عروس الميراث | 13
عروس الميراث | JK
اهلاً بِكم في الفَصل الثالِث عَشر 🦋
900 تصويت
1500 تعليق
فصل جَديد ✅
مُستعدون لِحُضور الزِفاف؟ 👀
قبل الدُخول الي القاعَة اخبرني مالذي ارتديته للعُرس..؟
لِنبدأ
•••
- اُريد مِنك ان تَلبس بِزّتك العَسكريّة يوم زِفافنا
حَدقت في عَيناهُ بَعد أن ادَلت بِطلبها الذي جَعله يعقِد حواجِبه بعدمِ فَهم ، لِما عَليه ان يَلبس بِذلته العسكريّة يَوم زواجِه؟
- لِما؟ لَم يسبِق و أن رأيتُ عَريسًا يلبسُ بذلة عَمله..!
اقتَربت مِنه خُطواتٍ اضافيّة تُقلّص المسافَة بينهُما اذ قالَت مُوضحَة
- لانّي اُريد هَكذا
الن تَكون فَخمًا بِها؟
بِزتّك العسكريَة تُلائِمك
الي جانِب انّك ستتزوج ابنَة المُشير الذي يَكون والِدها عسكريًا
سيكونُ زِفافًا ذا هَيبَة عاليَة
ازدادَت عُقدَة حواجِبه و هو يَستمع الي اقتِراحها الذي لَم يُعجبه حَتمًا ، يُريد الرَفض و هي سَحبتهُ من تيشرتِه تتشبّث بِقُماشَة ثوبِه لالقاء تَعويذَة دلالِها عَليه
تَعرِف كَيف تلمِس وترَه الحَساس بِنظراتِها المُغريّة و صوتِها الناعِم
تُجيد فنّ الاغواء بِبراعَة
- هِمم؟ الن تُوافق على طَلب خَطيبتِك؟
سِحرُها عَليه واضِح مِن ذُبولِ عَينيه
يُناظِرُها بِكل تلك الرقّة و الانوثَة الطاغيَة فَيزدادُ انبِهارًا بِها
يَودّ تَنفيذ ما يَجولُ بِرأسِه حالاً
لَكن الزِفاف قَريب
آن ذاك سَيختلي بِها كَما يشاءُ و يُريد تَمامًا
- ساُفكّر
هَتف قَبل ان يَردعها عَبر دفعها من اكتافِها الي الخَلف ، فرّ هارِبًا يَدخل الي دورَة المِياه لاغلاق الباب بعيدًا عَن من عَبست بِتذمر
- تُفكّر؟
جونغكوك ساقتلُك
صاحَت تركُل الباب قَبل أن تَسيرُ عَودة الي التجمّع العائِلي حَيثُ رأت والِدتها انضّمت الي البقيّة ، جَلست بِجوارِها تناظِر الجَو المشَحون بين اُمها و اُم خَطيبِها
حدّ عِلمها أن والِدتها كانَت صديقَة والِدة خَطيبِها مُنذ ايام الطُفولَة
و تَزوجتا صَديقَين كَذلك
لَكن لا تَعرِف مالذي جَرى بعد ذَلك حتّى اختلّت عِلاقتهُما بالكامِل
خبّئت والِدَة آلميرا ڤيولا خُصلَة من شعرِها وراء اُذنها ثُمّ تحدثَت بِهدوء تستقطِب انتِباه البقيّة
- قائِمَة المَعازيم في الحَفل تَحددت ام لَيس بعد؟
نَظرت نَحو زوجَة صديق طليقِها التي تولّت اجابتِها بِجُمود
- اكتمَلت القائِمَة بالفِعل
رَمقتها ڤيولا بِسخَط ثُمّ اضافَت ساخِرَة
- لَم يُوجّه احد سُؤاله لكِ
زمّت آلميرا شِفاهها تَكبُت ضِحكتها على مَعالِم وَجه جونغكوك الشاحِبَة ثُمّ نَهضت تسيرُ نحو المطبَخ لتِقديم القهوَة
حدّقت في فناجين القهوَة ثُمّ تَوجهت لاخذ البهارات الحارّة
وَضعت الكَثير مِنها في فِنجان والدة خَطيبِها و اُخته
سَكبت القهوّة ثُمّ حَملت الصينيّة تَتجه عودَة الي الصالَة
قَدمت الفناجين تتأكد من اخذ كُل نَفرٍ خاصتِه المُعّد لَهُ
والدَة جونغكوك انتَشلت الفِنجان المليئ بالتوابل الحارَة
نظرًا لِلونِ القهوَة الداكِن فَهي تمتّص كُل الوان مُغايرَة بجدارَة
وَضعت لارين فِنجان القهوَة خاصتِها مُتحدثَة
- ليس لديّ مِزاج لشرب القهوَة
رمقَت آلميرا بِطرف عَين بَعد ان جَلست بِجوار خَطيبِها المُهتّم باحتِساء قَهوتِه بِهدوء ، تَركت والدته قهوتِها جانبًا ثُمّ قالَت مُبتسمَة و هي تُناظر صبيّة ابنِها
- من عاداتِنا ان تَحتسي العَروس قَهوتِها بِجانب خَطيبِها
مَسكت بِفنجان لارين تُحدِق بالصُغرى التي تلاشَى لون وَجهها من الفَزع حينَما قَدمتهُ الكُبرى لَها مُكملَة
- تَفضلي يا عَروس ابني
ابتَلعت آلميرا ريقِها لِتُحدق بِجونغكوك الذي اشرّ لها بأخَذ الفِنجان بِعُيونِه ، نَفت برأسِها لهُ لِتسمع ابيها يَتحدث
- آلميرا خُذي الفنجان من ام خَطيبكِ ابنتي
شَتمت تَحت انفاسِها بعد اغلاقِها لِعُيونِها مُتنهدَة بِضَجر
احقًا سِحُرها انقَلب عَليها..؟
مَسكت ذَلك الفِنجان بيدين مُرتجفَتين تَصنعُ ابتِسامَة مُجاملَة لِمن عادَت مكانِها تُناظِرها بِمُكر ، طالعَت القهوَة و نَبضاتِها بدأت ترتفِع بِصَخب
- انا لا اُحب القهوَة
تمتمَت عابِسَة تُحدق في جونغكوك الذي انهَى فِنجانه ثُمّ مَد يده لانتِشال خاصتِها
- حسنًا ساشربهُ بدلاً منكِ
وَسعت عَينيها لِتُنفي بقوّة تَجذب الفِنجان اليها
- لابأس ساشربهُ انا
اعتَرض و هو يَتمسّك بالفِنجان يَجذبه نَحوه مُتحدِثًا
- لَقد اعجبتني ، دَعيني اشربُها بَدلاً
ابتَسمت بِتوتر تُحدق في عُيونِه بِحدّة مُتحدثَة بجديّة
- لا تكن طَعامًا
قَد احتسيت قَهوتك قَبل قَليل
نَظر بِداخل عُيونِها بينَما يَدفع بِحاجبه عالِيًا قائِلاً
- انتِ لا تُحبين القهوَة!
لِما تَحرميني مِنها؟
تَركت الفِنجان بَين يَديه ثُمّ اعتَدلت بِجلستها مُرجعَة شعرِها الي الخلف مُجيبَة
- حسنًا دامَك مُصّر ، اشرَبها بالهناءِ و الشفاء
ناظَرتهُ بِطرف عَين قبل ان تُحدق بِوالدَته مُتحدثَة
- القهوَة سَتبرُد ، اشربيها خالتي ، اعددتُها بعنايَة من اجلِك
ابتَسمت بِلُطف مُصطنَع لِمن ردّت بِذات الابتِسامَة المُزيفّة
- شُكرًا لكِ صغيرتي
لكنّي اُحبها بارِدَة
ام جونغكوك لَيست غافِلَة عن نوايا آلميرا
تعرِف جيّدًا انّها ستُعد شَئ من اجلِها لِذا لن تُغامر بِنفسها أولاً
راقَبت ابنِها الذي قرّب الفِنجان من شِفاهه فبدأ باحتِساءه بِبُطئ
سُرعان ما قام بِبزقِه مُوسعًا عُيونِه بِصدمَة من مَذاقِها
ناظَر خَطيبتِه بِصدمَة لِيُطالع والِدته التي بادَرت بِسُؤاله مُدعيَة القَلق
- مابِك جونغكوك؟
مَسكت آلميرا منديلاً من جانِبها تَقومُ بالمَسح على شِفاه خَطيبها مُتحدثَة بابتِسامَة مُجاملَة
- ههه ، مِن حلاوَة الطَعم لم يُقاومِها
نَظرت بِعينيّ الرائِد بِحدّة تُجبرِه على الكَذب و مُسايرتِها
لَكنه كَسر توقعاتِها بِقوله
- القهوَة حارَة! مالذي وَضعتيه بِها؟
وَضع الكأس جانِبًا بينَما يعقِد حواجِبه بِانزِعاج ، اغمَضت آلميرا عُيونِها تَشتمه في سِرها قَبل ان تَسمع حَديث لارين المُتفاجِئ
- مالذي وَضعتيه لنا في القهوَة؟
هل تُحاولين تَسمِيمنا؟
قَضمت آلميرا وَجنتها من الداخِل و في مُنتصف عَقلِها تتخيل مَشاهد جبّارة لِقتل خَطيبها الجالِس بالقُرب مِنها يُحدق بِها دون انقِطاع
- القهوَة لديّ لذيذَة!
نَطق السيد جُيون بينَما يُؤشر على فنجانه الماكِث بين اصابِعه ، فانضّم المُشير لهُ عبر تأييده
- انا كَذلك ، ما الخَطب؟
- انتم تعرفون فتيات هذا الزَمن
يضعون التوابل لِرؤية ما ان كان العريس سيتسحملُها ان استحمل مُزاحها ام لا
تَحدثت ڤيولا تُلطف الجَو بينَما تَمسح على يد ابنتِها بالقُرب مِنها ، تَنفست آلميرا الصَعداء ما ان بدأ الجَميع بالابتِسام يَعودون الي احاديثِهم الطبيعيّة
شدّت على اطراف فُستانها قَبل ان تستَقيم مُغادرَة المَجلِس بِهدوء ، بعد ان رَغبت في احراجِ عائلة خَطيبِها هي من خَرجت مُحرجَة
تَتبعها جونغكوك بِعَينيه ثُمّ استأذن يَستقيم للحاقِ بِها
امسك بِذراعها يَستوقفها عِند الدَرج بعد ان رَغبت في الصُعود الي غُرفتِها ، التَفتت نَحوه تَنهره عَبر اجتذابِها الي عِضدها و اكمالِها المَسير
- انتظري لَحظة
صَعد بِضع خُطواتٍ قَبلها حتّى قام باعتِراضِ مَسيرِها ، يودّ لفت انتِباهها لَكنها مُنزعجَة مِنهُ و من تَصرفه العفويّ
- اُنظريّ اليّ
وَجهت عُيونِها الي عُيونِه تُناظِره بامتِعاض
ازاحَت خُصيلاتِها المُتناثِرَة عَلى جَبينها ثُمّ نَهرتهُ قائِلَة
- ماذا تُريد؟
حَدقت في كُحليتيه حينَما قال بِهدوء
- بِما انّ العِرس قَريب
اُريد ان نتحَدث بِامورٍ تَخُصنا قَبله
ايُمكننا الجُلوس على انفِراد؟
لَوت شَفتيها تُفكِر بينَما تُطالِع السَقف
حرّكت رأسِها ايجابًا ثُمّ اكمَلت صُعودها مُتحدثَة
- حسنًا ، لِنتحدث في غُرفتي
قام باللحاق بِها و الدُخول الي غُرفتِها الزَهرية ، اغلَق الباب من خَلفه كَما طَلبت ثُمّ جَلسا سويًا عِند سَريرِها يُحدقان في بَعضِهما
- عمّا سنتحدَث؟
سُؤالها ضاعَف ترددَه و تَوترُه في مُفاتَحتِها مَوضوعِه
كان هادِئًا يَخشى انفِعالها و رُدود فِعلها الغَير مُتوقعَة
طال صَمته فضاق صَبرُها و راحَت تنطِق بانفِعال
- لما انت صامِت؟
عمّا يَتمحور هذا الموضوع؟
اهو بِخُصوص عائلتِك؟
حرّك رأسَهُ نَفيًا ثُمّ استَرسل يَتحدث بِصَوتٍ هادِئ
- كلاّ
انّه يَخُصنا انا و انتِ فَقط
يَخّص عِلاقتُنا و زَواجِنا و اُسرتنا
تَربعت فوق الفِراش تَضعُ وسادَة في حُضنها اذ قالَت مُفرقَة بين شَفتيها
- هاااه!
عِلاقتنا الزَوجيّة اليَوميَة أم عِلاقتنا الزوجيَة السريريّة؟
كان سُؤالها جَريئًا و هو لا تتجلّى به صِفات الرَجُل المُندفع في الجانب الغَريزيّ ، ازداد تَوترُه على غِرارِ مَن اسنَدت وَجنتها على كَفها تُناظِره
- جونغكوك هَل هذه اول مرَة لك؟
اعني الم تُقم عِلاقة مع امراة من قَبل؟
حرّك رأسَهُ نَفيًا ، يوَد استِحضار حُروفه لَكنه عاجِز
وَجد نَفسه يَقولُ بيأس
- انا اسِف
لكنّي بِحاجَة لوقتٍ لاستجماع حُروفي جيدًا
زَمّت شِفاهها تُناظِره مومئَة لهُ
وَجدتهُ يُطيل في صَمتِه و هو يُفكر قَبل ان ينطِق
- بِخُصوص مَوعدكِ الشهريّ؟
اهو قَريب؟
حَدق في عَينيها يَجِدها تُفكّر بِعنايَة قبل اجابتِه
انتَفض ما ان شَهقت تَرمي الوسادَة عليه
- يا!
سيكونُ يومها الأول بيوم زواجِنا!
عَقد حواجِبه بعدمِ رضَى لَكنه لم يُظهر استِياءه بَل سأل بِهدوء
- كَم يَوم غالِبًا هي؟
ابتَسمت تُسايره ثُمّ اجابَته مُصغرَة عُيونها
- سبعَة ايام
توسعَت عُيونِه السَوداء ثُمّ نفَى برأسِه يَعترِض
- كلاّ هذا كَثير
الا يُوجد حَل فعّال لايقافِها؟
رَمقتهُ بِرَيبَة بينَما تُقلّص عينيها السَوداء ثُمّ هَفت شعرِها بِغُرور قائِلَة
- يوجَد
لكنّي سأخذ تِلك الوسيلَة في حالَة واحدَة
ان لم تَقم بازعاجي! امّا ان استمررتُ بافعالك الغبيّة ساهجرك اُسبوع
اشارَت عَليه بِانزِعاج مُتحدثَة
تَرى الاستِياء يُخيّم على مَلامِحه لِذا واسَتهُ عبر قولِها
- سَنجد حلاً يُرضي الطَرفين
حرّك رأسَهُ تجاوبًا مع حَديثِها ثُمّ اعتَدل في جَلستِه قائِلاً
- بِخُصوص الاطفال ..
اترغبين في طِفل؟
سُؤاله كان مُفاجِئًا و عَميقًا بالنسبَة لِمن طالعتهُ مُترددَة في اجابتِه
كانَت تُفكّر بِتأنٍ و عُيونِها تَغوصُ في عُيون مَن يُناظِرها بترقّب
فكّرت ثُمّ ردّت
- في الواقِع..
لا اظنّ انّي ارغبُ في الانجاب الأن
اعتقدُ اننا لازلنا في المرحلَةِ الاولَى و لستُ آهلَة لاكون اُم
اجابتِها لم تكُن مُرضيَة لهُ
كان يَعقدُ حواجِبه مُتضايقًا و هي قَد لاحظَت ذلِك
لَكنها مُتمسكَة برأيها و لَن تُغيره من اجلِه
- لكنّي ارغبُ في الاطفال آلميرا
اُريد ان اُنجب باقرب فُرصَة مُمكنَة
عَقدت حواجِبها بعدم رِضَى و اعتَدلت في جَلستِها تُخاطِبه بانزِعاج
- ما مَعنى هذا؟
ألازلت مُتشبثًا في فكرَة ان الزواج هَدفه التكاثر؟
حرّك رأسهُ ايجابًا ثُمّ نَطق
- ذَلك الهدف الاساسيّ لهُ
وسّعت عَينيها مُنذهِلَة مِما تَسمعه
كانَت في بادِئ الأمر تظّنه يُمازِحها . لَكنه اكثَر جديّة مما يبدوا عَليه
- جونغكوك انت بَدأت تُغضِبُني..!
و غَضبي ليس جيدًا في مثل هذِه الحالات
نَطقت بِهدوء ثُمّ استقامَت تُشير لهُ بالرَحيل
- ارجوك غادِر و دَعني انفرد بافكاري
استَقام من بَعدِها يُحدق في وَجهها المُتجهّم ، لا يَفهم سبب غَضِبها و ما هي وِجهَة نظرها للزَواجِ المِثاليّ
لَكنه تربَى على أن الزَواج اساسُ استمرارِ الحَياة بالتكاثُر..!
- نَحن لم نَتفاهم بَعد
حَدقت بِه بِانزعاجٍ و عُيونِها تُطلق الشَرار
- لن نَتفاهم على هَذا الحال
ان كُنت مُتمسّك بافكارك الرجعيّة هذِه
هي بدأت تَفورُ من شدّة الغَضب
يَشعُر انّه على صِدد التَراجُع عن الزواج بِه لِذا اراد التقدّم مِنها و تَبرير مَوقفه
نَفرت مِنه عَبر عودتِها خُطوتَين الي الخَلف تُناظِره بعدمِ رِضَى مُتحدثَة
- ارجوك غادِر..!
طَلبت مِنهُ بِهدوء فاستَجاب الي رَغبتِها و همّ بالرَحيل
تَركها تجلِسُ فوق فراشِها تُراجع قَرارِها في زواجِها مِنه
سيكونُ من الصَعب عليها الزواج من رَجُل سيُعاملها كَجسدٍ يُنجب لهُ فقط الاطفال..!
احقًا سيَنظر الي عِلاقتهُما الزوجيَة بتلك الطريقَة؟
اسيُجالِسها ليلاً على مَبدأ التكاثُر بَعيدًا عن العاطِفَة و الحُب الذي تَحتاج؟
عَقلُها بدأ يَتشوش و فِكرها تَشتت كُليًا
قامَت بالمَسح على وَجهها تلفِظ انفاسِها بِصُعوبَة
- احقًا تُفكر بتلك الطريقَة جونغكوك؟
هَمِست و هي تَضغطُ على اصابِعها بقوّة
- اسأندم على زواجي مِنه؟
ناظَرت ذَرات الفَراغِ بِشُرودٍ و سَهوة مُحاولَة التوصّل الي قرار نهائيّ
•••
زِفافُها بالغَد و هي جالسَة فوق فِراشها تُحدق في النافذَة بِصَمت
انقضَت ثلاثَة ايامٍ مُنذ اخر حَديث دار بينَها و بين خَطيبِها
مُنذ ذلك الحين و عَقلها مليئ بالتَسؤلاتِ الكَثيرَة
ارادَت الاختِلاء بنفسِها و الانفصال عن واقِعها لِذا لَجئت الي الكِتابَة
مرّ قُرابَة الاسبوعَين لم تُحدّث بِفصلٍ واحِد
ارادَت الغَوص وسط خَيالها لعلّها تَستريحُ قَليلاً
عقارب الساعَة تُشير الي العاشِرَة ليلاً
اذ دَخلت الي التَطبيق الخاص بِرواياتِها تنشُر مقالاً عن ميعاد الفَصل الجَديد
- سيكونُ من الجيّد انهاء الروايَة في يَوم زواجي
هَمِست و هي تنقُر فوق حُروف الكيبورد ، ناظَرت انعكاسِها ضِد شاشتِها بِشُرودٍ مُتمتمَة
- نِهايَة سعيدَة مُرضيَة
تمامًا كَما اُريد لِنهايَة قصتي
اسنَدت هاتِفها فوق صَدرِها تُحدق في السَقف أعلاها
- انّها .. بدايَة النِهايَة
تُراودها مَشاهد عِدّة من طُفولتِها التي قَضتها رِفقة جوليان
مواقفِهما سويًا تُعزز مِن فرط مَشاعرها نَحوه
لَطالما كان الرَجُل النَبيل
البَطل المُنقذ الذي كُلّما احتاجَتهُ كان في الجِوار
تَمتلكُ غصّة في صَدرِها تَمنعها من التَنفس
هُنالك دُموع في عُيونِها تودّ النُزول
تُريد البُكاء و تَفريغ جُزء من خزّان الاحزان ذاك
حاوَلت الكِتابَة ، لَكنها عاجِزَة
ورَدها اتصال مِن جوليان فَجلست فَزِعَة تُراقب اسمَه على شاشَة الهاتِف ، استَجمعت شِتاتها ثُمّ رَدت عَليه مُتحمحمَة
- مرحبًا..!
جاءَها صَوتِه الذي يُرفرف لهُ قلبِها و هو يَقول
- ميري!
وجدتُكِ قبل قليل نشرتِ مقالاً حَول موعد الفصل الاخير..!
اجننتِ؟ انّه بالغَد؟ يَوم زواجنا يافتاة!
تَمّنت لو كَلمة يوم زواجِنا تلك تَجمعها هي بِه هو
لَكنها تَجمعه مع انثَى غيرُها
ابتسَمت بِمرارَة ثُمّ تَحدثت بِصوتٍ خافِت
- لديّ رغبة في انهاء التفاصيل الاخيرَة و نَشرِه
الست مُتحمسًا لِمعرفَة النهايَة؟
هُنالِك بُقع شَفافَة تَغزوا اطراف عُيونِها و هي تَستمعُ اليه يَتحدث
- انا مُتحمس بالتأكيد
انتِ تَعرفين انّ قصتكِ تلك عَبقريّة و حتمًا ستكونُ النهايَة مُرضيّة
سيتجمع الابطال سويًا اخيرًا
اخَفضت رأسِها تُزيح الدُموع عَن عَينيها مُهمهمَة لهُ
طال صَمتُها و غَصتها تَزداد بِمُرور الثواني اذ سألت
- لَكِن ، الا تظّن انّ هُنالك نفر مَظلوم جِدًا في الروايَة؟
همهمَ لها فاكمَلت هي بِصوتٍ مُختنق
- ماذا لَو لم تَمُت ايما..؟
و كانَت حاضِرَة لتشهُد زواج حُب طفولتِها من امرأة غيرِها..!
اسنَد جوليان يَديه على مَكتب غُرفتِه بينَما يُفكر في سُؤالِها ، نبّش في احداثِ القصّة جيدًا ثُمّ اعطاها الخُلاصَة بقوله
- كلاّ لا اظنُ ذَلك
انا لا اظنّ ان ايما لها دَور اساسيّ في حياة البطل العاطفيّة على الرُغم من انّها زوجتِه السابقَة ، هي كانَت مُجرّد عقبَة اساسيَة انبنت عليها سائر الاحداث حتّى تأتي البطلَة و تَحلُها ، برأيي انّ البطلَة مُنذ ان خُلقت قُدرّت من اجلِ البَطل ، فَسواء اكانَت ايما حيّة ام لا ، ما كانَت لتكون نصيبه في الأخر
ايسَمع صَوت بُكاءِها المَكتوم؟
هي تَذرف دُموعِها بِصَمتٍ و تَستمعُ اليه يَتحدَث كَما تُحبه ان يَفعل
وِجهات نَظره كانت مُطابقَة لِخاصتِها
اكثَر ما يَجذبها بِه انّه يُفكّر كما تَفعل هي تمامًا
جوليان كان اولّ من اكتَشف مَوهبتِها في التأليف و الكِتابَة
كانَت تحكي لهُ القصص الخَياليَة في طُفولتِهما فاقترَح عَليها ان تُسجّل في دوراتٍ ادبيّة تُساعدها في تنميَة مواهِبها
سَجّلا سويًا في نادي المواهِب اذ كان هو يُحب الغِناء و هي الكِتابَة
كانَت تكتُب لهُ الاغاني و هو يُغنيها
حتى مواهِبهما كانَت تُكمّل بعضها
من وِجهَة نظرِها هي
لَملمت شِتات نَفسها ثُمّ مَسحت اثار دُموعِها مُتحمحمَة كيّ تستعيد صِحَة صَوتِها ، قامَت بِسُؤالِه بِهدوء
- حسنًا ، بِرأيك ماهو هَدف الزواج الاساسيّ؟
قامَت بالاستنادِ على مُتكئ السَرير تترقّب اجابَة جوليان الذي قال بَعد صَمتٍ مُطوّل
- الالفَة !
الانُس و الاكتِفاء
اظنّهُم ثلاث كلِمات مُناسبَة لوصف الزَواج؟
سَكتت تَستمعُ لهُ يُضيف
- ليس شَرطًا ان يُبنى الزواج على الحُب
المُهم ان يَكون مبنيّ على تقارُب فكريّ يُتيح لك فُرصَة الحوار مع شريكك
ناظَرت الفَراغ بِشُرودٍ ثُمّ سألته بِضيق
- و هل زواجُك مبنيّ على الحُب؟
اجابتِه اعتصَرت قلبُها تكادُ تُمزّق شرايينِها
- في الواقع اجَل..!
لارين مُختلفَة عنّي ، لاصدقكِ قولاً هي لا تتناسب مَعي فكريًا ابدًا
لَكن احيانًا قد نُحب شَخص دون ان نَعرف لِما نُحبه
انا مُتردد بِشأن عاقِبَة هذا الزواجِ لاحِقًا ، لَكنّي مُتفائِل
ابتَسمت بِألم ثُمّ قالَت بينَما تَستقيمُ من فِراشها قاصدَة باب غُرفتها حينَما سَمعته يُطرق
- جوليان اُحادِثك لاحِقًا
عليّ الاهتِمام بامرٍ ما
اغلَقت الخَط تَفتح باب غُرفتِها فاذ بِجَسد خَطيبِها يُقابِلها
لَم تكُن هيئتِها الافضَل البتّة
وَجهها غارِق بالدُموع رِفقَة خُصيلاتِها المُبعثرَة
كانَت تراهُ يَقفُ امامَها بينَما يقرن حواجِبه بخفّة
- آلميرا؟
بالنَظر الي وَجهه ، هي لَم تستطِع كَبح رَغبتها المُلحّة اكثَر
تذكَرت آخر حوارِهما الذي تَسبب في تَزعزع قرارِها بشكلٍ كَبير
انهارَت باكِيَة امام من وسّع عينيه بِقلق يَتقدم نَحوها مُسرِعًا
- مابكِ اخبريني؟
هل هُنالك خَطب ما؟
تَركتهُ و هي تَعودُ نحو فِراشها و قلبِها مَليئ بالضَرر
اتجِدُها من حُب حياتِها الذي سَيتزوج غَيرها..
ام مِن خَطيبها الذي لا يَفهمها؟
كَتمت ذلك الوَجع كَثيرًا
لَكنها انفجَرت بالآخِر
دَنى مِنها يجلِس بِمُحذاتِها و القَلق يُغلّف قلبه
- ارجوكِ اخبريني ماذا حَدث لكِ؟
هل انتِ بخير؟ لِما تبكين؟
لم تَتجاوب مَعه او تُجبه حتّى
شهقاتِها تزداد و ارتعاشُ جَسدِها يتطوّر
لقد سَئمت من تِلك الغصّة التي تُلازمها طيلَة الوَقت
تُريد التَخلص مِنها و اخراجِها لعلّها تَستريح
لعلّ ذلك الوَجع يَخف و يتلاشَى
كانَت تُمسِك بِقلبِها و الدُموع تكادُ تكون بِركَة تُغرقها لِهولِ كثرتِها
تضغطُ على صَدرِها مُتحدثَة بألم
- ا..ارجوك اخب..اخبرني كيف اتخلّص من هذا الا..الألم
ان..انا ام..اموت
لا يَفهم مالذي اصابَها ، هو قَلِق و هَلِع من حالتِها
لم يسبِق و أن رآها تَبكي من قَبل
اهو المُتسبب بألمِها ذاك؟
يُحدِق بِها مَذعورًا ، يَراها تتلّوى لِفرط تضخّم احاسيسِها المُرّة و قَلبه هو يَنتِفض حسرَةً مَعها
مُشكلتِه انّ كُل مشاعِره لا تَظهر عَلنًا
فَـ فكرَة ان يكون الطَرف المُواسي شِبه مُستحيلَة
هو قلِق ، لكنهُ عاجز عن اظهار ذَلك
كان قد قرأ في رِواياتِها أنّ الحُضن هو المُواساة الحَقيقيّة
لِذا ودّ ان يُبادر في احتِضانها و مُعانقتِها لعلّ انتفاضِها يَخف
هو مُتردد
يَداهُ المُرتفعَة لِعناقها ترتعِش
كَيف لِشخصٍ لم يُبادر احد في عِناقه ان يُعانق ..؟
خائِف من ردّ الفِعل
خائِف من ان يُدفَع و يُصفَع
تمامًا كَما حَدث معهُ في طُفولتِه
هو لَيس مُعقّد
لَكنهُ لم يَعش الحَياة المُنصفَة فَقط
ودّ ان يَلف اذرُعه حَولها و يَجتذِبها الي صَدرِه ، يُريد ذَلك بشدّة لَكنّ هُنالك احبال تُعيق حَركتهُ و تُقيّد اطرافَه ، حِبالّ يبمتّد طولِها من الماضي
تَشوهاتِ طُفولتِه لازالَت مُستمرَة مَعه
- ا..ارجوك اهدئي
كان آخِره ان يُطبطب عَلى ظَهرِها بَعد ان يأس من مُحاولة احتِضانِها ، يُربت عَليها و هُنالك ثِقلّ يُوازي حَجم الصُخور فوق صَدرِه
بالكاد يَتنفّس
هي لا تَشعُر بالخَراب العارِم الماكِث بداخِله
لانّه جامِد ذا هيئةٍ مُتزنَة تُنافي حَقيقة شُعوره
لَم تكُن تعلم عن الطِفل الذي يُواسيها بِبُكاءِه في مُنتصف صَدرِه
هو يَستطيعُ سَماع صَوتِه في اعماقِه جيدًا ، لَكنها لا تَفعل
احتَضنت وَجهها بِكفيها تبكي بِكامل قُوتِها
وَصلت الي حدّها الأخير
غَدًا ليلَة زواجِه
الليلَة التي سَتجمعهُ بانثَى غيرها على فِراشٍ واحِد
تَنهمرُ دُموعِها دون انقطاعٍ تكادُ تقتلِع خُصيلاتِها
لا تحتمل تِلك الخِنقة التي زارَتها بَعد تَخيلها لِذلك المَشهد
استَقامت من فوق الفِراش تُمسك بِشعرها بينَما تسيرُ في ارجاء الغُرفَة و اطرافِها ترتعِش
- ان..انا ساف..سافقد عق..عقلي
تَمتمت و شِفاهها ترتجِف ، تكادُ رؤيتِها تكونُ مُنعدمَة لفرط دُموعها
نظر جونغكوك اليها بِحُزن ، وَجد نَفسه عاجِزًا عن مُواساتِها
ضَغط على قَبضتِه بقوّة يَتصارَع مع ذاتِه
طَريقتِه المُثلَى لِمنحها العِناق الذي تَحتاج
هو جَعله يَحدُث عَن طريق الخَطأ
و تِلك الفكرَة التي رادَته
بِمُجرّد ان مَرت من امامَه مَسك بيدِها فاجتَذبها نَحوه حتّى سَقطت فوقه
تَسطح جَسدهُ الي الوراءِ بعد ان وَقع خاصتها عَليه يَلّف احدى ذِراعيه حَول ظهرِها بَعدما استقّر رأسها ضِد صَدرِه
عُنقه مَخبئ مِثاليّ لِاخفاء حُطامِها و تَعثُراتِها المؤلمَة
وَجدتهُ مَهرب للتخفيّ و دَفن رُكامِها في تَجويف رَقبته
تمسّكت بِقميصه الاسوَد تَشهِق بِبُكاء بينَما ترتعِش ضِدّه
في الوَقت الذي بدأ فيه بالمَسح على شَعرِها الطَويل بِرفق
عُيونِه تَلسعهُ بشدّة
لا يُريد ان يَكون بِذلك الضُعف
يودّ ان يَكون سَندًا قَويًا من اجلِها
لَكِن ، الوَجع الذي تُخرِجه هي ، يَخترقهُ هو
يُطبطبُ بِرفقٍ عَليها و عُيونِه المُحمرّة تُشاهِد سَقف الحُجرَة
يَخّف ارتعاشِها بِمُرور الوَقت فيُدرك حَقيقَة خُلودها للنوم مُنكسرَة
نامَت لكنّ جَسدها لازال يَنتفِض و شَهقاتها الباكيّة لم تتوقف عن مُغادرَة فَمِها
كانَت دَومًا تتسائِل عَن
كَيف يَنامُ المَرء في اول ليلَة يَخسرُ فيها مَن يُحب..؟
لم تتوقّع ان الجَواب سيكونُ بِتلك القسوَة
يُخلل اصابِعه في فَروة رأسِها يُدلِكُها بِرفقٍ لعلّ جودَة نومها تُصبح افضَل ، تتمسّك بِه تارَة ثُمّ تُرخي قَبضتها تارة اُخرَى
زَفر انفاسَهُ بِرويّة و أذن ان تَكون ليلتِه من نَصيبِها
سَمح لِحُضنه ان يَحتوي انكسارِها و يَجبره
ثاني مَبدأ لهُ
كُسِر و هو راضٍ
•••
تَفتح عُيونِها المُتورمَة بَعد ليلَة هُزمت فيها امام الحُب
دمار الحُروب واضِح عَلى ملامِحها المُنهكَة
تَشعُر بِهيئَة جَسدٍ تَحتها ، هي مُحاطَة بِذراعٍ قويّة تُعيق حَركتِها
عَقدت حواجِبها تُحاول ادراك مَوقِعها
رأسِها مُستقّر على صَدرٍ بداخله قَلبّ نابِض
تُنصت الي تِلك الدقّات المُنتظمَة بِتعب
رَفعت رأسِها بِرفقٍ فَترى وَجه خَطيبِها يُقابلُها
يَنامُ بِسلامٍ بَعد ليلَة مليئَة بالخَراب و الدمار
لا تَذكُر مَجيئِه ، او كَيف انتهَى بِها في حُضِنه
لَكن ما تَذكرُه انّها نامَت مُطمئنَة
نامَت بين ذراعيّ جَسد حيّ يُطبطب عَليها
بَعد ان كانَت الوسائِد من تمتّص دُموعِها
استفاقَت للنُهوض و بالفِعل ازاحَت ذِراعه تستَقيمُ من فَوقه
نَظرت الي التَقويم الشهريّ فاذ بِعُيونِها تَقع على تاريخ اليَوم
الرابِع و العِشرون مِن فِبراير
انّه تاريخُ زواجِها..!
كانَت على صِدد الدُخول الي دَورة المِياه لَكن يَدًا انتَشلت مِعصمها تُعيق حَركتها ، بِمُجرّد ان لَفت رأسِها وَجدت جَسد خَطيبها جالِس يُناظِرُها
نَومهُ خَفيف للدرجَة التي تُوقظه حَركةٍ بسيطَة بالقُرب مِنه
حَدق بِعينيها المُنهكَة ثُمّ نَهض يَقفُ قُبالتِها
هي صامِتَة تمامًا ، من يُقابلها اول مَن يشهِد على انهزامِها بِتلك الطريقَة
لا يُعجبها شُعور الانكسارِ امام شَخصٍ خِلافها
لَكن ما نَطق بِه كان مُختلِفًا
صَوتهُ ثَخين مليئ بالعُمق نظرًا لِاستيقاظِه الحَديث
تكلّم بَعد رؤيتِه لِنظرات الندمِ في عُيونِها
- اليَوم سَنُصبحُ انا و انتِ واحِد
ايّ بُكائكِ و انهزامُكِ امامي ، كَما لو انّه امام نَفسُكِ
كلامهُ مواسيّ ، لَكنهُ لم يُطفئ خَجلها من موقِفها ليلَة البارِحَة
اعتادَت ان تكون قويّة لا يُحرّك سُكونِها شَئ
لم تُرد ان يَشهد احد ضُعفها بذلك الشَكل
ابتلعَت ريقِها ثُمّ همهمَت لهُ دون النَظر الي عُيونِه
قالَت و هي تجرّ اقدامِها الي دَورة المِياه
- ساغتسلُ و اعود
دَخلت مُغلقَة الباب وراءِها ، اسرعَت في غَسل وَجهها تُبعد حُطام انكسارِها عن وَجهها لعلّه يُصبح مُشرِقًا
- كَفاكِ آلميرا ، انتِ قويّة!
ايُعقل ان تكون لارين سَعيدة بزواجِها وانتِ مُنكسرَة؟
لا! هيّا ابتعجي فاليَوم عُرسكِ
سَتكونين اجمل عَروس بالمجرّة
تُجامل نَفسِها بِبضع الكَلِمات التشجيعيّة ، تبتسِم باشراقٍ و تتقمّص السعادَة لعلّها تُصبح فِعلاً من نَصيبِها
- مُخطط اليَوم سيكونُ مِثاليًا!
ساصنعُ عُرسًا لم يُفعل كَمثله ابدًا
ابتهجي
قامَت بِفعل روتينِها اليوميّ للعنايَة بالبشرَة
غَسلت اسنانِها ثُمّ غادَرت لتفقد خَطيبها الذي وَجدتهُ مُغادِرًا
عَقدت حواجِبها تتسائِل عن سَبب مَجيئه بالامس..!
- لما غادَر قبل ان اخرُج؟
ثمّ مالذي جاء به البارِحَة؟
حَدقت في مُؤشر الساعَة تَجِدها السادسَة صَباحًا
لازال الجميع نائِمًا في المنزِل
توجهَت الي طاولَة تَبرُجها اذ وَجدت مُلاحظَة كُتبت من قِبل الرائِد
نصّ فيها الآتي
- جِئتُ البارِحَة لاخبركٍ انّي
اراكِ اكثرُ من جَسدٍ خُلق للتكاثُر
- ايضًا جِئتُ لاسألكِ
هل ان لبستُ البزّة العسكريّة ساكونُ وَسيمًا؟
جَلست فوق الكُرسيّ تقرأ مُلاحظتهُ بينَما تتنهَد بِثقل
سُؤاله الاخير جَعلها تُقوس شِفاهها بِخفَة مُتمتمَة
- بالتأكيد سَتكونُ وَسيمًا
وَضعت المُلاحظَة فوق الطاولِة لِتحمل هاتِفها تُرسل لهُ اجابتِها تِلك
دَخلت على تَطبيق الروايات لِتبدأ باتمامِ الفَصل قَبل التَوجه الي القاعَة
عليها انهاءَهُ بِسُرعَة
القُراء يَنتظِرون
•••
يُغادر الرائِد الحَمام بَعد ان دَخل للاستِحمام قَبل ساعَة
قام بمنح نَفسه القليل من الرِعايَة و الاهتِمام فاليَوم زِفافه
بَيت عائلتِه مَليئ بالضَجيج لِكون اقاربه من القُرى جائوا للمَبيت عِندهم من اجلِ الزِفاف ، يَكرهُ كثرَة تواجُد البَشر حَوله لَكنهُ مضطّر ان يُساير
وَجد والِدته في غُرفتِه تنتظِره فاستَغرب قُدومِها منذ الصَباح الباكِر ، حَدق بِها مُتعجبًا لِينظق
- صباح الخَير امّي
استَقامت والِدته من فوق سَريرِه تتحدّث و هي تسيرُ نَحوه
- صباحُ الخَير جونغكوك
اطالَت التَحديق بِه تَجِد علامات الاستِغراب على وَجهه ، زَفرت انفاسِها لِتنطق قائِلَة
- في الواقع جئت لاخبرك انّه ما مِن داعٍ للذهاب الي الفُندق انت و زوجتك الليلَة
ميّل رأسهُ مُستغرِبًا ثُمّ سأل بِحاجبٍ مَرفوع
- لِما؟
فسّرت لهُ وِجهَة نظرِها التي وَجدها بعد حينٍ منطقيّة
- الجناحُ العلويّ باكمله سيكونُ فارِغًا
لِذا قمتُ بتجهيزِه من اجلك انت و عَروستِك
ألا تعتقِد ان المنزِل به خُصوصيَة افضل من الفنادِق؟
همهم فهو اكثَر من يهتّم بِموضوع الخُصوصيَة
لَكنهُ مُستغرِب من اقتراحِها لِذلك اذ قال
- لكن اولستِ لا تُريدين دُخول آلميرا الي بيتكِ؟
يقرأ تعابير التَردد في وَجه امه التي تَحدثت مُبررَة
- في الواقِع
اردّتُ ان ابدأ صفحَة جديدَة لعلّها تكونُ في المُستوى
والِدك قرر و لا استطيعُ الوقوف ضِده اكثَر
ابتَسم بشكلٍ طَفيف ثُمّ همهم بينَما يتجِه الي خِزانته مُتحدِثًا
- حسنًا
•••
تِلك القاعَة في افَخم فنادِق عاصمَة كوريا تكتّظ بالبَشر
يأتيها اشهر و اثرَى رُواد الاعمالِ و ذوي المَناصِب العُليا
يَتحاشدون لِحُضورِ زِفاف ابنيّ جُيون و ابنَة المُشير لي
الجَميع يَصطّف على اطرافِ ذَلك المَمرِّ الضَخم يستعِدون للتَرحيب بِقُدوم العَريس الاوّل من ابناءِ جُيون
الرائِد كان جالِسًا في غُرفَة انتِظاره مُنشغلاً بِهاتِفه بعدَما قرأ اشعارًا من كاتبتِه ينّص على وجود فصلٍ جَديد اليَوم
كان مُتحمسًا لِقراءَة بدايَة الفَصل
لِكون نهايَة الذي قَبله كانت مُشوقَة بشكلٍ كَبير
يودّ ان يَعرِف
هل احتَرق بيتُ البَطل ام لا!
ماذا عَن زوجته و طِفله؟
يتوجّب عليه الدُخول بَعد جوليان لِذا بَقى يَنتظر و هو يَقطب حواجِبه بتوتُر ، لِما لم تُحدِث للان..؟
يتوجّب عليه الحُضور للقاعَة بَعد بليل
دَخل جوليان اولاً الي القاعَة حيثُ بدأ اصدِقاءه يُصفقون للترَحيب بِه ، توقَف عِند نهايَة المَمر اينَما ينتظِر دُخول خَطيبتِه التي سَتُكتبُ زوجتِه بَعد قَليل
يلبسُ بِذلَة سَوداء انيقَة تُضيف على وَسامتِه اشواطًا من البَهاء
مُرتّب الهِندام جَميل القَوام
شابَك يَداهُ امامَه يُناظر لارين التي دَخلت الي القاعَة بِجانب والِدها ، ابتسَم حالَما تلاقت عيناهُما يُحدق في فُستانِها البَسيط و هي تَسيرُ نَحوه
تحملُ باقَة زُهورٍ حَمراء يتناسَب مع احمرِ شِفاهها
بدأ الجَميع بالتَصفيق الحار لِقُدومِ العَروس الأولَى
حيثُ تبَسمت لارين بِحياءٍ بِمُجرّد ان عاكَسها جوليان بِغمزَة مُفاجِئَة
وَقفت قُبالته بعد ان سلّمها والِدها لهُ فَنظرت في عَيناه تَسمعهُ يَمتدِحُها عَبر همستِه
- اجمَل عَروسٍ تَراها عُيوني
انخَفض لِتقبيل يَدِها بِنُبلٍ رَفرفَت قُلوب الفَتيات بالجِوار
تَرى نَظرات الحِسد و الغيرَة في عُيونهنّ فَتُعلن انتصارِها به عَبر احتضانِها لِذراعه
وَقفت بِجواره تتشبّث بِساعده يَنتصِبان قُبالة الباب استِعدادًا لِدُخول العَريس الثاني ، ابتَسمت لارين بِثقَة و هي تنتظِر رؤيَة هيئَة اخيها
هي تَعرِف انّها سَرقت الانظار بِجدارَة يومِ زفافِها
اخيها لن يَكونُ وَسيمًا و مُرتبًا كَعادتِه
اذ اختارَت لهُ بذلَة مَع والِدتها لَم تكُن افضَل شَئ
فُتَح باب القاعَة يَكشفُ عَن هيئَة الرائِد الذي استَقطب انتِباه الجَميع بِدُخولِه ، يَسيرُ بِهدوءٍ و اتزان بينَما يُحدق في طريقِه بِنظراتٍ ثاقبَة
فَغرت لارين شِفاهها بِخفّة بينَما تقرن حواجِبها بشدّة
مالذي يَرتديه جونغكوك..؟
تِلك ليسَت البذلَة التي اختارتها من اجلِه..!
الرائِد لبّى رَغبة خَطيبتِه بارتِداء بِذلته العَسكريّة
يَبدوا في كامِل وَسامتِه و اناقتِه
ذا وقارٍ و شَكلٍ يُعطيه هَيبَة تَسلبُ الانفاس..!
اختار بِذلته العسكريَة الخاصَة بالمُناسبات
تكونُ خَضراء قاتِمَة تَحملُ وسام الشَرف و رُتبته
مع قُبعَة مُشابهَة بِها شارَته
وَقف على الجانب الأيمن مِن القاعَة على بُعد مسافَة لابأس بِها من اُخته و عَريسِها ، انتَصب يَنتظِر قُدوم عَروسِه بِشَوق و نَظرات الجَميع تُلازِمه
- مالذي يلبسهُ جونغكوك؟
هَمست لارين الي عَريسها الذي كان يُحدق في ابن عَمه بابتِسامَة ، انخَفض اليها يردّ هَمستها بِهمسته
- لا اعرِف لَكنه..! يَبدوا وَسيمًا للغايَة
وَجه جونغكوك نَظره الي جوليان الذي احنَى رأسهُ من اجلِه كَتحيّة ، فَعل الرائِد المِثل لِيُعيد النَظر امامَه بِجديّة
تجاهَل نظرات اُمه الحارِقَة لانّه عصَى امرِها في ارتداء ما جهَزتهُ من اجلِه ، لم يكُن يودّ كَسر خاطِر آلميرا بِرفض طَلبِها
ايضًا
هو يَشعُر انّه وَسيم في بِذلته هذِه
مرّت بِضع دقائِق فإذ بِذلك الباب الضَخم يُفتح من جَديد
نَبضاتُ الرائِد تزدادُ عُلوًا كُلّما تَخيّل هيئَة عروسِه و هي تَسيرُ نَحوه بِذلك الفُستان الابيض
هي سَتكون مُلكَه
مُلكه وَحده دون غَيرِه..!
سَتُكتب على اسمِه و يُحقق حُلم طُفولتِه
بالزَواج مِنها
هو في قِمّة توترَهُ لَكن تعابيره الجامِدَة تَروي عَكس ذَلك
انتَظر دُخولِها بِلهفَة لَكن لَيست هي من وَطئت اقدامُها القاعَة..!
توسّعت عُيونِه السَوداء بِمُجرّد أن رأى صَفين مِن العَساكِر يَدخلون القاعَة ، يَسيرون بشكلٍ مُنتظِم و مُرتّب نَاحيتِه
يَراهُم يَلبسونُ بِزّاتهم العَسكريّة مع رُتبهم و هُم يَتقدًم تحت صفٍ واحِد حتّى تَوقفوا امامَه يُحدِقون بِه بِثبات
الجَميع يَنظُر بِصدمَة نَحو اؤلاءِك العساكِر من ضِمنهم جوليان و لارين المُندهِشَين ، حتّى الرائِد صَدمتهُ تكادُ تُرَى على وَجهه المُندهِش
تَقدّم اولّ عسكريّ يَقومُ بالقاءِ التحيّة العسكريّة مع صُراخِه الحار
- النَقيب ، جونغ هو سوك
يُوجّه تُحيته الي سيدي الرائِد
تَراجع النَقيب ادراجَه لِيتقدّم عسكريّ ثانٍ من بَعدِه يَنطِق بعدَما افتعَل تحيته العسكريّة
- المُلازم الأول ، كيم سوك جين
يُوجّه تَحيته الي سيدي الرائِد
عاد المُلازم الاولّ خُطواتِه الي الخَلف يأذن بالجُندي الذي خَلفه بالتَقدم مع تحيتِه العسكريّة
- المُلازم ، كيم تاي هيونغ
يُوجِه تحيّته الي سيدي الرائِد
نَظر تايهيونغ في عُيون الرائِد اللامِعَة فابتَسم من اجلِه قَبل ان يَعود خُطواتِه الي الخَلف يسمَح لِلذي خَلفه بالتقدّم
- الرقيب الاول بارك جي مين
يُوجّه تَحيته الي سيدي الرائِد
قام جيمين بِتحيته العسكريّة قَبل ان يعود ادراجِه يَترُك اصغَر جُنديّ في فَريق الرائِد بالدُنو و تَحيتِه
- الرَقيب ، لي يون سونغ
يُوجه تَحيته الي سيدي الرائِد
وَقف العساكِر وراء بَعضِهم يُقيمون التحيّة العسكريّة سويًا مع الصُراخ بِصوتٍ مُوحّد
- الفِرقَة العسكريّة من القوات الخاصّة تُقدّم كامل تهنئتِها بِزواج سيدي الرائِد ، تَهانينا سيدي
هُنالِك شَئ يَجولُ بِداخل صَدر الرائِد
يَظّن انّها السَعادة..!
عُيونِه مُضيئَة بِشكلٍ لَم يَعهده مِن قَبل
يُحدق في فَريقِه بِبهَجةٍ لَم يسبِق و ان زارَته
قام بتأدية تَحيته العسكريّة عبر وَضع كَف يده بالقُرب من رأسِه يُحيي عساكِره بالمِثل مُتحدِثًا بِصوتٍ عالٍ خَشِن
- الرائِد ، جُيون جونغ كوك
قائِد القُوات الخاصَة ، يَقبل التهنئَة
•••
في غُرفَة العَروس
تَجلسُ آلميرا بِفُستانِها شَديد الانتِفاخ و الكُبر فوق كُرسيّها
تَقومُ بِكتابَة فصل روايتِها بانغِماس
هي لم تُنهيه بَعد و شارفَت على النِهايَة
قلبُها مليئ بالسَعادة ، اخيرًا سَتضعُ خاتمَة الروايَة التي اخذَت جُزء لا يَتجزأ من روحِها و شَغفها
استَمعت الي صَوت فَتح باب الحُجرَة لِترفع عُيونِها تُناظر صَديقتها المُقربَة تَدخُل و بَين يديها باقَة زُهور بَيضاء
وَسعت عُيونِها بشدّة لِتصرُخ بِحماس
- لاڤ..!
اتيتِ حقًا
صاحَت بِسعادَة تفتحُ ذراعيها لِمن رَكضت اليها تُعانقها بِحرارَة ، ابتَعدت لاڤينيا عَنها تتأملها بِسُرور
- آلميرا! ما كُل هذا الجَمال؟
الهي! فُقتِ خَيالي باضعاف
ضَحكت آلميرا لِتستقيم من الكُرسي تَلتّف حَول نَفسِها مُتحدثَة
- كَيف؟ الستُ رائِعَة؟
صَفقت لاڤينيا بِانبهار مُجيبَة
- مِثاليَة!
هل مُتأكدة من ان الرائِد سيتَمالك نَفسهُ امامكِ؟
هَمست لَها تَجِد العَروس تَضحكُ بِرقّة قبل اجابتِها بِمُكر
- بالتأكيد لَن يَتحمل!
اتسائل ما الخَير الذي فَعله بِحياته لِيرزقه الله بي
هَفت خُصيلاتِها المُتناثرَة بِغُرور مُتسببَة في قهقهة صديقتِها التي دَنت تُعانقها بِعُبوس
- اشتقتُكِ كَثيرًا
لقد كان اسبوعًا بائِسًا بِدونكِ
قَرصتها آلميرا من خَصرِها مُصغرَة عُيونها بِخُبث
- كُل ليلة تنامُ في حُضن زوجِها ثُمّ تاتي لِتُخبرك انّه اسبوع بائِس
ضَحكت لاڤينيا بِخفّة ثُمّ دَنت تتفحَص هاتِف الثانيَة مُتحدثَة
- مالذي تَفعلينَه؟
عاودت آلميرا الجُلوس مُتنهدَة بتعب من ثقل الفُستان ، عدّلت طَرحتها ثُمّ اجابَت
- اقومُ بكتابَة الفَصل
وسَعت لاڤينيا عُيونِها بِصدمَة مُتحدثَة
- آلميرا الجَميع في الخارِج ينتظرُكِ..؟
و انتِ هُنا تكتبين فصل روايتكِ؟
أمن عَروسٍ تنغلقُ في غُرفتها لكتابَة روايتها؟
لَم تكُن آلميرا مُهتمَة بحديثِها بقدر حَماسِها و هي تَكتُب جُزئية زواجِ الابطال ، عَضت شِفاهها بِسعادَة غامِرَة مُتحدثَة بِحماس
- اُصمتِ وصلتُ لجزئية زواجِهما
الهي..! قلبي يُرفرف
ضَربت لاڤينيا وَجهها بِقلّة حيلَة ، لَكنها لم تَقبع حماسِها من التطفّل على هاتِف صديقتِها لِذا دَنت تقرأ ما دوّنت الثانيَة
حَدقت آلميرا بِها لِتبدأ كِلتاهُما بالصُراخ لِذلك المَشهد الذي كَتبته العَروس
فُتح باب الغُرفَة مُجددًا تَرى العَروس والِدها يتقدَم الي الداخِل
يلبسُ ملابسه العسكريّة يحملُ شارَة اكبر رُتبَة و اعلاهُم على كَتفه
ابتَسمت تُسلّم هاتفها الي صديقتِها قَبل ان تَستقيم مُحدقَة بِوالدها المُنبهر من طَلتِها الساحِرَة ، تَسدلُ خُصيلاتِها الطويلَة على ظهرِها مع تموجاتٍ خَفيفَة ، فُستانها المُطرّز باللؤلؤ يُناسِبُها كَما لو انّه خُلق من اجلِها
كان يلتّف حَول صَدرها يُظهر اكتافِها العاريَة مَع قُفازاتٍ جانبيَة قامَت هي باضافتِهم لهُ ، طَرحتُها الطويلَة و المُطرزّة تكادُ تفوقُ فُستانِها وِسعًا
تَضع تَبرّج بَسيط يُلائِم جَمالها البارِز
لَم يكُن لون شِفاهها صارِخ كَمثل اُخت خَطيبِها
بَل كان من تَدرُجات اللونِ الزهريّ يتناسَب مع بَشرتِها المائلَة للسَمار
حَملت اطراف فُستانِها تقترِب لِمُعانقَة والدها الذي احتواها بِحُب يُطبطب على ظَهرِها بِلُطف ، لَم ينسَى مُغازَلتِها بِقَوله
- انتِ فاتنَة يا صَغيرتي
تَنتابُ آلميرا رَغبة مُلحّة بالبُكاء
هي سَتُغادر جَناح أبيها للدُخول اسفَل جَناح رَجُلٍ أخَر
رَجُل لم تَخترهُ هي ، كان مُقّدر لَها مُنذ البِدايَة
تَخافُ ان تأذت بِسببه ، فأين يَكونُ مَهربها..؟
نَظرت في عينيّ المُشير الذي قبّل جَبينِها بِدفئ يَتحدّث بِحُزن
- كبرتِ بِسرعَة ايتها الشقيّة!
لا اُصدق اني سارى اطفالكِ قريبًا
تَكبحُ العَروس دُموعها بصعوبَة عند اطرافِ عُيونِها مُتحدثَة بغصّة
- سَتكونُ اجمَل جَد يشهدهُ العالَم
لا تَجعلني ابكي هيّا! سيفسدُ تَبرُجي
ضَربتهُ على كَتفه تُقاوم دُموعها قَبل ان تنطِق
- اتُريد ان تكون لارين اجمَل منّي؟
ابتسَم المُشير من بين دُموعه التي سُرعان ما ازالَها ثُمّ قال
- ما مِن عَروسٍ تُنافس جَمالكِ يا صَغيرتي همم؟
ابتَسمت آلميرا بِلُطف قَبل أن تلتِف نحو صديقتِها التي تَمسحُ دموعِها في الزاويَة ، تَحدثت بِوديّة بعدَما عاوَدت النظر الي أبيها
- شكرًا لانك قَبلت بِطلبي و جِئت بِهم الي هُنا ابي
انتَشل المُشير يَد ابنتِه يُقبل ظاهِرها بِحنيّة قبل ان يُجيب
- طَلباتُكِ هي اوامِر حَبيبتي
دامهُ شئ مَقدور عَليه ، سانفّذه دون تَردد
توسّعت ابتِسامَة العروس التي تشبّثت جيدًا بيد أبيها و هي تُناظِره بِسعادَة
بَحثت عن الفرحَة مُنذ الصَباح ، فوجدتها مِختبئة بين تفاصيل يَومِها
فقط عَليها الالتِفات الي مَصدر السَعادة الحَقيقيّ
و هو وُجود عائلَة مُحبّة تُحيط بك و تَدعمك
ليسَت نِهايَة العالم
ان تَزوّج حُب حياتِك
فبالآخِر ، ان كان مُقدّر لك
ما كان لِيذهب الي غَيرك من الاساس
•••
نَظر جونغكوك الي عَساكِره الواقفون أمامَه يؤدون تَحيتِهم لَه ، اخَفض يَده قَبل ان يَراهم يعودون ادراجِهم لِتشَكيل صَفين مُتقابِلَين
كونوا ممرًا و هُم يقفون قُبالَة بعضِهم البَعض
لَم يَفهم حَركتِهم وظلّ يُراقِبهم بِرَيبَة
وَجد أن بَين ايديِهم سُيوف اخرجوها من غُمضِها قبل ان يتصادَم سيف كُل عسكريّ بالسيف الذي يُقابله ، يُشكلون اسقُف هرميّة بِتلك الاسيُف
كانوا كَمعبرٍ للعَروس الواقفَة وراء الباب مَع والِدها
قامَت لارين بالتشبّث بِذراع جوليان بقوّة تحترِق من غَيضِها مِما تَرى ، ناظَرت والِدتها بِغَضب إذ هزّت امها اكتافها بقلّة حيلَة
كُل الذي يَحدُث مُفاجُئ للجَميع
هو من تَخطيط آلميرا وَحدِها
نَبضاتُ الرائِد عادَت للتَسارُع بِمُجرّد ان اعلَن المُقدم عن قُدوم العَروس الثانيَة ، ضَغط على اطراف اصابِعه بخفّة يُهيئ نَفسه لِدلوفِها
ثانيَة ، ثانِيتان
و عِند الثالثة فُتح ذَلك الباب يَكشفُ عن عَروسه
يَكادُ فَكّه يُصادِم الارض من صَدمتِه بِشكلِها المُلفِت ، ابتِسامتِها الناعِمَة تُزيّن مَلامِحها المُتقنّة و هي تتشبّث بذراع والِدها في طَريقِها نَحوه
تَسيرُ بِخُطًا مُتزّنة للمُرور اسفَل ممر العساكِر ذاك مُتباهيَة بِرُتبَة والِدها بِغُرور يُلائِم حُضورِها
نَظرت بِشكلٍ جانبيّ الي والِدة عريسِها تَرمُقها بابتِسامَة رَقيقَة ، تَشهد على غَيضِها فَتزيدُها عَبر تمَهلُها في المَسير لاستِقطاب انتباه الجَميع اليها
وَضعت عُيونِها على جَسد الرائِد قُبالتِها تُحدِق بِوسامتِه التي وُضحَت بِفعل هِندامِه المُرتّب ، توسّعت ابتِسامتِها فَلم تودّ اشباع عُيونِها بِرجلٍ خِلافه
لم تُرد النَظر الي جوليان حتّى
هي ركزت على عَريسِها فَحسب
تَمنحهُ طاقتِها بالكامِل لهُ دوم غَيره
وَقفت بِجانب والِدها امام جونغكوك الذي لم يستطِع الرَمش حتّى ، يُحدق بِها بِتركيزٍ بالِغ ، يَجد نَفسه عاجِز عن ابعاد عُيونه و لَو لِلحظَة
قدّم المُشير ابنتِه الي عريسِها اذ قام الرائِد بتأديَة تحيتِه العسكريَة لوالد عروستِه ، فَعل الاكبر سِنًا المِثل قبل ان يوصيه على وَحيدتِه
انتَشل جونغكوك يَد عروستِه يَجذبها للوقوفِ امامَه ، يُحدِق في عُيونِها المُضيئَة فَيرى انعدام تورّم الصَباح
ذَلك مُطمئن و مُريح
اهداها ابتِسامتِه الهادِئَة اذ قالَت باذنِه
- انت وَسيم للغايَة!
البذلَة العسكريَة خُلقت لِتعانق جَسدك
كَلِماتها تُلاطف داخِله فَتمنحه من السُرور اعلاهُ
داعب ظاهر يَدِها بابهامِه ثُمّ بادَلها ذلك الغَزل بِقوله
- انتِ كَذلك
جَميلة بشكلٍ مُبهر
حَدقَت في عُيونِه تبتسِم بِلُطف قَبل ان تَبدأ مَراسم الزواج
كانَت تقفُ بِجوارِ عَريسِها الي حين انتِهاء لارين و جوليان
تُحدِق في اخت عريسِها بِخُبث بَعد ان رأت الغَيض يَستولي على مَلامِحها المُتجهمّة ، كانَت تتجاهَل جوليان بالكامِل
لا تُريد النَظر اليه ابدًا
ليلَة البارحَة كانَت كفيلَة بِصُنع دِرع يَصّد عَنها ذلك الاذَى
وَجهت عَينيها الي الجانب الأيمن من القاعَة حيثُ استولَى العساكِر على ثَلاث طاوِلات من القاعَة ، من ضِمنهم تَمكُث لاڤينيا رفقَة انجيلا و ابنتِها الصغيرَة
ابتَسمت آلميرا بِوسع تُلوح الي انجيلا التي ارسَلت لها قُبلَة طائرَة
حَدقت العَروسُ في جيمين و ليون اللذان يَصنعان قُلوبًا من اجلِها هي و الرائِد ، وَكزت كَتف عريسِها تَلفت انتباهِه الي جُنوده
نَظر جونغكوك لهُم ثُمّ ابتسَم بِمُجرَد ان رأى ابنَة انجيلا التي تُلوح لهُ
حَملتها المُمرضَة عاليًا كيّ تراهُ بوضوح اذ قام بِصنع قلب لَها
عَبست آلميرا مُدحرجَة عُيونِها بِضَجر
- انا عَروسك و لَم تَفعلها لي
ناظَرها مُبتسِمًا ثُمّ حَدق برَجُل الدين بِمُجرّد ان اعلن زَواج اُخته بابن عَمه
- اُعلنكما زَوجًا و زَوجة
بدأ الجَميع بالتَصفيق لاجل العَروسين اذ رَفعت لارين دفتر عائلتهُما عاليًا تُلوح بِه امام الكُل
ضَغطت آلميرا عَلى ذِراع عريِسها بقوّة تُحاول التمسّك بابتِسامتِها ، نَظرت نَحوه بِمُجرّد ان جَذبها من وِسطها يَهمسُ في اُذنها
- انتِ مُستعدَة؟
لِتكوني السَيدة جُيون؟
حَدق في عُيونِها و هي تَضع يَدها ضِد صَدرِه ، كوّنت بَسمَة خافِتَة تُحرِك رأسِها ايجابًا قَبل ان يَجذِبها للوقوف امام رَجُل الدين
مَنحهُما عَقد الزَواج للتوقيع فبادَر الرائِد بِامساك القلمِ اولاً
وَقّع اسفَل اسمه لِيُقدمه اليها يُشاهِدها بِترقُب
امسَكت القَلم بين اصابِعها تستجمِع شتاتِها ، اغمَضت عَينيها بقوّة قَبل ان تبدأ بالتَوقيع من بَعدِه مُقدمَة العقد الي رَجل الدين قُبالتهُما
قام بِختمه قَبل أن يُسلمهما دَفتر عائلتِهما الذي مَسكتهُ آلميرا تُحدِق بِه بِشُرود ، لَم تتوقّع ابدًا حَركة الرائِد ما ان تقدّم لِاحاطَة خصرِها بِذراعه و حَملها للالتِفاف بِها بِسُرعَة مكانِهما بِمُجرّد ان قال القَسيس
- اُعلنكما ، زَوجًا و زوجَة
وسّعت عُيونِها بِصدمَة تستمِع الي صَوت صُراخ اصدقاءِها رِفقَة اصدقاء الرائِد الذي مَلئت اصواتِهم القاعَة باكملِها
تمسّكت باكتافِه لِتقهقه بخفّة قَبل ان تقومُ بِعناقه بقوّة مُغمضَة عُيونِها
انّه اول حُضن زَوجيّ تَحصُل عَليه
انَزلها للوقوفِ امامَه يُحدِق في عَينيها السَوداء و هي تُناظِره بابتِسامَة ، انخَفض لِتقبيل جَبينِها و حينَما تصاعَد الهُتاف من عساكِره لِلثمِها
انخَفض لِتقبيل ارنبَة انفِها يَمنحُها شُعورًا مُحببًا
قامَ بالهَمسِ عِند شِفاهِها
- لَثمتُكِ المُحببةِ تِلك
سَتكونُ خاصّة بينا لِوحدنا
يا سَيدة اُسرتي
تَضعُ يدها حَول ذِراعه فَلم تنتظِر رأيهُ في الحُصول على قُبلَة زواجِها
ان قامَ بِسرقَة قُبلَة خُطوبتِها علنًا..!
ستقومُ هي بأخذ قُبلة عُرسِها بَدلاً مِنه
جَذبتهُ اليها تُقبل شَفتيه تَجعل من اصوات الهِتاف يَتصاعَد
الرائِد يَشعُر ان هَيبته امام عَساكِره تبخّرت
وسّع عَينيه بِخفّة يَراها تبتعِد بينَما تبتسِم بشكلٍ يُغيضُه
نَظرت نَحو لارين و جوليان الواقفان قُربهما حَيثُ بادر صديقِها بقوله
- مُبارك لَكُما
كانَت تحتضِن ذراع زوجِها و هي تُحدق بالثاني مُبتسِمَة بِمُجاملَة
- مُبارك لَكُما ايضًا
حَدقت بِلارين التي تَرمُقها بِغَضب تَجدهُ آلميرا غَير مُبرر ، طالَعت اصدِقاء الرائِد الذين صَعدوا لَديهِما غيّة التقاط الصور مَعهما
توسّعت ابتِسامتها بِمُجرّد ان رَكضت الطفلة الصغيرَة لها تُعانقها
- زَوجة عمي كوكي ، انتِ جميلة جدًا
انخفضَت آلميرا الي مُستواها تُحيط وَجنتيّ الطفلة لِتقبيلها بِلُطف
- انتِ كَذلك يا صَغيرتي..!
جميلة للغايَة
رَفعت عُيونها السَوداء الي انجيلا التي انتَصبت قُبالة جونغكوك تُحدِق به بِسُرور ، قامَت بِتعديل قُبعته مُتحدثَة بِبهجَة
- انت تُصبح عَريس اخيرًا!
انا سَعيدة بِك اكثر من يوم زِفافي حقًا
تَشعُر انّ اخاها الاصغَر من تَزوج
جونغكوك مُقرّب منها بِشكلٍ كَبير للغايَة
- كنتُ اريد مُعانقتك
لكنّي احترم انّه اصبَح لديك زَوجة الان
ناظَرت آلميرا التي دَنت لاحتضانِها بَدلاً فاهتّمت الصغيرَة في الرَكض الي العَريس و القَفز عَليه مُتحدثَة بِمرح
- عمي كوكي اجمَل عريس في الكوكَب
حَملها الرائِد مُقهقهًا على حماسِها اذ صغّر عيناهُ مُتحدِثًا
- في الكوكِب فقط؟
عَبست الصغيرَة لِتُنفي
- كلاّ ، بل في المجرّة بأسرِها
قَبلتهُ من وَجنتِه لِتُطالع العساكِر يتحاشدون للوقوفِ بِقُرب الرائِد ، مَسك جونغكوك بيد عَروستِه يسحبها للوقوفِ بجانِبه اذ حَملت انجيلا ابنتِها تَضمها اليها مُتوجهَة نحو لاڤينيا
دَنى جيمين للوقوف قُرب تايهيونغ يُحدِق في جوليان قائِلاً
- هل يُمكنك الابتعاد قليلاً؟
المكان لا يَسعنا و نحن نُريد ان نَتصور مَع قائدنا
عَقد جوليان حواجِبه يُحدِق في العساكر و هُم يَستولون على المَوقِع ، ناظَر عروستِه قَبل ان يُمسِك بيدِها و يُساعدها على النُزول للجُلوس مَع المعازيم
وَقفت آلميرا في المُنتصَف مع عريسِها في الوَقت الذي اُحيط كِليهما بالعساكِر رِفقة لاڤينيا و انجيلا مع الطِفلة الصغيرَة
يَحومونُ حَول قائِدهم فَمنهم من يَجلِس من الامام قُبالته و مِنهم من يَقفُ من الخَلف يَتمسّكون بِه
هُم سَعيدون انّ الفُرصة اتاحَت لهم حُضور زواجِه
التَقطوا الصُور بِوضعياتٍ مُختلفَة قَبل أن تَبدأ الموسيقَى الصاخبَة بالصُدور ، وسعّت آلميرا عَينيها ما ان حَمل تايهيونغ و جيمين زَوجها فوق اكتافِهم يَتوجهون بِه الي مُنتصف القاعَة تَحت صُراخه بافلاتِه
هُم لا يَسمعونَه بسبب المُوسيقَى العاليَة
بل يَتجاهلونَه من الاساس و يَستمرون في الرَقص بِه
ضَحكت آلميرا بِصخَب على مَظهرِه بِمُجرّد ام التفوا حَوله جَميعهم يَقومون بِرميه عاليًا ثُمّ يُعيدون التقاطِه مُجددًا حتّى سَقطت قُبعته مِنه
جَذبتها لاڤينيا و انجيلا للرقصِ هي الاخرَى اذ دَفعوها قُرب زوجِها يُشكِلون حَلقَة حَولهما بينَما يَقفزون بِحماس و صَخب
- عساكِرك فقدوا صَوابهم
تَحدثت في اُذن زوجِها الذي اجابَها بينَما يَرتدي قُبعته
- اولستِ من جَلبهم؟
ضَحكت لِتومِئ بينما تُشاهِدهم يُغنون بِصوتٍ موحّد و عالٍ
- انّهم لَطيفون
ابتَسم الرائِد يُحدق بِهم ، يَرى السعادَة في اعيُنهم بِه على غِرار عائلتِه الجالِسون يُشاهدونَه عَن بُعد بِغَضب
كَما لو انّ السعادَة حَرامّ عَليه
•••
الساعَة تتجاوَز الواحِدَة ليلاً
لارين و جوليان تَوجهوا الي الفُندق لِقضاء ليلتِهما الاولَى في الوَقت الذي صَعدت بِه آلميرا قُرب زوجها في سيارَةٍ خاصَة
كان هُنالك سائِق يَقودُ بِهما الي حيثُما لا تَعلم هي اذ ناظَرتهُ مُتسائلَة
- الي اين سَنذهب؟
كان يَفتحُ اول زِرَين من قَميصِه قَبل ان يُجيبها بِهدوء
- الي المَنزِل
عَقدت حواجِبها بعدمِ رِضَى ثُمّ قالَت
- لِما لن نذهب الي الفُندق؟
انها ليلتُنا الاولَى !
نَظر اليها يُحدِق في عُيونِها المُتعبَة ، تَبدوا نَعسة و مُرهقَة للغايَة
اجابَها مُتحدِثًا
- كنتُ قد حَجزتُ لنا في فُندق
لكنّي تراجعتُ كون امّي قالت انّها جهَزت لنا جَناح كامِل اكثر خُصوصيَة
رَفعت آلميرا حاجِبها باستِنكار
ألازال حَقًا يَثقُ في امه..؟
- جونغكوك انت حقًا تَثق بِكلام والدتك؟
تَبحث عن اجابَة صادقَة في عُيونِه فَلم تَجد الا انزعاجِه من سُؤالِها
- مالذي تَقصدينه؟ انّها والدتي آلميرا!
بالطبع ساثقُ بِها
قَضمت وَجنتها من الداخِل لِتلتفت نَحو النافذَة ترتكُن الصَمت
هي لَن تُخرب ليلتِها الاولَى بالشِجار مَعه بالتأكيد
تودّ الاحتِفاظ بالذكريات الجيدّة التي حَصلت عليها مِن العُرس
شدّت على فُستانِها بقوّة حينَما لَم يُحادِثها
بَل سَكت هو الاخَر و تَجاهلَها تمامًا
كان مُهتّم بتفقّد هاتِفه و مالا تَعلمه انّه مُنشغل بقراءَة الفصل الذي انزلَتهُ هي قَبل دقائِق قليلَة ، حَدقت بِه بِغَضب لِتغمض عُيونِها تتنفّس الصَعداء
رُكنت السيارَة قُبالَة مُجمَع منازِل جُيون
نَزل جونغكوك اولاً يَسيرُ نحو البَيت يَترُك خَلفه زوجتِه التي تُحاول النُزول بِصعوبَة ، فُستانِها الثقيل يُعيقها من التَحرك بارياحيّة
هو لَم يَنتبِه لِذلك
ظنّها تستطيعُ النُزول بنفسها لِذا واصَل سيرِه بينَما يُصفّر
حَدقت في ظَهره بِغَضب لِتصرُخ تُناديه
- جونغكوك ساعِدني!
التَفت اليها يَجِدها عالقَة في باب السيارَة لا تستطيعُ النزول ، عاد اليها مُسرِعًا لِيقومُ بحمل فُستانها بِرفق و اخراجِه مُتحدِثًا
- ما فائدَة هذا الفُستان الكَبير لا افهَم
نَظرت اليه بِانزعاج تكادُ تقسِمه من حدّة نظراتِها ، نَزلت بِمُساعدتِه ثُمّ عَدلت طَرحتها تُحدِق في والِدته و زوَجة اخيه الواقفتان عِند الباب
سارَت مَعهُ نَاحيتِهما قَبل ان تستقبلهُما امه بابتِسامَة ماكرَة
- مرحبًا بِعروسِنا الجَديدة
انرتِ البَيت
ابتَسمت آلميرا تُجامِلها ثُمّ تَمسكت بِذراع زوجِها الذي اقتادَها الي الداخِل ، تفاجَئت العَروس بوجود كَمٍ هائِل مِن الناس في صَالة البَيت تُناظِرهم بِدهشَة
هُنالك الكِبار في السِن الذين لَم يستطيعون حُضور الزِفاف في القاعَة لِذا سَمِعت زوجِها يَهمس في اِذنها
- علينا ان نَجلس قليلاً مع جَدتي و خالاتي الكِبار
ناظَرتهُ الصُغرى بِهدوء قَبل ان تُطالع الاطفال الذين يَركضون حَولها حتّى قام احدهُم بالدعسِ على طَرحتها بشكلٍ جَعل رأسها يعودُ الي الخَلف بقوّة
صَرخت بالم تُمسك بطرحتِها قَبل ان تُناظر الاطفال بِغَضب ، حَدقت في جونغكوك الذي هزّ اكتافه مُتحدِثًا
- انهُم اطفال
ما كان عليكِ ارتداء طرحَة بِهذا الطول
تكادُ تصل الي الباب
شدّت على اطرافِ اصابِعها بينَما تتنفّس بِبُطئ تحاول الحِفاظ على هُدوئِها ، اقتَربت للتَسليم على جَدتِه كما طَلب مِنها ثُمّ جَلست بِجواره قُبالَة عائلته
تستمعُ الي تَعليقاتِهم حَول فُستانها الذي تَجده جَدته فاضِحًا
- يا بُنيتي لِما لبستِ مثل هذا الفُستان؟
ماذا تركتِ الي زوجكِ اذًا؟
في عائلتنا تعريَةُ الاكتاف يُعّد من العار
قَضمت آلميرا وَجنتها من الداخِل تتجاهَل احاديثِهم و غضبها من الداخِل يَتفاقم ، تُناظر زوجِها بحدّة حتّى يستأذن كي يَصعدا لِكونها مُتعبَة للغايَة لكنهُ مُستمتع في التَحدُث مع جَدته
مرّت بِضع دقائِق حتّى استَقام رِفقتها و في الوَقت الذي ارادَت فيه الصُعود جائت اُم زوجها اليها تُخبرها بابتِسامَة
- الي أين يا عَروس؟
نَظرت آلميرا اليها تبتسِمُ بِاصطناعٍ و قَد بدأ كَيلُها يَطفح
- الي غُرفتنا خالتي
امالَت والِدة جونغكوك رأسِها ثُمّ نَبست بِسُخريَة اخفتها بابتِسامَة ماكِرَة
- لازال الوَقت باكِرًا
جيل أخِر زَمن ، مُستعجلون لا يَحملون ذرّة صَبر
نَظرت آلميرا الي زَوجِها الذي عَقد حواجِبه مُتحدِثًا
- امّي انها الثانيَة صباحًا
نحنُ بالفعل مُتعَبين
نَفت والِدته التي اقتَربت مِنهما تَتحدث بِخُبث
- سَتصعدان لَكن لَيس قَبل أن تُؤدي العَروس اخر المراسِم لَها
امالَت آلميرا رأسِها متعجبَة
اي مَراسِم تتحدّث عنها؟
- مِن عاداتِنا و تقاليدِنا
ان تَقومُ العروس باول ليلَة لها بالطَبخ اليها اهل زوجِها
و كِبار العائِلَة
توسّعت عينيّ آلميرا التي اشارَت على نَفسها و هيئتِها
- ا..انا اطبخ؟
الا..الان؟
حرّكت اُم زوجها رأسِها ايجابًا تُكمل بمُكرٍ شَديد
- نَعم
لِنذهَب الي المَطبخ ، الجَميع مُتشوّق لتذوق طَبخكِ
يا عَروستي
حَدقت آلميرا في جونغكوك تُناظِره بِصدمَة ، مَسكت بِذراعه مُتحدثَة
- جونغكوك ! قُل شيئًا
حَدق جونغكوك بِها بَعدما نَظر الي والِدته فقال ما جَعل الدِماء تتجمّد في عُروق عروستِه الحَديثَة
- هَذا صَحيح
انّها عاداتُنا و تقاليدنا
حتّى زَوجة اخي قامَت بالطَبخ لنا في ليلتها الاولَى
•••
6720 ✅
فصل اليَوم كان مُتعب نوعًا ما
حرفيًا انشغلت فيه من الصُبح
جدًا زعلانة على آلميرا و حُبها لجوليان
على فكرة مش سهل عليها تنسى حب طفولتها يلي كبر معاها
محتاجة وقت حتّى تقدر تتجاوزه ، و جونغكوك بافكاره الغريبة مش مساعد 😭
هو حرفيًا يكحلها يكحلها بعدين يعميها 🤌🏻
لما كان وده يحضنها و يواسيها بس مش قادر 💔
هذيك الجزئية خذت جزء من روحي وانا اكتبها
جُزئية العُرس كنت حابة اضيف فيها مومنتس اكتر
بس تعبت 😭
بالنسبة ليا راضيَة عنها زي كذا
انتم راضيين؟
حُضور اصدقاءه للعرس؟
كلكم توقعتم ماشاء الله اذكياء :)
بالنسبَة الي اخر جُزئية؟
آلميرا شنو حيكون رد فعلها؟
حترضى تطبخ لهم؟
امّا السؤال الأهم
تعتقدون حتصير بينهم علاقة زوجيَة كاملَة؟
ساقومُ بوضع فيديو به من اجواء الزفاف على الانستجرام باذن الله
تابعوني هُناك لترونه :)
اراكم في الفصل القادم ان شاء الله
الي اللقاء ♥️
.
.
.
بذلَة الرائد ♥️
الفُستان تخيلته كذا و ضيفوله اكمام من عندكم مع طرحة كبيرة 👀
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top