عروسُ الميراث | 09
عروس الميراث | JK
اهلاً بكم في الفصل التاسِع 🦋
لُطفًا عزيزي القارئ اُترك خَلفك اثر جَميل يُشبهك كتعليقٍ لطيف ♥️
لنبدأ
•••
اجسادِهما تُقطّر أثر تِلك المياه التي عَبثت جديًا بِهما ، كان الفُستان ضيقًا و شَفافًا كفايَة عليها بشكلٍ جَعل الرائد يَغتاضُ داخليًا
هو لَن يسمَح لها بالخُروج و مُقابلة اخوتِه و جوليان بِهذا الشَكل
الذي اجزَم في دواخِله انّ ما يَراهُ امامه اشدّ المشاهِد اثارَة
يُغافِلها و هي تهتمّ ببعثرَة شعرها لابعاد المياه بامساكِ يدها و جرّها خَلفه دون سابِق انذار ، كانَت على وَشك الصُراخ و رَدعه لَكنه اسكَتها بحديثه
- هِشش! سآخذكِ الي مكانٍ يروقُكِ
لم تَفهم مَغزاه بل اتَبعتهُ بِهدوء ، كانَت مُشكلته الوَحيدَة انّه يودّ الصُعود الي الطابِق العُلويّ حيثُ جَناح الغُرف ، لكّن الدَرج المؤديّ اليه يمكُث في الصالَة حيثُما يَجلس الجَميع
هو بالطَبع لن يَخرُج رفقة خَطيبته و المِياهُ تنالُ من اجسادِهما بِهذا الشَكل ، سَتزوغُ افكارُ الكُلّ و تَنحدر الي موقفٍ لن يَروقه
سارَت خَلفه و فُستانِها يُقطّر من المِياه ، كانت على وَشك التَزحلُق فالارضيّة من السيراميك و قَدميها المُبللة لا تُساعِدها على الاتزان
تودّ عَضّه من معصمه كي يُفلت وثاقِها لَكنهُ مُنشغل كِفايَة في الاطلاعِ على عائلَة كِليهما من خَلف الجِدار ، سألتهُ بِهَمسٍ بالقُرب من اُذنه
- مالذي تَفعله؟
لفّ رأسهُ اليها يُحدق في عَينيها ، شَكلُها خاطِف للانفاس و هي مُبللَة رِفقة خُصيلاتِها السَوداء الرطبَة ، يَرى تلاصق شعرِها على عُنقها و اكتافِها بِمَشهدٍ يسلبُ الرُشد و يُذهِبه
سَمارُها الذي بُرِز عَبر فُستانِها القُرمزيّ الذي اضحَى يُفصّل تفاصيل جَسدِها لضيقِه يُعطيها مَظهرًا لا يُنسَى
ودّ استرداد وَعيه ، نَظرات الفُضول في عُيونِها تَمنحها براءَة غير مَعهودَة ، كَرجُلٍ اعتاد على التَماسُك
جاءَت بِجُرأتِها تَهزّ كَيانه بأكملِه
تَحمحم يُدلّك ارنَبة انفه
- علينا الصُعود الي الاعلَى
نَظرت خَلفهُ تُحدِق في عائِلتَيهما المُندمجانِ في تباد اطراف الحَديث ، قلّصت عَينيها حينَما فهمت وِجهة نَظره ، كَبحت ضِحكتها و اقتَربت مِنه خُطوَة اضافيَة تكادُ تَعدم المسافَة بينهُما
- امم! انت خائِف ان يقولوا اننا كُنّا نفعل شيئًا ؟
جُرأتها تِلك تَجعلهُ يودّ الصاق شفتيها بصمغٍ لا يَذوب
يَلتزم الهُدوء كَعادتِه و هي تَتمادَى كَما اعتادَت ان تَفعل
وَضعت يدِها على صَدرِه حيثُما اضحَت بشرتُه تظهر لِشفافية قَميصِه
كانَت تتحدّث و ابتِسامتِها التي تُظهر غمازتِها تُفقده صَوابه
- تطبيقيًا! نحن غِبنا لربع ساعَة ، و لا اظنّ ان ذلك وقت كافٍ لفعل ما تُفكر بِه ، إلا في حالَة واحدَة !
سَحبت يدِها تُكتف ذراعيها الي صَدرِها لِتُكمل ساخِرَة
- الا ان كُنت تُعاني من سُرعة في ..
يَعرِف ان حَديثها الجَريئ لن يَنتهي الا بكارِثَة تجعلهُ يَنهار لِفرط غَضبه ، جَذبها من ذراعها نَحوه يُغلق شَفتيها بكفّه ثمّ يَهمسُ غاضِبًا
- اُصمتِ
لا تَعرِف ان مُشكلتِه الاساسيّة أن يَراها احَد بِهذا المَظهر
و أولُهم جوليان ذاك
- كُفيّ عن التَفوه بالتراهات و دَعينا نجدُ حلاً للصُعود الي جناحِ الغُرف
افلَت شَفتيها يأذن لها بالحَديث ، هي لم تَكسر توقعاتِه بكلامِها الذي نَطقته مُراقصة لحاجِبيها
- لِما؟ كي تُكمل ما بِمُخيلتك؟
مَسح على وَجهه بِنفاذ صَبرٍ يُحاول استَجماع كامِل ذرّةٍ صُمودٍ يمتلكها بِداخله ، زَفر انفاسه بِهدوءٍ ثُمّ نَطق قائِلاً
- دَعينا نذهب ، سأدخل لتشتيت انتِباههم ، اُريدك ان تَعبُري دون لفت انظار احد اليكِ! فهمتِ؟
نَبهها بِجديّة بينما يقتطبُ حواجبه ، بدا صارِمًا بشكلٍ يَروقُ الكاتبَة التي بداخِلها ، هي تُحب الرَجُل المُتسلّط الذي يَفرِض رأيه عَليها
و في المُقابل ، تُقابله بالرَفض
ليسَ لسببٍ مُعيّن
بل لِمُعاندتِه لا غَير
- لا! لِما عليّ الهرب كاللُصوص؟ سادخُل اسيرُ كعارضات الازياء بِجسدي الممشوق و اُغيض اختك السمينَة اجعلها تحترِق غيضًا من كِرشها الكبير
هي تَملكُ ذلك الجانب المُتنمر في شَخصيتِها
خُصوصًا ان كانَت تكرِه شَخصًا او تَملك ضغينَة نحوه
لن تَتردد في اهانتِه كُلما سَنحت لها الفُرصَة
اخَرجت لسانِها تُغيضه و تَستفّزه بشكلٍ يُرغمه على التمادي ، كانَت على وَشك الدُخول تتمشّى كَعارِضَة مُحترفَة لولا انّه اعادَها للانتِصاب امامَه
- آلميرا انا اُحدثك! اياكِ و تجاهُل تعليماتي! انا اتحدث لِمصلحتُكِ
يَتحدّث عبثًا
فهي مُقتنعَة بِما تَفعل ، يُعجبها امر اغاضَة لارين التي تحترِق غيرَة من جَسد خَطيبة اخيها الممشوق ، لِذا وَجدتها فُرصَة للتباهي
لكّن خطيبها يَقفُ عائِق و ذَلك يُزعِجُها
- جونغكوك ما مُشكلتك؟ اساسًا لا يُمكننا العُبور دون ان يَرونا مُبللون! مابِك تخاف ؟ كُل المَخطوبين يَحصل بينهُم اشياء مُخلّة ، طبعًا عدانا لانك مُعاق عاطفيّ و جنسيّ ، لَكِن ايًا كان! لا احد يعلمُ بهذا غَيري
هي لا تَتوقف عن نَعته بِصفات تُشعره انّ رُجولتِه ضعيفَة
كان يُفكّر ان كانَت تؤمن بحديثِها فعلاً ، ام تتحدّث بِدافع الثرثرَة لا غَير!
قَطب حواجِبه يُنصت اليها و هي تتحدّث بيديها تشرُح كُل كلمَة تنطِقها ، تلك عادتِها في الحَديث ، ميّل رأسهُ يَسمعها تُضيف
- سادخُل و لَيفكرون بِما يُريدون! لا تكُن جبانًا ، هيّا
ابتَسمت لهُ بِمُجاملَة ثُمّ اقبَلت على الدُخول ، كان قَد اقبَل على انتِزاع قَميصِه و الدُنو مِنها من الخَلف لامساكِ ذِراعها و جَذبها نَحوه ، تفاجَئت من فِعلته إذ رأتهُ يربِط ثَوبه حَول خَصرِها لِيخُفي افخاذِها
لم يُعطيها الوَقت الكافي لِتستوعِب فِعلته تِلك حتّى صَدمها بِحمله لها على كَتِفه السليَم مُتجاهلاً صَرختها التي لَفتت انتِباه الجَميع اليهما
كانَت وَحدها من سَمعت جُملتِه تِلك
- لَن ادعهم يُفكّرون! بَل ساجعلهم يتأكدون
حَرّكت اقدامِها في الهَواء تودّ الفِرار من ذراعه التي تُحكم على افخاذِها ، لم تَبخل في تسديد لَكماتٍ على ظَهرِه تَجعلهُ يتألم بِصمتٍ فَجُرحه بدأ يتمزّق
حَدق من في الصالَة بِهما ، من ضِمنهم جوليان و لارين الذين نَظروا في اتِجاه مَن تقدّم الي الداخِل بِخُطواتٍ هادِئَة
- مالذي يَحدُث؟
كان صَوتُ المُشير مَن دوا في آذانِ الرائِد و خَطيبتِه التي حاوَلت النُزول لَكن دون جَدوى ، كانَت اجابتِه مُختصَرة حينَما قال
- استَمحيكم عُذرًا ، وراءنا امرّ لم نُنهيه
تَحمحم جوليان الذي كَبح ضِحكته بصعوبَة ، امّا لارين فقد كان فَكُها يكادُ يصلُ الي الارض من صَدمتِها بأخيها
مالهُ اصبَح جريئًا..؟
رَمِشت بعدمِ فَهمٍ و راحَت تقرأ تعابير من حَولِها المُحرجَة من مَشهد الشابين امامِهما ، الجَميع كان خَجِلاً عَدا والدَة جونغكوك التي قالَت
- العُرس بعد اسبوعَين! كان بامكانِكما الانتِظارُ قليلاً
اجابتهُ كانَت بِتجاهله لِما قالَتهُ و التَوجه نحو الدَرج ، المُشير كان صامِتًا و لم يُعطي ردّ فِعلٍ عمّا رآه حتّى حينَما استنجَدت طِفلته بِه مثّل انّه لم يَسمعها
في الآخِر
هو يَعرِفُ انّها سَتكونُ من نَصيبِه
و لَيس مُتزمتًا بِامورِ العِلاقات خارِج اطار الزَواج
على عَكس عائلَة جُيون المُحافِظَة
و التي بدا الغَضبُ و الانزعاجِ على مَلامح افرادِ اسرَة الرائِد من تَصرفه
ايهتّم هو على نَظرة الجَميع لهُ؟
لا!
ان كان الامرُ يتعلّق برؤية تفاصيل جَسد خَطيبتِه
فليحترِق العالَم بِمُعتقداتِه
دَخل الغُرفة المنشودَة ثُمّ قام برمي جَسدِها على السَرير يَنظُر اليها تتخبط بِغَيضٍ من فِعلته ، كانَت تضرب السرير بيديها و قَدميها تُعبّر عن انزعاجِها الشَديد ، تَكرُه فكرة ان يتحكّم بها رُغمًا عن ارادتِها
جَلست بعدما انتهَت من صُراخها تُناظِره بصدرِه المَكشوف امامِها ، لَوت شِفاهها بِغَيضٍ ثمّ رَمت الوسادَة عَليه مُتحدثّة
- هل فَقدت صوابك؟ لِما فعلت ذَلك؟
امسك الوِسادَة التي جاءَت في مُنتصف صدرِه يُعيد القاءها عَليها فاصابَت وَجهها ، ابعَدتها عنها بغضبٍ تستعّد للنُهوض و ضَربه
لَكّنه تجاهلها عَبر سيرِه نحو الحُجرَة المُصغرّى التي تقبعُ بداخل الغُرفَة ، علِمت انّ الجناح لا يَخصّه لكونه يحملُ طابعًا انثويًا
لِذا خمّنت انها تخصّ اُخته
لَحقتهُ بسُرعَة تَجده يهتّم بانتقاء ثوبٍ انثويّ ساتِر ، علِمت انهُ من اجلِها لِذا اسرعَت في التحدّث مُعترِضَة
- انت سَتجعلُني البسُ من ثياب تِلك البقرة؟
انتَقى فُستانًا طَويلاً ذا اكمامٍ واسعَة و خَصرٍ ضيّق ، مَنحه ذلك شُعور بالرِضا حينما تخيّله عَليها لِذا اقتَرب يَمّده نَحوها
- البسيه! و دَعينا ننزل هيّا
اَمسكت الفُستان من بين يَديه تُراقبه بِنُفور ، لم يَكُن ذوقها البتّة لِذا صاحَت نافيَة
- كلا! انّه بشِع ، لن ارتديه
نَفت تعترِض ثُم تُعيد مَده لِمن قَبض على يَدِه بِغَضب ، هو على وَشك الانفجارِ بِها لَكّن صَوت فتح باب الغُرفة جَعله يُمسِك بخصرِها و يَجذبها للاختباءِ في الرُكن ما ان صَدح صوت شقيقتِه التي تتحدّث عبر الهاتِف
ضَمّها اليه بشكلٍ ضيّق جَعلها تَشعُر بانفاسِه القَريبة مِنها ، كانَت تَضع كِلتا بديها على صَدرِه المَكشوف و تُناظِر جانِب وجهه المُلتّف للوراءِ لكونِه مُهتّم بالنَظر الي مَدخل غرفة المَلابِس
يَدعوا الا تَدخلوا شقيقته فَتراهُما
ليسَ مُستعدًا للدخُول في نقاشٍ حاد مَعها امام خَطيبتِه
كانت آلميرا صامِتَة للغايَة حينَما ابتدأت تَسمعُ حَديث اُخته
اهتياجِها تلاشَى بِمُجرّد ان قالَت لارين و هي تَضحك عبر الهاتِف
- كان عليكِ رؤية وَجهها حينَما قال لها جوليان عن خُطوبتنا! الهي شكلُها لا يُفسّر! انتِ مُتخيلة اني خطفتُ حُب طفولتِها منها؟ صِدقًا كان يتوجّب عليكِ رؤيتِها ، بالكاد كَبحت دُموعها و اشك انها انهارت في الحمام لفرط البُكاء
ادار جونغكوك رأسهُ يَضعُ عَينيه على مَلامح خطيبتِه الهادِئَة و هي تَستمعُ الي حديث الثانيَة ، كانَت تضحكُ على احزانِها بشكلٍ جَعل الحقد في قلبِها يكبُر اكثَر ناحيتِها
لم تكُن تودّ النَظر الي عُيون خَطيبها الهادِئ قُبالتِها ، كانَت تشعُر بيده التي عِند خَصرِها فهو حَريصٍ على تقريبها مِنه لنيل مساحَة اقلّ في الاختِباء و التَخفيّ
لا تُريد ان تَبكي مُجددًا ، فلا مِياه تسترُها الان
ستكونُ واضحَة و مَكشوفَة بشكلٍ مُثير للشفقَة
كانَت تُنصِت الي لارين و هي تُكمِل بسعادَة عارِمَة
- انا ساتزوّج جُوليان ، الرَجُل المُعجزة حُلم كُل امرأة ، في حين انّها من سَتتزوّج اخي المُثير للشفقَة ، المَنبوذ الذي يَكرهه الجَميع! انتِ مُتخيلة؟ حَظها عاثر للدرجة التي اوقعتها في شِباكه ، المسكينَة بدأت اشفق عَليها
عَقدت آلميرا حواجِبها بشدّة حينَما استَمعت الي آخر ما قالته ، رَفعت عينيها الي خَطيبها الصامِت و قَد رأت في عُيونه نظرةٍ لا تُفسّر
ان كان هو سيصمُت عمّا قيل عَنه
فَـ هي لا!
لا يَحِق لاحد نَعته بالمنبوذِ و المُثير للشفقةِ غيرها!
هي تشتمهُ و غَيرُها لا
ابتعدَت عنهُ و الغَضب يَتصاعد بِداخل عُروقها ، بالكاد كَبحت غَيضها حينما هَسهسَت بانزِعاج
- مالذي تَقوله تِلك الساقِطَة؟
اراد تَهدأتها حينَما اشار لَها بالسُكوت ، لَكن تمردها يَفوق هدوءِه ، هي دَفعته عَن طريقِها و خَرجت تُفصح عن نفسها لِمن نَهضت من فراشِها تُناظرها بتفاجُئ
- م..مالذي تَفعلين..تفعلينه بغرفتي؟
حَدقت آلميرا بِها و الدُخان يَخرُج من اُذنيها ، كانَت تقترِب مِنها و يَديها تودّ اقتلاع شَعرِها من جُذورِه
- مالذي قُلتيه عن خَطيبي؟ منبوذ مُثير للشفقة؟
هسهسَت بِغضبٍ و هي تَدنوا مِمن تراجَعت الي الخَلف ، هي لَيست آهلَة لِمُواجهَة قَبضة آلميرا ابدًا
- انتِ كَيف تَصفينه بِهذا الشَكل امام حُثالة مثلكِ في الهاتِف؟
صَرخت بِها تُخرِج كُلّ ذرّةِ غَضبٍ بداخِلها نَحوها ، جونغكوك خَرج من وراءِها يُحاول الدُنو مِنها و ايقافِها لَكنها مَنعتهُ بالتأشير عَليه
- انت اُصمت! لا تَتدخل
اعادَت النظر الي لارين تُكمل و هي تتحكم في قَبضتِها بِصُعوبَة
- بَعد مَتى انخطبتِ لهُ؟ بَعد ان كان يَتارجح من طفولته بين ذراعيّ؟
اقتَربت مِنها اكثَر ثُمّ هَمست لها مُهسهسَة
- امرأة مِثلي تَستطيع جَعل اي ذَكرِ يركُض خَلفها كَما تَشاء ، لَكنها في الآخر تختارُ الرَجل! افهمتِ؟
نَظرت لارين نَحو اخيها و الغَضب يَتفاقم بِداخلها ، تودّ الصُراخ عَليه لكّن نظرات الميرا السامَة تُخيفها
- لا افهم مالذي تَفعلانه في غُرفتي! ما لَعنتكُما؟
صَرخت بينَما تحتضِن هاتفها الي صَدرِها ، رَفعت آلميرا يدِخا تودّ جرّها من شعرِها لَكنها سيطرَت على نَفسها بِصُعوبَة بالغَة
قبضَت على اصابِعها ثُمّ هَمست
- لا! ايّ فعلٍ ساقدم عليه سيُقابل وَجه خَطيبي! و انا لن اُخفض لهُ رأسه امام عائلتِه ، لَكن انتظريني! سَنلتقي خارِجًا و سابرحكِ ضربًا
هَددتها تُشير عَليها قَبل ان تلتِفت تُطالع وَجه الرائِد المُندهش ، تجاوزتهُ مُقبلة على الخُروج إذ قالَت
- الحقني
غادَرت و تَركتهُ يُناظر اُخته الواقفَة في الزاويا ، كانَت نظراته لَها هادِئَة لا تَعكس اي شُعورٍ بِداخله نَحو ما سَمِعه
يَرى انّها غير مُهتمَة بامرِ استماعه لِما قالته إذ خاطبتهُ بِغضب
- اتملك خَطيبة ام وَحش؟ انت ضعيف امامَها بالشَكل الذي يَجعلها تُلغي رجولتك! كيف تَسمح لها بالتطاول على اُختك؟
صَنع ابتِسامَة جانِبية ساخِرَة دون ان يَحمل عناء الرد عَليها ، تَوجه نَحو المَخرج يستمعُ اليها تُكمل بصُراخ
- خطيبتك مُنعدمة الحياء و عاهرَة! انها تُحاول سرقَة خَطيبي!
شدّ قبضتهُ بقوّة يُحدق بِها بنظراتٍ قاتلَة جَعلتها تبتلعُ ريقها بِذُعر ، سَماعه لاصوات خُطواتٍ قادمَة جَعلتهُ يهتّم بالرَحيل بدلاً من العَودة اليها و توبيخها
كان جوليان صاحِب تلك الخُطوات لِذا اسرَع في انتِشال ذراع خطيبته و اخذِها الي غُرفتِه ، بِمُجرّد ان دَخلت رآها تسيرُ في انحاء الحُجرَة و هي تُمسك رأسِها بيديها
جَلس على السرير يُحدق بِها تتحدّث بانفعالٍ واضِح
- لا اُصدق ! كَيف لها ان تشتمك عَبر الهاتف و هي تُحادث احدى الساقِطات مِثلها؟ هل فقدت رُشدها؟ انت اخيها!
وَقفت امامَه تَجِده يُحدق بها بعدمِ فَهم اخرجه بِسُؤاله
- انتِ غاضبَة من حديثها عنكِ ام عنّي؟
حَدق في عُيونِها حينَما اجابَت بانفعالٍ واضِح
- لانها تَحدثت عنك بالطَبع! لا يَحق لاحد ان يتنمر عليك غَيري ، اكاد انفجرُ غيضًا تبًا لَها
لَكمت الهواء بِضع مراتٍ بشكلٍ يُنافي هيئتها الانثويّة ، بَدت كَمُلاكمٍ مُحترِف في حَلبة عالميّة يودّ النَيل من خَصمِه
امَعن النَظر بها مُنذهِلاً مِما قالَته
صَحيح انّه طيلَة حياتِه كان يُعاني من تَنمرُها عَليه
خُصوصًا في طُفولتِهما
لَكنه لم يَكُن يعلم انّها تنتقم مِن كُل احدٍ يتجرأ على جَلب سيرتِه بالسُوء
هي تَراهُ مؤذي بالنِسبَة اليها لِذلك تودّ اخذ حقها مِنه
لَكنهُ مُسالِم و نَقيّ بالنسبَة الي البقيّة فبأي حَق يتنمرون عَليه؟
استَجمعت انفاسِها بصعوبَة ثُمّ جَلست بِجانبه تُناظِره
- هل انت مُتأكد من انها اُختك؟
كانَت ملامِحها الجديّة و هي تَسأله تَجعلهُ يرغبُ بالضَحك
هي السَبب في جَعله يَبتسِم لليَوم
لَم يَبخل عَليها في جَعلها تَرى ابتِسامتِه التي اظهَرت غمازتِه
انتَبهت الي غمازتِه و قالَت و هي تُشير عَليها
- اوه! اُنظر ، انت تَمتلك غمازَة مِثلي ايضًا!
نَظرت في عُيونِه تَرى توهجًا لَم تسبِق ان رأته مِن قَبل ، كانَت تشعُر انهُ مبتسِم من روحِه لا شَفتيه و قَد انعكس ذَلك على عَينيه!
- اظنّ اني بدأت افقدُ صَوابي لكثرَة الألم
تَحدث بينَما يُناظِر عُيونِها السَوداء ، استأنف حَديثه قائِلاً
- للدرجَة التي تَجعلُني ارَى فتاةٍ تُلاكم الهواء بهمجيّة في قمّة انوثتها!
استَحوذت على شَفتيها بِداخل جَوفِها تُطالِعه مًصغرّة عُيونِها ، ايمتدحُها ام يَسخر مِنها..؟
بِكلتا الحالَتين هي لا تَهتم
كُل ما رَكزت عَليه هو سَبب ألمه لِذا نَهضت تتفقّد جُرحه
وَجدت الدماء تُغطي ضماده المُبلل لِذا شَهقت قائِلَة
- ياا! انت تنزِف! اعليّ تغييره من اجلِك؟
حرّك رأسهُ نافِيًا ثُمّ استَقام يُجيبها بينَما يتوجَه نحو خِزانته
- هُنالك مُمرضَة خاصَة هُنا ستقومُ بتغييرِه ، بامكانك النُزول اولاً بعدَما تجلبُ لكِ الخادمَة الثياب الجافَة
لَحقتهُ و بدأت تُحاول مُناكفته كَعادتِها و هي تُلاحقه اينَما يسير
- لِما تُغيره المُمرضة و انا لا؟ ألا تَثق في قُدراتي؟ انا طَبيبة ايضًا
التَفت نَحوها يُناظِرها بِحاجبٍ مَرفوع
- كلا ! انتِ اخصائيَة نفسيَة ، لا دَخل لذلك بالطِب
اقَتربت مِنه تودّ الحَديث لَكن دُخول الخادمَة مَنعها ، كانَت تحمل بين يديها ثياب جَلبتها من غرفة شقيق جونغكوك الاكبر فهو مُتزوج
قَدمتها الي آلميرا التي لم تَستطِع رَفضها بل أخذتها بِصَدرٍ رَحِب ثُمّ غادَرت ، طالعَت خطيبها ثُمّ مَشت في اتجاه دورة المِياه كي تُبدّل ثِيابها
قَبل ان تَدخل قالَت و هي تلتفت نَحوه
- ساقول شيئًا ! لن اكبَحها في قلبي
حَدق بِها بفضولٍ حينَما سحب مَلابِسه من الخزانَة ، ظنّ انّها ستقول شيئًا مُهمًا ، لكن مالذي سيتوقعه من خَطيبتِه المتخلفّة برأيه..؟
قالَت لهُ و هي تُخرج لسانِها لاغاضتِه
- اُختك حَقيرة
هَربت بسرعة تُغلق الباب مِن وراءِها تترَكه يَكبت ضِحكته بصعوبَة على تَصرفاتِها الصِبيانِيّة . نَده على المُمرضّة كيّ تُساعده في اخاطَة جُرحه و تَضميدِه ، بِسبب مَرض والِده الدائِم فهي تُقيم لَديهم
لَبست آلميرا ذلك الفُستان الزَهريّ الطَويل ، جَففت شَعرِها و رَتبتهُ ثُمّ نَزِلت حيثُما يَجتمعُ البَقيّة في انتِظارهما ، وَجدت ان والِدها على وَشك المُغادرَة لذا سارعَت في الجُلوس قُرب امها التي قَرصتها بقوّة على ذِراعها تُؤنبِها
حَدقت الصُغرى بِها بِعُبوسٍ تُنفي براسها كَما لو انّ الذَنب ليس ذَنبها
هي صِدقًا لم تَفعل شيئًا..!
كانَت تشعُر بِزوجٍ من العُيون التي تخترِقها لِذا نَظرت نحو جوليان الجالِس قُبالتِها يُطالعها ، اهدتهُ ابتِسامَة هادِئَة بادلها اياها
لسببٍ ما هي اصبَحت بِمزاجٍ افضَل تستطيعُ فيه التَحكم باهتياجِ مشاعِرها نَحوه و ضَبط احاسيسِها
كانَت نَظرات الجَميع نَحوِها و ذَلك جَعلها تُدحرج عَينيها بِملل
ارادَت دفع الشُبهات عَنها لِذا قالَت
- ما كُل هذه النَظرات المُبالغ بِها؟
الامر مُزعج احتفظوا باعيُنكم رجاءًا!
حَدقت في وَجه ام خَطيبها التي تُناظِرها بعدمِ رضَى ، كانَ واضحًا عَليها أنّها مُتضايقَة من تصرفاتِها إذ نَطقت
- دامكِ سَتدخُلين هذِه العائِلَة ، عليكِ ان تعرفي ان خُصوصياتك مع زوجكِ تبقى بينكُما ، ليس عَلنًا
رَفعت آلميرا حاجِبها ساخِرَة ، كانَت تمتلك اللسان الذي يؤهلِها للرد لِذا لم تَبخل عليها باجابتِها
- حَضرتكِ من اين استنتجتِ ان ما حَدث بيننا خُصوصيَة؟
قَرصتها والِدتها بقوّة من ذراعِها تُسكتها لَكنها جَذبت عضدِها تنطِقُ مُتضايقَة
- ليس كُل ما نشاهده حَقيقيّ! و انتم اكثَر من يعلم اخلاق ابنكم كَيف
وَجدت تأييدًا من قِبل جوليان الذي قال مُبتسِمًا و هو يَحتسي من الشاي
- ذَلك صحيح ! جونغكوك اكثَر خجلاً من ان يُقبل على خُطوة كَهذه قبل الزَواج
حَدق في عينيّ صديقتِه يَراها تُناظِره بِهدوء ، تَحدث مُكمِلاً و هو يُشاهِد جَمالها الخالي من مُستحضرات التَجميل تِلك
- لابد اننا اساءنا بِهما الظَنّ!
فَحدود عائلتنا مَعروفة و لا اظنّ ان عروستنا ستتجاوَزها
دَحرجت آلميرا عَينيها بِمَلل ، تَشعُر انها بين عائلَة يُسيطر عليها الانضباط بِشكلٍ مُزعج ، هي تُحب التَحرر و اللهو بعيدًا عن القُيود
جوليان يُشبهها بِذلك فهو دومًا يخترِق قوانين عائلتِه
لَكنه يُمثّل البراءَة امامهم لا غَير
نَظرت نَحو والِدها الجالِس قُرب امها لِذا استَقامت تصنعُ حاجِز بينهما بِجلوسها وِسطهما ، قامَت بِعناقه من الجانِب ثُمّ قالَت
- انا تَربية هذا الوَسيم هُنا!
صحيح اني مُشاغبَة كثيرًا و احيانًا وقحَة اعترِف
لكن ابي علمني ان لا اسكُت عن الحَق!
لا تتوقعوا منّي ان اتجاهل ان رأيتُ شئ يُزعجني
رُبما السيد جُيون لكونه عسكريّ سابق تربيتُم على انضباط الجُنود
لَكن ابي كان يُفرّق بين عملِه و عائلتِه لِذلك ، اُحب التَمرّد
نَظرت في عُيون والِدها الذي ابتَسم يَمسحُ على شَعرِها بُلطفٍ قَبل ان يُطالع صديقه امامَه
- انت جئت بِلبؤة عروسٍ لبيتكِ جُيون!
حَديثها لم يَنل اعجاب احدٍ مِن عائلة خَطيبِها الذين ناظروها بانزعاج عجزوا عن اخفاءِه ، من الواضِح انها ستُتعبهم مُستقبلاً و ذَلك اغضَب والدَة الرائِد
آلميرا من النَوع الذي يَكرهُ التَمثيل و النِفاق
لا تُحب ان تتصنّع بشخصيَة تُغاير حَقيقتِها
لِذلك تترُك الانطباع الاول سَئ عُمومًا
لانها تتصرّف بعدائيَة حينما لا تَرتاح للشخصِ المُقابل
- بالطَبع ، انا واثق بِحُسن سُلوكِها ، هي سَتندمج سريعًا مَعنا
هَتف السيد جُيون مُبتسِمًا بوديّة لخطيبَة ابنِه الذي انضّم حديثًا الي جَلستهِم تِلك ، قام بِعقد اصابِعه سويًا ثُمّ اكتفى بالنَظر الي الفَراغ مُتشبثًا بِسُكوتِه
لَم يودّ التَدخل بأي حِواراتٍ جانبيَة فَعقله مليئ بالضَجيج
كان يَستطيع الشُعور بنظرات والِدته المُؤنبَة و التي زادَت ضيقه
لَكنهُ تجاهَلها تمامًا و اهتّم بالنَظر الي خطيبته حينما استَقامت للجُلوس جانبه بطلبٍ من والِدها ، حَدقت آلميرا بِه تبتسِم من اجلِه بشكلٍ جَعله يُطيل النَظر اليها لِبُرهَة
- اذًا دام الجَميع التّم هُنا ، نودّ التَحدث بِشأن موعد الخُطبة
هَتف السيد جُيون بينَما يُشاب يديه امامَه يُناظر صديقه الذي اومَئ تجاوبًا مَع حديثه يَحثّه على الاكمال
- وِفقًا للعاداتِ و التقاليد ، سنأتي في زيارَة قريبَة لطلب يد ابنتكِم و نُقيم امسيّة مُتواضعَة في المَنزِل يتبادلان بها الخَواتم لاعلان خُطوبتهما رسميًا
لم تكُن آلميرا مُهتمة بحديثه بِقدر اهتمامِها بالشوكولاتة التي قُدمت اليها مع كاس العَصير ، لكِن انتباهِها تَوجه نحو امِ خطيبها حينَما استأنفت كَلام زوجِها
- و الاسبوع المُقبل سَنُقيم حَفلاً لِخطوبَة لارين و جوليان في احدَى القاعاتِ المرموقَة ، انتم بالطَبع عليكم الحُضور
نَظرت في عينيّ آلميرا التي وَجهت بَصرها نَحو لارين المُنضمّة اليهم حديثًا ، لوهلَة توقف عقلُها عن العَمل و قالَت مُستفسرَة
- لِما انا و جونغكوك نُقيم امسيَة متواضعَة و ابنتكِ و خَطيبها يُقيمان حَفلاً مرموقًا؟
لا تَستطيع كَبح رَغبتها المُلحّة في فَهم ما يدورُ في رأسِها
سُؤالها لَم يَنل اعجاب والدة خَطيبها التي ناظَرتها بحدّة مُتجاهلَة اجابتِها
لَكّن الصبيَة لم تَصمُت بل اضافَت ساخرَة
- جونغكوك هو الاكبَر ، و هو الرَجُل! اي لهُ الافضليّة في اقامَة حَفل بدلاً من ابنتكِ تِلك
قلّصت عُيونِها تُناظِر لارين التي تشبّثت بذراع جوليان تبادلها النَظرات بغضَب ، كانَت اجابتِها مُستفزَة بالنسبَة الي ابنة المُشير حينما قالَت
- انتِ اساسًا دائمًا غيّورة! تُحبين تقليدي ، انا مَن اقترحَت اقامة الحَفل اولاً! في حين ان جونغكوك رَفض و لم يُرد ذَلك ، اسأليه
اشارَت على جونغكوك بِعينيها ، لم يَكُن يُريد ان يُشارك في الحَديث
يستقبل دون ان يُرسِل
رَفع عينيه الكُحليّة يُناظر اُخته مع شُعوره بِنظرات آلميرا المُستنكرَة لهُ
وَجهت خَطيبتِه سُؤالها المُتعجّب لهُ
- هل انت من رَفضت اقامَة حفل يَخُصنا؟
ازاح عَينيه السَوداء عن شَقيقته يُناظِر وَجه امّه المُتجهّم ، حافَظ على هُدوءِه و نَطق مُهمهمًا بِنبرتِه الرُجوليَة الثخينَة
- ذَلك صَحيح
وسّعت آلميرا عَينيها تَقومُ بوضع كأس العَصير فوق الطاولَة باندفاعيّة ، تودّ خَلق شِجار مَعه لَكنها تدارَكت انّها وِسط تجمّع عائلي لِذا سُرعان ما حافَظت على اتزانِها تُطالع والِدها الذي نَطق
- ليسَت هُنالك مُشكلَة ميري! ان كانَت طِفلتي تُريد ان اُقيم لها حَفلاً ، سافعلُ لها واحدًا يبقَى على السنَة الناس لِسنوات ، هِمم؟
مُشكلتها لم تَكُن في اقامَة الحَفل فهو لا يَهمها
بِحكم ان الزَواج بأكملِه لا يَروقها
لَكن ما ازَعجها هو تَفضيل عائلَة خطيبِها لابنتِهم بدلاً من ابنهم
لِما لا يُقام حَفل مُشترك..؟
- ان كانت آلميرا تُريد اقامَة حَفل ، لابأس بِجعله مُشترك مع خاصَة لارين
هَتف السيد جُيون بهدوء يستقطِب انتِباه الجَميع اليه ، استَطاعت آلميرا رؤية الغَضب يشّع في عُيون لارين التي اندفَعت قائِلَة
- كلا ابي! قد جهّزت و نسقّت على أن الحَفل يخّص اثنين! انت وَعدتني انك سَتُقيم حَفلاً خاصًا بي بِمُفردي ، ألا يَكفي ان زفافنا مشتركًا؟
دَحرجت آلميرا عَينيها بِتململ تَنطِق بِتفاخُرٍ واضِح جَذب اهتمام جوليان
- لانها تَعلم اني ساخطفُ الانظار عَنها ، في كل الاحوال عزيزتي ، سَواء ان اقمتُ خطوبتي مَعك ام كنتُ مُجرّد ضيفَة ، ساسرقُ الاضواء عنكِ ، فالسِحر لهُ اناسه
الجَميع يعلم مَدى اضطِراب عِلاقة لارين بآلميرا لِذا حُدوث مِثل هذه النقاشات بينهنّ وارِد و طبيعيّ ، الجَميع مُتفاجئ انهنّ لم يتطورنّ لشدّ شُعور بعضِهنّ بَعد
- ما اخافُ مِنه أن تجلبا لَنا السُخريَة ، هه انتُما ثنائي مُمل ، اشكّ في انّ اخي سيتبادل معكِ رقصَة ، لذلك اُريد ان يكوني حَفلي مليئًا بالحَياة بعيدًا عنكُما
اشارَت لارين عليهِما بِشكلٍ جَعل جوليان يقرصها من ذِراعها و يَنطِق
- كلاّ! انا واثق ان جونغكوك سيُبهرنا بِرقصه مَعها ، سيُخرج الرومنسيّ الذي بِداخله ، اليس كَذلك ابن عمي؟
خَتم حديثه بسؤالٍ قاله بابتِسامَة وديّة ، نَظر في اتجاه جونغكوك الهادِئ ينتظرُ اجابته بترقّب تمامًا كَما فعلت آلميرا التي ميّلت رأسها تُناظِره باهتِمام
استَغرق وقتًا لتحضير اجابتِه التي كانَت مُختصرَة للغايَة
- كلامُ لارين صَحيح ، انا لَن ارقُص
حينَما رأت لارين مَلامح الاحباط على وَجه آلميرا ابتَسمت بِنَصرٍ مُتحدثَة و هي تَتمايل مَكانِها
- اخبرتُكم ، اخي و اعرِفه اكثر مِنكم
تصاعدت مشاعِر الغَضب بِداخل آلميرا التي قَرصت ذِراع خَطيبها بقوّة تؤنبِه ، لكنها عادَت لِتكون طبيعيّة كيّ لا تُشمّت لارين بِها
نَظر اليها جونغكوك بشكلٍ جانبيّ يَرى تعابيرِها الغَير راضيّة ، لَم يهتم و اعاد التَحديق امامَه يستمِع الي حديث والِدها حينَما قال
- ان كانَت ابنتي تودّ اقامَة حفل ، فانا لن ابخَل عليها بواحِد ، سابلغكم في حالَ ان رَغبنا في اقامته
كان رأي جونغكوك مُخالِفًا لهُ اذ تَحدث يَخرُج عن صَمته
- انا من رأيي ، ان الحَفل مُجرّد تَبذيرٍ و اهدارٍ للاموال ، اقامَة امسيَة مُتواضعَة تفي بالغَرض
حَدق في خَطيبتِه التي تُناظِره بِغَيض ، وَجهت بصرِها الي جوليان حينَما تحدَث ضاحِكًا مُحاولاً تلطيف الجَو المَشحونِ ذاك
- لِما جون ؟ الزواج مرّة واحدَة في العُمر!
عليك اقامَة حفلٍ مُناسب دامك مُقتدر مالِيًا و بامكانك سداد حقّه
انتقي بذلَة جميلَة و ارقص و استمتع!
لِما تحرم نفسك يارَجُل؟
كان رأي آلميرا مُشابهًا لخاصَة خطيب لارين إذ اومأت تؤيدِه مُبتسمَة ، عاوَدت النظر الي جونغكوك المُصّر على رأيه
- كلاّ ، السعادَة الحقيقيَة ليست بِهذه المظاهِر التي تَركضون خَلفها
بالنسبَة اليّ لا اُريد حَفلاً يتحاشد فيه الرِجال لرؤية جَمال خَطيبتي
ساقيمُ امسيَة هادِئَة تُناسب كِلينا ، تلبسُ هي ما تُحب و ساكونُ راضيًا
شَرط ألا يُحيطها رَجل سِواي
وَضع عينيه السَوداء على مَلامِح خَطيبتِه التي تشّد قبضتَيها بِغضب ، من وِجهة نظرِها فهي تَراهُ متعصبًا شديد التزمّت كما لو انّه من جيل الثمانينات
هي لا تَفهم مَدى غيرتِه عَليها ، و لا تُريد ان تَفهم اساسًا
يَنجح في جَعلها غاضِبَة منهُ و تودّ اقتلاع عَينيه
- برأيي ان جونغكوك مُحق ، دام الزِفاف قريب لِما نُقيم حَفلين؟
انضمّت والدة آلميرا الي صفّ خطيب ابنتِها تؤيدِه
وَجدت حديثه منطقيًا كفاية لاقناعِها
اغمَضت آلميرا عَينيها تتنهّد بضيق ، كان في بالِها حَديثٍ ودّت قوله قبل التفاهم بِكُل ما يَخص هَذا الزواج
استَرسلت بهدوءٍ تستقطبُ به انتباه الجَميع اليها
- قبل كُل شَئ ، انا لديّ شرط مُهّم لاتمام هذا الزَواج
حَدق جونغكوك بِها مُتعجبًا ، يَراها تُناظِر جوليان مُطولاً ثُمّ تضع عينيها على السيد جُيون الذي سأل مُستغربًا
- شرط..؟ اي شَرط؟
ناظر السيد جُيون المُشير بتعجّب إذ وَجد الاخر يُنفي بعدم فَهم ، انتَظر الجَميع شَرط الصبيّة التي قالَته بعد دوام صمتِها طويلاً
- ساقبلُ الزواج بِشرط أن يأخذني جونغكوك مَعه الي الثكنَة!
شَرطها نَزل كالصاعقَة على جونغكوك و والِدتها التي وسعّت عينيها ثُمّ نَطقت دون وعيّ او ادراك
- مُستَحيل!
نَظرت اتجاه طليقِها بحدّة ، تُريده ان يتدخّل لرفض شرط ابنتِها التي قالَت بانزِعاجٍ واضِح
- لِما مُستحيل امي؟ هل انتِ معي ام ضدي؟
اتريدين ان اتزَوج و اعيش مُنفصلة عن زوجي؟
اي زواجٍ هو هَذا؟
ارتَجفت اطراف والِدتها التي بصعوبَة حاوَلت التماسُك ، نَظرت نحو جونغكوك تُطالبه في التحدّث عبر عُيونِها لَكن ابنتِها المُتسلطّة قالَت بحزمٍ واضِح كَما لو انّها اتخَذت قرارها النهائيّ
- ان كُنتم تُريدون ان يَتم هذا الزَواج
فَقدمي سَتكونُ على قَدمِه!
ام ان كنتم رافِضون لسببٍ لا افهم
فليس لابي فتاة يُزوجها لابنكم!
ودّت او تَستقيم للرَحيل لَكن خَطيبها امسَك بيدِها يُعيد اجلاسِها بالقُرب منه
نَظر بِداخل عُيونِها مُتحدثًا بِهدوءٍ لعلّها تُنصت اليه
- مالذي سَتفعلينه هُناك؟
المكانُ مليئ بالعساكِر و خَطر للغايَة!
البقاء هُنا افضل لكِ و أريح ، همم؟
كَلامه غير منطقيّ بالنسبَة اليها ، حركّت رأسها نفيًا و تَحدثت قائِلَة
- المكانُ هنا افضَل لفتاة عازبَة
لا لامرأة مُتزوجة و زوجها بَعيد عَنها
سَحبت ذِراعها مِنه برويّة ثُم استقامَت بهدوء
- انا اعطيتُكم شَرطي! ان كنتم مُوافقون فَبيتُنا يُرحب بكم
ام ان كان العَكس ، فنحن لا ننتظر زيارَة منكم
مَسكت والدة الصبيّة بيدِها تؤنبها بحدّة
- آلميرا زِني كَلماتك جيدًا! انتِ تُخاطبين الاكبر سِنًا!
حَدقت الصبيّة في عيون والِدتها قَبل ان تجذِب يدها و تُغادِر بِهدوء
تَركت خَلفها عُقول مليئة بالغَضب ناحيتِها
انطباع عائلة خَطيبها الاول لَم يكُن جيدًا البتّة
اعتَذر المُشير نيابَة عن فضاضَة طفلته في الحَديث و هو يَستقيم مُستعدًا للَرحيل ، في حين أن جوليان قد انسحَب من بينهم يسيرُ خَلف صديقتِه الواقفَة عند مَخرج المنزل
نَده عليها يلفتُ انتباهِها و بالفِعل التَفت نحوه تُناظِره
اقتَرب مِنها و هو يَبتسِم باشراقٍ كما اعتاد ان يَفعل دومًا
هي تُحب ابتِسامتِه جدًا
تَجد نفسها تَغرق بين تفاصيلِه دون ادراكٍ مِنها حتّى
- تَبدين غاضبَة؟ هل جونغكوك اغضبكِ؟
اعتَدلت في وَقفتِها تُحرك رأسِها نافيَة ، كانَت صامتَة بشكلٍ يَجعله يلتمس سوء مزاجها بِوضوح ، زَفر انفاسُه يُخرج من داخل جَيبه بطاقَتين ، مد احداهُما اليها مُسترسِلاً
- اشتريتُ هذان لنا! دَعينا نَلتقي بعد الغَد لنستمتع
هَمس لَها كي لا يَسمعُ حَديثه غَيرها
امعَنت النظر بِداخل البطاقَة تقرأ تفاصيلِها قَبل ان تتوشّح ابتسامَة واسعَة شَفتيها الكرزيّة ، حرّكت رأسِها تجاوبًا معه لِتنطق
- حسنًا لنذهب ! لِما لا؟
ودّعته بابتِسامَة حينما جاء بقيّة افراد عائلتها
صَعدت بجوار والدتها من الخَلف و قد احسّت بمدى غضبِها الذي من وجهة نظرِها ليس لهُ مُبرر
لِما تقومُ بِرفض طلبها في الذهاب مع زوجِها..؟
لما يُريدون ان تعيش بعيدَة عَنه!
هي اعلَنت ان زواجِها به سيكونُ حَقيقيًا بالكامِل
كامرأة مُتزوجَة ، لن يُعجبها امر البقاء بعيدًا عن حُضن زوجِها
حتى و او كانَت لا تُحبه ، سترغبُ في مُجاورتِه و الشُعور بالاُنس رِفقته
دَخلت الي المنزِل رفقَة والديها و تَخفت بحجرتِها مُتجاهلَة ذلك النِقاش الحاد الذي ذبّ بين امها و أبيها
يَكفيها خَيبة املِها التي تودّ الانفراد بِها و وَضع حد لِمشاعِرها
كانَت امها شديدَة الانفعال و الصُراخ على طليقِها تُشير عَليه و هي تنطِق بغضبٍ عارِم
- انت تَعرِف لِما انا طلقتك و هَربتُ بابنتي!
كيّ لا اعيش في ذلك الكابوس مُجددًا!
كيف تُريد ارسالها اليه برضاك؟
لما لَم تتحدّث؟
ابنتك عنيدَة و ستفعل ما برأسها ان اصرّت!
مَسح المُشير على وَجهه يُحاول التهدأة من نَفسِه قدر استِطاعته ، مَسكها من ذِراعها و جرّها معه الي مكتبه حيثُما ادخلها و اغلَق الباب عليهِما
- اخفضي صَوتكِ ، ستسمعك الفتاة!
نَبهها بِغَضب ثُمّ اكمَل مُتشبثًا بهدوءِه
- انتِ تعرفين ان جونغكوك هو الانسب مِن اجلها!
سواء أذهَبت معهُ ام لا
هو وَحده من يَستطيعُ حمايتِها
كَلامه بالنسبَة اليها غَير منطقيّ البتّة
بل فاقم غَضبها اكثَر و كادَت ان تفقِد صوابِها
نَهرته مُنفعلَة بِقولها
- تُريدها ان تَذهب الي الهلاكِ بِقَدميها ثُمّ تُخبرني ان جونغكوك سيحميها؟
هل فَقدت صوابك ايها المُشير!
شدّ على قَبضتِه بقوّة يُناظر عُيونِها المُهتاجَة و هي تُطالعه
و هو عَلم من اين تَعلمت ابنته الاسلوب الاندفاعيّ
هي نُسخة مُصغرَة من طليقتِه
- ڤيولا! تِدك تكون ابنتي ايضًا لاذكركِ
اخافُ عليها كَمثلُكِ او اكثَر
و انا اشدّ ادراكًا لِمصلحتِها و اعرِف اين وَضعتُها
ارادَت ان تتحدّث لَكنها مَنعها بِرفع يَده امام وَجهِها ينطِق بِحَزم
- القرار لَيس بيدي و لا يَدِك!
انهُ بيد جونغكوك ، ان وافق على أخذِها
اذًا هو ادرَى بِمصلحتِها و يَعرف جيدًا مالذي يَفعله
تَفاقم انفعالِها و لم تَكُن تستطيعُ مُجابهته في الحَديث اكثَر
بَل كبحت حسرتِها و غصتها كَوّنه ختم كَلامه بالرَحيل
تَركها تتصارَع مع افكارِها تجلِس مكتوفَة اليَدين
فالقرار قَرارِه في الآخِر
لن تَستطيع اخذ ابنتِها و الهَرب كما فَعلت سابِقًا
آن ذاك كان مُجرّد عسكريّ بسيط
امّا الان ، فالدولَة بالكامِل تَحت ادارتِه
نُفوذه لا يُستهان بِها
•••
جَلس جونغكوك فوق فِراشه بَعد يومٍ مُتعَب من التَفكير المُفرط
مُنذ ان غادَرت آلميرا حَدثت اشتباكات بَينه و بين عائلتِه بِخُصوص زواجِه مِنها ، خُصوصًا والِدته التي رَفضت ان تَدخل كَعروسٍ لبيتِها
نَعتتها بِكثير من الصِفات التي ازعَجته
فظّل صامِتًا يستمِع و داخِله يَحترِق
لم يُناقِش بل اكتَفى بالرَحيل بِهدوء فالجِدال سيُفاقم الوضع و يزيده سوءًا
اتَكئ على ظَهرِه يُناظِر السَقف بِعُيونٍ شاردَة
جاءَت على مُخيلتِه و تذكّر دُموعِها المُختلطَة بِالمِياه تِلك
خمّن ان كانَت تبكي بِمُفردها فوق وِسادتها الأن..؟
لابد انّها مُنهارَة بالكاد تَستطيعُ استِجماع شتاتِها
احسّ بالقَلق و ودّ ان يَطمئن عَليها باجراء اتصالٍ سَريع
لَكنهُ تَراجع فَليست لديه الجُرأة لِمُهاتفتِها
مالذي سَيقوله لَها..؟
لما اتصَل بِمثل هذا الوقت المُتاخر؟
احسّ بضيقَة تجتاحُ صَدرِه بِمُجرّد ان تذكّر شَرطِها
جَلس مُنضبطًا يُفكّر
ايستطيعُ اخذها مَعه و ضمانَ حمايتِها..؟
ام عَليه التَراجُع فَحسب؟
فكّر مُطولاً بأمر الغاء هَذا الزَواج بأسرِه
شرطُها عائِق يُصعَب تجاوزُه
دلّك جَبينِه يُرتّب افكارِه ، عَليه أن يجِد الحل الأنسب قريبًا فالوقت يُداهمه
لم يَتبقى على العُرس الي اسبوعَين
و والِدته بدأت تَنفر من فِكرة زواجِه و تقفُ لهُ كالحاجِز
ان تَركها وراءِه مَعهم هو يَعلم انهم لن يَرحموها
او ، هُم لن يسلَموا مِنها فَهي ترد الصاع صاعَين
سَتكبر المشاكِل و تتفاقَم و قَد يَنتهي بِهما الامر بالطَلاق
او رُبما ، سَتخونه لِكثرَة غيابِه عَنها!
فالمرأة المُتزوجَة تحتاجُ رَجُلاً يَكونُ بجوارِها
اقشعّر بَدنه حينَما راودته الفِكرَة الأخيرَة
نَفى يطرُد كُل تلك الوساوس التي جَعلتهُ مَهمومًا
هو صامِت دائِمًا
لَكن ما بِداخله لا يَتوقف عن الحَديث..!
- عَليك اتخاذ القَرار جُيون
امّا تستبعِد هَذا الزَواج ، او تَأخذها مَعك
هَمِس لِنفسه بينَما يُدلّك جَبينِه بِبُطئ يُحاول دَفع ذلك الصُداع بعيدًا
تَنهّد بِعُمق يودّ التَمدُد و استِحضار النَوم
دَعى في نَفسه يُناشد الاله بِقوله
- يا رَب
اعطِني الاشارَة لاتخاذ القَرار المُناسِب!
اغمَض عُيونِه بِبُطئ مُستعدًا للغَوصِ في نَومٍ عَميق ينَسى بِه واقِعه
لَكّن اشارتِه التي وَصلته
جَعلته يَنهض من فِراشه لِصوت رَنين هاتِفه
جَذبه من فوق المنضدَة يَرى رقمًا غريبًا يرّن عَليه
تعجّب ثُمّ رد بِهدوءٍ
- جيون جونغكوك يتحدّث
سَكت يَنتظِر الرَدّ الذي وَرده بعد ثوانٍ يَجعل الدِماء تتجمّد في عُروقِه
- مَعك الشُرطَة سيد جُيون
نودّ اعلامك ان خَطيبتك شارَكت في سباقٍ غير قانونيّ ادّى الي حادث اوصلها للمُستشفَى ، ننتظرُ قدموك عاجِلاً
•••
4770 ✅
اهلاً اهلاً في فصل جَديد ♥️
🪐 ما رأيكم في تفاصيل فصل اليوم؟
🪐 هل بدات تتوضح القليل من الاحداث بالنسبة اليكم؟
🪐 بِخصوص جيون و عائلته؟
🪐 لما والِدتها لا تُريدها ان تذهب مع جونغكوك؟
🪐 ما السِر وراء ذلك يا تُرى؟ 👀
🪐 جونغكوك سيتراجع عن زواجه بِها؟
🪐 الجزئية التي اثارت اعجابكم؟
🪐 بالنسبة الي شخصية الميرا التي يجدها الكثير مستفزة؟
🪐 السبب الذي يجذبك لهذه الرواية عزيزي؟
سُؤال جانبيّ
🪐 برأيكم استسمح الميرا لجيون باقامة علاقة زوجية معها بعد الزواج؟
من وجهة نظركم انتُم
🪐اتريدون ان تُقام علاقة بينهما قبل ان تُبادله المشاعِر؟
ام تُفضلون بَعد؟
احتاجً رأيكم هُنا بشكل تفصيلي
اذكروا لي الاسباب ان كنت مع او ضِد
ارى فِكرة ان تسمح لهُ بالاقتراب منها بعد ان تُحبه باتت مُكررَة
نود الخُروج عن المألوف 👀
نلتقي في الفصل القادم ان شاء الله
الي اللقاء ♥️
.
.
.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top