عَروس الميراث | 42
عَروس الميراث | JK
اهلاً بكم في الفصل الثاني و الأربعون 🤍
شكرًا لانتظاركم 🤍 و دعواتكم بخصوص اختي
الفصل كان شبه جاهز و بمجرد مالقيت الفرصة
عدلت عليه و نزلته لكم
مش هاحط شروط لان اخر همي في الوقت الراهن مع ظروفي ، بس اتمنى من تلقاء نفسكم تدعموه و تتفاعلوا زي ما انا فكرت فيكم في اسوء مراحل حياتي ، فزي ما عارفين اختي حاليا بالمستشفى ، و عمليتها قريبَة
شكرًا لكم مسبقًا ، و قراءة مُمتعة ❤️🩹
لنبدأ 😽
•••
- الم..الميرا ، دع..دعيني اشر..اشرحُ لكِ
كانَت تلك الحُروفِ التي لَفظها الرائدُ تتماشَى مع المَشهد القاسي الذي تراهُ زوجتهُ قُبالتها و هي عاجزَة تمامًا عن الاستيعاب ، تَنظُر الي وَجهه المليئ بالخَوفِ و عيونه الحائرَة ، مَصدوم كُليًا هو..!
اقسَى ما قَد تشهدُ عليه امراة مُتزوجَة يومًا
هو مَشهد خِيانَة زوجها و فَوق فراشِها..!
لم تَستطع كَبت شُعورِها و انفعَلت بشكلٍ صَدم زوجِها الذي رآها تهجمُ على كُل من تراهُ بطريقَة وحشيَة..!
و على اثرِ ردّ فعلها ذاك ، لم يحتمل رؤيتها تتعدا بالقولِ و الفعلِ على اُمه و خالته الواتن يكبرنها سِنًا ، لِذا تَدخل بامساكِها من ذِراعها يَنهرُها بشدّة و يَجُرها خارج المُلحَق نحو مَخرج القصرِ بغضَب شديد
- مالذي تقومين بفعله؟ هل فقدتِ صوابكِ؟
انتِ كيف تسمحين لنفسك بالاعتداء على اُمي؟
سَحبت الميرا ذِراعها منهُ بصعوبَة فقبضتهُ كانت قاسيَة للغايَة
نظَرت في عينيه بِحدّة و صوتها فاق خاصتهُ و هي تصرُخ
- اُمك العاهرَة هي السبب بِكُل هذه المشاكل!
انها تريد تَدميرك قبل تدميري
اغمَضت عينيها بشدّة حينَما رَفع الرائد كَفهُ و اوشَك على صَفعها بِقوّة لَولم يتدارَك نَفسهُ في اللحظَة الاخيرَة ، سمعتهُ يُهسهس قائِلاً بحدّة
- حَدكِ..! اياكِ و التجرأ على تَجاوز حدودكِ اكثَر
احترمي نَفسِك و تَقبلي فكرَة ان ما حَدث كان مُجَرد خطأ!!
ليس لكِ الحق في القاء اللومِ على امي فهي مصدومَة اكثر منكِ
فَغرت فاهِها مُنصدمَة من قبضةِ يده المرفوعَة بالقربِ من وَجهها ، طالعتهُ بعيونٍ غير مُدركَة لما كان سيُقبل على فعله و قالَت بعدمِ تَصديق
- تم..تمُد ي..يدك عليّ..؟
نَظراتُ عُيونها اليه تَحملُ قدرًا من الصَدمةِ لا يُروَى
رأت القسوَة في خاصتيه عندما هَسهس غاضِبًا
- المرأةُ التي تمُد يدها على اُمي ، لا تلزمُني!
لِهذا ، غادري و لا تُعودي الي هُنا مجددًا
دَفعها من ذراعها الي الخارِج و لِضعف جَسدها بفعلِ المَرض استَطاع أن يُسيرِها كما يَشاء ، التَفت نحوهُ تناظرهُ و هي تُحاول الاستيعاب
- جونغكوك! عاقبَة ما تفعلهُ ضَخم
سيُكلفك الكَثير صدقني
حُروفها على رغم ارتعاشِ بدنها ، ألا انّها كانت متزنَة كفاية لتعبر عن شُعورها ، رأت التردد يَغزو مَلامحه فهو يعرفُ قراراتها الصارمَة لَكن..! لن يسكُت بعدما رآها تتحول الي واحشٍ قاتل
كادَت ان تقتل امهُ و ابنَة خالته..!
هذه المرأة مؤذيَة
و تطاولَت بما يَكفي على من انجَبتهُ..!
نظر بداخل عُيونِها مُتحدثًا بجديَة
- غادري! و لاتلتفتِ ورائكِ
نَظرت نحوهُ و الصَدمة تكتسحُ سائر وَجهها الشاحبُ من الورَم الذي ينهشُ امومَتها
- فَوق انك مُعترف بِخيانتِك
تسمحُ لنفسك باهانتي؟
ابتسمَت بعدمِ تَصديقٍ لتقومُ بارجاع شعرها الي الوراء و هي تُجاهد للاحتفاظِ بدموعها بصعوبَةٍ داخل جُحورِها ، عاوَدت التحديق بِه قائِلَة
- انها النهايَة! لا اريد رؤيتك تأتي مُتوسلاً اليّ اسمعت؟
حتى و ان كنت بريئًا ، لم اعُد اقبل بك زَوجًا مهما فَعلت
دع اُمك تسيرك كالدُميَة كما تشاء ، لانه مُستواك اساسًا!
ان تكون لُعبَة يا عديم الشَخصيَة
صَرخت بِه بغضبٍ و لم تسمَح لعواطفها أن تغلبها حتى بعدما رأت صَدمتهُ من كَلامها ، لا يَهمها! فهو اذاها اكثرُ مما أذتهُ بِكَثير
لم تأبَهُ لِنَظراته ، و لا حَتّى ردود افعاله بَعد كلماتها التي الحَقتها باخرى و هي تستعدُ للرَحيل
- هذه المرَة لن اتراجَع عن رَغبتي في الطلاق
ورَقتي تصلني حالاً و الا سارفعُ عليك قضيَة خُلع!
افهمت؟
ابتسَم ساخرًا و هو يُطالع عيونها المنكسرَة يقول
- سبق و اخبرتكِ ان زواجكِ منّي ليس بارادتكِ
شئتِ ان ابيتِ ، ستظلين باسمي للأبد
كَورت على يديها من نَظراتُ الشماتَة التي في عَينيه و لم تشئ مُجادلته فطاقتها لم تعد تحتمِل اكثَر ، التَفت لِتُغادر ، و هو لَم يَتكبد عناء اللحاق بها بل ظلّ مكانه يُطالع ظهرِها و هي تختفي من امامه
يتذكُر قناتها تِلك! و ان ما تفعلهُ كُله خاطئ
امهُ معها حَق ، اخلاقها هي لا تتماشَى مع اخلاقهم ابدًا
كُل ما جَرى بينهما من خِلافٍ كان تحت انظارُ عائلتهُ الشاهدَة على شجارهما الذي انتهَى برغبة حتميَة بالطلاقِ من الميرا
اعيُنه تقابَلت مع والِدته الغاضِبَة و أول ما قالَهُ حينما انتَصب امامَها ينظُر في عُيونِها بِجديَةٍ تامَة
- اعتذرُ عمّا بَذر من زَوجتي
التمسي لَها العُذر فما رأتهُ لم يَكُن سَهلاً
كنتُ ثَمِلاً ليلَة البارحَة و اختَلطت عليّ الامور
ظَننتُ كلارا الميرا ، انا المُذنب الوَحيدُ هُنا
ناظَرتهُ الاكبر سِنًا بِحقدٍ شَديد ، اقتَربت منهُ و مَدت يدها كي تَصفعه لَكنها تراجعَت عند اللحَظةِ الاخيرَة و قالَت بِصَوتٍ مُشمئز
- مُنذ ان حَملتُك ، و انت عِبئ على الجَميع
اولُهم انا..! تستمرُ بارتكابِ الاخطاء و تَدمير من هُم حَولك
انت عالَة على المُجتمع ، و مُجَرد شَخصٍ سبب تعاسَة غيره
لا اعلمُ كيف صَمدت رُغم مُحاولاتي الماسَة في اجهاضك
لَكنك فقط جئت ، لتُذكرني ببشاعَة الماضي!
لم يَعُد كلامها يَجرحه كالسابِق
هو نَظر في عينيها بِثبات عسكريّ
على اختِلاف ما سَبق من ايامِه
قال بهدوءٍ ، يُجيبها بِاتزانٍ مُحبِط لَها
- ابنكِ العالَة ، هو سَبب مكانتكِ الاجتماعيَة الحاليَة
لولاهُ ، لَكنتِ وَسط الأنعامِ تَحلبين البَقر
ابتسمَت يونهي بسُخريَة قبل ان تنطِق
- تتجمّل على والديك؟
لَيتني بقيتُ بين الأنعام ، و لا انجبتُك
مهما بَلغت نجاحاتُك ، ساظلُ اراك نَكِرَة
افهمِت؟
ابتسَم لها بِجُمودٍ جَعلهُ يَنصدمُ في دواخله
هل اصبَح فعلاً قطعَة جليد لا تُبالي؟
انمحَت مشاعره بالكامِل ؟
طالَعها بهُدوء يستعد للانسِحاب ، لَكنهُ سَمع الاكبر سنًا تُنبهه
- ضَع في عين اعتبارِك ، ان ما فعلتهُ بابنَة خالتك لن يَمر مُرور الكِرام ، انت سَتدفع ثَمن فِعلتك
تابَع سيرهُ بعد الذي سَمِعهُ و تجاهل كُل ما قالتهُ بعدما دَخل لذلك المُلحَق يجلِسُ فيه و عَقلهُ مَليئ بالضَجيج ، لِما حياتهُ تأبى الاستِقامَة؟ كُلما وَجهها للطريقِ الصَحيح تستمرُ بالاستِمالَة..!
يَتذكرُ كَلام الميرا الذي يتمرجحُ بداخل عقلِه دون تَوقف
مالذي سيفعلَهُ..؟ هل سيُنفذ ما طلبتهِ حقًا؟
انها قطعًا اللحظاتُ الحاسِمَة..!
•••
دَخلت الميرا الي المنزِل بعدَما تأجل موعدُ عمليتها بِسبب تأخُرها ، لم تشأ ان تُجادل والديها حينما التَقت بهما في الصالَة و اكتَفت بالصُعود الي الغُرفَة تُفكِر باخرِ المُستجدات التي جَرت بينها و بين الرائد
جَلست فوق السَرير تُطالع تورم عَينيها بالمرآه المُقابلَة لها بسبب البُكاء ، انهارَت في مُنتَصف الطريقِ و لم تُسيطر على نَفسها اطلاقًا
ما يَحدُث غير منطقيّ ابدًا..!
هي تعلمُ ان زَوجها بريئ
تعرفُ جَيدًا ، انهُ لن يَخونها حتى ان لم يَكُن في وَعيه
لَكِن رد فعله لا يُطاق..!
لا تعلمُ من اين جائت بكل تلك الثقَة ببراءته
لَكنهُ أختارَ عائلته بدلاً مِنها في اصعب المواقف..؟
استَلقت فوق الفِراش تنظُر نحو السَقفِ بشُرودٍ لِمُحاولَة استرِجاع قُوتها و جُزء من طاقتها المسلوبَة ، وردتها رِسالَة نصيَة من المصحَة تُخبرها بموعد العَملية الجَديد اذ تأجَلت لاسبوعٍ اضافيّ
تَنهدت بِضيقٍ و التَمست مكان رَحمها حيثُ يستوطنُ ذلك الورمُ المُتطفل ، لا شَئ يسيرُ على ما يُرام ، كُل ما بها مُتعفن..!
ابتداءًا من صِحتها الي عِلاقتها الزَوجية التي تعُد ايامها السعيدَة على كَفٍ واحد ، حاوَلت التهدئَة من اعصابها من خِلال اخذها لِحَبة مُسكن تُخفف ثقل شُعورها و تُساعدها على الاسترخاءِ و النَوم
سَمعت صَوت طرقِ الباب و عندما سَمحت للطارقِ بالدُخول ، كانت والِدتها ڤيولا ، جَلست مُعتدلَة كيّ تُعيرها اهتمامها فمن الواضح انها هُنا من اجلِ سَرد ما جَرى تلك الليلَة مع المُشير
اغلقت ڤيولا الباب و دَنت من الاصغر سنًا تجلسُ امامَها
حدقت في عينيها المُتورمَة و سألتها باهتِمام
- مابكِ الميرا؟ هل كنتِ تبكين؟
ابتسمَت الميرا بعدما اخترعَت كذبَةٍ طرأت في بالها
- ذهبتُ لمشاهدَة فيلمٍ مع اصدِقائي
كان حزينًا للغايَة اذ مات البطلُ في النهايَة
قَوست ڤيولا شفتيها بِحُزنٍ فقامت بالايماء ايجابًا بعدما طبطبت على كَتف الصغرى تُواسيها
- لابأس ، انهُ مُجَرد فيلم بالاخر
تَنهدت الصُغرى بِحنقٍ و اكتَفت بالايماء لَها
سألتها بعدما ارتشفت القليل من الماء
- ماذا حَدث بخصوصِ موضوعكِ مع ابي؟
هل تحدثتُما؟
اخفضَت ڤيولا بصرِها نحو الارضِ و سَكتت لِلحظاتٍ تسترجعُ احداث تلك الليلَة عندما لحِق المُشير بها بعدما سَمعت تفاصيل القصَة كاملَة
تَنهدت بضيقٍ و اجابَت
- تحدثنا و فتحنا دفاتر الماضي جَميعها
ناظَرتها الميرا بفضولٍ و حاولت الاندماج بقصتها كيّ تنسى احزانِها هي
- همم؟ و الي ما تَوصلتُما؟ هل غفرتِ لهُ؟
نظرَت ڤيولا اليها و قامَت بالنَفي عندما اجابَت
- كان مظلومًا بخصوصِ الخُطَة التي دَبرتها يونهي
لَكنه اخطئ بِحَقي كثيرًا يا الميرا ، لِهذا لم استطِع مسامحته
قَطبت الميرا حواجِبها تُطالعها و هي تُتابع
- كان يعلمُ انّي بريئَة ، و صحيح لم اكن عذراء قبل حادثَة اغتصابي ، لَكن ليلة زواجنا كي يرضي اهلهُ اخذني الي المستشفى من اجلِ اثبات عذريتي كَذبًا ، زوّر الوثائِق و جاء بِها الي والِده ، كانت تِلك لحظاتٍ خادشَة لمشاعري رُغم انهُ برر فِعلته بأنها لِصالحي ، لكن لا ، لم استطع نُسيان مَدى بشاعَة ما شعرتُ به تلك اللحظَة
مَسكت الميرا بيد اُمها و قالَت بصوتٍ لين
- اُمي ، الا ترين انك تُركزين على اخطاء غيركِ اكثرُ من اللازم؟ الحياةُ تنازلات! يَكفي ان يُسامح المرءُ بعدما يعترفُ الثاني بذنبه ، و من الواضح ان ابي يُحبك ، بل يعشقكِ و قد قرّ بِجهله و سوء تصرفه آن ذاك ، لا تنسي انه كان صغيرًا طائشًا ، و تحمَل ذنب لم يفعلهُ فقط من اجلكِ
نَظرت ڤيولا اليها بِحُزنٍ فتابعَت الميرا تُكمِل بِعتاب
- لا تكوني قاسية كالحَجر و امنحيه فُرصَة يُعوضكِ فيها ، ليس لديكِ عُذر فانا اعلم انكِ انفصلتِ عن عشيقكِ الفرنسي بعدما علم بشأن حَملك!
اخفضَت الاكبرُ سنًا بصرِها عن ابنتها التي واصَلت بجديَةٍ تقول
- الشخص الوَحيد الذي سيستطيعُ التكفل بابنكِ كانهُ ابنهُ بل اكثَر ، هو ابي! ان كنتِ تريدين اب حقيقيّ لصغيركِ ، فمثالُ النشأة السويَة من ايادٍ مليئة بالحنيَة امامكِ
نَظرت ڤيولا اليها من جَديد و تَنهدت بِقلقٍ تقول
- هل عليّ حقًا اعطاءه فرصة؟
اومأت الصُغرى عندما ابتسمَت لها بلُطف
- اذهبي و حادثيه هيّا
قامَت بالنفي عندما قالَت
- لا استطيع ، لقد وردهُ اتصال من المَقر و غادر مُسرعًا
لابد ان مهمة استعجاليَة
زَمت الصغرى شَفتيها و اكتَفت بالايماء قبل ان تقول
- حسنا عندما يعود عليكِ محادثته اتفقنا؟
همهمت الكُبرى و قامَت بالتربيتِ على الاصغر سنًا و هي تستقيم
- حسنًا ساذهب الان لديّ موعد مع الطبيبَة
نلتقي لاحقًا
خَرجت الاكبرُ سِنًا بعدما تَركت ابنتِها بِمُفردها تعودُ للغوصِ في بحار احزانها بِمُجَرد ان استَلقت فوق السرير تُطالع الفَراغُ بشُرود
خي تُعطي الحلول لِغيرها..!
و لا تَجدُ من يَحِلُ مصائِبها..!!
•••
كان موعِدُها في المُستشفَى بَعد أيامٍ قليلَة بعد الحادِثَة
لم تستطِع الحُضور إلا بَعد أن استجَمعت شتاتِها
وَصلت الي المصحَة و وَجدت الرائدُ يقفُ عند عتبَة الدخول
وَقفت تنظُر ناحيَتهُ و لم تشئ ان تُعيره اهتمامًا بِمُجَرد ان رآها
قررت ان تُعامله كالجَماد..! شَخص ليس لهُ وجود
فَمشاعر الغَضب و الكُره ، وَجه اخر لاحاسيس الحُب
دَخلت الي المُستشفَى و هو لَحِق بها مُلتزمًا الصَمت بِدوره ، سبقها بخطواتها و ذَهب قبلها الي الاستعلامات لاجلِ اتمام اجراءاتِ دُخولها الي العَمليَة
و حينَما مَضى على الاوراقِ اللازمَة كاخلاءِ المسؤوليَة الناجمَة من اضرار العمليَة ، عاوَد تسليمها مجددًا الي الموظفَة و نَظر نحو زوجته الهادئَة
- ستكونين بِخَير
نَظرت نحوهُ و لم تكُن تمتلك الطاقَة لاجابتِه
سَبقتهُ من جَديد و رافَقت الممرضَة الي حجرة الملاحظَة
هناك حيثُ تمّ تزويدُها ببعض المحاليل بعد سَحب جُرعَة من دماءها لاجراء تحاليل مُهمَة ، جَلست فوق السرير تنظُر نحو السقفِ بشُرود
حتى مَرضها لم تعد تُفكر به بقدر تَفكيرها بِعلاقتها مع الرائد
ما النهايَة يا تُرى؟ كيف ستكونُ ختاميَة هذه المهزلَة؟
تشعُر به يقفُ عند عتبة الباب و اعيُنه عَليها
كليهما يَرفض الحَديث
لَكن العُيون كافيَة بنقل كُل احساسٍ داخلهما
رأى المُمرضَة تُغير ملابِسها و تُلبسها ثَوب العمليات
بمُجرد ان رآها به انقبضَ قلبهُ و بدأ الخَوف يتمكن منهُ
درَب نفسهُ كَثيرًا ألا يُظهر خوفه و يَتصنع البرود كيّ يربح حرب الكبرياء تِلك ، لَكنهُ فشل مُنذ البدايَة..!
قضَم على شفتاهُ و ازداد توترهُ اضعافًا حينَما وَجدها تَستلقي فوق الفِراش من جَديد يستعدون لاخذها الي غرفة العمليات ، سَحبوا سريرها نَحو الخارج و عندما مَرت بِجواره ، مَسك بيدِها و ضغط عليها بِقوّة حينما نظرَت بداخل عَينيه
- اُخرجي سالمَة مُعافاة
احتاجُ جُنديّ سليم ، كي اُحاربه بِضَمير
ابتسمَت بِجَفاء بعدما قالَت بهُدوء و صَوتٍ واضح التَعب عليه
- لا تَخف..! انا لن اموت حَتى اضَمن ان نهايَة معركتُنا لِصالحي..!
سَحبت يدِها منهُ ، و ضَمتها نحو قلبِها بعدما طلبَت من التمريض ان يُتموا جرِها ، لم تشئ فتح حوارٍ معهُ قد يزيدُ وضعها سوءًا ، تودّ ان تمرُ هذه اللحظاتُ باسرَع ما يُمكن ، كيّ تستعيدُ عافيتها من جَديد
جَلس الرائد امام حجرَة العمليات ينظُر نَحو البابِ بِعيونٍ مليئَة بالتوتر ، قلبُه مليئ بالضَجر و القَلق على زَوجتهُ التي اصبحَت تحت ايادي الاطباء بالداخِل
فَرك كُفوف يَدهُ سَويًا كَمُحاولَة لِتَشتيت تفكيرِه عن اسوء الاحتِمالاتِ و بِمُجَرد ان خرجَت اول مُمرضة من الغرفة ، هَرول نحوها يسالها بقلق
- طمنيني؟ هل هي بخير؟
نَظرت الممرضَة اليه تُجيب
- انها بخير سيدي ، تم اخذ العينة بنجاح
سيتمُ اخراجها قريبًا
ابتسَم مُطمئنًا و قَبل ان تَسمح لهُ الفرصَة بان يَلتقيها بعد العَمليات ، وردَهُ اتصالاً من فَريقه قَلب موازينهُ بالكامِل
- سيدي ، نحنُ بحاجتك حالاً..!
ما قيل ، جَعل أقدامَ الرائِد تسلُك طريقها نَحو الخارِج دُونَ شُعور
عُيونَه توسعَت من بَعد ان نَظر الي غُرفَة العملياتٍ للمرَةِ الاخيرَة
من ثُمّ ، رَكض باقصى قُوتَه نَحو المَجهول
فواجبهُ الوطنيّ ، يُناديه!
كُل المشاكِل تنهمرُ في مرة واحدَة..!
بعد خُروجِ الميرا من العَمليات ، فَتحت عُيونها ببطئ تُقابل سقف الحُجرَة اعلاها ، اخرجَت نفسًا مهزوزًا على اثره سعلت بقوَة رغبة في استفراغِ المُخدر ، جائت لها الممرضة بدلوٍ فارِغ اخرجَت فيه كُل تلك المادَة الخَضراء قبل أن تُعيد الاتكاء من جَديد تَبحثُ بعينيها عن هَيئةِ الرائد
لم تَجِدهُ في الجِوار..!
و تلك احَد اسبابُ انقباضُ قلبِها الذي يُؤلمها منذ ليلَة البارحَة
مَسدتهُ باصابِعها بلطفٍ و عقلها لا يزالُ مُغَيب تحت تأثير المُخَدر
على الرُغم من وجود تلك المادَة و فعاليتها بجسدها
الي انها لم تَنجح في تسكين ألم قلبها..!
نَظرت ناحيَة المُمرضَة التي قامَت بِوَصل المُغذي بوريدِها تسألها بهدوء
- الم يأتي احد لِمُرافقتكِ؟
قد تضطرين للمَبيت هُنا الليلَة
قامَت بالنَفي بعدما صَمتت تُفكر ثُمّ اجابَت
- انا بخير ، سابيتُ بِمُفردي
تعجَبت المُمرضَة ثُمّ قامَت برفع الغطاء عَليها تُخبرها و هي تستعد للمُغادرَة
- ارتاحي فالدواء به مُنوم ، يُمكنك المناداة عليّ في ايَة لحظَة
قامَت الميرا بالهمهمَة و لم تُتعب نَفسها بالحَديث
سَحبت هاتفها من فوق المنضدَة تفتحهُ و تتفقدُ الساعَة
لم تستغرق العَملية سِوا نصفُ ساعَة اذ تمّت من خِلال المنظار ، لم تطلب عملاً جراحيًا كاملاً و ذلك كان مُريحًا بالنسبة اليها
ستستعيدُ حياتها الروتينيَة بعد اسبوعٍ بالتَمام
زَفرت انفاسِها و دعَت ان تكون النتائج سليمَة
لم تقم بِمُشاركَة مرضها سِوا مع الرائد ، اذ لا يسعها رؤيَة القلق فعيون والديها على حالها اطلاقًا ، تودّ التعامل مع مآسيها بِمُفردها
فَتحت تطبيق الواتساب و بعد ان ازالَت الحظر عن حساب زَوجها ، دَخلت تتفقدُ اخر ظُهور لهُ ، قطبت حواجبها مُتضايقَة اذ قالَت
- كيف امكنهُ الرحيل و تَركي بِمُفردي؟
حتى و ان كان قلبهُ يغلي منّي..؟
حتى و ان طلبتُ تركهُ..!
هَمست بِصَوتٍ مُنخفضٍ فتابعَت بحزن
- لم يكن عليه اتقانُ الدَور لهذه الدرجَة..!
الرؤية لا تزالُ ضبابية بالنسبَة اليها فتأثير المُخدر يسري في جَسدها بالكامل ، دخلت على حساب اُمها و ارسَلت لها
- لن اعود الليلَة الي البيت ، سأبيتُ لدى صديقتي
استَقبلت امها رِسالتها بقلبِ رحب و لم تَشُك بها
فتلك عوائد ابنتها ، تَغيبُ عن البيت بشكلٍ مُفاجئ
و تُعطي تبريراتٍ في اللحظاتِ الاخيرَة
هي من عَودت الجَميع بألا يَقلقوا عَليها
امتهانُ القُوَة ، يَجعلهم يَرون ضِعفها شئ لا يُذكَر
وَضعت الهاتف جانبًا و قَررت ان تَستريح تمامًا كما طَلبت منها المُمرضة فصحتها اولَى ، من الجَيد ان الدواء به نِسبة عاليَة من المنوم استطاعَت فصلها عن الواقع و مَنحها بعضًا من الراحَة العقليَة
كانت لحظاتٍ ، و نامَت بالفِعل
•••
مَساءًا ، بِطلَبٍ من طبيبُها المُشرف على عَمليتها طَلب منها الاستقامَة للتمشي كيّ تطرُد الغازات ، و ذلك ما فَعلتهُ بالاستعانَة بِمُساعدَةِ المُمرضَة
نَهضت من فوق سريرِها بِبُطئٍ قبل أن تتكئ على الممرضة بِمُجَرد ان داهمها الدُوار ، تماسَكت في اللحَظةِ الاخيرَة و استعادَت توازنها بِصُعوبَة
كان هُنالك وَخزٍ خَفيف يَطرُق رَحمِها لَكنهُ يُحتمَل ، تَمشت بِمُساعدَة الممرضَة الي الخارِج فقامَت باخذها في جَولةٍ حَول المُستشفَى
الميرا لا يَروقها كثرَة الجُلوس ، و قد شعرت بالمَلل بالفعل فقد نامَت لساعاتٍ طويلَة بعد ان غاب النَوم عن عُيونها لأيام بسبب المُستجداتِ الاخيرَة
تَمشت مع المُمرضَة وصولاً الي قاعَة الاستِقبالِ و الطوارِئ ، هناك اندهَشت حينما سَمعت صَوتًا مألوفًا جَعلها تلتفت برأسها ناحيَة الباب بمُجَرد ان رغبت بالعَودة الي غرفتها و اتمامِ نومها فالساعة تتجاوز الواحدَة صباحًا
صُدِمت بِمَظهر اُمها و هي تركُض نحو الداخِل و عُيونها متورمَة من البُكاء ، كان على ثيابِها بُقعٍ من الدماء جَعلت قلبها ينتفضُ بهلَع ، مَسكت كيس الدماء الذي تَحملهُ فهو نتيجَة خُروج بقايا العمليَة من رَحمها لذلك كان لايزال ملتصقًا بِها من خلال انبوبٍ يقتحمُ مبيضِها
رَكضت في اتجاهِ اُمها على الرُغم من ألمِ اقدامِها ، و مَسكتها من ذراعها تسألها بهلعٍ شديد
- امي مابكِ ؟ مالذي حدث لكِ؟
حَدقت ڤيولا بها من وَسط دموعها التي تُغرقُ عيونِها و قالَت و هي ترتعش
- وال..والدكِ
انقبَض قلبُ الميرا التي مَسكتها من يديها بِقوّة و الممرضة من خلفها تُحاول اراجعها الي الخَلف من اجل الحفاظِ على جُرحها سليمًا
- ماب..مابه والدي؟
قالَت و هي تُطالع عُيون امها التي انهارَت تبكي بِحرقةٍ شديدَة ، لم يَسعها الاكمالُ و اذ بالصُغرَى ترى زَوجها يدخُل من البوابَة الرَئيسيَة يلبسُ بذلتهُ العسكريَة رفقَة جُنوده
لم يَكُن حالهُ افضَلُ من اُمها ، كان وجهه يعتليه السَوادُ و هنالك جروحٍ تكتسحُ جَسدهُ و رُغم مَلابسه الا انّ دماءَهُ و لَحمه المُمزَق بانَ من بذلته الغارقَة بدمه و دَم غيرِه
قبل ان تستوعِب و تَسألهُ ، سبقتهُ امها بذلك حينما رَكضت لهُ و قالَت من وسط دُموعها
- ق..قل ل..لي ؟ اين..اين هو؟
مَسكها الرائدُ من ذِراعها يُبعدها عن الطريقِ الرَئيسيّ حينَما تمّ ادخال المُشير و هو على فراش المَوت يتمّ جَرهُ بسريرهِ الي الداخل بسُرعَة كيّ يتم اسعافه
العساكر مَلئت المُستشفَى بالكامِل ، رجال الأمن حاوَطتهُ من كُل نحوٍ لغرضِ حمايَة ما تَبقى من روحِه ، جَسدهُ كان مُمزقًا بالكادِ يتم التَعرفُ عليه من كثرَة الدماء التي تُغطيه
لم تستوعب الميرا ما يحدُث ، ما تراهُ كأنّهُ مَشهد من فيلم شاهدتهُ قَبل النومِ و هاهي ذا تُعيد خَوض احداثه وسط كابوسٍ تأمل الاستيقاظ منهُ قريبًا..!
تجمَدت اقدامها و لم يَعد بامكانها الحَراك ، الزُحام مَلئ المكان و صُراخ اللواء الذي حَضر مع المُشير يَرن في اذنيها كالصَدى و هو يُنادي على الاطباء لاسعافِ قائِدهم فَورًا
ڤيولا تَمسكت بيدِ جونغ قبل أن يَتم اخذهُ الي المِصعَد و بَكت و هي تُناشده بالصُمود و تجاوَز هَذِه المِحنَة ، شدّت على اصابِعه بقوّة و لم يَكن يقظًا لِسَماع رجائِها حتّى و ذَلك ما زاد الامرُ عَليها سوءًا
رَفع الرائد عينيه من فَوق جَسد المُشير امامَهُ و نَظر نحو زوجته التي تقفُ تائهَة في المُنتَصف لا تستوعِب ما يَجري ، يَرى في عُيونها ضَياعٍ شَديد
يَتمنى ألا تستوعِب..! و إلا قلبُها المُتعلق بأبيها لن يَحتمل
كان يَخالها نائمَة في غُرفتِها بعد تعب العَمليَة
لم يَتوقع ان تَكون حاضرَة لاستِقبال هذا المَشهد المُميت..!!
تَقابلت عُيونهما حينَما رَفعت خاصتيها لهُ و رأتهُ و هو يُزيل قِناعهُ و لِثامه الاسوَد ، كَشف عن وَجنتيه و شِفاهه المُمزقة من شدّة قضمه لها طيلَة الوَقت بعدما كان يُجابه اصعَب المواقف و اشدُها قسوَة في حياتِه
شدّة الضغَط الذي كان يُقاسيه لا يُحتمَل اطلاقًا..!
بدأت تستوعِب ان روح والِدُها تُغادر جَسده..! يتمّ اسعافهُ في الطوارئ في الوقت الذي يُجهزون فيها حجرَة العمليات و هي تكادُ تُصدق ما تَسمعهُ
تَشبثت بِذلك الكيس الذي يَحملُ دَمها ، و مَشت به نَحو سرير الطوارئ حيثُ تتواجد ڤيولا بالقربِ من جَسد المُشير المُدمَرِ ، وَقفت بالقُربِ منهُ تراهُ في اشدّ حالاته ضَعفًا و ذلك ما لم تتوقعُ ان تراهُ فيه يَومًا..!
والدُها صاحب البُنيَة التي لا تُقهَر ، وقوفه شُموخ لا يعرفُ طريقًا للرضُوخ ..! حتى في مَرضه كان قويًا صامدًا لا يعترفُ بالتَعبِ او الوَصب
لم يسبِق و ان سَمعتهِ يشتكِ و لو عن طريقِ الخَطأ
فجاةً ..! تشهدُ عليه طريحُ الفراشُ لم يكُن امر هَين البتّة
تُناظرهُ بعيونٍ واهنَة ، عقلُها تَوقف عن العَملِ و الدُوار لازَمها اذ لتوها تخرُج من عَمليةٍ هدفها تَحديد وَرمٍ يتغذى على جَسدها..!
لو كانت بحالٍ افضَل ، لصرخَت و اخرجَت ثقل شعورها بالبُكاء ، لَكِن كُل مابها الان في اضعفِ حالاتِه لِذا استطاع الرائد ان يَتنبئ بسقُوطها حينما رأى جسدها يتمرجحُ بعدما فقد اتزانه
هَرول نحوها مُسرعًا و اسنَدها عليه حينما وَقعت بين يديه مُغمًا عَليها من شِدّة الصَدمة ، لم يكُن ما رأتهُ سَهل اطلاقًا ..! فكُل ما يحدُث يُصعَب تصديقه
نَظر الفتيَة الي بَعضهم بِحُزنٍ على زَوجة قائِدهم التي تُعاني منذ لحظَة زواجها الاولَى مِنهُ ، لم يَكونوا يعلموا بِما يستطيعون المُساعدَة ، فكُلهم جرحَى و بحاجَة الي العِلاج الفوريّ كيّ يَقفوا على رأسِ عملهم من جَديد
احتَضن الرائد زَوجتهُ الي صَدره ينظُر الي ملامحها الباهتَة و الشاحبَة ، طبطب على خدِها المُصفَر يُناديها بِقَلق
- الميرا ، افتَحِ عُيونكِ ، اتسمعيني؟
لم يَكُن هُنالك ايَة استجابَة لِذا حَملها بين ذراعيه و لم يُبالي بِجراحه ، رَكضت الممرضَة ناحيتها و وَصفت لهُ غرفتها اذ هَرول ناحية المِصعَد لبلوغِها
دَخل بها الغرفة و وَضعها فوق السَرير يُناظرُ عيونِها الذابلَة ، تَنهد بِقلقٍ يوجه بصره نحو الممرضة التي تقيسُ مؤشراتها الحيويَة
- كيف حالُها؟ هل هي بخير؟ ماذا عن العمليَة؟
اجابتهُ المُمرضَة و هي تضعُ مؤشر الحرارَة اسفل ابطِ الصغرى
- العمليَة نجحت و حالتها مستقرَة
لقد كانت بخير و من المُفترض ان تَخرُج غدًا
تَنهد الرائد بِقلقٍ يقولُ و هو يُعيد وَضع عيونه فَوق ملامح امرأته
- لم يكُن الموقفُ سهلاً عليها!
ما رأتهُ هذا الاسبوع ، مشهد ابشع من أخيه..!
جَلس على الكُرسي الذي بجانبها و قام بامساكِ يدها المتورمَة من شدَة الحقن فراحَ يمسحُ عليها بانامله برقَة يُخاطبها هامسًا
- تماسكِ ، انتِ يمكنكِ تجاوز هذه المحنَة همم؟
ستكونين بخير ، ارجوكِ لا تضيعي منّي
مَسح على شعرِها بيده الثانيَة بلُطفٍ شديدٍ قبل ان يُناظر الممرضَة و تَحقنها بانبوب محاليل سُكريَة متحدثَة
- لقد انخفض سُكر الدَم لديها
جسدُها منهك للغاية انها بحاجَة للراحَة
نَظرت اليه تُلاحظ جُروحه التي على ذراعيه و فِخذه
كانت هنالك قطع زُجاجيَة اخترقَت كتفه و عِضده
مَع قطعَة حديدَة مزقَت فِخذه المربوطِ بسترته
- سيدي انت كَذلك مجروح..! جراحك بالغَة
دعني اقومُ بمعالجتك
قامَ بالنفي برأسِه و قال معترضًا
- لا ، انا بخير ، لا اريد ان اُغادر من جانبها
اتركيني رجاءًا مَعها
ألحَت المُمرضَة على مُعالجته خوفًا من التهاب جُروحه
لَكن اصرارَهُ غلبها و جَعلها تُغادر خائبَة
اغلَقت الباب خَلفهُ و تركتهُ لوحده مع زَوجته المُغيبَة
احتَضن يدها الحُرَة من المحاليل بِكُفوف يديه الاثنين ، و ضَمها ناحيَتهُ يُناظرها بِعينيه السَوداء بِفضولٍ رَهيب ، في كُل مرَةٍ ، تكونُ بالنسبَة اليه اول مرّة
- لا اعلمُ كيف تملكين كُل هذه البديهَة ، و الذَكاء في تَحليل من هم حولك و فهم تصرفاتِهم ، هل الامرُ لانكِ اخصائية نَفسية؟ ام هي مهارَة حياتيَة اكتسبتيها من تجاربكِ في الحياة؟ على قَدرِ الضرب الذي اخذتهُ من الدنيا خلال سنوات حياتي اجمَع ، الا انّي لازلتُ ساذَج!
مَسح على ظاهر يدِها بلُطفٍ فتابع مُتحسرًا
- لحُسن حَظّي ، ان الاله انار بصيرتي بكِ
و جَعلكِ المرآه التي تعكسُ لي نوايا من هُم حَولي
لانهُ لولاكِ ..! لوقعتُ في الفَخِ الذي وَقع فيه أبي منذ سَنوات
اشكُركِ و انتِ مُغيبَة ، لاني لا املك الشجاعَة الكافيَة
لافعل و انتِ يقظَة ، اخجلُ من النظر في عَينيكِ
لازلتُ غير قادر على اظهار مشاعري بصورَة صحيحَة
و سافعلُ قريبًا ، لا تيأسي منّي لاني اتحسنُ على يَديكِ
خَتم كلامهُ بِقُبلَة طبعها فوق ظاهر يَد زوجتهُ التي ظَلت مُغيبَة عن الواقع لِما يُقارب الساعتين ، لم يَكُن يستطيعُ الصُمود كل تلك المدَة دون علاج لِذا نده على المُمرضة كيّ تُضمد جُروحه حينما اكتَفى جُزئيًا من تأملها و هي نائمَة
فَتحت عينيها على صَوتِ انينِه ، تشعُر انها في حلم مُظلم لا يزال يُطاردها بابشعِ كوابيسها ، خصوصًا ان بُؤبؤ عيونها سَقط على جَسد زوجها الجالِس بالقُربِ منها و جُرح فخذه مكشوفٍ لِانظارها
كان يأن مُتألمًا و هو يتمسك بالغطاء الخاصِ بها بقوّة بينما المُمرضَة تجلسُ امامهُ تُعقمه قبل لَفه بالضِماد بعد الانتهاء من جرحِ كتفه و ذراعه
جَلست مفزوعَة البدنِ و الروح تُناظره بِهلعٍ قائِلَة
- جونغ..حونغكوك؟ ماب..مابك؟
حَدق بِها من وَسط انينه و عَرقه الذي يَتصببُ منهُ ، لحسنِ حَظه ان المُمرضَة انتهَت من تضميده كيّ يستطيعُ التركيز مَعها حينما تُحادثه لذا قال بثقل انفاسه
- ان..انا بخير ، ان..انتِ استيق..استيقظتِ؟
نَظرت نحوهُ و هي بالكادِ تستوعبُ ما يجري حولها
- لا افه..افهم لم..لما انت ه..هنا؟
نَظرت نحو بذلته العسكريَة ، التي تُشبه ما راتهُ بها في الحُلم..!
او ذلك ما كانت هي تعتقده..!
اذًا؟ الم تكن اصابَة والدها المُميتَة حُلمًا..؟
استوعَبت الحقيقَة التي جَعلتها تشهقُ و تَضع يديها فوق شَفتيها بعدمِ تَصديق
- مست..مستحيل..!
رَفعت الغطاء عن جَسدها و رَغبت بالنُهوض و قبل ان تُنفذ ما تُفكر به ، هَلع اليها يُمسكها من عضدها بسُرعَة
- الميرا لا تَتهوري..! والدكِ بخير
لا تخافي و اسمعيني
نَظرت اليه و هي ترتعدُ من خَوفها بِمُجَرد تذكر الحالَة التي رأت والِدُها بها ، ناظرتهُ و دموعها تتسابقُ على وجنتيها رُغمًا عن ارادتها
- اب..ابي بخير؟ عن اي خ..خير تتحدث؟
لقد رأيتهُ يموتُ بعيوني جونغكوك
قامَ باجلاسِها حينما نَهضت و مَسك اكتافها بيديه كيّ يُثبتها رغمًا عن ارادتِها ، طالع عُيونها و نَطق بهدوء
- لقد وردتني الاخبارُ من الممرضَة انه تجاوز مرحلة الخطر
تم انقاذهُ و عمليتهُ نجحت ، انهُ بخير صدقيني
نَفت برأسها و لم تَكُن تُصدقه ، ازدادت دُموعها تساقُطًا و قالت مُحاولة دَفعه عن طريقِها
- دع..دعني ، ساذهبُ لاراهُ حالاً
لا يُمكنني تصديقك ان لم آراهُ بعيوني
انهُ ابي..! انهُ حبيبي لما لا تفهم؟
بَكت بشدَة و لم يَجد الرائد وسيلَة لامتصاصِ طاقَة الحزنِ منها سِوا بحضنٍ ضيقِ منه قيّد كُل حواسها و مَنعها من الحَراك ، عانقها بقوّة بالغَة اذ انحشر رأسها في مَعدته نظرًا لوقوفه هو و جُلوسها هي
مَسح بشكلٍ طوليّ على ظهرِها المُستقيم و قال هامسًا
- تعرفين انّي لا اُجيد المُجاملَة ، و لا استطيعُ المُسايرَة
كنتُ لاخبركِ بسوء حالته ، لو كان الامر حقيقيًا
كلامهُ حَقيقيّ ، هو شخص لا يعرفُ مراعاة مشاعر الاخرين و يَصدم البقيَة دومًا بالاخبارِ مهما كان سُوءها ، فهو لا يُجيد المسايرَة على قوله..!
و ذلك ما تعرفهُ هي جيدًا عنهُ لذا بدأت تهدأ
رَفعت رأسها اليه و سألتهُ بصوتٍ مُهتَز
- مت..متأكد؟
اخفَض رأسهُ الي مُستواها و قامَ بالايماء للتأكيد
سَحب الكرسي خلفهُ و جَلس عليه بعدما امسَك بكلتا يديها
يمسحُ عليها برفقٍ تام مُتحدثًا بهدوء
- لا يُمكنكِ الخروج بهذا الحال الميرا فانتِ لازلتِ مريضَة
جسدكِ مُتعَب ، و اثار العمليَة واضحَة عليكِ للغايَة
امكِ لَن تحتمل سماع مرضكِ الي جانب اصابَة والدك
هي بالفعل مُنهارَة ، و انتِ عليكِ مراعاة وضعها
طالعتهُ الميرا بِحُزن و قلبها يَتقطعُ على حال ابيها الذي مَنعها مرضها من رؤيته ، ازداد بُكائها و قالَت من وَسط شهقاتها العاليَة و الخانقَة
- ما..مابه ح..حبيب قل..قلبي؟
مالذ..مالذي اوص..اوصله لهذا الحال؟
تَنهد الرائدُ و هو يُقدم لها منديلاً من فوق الطاولة تُجفف به دُموعها الغزيرَة ، اخذتهُ منهُ و سَمعتهُ يَروي لها ما جَرى
- صباحًا حينما كنتُ هنا معكِ ، و بينما انتِ في العمليات وردني اتصال من المَقر عن خَبر اختطاف والدكِ من سيارته حينَما خرج متخفيًا دون حُراسه ، اضطررتُ لتلبيَة النداء فورًا و بعد ان وَجدنا موقعهُ ، تَرك المُجرمون قُنبلَة انفجَرت في الوقت الذي اسندتهُ للخُروج من المبنَى ، للاسفِ هو قام بِدفعي للخارِج و بَقى هو بالداخل لذا اصابتهُ كانت اقوَى بمراحل من خاصتي
رَوى ما جَرى الي امرأتهُ التي ازدادَت دُموعها تكاثُرًا كُلما تَخيلت قساوة المَشهد و مَدى ألمِ والدها بفعلِ ذلك الانفجار ، حاوَلت التكتم على بكائها لَكنها اختنقَت و انفجَرت اكثر من السابِق
- يا حبيبي يا بابا ، من هم الذين فعلوا ذلك بِه؟
ل..لما خطفوه؟
كان يَراها غبيَة في سُؤالها ، فوالدها صاحب اعلى رُتبَة عسكرية في الجَيش و بالتأكيد اعداءهُ كُثر..! و كي لا يطحن مَشاعرها المُتأذيَة اكثر قال
- اعدكِ سابحثُ عن الفاعل و اُمسك به
لن يَنفذ بفعلته هذه اطلاقًا ..!
ارتجافها لم يَخف و ذلك قطعًا غير جيد لصحتها ، ما زاد قلق زَوجها عليها و طَلب من المُمرضة القُدوم كي تحقنها بمُهدئ رفضت هي اخذه الا بالقوَة
ارتخَت تدريجيًا و هدأ ضَجيجُ عقلها لَكن دُموعها لم تَجف ، استلقَت فوق السَرير و وَجدتهُ بالقرب منها يَمسحُ دموعها كُلما نَزلت و يستبدلها بِقُبلة فوق عُيونها المُبللَة بماءِها المالح
ناظرتهُ و هَمست بصوتٍ خانق
- انت لا تكذبُ عليّ اليسَ كذلك؟
قامَ بالنَفي و بدأ قلبها يَطمئن ، لم تعد تقدرُ على المجادلَة و مفعول المُهدئ يسري في عُروقها يَمنعها من الانفعال و الاندِفاع ، تَمسكت بيده المحطوطَة فوق بطنِها اذ كان يَمسحُ برفقٍ فوق جُرحها و سألتهُ بصوتٍ مُتعَب
- قُل لي ، ما هي مُستجداتُك؟
ناظَرها من وَسطِ هُمومِ تفكيره فقد سَهى و هو يتأمُل عيونِها الباكيَة ، هل حقًا دخوله الي عالمها جَعلها بكُل هذا البُؤسِ و انعدام الحياة..؟
زَفر انفاسَهُ المُهتزَة و قالَ بهدوء
- بالامس تَحدثت مَعي امي ، و طلبت منّي الزواج من كلارا
نَظرت الميرا اليه بِابتسامَةٍ ساخرَة لم تستطِع التحكم فيها ، رَفعت عُيونها للسقفِ لتجفيف دُموعها ثمّ طلبت منه مساعدتها بالجُلوس ، لم يشئ ان يُتعب جَسدها اذ ضغط على زر السرير الذي ارتَفع جُزءَهُ العلويّ و اجلسها تلقائيًا
نَظرت في عينيه بجديَة ثُمّ قالَت بهدوء لا يتماشَى مع بُركانها بالداخِل
- تأكدَت؟ أيقنت انّي لم اكُن اكذبُ عليك؟
ناظَر عُيونها للحظاتٍ فقام بالايماء برأسِه بعدما ابعد كُحليتيه عن مُتناولها يُطالع الفَراغ بانكسار
- لا اكذبُ عليكِ ، لكنِّ تمنيتُ ان تكوني مُخطئَة
تمنيتُ ان كُل ما قُلتيه كان افتراءًا..!
حاولتُ الاحتفاظ باخر صُورَة جيدَة لاُمي
حَدقت بُه الميرا بِحُزن على حالِه
الطفلُ بداخله لا يَزال بحاجَة الي اُمه و يَرفضُ تصديق شَرها..!
مَسكت بِوَجنتيه و ادارَت رأسهُ اليها تُطالعهُ بِحُزنٍ شعر به من خِلال صَوتها
- تلك لَيست اُمك ، ليسَت كُل من انجَبت طِفل تُعتَبر كذلك..! هي انجبَتك للحياة ، لَكنها لم تَمنحك اياها ، لذا كُف عن التماسِ الاعذار لَها
حَدق في عينيها السَوداء كخاصته فَسمعها تُتابع بجديَة
- انهُ وقتك ، وقتك لاسترجاع حَقك مِنها جونغكوك
ان كان مَعك الدليل حسبُما اوصيتك
فداني اتكفلُ باستردادِ حقوقك جميعها
نَظر اليها بِشُرودٍ يَتذكرُ اخر حَديثٍ دار بينهُما في المُلحق
بعد اخرِ ما جَرى ، حينما مسكتهُ بالجرمِ المشهودِ يخونها..!
او ذلك ، ما اعتقدهُ الجَميع..!
•••
بِمُجَرد أن دَخلت الي المُلحَق
صُدمت بِمَشهد كلارا تنامُ فوق فراشِها بِدون مَلابِس
و زوجِها يقفُ بجوارِها يُمسك برأسه كمن ارتَكب خطأ لا يُغتَفر
سَقطت على رُكبتيها من بشاعَة ما تَرى و فقدت حَاسة النُطقِ و التَعبير ، عَينيها تتفحصُ مَلامح الرائد الذي بِمُجَرد أن رآها مسَك بِنطاله المرميّ فوق الارضِ يرتديه و يقتربُ مسرعًا مِنها يُحاول التَبرير
- الم..الميرا ، لي..ليس كما تعتق..تعتقدين
نَظر في عينيّ زوجتهُ التي ظَلت صامتَة تُحدق بِداخل عُيونه الخائفَة ، لم تلفظ حرفًا بل تَركت اُذنيها تتولى مُهمَة سماع صَوت بُكاء خالتِه و هي تُمسك برأسها تقولُ
- مالذي فعلتهُ بابنتي ايها السافل
لقد اضعَت شرف صغيرتي..!
كيف ساتصرفُ مع هذه الورطَة؟
اين ساضعُ وَجهي!! كيف ستتزوجُ صغيرتي؟
وَضعت كامل اللوم على الرائد كما لَو انّهُ من اعتَدى على ابنتِها دون ارادتِها ، رَفع جونغكوك عينيه الي خالته و هو يُنفي برأسه معترضًا
- ل..لا ، انا لم افع..افعل شيئًا ، لم المس..المسها
اقتَربت امه من السرير تَسحبُ الغطاءُ عنهُ لتكشف عن بقعة دمٍ حمراء في مُنتصفه ، سَخرت تقولُ بعدما بدأت كلارا تَبكي
- اضعت شَرف الفتاة و تقول لم تفعل شيئًا؟
لقد خسرت عُذريتها!!
صَرخت في ابنها الذي نهض من مَجلسه يقتربُ لرؤيَة بقعَة الدماء تِلك ، قطب حواجبه مُتضايقًا قبل أن ينطِق مُبررًا
- لم المسها! انا اساسًا لا اعلمُ كيف جائت الي هُنا
لقد عدتُ الي البيت مُرهقًا بالأمس و اذكر اني وجدتُ الميرا
حَدق في كلارا التي بَكت و هي تقولُ بِخنقة
- صح..صحيح ، لق..لقد عدت ثم..ثملاً ، و ك..كنت تظ..تظن انني المي..الميرا ، حاو..حاولت ان اه..اهرب منك لك..لكنك مسك..مسكتني و لم تسم..تسمح لي بالف..بالفرار
نَظر الرائد اليها بينَما يعقدُ حواجبه بشدّة
- عم..عما تتحدثين؟
مَسك رأسهُ بِصداعٍ يسترجعُ ذكرياتٍ من ليلَة البارحَة
و ما قالتهُ كان صَحيحًا..! لقد عاد ثَمِلاً البارحَة
يذكُر انهُ اختلق شجارًا و مشاداتٍ جسديَة مع الفتاة التي كان يعتقدُ انها زوجته ، هل يُعقل؟ اتكون تلك الفتاةُ هي كلارا و ليست الميرا..!
هل ارتَكب اكبرُ خطيئَة يُمكِن ان يَقعُ فيها الرَجُل المُتزوج؟
كَثُرت اصواتُ الاحتمالاتِ المُتشائمَة بداخل رأسِه و لم يَعد يثقُ بنفسِه ، لم يَعي سوا على صَوتِ صفعَة امه لَهُ و هي تُوبخه قائِلَة
- عليك ان تُصلح خطأك ايها المُنحرِف الساقِط و تُلملم شرف ابنَة خالتك..! انت لن ترتكب فيها ذَنبك و تترُكها تتحَمل مسؤولية اغتصابك لَها..!!
كَلامها جَعل الميرا تَرفعُ عُيونِها ناحِيتها تُناظِرُها بِهُدوء تام ، استقامَت من فوق الارضِ و مَشت في اتجاهِ كلارا تُطالع شعرها المُبعثر بعينين جامدتين
اول ما فَعلتهُ ، انها ابعَدت عنها ذلك الغطاء لتكشف عن جَسدِها الذي كان يسترهُ ملابسها الداخليَة فقط ، حاوَلت ان تسحب اللحاف عَليها لَكِن الاكبر كانَت اقوى بِمراحل رُغم مَرضها
- دَعيني ارى ، ما فعلهُ زَوجي بكِ
هَمست آلميرا و عُيونها تتفحصُ بشرتها الخاليَة من النُدوبِ
على عَكسها هي التي اقامَت مع زوجها عِلاقَة منذ ايام
و جِسمها مليئ بِعلاماتِه بشكلٍ واضح للغايَة..!
- دع..دعيني
قالت كلارا و هي تُحاول ان تستُر نَفسها دون ان تُدرك بين يديّ من وَقعت..! قبل ان تُحاول سرقَة اللحاف مجددًا فوجئ الجَميع بانقضاضِ الميرا عليها عندما مسكَتها من شعرِها و غرسَت لها رأسها في مُنتصف بقعَة الدماء تلك بِعُنف
صَرخت بقوّة تسمعُ زوجة الرائد تُهسهس بحدّة
- حينَما تُقررين الاطاحة بِزَوجي ، اُدرسي قُدراته الجنسيَة جيدًا و اعلمي ان عِلاقتنا لا تنتهي سِوا بِتَحطيمِ السرير لا بِقطراتِ مُلون الطعام الاحَمرِ هذا ايتها العاهَة
وَسع الرائد عينيه مُنصعقًا تمامًا كامه و خالته اللواتن اقتَربن من الميرا يُحاولن ابعادِها عن كلارا ، لم يستطعن رَدعها فالميرا استلَمتها بالضَربِ دون تَوقفٍ تُفرغ غِلها فيها بالكامِل
- ابتعدي ايتها المجنونَة ، مالذي تقومين بِفعله؟
صَرخت يونهي بِها و هي تَجذبُ زوجة ابنها من ذراعِها بعدما طرحت الميرا كلارا فوق الفراش و صعَدت فوقها تَضِربها بِوحشية
- العلامات التي نَسى ان يتركها جونغكوك عليكِ
ساؤدي واجبهُ بترِكها ، فتلك بصمتهُ الخاصَة
من العيب ان لا تكون واضحَة
اقتلعَت لها جُزء من خُصيلاتِها و الرائد مَصدوم يُشاهد شجار الفتيات امامهُ بِعدمِ تَصديق ، قبل ان يَتدخل هو نجحت امه في سَحب زوجته من فوق كلارا التي مَلامحها لم تعُد تُقرأ من الدماء و الجُروح
يديّ الميرا اصبحَت مُلوثَة بالدماء بعدما غَرست اظافرها بالصُغرَى و لازال غليلُها لم يُشفى ، قبل ان تتحدَثُ بحرفٍ صُدمت بِصفعَةِ يونهي لَها و هي تصرُخ عليها بغضَب
- ايتها العَقيمُ العاهرَة ، كيف تسمحين لنفسكِ بالاعتداء على ابنة اختي؟؟ من انتِ لتلمسي شعرَة مِنها؟
ارتَجف جَسد الميرا التي لم تَعي على نَفسها إلا و هي تُمسك ام زوجها من شَعرها و تضرِبُ رأسها مع الجدار خلفها بِعنف
- اتظنين انّي ساكونُ غبيَة و لن اعلم بالمُخطط الذي تريدين اعادتهُ على زَوجي بعدما نفذتيه في الماضي مع اُمي؟
صَرخت الميرا بِها و هي تمُزق خُصيلاتها بين قبضتِها بعُنفٍ شديد
- صدقيني ان سَكتت لكِ امي فانا لن اصمُت
و انتِ يا عَجوز يا ساحِرَة ان لم تَحترمي عمركِ فانا لن احترِمه
اُقسم و تاللهِ لاردنّ ما فعلتيه باُمي ، و زَوجي اضعافًا مُضاعفَة
لن اسكت لكِ مُنذ الان ، ساريكِ تربيَة ابنة الشوارع على اصولِها
فابنَة الاصولِ لا تتماشى مع امثالكِ يا عاهرَة البلطجيَة
صاحَت يونهي من شدَة الألم الذي مَنحتهُ لها زوجة ابنِها التي لم تكترِث لسنها و فاض بِها الكأسُ خصوصًا بعدما سَمعت ماضيها مع اُمها و كيف كانت السَبب في مُعاناة والديها لاكثر من ثَلاثون عامًا..!
الرائد لم يستطِع البقاء مكتوف الايدي اكثَر
و تدخَل مسرعًا يجذبُ زوجتهُ من ذراعها للخلف بقوّة
فَصلها عن والِدته ينظُر نحوها بغضبٍ شديد
- بِحَق الجحيم مالذي قُمتِ بفعله؟
انتِ كيف تمدين يدكِ على اُمي؟؟
نَظرت الميرا اليه و الغضبُ يتطايرُ من عُيونها
- امك تَكيد لك في المكائد و تريدُ افساد زواجِك
انها شيطانَة! هي السببُ في تعاسَة اُمي
احمد ربك اني لم اقُم بقتلها للأن
صَرخت به بغضبٍ قبل ان تُطالع بُكاء يونهي و هي تمسك رأسِها بالمٍ تقول
- على اخر عُمري اُهانُ و اضربُ من قبل زوجة ابني!
انا فعلاً لم اُربي رَجُلاً ، يشاهد امه تعنف و هو ساكت
قبضَت على يديها بشدّة و لولا امساك الرائد المحكم لذراعها لعادَت لِضربها من جَديد اذ صاحَت بها بانفعال
- اغلقي فَمكِ و توقفي عن تمثيل دَور الضحيَة
مُخططكِ في تَزويج ابنَة اختك من زَوجي لن يَنجح
اتظنين اني غبيَة؟ تعتقدين ساسمحُ لكِ باخذه منّي؟
ليسَ بعد ان احببتهُ ، انا اُجيد الحفاظ على ممتلكاتي
و ان كَلفني الامرُ سَفك الدماء
الرائد عَجز عن الحَديث و تمكنت منهُ صَدمتهُ بعد الذي سَمِعهُ من زَوجته ، ايُركزُ في اعترافها؟ ام بكلامِها المُهين لوالدته؟
حاوَل ان يتدارك فَوج مشاعره المُختلطَة بالغضبِ و قام بارجاعِ زوجته الي الوراء عندما ارادت امهُ التدخُل و استرجاع حقها بِضربها كذلك
صَرخت الميرا بها بغضبٍ من وراء زَوجها الذي وقف في المُنتصف يتلقى الضَربات من امه و من زوجته بذات الوَقت ، كان كالضحيَة المستهدفَة من الجهتين
- جربي ان تلمسي شعرَة منّي و اُقسم ان ابي سيحطم منزلكِ فوق رأسكِ ، اتظنين سيسكُت ان لمستِ ابنته؟
حاوَلت يونهي الوصول اليها و امسك شعرِها كذلك لَكن الرائد دفع امه الي الوراء بلطفٍ كيّ لا يؤذيها و هو يتحدثُ بانزعاج
- امي اتركيها انا ساتفاهم معها
دفعتهُ امه من طريقها و زَعمت على ضَربِ الميرا التي شمَرت ساعديها تستعدُ لسفكِ دمائها كما تحلُم دائمًا ان تَفعل ، جَذبتها يونهي من شعرِها و قبل أن تركُلها الاصغر سنًا توقفتا كليهما عن الحراك بصرخَة من الرائد الغاضِب
- يَكفي!!! اوقفن هذه المهزلَة حالاً!!!
تجمَدن كليهنّ بِنظراتٍ سامَة من العسكريّ الذي فَصلهنّ عن بعضهنّ يُناظرُ امه بانزعاجٍ شديد
- ارجوك خُذي ابنَة اختك و غادري من هُنا!
انا ساتفاهم مع زوجتي و ارسمُ لها حُدودها
طالعتهُ يونهي بغضبٍ عندما طَفح كيلها تصرُخ به
- زوجتك تقومُ بضربي امام عينيك و انت صامِت؟
اين نخوتك؟ اتُسمَح لامك بأن تُهان و انت صامِت؟
اجابَتها الميرا و هي تُعدل شعرها المُبعثر بِغُل
- كما انتِ تمامًا تُهنينَه و هو صامِت ، دَور الام المسكينَة لا تَلعبينه امامي..! ، و لا تُقحميه بِأفعالي لاني المسؤولة عن نَفسي ر عن قبضتي التي لن ترحمكِ مجددًا
كلامُها جَعل من الرائد يُناظِرُها بحدَة لم تَنجح في خَرسِ لسانها اذ تابعَت و هي تطالعه
- الي متى ستظلُ صامت و هي تَنهبُ كُل ما تملك؟ لقد تمادَت للحد الذي جَعلها تُفسد زواجك!! تحملت بِما يَكفي جونغكوك استَفِق رجاءًا!!
نَظر في عينيها بحدَة مُتحدثًا
- عمّا تتحدثين انتِ؟ امي ليسَ لها علاقة بما جرى بيني و بين كلارا!!
ابتسمَت الميرا بسُخريَة اذ قالَت
- بما جَرى بينك و بين كلارا؟
مُستعدة ان اقطع يدي ان لَمست شعرَة مِنها!
رَد فعلها صَدمهُ فهذا ليسَ المُتوقع ابدًا ، كان يفترضُ عليها ان تَغضب عليه و تُحطم رأسهُ هو لا امه..!
- الميرا مالذي تتحدثين عنهُ؟
نَظر في عينيّ من قامَت بالمسح على وَجهها و يديها ترتعشُ من هَول الموقف الذي وضعت به ، حَدقت في خالته التي البَست ابنتها فستانها و ساعدتها على النُهوض كيّ تُخرجها فقالَت
- ثروَة زوجي التي تطمعون بها ، لن تأخذوا منها فلسًا
و الزواج الذي تخططون لهُ لن يَحدُث الا على جُثتي
كان الرائد سيتحدث لَكنها منعتهُ و قالَت
- دَعني اُكمل ، فانا اعلمُ جيدًا ما اقولهُ
حَدقت في عينيه المُنزعجَة فتابعَت و هي تُناظر وَجه اُمه المُتجهم
- اُقسم ان لم تتركي زوجي و شأنه ، ساذهبُ باول طائرَة الي الولايات المتحدَة و اخبر زوجكِ عن ماضيكِ الاسوَد كيّ يُطلقك في اخر عُمركِ ، ساقلبُ الطاولَة عليكِ لذلك احذري منّي فانا شيطانَة!
الخَوف الذي ظَهر على وَجه يونمي جَعلها تعجزُ عن الرَد ، نَظرت نحو ابنها تُعاتبهُ ثمّ اخَذت اختها و ابنتها معها تُغادر المُلحق بما فيه
طالع الرائد زوجتهُ بعدما غادَرت امه فقام باغلاقِ الباب جيدًا و الاقتراب منها ينهرُها بغضَب شديد
- انتِ كيف تسمحين لنفسك بمد يدكِ على اُمي؟
حَدقت به و هي ترتعشُ من غضبها
- امك تلك شيطانَة! انها تُحاول افساد زواجنا باقحام ابنة خالتك بيننا!!
نَظر اليها متضايقًا فصرَخ
- امي ليسَ لها دخل بهذا!! هي من تفاجئت حينما رأتنا بذلك الوَضع! انه خطئي انا ، انا الذي كنتُ ثملاً و لم اُفرق بينكن
نَظرت الميرا اليه بهُدوء قبل أن تَسخر حينَما ارجعَت شعرها الي الوراء
- اُراهنك ، انهُ ان لَمست شعرَة مِنها ساقومُ بقطع يدي امامك! لنأخذها الي الطب الشَرعي ، و هو الذي سيؤكد ان اقمت معها علاقة جسديَة ام لا!
اقتَربت منهُ تمسك بيديه المُرتجفَة من غضِبه فتابعَت تقول
- انا اعرفُك جَيدًا ، انت جَسدك يرتجف حينَما تخالط النِساء!
فكيف بلمسهنّ؟ انت لست من ذلك النَوع لما لا تثق بنفسك؟
سَحب يدهُ منها و هو يقطبُ حواجبه بضيقٍ و استياء من فعلته التي يُؤمن باقترافها فذاكرته تُنصف ما قالتهُ كلارا
- الميرا لا تكوني واثقَة الي ذلك الحَد!
انا اذكُر اني وجدتها هُنا و ظننتها انتِ
نَفت برأسها و هي تُزيل قميصِها لِتُريه العلامات الداكنَة التي تحتضنُ جَسدِها
- اُنظر الي كُل هذه العلامات التي تركَتها عليّ من المرَة الماضِيَة ، لا يوجَد به خدشٍ واحد حتّى يدل على انك لَمستها! جونغكوك انا اعرفك جَيدًا و ساديتك على الفراش ليسَت بارادتك ، انهُ تصرف غير واعٍ منك لن يصلُ اليها هي و يتوقف مثلاً!!
حَدق في جَسدها المليئ بعلاماتِه ، كانت هنالك اثار لاصابعه حَول رَقبتها و خَصرِها تدلُ على ساديته بالفِعل لِذا رآها تبتسمُ ساخرَة و هي تُعيد ارتداء قميصها من جَديد متحدثَة
- لاول مرَة في حياتي اشعُر اني شاكرَة للرب لانك سادي!
حاول استجماع كلماته للحَديث و عندما نَجح قال بِتشتُت
- مالذي تقص..تقصدينه؟ ماهدف اُمي من هذه المكيدة حسبما تقولين؟
نَظرت الميرا اليه بعدما ارتخى جسدُها على الفراش و جسدها يرتعش بسبب فقر الدم الذي تُعاني منه فهي بذلت مجهودًا ضخمًا في القتال اليَوم
- تريدك ان تَتزوج من كلارا تلك! تُريد ان تَنهب ثروتك
قُل لي ، هل اموال والدِك لِصالحك؟
استَغرب و هو يُناظرها بحيرَة
- كيف علمتِ؟
ناظرتهُ بتفاجُئ
- اذًا! الخير الذي يعيشُ فيه اهلك كُله مُلكك؟
حَرك رأسهُ ايجابًا فسمعها تصرُخ به منفعلَة
- كُله مُلكك و لا تستطيع اخَذ منه قرشٍ واحد؟
يستمتعون به و انت خارِج الخَط؟
تَنهد بضيقٍ و هو يُدلك رَقبتهُ باستياء
- قانونيًا فهو باسم والدي
كان من المُفترض ان يُسجل باسمي عند بُلوغي السن القانوني
رَمشت الميرا بِذُهول اذ ضحكت بعدمِ تَصديق
- و انت صامِت؟ يأكلون حَقك و انت بالثامنَة و العشرون!
هل تمزحُ مَعي؟
جَلس على السرير يَنظُر نحو الفَراغ بخيبَة امل
- انا لا اُريد المشاكل مع عائلتي ، فَرُغم كل شئ
تَنهد بقهرٍ عندما اخفَض بصرهُ نحو الارض و هَمس بصوتٍ خافت
- اُحبهم
ناظرتهُ الاصغر سنًا بتفاجئٍ قبل ان تجلس القرفصاء امامهُ تُمسك يديه بِقوّة ، نظرت في عيناهُ السوداء كخاصتِها و قالَت
- جونغكوك لا تسمَح لهم بخداعك و طالِب بحقك
يُريدون ان يُزوجونَك من كلارا كيّ تنجب منك طفلاً
ثُم يسجلون اموالك باسمه كيّ ينهبون كُل رزقك
هل فهمت..؟
نَظر في عينيها بحيرَة اذ قال
- مالذي يجعلكِ متاكدَة؟
شدّت على يداهُ بقوّة ثُمّ قالَت
- القصَة التي حكاها لي والدي عن ماضيه مع اُمي و امك ، لم يكُن من فَراغ! كان لِحكمة علمتُ مغزاها اليوم ، لهذا تراني هادئة و لم اقلب الملحق فوق رأسك
حَدق فيها بفضولٍ مُتسائِلاً
- ماهي تلك القصَة؟ و ما عِلاقتها باُمي؟
جَلست الميرا بجوارِه ثُمّ حَكت لهُ كُل القصَة التي سردها لها ابيها بخصوصِ ماضيه مع اُمها ، ذكرت كل التفاصيل ما جَعل اعيُن الرائد تُوسَع بعدمِ تَصديق و هو يَراها تترجفُ مع كُل حرفٍ تحكيه
لا تعلمُ من اين جائت بها الشَجاعة لِتُصارحه و تُؤمن به على الرُغم من بشاعَة المشهد التي رأتهُ ، لكنها تعلمُ جيدًا مكائد اُمه ، و قلبها مُتيقن انّ زَوجها ليسَ من زير نِساء اطلاقًا..!
تعرفُ انهُ شاب خجولٍ بالكادِ يلفظ حرفين وراء بعضهما امام النِساء ، فَكيف لهُ ان يلمسهنّ دون سابِق انذار..؟
قد تشُك بنفسها ، و لا تَشُك به
تعلمُ ان طباعها الجريئة قد تَسوقها احيانًا لارتكابِ اشياء لا تُغفر ان كانَت ثملَة ، لَكن زوجها حَريص جدًا في التعامُل مع غيره ، و حُدوده واضحة
جونغكوك ليسَ مُتهور مثلها..! و اكثر ما جعلها تنجذبُ اليه هو رازَنته و عقلانيتهُ و معرفته لحدوده مع غيرِه جَيدًا
لاولّ مرَة لا تتغلبُ عليها عاطفتها ، و تسمَح لعقلها بادارَة رُدود فعلها و الأحكام المفروضَة على المواقف الصادمَة ، ليس فقط لانها تريد انقاذ زواجِها..!
بل لانها تعلمُ ان هذه المكيدَة ليسَت لصالح الرائد نهائيًا
هُم سيقومون باستِغلاله بابشعِ الطُرق ، مثلما فعلوا دائمًا
سيستنزفونَه لاخر ذرَة طاقة يمتلِك ، ثُمّ يتخلصون منهُ بسُهولَة ، رُغم بُنيَة جَسده القويَة و وظيفته كَعسكريّ مُخضرَم لا يرحم ، الا انّها تستطيعُ رؤيَة البراءة في عيونِه جَيدًا ، زوجها ليسَ خبيثًا و لا يُفكر بذات طريقتِهم الماكرَة مطلقًا!
هي مِثلهم ، تستطيعُ التفكير بذاتِ طُرقهم المليئَة بالخُبث لانها تعترفُ دائمًا بانّها افعى سامَة لا ترحم ، لَكن زوجها لا! بريئ جدًا و يخافُ ايذاء غيره خصوصًا المقربون منهُ
دَرست شخصيتهُ و بدأت تعرفُها اكثر من نَفسها
نَظر في عينيها و هو مُمتلئ بالحيرَةِ و الضَياع
- ام..امي ، فع..فعلت ذلك؟
قامَت الميرا بالايماء لهُ مُتحدثَة بِصَوتٍ مُهتَز
- التي استطاعَت ان تقسوا على طِفلٍ صغير و تُشردَهُ بعد تعذيبه بابشع الطُرق الجسدية و النَفسيَة ، تستطيعُ ان تفعلُ اكثر من ذلكً
مُحِقَة..! كلامها صائِب بعدما طابقهُ مَع ما عاشهُ في طفولته سابِقًا ، امهُ ليسَت انسانَة! بل كما وَصفتها زوجتهُ تمامًا ، هي شيطانَة
مَسكت الميرا بيدِ زوجها المُنصدِم يكادُ يعجزُ عن النطق بحرفٍ لشدَة غيضه و قهره مِن الشنائع التي ترتكِبُها اُمها فيه و في غيرِها..!
شدّت على يدهِ و قالَت تُتابع بعدما حَدق بها
- انا استطيعُ فَهم اؤلاءك العقليات جيدًا ، انت لن تتمكن من فَهم افكارهم لانك بريئ و بعيد كُل البُعد عَنهم ، لكنّي اجيد قراءة ما يُفكرون بِه ، لاني كذلك لستُ سهلَة ، انا اسوءُ مما تظن جونغكوك حينما يتعلقُ الامر بِحقي المُستهلَك!
حَدق فيها مُتعجبًا
- انتِ لستِ مِثلهم الميرا ، انت نَقيّة
ابتسمَت لهُ و قامَت بالنفي
- لا! صدقني اُصبح اسوء منهم ان تجرأ احد مِنهم على لَمسِ ممتلكاتي علنًا! انا صحيح لا اتبلى على الشخصِ دامه لم يَرتكب اثمًا في حَقي ، لَكن الذي يتجرأ و يفكر فقط بايذائي سواء من قريبٍ او بعيد ، الشيطانُ و سيتعجبُ من أفعالي ، انها غريزَة بداخلي لا استطيعُ التحكم بِها ، انا انتقاميَة و هذا طبعي الذي يكرههُ والدي بي ، لكن مع كامل الاسف ان لَم اجلب حَقي بيدي ، قد اُصاب بنوبة قلبيَة و اموت من القَهر
حَدقت بيديها المُلوثَة بدماء كلارا ، فتابعَت بسُخريَة
- لن اعتذر عمّا فعلتهُ بها ، و لا بوالدتك لانهُ طفح كيلي ، عادَة انا احترمُ الاكبر منّي و احاول قدر استطاعتي ان اتجاهل افعالهم ، لكن اُمك! تجاوزت كل حُدودي المسموحَة
نَظرت في عينيه و تابعَت بصوتٍ خافت
- ما استطيع الاعتذار بشأنه ، اني اسفَة لاني ضربتُها امامك! ما كان عَليك ان تشهد وحشيتي تجاه والدتك ، في الاخر اعلمُ ان الامر لن يُعجبك مَهما كُنت مُستاء من افعالها ناحيتك ، لكن صدقني لقد تعبت من افعالها ، اُقسم ساُجن بسببها!
لازال مُتضايقًا من فِعلتها تِلك و لا يُنكر انهُ شعر بالاهانَة بدلاً من امه و هي تُضرب من زَوجته ، لكن حسب طباع زَوجته التي يعرفها جَيدًا فهو مُدرك انّها لن تصمُت لَها ، خصوصًا بعد الذي علمتهُ عن امها
- الميرا مَهما اشتّدت افعالها ، تظلّ كبيرَة في السن و من غير الاخلاقيّ ان تمدي يدكِ على الاكبر منكِ!
عاتبها بهدوءٍ يَرى عُيونها تشتعل غيضًا
- من قال لك اني مُتخلقَة؟ يا حَبيبي انا ان وَصل الامر لاهانتي بنات الشَوارع و بريئات امامي! اسفَة لك لكن ان تكرر ذات المَشهد ساقتلُها لا اضرِبها فقط
اغمَض عينيه يُدلك جَبهتهُ مُتنهدًا من همجيَة زوجته التي واصَلت بهدوء
- لِنفعل الآتي! دامك لازلتُ تشُك و لو بنسبَة 1% انها ليست خطة مُدبرة ، دَعني اُثبت لَك ان كُل ما يحدث و سيحدُث ، مُخَطط له
نَظر في عينيها باستِغراب فسأل
- كيف ستُثبتين؟
ابتسمَت بِثقَة مُتحدثَة
- ستنفذ كل ما اقولهُ لَك بالحرفِ الواحِد ، سنفكرُ مُثلهَم
و نكيدُ ذاتَ كَيدِهم..!
حَدق في عُيونِها بِحَيرَةٍ لَكنهُ قرر انهُ سيتبعُ ذات مِنهاجِها
ليكشفِ الحَقيقة كاملَة و يقطَع الشَك باليقين
•••
على آثار لمساتها لخدودِه استرَجع رُشدَهُ من خياله و قال بينَما ينظُر في عَينيها يُحاكيها عن المُستجدات بِقلبٍ مُنفطر
- لم يكن من السَهل ان اُهاجمكِ ، او حتى احاول مَد يدي عليكِ فقط لاثبت انًي ضِدك ، و على الرُغم من ان تصرفكِ ضايقني الي حَد كبير ، لكن حُدودي معكِ واضحة الميرا
قامت بالايماء لهُ و قالَت
- اعلم ، اعرفُ ان يدك لن ترفع يومًا عليّ جونغكوك
حَدقت في عيناهُ الشاردَة اذ سمعتهُ يهمس
- كيف لكِ ان تكوني واثقَة الي هذا الحَد..؟
الا تخافين منّي؟ او من اضطراباتي؟
لرُبما اؤذيكِ؟ فزوجكِ مريض نفسيّ
و لرُبما عقليّ..!
شدّت على وَجنتيه التي تَمسح عليهما بِرقَة بالغَة فقامَت بالنَفي
- لا اخافُ منك ، اتعلمُ لما؟
تَخدر على لَمساتها الدافئَة فسأل بصوتٍ خامل
- لما؟
ابتسمَت لهُ قبل ان تَقوم بامساكِ اُذنه بقوّة متحدثَة
- لاني استطيعُ اعادَة الصاع صاعين
و ان مددت يدك عليّ اكسِرُها
تأوه مُتألمًا و حاوَل ابعاد اُذنه عن مُتناول اصابِعها و بالفعل نَجح ، ضَحكت على تعابيره على الرُغم من سوء وَضعها و سُرعان ما تلاشت ابتسامتِها حالما تذكَرت والدِها ، تَنهدت بحُزنٍ وحاوَلت التناسي بالحَديث مع زوجها قائِلَة
- قُل لي ، هل وَضعت الكاميرات و اجهزَة التنصت كما طَلبتُ منك؟
قام بالايماء لَها يُناظرها مستغربًا
- لقد اوصلتها كلها بهاتفكِ ، الم تُلقي نظرَة؟
نَفت و هي تطالعه يدلك اُذنه المُحمرَة تُجيب بِحُزن
- لم تكن نفسيتي تَسمح ، كنتُ خائفَة للغايَة من عمليتي و من مُضاعفاتها ، حتى اني استمررتُ بتأجيلها لابحث اكثر بخصوصها فقد سمعتُ ان الخزعة قد تُسبب انتشارًا للورم ، لذلك لم اجد وقتًا كافيًا لافكر بشئ غير صحتي
مَسح على شعرِها بلُطفٍ فقام بالايماء لَها
- معكِ حق فذلك اساسًا ما اردتُ منكِ فعله ، الالتفات الي صحتكِ و ترك ما تَبقى من المهمَة لي ، وَضعتُ بالفعل اجهزَة التنصت و الكاميرات و اتضَح ان ما قُلتيه كان حَقيقيًا الميرا ، هُم يريدون الاستلاء على املاكي من خِلال الحَفيد الذي سيتم انجابُه
قَطبت الميرا حواجبها بشدّة فقالَت
- اساسًا لا اعلمُ من اين لَهم بكل تلك الثقَة بانك ستنُجب حفيدًا منها..؟ لا يعلمون ان..
سَكتت مُوسعَة عينيها قبل ان تَشهق تُطالعه بصدمَة
- إلا ان كانت ..
ناظرتهُ حينما انتبه اليها بحَذر
- ان كانت ماذا؟
هَمست بصوتٍ خافت تقول
- كلارا بالاساس حامِل..!
ناظَرها بعدمِ تَصديق فقام بالنَفي يعترضُ مُستبعدًا ما قالتهُ
- كلاّ ، لا يُمكن ان تكون كذلك الميرا مابكِ؟ عائلتنا متحفظَة للغايَة ..!!
طالعتهُ بسُخريَة فقامت بدحرجَة عُيونها مُتحدثَة
- رأيتُ جَيدًا ما فعلتهُ العائلَة المُتحفظَة..!
جونغكوك توقف ارجوك عن الايمان بِهم..!
اؤلاءك يفعلون كُل شَئ دون حياء ..!
بل يتخفون وراء قناع الاحتشام فقط لِسَترِ افعالهم الدنيئَة
اشارَت على نفسها و تابعت
- هم لا يملكون ذات شجاعتي! فانا ان فعلتُ شئ لا استرهُ بل افضحهُ و اتحمل العواقب مهما كانت وخيمَة!
نَظر اليها بعيونٍ جادَة حينَما سألها
- اذًا هل قمتِ بفتح قناة للرقصِ و دربتِ فيها الناس على اليوتيوب؟
سُؤاله كان مُفاجئًا و لا يَملك صلَة بموضوعِهما
لَكِن نظراته الجادَة جَعلتها تضطرُ ان تُجيب و ما قالتهُ كان الآتي
- نَعم ! فعلت
هل اعجبتك قناتي؟
نَظر اليها بِغَضبٍ تَسبب في احمرارِ وَجهه ، فَهمت انزعاجَهُ من عُيونه التي اختَفى بريقُها و علمت انهُ يتسترُ على انفعاله كَونها مريضة لِذا همست
- مابك؟ هل ازعجك الامر؟
الا تعلمُ اني املك مدرسة رقص في استراليا؟
ناظَرها بحدَة و قال و هو يتحفظُ على غضبه بصعوبَة
- اعلم ، لَكن ذلك كان قبل زواجنا! اكاد انشل من صَدمتي حينما رأيتُ فيديو لكِ منذ فترة ، و انتِ ترقصين بملابس كاشفة لم تلبسيها لي حتّى! عليهُ مئات الملايين من المشاهدات ، و الالاف التعليقات القذرَة من الرجال و هم يتغزلون بجسدكِ و قَوامك!
نَظرت في شُعلَة الغضب و الغيرَة في عَينيه اذ تابَع مُنزعجًا بشدّة
- وددتُ لو بامكاني السفرُ الي بيوتهم و القاء القبض عليهم واحد تلو الاخر ، لاعلمهم جَزاء التحرُش بامراة عَسكريّ في الجَيش..!
رمشت و هي تُطالعه و لم تستطِع كَبح ابتسامتِها من غيرتِه التي وَجدتها لطيفَة للغايَة ، خُصوصًا ان وَجهه احمر بالكامل لاسيما خُدوده الممتلئَة
صحيح هو عسكريّ ذا هيبَة ، لكنها تُقسم ان خُدوده تُؤكَل
قَضمت شفتها السُفلَى ثُمّ همست تُخاطبه
- همم ، هل يشعرُ حبيبُ ميري بالغَيرة؟
طالعها بانزِعاج اكبر من سابقه و قال معترضًا بصوتٍ عالٍ
- لا!!
صغّرت عينيها اكثر و اقتَربت منهُ تقرص وَجنتيه المحمرَة و الساخنَة
- فقط قُل لي ؟ اشعرَت بالغيرَة لانهم ينظرون الي مُمتلكاتك؟
امسَك بيديها يُبعدها عن وَجنتيه و هو يشتعلُ من غيرته
- توقفي عن لَمسي بهذه الطريقَة
كم مرة سانبهكِ ؟
لم تستمع لهُ و لم تُزل يدها عن وَجنتاه بل استمَرت بقرصها و هي تُداعبه قائِلَة
- الهي لا اُصدق ان هذا الفتى اللطيف الظريف الغيور على زَوجته عسكريّ يُحارب بالسِلاح ، الهي دعوني آكله
داعبتهُ بلكنة الاُمِ للطفلِ و قد زادهُ الامر ضيقًا
حاول ان يُبعدها و عندما نَجح ناظرها بغضَبٍ شديد
- هل تحاولين التهرب من مسؤوليَة فعلتكِ سيدة جُيون؟
نظرت اليه بِبراءَة و دون ان تُجادله ، اخذت هاتفها من المنضدَة و دَخلت على تطبيق اليوتيوب ، كَبست على قناتها و مُباشرَة قامت بحذفها امام عُيونَه
كانت تملك ملايين المشتركين..!
و هي تَخلت عنهم ببساطَة تحت صَدمة زوجِها المذهول
ناظرتهُ مبتسمَة
- هل رضيت؟
حَدق بها بِصدمَةٍ يقول
- بهذه البساطَة؟
رَمشت فسألته
- لما ؟ اتعتقدُ اني ساختلق معك شجارًا لاجل قناة ؟
رطب شفتاهُ الجافة ثُمّ هتف
- لا اعني؟ هل غضبتُ منكِ لاسبوعٍ كامل و انا اتخيل عنادكِ و تمسككِ بالقناة ، كي تأتي لحذفها في اقل من سبع ثوانٍ ؟
طالعتهُ باندهاشٍ فقالَت
- يااا ؟ هل غضبت منّي و تجاهلتني لاسبوع و لم تسأل عنّي رغم مرضي فقط لاجل فيديوهات رقص؟
دلّك رَقبتهُ بِحَرجٍ ثمّ قال
- في الواقع كنتُ غاضب منكِ ، لكن لم استطع ألا اسأل عنكِ لهذا كنتُ اكلم امكِ و استفسر منها عن حالتكِ رغم عدن درايتها بمرضك
ناظرتهُ بصدمَة اذ نطقت
- الهذا امي كانت تُصورني بدون سبب في كُل مكان و زَمان؟
اكنت تتجسسُ عليّ من خلالها..؟
اومئ لَها مُتنهِدًا
- ذلك صَحيح ، ثُمّ حاولت المجيئ اليكِ ثاني يوم لكنّي كُلفت بمهمة جانبيَة بعيدًا عن التي اعمل عليها حاليًا ، تعلمين اني في القُوات الخاصَة ، ذلك ما يَجعل مَهامي تتعدد و والدكِ لا يثقُ بسواي
مسك بيدِها يمسحُ عليها برفقٍ فتابَع و هو يُطالع عيونها
- كنتُ مطمئنًا انكِ بخير و انكِ قويَة و ستصمُدين
تَنهدت بِحُزنِ و قامَت بالنفي باستِياء
- قويَة تلك هي ما تَجعل الجميع يستهين بِحُزني و مَرضي
تمامًا كما استهنتُ انا بِابي ، و تناسيتُ انه مريض ايضًا
و يُعاني من امراضٍ مُزمنَة مثل الضغط و السُكري
تَذكرت حالَة أبيها و سُوء وَضعه فتجَمعت الدُموع من جَديد وَسط عُيونها السَوداء ، عادَت للبُكاء من جَديد مُتحدثة بغصّة
- ارج..ارجوك دعني اراهُ ، لا استطيعُ الصُمود اكثَر
اريد رؤيتهُ ، اريد ان احتضنهُ و اقبلهُ ، ارجوك
توَسلتهُ و هي تنظر بداخل عَينيه الحزينَة على حالها ، تَنهد و لم يَكن بوسعه الرَفض اكثَر لِذا استقام يُقدم يدهُ اليها
- تعاليّ مَعي
مَسحت دموعها بسُرعَة و مَسكت بيدِه التي ساعَدتها على الوقوف ، احتَضن خصرُها اليه و حَمل كيس الدمِ بدلاً مِنها ، سايرها بالمشي بِبُطئ نحو الخارج فقدمهُ هو الاخر تُؤلمه و عندما لاحَظت جرحه سألتهُ
- هل انت بِخَير؟
نَظرت اليه عندما دخلت الي المِصعَد معه
حَدق فيها مُجيبًا بابتسامَة طفيفَة
- انا بخير ، مجرد رتوش لا تعني شيئًا للعسكري
ناظرتهُ متحسرَة بِوَجع
- جَسدك مُمتلئ بجروحٍ ، كُل واحدَة تحكي قصَة حربٍ مُختلفَة
حَدق في عُيونها فقال مُبتسمًا بعدما رَفع يدها يضعها فوق قلبِه
- خُصوصًا الحِكايَة التي تُروَى من جُرحِ قَلبي
و التي بالتأكيد انتِ بطلتُها
ناظَرت عُيونَه السوداء و قالَت بصوتٍ خافت
- هل قلبك جَريح جونغكوك؟
قَرص انفها و قال متضايقًا
- تركتِ ما قلته و ركزتِ على الجُرح؟
اومأت لهُ تقول
- كيّ اُضمدَه لك
ابتسَم بلُطفٍ قبل ان يطالِع الممر الذي فُتَح المصعد عنده ، خَرجا سويًا الي قِسم الشَخصياتِ الهامَة اذ كان يفترضُ ان تُقيم الميرا عمليتُها هُنا
اذ تمتلكُ صلاحيَة اقامَة عمليتها مجانًا نظرًا لمنصب والدها الذي يُتيح لها العديد من الامتيازاتِ الكثيرَة ، خصوصًا أن المستشفى عسكريّ
لَكِنها فضَلت ان تُقيمها على حسابها دون ان يعرف والديها عن الامر ، حتى لا تَشغل بالهما عَليها
كان القِسم باكملهِ مُحاوط بعددٍ لابأس بِه من الحُراس و العساكر لِحماية المُشير ، من ضمنهم فريق الرائد الجالسون قُرب البابِ حيثُما يمكثُ رَئيسهم
كانوا قد تلقوا عِلاجهم و هاهم ذا في قطاعِ العمل من جَديد
لا مَجال للراحَة مُطلقًا ..!
اقتَرب الرائد مع زَوجتهُ و حالما رآهُ عساكرُ المشير قرؤوا رُتبته فوق اكتافه ، لم يكونوا يعرفونَهُ لِذا اقاموا لهُ التحيَة بعدما علموا مَنصبه
فالعسكريّ يُحيّ الرُتبَة لا الشَخص
- سيدي الرائد
نطقوا بِصَوتٍ موحَد حينما وَقف مُنتَصفهم يُناظرهم بهدوء
وَجه بصرهُ تجاه فريقه عندما نهضوا من كَراسيهم فقال
- كيف حالهُ ؟
اجابَهُ جيمين بهدوء
- لقد كان الطبيبُ الخاص به للتو يُجري اخر فحصٍ لهُ
حالتهُ مستقرَة على الرغم من عمق اصابته
حَدق هوسوك و جين في الميرا التي يبدوا الارهاقُ المسيطر على كُل جسدِها و ملامِحها الشاحبَة ، اقتربوا يسألونَها بلُطف
- كيف حالكِ ؟ لقد اشتقنا اليكِ
نَظرت اليهم بابتسامَة باهتَة دلالَة تعبها فاجابَت بلطفٍ يشبه نبرتهم تلك
- انا بِخَير ، انتم كيف حالكم يا رِفاق؟
اجابوها بصوتٍ جماعيّ
- نحنُ بخير
ابتسمَت لهُم فسألت حينما نظرت للانحاء
- اين اُمي؟
جاوَب جين بالنيابَة عن البقيَة يقول
- لقد تدهورت حالتها و تم نَقلها الي قِسم المُلاحظَة
اعتقدُ انها حامِل؟ فبطنها كان يؤلمها بشدَة
انتاب الميرا القلقُ على اُمها فنظرَت نحو جونغكوك بتوتر تسأله
- امي حامل جونغكوك! الخوفُ غير مناسب ابدا لوضعها خصوصًا ان حملها حَساس جدًا !
مَسح على شعرها بلطفٍ ثمّ قال
- انتِ اطمئني على والدكِ و ساخذكِ لترينها همم؟
قامَت بالايماء لهُ ثمّ اقترَبت معهُ نحو بابِ جناحِ ابيها ، حينما ارادَت الدُخول فوجئت بخُروجِ اللواء من الداخِل اذ طالعها باستنكارٍ يقول
- حضرَة المُشير بحاجَة الي الراحَة
حَدقن الميرا به بحاجبٍ مَرفوع تُجيبه
- اريدُ رؤيَة ابي
حاوَلت ان تُبعده عن طريقها لَكنهُ اغلق الباب في وَجهها يُخبرها بجمود
- اظُن كلامي كان واضحًا ، حينما قُلت بصورَة غير مباشرَة ان الزيارات الممنوعَة
كانت الميرا ستتحدَث ، لَكن الرائد تكَفل بالكلامِ بدلاً منها عندما قال و هو يُصرُّ علَى اسنانِه
- و اظنُّ أن كلامها كان واضحًا ، حينَما قالَت انهُ لا شأن لَك ما إن وَصفت معاليه بأنّهُ والِدُها!
ناظَرهُ اللواء بحاجبٍ مَرفوعٍ قبل ان يُخفض بَصرهُ لتفقُد رُتبَة العسكريّ امامَه ، لَمح عدد النُجوم على اكتافه و قبل ان يمُد يدهُ لاقتلاعِ وسامه حينما قال
- عسكريَ برتبَةِ رائد
يتجرأ للوقوفِ بوجه لواء..؟
فُوجِئ مُنصدمًا بِزوجَة الرائد التي مَسكت احَد نُجومه المُعلقَة على كَتفه و مَزقتها من اكتافه ترميها ارضًا بِغَضبٍ حينما استَفزّها لاقصى حدٍ مُمكن
- عسكريّ برتبَة لواء
لا يملكُ الصلاحيَة بِنَزع رُتَبِ غَيرِه
لاسيما زَوجُ ابنَة المُشير
نَظر اللواء الي عُيونِها الغاضِبَة و هي تُخاطبهُ بِحدّة
- تَقفُ خدماتك العسكريَة عند بابِ مقرك حضرَة اللواء
انت لست مُخَول بمنعي من رؤيَة والدي
و لا اظنك تَعرفُ من اَكون
لانه ليس من مصلحتك معرفَة مدى شَراستي
خصوصًا ان تعلق الامرُ بما يخصني
الاهانة التي تعرض اليها اللواء جَعلتهُ يشتعلُ من غضبِه و هو يَرى نظرة الكيد في عُيونِ الاصغر سِنًا امامه ، صرّ على اسنانه يقولُ بغضَب
- انتِ تزعمين ، أن والدكِ اذًا يُدخل حياته الشخصيَة بعمله؟
ايّ انهُ يُميز اقارِبهُ عن غيرهم؟
قَطبت حواجبها و هي تُطالعه قبل ان تُدير رأسِها نحو زَوجها الذي يَترقبُ مَلامح اللواء بِحَذرٍ تام ، اخفض بصرهُ تجاه زوجتهُ يومئ لَها بأن تهدأ
عاود التحديق هو باللواء و قال
- سيدي ، زوجتي اعصابُها تالفَة بسبب ما جّرى لِوالدها بالفعل
اضافَة الي انها خاضَت عمليَة اليوم كما تَرى ، لذلك اعذرها
طالعه اللواء بِغَضبٍ اراد ان يُفرغه كُله بِه فقال
- انت عليك الحضور الي مَكتبي لنتفاهم!
ابتسَم لهُ الرائد بجفاء فرَد
- عُذرًا ، لكنّي لا اتبعُ القسم المدنيّ
الاوامرُ الناجمَة منك لا تَعنيني
فانا اسيرُ حسب توصيات المُشير لا غَير!
قبل ان يَنطق اللواء بحرفٍ للتعبير عن غضبه من تصرف الرائد و زوجته الوقح ، وردَه اتصالٍ جَعلهُ يتنحى عن البابِ و يضطرُ للمغادرَة فورًا
نَظر الرائد الي ظهرِه حينما تَبعه بعضًا من رجاله و البَعض الاخر تَبقى لحمايَة المُشير ، سَمح لالميرا بالدُخول الي والدِها بينَما هو اقترب من فريقه يأخذهم على جَنبٍ مُتحدثًا بصوتٍ خافت
- ذلك اللواء مَشكوك في امره
هَمِس يخاطب الفتية قُبالته اذ سَمع جين يتسائل
- من ايّ ناحيَة؟
رطب الرائد شفتاهُ فقال
- خطفُ المشير لم يأتي فجاةً ..! بلا شك تم التخطيط لهُ مع الترصد المُسبق و من شَخص قريب منهُ ، و اخذِه الان لِتصرف الميرا على أنّ جونغ يُميزُ عساكِره ، جَعلني اُدرك انّهُ يكيدُ له بلا شَك
حَدق الفتيَة في بعضهم قبل ان ينطِق جيمين مُستنتجًا
- ايّ انهُ يُحاول انّ ترصد الاخطاء للمشير و استدراج ابنته بالكلام كيّ يتخلص منهُ ؟
همهم الرائد يُتابع
- ذلك وارد ، حضورهُ غير مُريح و من الواضح ان وراءهُ نوايا سوداء كَوجهه ، ابحثوا عن خَلفيته اكثر و دققوا في مواعيده اليَوم ، اين كان تحديدًا قبل خطفِ المشير؟ و راقبوا سِجل مُكالماته
ادوا التَحية العسكريَة لهُ قبل ان يلتفت هو للنظر الي نجمَة اللواء المرميّ على الارض ، انخَفض يحملها بين اصابعه فتَنهد بضيق لِجُرأة زَوجته المُتهورَة
كيف استطاعَت اهانَة عسكري برتبَة لواء بهذا الشَكل؟
الا تخافُ العواقب؟ هذا قطعًا سيكونُ بقعَة سوداء في ملف والدها
لكن من يَهتم؟ بالنسبَة اليها تتغدَى بِمن حاول ان يتعشى بِزوجها
هي رأت الثاني مُقبل على اهانَة الرائد بازالَة وسامه
فسبقتهُ و مَزقت خاصتهُ دون تَفكير
اذ كيف يسمَحُ لنفسه ان يُهين زوجها فقط لانهُ صاحب الرُتبَة الاعلى؟ اتناسَى ان زوجتهُ ابنَة رَئيسه؟ يالهُ من مُغفَل..!
ام يتعمد التغافل لِنَيل مُراده؟
- اتمنى الا يَكون مُجَرد فخ!
هَمس و هو يرمي الوسام في القُمامَة قبل ان يَطل من زُجاج النافذَة على غرفَة العنايَة المشددَة حيثُما تجلسُ الميرا بجوار والدها هُناك
كانت تُمسك بيده و تَمسحُ عليها برفقٍ و هي تتأملُ مؤشراته الحيويَة امامها على شاشَة الجهاز الذي يُسمعها دقاته
تَنهدت بحزنٍ قائِلَة
- انهَض يا ابي و اخبرني من فَعل ذلك بِك
دعني آكله حيًا !
انحَنت لِتَقبيل يده بلُطفٍ قبل ان تَهمس لهُ بحزن
- ارجوك لا تَبقى فوق الفراش طويلاً
هُنالك الكثير من يطمعون بِمنصبك
سيحاولون التخلُص منك يا حَبيبي
ارتفعَت الي مُستواه كيّ تُقبل جَبينه و بعدما اطمَئنت على صِحته خَرجت من العنايَة تُناظر زَوجها بحُزن ، اقترَبت منهُ متحدثَة
- علينا ان نترك ابي مع حراسَة آمنة
انت تعلم انهُ معرض للخطر
قام بالهمهمة و هو يُدير رأسه نحوُ فريقه
- ساتركُ على رأسِ الحَرسِ هوسوك ، هو سيتكفلُ بحمايته
نظَرت نحو هوسوك تطالعهُ بعشمٍ قائلَة
- ساسلمك اغلَى امانَة امتلكها ! ارجوك كُن يقظًا
ابتسَم هوسوك اليها فقامَ بالايماء متجاوبًا معها
- انتِ سلمتيني دولَة باكملها!
و الدولَة تعني الوَطن
و روحي فداءًا لها
ابتسمَت لهُ باطمِئنان ثُمّ مسكت بيد زَوجها الذي نَبه على هوسوك قائِلاً
- نبه على الممرضين و الاطباء ، اي دواء يدخل دعهُ يتعرض للتدقيق من عدّة زملاء لَهم للتأكد من سَلامته همم؟
حَرك هوسوك رأسهُ ايجابًا ثُمّ ادى التحيَة العسكريَة لهُ مع بقيَة الجنودِ حينما التَفت للرحيل مع زَوجته ، اخذَها لرؤية والِدتها تمامًا كما أرادت هي و بِمُجَرد الوصولِ الي بابِ المُلاحظَة الخاصِ بڤيولا ، نَظرت الميرا نحو المُمرضَة تسألها بِقلق
- كيف حالُها؟ هل هي بِخير؟
نَظرت المُمرضَة اليها بِهدوءٍ ثمّ طالعت الرائد الذي قال موضحًا
- انها تكونُ ابنتها
فَهمت المُمرضة صِلَة القرابَة بين المريضتَين و قالَت و هي تُغلق الباب على ڤيولا موضحَة حالتها
- من الواضح انهُ اصابها انهيار عصبيّ حاد كاد ان يَتسبب في اجهاضها للجنين ، خصوصًا ان مرحلتها العُمريَة صعبةً جِدًا فهي في مُنتصفِ الاربعين و حَملها يكادُ يشكل عائق على صِحتها ، حاولنا اسعافها و استَطعنا تثبيت الطِفل مؤقتًا حتى نرى المُستجدات بعد المراقبة لِست ساعات
تَحدثت المُمرضَة تُفسر الحالَة للصغرى التي اطلقَت تنهيدَة مُتحسرَة قبل رَفع عينيها ناحيَة الرائد تُطالعه بحزن ، طبطب الاكبر على كَتفها يُواسيها ثُمّ همست تُخاطبهُ بِقلق
- لا استطيعُ ان اراها و هي بهذا الحال ، ستراني مريضَة و قد يزيدُ وضعها سوءًا ..!
ايدت الممرضة كَلامها حينما قالَت
- صَحيح المريضة ليسَت بحاجة الي اي ضَغط نَفسيّ حاليًا
حالتها ستسوءُ و قد تفقدُ الجنين آن ذاك
عَبست الميرا التي دلَكت جبهتها بِصُداعٍ من كثرَة التفكير بالمَشاكل التي انهمَرت عليها دون رحمَة في الآونَة الاخيرَة ، اكتَفت بالايماء و طَلبت ان تراها من خَلف الزُجاجِ بدلاً من الدُخولِ و الجُلوس مَعها و ذلك ما فَعلتهُ
القَت نظرَةً عَليها تراها مُتسطحة فوق السَرير تتَلقى محاليل طبيَة مُغذيَة ، كان التَعب واضح على مَلامحها و ذلك ما جَعل الصُغرى تزداد حُزنًا
كُل شخصٍ في حياتها يُعاني بطريقته الخاصَة
مَسح الرائد على طُولِ ذراعها يُواسيها بِلُطفٍ حينَما همس باذنها قائِلاً
- ستكونُ بخير لا تَخافي ، و والدكِ ايضًا سيستعيدُ صحتهُ قريبًا
انها طبيعَة حياة العساكر يا الميرا ، عليكِ تقبلها
التَفت نحوهُ تُناظرهُ بِحُزنٍ شديد ، طالعَت عيونِه السوداء و قالَت بحسرَة
- لا اريدُ ان اراك تتأذى مُجددًا ، و لا ان يَصلني خبرٍ كالذي ورد اُمي عن ابي ، ارجوك! قد تراني قوية لكني لن احتمل ان يُصيبك مَكروه
مَسح على يدِها حينما احتَضنت وَجنتهُ و كيّ يواسيها قال بلُطف
- لا عليكِ ، انا ساؤدي واجبي كعسكريّ مُحترف لديه من يَنتظره ، كي اعود لكِ دائمًا باقلِ الاضرار المُمكنَة
حَدقت في عيناهُ و احتَفظت برغبتها في تَركِه للجَيش بِداخل قلبها فَهو لن يستَمع اليها على كُل حَال ، قامَت بالايماء لهُ و رافقتهُ مجددًا ناحيَة غرفتِها لغرضِ الراحَة فعمليتها بدأت تؤلمها من كثرَة الحركَة
طلبَت منهُ ان يُشاركها السَرير كيّ ينام بِجانبها عندما افسحَت لهُ المَجال و هو لم يَرفض ، تمَدد بالقربِ منها بحذرٍ تام كيّ لا يؤذي جرحهُ و جُرحِها و قام بلفِ ذراعيه حولها يَسحبها نحو صَدره الوَسيع
اسنَدت رأسها فوق كَتفه تُغمض عُيونها السَوداء بِتَعبٍ شَديد
كان هُنالك سُؤالٍ يَجولُ بِبالها فقالتهُ لهُ متسائلَة
- مَتى ستنتهي كُل هذه المَشاكل؟
لقد بدأت طاقتي بالنَفاذ جونغكوك
كُلّ ما يستطيعُ فعله هو التَربيتُ عليها لِمُواساتِها مُجيبًا بصوتٍ مَبحوح
- سَتنتهي قريبًا ، كُل هذا الكابوس على وَشك الانتهاء
فقط لِيمر يوم ميلادكِ على خَير
رَفعت راسها ناحيتهُ و نَظرت في عينيه تُناظرهُ بحيرَة
- ما السرُ المرتبط بيوم ميلادي تحديدًا؟
لما ترفضُ اخباري بالحَقيقة؟
انا متأكدة انّي مرتبطة بتلك القريَة بشكلٍ او اخَر..!
حَدق في عينيها المليئَة بالفضولِ فقال بينما يمسحُ على خدِها
- كُل شَئٍ ستعرفينَهُ في موعِده ، لا اريد ان اشغل فكركِ باشياءٍ اضافيَة فالذي نمر به كافٍ ، لكن تذكري اني اُحسن تدبير الامورِ جَيدًا همم؟
حَدقت بِه و الحُزن يتآكلها من الداخِل ، ظَلت مُلتزمَة الصَمت و هي تُفكر بِقلقٍ جَعل الرائد يشعُر به من خلال نظراتِها المُستاءَة ، طاقتها مُنتهيَة بالفعل و ذلك سبب سُكوتِها لذا تَطوع زَوجها يقولُ بصوتٍ هادئ
- انا اعلمُ انكِ تشعرين بالاستِغفال ، و اعلمُ جيدًا انكِ لستِ غبيَة كيّ لا تشعرين بما يحدثُ خلفكِ و لابد انكِ تحاولين حل اللغزِ و فهم السرِ من وراءِنا بمفردكِ ، لِهذا قررتُ ان اصارحكِ قبل أن تحدُث كل هذه المَشاكِل ، لَكن الان و في ظلّ هذه الظروف ، من الصَعبِ فتح الموضوعِ معكِ الميرا لانهُ بحاجَة الي عقلٍ فارغ تمامًا ، يعي اهميَة ما ساقوله
كانت ستتحدثُ لَكنه قاطعها بوضع يدهُ فوق شفتيها يمنعها من التحدُث عندما حَشر رأسها داخل صَدره و قال بِحَزم
- لا مَجال للاعتراضِ الميرا ، ارجوكِ دعي الامور تسيرُ كما خُطط لَها لِسلامتكِ في المَقام الاول ، و انا اعدكِ اني ساخبركِ بكل ما يحدُث حالما تَحينُ الفرصَة المناسبَة ، و كوني على يَقين اني مُستعد ان اخسَر روحي فداء عُيونكِ
حَشرت رأسها داخل صَدرهِ و تَمسكت بملابِسه تتمنَى ان يكون هنالك زرٍ تستطيعُ الضغط عليه لايقافِ صَخب تفكيرِها ، و لان علاجها يتضمن مُنوم ، ساعدها ذلك على الاسترخاءِ و الخُلودِ الي النَومِ بعد عناءٍ من التَفكير
نامَت هي و استقام هو بعد ان ضَمن عُمق سُباتها ، قام بِتَغطيتها باللُحافِ و عندما اطمَئن عليها سَحب نفسهُ الي الخارج و تَرك الحُراس يَتكفلون بحمايتها بدلاً منهُ فلديه اعمالٍ عليه تَولي امرُها بالفِعل
هذا الشَهر الذب يسبقُ خاصَة ميلاد زَوجته
حافِل بالاحداثِ الكارثيَة..!
اذًا كيف سيكونُ شهرُ مولدِها؟
•••
صباحُ اليوم التالي
جاءَ الطبيبُ بِحلول الصباح للاطمئنانِ على الصُغرَى و بِمُجَرد ان فَحص جُرحها وَجدهُ مُعافَى بالفعل ، لم يكُن جرحًا عميقًا بقدرِ انّهُ مُجَرد نُقطةٍ صغيرَة دخل منها الانبوب لاخذِ العينَة ، مُشكلتهُ لم تكن بالشَئ الكَبير و الخَطير
طَمئنها بأنّها تستطيعُ الخُروج اليَوم و ذلك كان لِصالحها فهي تَتوقُ للذهابِ الي اُمها بِمَلابسها الاعتياديَة كيّ لا تقلق بشأنها
قبل ان يُغادر الطبيب دَخل الرائد بِمَلابسه العسكريَة و بداخل قبضة يده حقيبَة صغيرَة تحملُ ملابس خاصَة بزوجته ، دلف الي الداخل و طالع صاحِب الرداء الابيضِ يسألهُ بهدوء
- صباحُ الخير يا طبيب ، قُل لي كيف حالها؟
نظرت الميرا اليه تُطالعُ هيئتهُ الجَذابة فبذلته العسكرية تزيدُ من هَيبتهُ الكَثير ، لا تنكر ان مَشاعرها تَحركت رُغم الظُروف التي تُعانيها في الوقت الراهن
ناظرهُ الطبيب و اجابَه حالما اعتَدل بوقفته قائلاً
- انها بخير سيد جُيون ، عمليتها ليسَت بالشئ الذي يستحقُ تكبد عناء البقاء في المُستشفى ، تستطيعُ المغادرَة اليوم و بحلول اسبوع ستعودُ لممارسَة حياتها الطبيعيَة بشكلٍ اعتياديّ ، ستأخذ ابرَة السيولَة لثلاثة ايامٍ لمنع تجلط الدَم ، و اي وجعٍ قد يصيبها تستطيعُ تناول البراستامول سيفي بالغَرض
اطمَئن الرائد أثر كَلامِ الطبيب ما جَعله يتبسمُ خفاءًا ، شَكرهُ و ما ان رَحل حتى التَفت نحو امرأته التي سألتهُ مباشرَة
- كيف حالُ ابي؟ هل هو بخير؟
اقتَرب مِنها يقومُ بِوَضع حقيبتها بِجانب قدميها مومئًا
- انهُ بخير لا تَشغلي بالكِ
تم جَلب اشهرُ الاطباء من بريطانيا لمعالجته شخصيًا
لذلك فهو بخيرٍ تمامًا ، اصابتهُ لم تكن خطيرَة كُليًا
تَنفست الصَعداء و أزالت الغطاء عن قَدميها تودُ القيام للذهابِ اليه قائلَة
- هيا لنغير مَلابسي و خُذني اليه حالاً
امسَكها من ذراعها يُجلسها مكانها متحدثًا
- اهدئي و لا تكوني عجولَة!
خُطوَة بخطوَة ، انتِ ايضا مريضَة و انكِ بخير لا يعني ان لديكِ الحريَة الكاملة في التحرك كما تشائين ، جرحكِ بحاجة الي الراحة
ناظرتهُ و هي تدحرج عينيها بضجَر
- لا تكن كالامهات !
قَرص انفها المُستقيم و تَحدث بينما يَفتحُ الحَقيبة يُخرج منها مَلابسها الداخليَة اولاً
- انتِ مُتهورَة ، و تَهوركِ يؤذيكِ
ناظَرتهُ بحاجبٍ مرفوع تراهُ يقتربُ لازالة ثوب المُستشفى ، ساعدتهُ بذلك فَوجدتهُ يُخرج مناديل مُبللَةٍ يمسح بها جسمها قبل ان يضع لها مُزيل العَرق و عطرُ الجسم الخاصِ بها ، البسها ثيابها و رآه تبتسمُ لهُ
- اصبحَت متمكنًا من ذلك!
نَظر اليها و هو يُلبسها الكنزَة الصوفيَة قائِلاً
- من كثرة ما دخلتِ المستشفيات اخر فترَة
اصبحتُ خبيرًا بالعنايَة بكِ!
اخرَج شعرها من اسفلِ الكنزَة ثُمّ ساعدها بارتداء بنطال الجينز الواسِع قبل ان يُتابع
- بحثتُ كثيرا في الانترنت و سألت انجيلا عن مُنتجاتكِ و كيف يتمُ استعمالها كيّ لا تشعرين انكِ على غيرِ العادة ، اعلم انكِ حريصة على نظافتكِ
ابتسمَت الصُغرَى و هي تومئ لهُ بامتنان ، وَضع لها من عِطرها الانثويّ الذي يعشقهُ هو قبلها ، من ثُمّ سرح شعرِها الناعم يظفرهُ لها كيّ لا يُزعجها
البسها حذاءِها الرياضيّ بعد الجوارب الدافئَة و قال بينَما يعيد منتجاتها داخل الحَقيبة مُنبهًا بجديَة
- الميرا! لا للركضِ ، لا للقفزِ و الحماسِ الزائد!
ارجوكِ اهتمي بصحتكِ ، عمليتكِ مر عليها يومٍ واحد فقط
وقفت على قَدميها بحذر كيّ لا يُلازمها الدُوار و بِمُجَرد ان ثَبت توازنها تنفست الصعداء و قالَت
- انا بخير ، و لن اركُض
مَد ذراعهُ لها يطلُب منها التشبث بِه اذ نَطق
- سألت امكِ عنك و قُلت انكِ وقعتِ من الدرج و قدمكِ تؤلمكِ
انها حُجة لتجعلكِ تسيرين ببطئ لمسايرَة عمليتكِ همم؟
حَدقت في عينيه و اومأت لهُ ايجابًا ، بِمُساعدته خرجَت من الغرفَة الخاصة بِها و صَعدت الي طابِق الشخصياتِ الهامَة حيثما يمكث والدها هُناك ، مَشت بجواره تتجاوزُ العساكر الذين يحرِسونُ حُجرَة العنايَة المشددَة اذ بمجرد ان وَصلت للبابِ رأت ڤيولا تخرُج من الداخِل
نَظرت ڤيولا في عُيونِ الصغرَى المليئة بالدُموع فلم تستطِع كَبح بكائها و انفجَرت في حُضن الصغرى بعدما عانقتها بقوّة شديدَة
قضم الرائد شَفتيه و هو يُحاول ان يبعد ڤيولا عن زوجتِه فهي كذلك مريضَة! لكن الميرا لم تأبه لِتحذيراته و عانقَت امها باقوَى ما تمتلك تشد عليها بِقوَة تُشاركها البُكاء ذاتِه
- اهدئي يا امي ، ابي سيكونُ بخير
قالَت الصغرى و هي تمسحُ على شعرِ امها من فوقِ القبعَة الزرقاء الطبيَة تواسيها على الرُغم من حاجتها الكبرى بالمُواساة
- ك..كاد ا..ان يم..يموت
من وَسط شهقاتها نطقت ڤيولا التي على وَشك ان يُغمى عليها من قلة الرعايَة الصحيَة فهي لم تلتزمِ بتعليماتِ الاطباءِ و رفضَت المكوث عند المُلاحظَة
ابعدها الرائد عن زوجته حينما لاحظ شحوبها الشَديد و نفسها الثقيل ، ساعدها بالجُلوسِ تماما كما فعلت الميرا و قال بهدوء
- توقفي يا خالتي عن فعل هذا بنفسك ..! صحتكِ تتدهور
لا تنسي انكِ حامل بالفعل
تنفسَت فيولا بصعوبَة تحاول استجماع شتاتها و حينما نَجحت مسحَت على عينيها المتورمَة و قالت بصوتٍ مُرتجف
- لا است..لا استطيع س..سوا تخي..تخيله و هو بذ..بذلك الح..الحال
نَظرت الميرا نحو زَوجها و عينيها تذرفُ دموعًا لا مُتناهيَة ، احتَضنت الاكبر سنًا من الجانب بعد ان كانَت تجلسُ بجوارها و قالَت مواسيَة بِقَهر
- يَكفي يا امي ، ابي ان رآكِ بهذا الحال سينكسر ، تعرفين انهُ لا يُحب ان يشعره غيرهُ بضعفه ، ارجوكِ! دعينا نكوم اقوياء من اجلِه
بِصعوبَة تمكنت فيولا من التهدئة من نَفسها ، قَدم لها الرائد قنينَة ماء و حينما ارتشفت منها القَليل زَفرت انفاسها ببطئٍ تُطالع ابنتها بِقلق
- سمعتُ انكِ وَقعت على قَدمكِ ، اخبريني؟
هل انتِ بخير ؟
مَسحت على وَجنة صغيرتِها بلُطفٍ شَديد تُخفض بصرها لتفقد قَدم من اومأت لها تُجيب
- وقعتُ بالامسِ و اخذت جرعة مُسكن ساهمت بخلودي لنومٍ عميق ، تعلمين اني كنتُ لدى صديقتي و نمتُ لديها ، علمتُ فقط في الصَباح
تَنهدت ڤيولا بحسرَة قبل أن تُطالع الرائد تَسأله
- الطبيب لا يكذب عليّ صحيح؟ انهُ سيكون بخير؟
حرك الرائد رأسهُ بالايجاب موضحًا
- نعم ، انهُ بخير و بدا يستجيبُ للعلاج و يتعافَى
لا تَقلقي ، انها ليست اصاباته الاولَى
جسدهُ معتاد بالفعل
تنهَدت الاكبر سِنًا بِحُزن قبل ان تَرى ابنتها تتمسكُ بيدها متحدثَة
- يكفي امي الحُزن ليس مُلائمًا لصحتكِ
انتِ حامل! التفتِ الي ابنكِ ارجوكِ
لم تُصغِ ڤيولا اليها و تجاهَلت ما قالتهُ ابنتها تمامًا ، بدأت تفقدُ سيطرتها على نَفسها حينما ارادت النُهوض و انهار جَسدُها لولم يُمسكه الرائد بسُرعَة
نَظر الرائد الي الميرا التي انفجَرت بالبكاء فقال و هو يحملُ جَسد امها مقاومًا لجرحِ فخذه
- اهدئي! امكِ بخير ، تمالكِ اعصابكِ
كَبحت دموعها بصعوبَة و استقامَت ترافقهُ الي المصعد كيّ ياخذها الي غرفَة المُلاحظَة و يحتجزوها هناك رُغمًا عن ارادتِها ، وَضعها فوق السرير و قامَت الممرضَة بالتكفل بعلاجِها و مراقبَة حالتها عوضًا عَن ابنتها التي تبكي في جوارها
مَسكها الرائد من ذراعها و اخرجَها معهُ متحدثًا بجديَة
- الميرا عليكِ التماسك! للتوِ كنتِ تقولين كلامًا موزونًا
والديكِ بحاجَة لقوتكِ لا ضعفك! لا تشعريهما بالسوء
مَسحت دموعها و هي ترتعشُ من انقلابِ الحال
حاوَلت أن تتماسَك و حينما نَجحت بصعوبَة قالَت
- لا اعلمُ ما اللعنة التي اصابَت حياتنا فجاة
لقد كُنا بخير ، لما المشاكل تندفعُ مرة واحدَة؟
احتَضنها نحوهُ و رَبت عليها بلُطفٍ يواسيها قائِلاً
- اهدئي يا حَبيبتي ، انها ازمَة و ستمُر
صدقيني ستعود المياه الي مجاريها
بادلتهُ العناقُ تحشُر رأسها بداخل صَدره و عُيونها مُنتفخَة من الدُموع و البُكاء ، تربيتاته اللطيفَة فوق ظهرها تُشعرها بالاُنسِ و المواساة لا اراديًا لذا بدأت تهدأ تدريجيًا و تستمدُ قوتها منهُ من جَديد
عليها ان تكون قويَة! لِمُواجهَة القادِم
•••
طلب الرائد من جيمين ان يَتكفل بايصالِ الميرا الي قصرِ والدها كيّ تجلب لامها و والدها مُستلزماتِهما من هُناك فهو على صدد الذهاب الي بيته كَذلك لتدبر بَعض الامور الخاصَة بِه
اوصَلها جيمين الي البيت و ساعَدها بالدُخول قائِلا
- انا سابقى بانتظاركِ هنا
ناظرتهُ الصغرَى مُبتسمَة رُغم مآسيها فاومأت لهُ بعدما ساعدها بصعودِ الدرج ، شَكرتهُ و دخلت الي غرفةِ امها تجمعُ لها ملابسها و ما تحتاجهُ بداخل الحَقيبة ثُمّ فعلت المثل مع خاصة أبيها
طلبت من الخادمَة ان تَحمل الحَقائب فجسدُها ليس آهلاً لذلك مطلقًا ، دَخلت الي غرفتها و تمشَت ناحية خزانتها بحذرٍ تام كيّ تجمَع ملابسها هي ايضًا فلابد من البقاء في المُستشفى كَمُرافق سواء لامها او ابيها
احست بالتَعب يتمكن منها فقامَت بالجُلوسِ قليلا تستريح و هي تمسك بِجُرحها بلطفٍ مُحاولة نَفث نفسها المَهزوز ، رَفعت عيونها للسقفِ و قالَت بهدوء
- كُل شئ سيكونُ بخير ، الميرا لا تيأسي!
انتِ بخير و عائلتكِ ايضًا
سَمعت صَوت اهتزاز صادر من جهازِها اللوحيّ فعلمت ان برنامج تتبع الكاميرات و اجهزة التنصت ارسل اليها اشعارًا ، بادرت بحمله و فَتحه ثُمّ دخلت على ذلك التطبيق لِتفقد قصرِ عائلة زوجها و ما يحدُث بداخله
نقرت على زر الصَوت كيّ تسمع الحَديث الذي يتم تناوله وَسط افراد عائلَة جُيون حينما وضحَت لها الكاميرا جَسد زوجها الواقف امام اُمه و خالته ، كانت كلارا كَذلك موجودَة ، تجلسُ فوق الاريكَة تبكي بِصَمت
سَمعت يونهي تتحدثُ لمخاطبَة ابنها الذي كان من الواضح انهُ للتو دَخل
- جونغكوك
طلبتُ منك البحث عن حُلول! و بالفعل وقتك بدأ يَنفذ
تَحدث جونغكوك و هو يُدلك جَبهته بِصُداع
- اُمي اخبرتكِ بالفعل انّي ساقومُ بتولي الامر
انا مشغول بمهمتي ، لذا رجاءا افسحِ لي المَجال
كان يُريد تجاوزها و الصُعود الي غرفته التي تَحتلها كلارا حاليًا و قبل ان يَتحرك مسكتهُ امه من ذراعه تَمنعه من الحراكِ متحدثَة بغضَب
- اسمَع ! الخطيئَة التي ارتكبتها في حَق ابنة خالتكِ لن تَمر بِسلام ، اتعلم ان علم اخوها مالذي سيفعلهُ بها؟ انت عليك ان تَتزوجها اليوم قَبل الغد!
كَشرت الميرا على مَلامحها و هي تسمعُ صَوت امه المُثير لاشمئزازها ، كانت مُحقة في كُل ما فَكرت به ، يونهي تُكرر ما فعلتهُ بامها مع ابنها..!
هي تود توريطهُ مع كلارا لغرضٍ مجهول..!
و غالبًا سببه الاستلاء على ثَروته كما تُفكر حاليًا
لكن؟ من اين جائت ثَروة جونغكوك و كيف حَصل عليها؟
ذلك السؤال المُحير الذي يَغزوا تفكيرها منذ البدايَة
قضمَت سفليتها و هي تتمنَى دخول الشاشَة و ابراح اُمه ضربًا تمامًا كما فعلت ذلك اليَوم ، كانت فُرصتها المثاليَة و هي اغتنمتها بِرحابَة صدر و لا تُمانع مطلقًا في اعادِتها من جَديد
سَمعت صَوت الرائد ينطقُ متضايقًا
- انتِ تعلمين اني مُتزوج بالفعل..!
القانون لا يسمحُ بتعدد الزوجات امي!
ناظرتهُ يونهي بغضبٍ فدفعتهُ من صَدره تقول بحدَة
- انت اساسًا كيف تسمح لمن مَدت يدها على والدتك بالبقاء على ذِمتك ؟ كان عليكِ تطليقها منذ ذلك اليَوم ايها السافِل!
اغمَض جونغكوك عُيونه بِضجَر ثمّ حدق نحو كلارا التي ازاحَت عينيها المُتورمَة بعيدًا عَنهُ ، ابعَد ذراعه عن والدته و قال بجُمود
- سنتحدث عن هذا الامرِ لاحقًا! امّا الان فانا لديّ ما اعملُ بشأنه
توجه نحو الدَرج و قبل ان يصعده سَمعها تقولُ لهُ
- صدقني يا بُني ابنة خالتك هي من ستُنجب لك الولد! اما زوجتك العاقَة تلك ، فهي عقيم لن تَحصد من رحمها حق فُحولتك!
قَبض جونغكوك على اصابِعه بقوّة يُجاهد لتجاهل اهانَة امه المُستمرَة لزوجته ، اكمل صُعوده الي الاعلى مُدعيًا عدم سَماعه لما قالتهُ حفاظًا على سَير خُطته كالمطلوب
دَخل الي غرفته و صَفعه للباب جَعل من اخت يونهي تُمسكها من ذراعها قائِلَة بتوتر
- علينا ان نُسرع في جَعله يتزوجُ منها!
بطنها يَكبر ، سيبدأ بالبروزِ قريبًا
رَفعت الميرا حاجِبها و هي تَسمع صَوت خالة زوجها تتهامس بتلك الكلمات ، اذًا !! ما شكت به حَقيقيّ؟ كلارا فعلاً حامل!! سيحاولون الصاق ابنها بِزوجها هدف استِغلاله!
جَف ريقها و اعتَدلت بجلستها محاولَة الحفاظ على اعصابِها
مَسحت على وجهها المُتعرق من سُخونَة جسدها تَسمع يونهي تقول
- لا عليكِ سيتزوجها و لن يَهتم لامر بروز بطنها
ذلك الجاهل اشك انهُ يعرف الحَمل كم شَهر اساسًا!
شَدت الميرا على قبضتِها بقوّة و هي تَسمعها تصف زَوجها بالجاهل..! كَيف يكونُ كما وَصفته؟ و هو الذي ان جَهل موضوعًا جَلس يبحثُ عنهُ حتى يجد اجاباتٍ عن تساؤلاتِه و يعودُ بالصَحيح بِها
حتى في حالَة مرضها ، وَجدته ملمًا بكثير من المعلومات الطبيَة فقط كيّ يتعلم كيف يهتمُ و يَعتني بِها
الشهادَة ليسَت معيارًا لثقافته..!
كانت على وَشك ان تُغلق الجهاز بعدما سَمعت صوت جيمين يُناديها ، لَكنها سَمعت شيئًا استوقفها و جَعلها تتصلَب مكانها مُنصدمَة حينما قالَت خالته
- انتِ تعلمين جَيدًا ان جونغكوك لا يُمكنه الانجاب..!
ماذا ان اكتَشف ان ابن كلارا لا يَخصه؟
ان ذاك لن نستطيع تَحمل غضبه!
مالذي تَقصده بلا يستطيعُ الانجاب..؟
و كيف تعرفُ اساسًا انهُ بالفعل لا يُمكنه؟
سَهت في ذكرياتِها و تَذكرت اليَوم الذي ذَهبت فيه لِجَلبِ تحاليل اختبارِ الدواء الذي يَتناولهُ زوجها منذ سَنواتٍ عديدَة
نتيجَة الاختبار ذاك صَدمتها بشكلٍ عجزت عن التَعبير عنهُ
عندما عَلِمت ان هَدفه الاساسيّ قَتل فعاليَة الحيوانات المنويَة
و الوصول الي العجز الجنسيّ ..!
ايّ انهُ يتناول دواءٍ يُساهم في جَعله يفقد قُدرتهُ على انجابِ الاطفال بشكلٍ كامِل و قاطِع!
نَظرت نحو الشاشَة و عُيونها تتوسعُ رويدًا رُويدًا و هي تربطُ الاحداث بداخل رأسِها
كيف علمت امه انها كذلك عَقيم..؟
ايُعقل ان حادِثتها كذلك كان مُخَطط لهُ منذ البدايَة؟
هل والدتهُ هي السبب في مرِضها؟
ما الهَدفُ من جَعلها هي و الرائد
عاجِزان عن الانجاب..!
هُنالك مُخَطط كَبيرٍ يُرَسم من وراءِها هي و الجَميع
و من الواضح ان زِمام الامور بدأت تسقُط من يديّ زوجها
الذي لا يَعرِفُ بشاعَة ما يَحدُث و يظُن انهُ المُسيطر!
•••
12200 ✔️
اهلاً اهلاً يا جميلين
اعتقد ان الاغلب كان عارف بالحادث يلي صار مع اختي قبل اسبوع تحديدًا
كنا في عُرس ، و لما كنا مروحين اختي اخذت معاها بالسيارة اخت العروس و بنات خالاتها ، في موكب العرس و هما رايحين مع العروس لبيتها ، اخ العريس كان يريد يعاكسهم فضايقهم بسيارته و حتى ما تصطدم اختي فيه ، دخلت في حائط و تسببت بحادث شنيع
اخت العروس انقسمت فخذتها لنصين مما سبب نزول المادة و تهشم بالعظام ، و عملت عملية مستعجلة و حاليا هي ممنوعة من الحركة بشكل كُلي لمدة شهرين حتى تشيل البلاتين و تبدا بالعلاج الطبيعي
بنات خالات العروس ، احداهما صارلها ارتجاج و سافروا بيها حتى يعالجوها و الثانية تشوه وجهها من الزجاج يلي دخل فيه
اما اختي فصارلها نزيف بالراس و انشقاق في الجمجمة ، انكسر كتفها و ذراعها و فضل النزيف لمدة ثلاث ايام ، كانت فوضع حرج و كنا حنسافر بيها لكن منعوا علينا الاطباء السفر لانها مش حتصمد و ممكن نفقدها بالطريق لا قدر الله
حالتها حاليا مستقرة و هتعمل العملية يوم الثلاثاء باذن الله
دعواتكم لها 🤍
طبعا كنت موجودة على الانستا و شاركت معاكم كل الاحداث هذه
و من ضمنها الضابط اللطيف 😭🤏🏻
جماعة الانستا عارفين قصته و يستنونها لحظة بلحظة
الاحداث يلي صارت كلها كانها رواية وربي
شفتوا حادث المشير؟
كتبته قبل الحادث بيوم ، و سبحان الله عشت تجربته بالحرف
ما اتمنى حد يعيش شعوري لما شفت اختي بين الحياة و الموت ، حرفيًا الاحساس قاتل
الله يردها لنا سليمة يارب و شكرا لدعواتكم 🤍
بطبيعة الحال حانشغل مع اختي بعد لا تطلع من المستشفى ، محتاجة رعاية خاصة و الضيوف يلي حيجوا يتطمنوا عليها ، انتم ادرى بالظروف يلي انا فيها حاليًا ، الفصل كان مكتوب كامل فاحتجت اني اعدل عليه بس و انزله لكم حتى ما اتاخر
طبعًا الفصل كان المفروض يكون 20 الف مثل ما وعدتكم
لكن قدر الله و ماشاء فعل
الحمدلله لا اعتراض على حكم الله
المهم ارائكم حول الفصل عامَةً..؟
تصرف الميرا و خطتها..؟
توقعتوا انها ما تشك في زوجها..؟
تصرفها لما ضربت يونهي؟
انا اشوفه غلط ، بس انسانة بشخصية الميرا مستحيل تسكت
بالنسبة لعملية الميرا
هسة يجوا ناس يتفلسفوا انه كيف عملت عملية و قدرت تقوم و الخ..
العملية بالمنظار تختلف عن العادية
انا سويتها في عمليتي بالزايدَة ، و الحمدلله تاني يوم قُمت
بس انا صارلي مضاعفات تانية لان كان عندي مسالك و امساك .. فكان وضعي اصعب ، بس هي الحمدلله امورها سليمَة مش محتاجة الا يوم راحة فقط
ابحثوا اكثر عن عمليات المنظار و تثقفوا بهذا المَجال قبل لا تعطوا احكام مُسبقة لان حرفيا مرارتي فقعت من كثر التعليقات يلي تجيلي بخصوص امور واضحة ، محتاجة بس ثقافة و تنحل والله
جوجل مقصر معاكم ؟ اكتبوا سؤالكم و هيطلع لكم كل المعلومات يلي محتاجينها بس والله
توقعتوا تاثير الحبوب بتاعت الرائد؟
و هل فعلا حادثة الميرا مخطط لها؟
و ليش؟ ما الهدف؟
توقعاتكم هنا 🤙🏻
اشوفكم في الفصل القادم
الي اللقاء 🤍
.
.
.
•••
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top