عروس الميراث | 28
عَروس الميراث | Jk
اهلاً بكم في الفصل الثامن و العِشرون
احم ، صَح شروط الفصل الماضي ما اكتمَلت
بس لانكم شطورين و معتادين تخلصوها بسرعة غالبًا
كافئتكم بفصل جَديد ♥️
3000 تصويت
3900 تعليق
فصل جَديد ✔️
عدد المُشاهدات تتخطى ال 15 الف..!
انتم تستطيعون فعلها 🌸
لنبدأ
•••
زَحف باخِر ما تَبقى لهُ من قُوّة ، و جَسدهُ ينزِفُ بأكملِه مِن كِثرَة الضربِ و التَعنيفِ الذي تَلّقاهُ ، مَسك بيداهُ قَدم ذلك القائِد يُعيقه عن المُضي قُدمًا و اخَذ سيدَهُ و زوجتهُ مَعهُ
اراد ان يُدافع لاخِر نَفسٍ يَمتلِكَهُ و قال بِصَوتٍ مُهتَز
- ات..اترك..اتركها
رَفع عَيناهُ ناحيَة القائِد الذي دَفعهُ بِقدمه دون ان يَهتّم الي اوجاعِه ، بل ابتَسم ساخِرًا و وَجه سِلاَحهُ ناحِيَة الاصغر سِنًا حتّى قام. باطلاقِ رصاصَة اخترَقت رأسَهُ و كانَت السَبب في مَقتلِه..!
ما رأتهُ آلميرا جَعلها تفقدُ صَوابها كُليًا ، انفجَرت تَصرُخ بقوّة بعدما تناثَرت دماء ليون لِتغطيَة جَسد القائِد الذي مَسكها بقوّة حينما حاوَلت الفرار منهُ
- اترك..اتركني ايه..ايها الحقير
دعنييي ، ليييوووون
صَرخ تندهُ على الاصغرِ سِنًا الذي ارتخى جَسدهُ كُليًا بعدَما غادرَتهُ روحه ، ارتعد كُلّ جسمها و هي تُحاول دَفع القائِد و التَوجه اليه لِتفقده
- لي..ليون ، انه..انهض ، لييوووون
صاحَت بِقوّة و لم تَستطِع التحكم في دُموعِها التي تساقَطت بغزارَة ، مَسكت القائِد من رَقبته تَخنقهُ و تُخرج حِرقتها بِه حينما صَرخت بِوَجع و قَهر
- مالذي فعلتهُ ايها المُجرِم
ايها الحَقير ساقتُلك
حاوَلت قَتلهُ و الانتِقام لِروح الجَدة و طِفلها رِفقَة جُنديّ من فَريق زوجِها الذي اخذوهُ آسيرًا مَعهم ، لَكِن قُوتها لا تُظاهي قُوّة الزَعيم شيئًا
دَفعها عَنهُ حتّى سَقطت على الارض ثُمّ انخَفض الي مُستواها بعدما ثَبت سِلاحه بالقُرب من رأسِها مُهسهِسًا
- لا تَدعيني اقومُ بِقَتلك ..!
قامَت بالبزقِ في مُنتَصفِ وَجهه مُهسهسَةٍ بِصَوتٍ غاضِب
- المَوت ارحمُ من الأسرِ على ايادي مُتوحِش مِثلك
حُثالَة ، نَكِرَة ، عاهِر
شَتمتهُ و لم يَشفي ذلك غَليلها ، قلبها مَحروق و هي تَدفعه للعودَة الي ذلك القَتيل الذي لم يَكُن لهُ ذنبًا ، لا هو و لا الجَدة و حَفيدُها
ماتوا غَدرًا ..!
و الاسوء ، انّها جُزء لا يَتجزأ من مَقتلِهم
كَيف ستعيشُ مع تأنيبِ ضَميرها ..؟
كَيف ستُواصل حَياتِها ..؟
دَفعت عَنها القائِد و حينما ارادَت الرَكض و العودَة الي البَيت ، قامَ بِضَربها على مؤخِرَة رأسِها مُتسبِبًا في اغمائِها و سُقوطِها بَين ذِراعيه
قامَ بِحملها يُحدِق في وَجهها المُبلل بِدُموعها حَيثُ هَمس
- سَنستمتعُ معًا ، يا سُكَر
اخَذها بِرفقتهُ يَتبِع رجالهُ الذين نَقلوا الرائِد الي مُعسكرِهم السِريّ
المَكانُ الجحيميّ الذي يَنتظِرَهُ ، هو و زَوجتهُ
•••
بعد ان مَرت ساعَتين على رَحيل القائِد و رِجاله
تَمكنوا فريق جُيون من الوصولِ الي ذلك البَيت
بعد يومٍ كامل من البَحثِ عَلى الرائِد و زَوجته
وَقفوا عِند اعلى التلّة يُحدقون في ذلك البَيت حيثُ اشار جيمين عليه قائِلاً
- انظروا ، لابدّ انهما توقفا هنا لِطلب المُساعدَة
لِنُلقي نظرَة
قام هوسوك بالايماءِ و هو يُجهز سِلاحهُ و يملئه بالرَصاص في الوقت الذي جَرا فيه تايهيونغ مَع جيمين و جين الذين وَقفوا عند مُقدمَة الباب
لَو علِموا ما يَنتظِرهم بالداخِل
ماكانوا لِيُقبلوا لِلحظَة على الدُخولِ الي ذلك البَيت
الذي شَهِد على مَقتلِ صديقِهم و اصغرُ جُنديّ في فريقِهم
كانَ جيمين اول مَن يلحَظُ جَسدُ ليون المُلقى بطنِه و رأسِه المُخترَقِ بالرصاصَة مُختبئ ، تراجَع الي الخلف خُطوَة ثُمّ نطق بينما يُشاهد علم بلده على كَتفِ الاصغَر
- ان..انهُ جندي من جيشنا..!
رَفع جيمين رأسهُ الي تايهيونغ الذي هَمس مرعوبًا
- هل يُعقل انه جنديّ من فريق القائد كيم؟
تفقَد جيمين عَددهم ثُمّ قال بِصوتٍ مُختنق
- ل..ليون ليس موجود ، ايعقل انّهُ مَع الرائد؟
تَطلبُ الامَر شَجاعَة من تايهيونغ الذي جَلس القُرفصاء قَبل ان يَقوم بِامساك كَتِف زَميله و قَلبه على ظَهره للكشفِ عن وَجهه
صَرخُ كُلّ الفريقِ حينما اتضَحت ملامحه الجريحَة اذ تَعرّف الكُلّ على زميلهم الاصغرِ سِنًا ..! سَقط سِلاح جيمين من بين يديه و اسرَع بالجُلوس على رُكبتيه مُعترِضًا حَقيقة ما يَرى
- م..مستح..مستحيل
نَفى برأسِه بشدّة و هو يُحاول التماس النَبضِ في جَسد صديقِه
ليون كان اكثرُ جنديّ مُقرب اليه من البقيّة
لِكونهما اصغرُ اعضاء الفَريق
يقضيانِ وقتهُما سويًا طيلة الوَقت
لَم يَسِعه النُطق و هو يُشاهد عيون ليون المَفتوحَة يُطالِع السَقف بِصدمَة
مات دون ان يُغلق عَينيه..!
احتّل الحُزن وجوه بقيّة الفريق مِن ضمنهم جين و هوسوك الذين اخفضوا رؤسِهم و انزَلق الدمع من عُيونِهم لِخسارتِهم لأخٍ ، ليس مُجَرد زميل او صَديق
مُنذ ان تَكوّن فَريقهم ، هُم لا يُفارِقون بَعضهم بتاتًا
يتشاركون ذات السَكن ، ذات الفعالياتِ و المُهمات
يَتقاسمون الألم قبل الفَرح..!
سيكونُ الفريقُ كَئيبًا ، ان نَقص عُضوٍ منهم
سيفتقدُ البيتُ بَهجتهُ و سَعادتهُ عند مُغادرَة صغيرِهم
الذي اعتاد ان يُلطف الجَو دَومًا بِنكاتِه التافِهَة
- لي..ليون انهض ، انهض اخبرتُك
لا تَمُت ، اُنظر اليّ و دَعنا نُكمل ما جِئنا لاجله
لا تكن جبانًا و تتخلًى عنّا بهذه السُهولَة..!
صَرخ بِه جيمين و هو يَقومُ بِهَزه بقوّة بعدما عجز عن التَحكم بِدُموعه التي شَقت معابرها على وَجهه المليئ بالخُدوشِ بعدما خاضوا عِراكًا مع العدو
رَجّهُ لَكن لم تكُن هُنالك استِجابَة
قد غادَر ، و تَرك قُلوبهم تحترِق بِغيابه
اقتَرب تايهيونغ مِنهُ يُمسك بيدِه هامِسًا بِغصّة و قَهر
- ل..لما رح..رحلت ؟ الم تك..تكن متحمسًا لرؤ..لرؤية طفلي..؟
الم تك..تكن تري..تريد ان تصب..تصبح عم؟
احتَلتهُ الغصّة و لم يعُد بِوسعه سِوا تَخيل فَرحةُ ليون حينما أعلَن تايهيونغ عن حَملِ زوجتهِ سابِقًا ، كان اكثر نَفرٍ سَعيد بأن هُنالك عُضو بينهُم سيُجرب شُعور الأبوّة ، و لِحماسه ذَهب لشراء مَلابِس صغيرَة الحجم و قَدمها لهُ هديّة
كما لو انّهُ احس انّه سيموتُ ..!
قبل ان يولَد ذلك الطِفل
فاراد ان يُقدم هَديتهُ في وَقتٍ مُبكر
مَسكهُ الجُنديّ من يَدِه يعتصِرُها بقوّة بينَما يُقاوم دُموعَه
- لقد مُت بَطل ، كما كُنت بطل حينما التَحقت بنا في سِنك الصغير
نحنُ و الوَطن فَخورون بِك ، انت فخرُنا
احتَضنهُ جيمين اليه بينَما يَبكي بِحرقَةٍ على وَفاةِ اعزّ اصدِقائِه ، تَحدث من وَشط دُموعه يُخاطب جَسد صديقه الخالي من الروح
- ارجوك عُد ، ليون انهَض انت لازلت لم تُغلق الثامنة عَشر بعد
لديك شَوط من الحياة ، عِشهُ ، تَزوج و انجِب اطفال يُشبهونَك
انهض ، ارجوك
انخَفض هوسوك يقومُ باحتِضان اكتاف جيمين من خَلفه مُتحدثًا بِصوتٍ مُرتجِف ، كان يُحاول التمسُك بِقوته بصعوبَة
- يَكفي جيمين ، انهُ افضل مِنا جميعًا
حصل على شَرف كُل جندي نزيه
يتمنى المَوت لاجل ارضِه
علينا ان نُبارك لهُ
بدل ان نَبكي
عليه
لم يكُن كلامهُ مُقنع كفايَة لاجلِ جيمين الذي احسّ بانّهُ قد عاد وَحيدًا من جَديد رُغم التفافِ بقيّة فريقه بِه ، لكن مكانة ليون كانت لِوحدها
لم يستطِع كَبح غِصتهُ و استمّرت الدُموع تهطلُ بغزارَة و هو يُشاهد وَجه صديقه الشاحِب ، جَسدهُ كان بارِد كُليًا
وَضع تايهيونغ كَفهُ فوق عينيّ صديقِه يُغلقها لهُ قَبل ان يَنهض ماسِحًا دُموعه بخشونَة
- ليون مات و هو يُدافع عن قائِدنا ..!
لذلك ، لن نَدع موتهُ يذهبُ سُدًا
علينا ايجادُ الرائِد و حمايته
سنؤدي واجبنا و ان مُتنا جميعُنا
اقتَرب جين لتفقُد البَيت حيثُ وَجد اللاسلكيّ الخاص بالرائِد ، انخَفض يحملهُ قبل ان ينطِق بعدما لَمح الجدَة و حفيدُها المقتولين
- لابد انهُم كانوا هُنا ..!
اخذوا الرائد و زوجتهُ بدون شَك
حَدق هوسوك في الجدّة و حفيدُها بينما يَقبضُ على يَداهُ بِعُنفٍ و قُوَة مُهسهسًا
- لا احَد يستطيعُ قَتل الابرياء ، عَدا داڤل
رَفع تايهيونغ عَينيه اليه ثُمّ نَبس بصوتٍ خافِت
- هل يُعقل ان الرائد وَقع بين يديّ داڤل..؟
هل هو من فعل ذَلك حقًا ..؟
قامَ هوسوك بالايماء برأسِه قبل ان يُجيب
- لا احد غَيرهُ يستطيعُ قتل النساء و الاطفال دون اكتِراث
كما انّهُ يكن ضغائِن للرائِد ، انتم تَعرِفون ماضيهِ مَعه
رَكل تايهيونغ الارض بِقَدمه مُهسهسًا بِغَضب
- الرائد ليسَ لهُ ذنب بما حَدث..!
تبًا مالذي علينا فعله ..؟
خسرنا جُزء منا ، لا يمكننا خسارَة الرائد كَذلِك
اخَفض جين نَظره الي ليون يُطالعه بِكَسرة قبل ان يَتحدث و حُزنه يَغلبُ كَلامه
- علينا العودَة الي الثكنَة ، يستوجبُ علينا اعادَة ليون و دفنه بِكرامة هُنا ثُمّ نطلبُ المساعدة من العقيد مين ، لن نستطيع ان نتصَرف بِمُفردنا
الاحباطُ و الكَسرة كانَت تغلبُ على مَلامح اربعتِهم ، يُطالِعون جُثّة صديقِهم و خَيبة الأمل تُثقل صُدورهم ، اعتادوا على العَودة من المَهام و هُم يَضحكون رُغم كُلّ الجُروحِ و الاصابات التي يَتلقوها
لَكنهم يُهونون على بَعضهم البَعض
دام انهُ ليس هُنالِك فَقيد
و الأن ، سيعودون بِتابوتٍ يَحملُ جُثّة جُزء لا يَتجزأ مِنهم
تِلك اعظمُ خسارَة تعرضوا لَها طيلَة حياتِهم
•••
فَتحت آلميرا عُيونِها بِبُطئ للكشفِ عن سَقفِ تلك الحُجرَة الباردَة التي تَقطنُ بِها ، اتضَح لاحقًا انّها زنزانَة حينَما رأت تِلك القُضبانِ الحديديّة امامِها
استَرجعت آخِرُ ذكرياتِها ، ابشَعُها كان مَوت تلك الجدّة مع حَفيدِها
لاسيما ليون الذي قُتل امام عُيونِها و هو يُجاهد لِحمايتِها
لم تَستطِع أن تَتظاهر بالقُوّة و انفجَرت تَبكي بِحرقة لم يكُن لها مَثيل
الاسوءُ من مَوتِه ، انّها جُزء مِنه
مَجيئُها و تهورِها ساهَم في قَتل ثلاثِ ارواحٍ لَيس لَهُم ذَنب
لَكن ، هي لم تكُن تعرِف النِهايَة
لم تكُن تعلمُ انّ هذا سيحدُث
لم تعلم ان ارض الحَرب لا تَمزح..!
انهارَت من بُكائِها و لم تستطِع استِجماع شتاتِها للتهوينِ على نَفسِها امر وَفاته الذي شَهدتهُ بِعينيها ، تَتذكُر كُل موقفٍ جَمعها معهُ و كَيف كان ألطفُ اعضاء فريقِ زوجِها
يُحبها و يَهتمّ لِشأنها و يسعَى دومًا لِمُساعدتِها كُلما احتاجَتهُ
- ان..انا اسف..اسفة ل..لك
لق..قد قت..قتلت بسب..بسببي
اجهَشت تَبكي بِقهرٍ اذ اسنَدت رأسِها على بُرودَة الجِدار خَلفها
تورمَت عُيونها من شدّة البُكاء و مَرارَة ألم النَدم
ادركَت ان تِلك الروايات العسكريَة التي كانت تقرأها و تُحمسها على عَيش تلك الحَياة مُجَرد وهمٍ ورديّ ..! يصوغها بشكلٍ جَميل
لكن الواقِع ، فيه قتل و مَوت
العَسكرُ ليسَ ورديًا كَما كانت تَراهُ
نِهائيًا..!
ناهيك عن كَونها رهينَة مُحتجزَة مع زوجِها الجَريح ، زَوجها المُهددة قدمهُ بالبترِ ان لم يَتلقى العِلاج ..!
- خَوفي عليه جَعلني اتدخُل في عمله الذي يُجيده
لاني جئت معهُ ، حَدث كُل هذا..!
ليتني قطعتُ قدمي قبل ان اصعَد الي تلك الطائرَة
ليتُني قُتلتُ و لم اشهَد اصابَة زوجي و مَوت جُندي من فَريقه
كَيف ساعيشُ مع كُل هذا الألم ..؟ من سيُعيد ليون الي الحياة ؟
لازال صغيرًا لم يَذُق طعم الحياة ، ليتُني مُت مَكانه
تَحدثت تُعاتِب نَفسِها مع كُلّ ثانيَة تَمّر ، تأنيبُ الضمير يَقتلُ روحِها و يُسمم قلبِها الذي يرتعشُ في زاويَة قفصها الصَدريّ ، ضاق نَفسُها حتى اختنَقت و راحَت تسعُل بِقوّة
صَوت الخُطواتِ القادِمَة في اتجاهِ زنزانتِها جَعلها تجلسُ بتأهُب لِرؤيَة الحاضِر ، لم يكُن سِوا القائِد الذي قَتل ليون امام عُيونِها قادِم لالقاء نَظرةٍ عَليها
قام بِفتح الزنزانَة للدُخولِ يراها تُرسل لَهُ نَظراتٍ سامَة مُميتَة جَعلتهُ يبتسِمُ بجانبيَة ، جَلس القِرفصاء امامَها يُطالِع وَجهها المُبلل بالدُموع
ظَنها تَبكي من الخَوف ، لِذلك امسك بِذقنها النَحيل يهمسُ لَها
- لا داعي للبُكاء يا سُكر
لن اؤذي وَجهكِ الجَميل
قامَت بدفع وَجهها للنحوِ الاخَر تودّ رَدعه
لم يكُن باستِطاعتها دَفعه فيديها مُقيدَة وراء ظهرِها
- دَعني ايها النَجِس
اُتركني
هَسهست بِغَضبٍ تَجِدهُ يلتمسُ وجنتِها المُبللَة باصابِعه قبل ان يبتعِد عنها بِرضاهُ قائِلاً
- اخبريني من انتِ ..؟
و مالذي كنتِ تفعلينَه في مكانٍ يتواجد بِه جُيون؟
هل انتِ احد جُنوده و اتباعه؟
حَدق في عينيها بِجديّة جَعلتها تبتلع لسانِها قبل الاعتِراف بانها امرأة الرائِد ، قد يُحاول استِغلالها لِصالحه و تَدمير ما تبقى من زوجِها ، لِذلك نَفت اي صلَة تقرِبُها بِه و قالَت بهدوء
- من يكون جُيون؟
قامَ داڤل بِدفع حاجِبه مُستنكِرًا قبل ان ينطِق
- تُمثلين انكِ لا تعرفينه..؟
اذا لما كنتِ خائفَة عليه؟
هه ! هل انتِ احدى ضحاياهُ اللواتن اوقعهنّ في حبه؟
طالعتهُ باستِغراب ، مالذي يَقصدهُ بِضحاياه..؟
لِكَونها تُجيد التمثيل ، اتقَنت دَورها في ادعاءِ الغباء و قالَت
- مالذي تقصِده؟ لستُ افهم ..!
قَضم وجنتهُ مِن الداخِل يُعاين تعابيرها بعنايَة اذ نَطق بعد حين
- حَركاتُ الاستغباء هذِه تُخرج الشيطان الذي بداخِلي
قام باخراجِ سِلاحه من وراء ظهرِه يُقربه من رأس الصُغرى التي امعنَت النظر به ثُمّ ارتَفع طرف شِفاهها ساخِرَة
- اولسَت الشيطان عينهُ..؟
اسمُك يُطابِقه
ابتَسم و هو يُمرر فوهَة سِلاحه على سائِر وجهِها ببُطئ ، كان مُستمتعًا لَكنها قَتلت مُتعته حينما لم تُظهر ذرّة خوفٍ واحدَة و عُيونها لَم تهتز لِثانيَة
ظلَت تناظِره بِثقة زعزعَت خاصَتهُ لِذلك سألها بِجُمود
- من انتِ ..؟
قامَت بِصُنع ابتِسامَة بسيطَة قالت فيها حينما اقتَربت من وَجهه اذ هَمست بالقرب مِنهُ
- ان كُنت الشَيطان ، فأنا ابليس
استَغرق وقتًا حتى يَفهم كَيف تَستطيعُ ان تَكون بِكُل هذه القُوّة
في وَضعٍ لا يسمحُ لها سِوا بالبُكاء و طَلب الرحمَة..!
انذهَل لَكنهُ لم يُظهر ذُهولَه ، بل جاءتهُ رَغبة في تَحطيم كبرياءِها و كَسرِه عبر امساكِه لِذقنها و اخبارِها بِنبرةٍ جادَة لم تَنجح في زعزعَة قُوتها
- سأرى كيف سَتظلين بِهذا الثبات
حينما تُصبحين عبدَة تُلبين شَهوات اسيادِك
طالعتهُ بِسَخطٍ ثُمّ قامَت بالابتِسام بهدوءٍ تَزيدُ من استِفزازَه
- لا انصحُك ، لستُ سهلَة على الفِراش..!
من يُفكر بالاقتِراب منها دون ارادتِها
حتمًا مَصيرهُ سيكونُ فُقدانِه لِنَسله
دون شَك ، هي لن تُقصِر بذلك
افلَتها بعدَما استَقام امامَها يُخفِض بصرهُ للنَظرِ في عُيونها السَوداء القاتِمَة ، مَشا الي الخارِج و قبل ان يُغادر التَف برأسِه اليها يُطالعها
- لناء لقاء ، يا سُكر
تتبعتهُ بعيونِها تُعطيه نَظراتٍ مُظلِمَة تَعكسُ حَقيقة شُعورها تِجاهه
لن تَخمد نيرانِها حتى تَنتقم مِنهُ و تقتلع اصابِعه التي قَتلت الابرياء..!
سَتنتقم و تُخلِص العالم مِنه بشعٍ مِثله
خَرج داڤل مِن السِجن يسيرُ بِخُطًا هادِئَة داخل اروقَة المُعسكر الغالِب على مساكِنه الخِيم ، يستمرون بالتَنقلِ من منطقَة لمنطقَة للهُروبِ من العسكر
لذلك لا تَكونُ مساكنهم ثابتَة
اقتَرب من المُمرضَة التي غادَرت خيمَة التمريض يستفسرُ عن وَضع الرائِد بهدوء
- كَيف حالهُ ؟ هل تمّ علاجه ؟
ناظَرتهُ المُمرِضَة بانتِباه ثُمّ اجابتهُ
- ساقهُ حالتُها سيئَة للغايَة
ان استَمر على هذا الحال قد تلتهب
ان التَهب ستصعد البكتيريا الي مخه و يَموت..!
انعقَدت حواجِب داڤل بشدّة حيثُ نَطق باندِفاع
- لا اُريده ان يَموت ، جِدوا حلاً !
عليكم مُساعدته
تَنهدت المُمرضَة بِقلّة حيلَة حينما قالَت
- يَحتاجُ الي جِراحة كيّ نستطيع مُساعدَتهُ
لا نملكُ طبيب جرّاح ، اضافة الي انّ المُعدات ناقصَة هُنا
استَغرق داڤل بِضع لحظاتٍ يُفكر فيها ثُمّ قال بعد حين
- سآمر بأن يَحضُر الطبيب لِعلاجه ، انا الامدادات الطبيّة ساعلمُ كيف آتي بِها ، عليكم تَجهيزه اذًا لِلخُضوعِ الي العَملية
قامَت المُمرضَة بالايماء ثُمّ افسَحت لهُ مجالاً للعُبور ، مَشى بِخُطواتِه بعيدًا عن مَدخل المُعسكِر اذ جَلس فوق احدى الصُخور و هو يُشاهِد الجبال و الهِضاب امامَه
- ساجعلك تَدفع ثَمن فِعلتك جُيون
لَن اسمح لك بالمَوتِ بسُهولَة..!
ستستردّ عافيتُك ، ثُمّ احرصُ بنفسي
على مَحوِها لَك
هسهس و هو يَقبضُ على الصَخرة في مُنتصفِ يَدهُ قبل ان يَرميها في الهواء يُراقبها تتدحرَج من فوق التلّة
يَملكُ في صَدرِه حِقد تِجاه الرائد ، لَم تستطِع السَنوات مَحوه
•••
هَبِطَت طائِرَة العساكِر الثانيَة على مَتن اراضي الثَكنة العسكريّة الكوريّة
حيثُما كان العقيدُ و بَعض من عَساكِره يَنتظِرون عودَة الفريق
بأقلِّ الاضرارِ المُمكنَة
كان اولّ من ينزلُ من الطائرة هوسوك الذي مَشا في اتجاهِ قائِده لاداء التحيّة العسكريَة ، تَبِعهُ جين ثُمّ لحق بِهم تايهيونغ
تَفحص العقيد هيئتهم ثُمّ سأل قلِقًا
- اين بقيَة الفريق ..؟
قرأ الحُزن على وجوهِهم هُم الثَلاث ، قبل ان يَنضمّ اليهم جيمين الذي ورّم البكاء عَينيه ، وَقف بِجانب زُملاءِه يُؤدي التحيّة الي قائِده
- اين الرائِد ..؟ و ليون؟
سأل العقيدُ بِتردد بعدَما ادرَك ان مَلامِح عساكِره لا تُبشِر بالخَير
استَجمع هوسوك شَجاعتهُ حتى يُخبِرهُ بِما فتت قُلوبهم اجمَع
- ليون سونغ ، قُتل على ارضِ العَدو
ارتخَى جَسد العقيد بعدَما اتاهُ ذلك الخَبر كالصاعقَة
لم يستوعِب ما قيل حتّى رأى بضع جُنودٍ يُنزلون جُثتهُ
كان مُلتّف بغطاءٍ ابيض يُخفي مَلامحه التي جَفت الدماءُ عليها
- م..ماذا ؟
هَمس العقيد بعدمِ تَصديق حتّى رأى ذقن جيمين يرتجِف و هو يُحاول الحفاظُ على ثَباتِه ، لم يكُن يظنّ يومًا ان قد يكونُ بهذا الضُعف ان قُتل احدٍ منهم
- كان فقيدُنا ، اخانا..!
وَضعوا جُثّة ليون بالقُربِ من زُملائِه ، حيثُما اعتاد ان يقف بِجوارهم بعد العودَة من كُل مُهمّة يرفعون رايَة الانتصار البيضاء ، عاد و تلك الرايَة تلفّ جَسده المُلطخِ بالدماءِ الحَمراء ..!
- ك..كيف حَدث ذلك؟
كيف قُتل؟
سأل العقيدُ بعدَما استفاق من صَدمتِه يُطالع وجه تايهيونغ الذي أجاب بِصَوتٍ جاهَد لِجَعله ثابِت
- لا نَعلمُ بَعد ، لَكن على الارجح كان يُدافع على الرائِد و زوجتِه
قَطب العقيدُ حواجِبه بشدّة اذ قال مُستنكِرًا
- زَوجته ؟
رَفع جيمين عينيه الي قائِده قبل ان يُجيب بصوتٍ مُختنق
- قامَت باللحاقِ بنا الي المُهمّة ، و هُناك تعرضنا لِهُجوم اثناء غرس الالغام ، آن ذاك علِقت هي و بينما كُنا نُحاول انقاذها نَجح العدو في تشتينا و افتَرقنا في الغابة
سَقط فكُّ العقيدُ من الصَدمة ، يكادُ يقع من طُوله لكنهُ تماسَك يسألُ بعدما كوّر يداهُ بِغَضبٍ عارِم
- كيف تذهبُ معكم امراة الي المهمَة و لا تستطيعون تمييزها؟
هل تغاضيتم عن امرِ ذهابِها ..؟
اتعرفون تكلفة الامر؟
ارتَفع طرفُ شِفاه تايهيونغ مُبتسِمًا بِقهرٍ حينما اجاب
- كانَت التكلفة ، حَياةُ أخينا
اعتَصر العقيدُ قبضتهُ بِقوّة يستمع الي هوسوك الذي اجاب مُدافعًا عن فريقه
- سيدي ، هي لَم تَكُن في فريقنا ، بل ذَهبت مع فريق القائِد كيم
كان واجبه تفقّد عساكِره ، نحنُ ليس لنا عِلاقَة
كلُ ما فعلناه اننا حَمينا الرائد و زوجته لاخر لَحظة
بَلل العقيد شَفتاهُ قبل ان يسأل بِجديّة
- اين الرائد ..؟
اجابَةُ البقيّة لم تكُن مُبشرَة البتّة حينما قالوا
- وَقع بين يديّ ، داڤل
•••
تَسيرُ دقائِق ساعاتِ اليومِ بُبطئ شَديد عَلى من تَتكئ على الجُدرانِ الباردَة و قلبُها مُنشغل بِزوجِها ، تُفكِر بالطريقَة الاجراميَة التي قَد يُعذبونَها بِه..!
هو مُصاب و لازال مُحتجَز لدى الاغماء
تَفكيرُها بِه تجاوز مَرحلة النَدم
بعدَما بَكت حتّى تورمَت عُيونِها ندمًا
اصبَح الرائد يحتّل مِساحته داخلها حتّى تُفكر بِه
ما الخُطوَة القادمَة التي تَستطيع فِعلها لِمُساعدته..؟
عليها ان تُنكر لاخرِ لحظَة انها تعرِفه
لا تُريد ان تكون نُقطَة ضعفٍ مُجددًا لهُ ، عليها ان تستغل وجودِها هُنا بتقديم العَون لهُ بَدل ان تُشغلهُ بها اكثَر
هل عليها استِخدام حيلِها في الاغواء لِتنال مِن ذلك القائِد..؟
تُغويه ثُمّ تقتلهُ بعدما تُسممه..!
قطعًا ، لا تستطيعُ تَخيل نفسُها تُغوي رَجُلاً غير زوجِها
مُجرد التَفكيرُ بالموضوع يَجعلها تُريدُ الاستِفراغ
قامَت باصدارِ تنهيدَة خافِتَة ، قَبل ان تعتدل في جَلستِها تُردد هَمساتٍ مُشجعَة الي نفسِها كي تَقتُل افكارِها السَوداء تِلك
- سيتَمكنون من ايجادنا ، جونغكوك سيكونُ بِخَير
نحنُ سنكونُ بِخَير
اغمَضت عُيونِها تُحاول الاستِرخاء اذ بَعد لحظاتٍ سَمِعت صوت الزِنزانَة تُفتَح ، كَشفت عن عُيونِها السوداء لِتَرى امرأة تلبسُ ثيابًا عسكريَة تقتربُ مِنها
انحَنت الي مُستواها حتى تُمسِكها من ذراعها و توقفها
- عليكِ المجيئ مَعي
ناظَرتها آلميرا بِحاجبٍ مَعقود تَرفضُ القيام
- الي اين ستأخذيني..؟ لا اريد..!
طالَعتها الامراةُ بغضَبٍ و جَرتها رُغمًا عن ارادتها توقِفها بالاجبار
- انتِ ليس لكِ حُريَة الاختيار
القائِد طلب ان نَهتم بكِ ريثما يَعود
وَضع عُيونه عليكِ ، افرحي انهُ يوم سَعدك
رَمقتها آلميرا بِسَخطٍ قبل ان تنطِق بحاجبٍ مَرفوع
- يوم ماذا ؟
امعَنت المراة التحديقُ فيها من رأسها الي اخمصِ قَدميها قبل ان تنطِق بابتِسامَة جانِبيَة
- ان استطعتِ ارضاءَهُ ، سَتحصلين على كُلّ ما تُريدينَه
سيُخرجكِ من فقرُكِ لِتعيشي حياة كريمَة معهُ
انتِ جميلة ، عليكِ استغلالُ جَمالك
احَست آلميرا انها تَودُ صَفعها لِتُخرس لسانها الذي وَصفها بالفقيرَة
ألا تعلمُ هي ابنة من تَكون ..؟
لِحُسن حَظ الفتاة ان يديّ الاصغرُ سنًا مُقيدَة ، و إلا كانَت لتبرحها ضَربًا ، سايَرتها حتى تَستطيع الخُروج من الزِنزانَة و حينما فَعلت وَجدت كمًا مِن الرِجال و النِساء يَتدربون امامِها بِفوضويَة
لم يَكونوا تابِعون لِدولَة مُعينَة تَقودهم ، هُم مُجَرد مُتمردون يودون اعلان سيطرتِهم على العالَم تحت قيادَة ارهابيون يودون نَشر الفساد
امَعنت التَحديق بِهم ثُمّ ناظَرت المرأة التي قادَتها الي احدِ الخِيم حيثُما اجلستها فوق كُرسيّ و قالَت
- سنجلبُ لكِ الطَعام ، عليكِ ان تُحسني الصُنع كيّ نُعاملكِ جيدًا
اتفقنا ؟
نَظرت الصُغرى حَولِها تستكشِفُ الخيمَة التي تَحتوي على سَرير مُدور في المُنتَصف مَع طاولَةٍ صغيرَة عليها بعضُ من مُستحضرات التبرجِ النسائيَة ، عاوَدت التحديق في المراة تتسائل
- لَكِن ، اين نحنُ ..؟
و مالذي نَفعلهُ هنا؟ لايّ دولة انتم تَنتمون؟
دَفعت المرأة حاجِبها قَبل ان تقترِب تُمسِك بذقن الصُغرى مُبتسمَة بِمُكر
- دَولة ..؟ نحنُ اعداء الدولَة يا صغيرَة
قامَت آلميرا بِعَقد حواجِبها مُستنكرَة اذ سألَت
- لِما ؟ لما تُعادون دولتكم..!
نظرت في عينيّ من كانَت تمضغُ العلكَة بطريقَة استَفزتها ثمّ اجابَت
- لان الدولَة لا تُعطينا حقوقنا..!
همهم المناصِب و نَهب الشَعب
لا يأبهون لطلباتِنا و لا احتياجتنا
لِذلك ، نحنُ ثُرنا ضِدَهُم
قامَت الصُغرى بابتِلاع ريقِها اذ دَنت الكُبرَى لِفَكِ قيدِها و تَحرير يديها مُتابِعَة بِهُدوء
- اياكِ و احداث المشاكِل ، و لا تُفكري بالهَرب المكان مُراقِب
ان حاولتِ ، سيتمُّ قَتلُكِ مُباشرَة دون ان نَهتم لامركِ
هممم ؟
قامَت بالطبطبَةِ على وَجنة من ازاحَت وجهها للنحوِ الاخَر تودّ الاستقامة من مجلِسها قائِلَة
- انا لا اريد ان اثور على دَولتي
لا اُريد الانضِمام اليكم..!
دعوني اذهبُ في سبيلي!!
طالَعت عينيّ من ناظَرتها بِعُيونٍ حادَة حيثُ اخرَجت سكينًا من داخِل جيبها و دَنت به نحو رَقبة الصُغرى التي رَمقتها بِنظراتٍ مُميتَة
- اياكِ و اللعبُ بِذَيلكِ ، تُعتبرين المراة الاكثرُ حَظًا
لان الزَعيم وَضع عُيونَهِ عليكِ ..!
ارتَفع طرف الصُغرَى ساخِرَة قبل ان تُميل رأسِها مُتحدثَة بِصَوتٍ خافت
- من قال انّي اريد جَذب عُيون زعيمُكِ..؟
ان فَكر بوضعهم عليّ سأعمي بَصرَهُ
مَسكتها الكُبرى من شَعرِها قبل ان تَدفعها نَحو السَرير بغضَب
- اصمتِ ! اياكِ و التحدُث عن الزَعيم بِهَذا الشَكل
ارضاءَهُ سيكونُ لِصالحك ، ان كنتِ ذكيَة
كيّ لا تُقتلَين..!
سَقطت آلميرا فوق السَرير و راحَت تَتبعُ بعينيها من غادَرت و تَركتها من جَديد بِمُفردها ، استوعَبت حجم المُصيبَة التي وَقعت بها اذ هَمست بعدمِ تَصديق
- ماذا ان كان ما تقولهُ صحيحًا ..؟
هل حقًا ينوي ذلك العاهر جَعلي عاهرته..؟
مُستَحيل..!
نَفت برأسِها و هي تُرجِع شعرها الي الوراء ، اعتَدلت في جلستِها ثُمّ تابعَت تهمسُ لِنَفسها
- عليّ ان اجد جونغكوك اولاً
ثُمّ سارى مالذي سيحدُث
جَمعت انفاسِها لتقوم بِطرحها بعد حينٍ و تَسلل الي بابِ الخيمَة لاستراقِ السَمع ، وَضعت اُذنها تَجذبُ اقاويل الجُنودِ في الخارج حيثُ سَمِعتهم يَتحدثون عن زوجِها
- لقد نَجح داڤل في القاءِ القَبضِ على الرائِد جُيون
كان ردّ زَميله الذي يقومُ بالتَدخين كالآتي
- سمعتُ ان حالتهُ حرِجَة ، أتوا بِه مُصاب حتى عُيونَه لم يَفتحها
كِليهما يَحرُسانِ باب الخيمَة التي تَقطُن فيها الصُغرى
لذا كان من السَهل عليها جَمع كلامِهم في اُذنيها
- لَن يموت بسُهولَة ، انهُ وَحش المَعارِك ..!
بسبع ارواحٍ ، اشُك في انهُ سينجح في انقاذ نفسه كالعادَة
نَطق الجُندي الأول حتّى قال الثاني مُبديًا اعجابَه بالرائِد
- ذلك صحيح ، اتعجبُ في قُدرته على هَزيمَة عدوِه مهما كتن قويًا ، لا اعلم ان كان الحَظ يُحالفه في كُل مرّة ، ام انّه فعلاً وَحش
قَضمت آلميرا شَفتيها بينَما تضغطُ على اطراف اصابِعها هامسَة
- سيحسدونَه ..!
بل حَسدوه حتّى تصاوَب و اصبَح عاجِزًا عن فَتح عينيه حتّى
لم يَكُن بِوسعها سوا العَودة و الجُلوس
تنتظرُ مَصيرُها الذي لم تكُن تَعرِفه
عقلُها الروائيّ يصيغُ اسوء المشاهِد الاجراميّة
كان ذَلِك حَدّها ..! لم تكُن تعلم ان القادِم
اســـوء ..!
•••
- الن نُغسلَهُ و ننظف جَسده..؟
تَحدث جيمين بِصَوتٍ مُهتَز و هو يُشاهِد عينيّ تايهيونغ الذي قام بِتَحريك رأسِه نَفيًا قبل ان ينطِق بِمرارَة
- يُدفَنُ بِدَمه ، الذي جميعُنا نَعتزّ بِه
فقط دعونا نُفرغُ جيوبَه ، و نُجهز مراسم الدَفن
اصَدر الاصغرُ انفاسًا مَهزوزَة تُعبر عن حِرقَة صدرِه ، مَشا ناحيَة جُثَة صديقه امامَه و الدُموع عند اطرافِ عينيه
- لا اعلمُ كَيف ساستطيعُ النوم في غُرفتي
بعدما كنتُ اتشاركها مَعهُ و اظلّ اصرخُ عليه بالليل
كيّ ينام و يَتوقف عن حكاياتِه التافهَة
اغمَض عيناهُ يَذرفُ دموعه بغزارَة قبل ان ينطِق ببكاء
- اريدهُ ان يَعود و انا مُستعد ان استَمع الي حكاياتِه التافهَة دون ان اكسِر بخاطرِه ، سادعهُ يحكيها لي مرارًا و تِكرارًا و سامثل اني اسمعها للمرّة للاولَى ، فقط دَعهُ يَعود
اقتَرب تايهيونغ منه يقومُ بِمُعانقتهُ من الخَلف بحُزن ، تشاركا البُكاء سَويًا قبل ان يبدأ جيمين في تَفريغ جُيوبِ الاصغَر ، اتضَح انهُّ يَحتفظُ بِصُورَةِ لفتاةٍ شابَة مع مِحرمتِها الورديّة التي تَحملُ رائِحتها
كان هُنالِك رِسالَة مُدونَة من قِبلها لهُ سمح جيمين لِنفسه ان يَقرأ ما كُتِب فيها
- مرحبًا ليون ، اعلمُ انك ستذهبُ الي المهمَة قريبًا ، لهذا اردتُ ان اكتُب لك هذا المِرسالُ ، لقد تحاورتُ مع امي بِخُصوص خُطبتنا و لم تُمانع فارِق العمر بيننا ، قالَت ستتحدَثُ مَع ابي بخصوصنا لذلك ارجوك عُد سريعًا ، سنستطيعُ كَسر الحواجِز اخيرًا ، انتظِرُك بِلهفَة
سَقطت دُموع جيمين رِفقة تايهيونغ فَوق ذَلك المِرسال الذي نَهش قُلوب كِليهما ، طَوا الاصغر الرِسالَة يلتفتُ تِجاه زميله هامِسًا بِحرقَة
- كيف سَنُخبرها ..؟
نَظر تايهيونغ الي صُورتِها التي بين يديّ الاصغَر اذ حَملها هو مُتحدِثًا بِصَوتٍ خافِت تملئهُ البحّة
- سيتكفلُ والِدها بإخبارُها ..!
•••
مَنزلُ الأمير ادولف
حيثُما كانَت زَوجتهُ رِفقَة ابنته الصُغرَى يَنتظرون عَودتهُ بعدما تَوجه لزيارَة الثكنَة ورؤية المُستجدات بِمُجَرد ان سَمع بعودَة الفريق
دَخل بِوَجهٍ شاحِب فاقد لالوانِه و قَد لاحَظت زَوجتهُ حُزنَهُ في عُيونه حينما ناظَرها بِكَسرة خاطِر ، نَهضت من فوقِ الاريكَة تقترِبُ منه بِقلق
- مالذي حَدث أدولف ..؟ هل آلميرا بخير ؟
ماذا عن جونغكوك ..؟
ابتَلع ادولف ريقَهُ و قامَ بالجُلوسِ فوق الاريكَة قُبالَة ابنته التي تُطالِعهُ باهتِمام ، استَغرق وقتًا في استِجماع حُروفه للاجابَة اذ تَحدث بغصّة
- آلميرا اتضَح انها لحِقت بِزوجها ، و لسوء الحَظ تمّ احتجازِهما لدَى الارهابيون ..!
وَسعت آيرا عُيونِها لتشهق هي و ابنتِها بِصَوتٍ عالٍ ، اقتَربت الاكبرُ سنًا منهُ تقومُ بامساكِ ذراع زوجها متحدثَة بِهَلع
- مالذي تَقصدَهُ ؟ مُستَحيل ..!
ذلك حتمًا مُستحيل ؟ مالذي سيفعلونَه بهما؟
لما لم يُساعدوهما العساكِر ..!
قام ادولف بِفركِ جَبينهُ قبل ان يُجيب بِمرارَة
- لم يستطيعوا التوصُل اليهما بِسبب هُجومٍ مُفاجِئ حَدث لهُم
سيفعلون جُهدهم للوصولِ اليهما ، لا تقلقي
قامَ بالطبطبَةِ على ذِراع زَوجتهِ ثُمّ ناظر ابنتهُ قَبل ان يَنطِق بَعد مُدَة من الصَمت
- ا..ايضًا ..
طالَعتهُ الكُبرَى بِقلقٍ و تَرقُب تنتظرُ اكمالَهُ
- اي..ايضًا ..؟
صَمت كُليًا و لَم يعُد بِوسعه ان يُكمِل ، الخَبر التالي سيكونُ صعبًا عَلى ابنتهُ و لَن يحتمِلهُ قَلبُها بتاتًا
لم يكُن صعب عليه أن يَكتشف ان طِفلتهُ التي رَباها على يديه
اصبَح لديها قَلب عاشِق..!
و لِكَونهِ يَعرفُ اخلاق الجُنديّ الذي احبَتهُ
كان سَعيدًا انّها احَسنت الاختيار
بدأ الامرُ حينَما اخذَها رفقتهُ الي الثكنَة ، و وَجدت حبيبُ قلبِها هُناك
ثُمّ ، بدأت تكثرُ عُزومات ادولف الي الرائد و فَريقه لِبيتِه
و الالتقاءاتُ تَكثُر و مَشاعُر الاعجاب تَنموا بِبُطئ
الي أن اصبَحت حُب سريّ من الطَرفين
قامَ باخذِ انفاسِه حينما وَكزته زَوجتهُ و اخبرتهُ بانفعال
- اخِبرني ماذا هُناك ! لا توقِع قلبي ..!
اغمَض عيناهُ يَعتصِرهُما قَبل ان يَتحدث دُفعَة واحدَة
- ليون سونغ ، اهداكُم عُمرَه
انسكَب الخَبرُ على ابنتِه كماءِ مُثلّج جمّد اطرافها و مَنعها من الحَراك كُليًا ، على عَكس اُمها التي سَقطت تجلسُ فوق الاريكَة بِصدمَة
لم تَستوعِب آيلا ما قالهُ والِدها و نَطقت تَستفسرُ بعدمِ فَهم
- م..مالذي قل..قلته ..؟
حَدقت في عينيّ الاكَبر الذي استَقام يَقتربُ منها بِبُطئ
- آيلا اهدئي ، كُل جُنديّ يأتيه يَوم و يُغادرُ فيه الحياة
لاجلِ سلامة وَطنِه ، هو في مَكانٍ افضل الان
طالعتهُ الصُغرى و عَقلها لا يُريد ان يَستوعب كُليًا ما سَمعتهُ
قامَت بالنُهوض تقفُ على قَدميها و الغصّة عالقَة في حلقها
- اب..ابي ، ان..انت مالذ..ذي تقو..تقوله ؟
بدأت تَرتعِش حينما اصبحَت تُدرِك الواقع المَرير
الدُموع وَجدت مَعبرها الي عُيونِها العَسليَة
حيثُ هَمست تزامنًا مَع سُقوط دَمعةٍ من مُحجريها
- لي..ليون م..مات ..؟
قامَ والِدها بالايماء اجابًا لِمَن اصَدرت صَرخةٍ عاليَة تُنفي بها حَقيقَة ما سَمِعت ، دَفعت والِدها من امامَها كيّ تَفرّ الي الثكنَة صارِخَة
- مس..مستحيل ، مُستحيل ما اسمعهُ
انهُ مَقلب ، انهُ يستمر بفعل مقالبه البشعَة
ارادَت الرَكض و الرَحيل ، لكن اباها قيّد ذراعها و جَذبها لحضنه يَعتصرها بداخل اذرُعه كيّ بقوّة ، استَمرت تنتفضُ بين يديه و دُموعها تتساقط بِغزارَة
- دع..دعني ابي دعني ، اتركني اذهبُ و اراه
انا اعرفُ انهُ يَمزح احدى مزحاته الثقيلَة
اتركن..اتركني ارج..ارجوك
احكم على سَجنها داخل حُضنِه بينَما يمسحُ على شعرِ مَن تَبكي باعلَى صوتِها وسط حُضن أبيها الذي انخَفض يقبل رأسِها بِرفق
- اهدئي ارجوكِ
لم يكُن يستطِع مُواساتِها حتّى
فَمصيبتُها عظيمَة ..!
هي خَسِرت حُب حياتِها
في سِن الزُهور
كِليهما شابين لم يَتجاوزا العِشرين
بالكادِ بدأ في تَجرِبَة شُعور الحُب
مَشاعر بَريئة و نَقيّة للغايَة
حَبيبُها الزهريّ ، غادَر عِند نُعومَة اظافِره
و تَركها بِقلبٍ ارمَلٍ من بَعدِه..!
•••
وَصل الاكلُ الي خيمَةِ آلميرا التي كانَت تجلسُ على الارضِ في الزاويَة تتكورُ حَول نَفسِها ، رَفعت عينيها الي المرأة التي اقتَربت مِنها تُعطيها الطَعام
لم تَشأ اكلهُ و قالَت
- لستُ جائِعَة
جَعلتها المرأة تَنهضُ رُغمًا عن ارادتِها حينَما مَسكتها من عِضدها و جَرتها تِجاه الفراش ، كانَ جَسدُ الصُغرى خامِلاً لِقلّة الاكل و النَوم لذلك تجاوَب معها بِسُهولَة ، وَضعت الطعام بين حُضنها و قالَت
- عليكِ ان تأكُلي ، الزعيمُ سيعودُ بعد ساعاتٍ
عليه ان يَجدكِ في قمّة صحتكِ و جَمالك
حَدقت الصُغرى بِها بِغَضبٍ كان واضِحًا في عُيونِها حينَما تَهجمت تقولُ باندِفاع
- قُلتن انكم ثائرات لاجلِ حُقوقكنّ..!
لم تَقولي انكنّ جئتن حتى تُصبحن عاهِرات لِزعيمكنّ ..!
انخَفضت المرأة الي مُستواها تقومُ بالمَسحِ على شَعرِها الطَويل مُتحدثَة
- اُنظري يا جَميلة ، ليسَ كُل من هُنا يُحالفها الحَظ لان تَكون خليلَة الزَعيم همم ..؟ امَا التي يختارها ، فتعيشُ مُدللَة بِنَعيم ، بدل ان تعمل كالآلَة مع بقيّة العساكِر حتّى تتمزقُ يديها
وَضعت آلميرا الصينيَة جانبًا ثُمّ استَقامت من مجلِسها متحدثَة بجديَة
- انا اُريد ان اعمَل كالآلة حتّى تتمزَقُ يداي
ارضَى ..! لَكن لا اُريد ان اكون عاهرَة..!
دَفعتها المرأة للجُلوسِ من جَديد ثُمّ نَطقت بسُخريَة
- حقكِ الرفض دامكِ لم تري وَسامتهُ
حينَما ترينهُ سَتُصبحين انتِ من يَرغب به
كُل الفتيات بالخارج تَحسدكِ يافتاة..!
عودي الي رُشدكِ
اغمَضت آلميرا عُيونِها تُحاول الحفاظ على هُدوءها قَدر استِطاعتها ثُمّ نَطقت بِصَوتٍ مُتزن
- اسمَعيني ، انا جِئتُ الي هُنا عن طريقِ الخطأ
دَعوني اُغادر ، لديّ عائلة تنتظِرُني ، همم؟
تَكتفت المرأة امامَها تصنعُ ابتِسامَة خفيفة لِمن قبضت على يديها حينما قالَت لَها بهدوءٍ مُستفز
- لم يعُد لديكِ عائلة بعد الان..!
الزعيمُ هو عائلتكِ الوحيدَة
اصطكَت آلميرا على اسنانِها قبل ان تَنفجر مواجِعها و تَصرُخ بها بانفِعال
- اليسَ لديكِ سيرَة سِوا عن ذلك العاهِر ..؟
وَسعت المرأة عينيها مُندهشَة اذ قامَت بِتَسديد صَفعة على وَجه الصُغرى مُهسهسة بِغَضب
- كَيف تجرؤين على شَتم الزعيم ايتها الساقِطَة ..؟
هي قَد تجرأت و مَست وِترُ آلميرا الحَساس
وَجهها ..!
قَضمت الصُغرَى شَفتيها بِعُنف ، لم تَعد تستطِع السيطرَة على تَصرُفاتِها و اندفعَت في اتِجاهِ الاكبر تُمسِكها من شعرِها بِقسوَة جَعلتها تَصرُخ من الألم
- من تَظنين نفسكِ حتى تَرفعين يَداكِ عليّ ..؟
من تَكونين حتّى تَلامِس اصابعك وَجهي المُقدَس؟
انتِ لستِ الا عاهَة على المُجتمَع قاتِلُها يُتوَج
عاهِرَة ساقِطَة
لَم تَرحمها و عَنفتها بطريقَة جَعلت فيها المرأة عاجزَة عن صَدّ ضرباتِها و الدِفاعُ عن نَفسِها ، صَرخت بقوّة حتى جاء بقيّة الجُنود يَجدونها طريحَة الارضِ و آلميرا تَعتليها بينَما تخبِطُها بعشوائيَة حتى شوهَت ملامِحها
شَهق الرَجُلين بقوّة يقتربان بسُرعَة لامساكِ سمراء البشرَة من ابطَيها ، حَملاها و هي تقومُ بِركل الكبرى بِقدمها رافضَة الحَراك
- دعوني اقتُلها ، السافلَة تعدت حُدودها
مَسكوها رُغمًا عَنها و لم يَتساهلوا مَعها حينما رَبطوها رُغمًا عن ارادتِها ، نَهضت المرأة بِوَجهٍ مليئ بالخُدوش اذ ما ان رأت انعكاسِها حتى شَهِقت بقوّة
ارادَت التَقدم و ضَرب آلميرا للانتِقام بعدَما ثبتوها الجُنديين ، لَكن احدهُما مَنعها حينما قال مُعترِضًا
- سوزي كلاّ ..! ان عاد الزَعيم ورأى وَجهها مُشوَه
سيهدمُ المعسكر فوق رؤسِنا ، انها ضَيفتهُ
ضَغطت سوزي على يَديها و الغضبُ يَنهشُها ، اقتَربت تُمسِك ذَقن الصُغرى باصابِعها تعتصِرهُ بعنفٍ آلم من طالعَت عُيونِها بِثبات حينَما سمعتها تُهسهس
- انتِ تصطادين في المِياه العكرَة يا صغيرَة..!
ما ان يَرميكِ الزعيم ، سَتسلمكِ يداي
ارتَفع طرف شِفاه الصُغرى التي اجابَت بِسُخريَة
- سَنرى من ستسلمُ يداهُ الاخَر..!
فكت سوزي ذَقن الصُغرَى ثُمّ نَطقت بِحدّة تأمُر الرَجُلين الذان يُمسكانِ يديها
- دام يَديها بهذه القُوّة ، خُذوها لِتعمل مَعكم قليلاً ..!
سَتُفيدكم
طالَعتها الصُغرى بِقَرف ثُمّ رافَقت الرَجُلين الذان اخذاها رُغمًا عن ارادتِها مَعهُما ، ادخلاها الي خَيمة تَخصُ مَلابس الجُنود حيثُ طلبوا منها تَغيير فُستانها حتى تُشارِكَهم اعمالِهم التي لا تَفقهُ عَنها شيئًا
وَجدتها فُرصتِها التي سَتسمحُ لها بالتِجوال براحَة و البَحثِ عن زوجِها ، لِذلك لَبت رَغبتهما و غَيرت ملابِسها بطاعَة ، لبِست سروال عسكريّ زيتيّ اللَون مع تيشرت أبيض ضَيق ، خَرجت مَعهما لالقاءِ نظرةٍ شامِلَة ثُمّ احَست باحدهما يَدفعها قائِلاً
- اذهبي الي خيمَة الطعام ، انهُ وَقت اعداد الأكل
رَمقتهُ بغضَب تقومُ بدفع يده عَنها
- لا تَدفعني ..!
ارتَفع طَرفُ شِفاه الجُنديّ بسُخريَة قبل ان يقترِب منها خُطوَة مُتحدِثًا
- و ان فَعلت ؟ مالذي سَتفعلينه يا جَميلة ..؟
حاوَل رَفع يَدِه و دفعها من جَديد ، لَكنها صَدمته حينما مَسكتها لهُ و لَوتها وراء ظَهرِه مُتسببَة في تأوهاتِه المُتوجعَة حينما ضَغطت عليها بقوَة و هسهست قُرب اُذنه
- سأكسِرُها لك ايها الحُثالَة
دَفعتهُ تَرى مَلامِح الصَدمة على وجهه هو و زَميله ، قامَت بارجاعِ شعرِها الي الخَلف ثُمّ مَشت مُبتعِدَة عن موقِعهم تِجاه خيمَة الطعام كما قيل لَها
- م..مالذي رأيتهُ للتو ..! هل نالَت منك فتاة ؟
قال الجُندي الثاني مُنصدِمًا و هو يَرى الأول يُدلك ذِراعه مُتألِمًا اذ اجاب بِوَجع
- اُصمت ..! دامك لم تَرى حِدّة قَبضتِها..!
لاعجب انَها استطاعَت النيل من وَجه سوزي
تملكُ قُوّة رَهيبة..!
اتظن ان الزَعيم سيكونُ بخير مَعها؟
قد تَقتلُه..!
نَظر الجُنديّ الي زَميله الذي طالَع ظهر الصُغرى و هي تَسيرُ امامِهما
اسنَد كوعه فَوق كتف الثاني مُتحدِثًا
- غالبًا ستُسحر بِوسامته و تَخضع لهُ
امّا ان حَدث العَكس ، رُبما سَنُشاهد مَجزرَة
لم يسبق و ان قامَت فتاة بِرفضه من قَبل
تَتبعها الجنديّ بِعينيه قبل ان يَهمِس
- يُشعرني قَلبي انّها مُختلفَة
دَلفت آلميرا الي الخيمَة تجدُ النساء يَقُمن باعدادِ الطعام ، اقتَربت تُساعدهنّ اذ سَمعتهنّ يَتحدثن حَول زوجِها لِذا سألَت مُتحمحمَة
- من الذي تَتحدثن عَنه ؟
حَدقن الفتيات بِها لبُرهَة ثُمّ عاودن تَقطيع الخُضار من جَديد
- لابدّ انكِ جَديدة هُنا ..!
ألا تَعرفين الرائد جُيون؟
نَكرت الصُغرى امر مَعرفتها بِه و قالَت مُدعيَة الغباء
- كلاّ .. من يَكونُ هذا؟
طالَعتهنّ لعلَها تكسبُ بِضع معلوماتٍ تُفيدها حَول مُشكلة زوجِها الرَئيسيَة مع زَعيمُ هذا المُعسكر الفاسِد ، سَمعت احداهُن تُجيب
- كيف لكِ الا تَعرفينَه ..؟
الجَميع يعرفهُ هُنا ، انهُ السبب دومًا في جَعل مُخططاتنا تَفشل
و بطريقَة ما ، نَجح الزعيمُ في اصطياده اخيرًا
غَلبُ الهمّ على وَجه آلميرا التي ادرَكت انها السَبب في اصطيادِ ذلك الشيطانُ الي زَوجِها ، هي من جَعلتهُ ضحيّة يُسهَل افتراسُها..!
قامَت باصدارِ تنهيدَة خافتَة قبل ان تَسمع الثانيَة تتحدَث
- اسمَعن ، قد جاءت المُمرضَة سولار قبل قَليل و قالَت انّهُ وَسيم حَد الجحيم ..! تَحمستُ لرؤيتِه بِحَق
قَبضت آلميرا على السِكين الذي بَين يديها و هي تَسمعهنّ يُغازلن زَوجها امامِها ، قَضمت وَجنتها من الداخِل و بِصعوبَة منعت نَفسها الا تَحشُر ما بين اصابِعها في عُيونهنّ اجمَع
- ترى مالذي سيَفعلهُ الزعيمُ بالرائد؟
قالَت و هي تَقسمُ الفُلفل الحار
يُمثل تمامًا حرارَة صَدرِها في الوَقت الراهِن
- همم ، غالبًا سيقومُ بِقتله نهايَة المَطاف
لكن لَيس بسُهولَة ، سيُعذبه اولاً
نَطقت احداهُن و هي تَضعُ البَصل في القِدر ، بَدت كما لو انّها تُقلي قَلب آلميرا التي اعتَصرت عُيونِها بقوّة تُجاهد للاحتِفاظ باتزانِها
واصَلت البقاء مَعهنّ و حينَما وَجدت فُرصتها ، نَجحت في التَسللُ الي خَيمةِ التَمريض ، بَحثت بِعَينيها عَن جَسد زَوجها من بَين بقيّة الجَرحى و حينما لَمحتهُ ابتَهج قلبُها و قامَت بالركضِ نَحوه
وَقفت قُرب رأسِه تُشاهِد مَلامِحه الشاحبَة و بُرودَة اطرافه من البَرد ، مَسكت بيدِه تمسحُ عليها برفقٍ تام و هي تَراهُ في حالةٍ تُقطّعُ قلبها وَجعًا عليه
هَمستُ لهُ بِوَجع
- حَبيبي ، هل تَسمعُني ..؟
لاول مَرة تشعُر انّها تلفظُ كَلِمَة حَــبــيــبــي من داخِل قَلبِها
تشعُر انّها تَعنيها ، انّهُ ليسَ زوجِها فَحسب
بل اصبَح حَبيبُها..!
قامَت بِوَضع يدِها على بَشرتِه تَتحسسُ وَجنته بِلُطف قبل ان تَهمس لهُ قائِلَة
- ساُفتش عن خُطَة تُنقِذُنا همم؟
لن اسمَح بأن يَتِم قتلُنا ، اعِدُك
كانَ يستمعُ الي حُروفِها لِكَونه مُغمَض العَينين ، قامَ بالكَشفِ عن كُحليتاهُ لِعُيونها المُتلهفَة لنظرةٍ من عَيناه
طالَعتهُ مُنبهرَة حينَما قام بالشَدّ على يَدِها يُطالِعها بِضُعفٍ يُجاهد لاخفاءِه ، حالتهُ لم تكُن تَسمحُ له بالمُقاومَة حتّى ، لَكنهُ فَعل و اراد الحديث اليها حينما ادرَك موقِعهما و بَين يديّ مَن وَقعا
- ل..لا تخب..تخبري اح..احد ان..انكِ زوج..زوجتي
نَظر في عُيون مَن مَنعت نَفسها بِصُعوبَة من احتِضانِه و تَقبيلِه
تودّ ان تُعانقه و تُربت عليه لِلتَخفيف عن اوجاعِه
الألم يشِعُ في عينيه بِوضوح
ضَغط على يَدها اكثَر ثُمّ واصَل بِصَوتٍ مُنهَك
- حي..حينما تج..تجدين فرص..فرصتك ، اهر..اه..اهربي
قامَت بالنَفي تعترِضُ كُليًا عن فكرَة الهُروبِ بِدونِه ، اعترضت تقولُ بنبرةٍ جادَة
- لم اُخبر احَد اني زَوجتك ، لكني لن اهرُب و اتركك خَلفي
انا المُتسببَة في كُلّ هذا ، انا من عَليها اصلاحُ ما افسدته
ساجدُ حَلاً ، و ان كان على حِساب حَياتي..!
شَدّ على اصابِعها يعترِضُ ما تقولهُ ، لِما لا تَفهم انّهُ يريدُها بِخَير فَحسب ..؟
كما هي تَخافُ عليه ، يَفعلُ هو اضعاف ..!
اراد ان يَتوسلها بالهُروب ، لَكن سَماعه لِحركَة في الجِوار جَعلهُ يُمثِل الاغماء من جَديد ، اَفلتت هي يَدِهُ بسُرعَة و كيّ تَكسب وقتًا اكثر بِجواره ، التَقطت المِشرط تقومُ بِغرسه في مُنتصف كَلِها حتى تَسببت في جُرحٍ عَميق
تاوهَت بألم و هي تَرى دماءِها تَنسكبُ على الارض اذ امسكَت منديل تَمسحُ به حافة المِشرط كيّ تُعيده مَكانهُ ثُمّ التَفت ناحيَة المُمرضَة حينما دَخلت تُطالعها باستِغراب
- مالذي تفعلينَهُ هُنا ..؟
سألت المُمرضَة و هي تقترِب من الصَبية التي تَضعُ المنديل فوق جُرحها مُتحدثَة بالَم
- قد جَرحت يدي عن طَريق الخطأ و جِئتُ لكيّ اداويها
دَنت المُمرضَة منها اكثَر تُبعد ذَلك المنديل لِتفحُص كَف الصبيّة ، فَرقت بين شَفتيها بخفّة قبل ان تنطِق
- اوه ، انه عَميق
قامَت بِسحبها مَعها الي احدِ الاسرّة الفارغَة تُجلسها عَليها ، بدأت باداءِ عَملها حينما راحَت تُخيطه الي مَن اغمَضت عُيونِها تُصارِع الألَم
تسترِقُ نَظراتِها الي الرائِد بالقُرب مِنها حيثُ نَطقت بِحُزن
- يبدوا جُرحه سَئ ..!
نَظرت المُمرضة اليها قبل ان تُجيبها
- ذلك صَحيح ،سيخضعُ الي عملية قريبًا
اسرَعت الصُغرى تُناظِرُها بِهَلع حيثُ قالَت
- عمل..عمليَة ؟ لَكن لا اظنّ ان العيادة هُنا مُجهزة كفايَة..!
قامَت المُمرضَة بهزِ اكتافها و هي تَلفّ الضمادُ حَول كَفّ الصُغرى حينما اجابَت
- ليسَ لدينا خِيار ثانٍ سِوا ان يَخضع اليها
و إلا امّا نَبتر ساقَه كيّ يَعيش ، او نَترك البكتيريا تصعدُ الي دماغه
ثُمّ يَموت ..!
الخِيارين اسوء من بَعضِهما ، كِليهما يَجعلا قلبُها يَخفقُ من شدّة الألم على حالِه ، اصَدرت تنهيدَة مُثقلَة حاولت عبرها اخفاء حَسرتِها على زوجِها الراقِد بالقُرب مِنها
ابتَعدت المُمرضَة عنها بعدَما قامَت بالتَربيتِ عليها
- لا تُحركِ يدكِ كثيرًا ، حتّى لا يَنفتحُ الجُرح
لابد انكِ جَديدة هُنا
أمَعنت سولار التَحديق فيها قَبل ان تُصغر عُيونِها مُتابعَة
- لحظَة ، اولستِ التي جائت مَع جُيون ..؟
اومأت الصُغرَى براسِها ايجابًا تَسمعُ الاكبَر تنطِقُ بِشَك
- هل تَربطكِ به عِلاقَة ..؟ انتِ من اتباعه ..؟
لِكَون آلميرا روائيَة ماهرَة في مَجالِها ، استَطاعت خَلق قصّة مُقنعَة اخبرت بها الجَميع كيّ يتم ابعادُ الشُبهاتِ عنها اذ قالَت
- كلاّ ، لستُ اعرِفه ، اُنظري هذا الرَجُل كان يَتردد للمنزلِ القريب من خاصتي ، و لِكَون صاحبته هي عَجوز مع حفيدُها بالكاد تؤدي مهام يَومِها، كنتُ اتوجه انا لاداءِ المشاغل عَنها و مُساعدتها في امورِ المنزل و الطَبخ ، لذلك رأيتهُ حينَما هَجم زعيمكم عَلى بيت الجدّة و قتلوها دون رَحمة ..! جاء بي مَعهُ دون سَبب يُذكر رُغم اني لم افعل لهُ شيئًا
ناظَرتها سولار بسُخريَة على اخر ما لفظتهُ ثُمّ قالَت بحاجبٍ مَرفوع
- انتِ قُمتِ بطعنه على كَتِفه..!
قَضمت آلميرا وَجنتها بغضبٍ اذ اندفَعت قائلَة
- هو قتل جَدتي..!
كانَت اجابَةُ الممرضَة صادمَة بِمُجَرد ان قالَت بِجُمود
- تستحق ، لانها رَعت احد جُنود الاحتلال..!
قَطبت آلميرا حواجِبها بشدّة قبل ان تنطِق مُستنكرَة
- احتلال ؟
قامَت سولار بارجاعِ شعرِها خَلف اُذنها قبل ان تنطِق مُجيبَة
- هه مِن العارِ ألا تعرِفُ مواطنَة مثلكِ أن الكوريون احتلوا بَلدنا..!
هُم من جائوا من بلدِهم و قرروا بناء ثَكنتهم هُنا بحجة انهم يَحمون شعبنا ، لَكن لا ! رَغبتهم الدفينَة كانت سرقَة خيراتِ ارضنا و الانتفاعُ بِها ، انهم مُجَرد جنود احتلالٍ ارتكبوا جرائم بشعة بِحقنا ، و اولَهم هذا الرائد الخَسيس
أشارَت على جونغكوك الذي كان يَستمعُ الي كُلّ حرفٍ تقولهُ و داخِله يَغلي من الغَضب ، لسوءِ حَظه انهُ وَقع بين يديّ مثلها لِمُداواتِه ، حالتهُ لا تَسمحُ لهُ بالاعِتراضِ و إلا سَيموت
قامَت الصُغرَى بِقضم وَجنتِها من الداخل غيضًا مِما تَسمعُ ، كُلّ ما قيل ظُلمًا في حَق اولادِ بلدِها و على رأسِهم زوجِها
- مالذي فَعلوه مثلاً ؟ هُم هنا لِحمايَة الشعب من الاجرامِ الكاثر ..!
طالَعتها الكُبرى بِسُخريَة قبل ان تنطِق باستِهزاء
- مالذي لم يَفعلوه ..!
قتلوا رِجالنا و اغتصبوا نساءنا و يتمّوا اطفالنا..!
اؤلاءِك وحوشٍ على هيئَة بشر ، يدعون البراءة
بوجوههم الطُفوليَة ، و هُم انذالٍ يتنافسون في الحقارَة
قَبضت آلميرا عَلى يديها بِقوّة بالغَة ، تُجاهد حتى تتمسّك بغضِبها و لا تُخرِجه في مَن اقتَربت من زوجِها تُشير على وَجهه الشاحِب مُتابعَة
- أترين وَجههُ البَريئ ، من يَراهُ لن يُصدق جَرائمهُ
انهُ سَفاح ..!
لو لم تُعاشِر آلميرا زَوجها و فَريقه ، لَصدقت ماقيل عَنهم لِبُرهَة
قامَت بِدفع حاجِبها و النُطقِ بعدَما نظرت الي وَجه الرائِد
- لا ارَى سِوا وَجه وَسيم يستحقُ التأمُل
قالَت ما تَسبب في اختِلال نَبض زوجها الذي تَصاعدت الدماءُ الي وَجهه تُعطيه لَونًا زاهيًا يَردعُ ذلك الشُحوب ، رَفعت سولار حاجِبها عالِيًا ثُمّ قالت بِسُخريَة
- لا تَكوني خفيفة ! لا تَدعي وَجهه الوَسيم يُنسيكِ افعالَه
انّهُ عَدونا ، عَدو بِلادنا ، يَختبئ وراء رايَة السُلم
بينَما يَصنعُ ابشع الجَرائم في حَقنا
يَكبُت حُريتنا ..!
كُلّ ما عَليها فِعله كيّ تستطيعُ النجاةُ من هُنا ، هو مُسايرَة اؤلاءك البَشر عَلى مُعتقداتِهم المَغلوطَة بالابتِسامِ و المُجاملَة
في النِهايَة ليس لَديها خيارٍ ثانٍ
ان كان مُجَرد رائِدٍ في الثكنَة يتسبب لهم بِكُل هذا الضَغط
ماذا سيحدُث ان علِموا انّها ابنة المُشير الذي أسسها..؟
حتمًا ، سَتقتل بابشعِ الطُرق و اشنَعها..!
مُجَرد تخيل الفكرَة جَعل جسدُها يَقشعر
لقد وَجدت المكان الوَحيد الذي لَن تستطيع فيه استِخدام اسم والِدها
بل ان فَعلت ، سينتهي بِها المَطافُ فَريسة لوحوشِ جائِعَة
تلتهُما بكل شَراهَة و تبتلعُ عِظامها حتّى ..!
- هيّا اذهبي الي النَوم ، الطبيبُ سيصلُ قريبًا من اجل عَملية هذا الحقير
نَهضت من فوقِ الفراش و كَم تشتهي تَحطيم فَكِها لانها تَنعت زوجها بابشعِ الالفاظِ و اقذرُها ..!
حسنًا ، هو حَقير فعلاً ، لكن هي فقط من يَحقُ لها بِشتمه
رُغمًا عن ارادتها غادَرت و تَركت قلبُها خَلفها
تَركت لَدى من فَتح عيناهُ لتأمل سَقف الخيمَة بشُرود
كانَت اللحظَة التي علِم فيها انّهُ ، في مأزقٍ حَقيقيّ
احقًا سَتكونُ هذه نِهايته ..؟
المُستقبلُ امامَهُ مَجهولاً ، لا يَستطيعُ التنبأ بِه
خصوصًا مع حالتهُ هو
الجُرح لم يأتي في يداهُ
بل جاء في قَدماه
في اكثرُ مكانٍ حساسٍ لَدى من يودّ الفِرار و الهَرب..!
زَفر انفاسَهُ بِثقلٍ و عقلهُ عاجِز عن ايجاد حلٍ مُناسب يُخرجهُ من هذه المُصيبَة ، يحتاجُ العَون و الدَعم من رِجاله ..! لَكن هل سينجحوا في ايجادِه ..؟
رُبما سَتتعفنُ قَدمهُ قبل ان يَحدُث ذلِك..!
مَشت تجُر خَيباتِها رِفقتها ، كانت الدُموع مُتحجرَة اسفل عَينيها تأبى النُزول ، جَلست فوق احدَى الصُخورِ مع البقيّة تُفكر بِضَياع
استَغرقت وقتًا في التَفكير جَعلها تتناسَى المَجمع حَولِها
حتّى ، رأت رَجُلاً يُمسِك بحقيبَة مُتوسطَة الحجم يسيرُ في اتجاه الخيمَة الطبيّة ، استَقامت من مجلسها تُراقبهُ بِعَينيها حيثُ سمعت احدَى الجنود ينطِق
- قد اتى الطبيبُ اخيرًا
راقَبتهُ الصُغرى و هو يَدلف الي الخيمَة التي لا تَستطيعُ هي العودَة اليها مُجددًا لِمُواساةِ زَوجِها و مُساندته في مِحنته ، قامَت بالجُلوس من جَديد باحباطٍ و حُزن شَديد حتّى رأت داڤل يَتقدمُ من بَعد الطبيبِ و يَدخل من خَلفه
انقَبض قلبُها بِمُجَرد ان رأتهُ ، لم يكُن شُعورِها لطيفًا بِوجوده خُصوصًا انّها علمت مُخططاتهُ نَحوها ، ابتَلعت ريقها و اطرافها ترتعِش
بدأت قُوتها تَخورُ بِبُطئ
هي بِضع دقائِق حتّى قامَت سوزي بالاقتِراب منها قائِلَة
- الزعيم وَصل
عليكِ المجيئ مَعي لِنُجهزكِ
استَقامت مُسرِعَة تُطالعها باستِنكار
- تُجهزيني ..؟ ل..لماذا ؟
مَسكتها سوزي من ذِراعها تَجذبها مَعها الي خيمَة التغيير مُتحدثَة بِهدوء
- فَهمكِ كِفايَة ..!
ادخَلتها طوعًا لارغامِها على ارتداءِ ثَوبٍ يُساعدها لاغراءِ الزَعيم..!
احدَثت الكَثير من الفوضَى و المعارك التي انتهَت بِتهديدها بالقَتل
لِذلك ، انتهَى بها المَطافُ ترضَخ قَصرًا
في ذَاتِ الوَقت قد دَخل داڤل رِفقَة الطبيب الذي عايَن ساق الرائِد بِتفحصٍ قبل ان ينطِق بعدَما مشا في اتجاهِ حَقيبتِه يَفتحها
- عَظيم ، سَاقومُ باجراء العملية لهُ حالاً
ليسَ علينا اضاعَة الوقت اكثَر
استَطاع جُيون التَعرفُ على نَبرة صَوت الطبيب لِيقوم بِعقد حواجِبه بخفّة بشكلٍ جَعل داڤل يَلحظهُ و يَشُك في أمَره
طالَع القائِد الطبيب امامَهُ بنظراتٍ مُعتمَة قبل ان يُناظر جُيون بِترقُب ، قام بِضمّ يداهُ الي صَدره و هو يَرى الثاني يقومُ بتجهيز المُخدر حيثُما قال
- اُريد ان تَتم هذه الجِراحَة بدون مُخدر..!
كان طَلبهُ مُستَحيلاً بالنِسبَة الي الطبيب الروسيّ الذي طالَعهُ بِصدمَة ، قامَ بِفغرِ فاهه مُتحدِثًا بِذُهول
- لك..لكن ..! هذه عَملية..!
لا يُمكن ان تُؤدى دون مُخدر
اقتَرب مِنه داڤل حتّى استَقر قُبالته تمامًا يُطالع عُيونه الزرقاء بِحدّة حيثُما نَطق بِجديَة تامَة
- اُريدك ان تنظُر في مُنتصف وَجهه و تَجعل احبالهُ الصَوتية تتقطَع من الوَجع ، تَذكر انّهُ من سَلبك زَوجتك و ارغمَك على الطلاقِ مِنها..!
حَوّل الطبيبُ عينيه الزرقاء الي وَجه الرائد المُتعرِق قَبل ان يُعيد التَحديق بعينيّ داڤل يراهُ مُصممًا على قَرارِه ، ابتَلع ريقهُ ثُمّ قام بِتحريك رأسه مُوافقًا
- لَك ذلِك
•••
تجلسُ فوق سرير تِلك الخيمَة التي بِدون شَك ستشهدُ على جَريمة قَتل الزَعيم من يديّ الفتاة التي ارادَها خليلتهُ لِـ لَيلة ..!
كانت تَلبسُ قَميص نومٍ كاشِف ، لم تَرتديه حتّى لِزَوجها
و لِكَيّ تَحفظ رِزقهُ ، اخَذت ذلك اللُحاف تَلفهُ حَول نفسِها
لن تَسمح لاعيُن ذلك الرَخيص ان تُعاين مُلكيَة حَبيبها
- مالذي عليّ فعله ؟ ان قَتلتهُ ساقتل بَعده..!
هَمست بِصَوتٍ خافِت ، كَيف سَتُخرج نَفسها من هذِه المُشكلَة..!
مُشكلتهُ ، انّهُ ضخم البُنية ، لن تستطيع هَزمهُ بسُهولَة
احسَت بالغَضب يَتدفقُ في عروقها حينَما هسهسَت
- لقد طَعنته في الصباح بِخنجر ، كَيف لديه مِزاج ان يُعاشر فتاة بالليل و هو مُصاب ..؟ ألا يَملكُ ذرّة احساس..!
مَسحت على وَجهها المُلَطخ بِمُستحضرات تَجميلٍ رَخيصة سَتقومُ بانباتِ الحَب لاحقًا على بشرتِها الحساسَة ، لطالَما اعتادت استِخدامِها من اغلَى الماركات العالميّة و التي تَصِلها مَع دعوَة شُكرٍ و تَقدير
تَنهدت بِحُزنٍ على حالِها و الندم يَنهشُها
ماذا فيها لو انتَظرت زوجها في البيتِ لاسبوع ..؟
هذا ضريبة شوقِها المُبكر لَهُ ..!
تهورها نَجم من اشتياقِها لهُ قبل رَحيله حتّى
زَفرت انفاسِها بِبُطئ ثُمّ استَقامت من فوق السرير بينَما تلفّ ذَلك الغطاءُ الابيض عَليها بِمُجَرد ان رأت طَيف القائِد يَحوم حول الخيمَة
وَجدتهُ يَقتحِمُها بعد حينٍ كي يُعاينها بِراحته ما ان اخَبرتهُ سوزي انّها جَهزتها من اجلِه ، لذا كان في قمّة حماسِه لِرؤيتها بذلك القَميص
كَسرت توقعاتِه حينما وَجدُها تسترُ كُلّ انشٍ من جَسدِها بذلك الغِطاء و هي تُطالعه بِنَظراتٍ تحذيريَة ما ان اقتَرب مِنها
- انا اُحذرك ..! ابقَى بعيدًا
أشارَت لهُ باصبعِها تُحِذر مَن دَنى منها اكثَر و هو يُزيل سُترتَه مُبتسِمًا بِخُبث
- و ان لم افعَل يا سُكر ..؟
مالذي سَتفعلينهُ ..؟
قَبضت عَلى يَدها من اسفلِ الغطاء ثُمّ نَبهتهُ بِجديّة
- ساقطعُ نَسلك..!
سافعلُ
اقتَرب من طاولَة الخَمر حَيث سكب لِنفسه كأسًا بينَما يلتفتُ اليها قائِلا باعجاب
- اُحِب ان ارَى صَدكِ لي ، ذَلك يُشعرني برغبة اكبر تِجاهُكِ
تابَع حينما نَظر في عُيونِها يراها تشتعلُ من الغَضب
- صُديني اكثَر ، دَعيني اشعُر بالنشوَة..!
كَورّت يديها و حينما جاءت تَعزمُ على اغراقِ اُذنيه بالشتائِم
سَمعت صَوت صَرخةٍ زَعزعَت كيانِها و هَدمت صُمودِها
كانَ حَبيبِ قلبِها و هو يَصرُخ بأقوى صَوتٍ يَمتلكهُ حتى كادَت احبالُ حُنجرتهُ ان تَتمزَق ..!
وَقع قلبُها في بِنطالها لِترَى الزَعيم مُستمتع عَلى صَوتُ صُراخِه يقومُ بالدندنَة بِرواقٍ تامٍ ، يَضحكُ على أوجاعِه ..!
اعتَصرُها قلبُها من الألم لِتقوم بالرَكض مُسرعَة نحو الباب لَكنهُ شَق طريقهُ اليها و مَسكها من خَصِرها يُلفتها نَحوهُ
حَدق في عُيونِها يَهمسُ قُرابة وَجهِها
- الي اين يا سُكر..؟
لازالت الليلَة امامِنا طويلَة
يَودُّ سَرِقَة مُمتلكاتِ زَوجِها ؟ عَلى صَوتِ مواجِعه..!
يودُّ ان يحظى بِليلةٍ مَعها ، و لحنُ الموسيقَى
هو صُراخِه المُتألِم من هَول العذاب
الذي يَلقاهُ على بُعد خَيمتين
من تواجُدِها
ادركَت ، انها تَتعاملُ مع ابليسَ عَينِه..!
•••
✔️ 7101
احم اهلاً من جَديد
بالنسبَة الي اراءكم في اخر فصل من عروس
جتلي لحظة ادراك و انت بقرأ بعض التعليقات
وحدة قاتلك انا بكنسل الرواية و الثانية قالت بسحب
لا و الاعظم ، وحدة جت تعطيني درس و تقولي انتِ تحطين احداث عشوائيَة
🤦🏻♀️
كُل هذا علشان شَخصيةفي الرواية ماتت و انتهى دورها
خير ..؟؟؟؟
حرفيًا انذهَلت من تفكيرهم المَحدود
الرواية عسكريَة ، شنو تتوقعون مثلاً؟
ترا التصنيف العسكري مش وردي..!
في روايات كذا تشوفونها حُب و عظمَة و الخ
بس روايتي تجسد مُعاناة حقيقية للعساكر ..
خلونا من العالم الوهمي ، و تعالوا نعيش الواقع شويتين 🙋🏻♀️
عمومًا ، موت ليون أثر فيا انا شَخصيًا
بس ، خلاص دورَه انتهى للاسف
و يلي تريد تسحب على الرواية ياريت تتفضل بدون ما تسيب تعليق ، لانه ملوش داعي حرفيا ☺️ استفيد ايه انا لما اعرف انك هتسحبين عليها
اخاف مثلاً و اروح اغير الاحداث علشان حضرتك تفضل تتابع الرواية؟
لا يا شيخة !
سبونا من ده كُله ، و اريدكم تربطوا احزمة الامان
الجاي مش سَهل ، خصوصًا الفصلين الجايين
جدا صَعبين ، سواء على الرائِد او زوجته
سُؤالكم حَول ، ممكن داڤل يتعدى عليها؟
جماعَة ، ما احب نوع هذه المشاهد لذلك لا تخافوا
بس بنفس الوقت خافوا 🚶🏻♀️
تتوقعون شنو يلي راح يصير فعلاً ..؟
كيف راح تقدر آلميرا تنقذ نفسها منه..؟
شنو اكثر جُزئية حبيتوها في الفصل ..؟
عرفتوا هوية الطبيب او لا..؟
تتوقعون ليه داڤل عنده ضغينة مع الرائد؟
شنو يلي صار بينهم ..؟
توقعاتكم للقادم ..؟
اراكم في الفصل الجاي ان شاء الله
الي اللقاء 🌸
.
.
.
فريق الرائد و هُم عائدون بِزميلهم 💔
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top