بِه لذلك ارادَت ان تُمسِك بيدِه و تُطمئنَه ، لَكن هو سارَع بِردعها عنهُ و النهوض من جِوارها يُناظِرُها بعدمِ تَصديق
- مالذي تقولينَه انتِ؟ هل استَغلفتني طوال هذه الفترَة؟
غَضبهُ كان سَببًا في جَعلها تَنهضُ هي الثانيَة من مكانِها و تُعطيه حَيزًا من اهتمامِها في التَبرير و اصلاحِ الموقف ، لَكِن هو لم يَسمح لَها حينما تغلّبت عليه عَصبيتَهُ و اقتَرب يُمسِكها من ذراعيها بقوّة كادَت أن تَقتلعهما من كَتفيها
- افهمُ منكِ ، انكِ جَعلتيني اشعُر بالذَنبِ من شَئ لم يكُن حَقيقيّ؟
جَعلتيني ارى نَفسي جاهِلاً ، مُتخلفًا و سَعيتُ لنيل رِضاكِ
و في الاخِر ، كان كُل ذلك تَمثيلاً؟
نَطق بِغَضبٍ فاق ألم من حاوَلت رَدعهُ عَنها لَكِنها فشِلَت ، قوتهُ لم تكُن تَمزحُ خُصوصًا ان جَسدُها مُنهَك بالكادِ تستطيعُ تَحريك اطرافِها
- جونغكوك اسمعني ، دَعني اُخبرك بالحَقيقة كاملَة
قالَت و هي تُحاول ابعادَهُ عَنها ، ناظَرتهُ بِحُزنٍ لم يستطِع التماسَهُ اطلاقًا فَكُلّ ما رآهُ في عُيونِها هي الخِيانَة ، رَماها فوق فِراشِه ثُمّ تراجَع خُطواتٍ الي الوراءِ يُطالعها باستِحقارٍ لم تَعهدهُ اطلاقًا في نَظراته من قَبل
- صَوتكِ لا اُريد سَماعه! اطلاقًا
مَسكت الغطاء بِقبضتِها و هي تُطالعُ ظَهره حينَما التفت راغِبًا بالخُروج ، ارتعاشُ يديه يُخبِرُها انّهُ على وَشك احداثِ مُشكلَة قد تُسبب بانتهاء هَذا الزواجِ كُليًا ، استَقامت و قامَت بِلحاقه تُمسكه من ذِراعه مُتحدثَة
- اسمَعني اولاً ، ثُم افعَل الذي تُريده
لا تَتمسك بالاحكامِ المُسبقَة دون ان تَعرِف الحَقيقة
قالَت و هي تتشبّث به ترفُض رَحيله ، تَوقعت ان يَلين و يَستمع اليها ، تمامًا كما تَخيلت حينما رَغبت في مُشاركتهُ جُزء من قِصتها التي لا يَعرِفُها احَد من حَولِها عدا نَفرين..! و ذلك نَجم من شُعورها بالآمان رِفقته
رَغِبت ان تُصارِحَهُ و تُخفف الحِمل الذي تَشعُر بِه ، فهو قد اثقل كاهِلها اضعافًا بعد الذي حَدث لِـ آيلا ، و اجهاضُ جَنين لاڤينيا
تَمنت ان يُعطيها الفُرصَة للتَبرير ، خُصوصًا حينَما راى نَظراتِ الضُعف في عُيونِها حينَما التفت اليها يُطالِعها بِنُفورٍ غَريب ، سَحب ذِراعهُ مِنها و ما قالهُ حَطّم قلبُها المُحب لَه
- تَتعدد الاسباب ، و النتيجَة واحِدَة
انتِ لستِ شريفَة..!
سَقطت يدُها مِنهُ و لم تَتمكن بَعد الذي قالَهُ من التمسُك بِمُحاولاتِ التَبرير ، تراجَعت خُطوَةٍ الي الوراء و هي تُطالعهُ بِعدم تَصديق
- جونغكوك!
هَمست باسِمه تَنتظرُ مِنهُ التراجُع عمّا قالَهُ للتَو ، انتَظرت رد فعلٍ مُغاير ، ع الاقل ان يَسمع ما في حَوزتِها ثمّ يُقرر..!
ما لَفظهُ كان قاسيًا على من رأت نَظرة الجَبروتِ في عُيونِه ، لذا لم تَسمح لِضعفها أن يَتمكن مِنها اكثر امامَهُ اذ قَبضت على يديها بقوّةٍ بالغَة قبل ان تُطالعهُ بغضبٍ شديد قالَت من خِلاله
- تبًا لك و لامثالك الذين يَقيسون شَرف المراة و عِفتها بالعُذريَة
كان سَيتحدث ، لَكنها لم تُعطه المَجال حينَما اقتربَت مِنهُ و مَسكتهُ من ياقتِه بقوّة استَجمعتها من خَيبة املِها فيه
- و تَبًا لي في المقامِ الاول ، لانّي اردتُ مُشاركَتك جُزء من قِصتي
غَضبهُ كان يَعمي بَصيرتِه ، و ارتعاشِ يديه التي قامَت بِدفعها جَعلتها تُدرِك جَيدًا انّ اضطِراباته النَفسيَة من تَتحكمُ في تَصرفاتِه في الوَقت الراهِن
كانَت سَتغضبُ اكثَر ، لَكِنها تذكَرت ما قالَهُ في اخر مُحادثَة لهُما حينَما طلب مِنها ان تَكون مُعالِجَتهُ ، ان تُعطيه الفُرصَة حينما يُثبت احقيتهُ بِها
و اخرُ ما جَرى ، ابتداءًا من تلك القصّة التي بَعثها اليها متخفيًا وراء الظِلّ كَقارِئ يُناجد كاتبَتهُ المُفضلَة لِطلب الشفاعَة من مَحبوبتِه ، الي حين انقاذِه لَها قبل سُويعاتٍ قليلَة
الاحداثُ المُستجدَة جَعلت قلبُها يَتعلقُ بِه اكثر و يَجعلُها تُدرك انّهُ الشَخصُ الانسبُ اليها رُغم جَهلِه و سوء تَصرفاتِه احيانًا
نَظرت بِداخل عَينيه و تَركتهُ حينَما واشكَت على الانفعال و الرَمي بكلامٍ عشوائي يزيدُ الامور سوءًا ، تراجَعت الي الخَلف و قالَت بهدوء
- حينما تَهدأ ، سَنتحدث
لم تُطل معهُ الجِدال فهو قد غادَر بالفعل و صَفع الباب خَلفه ، تَركها بِمُفردها في السَكن و غادَر الي رُدهَة الثكنَة يُدخن سَجائِرهُ بِكَمٍ لا يُوصف من الغَضبِ و الاحباطِ لِما سَمعهُ للتَو
لم يكُن يستطيعُ منحها الفُرصَة للتَبرير حتّى ، ما أكدّتهُ لهُ جَعلهُ يَراها في اكثرِ الوَضعيات حَميميَة! مَع رجُلٍ غَيره!
تِلك المَشاهد التي تَسربت الي عقلِه افقدَتهُ صَوابهُ و جَعلتهُ يَركُل و يَلكُم كُلّ ما قابَلهُ تفريغًا عن غَضبِه الغير مَحدود ، حطّم كُرسيّ مرميّ دون فائِدَة قرب الجِدار لِيلكُم الحائِط بضع مراتٍ حتّى نَزفت قَبضته
لم يُشفَى غَليلهُ بَعد ، يودّ ان يُمسِك بالرَجُل الذي سَرق عُذريَة زَوجتهُ كيّ يَقتلهُ و يَقطعُ نَسلهُ كيّ يرتاح جُزءٍ مِنه
مُشكلتهُ الكُبرى لم تَكُمن في حَقيقَة ما قالتهُ بِقَدر ان شُعوره بالاستغباء أذاهُ لاقصى حَدٍ مُمكن ، استَغفلتهُ و جَعلتهُ يَحملُ ذنبًا طيلَة الوقت الماضي هو لم يَقترِفهُ ، على الرُغم من ان ردّ فعله كان هُجوميّ ، لكنهُ بدافع اعتقاده..!
كانت تستطيعُ مُصارَحتهُ بالحَقيقَة آن ذاك ، و سيغضبُ لايامٍ ثُمّ يهدأ و يَعودُ اليها من جَديد لانّهُ و بِحَق يَعشقها..!
احسّ بأنّ البَيت الوحيد الذي بناهُ سَعيدًا طيلَة حياته ، بدأ ينهارُ و يَقع فوق رأسِه ، تَمتلكهُ رَغبة مُلحّة بالبُكاء لَكنهُ استَبدل بُكاءهُ بالصراخِ و تَحطيم كُلّ ما يُقابله يُحولًه الي قِطعٍ تُشابه قلبهُ المُنكسر
استنفذ كامِل طاقتهُ و جَلس على الارضِ يُراقب نَزيف قبضتِه بِعيونِه التي تحملُ كمًا يُكاد يرى من الدُموع ، شُعور الخُذلان الذي يُلازِمهُ قاتِل للغايَة
مَسح عَيناهُ بِكُمه و حاوَل جاهِدًا أن يُهدأ من رَوعِه ، لَكنهُ عاجِز..!
عاجِز ان يُقنع نَفسهُ بالعودَة و سَماع ما تُريد قَوله ، يُقسم انّهُ يريد مِنها التَبرير ، لكن مشاعرهُ خُدِشَت و تَمزقت بالشَكل الذي يَمنعهُ من الرُجوعِ الي تلك العُيون التي رأى فيها الخِيانَة
قد لا تَكونُ فَقدت عُذريتها بالشَكلِ الذي تَوقعهُ هو
لَكُن مُجرد التَفكير بأنَها استَغفلتهُ و كَذبت عَليه طيلَة الوقت
فَهذِه لوحدها بالنسبَة اليه خِيانَة يَخشى انّهُ قَد لا يَغفِرُها..!
امّا عِندها هي ، فكانَت تجلسُ فوق فِراشه تُحدق في الفَراغِ بِحُزنٍ للحظات ، لرُبما تسرعَت و صارحتهُ في وقتٍ غير مُناسب اطلاقًا..!
لَكِن ، لم تتوقع ان هذا سيكونُ رد فعله ، تَخيلت انّهُ سيسمعها للنهايَة ، آن ذاك هي مُتأكدة انّهُ سياخُذها في احضانِه و يتأسفُ لها عن كُل مُرٍ ذاقتهُ
بعد ان رأت النُسخَة المليئَة بالحنيَة منهُ ، لم تعُد تتخيل انهُ سيكونُ بهذه القسوَة من جَديد ، لَكنها اعتبرت ردّ فعله عِقاب على صَمتِها طيلَة هذه الفترَة ، اعتبَرتهُ جَزاءها على عدمِ مُصارحتهُ و جَلست تُطالع صُورته المُعلقَة بالبذلَة العسكريَة قُبالتها بحزنٍ بالغ
استقامَت تقترِبُ مِنها حتّى اصبحَت تُقابله تمامًا ، نَظرت في عَينيه الحادَة و التب عند حُضورِها هي تَلينُ من اجلِها
ضَمت ذراعيها الي صَدرِها و قالَت بصوتٍ خافت
- لم اعد استطيعُ ان اغضَب مِنك ، خُصوصًا بعد الذي عرِفتهُ منك ، و عن الماضي الذي كان يَجمعُنا و كم كنتُ اسيئ اليك و رُغم ذلك كُنت تُحبني ، صَحيح انّي لا املكُ ذنبًا في التعايشُ مَع شخصٍ مليئ بالعُقد مثلك ، لكنّي مُتأكدة اني استطيعُ ان اُصلحك ، يكفي انك تُحاول من اجلي
مَدت يديها تحملُ ذلك الاطار بين اصابِعها و عُيونِها اسقطت دُموعها فوق صُورتِه دون شُعور
- لم اُصارحك لانّي رَغبتُ في كَسرِك ، فقط اردتُّ تَفريغ حدّة الشُعور الذي يُلازمني و وَثقتُ بردّ فعلك ، تناسيتُ ان اضطراباتك من تَتحكم بردودِك و اقبلتُ على الحَديث دون تَفكير ، رُبما كان عليّ الاحتفاظُ بهذا السِر الي المَمات ، انا اسفَة
مَسحت دُموعها بِساعِدها ثُمّ ارجعَت صورته الي مَكانها ، عادَت ادراجِها الي فراشِه و جَلست فوقهُ تُسند وَجنتها فوق رُكبتيها تُراقب عقارب الساعَة قُبالتها ، كانت تنتظرُ عَودتهُ بفارغ الصَبر من اجلِ مُصارحته
لَكِنهُ لم يَعُد..!
•••
الساعَة تُشير الي العاشِرَة صباحًا
فَتحت آلميرا عُيونِها ببطئ على صَوتِ فتح الباب الخارجيّ للسَكن ، فَزِعت حينَما ظَنتهُ زوجها لذلك استَقامت تركُض للخُروجِ و مُقابلتهُ
احسَت بالاحباط حينَما رأت انجيلا بدلاً مِنه و رُغم رَغبتها المُلحَة بوجوده مَكانها الي انّها هَرولت ناحيتِها و قامَت بِعناقها تعبيرًا عن اشتِياقها لَها
- مر وَقت لم اراكِ
بادَلتها انجيلا العِناقُ بلطفٍ و هي تُربت على ظهرِها بِرفق
- انا كَذلك ، لقد عُدت من المهمَة للتو و سمعتُ اخر ما جَرى
ابتَعدت آلميرا عَنها تُطالِع عَينيّ الصُغرَى المليئَة بالحُزن ، احاطت الكُبرى وَجنتها تَستفسرُ بِقلق
- هل انتِ بخير؟ اقام داڤل بايذاءكِ؟
قامَت الصُغرَى بالنَفي اعتراضًا فصاحَبتها الاكبرُ سنًا للجُلوسِ في الصالَة ، استَقرت آلميرا بِجوارِها تُناظِرُها بِحُزنٍ تَسبب في تضاعُف قلقِ الكُبرى
- مالذي جَرى في غيابي؟ هل انتِ و جونغكوك بخير؟
اومأت آلميرا ايجابًا و اكتَفت بذلك القَدر كاجابَة على سُؤال انجيلا
استغرقَت وقتًا لِجمَع حروفها و الحَديث مُبتسمَة باصطِناع
- انا بخير ، لَكن ما مرّ لم يكُن سَهلاً اطلاقًا
اُحاول ان استعيد سَجيتي
همهمَت لها الكبرى مُتفهمَة ثُمّ قامَت بالتربيتِ على يدِها بلُطف تُتابع
- هيّا ، جهزي نَفسكِ قد ارسل مَعي جونغكوك بعض المَلابس لكِ و طلب اصطحابكِ الي المُستشفى للاطمئنانِ على الرفاق هُناك
ابتلعَت آلميرا ريقِها بِبُطئ ثُمّ سألَتها بِتردد
- هل جونغكوك سيكونُ مُتواجِدًا هناك؟
نَظرت انجيلا اليها ثُمّ قامت بالاعتِراض و هي تَستقيم من جِوارها
- لا ، قد ذَهب مع الفريق للبحثِ عن داڤل
سَكتت لِلحظاتٍ ثُمّ اكتَفت بالايماء ، نَهضت تتوجه ناحيَة غُرفتِه في السَكن فَلَبِسَت ثيابِها التي بعثها زَوجها مع المُمرضَة ثُمّ خَرجت تُغادر برفقتها الي المُستشفَى ، حَيثُما جَلست هُناك بِجوار لاڤينيا تُواسيها بعدما عَلِمَت بخبرِ اجهاضِ جَنينِها
كانَت تمسحُ عَنها بِرفقٍ تام ، تُواسيها و تُخفف عَنها رُغم انّها كذلك بحاجَة الي المُواساَة ، لَكنها فضَلت اوجاع صديقتِها على اوجاعِها هي
طَبطبت عَليها الي أن نامَت بعدما حُقِنت بالمُهدئ ثُمّ غادَرت الي غرفَةِ آيلا التي كانَت تحت تأثير المُهدئ ، دَخلت على والديها الجالسين قُرب ابنتهُما الصُغرى و حَالما وَطئت اقدامها الحُجرَة نَظرا اليها
استَقبلتها آيرا بابتِسامَة تحملُ خلفها اطنانًا من الوَجع ، الجَميع هُنا كان يَتألَم بِطريقَة سامَة للغايَة ، ابتداءًا مِنها و من آدولف عائلتهُ وصولاً الي زَوجِها و فَريقه
دَخلت و هي تَبتسمُ بحزنٍ دَفين اذ قالَت حالما وَقفت بجوارِ رأسِ الصُغرَى تمسحُ عليها بلُطف
- ستكونُ بخير ، انا مُتأكدَة
نَظرت ناحِيَة ادولف الذي اكتفَى بالايماء و لم يَشئ التَحدُث ، جَلست قُرب آيلا و سألت والديها بِوديَة
- هل حَكت آيلا ما حَدث؟ و كَيف وصل داڤل اليها؟
وَجدت جوابها عند اُمها التي مَسحت دُموعها الجافَة قبل ان تُجيبها بِهُدوء
- كانت قبل قَليل تَذكُر لنا التَفاصيل ، المسكينَة حينما كانت في المَدرسة ذهب نامجون اليها و اقنَعها انّهُ يستطيعُ جَعلها تستردُ حقها من قاتِل ليون ، و لان قلبها العاشق الصغيرِ كان مَجروحًا ، طاوعَتهُ و نَفذت كُل ما طَلبهُ منها ، حينما انشغلَنا نحنُ بكِ عندما حاولتِ الانتِحار ، استَغلت فرصَة عدم تواجُدنا مَعها و غادَرت الي الثكنَة مُستخدمَة سلطَة والدها بالدُخول ، كان ذلك الخائن قد سهّل لَها الطَريق لاخراجِ داڤل ثُمّ اخذتهُ الي المقبرَة
نَظرت آيرا الي وَجه ابنتِها الصُغرَى ، كان شاحِبًا فاقِدًا للحَياة بشكلٍ مُميت الي قلبِ امها التي كَبحت بُكاءها بصعوبَة ، ارتجَفت يدِها فسارعَت آلميرا بامساكِها تَمسحُ عليها برفقٍ قبل ان تُكمِل
- اظُنني اعرفُ ما تبقَى من القصَة ، لا داعِ للاكمال
قامَت آيرا بالايماء و الغصّة تَجتاحُ صَدرُها تمامًا مِثل زَوجها الذي استأذن و خَرج لاستِنشاقِ بعض الهَواء فالمتواجد في الحُجرة سام للغايَة
- ارادَت ان تَقتلهُ امام قَبر ليون لِتسترد حَقّه
لَكنهُ من قتل روحِها بجوارِ حَبيبها
هَمِست آلميرا بِحُزنٍ حينما وَضعت عينيها على جَسدِ آيلا النائِمَة ، اصَدرت تنهيدَة خافتَة ثُمّ نَظرت ناحيَة الأمِ المُتحسرَة على وَضع طِفلتها مُتحدثَة بابتِسامَة صغيرَة
- كُل شَخصٍ في هذا العالم تمّ ابتلاءَه في مُصيبَة ما ، سواء في نَفسه ، او في اقربِ الناسِ اليه ، لكن تأكدي ان هذِه المصائِب سَتصنعُ منه شخص لا يُقهر
نَظرت آيرا اليها بِعتابٍ كما لو انّها تَلومها على كَلامِها الذي لا ينطبق على المَعيشة التي تَربت هي فيها ، حينَما قررت ان تتخلّى عن آلميرا و هي في المَهد ، كانت على دِرايَة تامَة لمن ستُعطيها ، مُدركة ان صغيرتِها سَتعيشُ بآمانٍ بعيدًا عن مَصيرِها المُنتَظر
تراها لا تملكُ الحَق في الحَديثِ عن المَصائِب
و هي لم تُجرب واحدَة اطلاقًا!
لَكنها سعيدَة بالمُواساة التي مَنحتها لها ابنتها الكبرَى
و انّها تُحاول ، ان تَشعُر بنارِها و تُطفئها
ابتَسمت الصُغرَى بألمٍ حينما فَهمت مَعنى نَظراتُ الاكبرِ سِنًا ، لَكنها لم تُعلق و اكتَفت بالتَربيتِ عليها بِرفقٍ قبل ان تَنهض من جِوارها قائِلَة
- ساعودُ للزيارَة ، اهتمي بِنَفسكِ
كانت على وَشك الرَحيل ، لَكِنّ الكُبرَى مَسكتها من ذِراعها و اقتَربت تُعانقها بقوّة ، تفاجَئت آلميرا من مُبادرتها لَكِنها لم تبَخل عليها بحضُنها و بادَلتها بلُطف
- انا فخورَة ، ان هذا العالَم يمتلك امراة قَوية مِثلك
كانَت تُريد اخبارِها انّها فخورَة بامتلاكِها ابنَة كمِثلها ، لَكنها عَجزت عن الافصاح بالحَقيقَة و اكتَفت بِتَلغيمِ كَلامِها الذي دَسّ الدُموع في عُيون الصُغرَى
لا تَعرفُ لِما ، لكن حُضن آيرا يُشعرِها بِحَنينٍ تَجهلُ سَببه
بادَلتها العناقُ بقوّة بالغَة كما لو انها تَحتمي بِها من بُرودَة الايام
هَمست في المُقابل بِغصّة شَديدَة
- لَو تَعرفين ما كَلفتني قُوتي هَذِه
مَسحت الاكبرُ سِنًا على رأسِها بِرفقٍ جَعل آلميرا تَنهارُ من البُكاء رُغمًا عن ارادتِها ، لم تَكُن تستطيعُ السيطرَة على مَشاعِرها التي اهتاجَت بِشَكلٍ مُفاجِئ للحَد الذي منعها من السيطرَة عليها
بَكت في حُضن اُمها البيولوجيَة التي فَهِمت ان هُنالك ما يأسِرُ قلب طِفلتها و يَكبحُ حُريَة مَشاعِرها ، ابتَعدت عنها تُحيط وَجهها المَليئ بالدُموع ، النظر في عينيّ آلميرا يُشعِرها انها تُطالع نَفسها عبر المِرآه
طِفلتها تُشبهها للغايَة
- سيكونُ كل شئ بخير
اهدئي همم؟
قامَت الميرا بالايماء من وِسط ابتسامتِها الهادِئَة
التي تُخفي وراءها الكَثير
•••
بعد انتهاء مَوعد الزيارَة في المُستشفَى ، عادَت آلميرا الي الثكنَة بحثًا عن زَوجِها الذي لم يَصدُر حِسه للأن ، جَلست في الحَديقَة مع كوبٍ من القهوَة جاء به جوليان حينما صادَفتهُ في المَمرات
جَلس بِجوارها و سألها حينَما لاحظ الهمّ يَغزوا مَلامِحها
- مابكِ ؟ لا تَبدين بِخَير
هو اكثرُ من يَعرِفُ صَديقته التي عاشَرها مُنذ سنواتٍ طويلَة ، وَجهت آلميرا عُيونِها اليه ثُمّ قامَت بالنَفي اعتِراضًا تتجنّب التنبيش في مواجِعها
- انا بخير
قامَت بالاحتِساء من كوبِ القهوَة الذي بين اصابعها مُتجاهلة حدّة مشاعِرها ، اصدَرت تنهيدَة خافتَة حينما سَمعت صديقها يقولُ بهدوء
- في الواقع ، لم اقصد التَنصُت..!
لكن البارحَة
نَظرت آلميرا اليه تُطالعهُ و هو يَقضمُ شفتهُ مُتأسفًا
- انا اسِف ، لكن البارحَة كنتُ قد جئتُ للاطمئنانِ عليكِ حينما علمتُ انكِ عُدتِ بخير ، تفاجَئتُ عندما سَمعتُ بالخطأ ما دار بينكِ و بين زوجكِ
اخَفضت الصُغرى عُيونِها للارض تُطالعُ اقدامِها بِصَمتٍ دام طَويلاً ، اغمَضت كُحليتيها للحظاتٍ ثُمّ وَضعت كوب القهوَة جانبًا قبل ان تنطِق
- ذلك صَحيح ، صارحتُ جونغكوك بالحَقيقَة
نَظر جوليان اليها لفترةٍ قبل ان ينطِق بهدوء
- اخبرتكِ انهُ كان عليكِ مصارحتهُ قبل الزَواج آلميرا
اتتوقعين انهُ سيتقبل الواقع ، بعد كُل هذه المدَة؟
نَظرت آلميرا اليه و هي تقبضُ على اصابِعها بِقوّة ، سَمِعتهُ يُتابع مُؤنِبًا حينما قال
- ما من رَجُلٍ يتقبل فكرَة ان زوجتهُ ليسَت عذراء..!
مُجرد التَفكير بانَها قد تكون عاشرت رَجل غيرهُ تقتله!
قَطبت حواجِبها بشدّة تُناظِرهُ بانزِعاج
- جوليان انت دَرست مَعي في الخارِج و تعرف جَيدًا التفكير الغربيّ ! كيف لَك ان تمتلك التفكير المُنغلق ذاك؟ اين ثقافتك!
لَعق جوليان شِفاهه ثُمّ تابَع بحاجبٍ مَرفوع
- ثقافتي تقفُ حينما اسمعُ بان زَوجتي ليسَت عذراء..!
لو كانت لارين كَذلك ، لطلقتها مُباشرَة دون ان اسأل
كَلامهُ جَعل الصُغرى تُوسع عَينيها مُنصدمَة ، كانَت على وَشك توبيخهُ حينما قالَت له بغضَب
- تتحدَث كما لو انك لا تعرفُ الحقيقَة!
استَقامت رَغبةٍ في اسماعِه بعض من الكلماتِ القاسيَة دفاعًا عن نَفسِها ، لَكِنها صُدِمت بِتدخَل زَوجِها الذي جاء راكِضًا من نهايَة المَمر و مَسك جوليان من عُنقه يلصقهُ بالعامود من خَلفه
- ايها الخَسيس من انت لِتُحادث زَوجتي بهذه الطريقَة؟
هَسهس الرائِد قُبالَة وَجه جوليان الذي حاوَل ان يَسترد انفاسهُ حينما كَبتها جونغكوك باصابِعه التي قيّدت رقبتهُ ، خَبطهُ بقوّة على الجِدار يُتابع بغضب
- ما شأنك انت لِتتدخَل فيما لا يَعنيك؟
من سَمح لك بِتوجيه ذلك الكلام اليها؟
من انت اساسًا لِتجرؤ على مُجالستها؟
خَبطهُ في الجدار بِضع مراتٍ حتى واشَك على قتله لَولم تتدخل آلميرا التي حاوَلت فك ذلك النِزاع بِصُعوبَة بالغَة ، جَرت زوجِها الي الوراءُ تُبعده عن مَن سقط على رُكبتاه يستعيدُ انفاسهُ المَسلوبَة
- ان رأيتك تَحوم حولها من جَديد ، او تُحاول حتّى مُحادثتها ، ساقتُلك اُقسم ، اسمِعت؟
صَرخ الرائِد بِه و هو يقفُ وراء زَوجته التي تَدفعُ به الي الوراء تَصنعُ بينهُما حاجِزًا ، كان من الواضح عليه ان يَبحثُ عن شخصٍ يُفرغ به غَضبه و لم يَجد أنسبُ من جوليان اطلاقًا
اخَفض عيناهُ الي آلميرا التي مَسكها من يَدِها و سَحبها معهُ بَعيدًا عن الذي ناظَر ظَهرهُ بحقدٍ دَفين ، كوّر على يَداهُ قويًا ثُمّ نَهض يُعدل هِندامه بعدما افسدَهُ الرائد
حينَما وصلا الي مَكانٍ خالٍ من البَشر ، ترك جونغكوك يَد زَوجتِه و التَفت ناحِيتها يُناظِرُها بِهُدوءٍ مُميت
حَدقت في عَيناهُ و هي تَنتظرُ مِنهُ ان يَسمع تَبريرِها ، و حينما ارادَت الحَديث لاحَظت جُروح قَبضتِه ، وَسعت عينيها و هَرولت لامساكِ يده تَمسحُ عليها بلُطف
- مالذي حَدث؟ كَيف جرحت يَدك؟
نَظرت بداخِل عينيّ من نَظر للنحوِ الاخَر يرفُض التَحديق بِداخل عُيونِها التي رأى بداخلهما انعكاسًا لانكسارِه ، تراجَع خُطواتٍ الي الوراء بعدما سَحب يدهُ بقوّة ثُمّ قال بهُدوء
- خَيبة أملي بكِ لا تُوصَف ، حتّى هو يَعرِفُ بِما لا يجب ان يَعرفهُ احَد سِواي! رَجُل غريب عنكِ و يعلمُ كيف فقدتِ عُذريتكِ ! و زوجكِ لا؟
كلامهُ الهادئ لا يتماشَى اطلاقًا مع حَقيقة شُعورِه بالخُذلانِ و الوَجع داخِله ، كان يُريد التَعبير اكثَر عمّا يُخالِجه ، و يَلومها حتّى يَشفي غليلهُ لَكِنهُ فضّل الصَمت بدلاً ، يشعُر ان كُل مت سيقولهُ سيعجزُ عن التَعبير عن حَقيقة احساسَه
نَظرت في عَيناهُ بِحُزنٍ بالغ و لاولّ مرَة تشعُر انّها تودّ الالحاح في المُحاولَة للتبرير ، لاولّ مرَة تُريد التمسُك به بكامل هذه القُوَة ، اقتَربت منهُ و هَمست قائِلَة
- ارجوك ، اسمَعني ، اُريد اخبارك بالحَقيقَة
حينَما تَسللت يدُها لاحتضانِ وَجنتِه البارِدَة تمسحُ عليها برفقٍ تام ، ضَعُف امامَها و نَجحت في السيطرَة على حَواسُه بعدما قَلصت المسافَة بينهُما
نَظرت بداخِل عُيونِه تُريد تَبرِءَة نَفسها امامَه ، لَكِن القصَة لا تسيرُ كما تشاءُ هي حينَما نادَى احد جُنودِه عَليه لاجلِ استكمالِ المُهمَة
فُرصتها ضاعَت بمجَرد ان التفت يُغادر المَوقع دون سَماع حرفٍ اضافيّ ، تَركها تتخبّط وِسط قفصِ الألمِ و رَحل
جَلست القُرفصاء تَضمّ رُكبتيها الي صَدرِها تُطالِع الفَراغ بِصَمتٍ قاتل ، لازال بيدِها الوَقت للتَبرير ، لازالت المواقف تَجمعهُما ، سيعودُ في نهايَة اليومِ اليها و آن ذاك لن تَتركهُ حتى تُخبِرهُ بالحَقيقة كامِلَة
راقَبت ظهرهُ و هو يَتبع العسكريّ الي العيادَة العسكريَة حيثُما كانَ جَسدُ داڤل هُناك ، نَجح هو و فَريقه في العُثورِ عَليه باستعانَة من الجَيش الملكيّ و بعد عدة مُفاوضاتٍ تمّ تسليمهُ لَهم
حَدق الرائِد في انجيلا التي ازالَت قِفازاتِها المليئَة بالدماء قبل ان تنطِق
- اخترقَت الرصاصَة رأسِه ، لَكنهُ لم يَمُت
لازال على قيدِ الحَياة يلفظُ انفاسه الاخيرَة
اقتَرب جونغكوك من جَسدِ داڤل الذي كان يُناظرُ السَقف و هو يُفرق بين شِفاهه يستعدُ للقاءِ حَتفه ، لم يكُن واعيًا اطلاقًا بما يَدور حَولهُ و ذلك ما قالتهُ انجيلا تالِيًا
- انهُ غير واعٍ جونغكوك ، فقدت حواسهُ العَمل ، يُمكنك القول انهُ مَيت سريريًا لَكن قلبهُ لازال يَنبِض
حَرّك الرائد يدهُ امام عينيّ داڤل التي لم تكُن تتحرَك ، اغمَض خاصتَيه مُتنهدًا بِضيقٍ قبل ان يَركُل الارض بِغَيضٍ و عَصبيَة
- اللعنَة ، مالذي سافعلهُ به و هو مَيت سريريًا؟
احتاجهُ حَيّ لانتقم منهُ شَر انتقام!!
حَدقت أنجيلا بِه للحظاتٍ تراهُ يصطكَ على اسنانهُ بعصبيَة مُفرطَة ، فهِمت انّ هُنالك سَبب اعظمُ خَلف كُل هذا الغَضب لِذا قامَت بالتَربيتِ عَليه بلُطف تُتابع
- يُمكنك التَبرُع باعضاءِه ، دامها لازالت سليمَة
نَظر الرائد اليها قبل ان يبلل شِفاهه الجافَة مُتحدثًا بسُخريَة
- من ذا الذي يَرغب باخذ اعضاء سافل مِثله؟
هَزت انجيلا اكتافها ثُمّ قامَت بِوَضع الغطاء على وَجه المُجرمِ تُتابع
- هُنالك من هم بحاجَة للمُساعدَة
تَنهد جونغكوك بِخفّة ثُمَ نظر ناحيَة اخته التي جاءَت للتو من استراحَة غدائها ، نَظرت في اتجاهِه و لَمحت جُروح قبضتِه ، اقتَربت منهُ مُتحدثَة
- مابك ؟ هل اذيت نَفسك؟
مَسكت قبضتهُ تلتمِسُها ثُمّ طلبت منهُ ان يُرافقها لِمُعالجته و هو لم يَرفُض ، جَلس فوق السَرير الخالٍ و سَمح لها بِمُداواةِ قبضتِه مُتسائِلاً ان كان هُنالك ضِمادٍ يُعالج قَلبَه ..؟
اصَدر تنهيدَة خافتَة شعرت بها انجيلا التي ناظَرتهُ للحظاتٍ ثُمّ تابعَت عملها ، بعد ان انتهَت لارين من تضميدِ يدهُ غادَر العيادَة متجهًا الي مكتب اللواء حيثُما كان المُشير هُناك مع طليقتِه
حينَما دَخل وجد زَوجتهُ جالسَة في مُنتَصفهما بينَما تُحاول ڤيولا جاهدَة ان تُطعمها من الفواكِه ، نَظر المُشير لهُ حالما دَخل ثُمّ اشار لهُ بالجُلوس قائِلاً
- اجلِس
دَنى الرائِدُ و جَلس امام آلميرا التي ناظَرتهُ بِهُدوء ، لَكنه لم يُعرها اهتمامًا و طالع والدها مُستفسرًا
- سمعتُ انك طلبتني
حَدق في ڤيولا التي سارعَت بالايماء و التحَدُث
- نعم ، انا طلبتُ منهُ ان يُنادي عَليك
اومَئ لَها للتحدُث بما لَديها ، فقالَت هي مُباشرَة
- في الواقع ، انا لازلتُ عند كَلامي منذ البدايَة ، هذا المكان لا يُناسب ابنتي لِذلك اريد استرجاعِها و اخَذها معي من جَديد
نَظرت آلميرا اليها بِدهشَة قبل ان تَلتفت ناحيتِها تعترِضُ على قولِ امها بشدّة
- ام..امي لا!
قاطَعها والِدُها الذي نَطق بعزمٍ يُوافق طليقته
- امكِ معها حق آلميرا ، انتِ لا تتماشَى معكِ حياة كَهذِه
عليكِ العودَة معنا ، ثُمّ زوجكِ حالما يَنتهي من خِدمته سيأتي
عَقدت حواجِبها بشدّة تعترِضُ على قرارِهما ، كانت سَتتحدَثُ للنَفي و الاصرار على بقائِها هُنا ، لَكن ما قالهُ زَوجها جَعلها تُطالعه بِصدمَة
- مَعكما حَق ، هذا المكان لا يُناسب زَوجتي اطلاقًا
نَظرت آلميرا اليه بِصدمَة حينَما تابَع بعدما نَظر بداخِل عَينيها
- كنتُ مخطئًا حينما وافقتُ على مَجيئِها ، لذلك ساُصلح خَطئي بارسالِها مَعكُما الي كوريا ، سيكونُ من الجَيد ان نَلتقي شهرًا كُل عام
عَجِز لسانُ زَوجتهُ عن النُطقِ من بَعد ما قالهُ ، خُصوصًا انّهُ استقام من بَعدِها و طَلب حَقهُ بالاستِئذان
- عن اذنكما ، لديّ عمل يجبُ عليّ انهاءُه
مَسك قُبعتهُ يَرتديها و هو في يستعدُ للرَحيل ، غادَر الحُجرَة و ترك خَلفهُ زَوجتهُ لا تَستوعبُ ما نَطقهُ اطلاقًا
نَظرت ناحيَة والدُها الذي ناظَرها بهدوء
- حتّى جونغكوك يعلمُ انّ مجيئكِ الي هنا كان خاطِئ
احزمي امتعتكِ ، سَنُغادر بالغَد
نَفت تعترِض برأسِها قبل ان تَستقيم و تُغادر وراء زَوجِها بسُرعَة ، لَحِقتهُ تركُض خَلفهُ حينما وَجدتهُ يُحادث جيمين في نهاية الممر
- جونغكوك
وَجه الرائِد عينيه اليها يُطالعها و هي تَلهثُ من شِدّة الرَكض ، نَظر ناحيَة جيمين الذي سلّم عَليها اذ قال لهُ بهدوء
- سالحقُك ، قل للفريق ان يَتجهز
اومَئ جيمين بِرأسه فقام بتأدية التحيَة العسكريَة قبل انطِلاقه ، التفت الرائد ناحيَة زوجته التي استعادَت انفاسِها قبل الاقترابِ منهُ لِمُعاتَبته
- مالذي قُلته للتو؟ اوافقت حقًا على رَحيلي؟
قام بالايماء كتأكيدٍ عمّا قالت اذ اجاب بهُدوء
- نَعم ، انهُ الحَل الانسَب لانهاء هَذِه المهزلَة
عَقدت حواجِبها تُناظرهُ و هو يُتابع بِجُمود
- من المُستحيل ان نَجتمع في مكانٍ واحد انا و انتِ
ليستمر هذا الزَواج ، علينا البقاء بَعيدًا عن بَعضنا
قَبضت على يَديها بِبُطئٍ تُناظِرَهُ بِغُل
- انت لا تتحدَثُ بلسانك! بل بلسانِ غضبِك
كيف لك ان تَكون سيد الاحكامِ قبل ان تَسمعني؟
طالعَت عيناهُ الجاحدَة و هو يضعُ يداهُ بداخل جُيوبه
- لستُ مُهتم لِسَماعكِ صِدقًا ، خُصوصًا بعدما علمتُ ان جوليان يعرفُ عن أمرٍ انا اولَى به من غَيري ، لِذلك رجاءًا انَصرفي بهُدوء ، لا اُريد رؤيتكِ حتّى العام القادِم
لم يَدع لَها المَجال للحَديثِ فقد تجاوَزها و غيّر طريقهُ بما لا يتماشَى مع خاصِتها ، كان قاسِيًا للغايَة مع التي اخَفضت عينيها للارضِ تُطالِع الفَراغ بِصَمتٍ بعدما فقدَت حاسَة التَعبير..!
احقًا امرُ العُذريَة
يجعلهُ قاسيًا لِتلك الدرجَة؟
ايُقاسُ شرفُ المرأةِ بِها..؟
بدأت تفهمُ لِما آيلا ، خافت بذلك الشَكلِ للتَو
لانها تعيشُ مع اُناسٍ ، يُقدسون العُذريَة بطريقَة مرضيَة
ابتَسمت بسُخريَة قبل ان تُرجِع شعرِها الي الوراء ، بَللت شَفتيها و رافَقت العسكريّ الذي وصّاه الرائد عليها الي بيتِها معهُ من اجل حَزم امتِعتها
دَخلت البَيت الذي كان مُدمرًا بعد اخِر ما جَرى ، وَقفت عند العُتبَة تتذكر الحادثَة التي وَقعت فيها المَصائِبُ مُنذ ايامٍ قليلَة
تَنفست الصَعداء ثُمّ واصَلت طريقها ناحِيَة الغُرفَة التي اخرجَت منها حَقيبة سفرِها و بداخلها وَضعت مَلابِسها بالكامِل ، لا تُنكر انّها قامَت بِسرقَة بعضًا من قُمصانِ زَوجِها تلبيًا لنداء الشَوق في الغُربَة
انزَلت بِضع قمصانٍ من ملابِسه و قَد سقط شريطٍ من الادويَة مَعهم ، انخَفضت تَحمِلهُ و تتفقدَهُ فوجدت انّهُ اخرُ ما رأتهُ تلك المرَة لكن بِخلاف اختفاء بضع كبسولاتٍ علمت انّهُ تناولهم
انتابَتها الشُكوك تجاه هذا الشَريط تَحديدًا ، لِذلك اخَذتهُ مَعها و وَضعتها بِداخل حَقيبتِها قبل ان تُتمتم لنفسِها
- عليّ اخذه الي مُختبر الادويَة لارَى ماهو هذا الدواء..!
حتمًا ليسَ عِلاجه الاصليّ ، انا مُتأكدَة
رَفعت عينيها الي المنضدَة حيثُما هُنالك ايطار صُورَة زواجِهما ، اقتَربت تَحملها بين يَديها تُطالع ابتِسامَة كِليهما ، لا اراديًا تَبسمت شِفاهها قبل ان تَطرح انفاسُها بِبُطئ و تقرر اخذها مَعها هي كَذلك
وَضعتها بداخل الحَقيبَة التي اغلَقت عليها جَيدًا ثُمّ جَلست فوق السَرير تُناظر الفَراغ بِصَمت ، لازالت تتأملُ ان يعود مُعتذِرًا ، يطلُب التَبرير و يَنتهي هذا الكابوس الذي صَنعتهُ بيديها حينما اقبَلت على مُصارحته في الوَقت الخاطِئ..!
اصَدرت تنهيدَة خافِتَة بعدَما اتكَئت على مَسندِ السريرِ تنتظرُ عودَتهُ بأيَةِ لحظةٍ يرفُض فيها رَحيلِها ، مَضى الوقتُ بِبُطئِ شَديدٍ و هو لم يَظهر اطلاقًا
واشكَت الشَمسُ ان تشرُق ، تُعلن عن النهار الذي ستُغادر فيه و زَوجُها لازال لم يأتي ، وَقفت تتجوَلُ في البَيت تتذكُر شِجاراتِهما الكَثيرَة بِه
تبتسمُ تارَة و تَعبسُ في التارَة الثانيَة
جَمعت بينهُما الكثيرُ من الخِلافات التي تَنتهي بِشتائم لا نِهايَة لها
نَظرت ناحيَة سَريرِهما ، الذي لم يَشهد سِوا على عِلاقتين بينهُما! رُغم انهُ مر على زواجِهما قُرابة الثلاث اشهُر ، بدأت تُدرك ان عِلاقتهما لم تكُن كأي عِلاقَة زوجيَة اُخرَى نهائيًا
بدأت تفقدُ الاملُ من مَجيئه ، خُصوصًا او الساعَة اصبحت تُشير الي السابعَة صباحًا و هي هُنا مُنذ البارحَة ، ناوَلت حَقيبتها الي العسكريّ الذي كان يَنتظرُها طوال الوَقت ثُمّ غادرت معهُ بعدما وَقفت قرب الباب تُلقي نظرَة اخيرَة الي ذلك البَيت
كما لو انّها تشعُر
انّها لن تَعود اليها اطلاقًا ..!
•••
- حَبيبتي هل جهزتِ حقائبكِ؟
سألت ڤيولا ابنتِها التي للتو خَطت داخل الثكنَة ، قامَت آلميرا بالايماء ثُمّ طالَعت الانحاء بَحثًا عن زَوجِها ، لم يكُن موجودًا لذلك سألت عنهُ والدها بِتردد
- اين جونغكوك ؟
نَظر والدُها اليها للحظاتٍ بعدما كان يقرأ مجلَة يُسلي بها نَفسه
- ذَهب في مُهمَة منذ البارحَة ، لا اعلم ان كان سيعودُ لِتَوديعك..!
احسَت بالاحباطِ جرّاء ما قالهُ و قد دَعمتها ڤيولا بِه حينما نَطقت بغَضب
- كيف لهُ ألا يكون مُباليًا لهذا الحَد و زَوجتهُ ستُسافر و تنقطع عنهُ لاشهر ..! هل مُهمته اهم ؟
حَدق المُشير بِها بهدوء قبل ان يُجيب
- بالطبَع اهم ! انهُ ذاهب لانقاذ ارواحِ الناس لا للعب!
حَملقت بِه ڤيولا بِحقدٍ دَفين قبل ان تُدحرج عينيها مُتحدثَة
- بالتأكيد ذلك ما ستقولُه ، فانت مِثله ، انتم العساكر لا تَعرفون مَعنى الحُب
اغلَق المُشير المجلّة بقوّة قبل ان يَعتدل في جَلستِه قائِلاً بسُخريَة
- تركتُ عشيقكِ الفرنسيّ يريكِ اياه
رَمقتهُ ڤيولا بنظراتٍ مُميتَة لم يَأبَه لها حينما سَمع ابنتهُ تنطِق
- استأذنكما ، ساذهبُ لتوديع الثكنَة و اصحابِها
اريد قضاء اليَوم معهم
اومَئ كِليهما لَها ثُمّ تركاها تسيرُ خارج المَكتب ، مَضت في اتجاهِ العيادَة لرؤيَة انجيلا التي كانت في طريقها اليها منذ البدايَة
- آلميرا ..!!
وَقفت آلميرا تُناظِرُها بِحُزنِ قبل ان تَقترِب الكُبرى مِنها تَسألُها بِقلق
- مالذي حَدث؟ لما سَتُغادرين؟
نَظرت الاصغرُ سِنًا في عَينيها ثُمّ اصدرَت تنهيدَة خافتَة قالت بعدها
- للاسف عليّ اخذ فترة نقاهَة ، اخر ما جَرى لم يكُن لصالح صحتي النَفسيَة
وَضعت أنجيلا يدِها فوق كَتِف الصُغرَى ثُمّ تَحدثت بهدوء
- ان كان ما تقولينَه هو الحَقيقة ، فانا اؤيدُ ذلك
امّا ان كان رَحيلك بسبب خِلافاتٍ مع زَوجكِ
فاياكِ و ترك بيتُكِ آلميرا ..!
نَظرت ألميرا اليها بِحُزن قبل ان تنطقُ بقلّة حيلة
- هل ابدوا لكِ بمظهر امراةٍ تريد ترك بيتِها ؟
مَسكتها الكُبرى من اكتافها ثُمّ قامَت بِجرها مَعها الي داخل العيادَة قائِلَة
- تعالي مَعي ، علينا ان نتحَدث فحالتكِ انتِ و هو لا تُعجبني
ادخَلتها رُغمًا عنها و استغلت امر مُغادرة كُل الجرحَى ، جَلست فوق احد الأسرّة تُطالع اعيُن الصغرَى السَوداء بِتَصميم
- لن اترككِ حتى تُخبريني بكل شئ ..! جونغكوك رفض اخباري و انا اعلمُ جيدًا ان هُنالك شئ جرى بينكُما
سَكتت الصُغرَى للحظاتٍ و تَمسكت بِهُدوءِها ، لم تكُن تشاء الافصاح عن سِرها لَكن الكُبرَى أصرّت بالشَكل الذي جَعلها تَستلمُ في النهايَة و تُخبرها بكل الحِكايَة
•••
- هل سنأخُذها دون ان نُخبر ادولف و آيرا بالامر؟
تَحدثت ڤيولا بِصوتٍ خافت و هي تُخاطب طليقها الذي قام بالايماء مُتحدثًا
- لا يوجد خِيار اخَر ، ان عَلِم ادولف لن يَسمح لها بالرَحيل
تَنهدت ڤيولا بقوّة قبل ان تُدلك جَبينها بِقلق
- اخاف ان تكتشِف آلميرا الحَقيقة ، لن تُسامحنا طيلَة حياتِها
نَظر المُشير اليها لِلحظاتٍ مَعدودَة ثُمّ هَز اكتافهُ بقلَة حيلَة قائِلاً
- للاسف ما باليدِ حيلَة ، نحن فعلنا الواجِب
حَديثهُما بداخِل المَكتب استطاعَت آلميرا سَماعهُ من الخارِج ، اتَكئت ضِد الجِدار تُنصِت الي كَلامِهما و هي تَعقدُ حواجِبها بشدّة
ما السِر الذي يَخشى والديها ان تَعرِفه..؟
لما الجَميع يُخفي عنها الأسَرار..!
تَنفست الصَعداء و فَتحت الباب تُواجه المُشير و طليقَتهُ بنظراتٍ هادِئَة
- مالذي تُخفيانه عنّي؟
استَقامت ڤيولا من مَكانِها بِتوترٍ و هي تُطالع عُيون آلميرا المليئَة بالغَضبِ و الشَك ، عَجزت على اجابتِها فتولّى المُشير ذلك بدلاً منها حينما قال
- مالذي نُخفيه عنكِ ؟ لا شَئ بالتأكيد
اقتَربت مِنهما بغضبٍ عارِم فشلِت في السيطرَة عليه حينما قالَت بانزعاج
- سَمعتكما تتحدثانِ للتو ، ما شأن الامير و زَوجته بِسَفري؟
و ماهو السِر الذي تخافين من ان اعرفه اُمي؟
نَظرت ڤيولا ناحِيَة المُشير الذي نَفى لها بِرأسِه ، لَكِنها تجاهَلت مُحاولتهُ في اخبارها بأن تَجحد لاخرِ لَحظة و قالَت بِقلق
- اجلِسي ، ساُخبركِ بكل شَئ
حَدقت آلميرا بِوالدها بالتَبني ثُمَ جَلست بالقُربِ من طليقتِه تُناظٍرُها بهدوء مُصطنَع
- انا استَمِع..!
•••
كانَت تجلِسُ امام بابِ الثكنَة حينَما سَبقها المُشير و طليقَتهُ الي المَطار ، الجَو ماطر و الغُيومٍ تُسقِط المياه بِغزارَة لِتُصادم الاراضي و تَبّثُ سكينَة داخل روحِها كما لو انّها تُودِعها بِحرارَةٍ في اخِر يَومٍ لَها هُنا
جَلست تنتظرُ عَودة زَوجِها و بَين مُتناولِ يديها ظَرفٍ كَتبت فيها رِسالَة لهُ حينَما بَقت بِمُفردها ليلَة الأمسِ في مَنزلهما الذي هَجرتهُ صباحًا
كانَت تُفكر بما سَمِعتهُ صباحًا من والِدتها بِخُصوصِ ادولف و عائلتهُ ، عقلها مُشوَش للغايَة و رأسُها مَليئ بالصُداع يَمنعها من التوصل الي الحُلول
الساعَة تُشير الي التاسِعَة ليلاً و لم يَكُن هُناك سِواها هي ، و حُرّاس الثكنَة امام البوابَةِ يستعدون لِفَتحها حينَما جاءَت سيارَة الرائِد العَسكريَة ، رأتهم يُؤدون التَحية لهُ من ثُمّ استقامَت من مَطرحها و هي تحملُ المظلّة بين يديها
اشرّ بنورِ السيارَة عَليها يَرى عُيونِها التي اغمَضتها من قوّة الضَوء ، استَجمع انفاسَهُ قبل النُزولِ اذ تَرجّل بعدما لملم شَجاعتهُ لِرؤيتِها للمرَة الاخيرَة
اغلَق الباب ثُمّ اقتَرب مِنها يُحدق في عَينيها السَوداء كخاصتِه
نَظر الي ساعَة رِسغه ثُمّ قال
- كان من المُفترض ان طيارتكِ اقلَعت
ابتَسمت بِبُهوتٍ حينَما نَظرت بداخل عَيناهُ ثُمّ قالَت
- ان كُنت تعرف موعِد اقلاعها ، لما لم تأتي لِلتسليمِ عليّ؟
نَظر اليها لبُرهَةٍ ثُمّ تمسّك بِجمودِه و جُحودِه حينما قال
- لم اكُن مُتفرغًا ، ام انكِ نَسيتِ ان زوجكِ عَسكريّ؟
نَفت برأسِها ثُمّ اجابَت
- لم انسَى حضرَة الرائِد المُوقَر
حَدقت بِرُتبته اعلى اكتافِه ثمّ نَظرت بداخل عينيه من جَديد تَسمعهُ يسألها بِجديَة تامَة
- لما لم تَذهبي؟ لا اُريد سَماع ان طائرتكِ اقلعت بِدونك!
بما تحججتِ للبقاء؟
كَلامهُ كان قاسِيًا ، لَكنها تأخَذهُ من بابِ العقابِ كما ذَكرت سابِقًا
ابتَسمت لهُ من جَديد و اجابتِها كانَت
- حاولتُ التَحجج بِك ، لكنّي لم اُفلِح
كان سيتحَدث ، فقاطعتهُ عندما اقترَبت منهُ اكثَر حتّى صغرَت المسافَة بينهُما ، رَمت المِظلَة التي كانت تُمسِكُها و قَدمت الورقَة التي بين يَديها اليه
نَظر الي الظَرفِ للحظات و رَفض اخَذهُ لولم يَسمعها تقولُ بجديَة
- خُذ ، اقرأها جَيدًا و ساكونُ في انتِظارك
حَدق في عَينيها السَوداء و مدّ يدهُ لاخذ الورقَة التي ابتَلت من المَطر ، اخفاها بداخِل بِزّتهُ العسكريَة اذ سَمِعها تُتابِع بهدوء
- اجلتُ طائرتي ساعتين اضافِيَتين و كَتبتُ لك كُلّ القصَة بداخل هذه الورقَة ، ساجلسُ انتظرك في المَطار ، إن اتيت ساعلمُ انك قَبِلت بي ، و ان لَم تأتي ساعلمُ آن ذاك انك رَفضتني
كان عَلى وَشك الحَديث ، لَكن هي وَضعت يدها فوق شَفتيه تُقاطِعهُ قائِلَة
- لا تَقُل شَئ اطلاقًا ، كُل ما اريدهُ منك ان تقرأ بِتأني و ان قَبِلَت ما كَتبتهُ و استَوعبت ما مَررتُ بِه و تَقبلت انّي ناقِصَة! ساخُذ ردّ فعلك الذي اظهرتهُ لي طوال هذه الفترَة ، عِقاب على صَمتي مُنذ ليلَة عُرسنا
انخَفضت لِحَمل المِظلّة من الارضِ ثُمّ عاوَدت التَحديق بِداخل عَينيه من جَديد
- استأذِنك
تجاوَزتهُ و غادَرت رفقَة العسكريّ الذي كان يَنتظِرُها منذ البِدايَة ، رَكبت معهُ في السَيارة من الخَلفِ ثُمّ اتجهَت معهُ الي المَطار حيثُما والديها هُناك
بقى الرائِد يقفُ مَطرحهُ يُراقب السيارَة التي تَحملُ روحه تُغادر ، اخَفض بصرهُ الي اقدامِه يُطالِعها للحظاتٍ قبل ان يَدخُل الي السَكن يَجلِسُ فوق فراشِه بنظراتٍ شاردَة
اخرَج ذلك الظَرف يَتأمَلهُ بين يَداهُ و رَغبة مُلحَة تُجبره على تَمزيقه ، قطّعتهُ لاربع قِطعٍ ثُمّ رماهُ بداخل القُمامَة ، مَسك سيجارتهُ و جَلس يُدخن بسُخريَة
- مالذي سَتُبرره؟ لم يَعُد هناك ما يستحِق تَبريرُه اطلاقًا ..!
ذلك ما هَمسهُ و هو يُناظر صُورتها بِداخل مِحفظته ، يُمعن التَحديق بِها و هو يُعاتبها بِقهرٍ عجِز عن اخفاءِه
راقَب الساعَة الاولَى و هي تَمُر ، ثُمّ بدأت الثانيَة تلتقطُ الثَواني مَع الدقائِق و الوقتُ بدأ يَنفذ ، تَمدد فوق السَرير يُناظر السَقف بشُرود
- امي كانت مُحقَة ، تَربيتي انا و هي تَختلِف كُليًا
آلميرا جريئة بشكلٍ مُبالغ ، افسَدتها طِباعُ الغَرب
تَمدد على جانِبه ثُمّ حَدق في صُورتها من جَديد يُعاتبها بِحُزن
- لِما سَمحتِ لهم بِتَدنيسِك؟ لما لم تُحافظي على نَفسِك؟
و لِما ! استَغبيتِني و لم تُخبريني بالحَقيقَة؟
موقفكِ و انتِ بكامل هذا الضُعف يؤكِد ما قُلتيه
في الواقع ، هو قَد اعتاد على اندفاعِها و انفعالِها حينما يُخطئ بِحقها ، لذلك اتخَذ موقفها الهادِئ هذه المرَة اشارة ضُعفٍ تؤكد عليها التُهمَة
لم يَتخيل اطلاقًا انّها تُحِبه ، و انّها قد اطاعَت اوامر قَلبِها بالتَحلي بالصَبرِ و مُحاولَة البَحث عن حلٍ يُعالج المُشكلَة و يُداويها
الامرُ اختَلف ، لان قلبُها وَقع لهُ
و إلا كانت لِتَهدم البَيت فوق رأسِه قبل رَحيلها
جَفل من مَكانِه حينَما دَخلت انجيلا عَليه و الغَضب يَتمكن منها ، جَلس يُناظرها بِضيق مُتحدثًا
- مابكِ ؟ لما دَخلتِ بهذه الطريقَة؟
نَظرت انجيلا اليه بِانزعاجٍ شَديد ، اقتَربت منهُ قبل ان تَصرُخ عليه بغضب
- اترَكتها تذهبُ بهذه البساطة؟ دون ان تسمع منها حتّى!
عَقد حواجِبهُ مُنزعِجًا من تَدخلها في حَياته مَع زوجتِه
- انجيلا لا تَدخلي فيما لا يَخصكِ!
حَذرها بنبرَة هادِئَة لم تَستوعبها انجيلا التي وَبختهُ بغضبٍ عَجزت عن كَبحه
- كيف لا اتدخل؟ كيف تُسمي نَفسك رَجُلاً و انت تلوم زَوجتك على خطأ لم تكن تَقصِده؟ كيف تلومها على قَدرِها!! انت كَيف تستطيع التفكير بهذه الطريقَة لستُ افهم ؟
استَقام من مَكانِه بِغضبٍ رأتهُ انجيلا في عُيونِه
ارادَ الحَديث لَكنها قاطعتهُ حينما صَفعتهُ بقوّة
- اياك ان تُجادلني و انت مُخطِئ! انا لن اُطاوعك في اخطائك و اراك تُدمر زواجك بيديك و انا اُشاهد اسمِعت؟ عُد الي رُشدك و انقِذ ما تَبقى من زَوجتِك ، كُن رَجُلاً للمرَة الاخيرَة و اسمع ما ارادَت ان تقوله على الاقل!
مَسك وَجنتهُ مَصدومًا من صفعَة انجيلا التي أشارَت عليه و هي تُتابع
- صَدِقني ان رَحلت ، ساكونُ اول انسانَة تدعم قرارها بألا تعود اليك ، الرجل الذي يفشل في احتواء زَوجتهُ و سماعِها ، يستحيل ان يَكون زَوج يُؤتمن ، انت اخطأت مرّة و غفرلنا لَك ، لَكن هذه المرَة لن اقف بِصفك و ان رَكعت على رُكبتيك تَتوسل
كَلامُها كان سامًا للغايَة ، لَكنهُ كافٍ بِجَعله يستوعبُ مَوقفهُ و يَتجه الي سلّة المُهملاتِ لِجمَع تلك الرِسالَة و قراءَة ما كُتِب فيها بعد رَحيل انجيلا
الصَق الرِسالَة ، و جَلس فوق فِراشَهُ يقرأ ما كَتبتهُ آلميرا لهُ
- مرحبًا ، لا اعلمُ ان كنت ستقرأ هذه الرِسالَة ام لا! لكنّي اتمنى ان تفعل قبل ان اُغادر ، لانّي ارغبُ بالبقاء مَعك جونغكوك ، لا اُريد ان اذهب بعيدًا عَنك
قرأ اولُ جُزءٍ مِنها و دون ارادَة منهُ احس بالحَنين ، بَلل شِفاهه و اكمل يقرأ ما كَتبتهُ و بناءًا على ما سيقرأ سيتخذُ قرارَه القادِم
- قد تكونُ مصدومًا ، لاني صارحتُك بحقيقة عُذريتي في وقتٍ قد تراه غير مُناسب ، لكنِّ كنتُ في امسّ الحاجَة لان اُفضفض لَك ، و اُشاركك جُزء من آلامي في ظلّ هذه الظروف التي ايقَظت مواجعي ، بعدما تُكمل قراءة الرسالَة ، سيكون لك كامل الحق بِتَقبُلي كما انا ! ام تُفكر بهجري و مَهما كان قرارك لن الومك اطلاقًا ، المُهم اني فَرغتُ قلبي و تَخلصت من هذا الحِمل القاتِل
رِسالتها بدأت تُخيفه ، لم يَعُد يريد اكمال ما تَبقى ، لكن الوقت يُداهمه!
ان كان سيُقرر ارجاعها ، عليه ان يَتسابق مع الدقائِق
رَفع عيناهُ للساعَة ثُمّ عاود التَحديق بالرسالَة من جَديد يُتابع
- الجَميع يعرِفني ، انَي آلميرا القوية التي لا تُقهر ، دون ان يَعرِفوا ما مَررتُ به! الكُل يعتقدُ انّ حياتي ورديَة ، والدي ثريّ و اُمي مُهندسَة معروفَة ، عِشتُ مُرفهَة سعيدَة دون ان يَنقُصني شَئ ، في الواقع لا اُنكر ان هذا حَقيقيّ ، لكِن هنالك جانِب لا يَعرفهُ احَد ، حينما انَفصل والداي سافرنا انا و اُمي الي فَرنسا و عِشنا مع خالي ، عانيتُ من الاكتئاب في اولِ سَنتين بسبب ابتعادي عن أبي ، لكنّي تأقلمتُ مع مُرور الوَقت و قررتُ البدء من جَديد ، امي اكمَلت دراستِها التي حرمها والدي منها و انشغَلت عنّي ، تركتني لَدى خالي الذي كان يُحاول بشتَى الطُرق التَحرُش بي ، كان يستغلُ الفرص لِيلمسني في مناطِق مُحرمَة و انا بعمر العاشِرَة فقط..! و حينما كنتُ اهدده بانّي ساخبرُ والدتي يقطعُ آمالي عندها يُخبرني انّ امّي لن تُضحي باخيها و مَكان عيشها الوَحيد من اجلي! لانهُ سيرميها في الشَوارع ، لاسيما ان والدي كان يُكمل دراستهُ في الاكاديميَة العسكريَة من اجل ان يترقَى ، لِذا انقطع تواصلهُ عنّي و لم استطع الاستنجاد بِه
بدأت افكارُ الرائد تنحرِفُ للدرجَة التي تَخيل فيها خالُها يقوم باغتصابها..! توتَر للغايَة و اصبحَت اطرافه ترتعِش و هو يُكمل ما تبقى من القصَة
- حتّى مجيئ ذلك اليوم حينَما عُدت من حَفلة مدرسيَة ، كنتُ في كامل اناقتي و قد نسيتُ اخبارك اني بَلغتُ في سنٍ صغير جدًا ، اول دورة شهريَة لي كانت عندما اتمَمتُ العاشرَة بالفعل ، بعدما عُدت من الحَفلة لم يكُن احد سِوا انا و خالي في المنزِل ، امي كانَت في اجتماع مع زُملاءِها لِذا قد حاوَل ليلتها ان يَغتصبني ويَنتهك حُرمتي بالكامِل ، لم اصمُت ، و دافعتُ عن نَفسي حينَما غرستُ سكينًا في مُنتَصف فِخذه و حَطمتُ على رأسه المزهريَة ، هددني بانّهُ سيُخبر امّي لَكنِها عادَت و شهدت على كُل ذلك بالفعل ، خِفتُ كَثيرا انها قد تتخلّى عنّي و على غير المُتوقع ، امي هاجَت و فقدت اعصابِها على خالي الذي اتهمني بالباطِل ، لكن لم تُصدقه و صَدقتني انا ، اخذتني في حُضنها و اتصَلت بالشُرطَة الذين اخذوهُ للتَحقيق و بعد مُراجعَة الكاميرات سُجِن ، اُمي اخذتني الي المُستشفَى ان ذاك و هي في كامل فَزعها انّي قد اكونُ خسرتُ عُذريتي! لامتني كَثيرًا اني سكتُ على تحرشاته و لم تكن تستطِع التوقف عن البُكاء بعدما أنبت نفسها ، كنت مُستغربَة لما هي مُهتمة بعذريتي الي تلك الدرجَة ؟ فنحنُ في فرنسا لا نهتم اطلاقًا! ارى النساء يفقدونها في الشَوارع و ذلك طبيعيّ ، و عندما حَكيت لي ان زواجنا كان مُقدر من الطُفولَة ، هنا فهمتُ لما كانت خائفَة ، خافَت عليّ منك و من مُعتقداتك! خافت ان تَظلمني و ترمي بي في الشَوارع تمامًا كما فعل ابي مَعها هي
اخرِ ما قرأهُ ، اذاهُ بشكلٍ عجز عن وَصفه
خافَت عليّ مِنك..!
الهذه الدرجَة هو مُخيف؟
مَسح على وَجهه و هو يُحاول ان يَتماسَك ، جاهد للحفاظِ على سَجيتهُ ثُمّ تابع يقرأ ما كَتبتهُ
- تاكدت اُمي من عذريتي و اخَبرها الطبيب اني املك غشاء مطاطيّ يستحيل ان يُفَض بالعلاقة الجسديَة ، قال انهُ سيُفتح امّا بعمليَة ، او عن طريق الولادَة لِذلك اطمَئنت و سافرنا بعدها الي اُستراليا ، بدأنا حياتنا هناك من جَديد و اخذتُ فترةٍ طويلَة اتعالج عند طبيب نَفسيّ من اثارِ التحرُش ، تعافيتُ و استعدتُ قوتي من جَديد ثُمّ دخلت الثانويَة ، ظننتُ ان المشاكل انتهَت ! لكني لم اتوقَع انّها البدايَة فقط ، جاء جوليان من كوريا لزيارتي و خَرجنا للعبِ انا و هو مَع اصدقائي في الحَديقة ، كنتُ بالخامسَة عشر من عُمري آن ذاك و بينما كنتُ العبُ مع صديقتي ، دفعتني بالخَطأ فَوقعتُ فوق حَديدَة اخترَقتني من الاسفَل ، سيكونُ من المُخزي ان اعترِف أن عُذريتي اُخذت من قبل قطعَة حديديَة! لكنّ تلك الحقيقَة ، نُقلت الي المُستشفَى و تعالَجتُ بعدَما فقدتُ الكَثير من الدماء رِفقَة العُذريَة التي تُقدسونَها ، لم اكُن اهتَم! لكن اُمي كانت مُنهارَة
قرأ الرائد ما كَتبتهُ و هو في قِمّة صَدمتِه ، وسّع عيناهُ تمامًا كما فَعل مع فَمِه مع كُل حَرفٍ تقرأهُ عُيونَهُ الدامِعَة يكادُ لا يُصدق ما يَرى
اعتصَرهُ قلبهُ بألمٍ شَديد و لم يشعُر سِوا بِدُموعه التي تُغرق عينيه حينَما تابَع قراءَة ما كَتبتهُ آلميرا لهُ تالِيًا
- تعافيتُ بعد الذي فعلتهُ الحديدَة بي ، لكن بعد فترَة بدأت تظهرُ عليّ آثارُ التَعب و الاجهاد ، ذهبتُ للفحص و اكتشفت انّي قد اُصبت بِسرطان المِبيض ، و لحسن حظي اننا اكتَشفناهُ في المرحلَة المُبكرَة لِذا ، تمّ استِئصال احد مِبيضيّ بعدَما ظللتُ في المُستشفَى اشهُر اُحقنُ بالكيماوي الذي قتل مناعتي و روحي مَعها ، فقدتُ جُزء من امومتي! حينما اخبرني الطبيب ان نِسبتي بالحَمل قد قَلت للرُبع ، و ان احتماليَة احتضان رَحمي لِطفلٍ شيه مَعدومَة ، بعد ان سَمعتُ بخبر اجهاضُ لاڤينيا ، انهرتُ لانّي تخيلتُ نفسي مَكانها ، تَخيلتُ ان اُرزق بأملِ حَمل طِفل ، ثُمّ حالما تضعهُ بداخلي اُصدَمُ بفقدانِه و اشعُر انّي بالفعل ناقصَة! لستُ كغيري من النِساء ، لِهذا تجدني مُتعصبَة تِجاه الانجاب ، كلما جِئت بسيرَة الاطفال اتحَجج ، لاني اتذكُر ما مَررتُ به ، اتذكُر بشاعَة الذي حَدث لي و اخشَى بشدَة مُشاركتك القصَة الكاملَة ، كنتُ اخاف ألا تَفهمني ، اخافُ بشدَة ان تظلمني ، و للاسف هذا ما حَدث حينما تضاعفَت مشاعري و رَغبتُ بِمُشاركتك اياها بعدما احسستُ بالآمان مَعك ، وَثقتُ بك و رَغبتُ ان اُبرر بعدما اسأت فَهمي ، اردتُ ان تُشاركني حدَة الحِمل و نتقاسَمهُ سويًا كما فعلت انت عندما شاركتني القليل من قِصتك
بَللت دُموع الرائد رِسالَة زَوجتهُ دون شُعورٍ مِنهُ ، ابتَلت الورقَة بالكامل حتّى انزلق الحِبر و تداخلت الاحرُف بِبعضها البَعض ، تابَع يقرأ بغصّة مُميتَة
- امّا عن ليلة عُرسنا ، فانا لم اكذب حينما قُلت ان غشائي مطاطي فتلك الحَقيقة ، لكنّي تسترتُ على ما جَرى لي ، اولاً لاني آن ذاك لا اعرفُك جيدًا لاشاركك قصتي! و لاصدقك القَول كنتُ اضعُ في رأسي بأن هذا الزواج لن يَتم ، ثانيًا لان اُمي توسَلتني و بَكت خوفًا عليّ من ردِك ، في الحقيقَة لم اتوقع اطلاقًا ان يكون رد فعلك كَتلِك ، ظننتُ انك شاب في مِثل سِني يعرفُ جيدا ان العذرية ليست مقياس للشرف! رد فعلك جَعلني اشعُر بانّي اُتهمت بذنبٍ لم اقترِفه! لِذلك تَمسكتُ بعذر غشائي المطاطيّ ، و لُمتك لانك فعلاً مُخطئ..! و الان بعدما سَمعت كامِل الحكاية ، لك القرار في ان تُكمل مَعي مع احتماليَة تنّي قد لا اُنجِب لك طِفل كما تَتمنى ! ان كُنت حقًا تُريد ان اُكمل مَعك ، ستجدني انتظرُك في المَطار ، امّا ان انقضَى الوقتُ و لم تأتي ، ساعتبرها اشارَة ان زواجُنا قد انتهَى
قَرأ اخرُ ما كتبتهُ بِهلعٍ ، كان خائِفًا بشدَة و غير قادر على ان يستوعِب ما قرأه ، ارتجَفت اطرافهُ تمامًا كما فعل قلبهُ و رؤيتهُ بالكاد سَمحت له بالقراء من الدُموع التي اغرقَت كامِل وَجهه
استَقام من مَطرِحه ، و قلبِه يرتعش من الخَوف ، اقدامهُ تركُض للخارِج بحثًا عن سيارتِه التي ركبها و هو يرتعد ، ادار المِقود و قاد وِسط غزارَة الامطارِ الي المَطارِ مُتمنيًا ان تَكون في انتظارِه
كانت تُطالع ساعَة رِسغها لِمراقبَة اخر عشر دقائِق من المُهلَة ، والديها ينتظرانِها بداخل الطائِرَة و هي تجلسُ على كراسي المَطار تنتظرُ بِشَوق
استَقامت من مَجلِسها تُحدِق في عساكِره الذين جائوا لتوديعها ، بَحثت عنهُ من بينهِم لَكنها لم تَجِده..! ابتَسمت بخيبَة املٍ قبل ان تسمع جيمين يُحادثها بحزن
- احقًا لن تعودي الي هُنا مجددًا؟
اومأت باستِياءٍ واضح في عُيونِها ، كانت تُشاركهم الحُزن ذاته فقد اعتادَت عَليهم بالفعل
- ساشتاقُ اليكم يارِفاق
تبادَلت مَعهم النَظرات المليئَة بالحِزن و القَهر ، اقتَرب جين يُربت عليها بلطفٍ قبل ان ينطِق برفق
- سافتحُ مجموعة على الماسنجر لنتشارك فيه الاحاديث سويًا
ابتَسمت تؤيد قرارَه اذ اومأت ايجابًا ، عانَقتهم بلُطفٍ ثُمّ نَظرت الي رِسغها تُراقب اخر دقيقَة و هي تَنقضي ، تَنفست الصعداء ثُمّ همسَت
- اختار ألا يأتي..!
ابتَسمت بِسُخريَة ثُمّ تابعت تسخُر من قلبِها الذي ينتظرهُ بلهفَة
- ان كان سيفعَل ، لَـ أتَى منذ اول عشر دقائِق ..!
لَملم كرامتك و غادِر
رَفعت عُيونها الي فريقِ زَوجِها ثُمّ لَوحت لهم تَستدير غيّة الرَحيل ، عَبرت ممر الطائِرات و رَكبت بجوار والديها تُسند رأسِها على الكرسيّ تُراقب الامطار أعلاها بِشُرود ، اهذه حقًا نهايَة قِصتها معه..؟
دَخل الرائِد الي المطار مُسرِعًا و حالما قابَلهُ فريقه ركض ناحيتهم يسألهم من وَسط لُهاثه
- ا..اين الم..الميرا؟
نَظر في اعيُنهم ينتظر جوابًا قد مَنحهُ اياه جيمين حينما اشار على الطائِرَة
- للتو رَكبت الطائِرَة
نَظر الرائد ناحيَة الطائرَة قبل ان يرَكُض مسرعًا للخارِج ، حاوَل الأمن مَنعه لَكن حينما رأوا رُتبته سَمحوا لهُ بالعُبور
رَكض بسُرعَة ناحيَة الطائرَة التي بدأت تسيرُ ببطئ قبل ان تُقلع امام عينيّ من جَثى على رُكبتاهُ حينما التَوت ساقهُ المُصابَة تَخونَهُ و تُسقطهُ ارضًا
كاد رأسهُ ان يَصطدمَ بالارض لولم يُعل نَفسهُ بالاستنادِ على كفوفه ، رَفع عيناهُ يُراقبُ الطائِرَة و هي تبتعدُ عن عَينيه ..!
لقد رَحلت
زَوجتهُ غادَرت و تَركتهُ ..!
•••
6832 ✔️
فصل اليَوم مُضطرب بالمَشاعر حرفيًا
البعض قد يسأل لو هذا خطأ الرائد الثالث؟
لا! خطأه لسه مش وقته حاليًا
بس هذا كمان يُعتبر خطأ ، و اي ما قلتلكم هي اعتبرت رد فعله عقاب على سُكوتها و اخفاءها للحقيقَة
لاصدقكم القول ، لو كنت مكان الميرا كنت هاخذ نَفس موقفها لان صعب اشارك رجل غريب انا عارفة معتقداته الرجعية بِشئ حصلي ممكن يفهمه بشكل غلط و يحلله بكيفه..!
صراحة الاثنين موقفهم صعب
الرائد رد فعله كان جارح لَها ، بس لانها وعدت بِمُساعدته على العِلاج حاولت تتفهمه ، رُغم انه كسر بخاطرها في الوقت يلي استنت انه يحتويها
الماضي يلي عاشته الميرا مش سَهل
و ده وضحت عنهُ كذا مرة في جُزئيَة الاطفال
و نُفورها من الموضوع عامَةً
هي حاسة بشعور آيلا ، و بشعور لاڤينيا
و الاثنين ذكروها بابشع ذكريات في حياتها
لذلك حبت تشاركهم مع الرائد لما حَست بالآمان معاه
ما توقعت ان كذا يكون رَده ابدًا ، بس هالمرة حاولت تعطيه فرصة
و هو ماعرف يستغلها لما كابر و عاند و تشبّث بمعتقده..!
الاغلب خمنوا ان الميرا يا باعت نفسها ، او تم اغتصابها
و ماشاء الله ولا واحد صح
توقعتوا ماضيها؟ و ان ده يلي حصل معاها..؟
اكيد لا ، لان ماشاء الله كلكم جالسين تتهموها ..
رأيكم بخصوص الشي يلي صار معها؟
رد فعل الرائد ؟
هل تعتقدوا ان انفصالهم هوالحل الامثل لعلاقتهم..؟
شنو ممكن يتصرف الرائد الان؟ و هل الميرا هترضى ترجع له؟
رأيكم بالفصل عامَةً ؟ و توقعاتكم للقادِم؟
نقدر نقول اننا دخلنا في القسم الثاني من الاحداث
القادم باذن الله 🔥
اراكم قريبًا باذن الله
الي اللقاء ♥️
.
.
.
طلبت من الذكاء الاصطناعي يرسملي المَشهد لما عطته الرسالَة
و رَسمه بهذا الشَكل ♥️
فهاي الصورة تخصنا ، تخص روايتنا رسمها لنا نحن 👀♥️
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top