عروس الميراث | 16

عروس الميراث | 16

اهلاً بكم في الفَصل السادِس عَشر 🦋

1250 تصويت
1700 تعليق

فصل جَديد 🫂♥️

مُلاحظَة مليئة بالحُب
{ الكاتبَة تُقدم كُل تقديرُها و امتنانِها الي كُل فردٍ يُساهم في التعليق و نثر السعادَة في قلبِها ، الكاتبَة تُحب قُراءها بشكلٍ يُصعَب وَصفه ♥️ }

انتُم ثَمنينون يارِفاق 🫂

لِنَبدأ

•••

ذاك الانفجارُ الناجِم من الطائِرَة
احسّه بِصَدره بدلاً

تثاقَلت انفاسهُ للحدِ الذي جَعل التنفّس مُستَحيلاً
ارتَجفت اقدامَه حتّى سَقط على رُكبتَيه مَذعورًا

كَيف..!
كَيف يفقدُها و لازال لم يَعِش معها سِوا يَومٍ حَطّم به الكَثير..!

كُلّ ما يجولُ في فِكره ان يَستقيم و يَركُض حتّى يتفقّد تلك النيران ، نَهض و جَرا باقصَى سُرعتِه يَودّ اقتحام المساحَة الآمنَة

لَكنّ الشُرطَة حاوَطتهُ تُمسِك بِجَسده حتّى تَمنعهُ من المُواصَلة ، صَرخ بِهم يُحاول رَدعهم لَكنهم مُصّرون عَلى ابعادِه

- ابتعدوا و اللعنَة ، زَوجتي بالداخِل

صَرخ و لَم يكُن لصياحِه جَدوا
يودّ تَحطيم وجوهِهم بِقبضتِه لَكّن الصوتُ الناجم من وراءِه اوقَفه

عَقد حواجِبه بشدّة و هَلعه بَدأ يَخِف
انّه صَوتُ اُنثاه الناعِم..!

سُرعان ما استَدار حتّى يستطيعُ تَصديق اُذناه و بالفِعل رآها
وَجدها تقفُ و صَدرها يَنهج لِشدّة الرَكض

رَكض نحوها بِسُرعَة حتّى قام بِتفحُصها بِقلق واضِح
لم يستطِع التَحكم بِاهتياجِ مشاعِره
جَذبها الي حُضنِه بقوّة و عبّر قائِلاً

- هل انتِ بخير..؟
مالذي حَدث لكِ؟
هل تعرضتِ لايّ اصابَة؟

تَمسكت بِه بعد ان احتواها بِداخل اذرُعِه ، حَشرت راسها بداخل صَدرِه تومِئ لهُ ايجابًا حتّى قامت بالابتِعاد عَنه للنظر بِعُيونِه الهلِعَة

- انا بِخَير
طلبوا منّا اخلاء الطائرَة بسبب عُطل ما
لَكنها انفجَرت..!
مالذي يحدُث؟

سألت بِقلق بعد ان تَفحصت الدمار الذي تَعرضت لهُ الطائِرَة من خَلفِه ، اعادَت التَحديق بِعُيونِه و هو يُحاول تنظيم انفاسِه

- جيّد ، ماذا عن جوليان و لارين؟
هل هُما بِخَير؟

تلقّى ايماءَة من زوجتِه التي اجابَت بوديّة مُتحدثَة

- الجَميع بِخَير
سمعتُ انك جئت للبحث عَنّي
خفتُ انك قد دَخلت و تَفجرت الطائرَة بِك

لانَت ملامِحها بِذُعر بِمُجرّد تَخيلُه بداخل تلك الطائِرَة
احسّت باذرعه تُعيد الالتِفاف حَولها حتّى قام باعادَة حشرِها بداخله

اسنَد ذَقنهُ على رأسِها يَتنفس ببطُئ
احسّ ان لَديه فُرص جَديدة للحَياة لِكَونها بِخَير

اصَبح عالِمه آمن مُجددًا

مَسح على ذِراعها طوليًا ثُمّ ابعَدها عَنه يُناظر عُيونها السَوداء

- دَعينا نَذهب

اومأت لهُ ثُمّ سارت بِجواره يُغادرون ذَلك الموقِع
كانَت تراهُ يعزمُ على امساكِ يدها جيدًا خَشية ابتِعادها

ناظَرتهُ تُفكّر بِحاله قَبل بِضع دقائِق
شَكلهُ و هو بِكل ذلك الخَوف من فُقدانِها..!

قامَت بالشدّ على يَدِه لِتحدق بِفريقه بمجرّد ان التّموا حَوله

- حمدًا لله على سَلامتكِ زوجة اخي

تحدّث جيمين يطمئن على آلميرا التي ابتَسمت بخفّة تومِئ من اجلِه ، ناظَرت زوجِها حينَما قال مُتحدثًا بهدوء

- كَيف حال البقيّة؟ هل هُم بِخَير؟

حرّك جيمين رأسهُ ايجابًا ثُمّ اجاب بذات وتيرَة الرائِد

- هُم بِخَير ، يتلّقون العِلاج

ناظَر جونغكوك زَوجته الواقفَة قُربه ثُمّ تَحدّث يُخاطِبُها

- دعيني اوصلكِ الي المَنزِل

لم تعترِض و سارَت بِجواره بِمُجرّد ان وَجه حديثًا الي فريقِه

- ساعودُ فَورًا

رَكبا في سيارَة اُجرى ثُمّ التَفت آلميرا اليه تُناظِره بِقلق

- ما كان ذَلك؟ اهو مُجرّد حادِث ام مُخطط لهُ..؟

استَقطبت انتِباه عيناهُ اليها ، حَدق بِها و هو غارِق بداخل حيرتِه
ان كان لِوحده لا يَعرِف..!
فكيف سيُجيبها؟

من سيُخطط لِوضع قُنبلَة في طائِرَة..!
ثُمّ يَتّم الامر بالاخلاء فجاة!

نَظر اليها يُحدق في عُيونِها السَوداء بعد قِراءته لِفُضولِها
استَجمع انفاسَهُ قبل ان يُجيب

- انّه تنظيم ارهابيّ
لذلِك والدك استدعى فريقي
لحلّ هذه المُشكلَة

جَوابهُ ليس مُرضيًا كِفايَة
كَيف تنظيم ارهابيّ يستهدِفُ طائرتهم تَحديدًا
ايُعقل انّه هو المُستهدَف..؟
ام هي! لِكونها ابنَة شخصية هامَة

ابتَلعت ريقِها ثُمّ مَسكت بيده التي تحتوي على جُروحٍ عدّة بفعل مُهمته ، ناظَرتهُ بِذُعرٍ مُتحدثَة

- جونغكوك ، الامر خَطِر..!
لا تُشارك في مِثل هذه المَهام
قد يَحدُث لك مَكروهًا

فِكرَة ان تُصبح ارملَة فجاة
مُخيفَة!

حَدقت به حينَما نظر اليها و قَد كان الخَوف ميتًا في عُيونه
حينَما سَلك طريقَه كان يَعرِفُ ان نهايتهُ المَوت
لذلك اعدَم احاسيسَهُ كُليًا و دَخل بقلبٍ ميّت لا يَهابُ القِتال

- آلميرا
انا لي الشَرف ان اموتُ في مُهمتي
ذلك تحديدًا ما اتمنى حُدوثَه
ان اعود في تابوتٍ عليه عَلم بَلدي
على الاقل اكونُ قَدمتُ شئ يُذكَر في الحَياة
و هي حَياتي ، انَها فداء وَطني

تَخيلت حَدثٍ كامِل بِه زَوجِها يُتوّج كَشهيدٍ قُتل فداء وَطنِه
لم يُعجبها امر ان تَكون بِكُل ذلك الحُزن تَبكي امام قَبرِه..!

هي لازالت عَروس
لازالت تُريد مَنحهُ الفُرص لِتحظى بحياة سعيدة مَعه
لازالت تَشعُر انّه سيُقدم من اجلها الكَثير

هو استَطاع جَعلها تُشاهد كابوسًا و هي يَقِظَة..!
نَفت برأسِها تَطرُد كل تلك الافكار ثُمّ نَبست بِخنقَة

- ازِل تلك الفكرَة من بالِك
انت لم تَعُد اعزب ، حياتُك ليست مُلكك انت فَحسب
ان مُت ، من لي انا سِواك؟
اولسَت زَوجي..؟
اتريد ان تُرملني في العشرين؟

نَمت ابتِسامَة خافِتَة على شِفاهه من حَديثِها ، قامَ بالمَسحِ على يدِها بِلُطفٍ ثُمّ تَحدث هامِسًا

- ساحاول الحفاظ عَلى حياتي ، من اجلِك

تَنهدت هي بِضيق
لِتوها بدأت تُدرك خُطورَة عمله كَعسكريّ

نَزلت رِفقته الي البَيت اذ دَخلت مَعهُ تَرى جوليان ولارين الجالِسان في الصالَة بِذُعر مع بقيّة العائِلَة ، استَقطب كليهما انتِباه الجَميع بدخولِهما

لَم يهتّم احد بالسُؤال عَن سلامتِهما سِوا ابن عَم والِد الرائِد
الذي يَكونُ اب جوليان بالتَبني

دَنى الاكبر سِنًا مِنهُ يسأله بِقلق

- جونغكوك هل انت بخير بُني؟

وَضع يَدهُ على كَتف الرائِد الذي اومَئ برأسِه لهُ مُجيبًا

- انا بِخَير عمي
شكرًا لَك

رأى الاكبر سِنًا يتنفّس مُرتاحًا لَكنه لاحَظ بعض الجُروح و الاصابات الخَفيفَة عَلى جَسد الرائِد الهادِئ ، لم يَبخل جونغكوك بالسُؤال عَن اُخته الجالسَة بِصَمت اذ كانَت مَصدومَة مِما جَرى

- لارين هل انتِ بِخَير؟

استَخسرت مَنحهُ اجابَة على سُؤاله حتّى ، ارتَكنت مَع الصَمت في زاويَة التجاهُل اذ قامَ زَوجُها بالرد بدلاً مِنها

- نحنُ بخير جونغكوك ، هل انت بخير؟
اكنت في مُهمّة؟

هيئة الرائِد تُجيبُ على سُؤاله بِوضوح ، ناظَر والِدته يونهي و هي تحتضِن ابنتِها بينما تَتحدّث بِغَضبٍ عارِم

- عَمله هو رأس المَشاكِل
كُنّا بِخَير لا خَطر يُهدد حياتِنا
لَكنه اصّر ان ينظّم لتلك اللعنَة بدلاً من العَمل كاي رَجُلٍ عاديّ
كدتّ ان افقد ابنتي بِسببه

انتَبهت آلميرا الي حَديثِها اذ قامَت بعقد حواجِبها بشدّة
هي حاوَلت الحفاظ على لِسانها لَكنها لم تَستطِع
لِذا عبّرت بِحاجبٍ مَرفوع

- ابنكِ الذي تَصفين عَمله باللعنَة يُشرّف بِلاده بالدِفاع عَنها
انّه مَصدر فَخرٍ عَليكِ رَفع رأسُكِ به بين البقيّة
فالمتطوعون الذين يذهبون الي قرية الخنجَر قِلّة..!

تجاهَلت ضَغط جونغكوك عَلى يدِها كيّ تَصمُت لَكنها اضافَت بمجرّد ان رَمقتها يونهي بِحدّة

- اختار ان يَكون مَصدر آمانٍ لِشعبه و وَطنه
بَدل ان يبقى كَفاشلٍ يعتمدُ على رزق والِده
كَبعض الخَسرة تُشاهِدهم عَيني

تُشير الي اخ زَوجِها الاكبر بحديثِها بطريقَة غير مُباشرَة ، هي لا تهتّم لعواقب حديثِها السام فعائلَة زوجِها استّمروا بدسّ السُم لهُ و البقيّة صامِتون

لَكنها لن تَصمُت..!
ماعاش من يُهين زَوجُها و فَمُها ساكِت
و ان تطلّب الامر لِمد يدِها
سُتجرجِر كُلّ من حاول ايذاءِه من شَعرِه
و ابن امَه من يَفتح فَمهُ بِحَرف

حَدق جونغكوك في امّه التي اشتَعلت من غَضِبها
ادرَك انّها فَهمت مَقصد زَوجتُه اذ انّ ابنها الاكبر عَزيز على قَلبُها
لِذا هي لن تَصمُت كَذلك و سَتُدافع عَنهُ

- انتِ اُصمتِ!
الحَديث لم يكُن موجّه لكِ فكفاكِ تدخل في احاديث الكبار
الم تتعلمي الاداب في بَيت والدِك؟

رَمقتُها يونهي بسُخريَة ثمّ اضافَت مُستهزءَة

- هه ! نَسيت انّكِ عشتِ طول حياتكِ بدون اب

شدّت آلميرا على قَبضتيها بقوّة تمامًا كَما فعل زَوجِها الذي تَدخل عبر ارجاع زوجتِه وراءِه مُتحدثًا بحدّة

- امّي!

حَملقت بِه والِدته بغضَب ثُمّ اشتَعلت به مُتحدثَة باندِفاع

- امسِك زوجتِك قليلَة الادب هذِه..!
المراة تتربَى مرتين
في بيت والدها و بَيت زَوجِها
دامها تَربّت دون اب ، فانت عَليك تربيتِها

وسّعت آلميرا اعيُنها بِدهشَة لِتناظر جونغكوك الذي ادار رأسَهُ اليها يُناظِرها بِحاجبٍ مَرفوع ، كانَت سَتتكلّم لَكنهُ من مَنعها عَبر قَوله الهادِئ بَعد ان ناظَر امّه بِجُمود

- زَوجتي مُتربيّة كِفايَة بشكلٍ يؤهلها حتّى تُربي من يَحتاجُ التربيَة

حَديثهُ اغضَب عائلتِه اكثَر حتّى قَرر والِده التدخّل بِنهرتِه الحادَة

- جونغكوك! احتِرم والِدتك
خُذ زوجتك و اصعَد الي غُرفتك
نحنُ بالكاد نستلّم شِتاتنا بَعد ما حَدث

قَطب جونغكوك حواجِبه اكثَر يُناظر والِده بِعيونٍ خاليَة من المَشاعر ، تعابيرِه هادِئَة لا تَحملُ اي ردّ فعلٍ كَما اعتاد ان يَكون

- و ما الذي حَدث يا ابي؟
لارين و زوجُها بِخَير!
لِما تُضخمون الامور؟
كما لو انّكم من ترتمون بين السنَة اللهَب
مُنذ متى اصبَح عملي عائِقًا؟

رأى يونهي تُشمّر ساعديه بانزِعاجٍ حَيثُ قالَت بِغَضب عارِم

- اصبَح لَديه لِسان يَرد بِه على وَالديه!
الم اُحذرك عن عواقِب الزواج من امراة كَتلك؟
ارايت كَيف اصبَحت تِجاه ابويك؟
مُنذ متى حِسُك يُسمع امامنا!

رَمقت آلميرا الواقفَة وراء زَوجِها تنظُر بِصَمت ، دامَه من بدأ الحَديث هي سَتسكُت و لن تُقاطِعه ، فان دَوا حِسُ رَجُلها طَغى على حِسُها

- انا راضٍ ان وُجهت الاهانات لي
لَكِنّي ، و بِعظمَة الخالِق
ان صُدر اي اَذى تِجاه زَوجتي
لأهدِمنّ بُيوت آل جُيون جَميعًا!

كان غاضِب بالشَكل الذي جَعل السنَة الجَميع تُبتلَع
ناظَرتهُ آلميرا بِدهشَة اذ رأتهُ يُناظر اُخته بحدّة حينَما قالَت مُنفعلَة

- اُنظروا اليها كَيف جَعلتهُ يَنقِلبُ ضِدنا و لَم تُكمل اُسبوع لَدينا
ابنُكِ ضاع منكِ يا اُمي ، ستذهبُ معهُ و تملئهُ ناحيتُنا

رَمق الصُغرى بِعَينين حادَتين ارعَبت دواخِلها ما ان ودّ الاقتِراب مِنها و شَدها من ذِراعها لَكن زوجِها وَقف حاجِزًا بينهُما

وقوف جوليان كالجِدار بينهُ و بين اُخته لَم يَمنعه من رَمقها بسخَطٍ قَبل ان ينطِق مُوبِخًا بِغَضب

- انتِ ، ابتلعِ لسانُكِ قبل ان اقطَعهُ و الفهُ حَول عُنقِك
انتِ تَعرفين غَضبي جيدًا لارين لِذلك لا انصحكِ بالتَدخُل
احترمي زَوجة اخاكِ كما تَحترمكِ

اختَبئت لارين خَلف زوجِها ثُمّ اجابَت ساخِرَة

- و من هي حتّى احترِمُها؟
انها زَوجتك في الاخر
لن احترِمها لانها لا تستحقُ الاحترام

التّف جوليان برأسه نَحو زوجتِه يُناظرها بحدّة اذ قال ناهِرًا

- لارين اغلقي فَمكِ و لا تَتحدثي مع اخاكِ الاكبر هَكذا!

عاود التَحديق بجونغكوك يُرجعه الي الخَلف عَبر اكتافه ثُمّ تابَع بِهدوء

- اهدا جونغكوك ، انت تَعرِف المشاكل بين الفَتاتين
دَعنا نحنُ الرِجال لا نَتدخل بحديث النِساء

ناظر آلميرا التي قالَت مُبتسمَة بِجانبيَة بعدَما ارجعَت شعرها وراء اُذنها تُظهر وَشمها ذا الافعَى مُردفَة

- دَع فقط النِساء تَتحدّث..!
و ساُريكم الحَديث على اصولِه

ناظَرتها يونهي بِغَضب ثُمّ اشارَت عليها بسبابتِها مُتحدثَة باندِفاع

- انتِ اسبابُ كُل المَشاكل اساسًا
لِذلك ابقيّ خارِج هذه القصّة
لا تظنّي ان مَكانة والِدك كفيلَة بِجعلكِ تنالين الاحتِرام
احترامكِ تكتسبينه بِمُعاملتكِ و اُسلوبِك لغيركِ

رَمِشت آلميرا بِبراءَة ثُمّ هَمست بِلُطف

- اوليسَ الصغير يَتعلّم من الكَبير؟
فَكيف اتعلّم انا الصُغرى
منكِ انتِ الكُبرَى
و انتِ لِوحدُكِ لا تُريني مَعنى الاحتِرام !

نَظراتُ الجَميع السامَة اليها لَيست سَبب كافٍ حتّى يُزعزع ثباتِها ، تَعرف جيّدًا انّه ليس لديها مَكانة في قُلوبِ عائلَة زوجِها ، لَكنّها لا تَهتّم..!

سَتُعاملهم كَما تُعامل و لن تكون ضَحيّة مُعتقداتِهم الجاهِلَة
هي لَن تَرضى ان تَسير على خُطا الزَوجة المُطيعَة
في الوَقت الذي تَرى فيه الذُل و الاهانَة

كانَت لِتكون خَير كنّة ان بادروها بالحُب و المودّة
لَكنهم اعلنوا عليها الحَرب مُنذ اولّ ليلَة

حَدقت في عينيّ زوجِها ما ان التَفت اليها و اقتَرب مِنها ينتشل يدِها حتّى يَصعد مَعها الي غُرفتِهما ، كَلام اُخته و هو يَسيرُ نحو الدَرج جَعله يعتصِر قَبضتهً بقوّة

- كُن كالخَروفِ تَركُض وراءها
خاضِع لا تَملكُ شَخصيّة

دام الاساءَة وُجهت لهُ ، سيتغاضَى عَنها و يُكمل سَيرِه
ادارَت آلميرا رأسُها اليها تُناظِرها بِغَضب
حينَما ارادَت التَدخُل جرّها الرائِد مَعه الي الاعلَى

دَخلا الي غُرفتهما فاغَلق الباب عليهِما يَراها قد تناسَت تلك الحادثَة و انشغَلت بمشاكِل عائلتِه التي استَفزّتها بشكلٍ كَبير

لم تستطِع السيطرَة على انفعالِها اذ قالَت مُنزعجَة

- مابِها اُختك هذِه؟
هل تاكل الدُود في فَمِها؟
دَعني انزل اقتُلها ، دعني اُشفي غَليلي فقط!

حَدقت بِه و هو يَسيرُ نَحو خزانتِه التي فَتحها لاخراجِ مُسدسه و طَوقِ الرَصاص ، التَفت نَحوها يُناظِرها بينَما يُخرِج المَخزن من سِلاحه

- اخبرتُكِ الا تَتحدثي
ان تَكلمتِ سيكونُ اللوم عليكِ مُضاعَف
دَعيهم فنحنُ لن نَبقى هُنا طَويلاً
سَنذهبُ الي بَيتِنا

كَيف لا تَتحدّث؟
و لسانُها السام اين تَذهب بِه؟
تبتلعهُ كيّ تموت بِسُمها؟

نَظرت في عُيونِه السَوداء ثُمّ دَنت منهُ تتفقّد الجُرح اسفَل حاجِبه ، كانَت لِتوها انتَبهت لهُ اذ قالَت بانزِعاج

- كَيف اُمك اُم و لم تنتبِه لِجراح ابنِها
في حال ان اُختك الدَلوعَة لا تشوبها شائِبَة

حَدق في عُيونِها القَريبَة و هي تَفرُك اسفل حاجِبه باصبِعها الابهام حتّى قامت بِتقشير الدماءِ الجافَة للكشفِ عن الجُرح

تِلقائِيًا لَفّ ذِراعه حَول خَصرِها حتّى قَربها مِنه اذ واشَكت على الالتِصاق بِه ، بل التَحمت بِجسده بمجرّد ان ضَغط على وِسطها حتّى ياخُذ انتِباهها لهُ

انتَبهت الي عُيونِه السَوداء حينَما سَمعتهُ يَقول بعد ان ميّل برأسِه

- سَمِعتُ ان سُمّ الافعَى
تِرياقُ الجِراح..!

يُشيرُ الي ريقِها
اذ يَودّ لَثمِها و اضمار جُزء من شَوقِه

هُما يَومين لم يَحصُل فيهِما عَلى لَمسةٍ مِنها حتّى

ناظَرتهُ و حواجِبها مُنعقِدَة ، اخَفضت بصرِها الي ذِراعه التي تُحيط خَصرُها فرأت بِداخل كَفّه سِلاحه ، عاوَدت النَظر اليه ثُمّ ابتَسمت بِمُكر قائِلَة

- ساُساوِمُك

قَطب حواجبه بِعدم رِضَى يُناظِرُها باستِغراب

- اتساومين زَوجكِ على حُقوقِه؟

اهتّمت بامساكِ ياقَة ثَوبِه تتلاعَب بازرارِه بِاصابِعها بينَما تومِئ ، نَظراتُها المليئَة بالدَلالِ و الرقّة تُجبِرُه عَلى الانصياعُ وراء رَغباتِها

سُكوتِه كانَت علامَة كافيَة للرضَى
لِذا قالَت هامِسَة بَعد ان دَنت منهً بالشَكل الذي
اتاح لانفاسِها العَبث بِشفتَيه

- قُبلَة مُقابِل رَصاصَة ..!

ناظَرت عُيونِه تَرى الاستِغراب يُخيّم فَوق اراضي كُحليتاهُ المُتعجبَة ، ميّل رأسهُ يسأل بعدمِ رِضَى

- الرَصاصُ ليسَ للعَبث آلميرا..!

شدّتهُ من ياقتِه حتّى انخَفض رأسهُ الي مُستواها ثُمّ ناظَرت عُيونِه بجديّة مِتحدثَة بِحاجبٍ مَرفوع

- اتبدوا لك امراة بِدهائي ، تَعبثُ بالرَصاص..؟

لَعق وَجنته من الداخِل بعد ان سألها بِهدوء

- مالذي سَتفعلينَه بالرَصاص..؟

اجابَتها البريئَة كَعُيونِها التي تَسحرُه تَجعله يَقتنِع
لِما رَجُل صَلب كمثِله يَنصاعُ وراء امراة تُجيد لُغة الاغواء..؟

- لا شَئ ، فقط رؤيَة مُسدسك حَول خَصري
يَجعلُني اودّ الاحتفاظ بِرصاصاتٍ منك
للتِذكار ، فاليَوم لا يُنسَى

كانَت تُدلّك رَقبتهُ من الخَلف حتّى لاحَظت انخفاض جُفونِه
قَد اجادَت التَحكم بِه و جَعله يَخضعُ الي جاذبيتِها التي لا تُقاوَم

لَكنهُ ليسَ غبيّ..!
ليُعطيها الرَصاص و هو مُدرك لشخصيتها المُتهورَة

كاد سِلاحه ان يلتِصق بِخصرِها الذي جَذبها مِنه حتّى حَدث تلامُس خافِت بين شِفاهِهما ، نَطق بعد ان ترصّدت عُيونِه عُيونِها بِصوتِه الهامِس الذي تمكّن عَبرهُ من استِقطابِها هي

- استطيعُ وَضع مؤشراتٍ لكِ ، تستطيعين اخذِها كَتِذكار
الرَصاصُ و لا يَقدِر على صُنع تلك الندوب
التي تفتعلينِها حَضرتُكِ بي

اصَبح جَسدُها مُحاصِرًا عِند زاويَة الحُجرَة ، اخفَضت عُيونِها الي سلسالِ الرصاص حَول خَصرِه ثمّ عاوَدت التَحديق بِعيونه و هو يُكمِل

- كَما استطيعُ انا ، ان اتركِ لكِ النُدوب كَتذكارٍ لا يُنسَى..!

هُنالِك شَئ خاطِئ..!
هل امساكِه للمُسدس يُغيّر من شَخصيتِه..؟

مالذي يَفعله بطلُ الروايات الاجراميّة التي تقرأها امامَها..؟
من عَبث بالاعدادات..؟

ابتَسمت لهُ بِرقّة ثُمّ وَجدتهُ يَكسِر الفاصِل بينهُما عَبر دَمج ثِغرِهما بعد ان ضيّق المسافَة كُليًا حتّى التَحمت اجسادِهما

هو لَن يُعطيها مُرادها و ذَلك مُزعِج
لَيست من تَعودُ خاويَة الوِفاض
بَعد ظنّها ان سِحرُها سِلاحُها

احاطَت عُنقه بيد و الثانيَة راحَت تتحسس بِه بقيّة جَسدِه حتّى وَصلت الي حِزامِه ، تَرغب في سَرِقَة بِضع رَصاصاتٍ مِنه عَبر تَشتيتِه بِقُبلته

خَطفت الاولَى و قَبضت عَليها بداخِل كَفها تَبتسِم داخل القُبلَة بِنَصر
ابتَعد عَنها فاكتَفت بِمنحه نَظراتٍ بريئَة قالَت عبرها

- دَعني اُضمّد لك جِراحِك

نَفى بِراسِه بَعد ان رَن هاتِفه ، اخرَجه من جَيبه يُراقب المُتصِل اذ قال بعدما ناظَرها

- انّه والِدك

اجابَ عَليه لِتقوم بعدَما قابلها بِظهره ، قامَت هي بتخبئة الرَصاصَة داخِل جَيبها فاستَطاع رُؤيتِها عبر مرآة الخِزانَة امامَه

ارتَفع طرف شِفاهه مُبتسمًا بِجانبيَة
هي فعلاً ، كيّادَة

- نعم سيدي المُشير

اتاهُ صَوت المُشير القَلِق بعد سَمِع عن حادِثَة التَفجير التي جَرت

- جونغكوك مالذي حَدث؟
هل انت و آلميرا بخير؟

اقتَربت آلميرا مِن زوجِها تقفزُ فَوقَه حتّى تلصق اُذنها بهاتِفه قائِلَة بصوتٍ عالٍ بعد ان كادَت على خَلع عنق الرائد بعد ان رَمت بكل ثقلها عَليه

- انا بخير ابي

ميّل جونغكوك بِجانبه اليها بعدما احاطَت عُنقه بِفعل ثِقلها ، كشّر ملامِحه بألم فلم يَجد خيارًا سِوا حملها من خصرِها حتّى ترتفع الي مُستواه هو

- آلميرا هل انتِ بخير يا حَبيبتي؟
هل تَأذيتِ همم؟
انا قادِم لاراكِ

ابتَسمت آلميرا على قَلقه لِتناظر زوجِها الذي يلتقِطها بذراعه ، كانَت جالسَة على ساعِده بينَما تتمسّك بِرقبته

- انا بخير ابي لا داعي للمجيئ ، لَكن كُفّى عن توكيل زَوجي بالمَهام و ه لازال عَريسًا! لازلتُ لم اشبَع منهُ بَعد

نَطقت بِما جَعل عُيون الرائد تتوسّع ، سُرعان ما قام بانزالِها واضِعًا يَده حَىل شَفتيها مُتمتمًا بصوتٍ خافِت

- استَحِ..!

اخرَجت لسانِها لاغاضتِه بعد سَماع صَوت والِدها و هو يَضحك
هو مُعتاد على جُرأة ابنتِه بالفِعل

تَحمحم الرائِد لِيتحدَث بهدوء يُخاطب المُشير

- سيدي ، انا هُنا في ايّ وقت لاداء المَهام
فريقي مُحتاج لقائِد يُرشدِهم

دَحرجت آلميرا عُيونها بِضَجر لِتقترب تخطِف منه الهاتِف تَضع مُكبر الصَوت قبل ان تردِف

- ابي لا تَسمح لزوج ابنتِك ان يُفضّل عملهُ عَليها..!
انت مُديره لِذلك ارجوك اطرُده

رَمقت زوجِها بِسَخط حينَما طالَعها بِغَضب ، تجاهَلته و رَكضت لاواخِر الغُرفَة فاصَبح يَجري وراءها لاستعادَة هاتِفه حتّى لا تُحرجه بالاحاديث اكثَر

صَعدت فوق السَرير تُحادِث والدها بينَما تَقفز تُثير جُنون زَوجِها الذي يلتّف حول الفِراش يُطالِبُها بالنُزول

- آلميرا انزلي و هاتي الهاتِف

تجاهَلتهُ بينَما تُحادث والِدها بِلُطف

- ابي ، ما رأيك باعطاءه اجازَة لثلاث اشهُر؟
رُبما نذهبُ الي المالديف و اعودُ حامِل

طبعًا
فِكرَة الحَمل لديها مُستحيلَة في الوقت الراهِن
لَكنها تُريد استِفزاز زوجِها الذي اصفّر لون وَجهه بالكامِل

- اتريدين الذهاب الي المالديف عزيزتي؟
هل احجزُ لكِ ؟

كان سُؤال والِدها الذي اتى الي مَن تَقفزُ مُستمتعَة بانزِعاج زوجِها و خَجلِه الواضِح ، كانَت سَتُجيبه بعدما ضَحِكت لَكنها صُدمت بِصُراخ جونغكوك المُفاجِئ

- انتبهي..!!

سُرعان ما قام بِجذبها من ذِراعها و جَرها نَحوه حتّى نزلت من فوق السَرير ، انتَفض قلبها بذُعر ثُمّ ناظَرتهُ حينَما مد يده لانتِشال تلك القُماشة البيضاء المُلطخَة بالدم فوق الفِراش

هي كانَت على وَشك الدعسِ عَليها..!

- الميرا ساُحادثكِ بعد قَليل
طرأ عليّ عَمل

اغلَق والِدها الهاتِف فانشَغلت مَع زوجِها بتفقّد تلك القُماشَة بِذُعر

- ماهذا جونغكوك؟

ناظَرتهُ تَراهُ يُحاول تَدارك الوَضع عبر قَولِه الهادِئ

- لابد انّي نسيتُ هذه القُماشَة هُنا قبل ان اُغادر

ناظَرتهُ باستِغراب ، حديثه لم يُقنعها لذلك قالَت

- لِما ستنسى قماشَة مليئة بالدماء هُنا؟
ثمّ من الواضح انّ بها شَئ ما

كانَت ستمد يدها لالتقاظِها لَكنه مَنعها بالنظر اليها قائِلاً

- جئتُ بعد مُهمتي الي هُنا لاجلب سلاحي
كنتُ متصاوبًا و مَسحتُ بها

عقدت حواجبها اكثَر و قالَت بينما تُشير على مُسدسه

- مُسدسك قمت باخراجه للتو من الخزانَة جونغكوك!

نَظرت في عينيه حينَما قطب حواجِبه بغضَب ثُمّ قال مُندفِعًا

- مابكِ تسألين كَثيرًا!
لديّ اكثر من سِلاح

تجاوَزها للذهابِ الي دورَة المِياه فَجلست هي فوق الفِراش تُناظر الفَراغ بِشُرود ، ما مَعنى ان تتواجَد قُماشَة مليئَة بالدِماء فوق سَريرِها؟

امّا عن تلك القُنبلَة التي انفجَرت !
احياتها هي و زوجها مُعرضَة للخَطر؟

سَمِعت صَوت اغلاقه للباب بالمِفتاح لِتتكئ على الفِراش مُخرجَة تلك الرصاصَة من جَيبها ، تأملَتها بِصَمت قَبل ان تَهمس

- مالذي يَحدُث؟

قام جونغكوك بِفتح تلك القُماشَة يكشف عن الخِنجر الدامي الماكِث بداخِلها ، اقشعّر بَدنهُ و اصفرّت بَشرتهُ بِمُجرّد رؤيتِه

- م..ماهذا ..!

هَمِس بِذُعر ليُحدق في انعكاسِه ضد المِرآه بِهَلع
هذا الخِنجر لَيس مؤشرًا لَطيفًا البتّة

خَبئهُ لَديه ثُمّ غَسل يداهُ لِيقوم بتنظيف اطرافِه كيّ يُغير ملابِسه و يُغادر ، خَرج يسير نحو الخِزانة ليتفقّد جَسد زوجته المتمددَة فوق السَرير

كانَت تعبَث بِهاتفها بِمَلل ثُمّ التَفت اليه تراهُ يغيّر ثيابِه

راقَبت عُريّ جَسدهُ بِشُرودٍ حتّى وَجدتهُ يلتفت نحوها بينَما يلبسُ قَميصه الاسوَد ، تَقابلت عُيونِهما لِتستقيم تقترِب مِنه

- اين سَتذهب؟

سألتهُ لِتتولَى مُهمَة اغلاق ازرار قَميصهُ بدلاً مِنه ، نَظرت في عيناهُ تنتظرُ اجابَة مُرضيَة لَكنها كانَت عَكس ذَلك تمامًا حينَما قال

- يتوجّب عليّ الذهاب لِلبحث خَلف الحادِثَة

عقدت حواجبها بشدّة اذ شدّته من اطراف قَميصه قائِلَة بانزِعاج

- لِما تذهب للتنبيش عن مَوتك؟
لا تَذهب! انت في اجازَة هل اُذكرك؟

حَدق بِها بعدمِ رضَى لِيقوم بسحب قَميصه مِن اصابِعها يُتابع اغلاقه بنفسِه مُتحدثًا

- آلميرا انّه عَملي

ناظَرتهُ بغَضب لم تستطِع اخفاءَه
فَقدت صَوابها و قالَت مُنفعلَة

- هل سَتذهب و تتركُني بمفردي بعد الذي حدَث؟
كدت ان اموت لِعلمك؟
ستذهب و تدعني مع عائلتك ايضًا!

يَجد انفعالِها ليسَ بِمحله!
رَفع كُحليتاه اليها يناظِرُها بانزعاجٍ شَديد عبّر عنه بِقوله

- و انا ذاهِب لارى من اراد مَوتُكِ!
تُشعريني اني خارِج لاتسلّى

رَفعت حاجِبها بعدَما امالت برأسِها مُبتسمَة بِسُخريَة

- انا خائِفَة عليك لِعلمك!

تَوجه الي المنضدَة لاخذ سِلاحه كيّ يدّسه بداخل حِزامه الخلفيّ مُجيبًا بِهدوء مُميت

- لستُ بحاجَة لخوفكِ ان كان سيُعيقني عَن تأدية واجبي

شدّت قَبضتيها بِغَضب ، تَفهم فكرَة مُحاولتهُ بتوجيه الحَديث السامِ كيّ تتغاضَى عن ذهابِه ، اعترَضت طريقه عند باب الغرفَة مُتحدثَة

- لَكن الوضع خَطِر!
لما لا تفهم؟

نَظر بداخِل عُيونها السَوداء يقرأ خَوفها عَليه
لا تُريده ان يَعود اليها مليئًا بالجُروح مُجددًا

- ساعودُ باكِرًا و لن اتأخر حسنًا؟

سَكتت و لم تتحدَث ، لازالت لا تودّ التَنحي عن الباب و تَركه يُغادِر لِذا قام بالمُتابعَة قائِلاً بِهدوء

- انا جُنديّ اُجيد اداء وظيفتي

طالَعتهُ تتفقّد اثار الجُروح عَليه ثُمّ قالَت ساخِرَة

- هذا واضِح..!
اذًا لما انت مليئ بالجُروح هَكذا؟
اتحب ان تتألم؟ لما تَسمح لهم بِايذاءِك؟

عَقد حواجِبه باستِغراب
لا يَفهم شُعور ان يَمتلك شَخص يخافُ عَليه..!
تلك المرَة الاولى التي يَجِدُ فيها احد يخشى ان يُصاب في مَهامِه

لَطالما كان يذهبُ الي المهامِ الصعبَة مُطمئنًا
حتى ان قُتِل ، لا يَمتلك من يَحزنُ عليه في غيابِه

يَرى زُملاءِه يتأثرون و هُم يودعون أهاليهم و زوجاتِهم
عداهُ هو ، طيلَة العامِ لا يمتلك من يسأل عَن حالِه و لو بِكلمَة

يَكره مَوعِد الزيارات العائِليَة
لانهُ لا يَمتلك عائلَة تَزورُه

صَمتهُ يتيح لها المَجال لالتماسِ عاطِفته عَبر الاقتراب مِنه و تحسس جُرح خَدِه باصبِعها مُتحدثَة بِحُزن

- انت حتّى لم تَسمح لي بِتضميد جُرحِك..!
لما انت خَشن في التعامل هَكذا!
اولستُ زَوجتك؟

امَسك بِرسغها يُخفض يَدها عَنهُ مُتحدِثًا باستِنكار

- انتِ زوجتي لَكن لا يَحق لكِ منعي عن عَملي

اغمَضت عيونِها بقوّة تسترجِع هُدوءِها فهو يُفقدها صوابها بالفِعل
ودّت لو تُمسكه من رَقبته و تَخنقه لكنها تماسَكت في الثانيَة الاخيرَة

- انت في اجازَة!
لا يَحق لك العَمل ، لما لا تَفهم؟

دَفعها عن الباب حتّى يَفتحه و يُغادر لَكنها سارعَت في الصُعود فَوق ظهرِه تتشبّث بِه رافضَة مُغادرتِه

- جونغكوك اسمَعني
لِما انت عَنيد؟

حاول انزالِها عبر التمايل الي الجِهَتين الا انّها زادت من تَمسكها به آبية تَركه ، تَنهد بقلّة حيلَة يُريد راسهُ اليها

- مالذي سَتفعلينه ان بقيتُ معكِ؟

طالَعتهُ بينَما تُدخل شفتيها داخِل جَوفِها تُفكر
مالذي سَتفعله ان بَقى مَعها بِصدق؟

- هُنالك الكَثير من الامور التي نستطيع فِعلها!
ثمّ احتاج مُواساتك لي فقط

نَفى برأسِه يُرجع بِجسده الي الخَلف لعلّها تسقُط لَكنها صَرخت بقوّة بينما تحتضِن خَصره و تَضرب ذِراعه

- ياا توقف عَن ذَلِك
مابك لَئيم؟

تَنهد بيأس
فكرَة الهَرب تبدوا فاشِلَة لِذا قال بقلّة حيلَة

- حسنًا سابقَى معكِ

اقتَربت تطلّ عليه بِشَك اذ قامَت بِتصغير عينيها هامِسَة

- هل انت مُتأكِد؟

اومَئ ايجابًا فلا مَفر لهُ سِوا الانصياعُ اليها
نَزلت من فوق ظهرِه لِتُمسك بيدِه و تَجره خلفها الي الغرفَة مُجددًا

لم تكن تهتّم لنظرات الخَدم المُستغربَة بعد الذي حَدث للتَو في مَمر الغُرف ، اغلَقت الباب بالمِفتاح كي تَضمن عدم خُروجِه

سار كَرجلٍ مُطيع للجُلوس فوق الاريكَة يُشابك يداه امامه بقلّة حيلَة في الوقت الذي جَلست هي على السَرير تُناظره بابتِسامَة راضيَة

لا مُشكلَة لديه بالجُلوس صامِتًا طيلَة الوَقت
لَكن تلك مُشكلتها الكُبرى عَلى الاطلاق

- هل يُمكنك تفسير لي ما حَدث؟
احتاجُ ان اسمع تَوضيحًا يُخفف عنّي الضغط

قامَت بالتَربُع فوق السرير تُناظِره بِهدوء
لازال صامِتًا و هو يقومُ بِفرك اصابِعها و النظر الي اقدامِه

انزعَجت ثُمّ قالَت بانفعال

- مابِك تبدوا كَتلميذٍ عاقبتهُ استاذتِه؟
انا احادِثك

رَفع عَينيه اليها مُتنهِدًا بِضَجر ، اراح ظَهره على الاريكَة يُخرِج دُخانه لِبدأ موعِده الغراميّ مع سيجارتِه مُتحدِثًا بهدوء

- مجموعة من الارهابيين ودّوا قَتل الناس فذلك هَدفهم اساسًا

استَقطب انتِباه زوجته حينَما اراح رقبتهُ الي الخَلف يقومُ بنفث دُخانه بعدما بَسط ذِراعه على فخذِه المُفرّق عن شَقيقه

قامَت باسناد وَجنتها على كَفها تُراقِبه اذ قام سُكوتِها بلفت اهتِمام زوجِها الذي رَفع رأسهُ يحدق بِها مُستغرِبًا

- مابكِ سكتِ فجاة؟

ناظَرتهُ ثُمّ استَقامت لِتسير تَجلس بِجواره مُتحدثَة بعفويّة

- تَبدوا مُثيرًا و انت تُدخن..!
هل قُلت لك هذا من قبل؟

اومَئ ايجابًا ثُمّ قال قبل اعادَة حشر سيجارته بين شِفاهه

- حينَما كُنّا نبحث عن حَقيبتكِ التي بها اسرارُ الدُول

زمّت شِفاهها بشكلٍ اظهَر غمازتِها المُشابهَة لِخاصتِه
سَمِعته يُضيف ساخِرًا و هو يُشير عَليها

- اوليس عليكِ ان تكوني خائِفَة ترتعدين من البُكاء بعد الذي حَدث؟
كيف يأذن لكِ عقلكِ التفكير بهذه الامور؟

ضمّت آلميرا يديها الي صَدرِها تتحدّث بينَما تَدفع بحاجبها عاليًا

- انا ابنة المُشير!
ابي عسكريّ خُضت معهُ تجارب كَمثل هذه
حينما آتي لزيارتِه في الصَيف
لذلك انا مُعتادَة
ثمّ هل ابدوا لك كفتاةٍ تُطيل البُكاء و العواء؟
انا لا اخافُ من المَوت لعلمك

لم يَلفت انتباهه من كل حديثها الا كلمَة رددها بسخريَة

- هل انتِ كلب كيّ تقومين بالعواء؟

تأوه بالم ما ان ضَربتهُ على كَتِفه بقوّة مُتحدثة بِغَيض

- هل هذا ما شدّ تركيزك!
انّها كلمَة جاءت في السياق فَقُلتها
لِكوني كاتب..

سُرعان ما قامَت بِتغطيَة شَفتيها مُوسعَة عُيونِها
كانَت على وَشك فضح سِرها للتو امامَه

حَدق جونغكوك بِها مُستغرِبًا ثُمّ قال بِهدوء

- مابكِ؟

نَفت برأسِها تَتحمحم لِتقوم بالسَير نحو الفِراش ، ناظَرتهُ و هي تستلقي على جانِبها و المِفتاح اسفل وِسادتِها

- ابقَى راقبني حتّى انام
انا مُتعبَة

صغّرت عُيونِها لِتنطِق بجديّة

- لا تَرحل..! استطيعُ الشعور ان فعلت نَومي خَفيف

اومَئ بِضَجر لِيراقبها و هي تُغمِض عُيونِها تستعِد للنَوم
استّمر بِتدخين سيجارتِه و امعانِ النَظر بها و بِجمالها حتّى غَفت

استَقام حتّى يجلِس بجانبها و بالفِعل استقّر بالقُرب مِنها يُمعن التَحديق بِها ، ابتَسم بِخُفوت يَتحسس وَجنتها باصابِعه بِلُطف

- يالكِ من جَميلَة!
اتسائل ان كان جَمالكِ هو من يَسحرُني؟

نَومُها ليس خَفيفًا كما ادعَت و هو يَعرف ذلك جَيّدًا
استغلّ فُرصَة خُلودها الي النَوم بِعُمق ثمّ جَذب المفتاح من اسفلِ الوسادَة

انخَفض اليها حتّى يُقبّل شَفتيها و جَبينها ثُمّ غطّاها جيدًا ليُغادِر بسُرعَة حتّى لا تستفيق و تَمنعه ، اغلَق الباب وراءه ينظر حَوله

الجَميع نائِم فالوَقت مُتأخِر بالفِعل

نزل الي الطابق السُفليّ ثمّ غادر المنزل بِهدوء

•••

- ماهذا جونغكوك ..؟

تَحدث المُشير مُنذهِلاً بَعدما رأى ذَلك الخنجر الذي قدّمه جونغكوك اليه

ناظَرهُ الرائِد بِهدوء لِينطِق بينَما يشّد قبضتهُ

- انّها رسالَة استِدعاء من حاكم الخِنجر
لكوني دَخلتُ منطقتهم دون اِذن اخر مرّة
حتمًا الحاكم علِم

قام المُشير بتدليك جَبينهُ باصابِعه مُتحدِثًا بِقلق

- اذلك يَعني انّ الحادثَة كانَت مُدبرَة؟

حرّك جونغكوك رأسه ايجابًا اذ قال مُفسّرًا

- ان تكون القُنبلة اسفل كُرسي آلميرا تحديدًا
و امر الاخلاء المًفاجِئ للطائِرَة ليس الا تَحذيرًا لي
يُريدون ان اعود باسَرع وَقت

عقد المُشير حواجِبه بشدّة حيثُ سأل بينَما يشابك يداهُ امامَه

- لَكن ماذا عن شَهر العسل؟
انتُما عِرسان!
لا يُمكنك العودة مُباشرة الي هُناك

بَلل الرائِد ريقِه اذ قام بِها اكتافه بقلّة حيلَة ثُمّ نَبس باسَى

- للاسف الامرُ خارج عن ارادَتي
آلميرا ستتعرّض للخَطر ان لم اعُد
ستكرر الحوادِث التي تُهدد حياة كلينا
ان ذَهبنا الي شَهر العسل قبل ان التقي بالحاكِم
عليّ تصفيَة الامور بينَنا و دَفع ثَمن اختراقي لقانون السُلم

ناظَرهُ والد زَوجتهُ بِقلق ، فِكرَة ان يُمسك بين ايادي رِجال الحاكِم تِلك لوحدها مَصدر رُعِب ، يتسائل من اين يَمتلك الرائد كُل تلك القوّة للصُمود؟

- مالذي سَتُبرره الي زوجتك؟
ان عُدت لها بتلك الحالَة مِن بين ايديهم؟

نَظر جونغكوك الي اصابِعه بِصَمت يُفكّر
لا يَمتلك اجابَة مضمونَة فافكارهُ مُشتَتة بالفِعل

- ساجدُ حَلاً الي ذَلك الحين
امّا الان ، ساُغادر لبدأ اجراءات السَفر
ساعودُ انا و آلميرا مع فريقي بالغَد

اومَئ لهُ المُشير مُتنهدًا بِقلَة حيلَة
ما بيدِه من حَلٍ يستطيعُ المُساعدَة بِه
جونغكوك من اختار ذَلك الطريق بِنفسه..!
لذلك هو مُجبر ان يُكمِل بِه و لا مَجال للانسِحاب

استئذن الرائِد الذي استَقام يهّم بالمُغادرَة بِهدوء ، في طَريق عودتِه اهتّز هاتفه على اتصالٍ من زوجتِه التي حتمًا استَفقدت وجودَه فاستَيقظت

ردّ على الاتصال يَسمعُ صوتُها الناعِس و هي تردِف

- هل فَعلت ما برأسك و غادَرت؟

ابتَسم بِخُفوت عَلى نبرة صَوتِها اللطيفَة
تخيّل شكلها المُبعثر نظرًا لاستيقاظِها القَريب

- لقد ذهبتُ لشراء بعض الاكل فَقط
انا قادِم همم؟

بَللت شَفتيها بِريقها لِتنطق بألم

- اجلب لي مَعك بعض المُسكنات للدورة الشهريّة
اريد شوكولاتَة ايضًا

تَوقف عن السَير بعد ان احسّ بالاحباط مِما سَمِعه
ما معنى ان تَكون بدورتِها الشهريّة؟

- الم تاخذي الدواء قبل يَومين؟

سَمِع اجابتِها و هي تتمتِم

- لم اخذهُ بالامس و اليَوم لِذلك طبيعي ان تنزل فهو مَوعدها

لَوى شِفاهه بعدم رِضَى ثُمّ نَظر الي الصيدليّة التي تُقابله ، شَرع بالتَوجه اليها مُتحدِثًا بهدوء بعدما صادَف جوليان يُغادرها

- حسنًا هل يُمكنك اخراج حَقيبة سفري؟
انَها بالمَخزن العُلوي

لم تُمانع اذ اعطتهُ همهمَة خفيفَة قبل اغلاق الخَط ، دَنى من ابن عمه الذي صافَحه مُبتسِمًا مُتحدِثًا

- مالذي تَفعله هُنا بِهذا الوَقت؟

حدَق جونغكوك بِه يُراقب الدَواء الذين بين يديّ جوليان ثُمّ اجاب

- ساشتري بَعض المُستلزمات الطبيّة

همهم لهُ الاصغَر قبل ان يُخرج شريطًا استَطاع جونغكوك التَحديق بِه ثُمّ قال

- انا جئت لاشتري حُبوب البروجستين
انت تَعرف! علينا اخذ احتياطاتِنا

نَظر الي الرائِد الصامِت لِيقوم باعادَة الشريط بداخل الكيس مُتحدثًا بعدَما دلّك رَقبته بِاسَى

- اه صَحيح! تذكرت انك لم تَدرس فلا تعرِف ماهو هذا
انّه شريط مَنع الحَمل

عَقد جونغكوك حواجِبه بشدّة لِيدفعه من امامَه مُتحدِثًا بانزِعاج

- لا شأن لي بِمعرفَة بما يتعلق بحياتِك الزَوجيَة!

تجاوَزه حتّى يَدخُل الصيدليّة فقام جوليان باجراء اتصالٍ مع زَوجته

•••

استَقامت آلميرا من السَرير لتلبس خَفيها حتّى تُغادر الحُجرَة مُتوجهَة نحو السقيفَة ، وَجدت الخادمَة تقومُ بتوضيبِ الملابس القديمَة

سألتها بِلُطف

- هل تَعرفين ابن حَقيبة زوجي؟

ناظَرتها الخادمَة التي اجابَت بِهدوء

- جاءَت الانسَة لارين و نَقلتها الي المَخزن السُفلي منذ قَليل

استَغربت آلميرا قَبل ان تُدحرج عيونِها بانزِعاج

- مابها تلك المُتخلفَة..!

غادَرت السقيفَة لِتنزل الي المَخزن السُفليّ
السِرداب..!

وَقفت قُبالته و قد بدأ قَلبها يَنبض بِعُنف
تلك الفوبيا التي اصبَحت تُعاني منها لِسنواتٍ
ناجمَة من هذه البُقعَة..!

تَوترت فبدأ قلبها يَنبض بقوّة ، تمالَكت نَفسها ثُمّ فتحت الباب لِتنزل بهدوءٍ حتّى تُخرج الحَقيبة و تُغادِر دون احداثِ ضجّة

تُحاول اقناع نَفسها بذلك حتّى تتجاوَز خَوفها

سارَت تبحثُ عن حَقيبة سفر زوجِها و حينَما وَجدتها سَمِعت صَوت اغلاق الباب اعلاها..!

انتَفض قلبها لِتلتفِت تُحدق نحو الدَرج بِقلق ، سارَعت بالرَكض نَحوه حتّى صَعدت عليه ثُمّ بدأت بِطرقه بقوّة لعلّه يُفتَح

لَم تكُن هُنالك جَدوى
قد اُغلق بالقُفل بالفِعل

ارتَعشت كُليًا و اصبحَت ذكرياتُها المَريرَة تعودُ الي ذاكِرتها لِمنحها اسوء شُعورٍ على الاطلاق

لا يُعقل ان يتّم احتجازُها بنفسِ المَكان مُجددًا
لن تستطيع التَحكم بنفسِها ان تَسلل الخَوف الي قلبِها من جَديد

- لما الباب لا يُفتح؟
هل من احد هُنا؟

صَاحت بينَما تقومُ بضرب الباب بيديها مُحاولَة دَفعهُ لَكن ما من استجابَة
الجَميع نائِم بالفِعل! فَكيف اُغلق الباب عَليها؟

ارتعَد قلبها بداخل قَفصها الصَدريّ فراحَت تُمسك هاتِفها محاولَة الاتصال بِزوجِها الذي اغلَق الخط عَليها

اغلَقهُ لِكونه على مَشارِف الدُخول الي البَيت فما مِن داعٍ لاتصالِها
حسب وِجهَة نَظرِه

عَقدت حواجِبها بشدّة لِتناظر شاحِن هاتِفها المُنخفِض ، اعادَت الاتصال بِه فَكرر فِعلته بفصل الخَط بعدَما استَوقفه جارهُ في الطَريق

قَضمت شَفتها بقوّة لِتقوم بِكتابَة رسالَة لهُ

- جونغكوك اين انت؟
عُد بسرعَة انا في القبو
هُنالك من اغلَق الباب
ارجوك تعالَى افتَحه لا اشعر انّي بخير

حينما واشَكت على ارسالِها اُغلق هاتِفها يُعلن وفاتِه..!
انخفض شاحِنه كُليًا بالفِعل

سَقط هاتفها من بين يديها لِتوسع عينيها بِصدمَة
كَيف سَتتصرّف؟ مالذي سَتفعله كيّ تُغادِر؟

استّمرت بِطرق الباب بقوّة و دُموعها قد راحَت تتسرّب بِغزارة بعد ان فقَدت السيطرَة تمامًا ، شَجاعتها و قُوتها تُعلن الخُضوع التام امام خَوفها الشَديد من الاماكن الضيقّة و المُغلقَة

دَخل جونغكوك الي المنزِل بينَما يُصفّر
كان يحملُ بين يَداهُ لوح شوكولاتَة و شريطًا من المُسكِن

ودّ ان يشتري لَها كيسا من الحَلويات
لَكن ليس لديه المال الكافي بالفِعل لِذا اكتَفى بلوحٍ مُتوسط الحَجم

صَعد الي الغُرفَة ليدخُل يبحَث عَنها ، عَقد حواجِبه بخفّة حينَما وجد الفِراش خاليًا ليسير يَضعُ الدَواء فوق السَرير مُناديًا

- آلميرا؟ اين انتِ؟

جاب الحُجرَة بحثًا عَنها فتوقّع انّها ذهبت لِجلب حَقيبتِه
غادر الي السقيفَة فلم يَجدها لا هي و لا الحَقيبَة

تعجّب اكثَر و حينَما سال الخادِمَة اخبَرتهُ

- قالَت انّها ذاهبَة الي منزل والِدها

رَفع حاجِبيه مُستغرِبًا بشدّة

- ذهبت الي بيت والِدها؟ مَتى فعلت؟

نَظر الي ساعَة رِسغه التي تُشيرُ الي الواحدَة صباحًا
تجاوزت الساعَة مُنتصف الليل بالفِعل..!

اخَفضت الخادِمَة رأسِها مُجيبَة

- مُنذ نصف ساعَة سيدي

انحَنت لهُ ثُمّ غادَرت تتركهُ بداخل حيرتِه
امسَك هاتفه يتفقّد اتصالاتِها اذ قام بالرَنين عليها

- الرَقم المَطلوب مُغلق او خارج نطاق التغطيّة

اتاهُ صوت الخادِم الآلي الذي تَسبب في تَفاقم انزِعاجه
اخَفض الهاتف مُتمتمًا بِضيق

- الهذا كانَت تتصل؟
لِما ستذهب الي بيت والدها بهذا الوَقت؟
كانت نائِمَة..!

عاود الصُعود الي الغُرفَة يَجلِس فوق السَرير بينما يُناظر لَوح الشوكولاتة على المنضدَة ، مَسكه يقومُ بفتح مُغلفه ثُمّ تناول مُكعّب مِنه مُتحدثًا بانزِعاج

- لما ستذهبُ الي دون اخباري؟
فجاةً ؟ هل ذهبت الي امها بسبب حملها يا تُرى؟

تَمدد على الفِراش يُناظر السَقف بينَما يأكل من الشوكولاتَة
دَحرج عَينيه بِضَجر فَتصرُفها لم يُعجبه

- ساوبِخها حينَما تَعود

اغلَق المُغلّف على ماتبقَى من لوح الشوكولاتَة ثمّ وَضعه جانبًا ليُحاول النَوم ، تقلّب على يَمينه ثُمّ شماله و حينَما يأس قَرر ان يذهب لِجلب حَقيبته بِمُفرده

سأل الخادِمَة عن مكان حَقيبتِه فرأى تعابير التوتُر تُزيّن ملامِحها
عَقد حواجِبه بشدّة ثُمّ قال بجديّة

- اين حَقيبتي؟ لما لا تُجيبين؟

ازداد تَوتُر الخادِمَة التي ابتَلعت ريقِها بِقلق ، ناظَرت اُخت سيدِها التي جاءَت من وراءِه تَنطِق بانزِعاج

- مابِك انت تُحادثها هَكذا كما لو انّها سرقت حَقيبتك الرَخيصة؟
تتحدّث كما لو انّها من شانيل او لوي ڤيتو

التَفت جونغكوك الي اخته يحدِق بها بجُمود
تفحّص هيئتها ثُمّ نَطق بِهدوء

- مالذي جاء بكِ؟
اولم يَكُن عليك التواجُد في بيتُكِ؟

دَحرجت لارين عُيونها بضجَرٍ ثُمّ اجابَت

- ليسَت فقط زوجتُك من تَذهب الي بيت ابيها ليلاً

قام بِتبليل شِفاهه و حينَما ودّ الحديث قاطَعته بِقولها

- زوجتك اخذَت معها حَقيبتك
لِذا لا تُفكر بالبَحث عَنها

جونغكوك اكثرُ من يعرِف اُخته حينَما تَكذِب لِذا دَنى مِنها بعدما اثارت شُكوكه مُتحدِثًا

- لارين اين آلميرا؟

نَظر في عُيونِها بجديّة بعدما ادرَك ان فكرَة ذهاب زوجتِه الي بيت والِدها ليلاً شِبه مُستحيلَة ، لم يحدُث بينهما موقِف يُتيح لها الرَحيل دون اخبارِه

اذ طَلبت منهُ احضار الدواء و الشوكولاتَة في طَريقِه!
اذًا هي حتمًا في انتِظاره

رَمقتهُ الصُغرى بانزِعاج لِتندفع بِحديثها قائِلَة

- مابِك تسالني كما لو انّي اختَطفتُها!
اولم تُخبرك الخادمَة انّها غادَرت؟
ما شأني انا بانحِلال زوجتك التي تُغادر ليلاً دون عِلم زوجِها!

تأوهت بألمٍ حينَما مَسكها جونغكوك من ذِراعها بقوّة يقومُ بِنفضها مُهسهسًا بِغَضب

- لارين زِني كَلامكِ جيدًا!
تَحدثي دون لَفٍ او دَوران
اين آلميرا؟

طالَعتهُ الصُغرى بانزِعاج لِتقوم بدفعه عَنها مُتحدثَة بصوتٍ عالٍ مليئ بالغَضب

- هل تقومُ بنهر اُختك لاجل زوجتِك؟
مالذي فَعلتهُ انا حتّى تَشُك بي؟

رَمقتهُ بِغَضب ثُمّ اضافَت بانفِعال

- اخبرتك انّها ذهبت الي بيت ابيها
انا لا شأن لي لا تُقحمني بمشاكِلك

حينَما كان سيُواصل ضَغطهُ عَليها سَمِع كِليهما صَوت صُراخٍ آتٍ من الحُجرَة التي بها السِرداب..!

عَقد جونغكوك حواجِبه بشدّة ليُفلت اخته التي قامَت باللحاق بِه حينما رَكض نَحو الحُجرَة ، بِمُجرّد ان دَخله حتّى جَرى تجاه باب القبو فاذ بِه يَجد زَوجته تَصرُخ بشدّة بينَما تَبكي بقوّة و اذرُع رَجُلٍ اخر تُحيطُها و تَحتضِنُها

انّها بين يديّ جوليان ..!

•••

5321

مرحبًا في فصل جديد بعد غياب
اعرف هذه المرة تاخرتُ اسبوعًا :)

امتحاناتي السبب لذلك اعذروني

عُمومًا ، كيف كانت نظرتكم العامة للفصل..؟

احداثنا لليوم؟

بِخُصوص ابن عم السيد جُيون؟
اتظنون ان دُخوله في القصّة مُهم؟
و ان كان كَذلك ، فما دَوره؟

الملحمة العائليّة التي جَرت؟

جانب الرائد الرومنسي؟ 👀

تعتقدون ما عِلاقة جونغكوك بحاكم الخنجر؟
و لِما المشير خائف عليه من الذهاب؟

متحمسون للاحداث التي تنتظرنا بالثكنَة؟

اكثر جزئية نالت اعجابكم؟

لارين هي السبب في حبس الميرا؟

اراكم في القادم ان شاء الله
الي اللقاء ♥️🫂



.
.
.










الرائِد جُيون 🦋
مُلاحظَة مُهمّة
في الروايَة شعرهُ ليس طَويلاً
اذ انّه على مشارف ان يكون اصلَع
لِما..؟ لان العساكر لا يُطيلون شُعورِهم
لِما؟ لا اعرِف للامانَة

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top