عَروس الميراث | 40
عَروس الميراث | JK
اهلاً بكم في الفصل الاربعون 🐥
طبعًا ، مش محتاج توبيخ علشان تفاعل الفصول جدًا ضعيف
الفصول يلي قبل السابق ، لاني نسيت احط شروط القى التفاعل محبط؟
عمومًا ، تنفيذ الشروط هو يلي يحدد موعد نزول الفصل 🤍
تاخير تنفيذها حيسبب تاخير في نزوله عن موعده الاسبوعي
لذلك لا تلوموني عن سبب التاخير
لا تكونوا انانيين رجاءًا ، لانه بالرغم من ظروف الحياة و دراستي { ادرس تخصصين طب اسنان و تغذية علاجية بنفس الوقت } ده من غير مشاغلي الشخصية و اشغالي كَـ كاتبة ورقية ، بكل جهدي احاول ما اتاخر عليكم و اوازن بينكم و بين كُل شئ ، فده جزائي بالاخر؟
تبخلون حتى بتصويت؟
ترا سهل اكنسل الرواية و الغيها ، بالعكس حيهون عليّ الكثييير لاني مضغوطة من كل النواحي ، فقولولي ! و عادي الغيها و أحذفها ♥️
لا تخلوني احس بضغط اكبر من ضغطي الحالي
تقولون امتحانات و انشغالات ، ليه انا ماعندي انشغالات و امتحانات؟
ماعندي دراسة و حياة؟
اكتبلكم فصول طويلة! و انتم تعليق ما يتجاوز ال ٥٠ كلمة تبخلون عليه! و ربي قمة الانانيَة
شكرًا لَـ يلي يدعمون الروايَة من صميم قلبي
بس للاسف ، الاغلبيَة صامت بشكلٍ يقهر..!!
التأخير لما ينجم ، ينجم من قلة التفاعل و ده واضح 💁🏻♀️
لو الرواية مش عاجبتكم ، عادي ترا اسهل شي الارشفَة
راجعوا انفسكم و قدروا تعب غيركم 🤍
3700 تصويت
7000 تعليق
فصل جَديد ✔️
التعليق بنقاط و حُروف و ايموجيز غير مقبول
يلي يعلق كذا حيتم تبلكيه لانه يغطي عليّ اشوف تعليقات البقيَة
لو كلكم تعلقون بين الفقرات و الفصل طويل كان من اول ١٢ ساعة الشروط خلصت 💁🏻♀️
بسم الله نَبدأ 🤍
•••
لِتَوها تُغادر حُجرَة التحاليل المَخبريَة و بين يَديّ زَوجها نتائِج تحليل الدَم و الأشعَة التي قامَت بها بعَد توصياتٍ من الطبيبَة المُشرفَة على حالِتها عِندما اكتَشفت بحُلولِ الصَباح وجودِ كُتلةٍ مشبوهَة بداخل رَحمِها
كُل تلك الاحداثِ جائت بشكلٍ سَريع و مُفاجِئ ، لم تَستطِع حتى أن تَستوعبه حتّى ، لم يكن هُنالك اي تَعبير او رَد فعلٍ يكتسحُ مَلامح وَجهها الجامدَة ، تَنظُر في اتجاهِ الفَراغ و تَسيرُ بدون هدف بِجانب زَوجها الذي يَتمشى بالقُرب مِنها يَتفحصُ تلك الاوراق بِعينيه دون ان يَفهم منها حَرفًا
- الميرا ما معنى هذا؟ التحاليلُ جيدَة اليست كَذلك؟
سألها بعدَما قام بامساكِ عضدها يوقفها عن السَيرِ دون وِجهَة ، نَظر في عينيها الخاليَة من الاحاسيسِ و قال من جَديدٍ بقلبٍ مُنتَفض
- رجاءًا! دَعِ قلبي يَطمئن
كانَت صامتَة و هي تَرى كُل تلك الاوراقِ الكثيرَة بين يَديه ، المَشهد ذاتهُ يُذكرها بِعَذاب سنواتٍ مَضت و هي تَراهُ يَتكرر لَكن بدلاً من اُمها ، الان زَوجها الذي يُرافقها في النصف الاخَر من المُعاناة السكينَة بداخل الرَحم الذي من المُفترض ان يَحتضن طِفلها بدلاً من وَجعها
لم تَكن تستطيع الرَد حتّى ، الألم الذي استَغرق منها جُهدًا جَهيد للتخلُصِ منهُ بِـ جَلساتٍ لا متناهيَة مع الطِب النَفسيّ ، عاد لِيخترق الحاجِز الآمن الذي صَنعتهُ ، عاد ليتمكن مِنها و يَستنزِف قوتها التي عانَت لِتستعيدِها بعد صِراعاتٍ لا حَصر لها ، بما تُجيبه..؟ كَيف تُطمئن قلبه و قَلبها هي غير مُطمئن؟
نَظرت في عَينيه السَوداء تَراهُ يتقدمُ لاحتضانِ وَجنتها البارِدَة التي بَدت كما لو انّ الدماء سُحِبَت مِنها من شِدّة شُحوبها ، سمعتهُ ينطِقُ قائِلاً
- ارجوكِ ، لا تَسمحِ للألم ان يأخذكِ منّي
جُملَة بسيطَة ، استَطاعت ان توقِض الشُجاع النائِم وَسط جُحرِ الاستِسلام وِسَط اعماقِها لِيَقطع أحبالِ الضُعفِ التي تُقيّد قُوتِها ، تَمكن من جَعلها تتفاعلُ معهُ عندما ابتسمَت بِشكلٍ بسيط و قالَت
- انا بِخَير
اخَذت منهُ تلك الاوراقِ الكَثيرَة و ألقت نظرَةٍ سريعَة عليها بِعُيونَها قبل أن تُكرر التَحديق فيه من جَديد مُتابعَة
- دعنا نأخُذها الي الطبيبَة ، هي التي سَتقومُ بقراءتها بشكلٍ افضل
نَظر في عَينيها و لَم يجد ذات البَريق الذي اعتاد عَليه
امرأتهُ ليسَت كسابِق عهدِها مُطلقًا
هو ليسَ مُعتاد ان يَراها خائِفَة..! و الأن هي فِعلاً كَذلك
لاول مرَة يشعُر انها بحاجتِه و ليسَ العَكس
يشعُر انها تُريد ان تَطمئن
كم هو انانيّ..! يُريدها ان تُطمئنه و تناسَى انها هي التي تحتاجُ من يُطمئنها و يَفتحُ ابواب قلبِها للأمان
اقتَرب مِنها وِفقًا لاحاسيسه يَتبعُ ارشادِها لهُ ، لم يكُن هنالك حاجِز يمنعهُ من لَف ذراعيه حَولها و سَحبها الي مُنتَصف حُضنه الوَسيع الذي يُلائم مَقاسها جَيدًا ، اذ وَضع يدهُ فوق شعرِها الحريريّ يَمسحُ عليه برفقٍ تام عندما هَمس يقول
- انتِ ليس عليكِ ان تَكوني دائمًا قَوية
هُنالِك حُضنٍ ، يسمَحُ لكِ باظهار ضعفك دائِمًا
لانهُ من سيُرمم شِتاتُكِ و يَصنعُ منهُ قُوَة أعظَم من سابِقها
مُنذ متى زَوجها يُجيد الكَلام بِكُل هذه المِثاليَة؟
لقد استخفت بِقِدراته جِدًا..!
رَسمت ابتسامَة خافِتَة على شَفتيها و دون شعورٍ استجابَت لحضنه و لَفت ذراعيها حَول خَصرِه النحيل من بَعد أن اسنَدت رأسِها فوق صَدرِه العَريض ، قُوتها بدأت تتلاشَى ، عندما وَجدت ماهو أقوَى للاستناد عليه و تَخفيف الحِمل الذي لا يُطاق ، تَسربت دُموعها بِبطئٍ و اغرقَت ثيابه بعدَما بللت سائر وَجهها
تَمسكت بِه باقصَى ما تَمتلكُ و كُلّ ما هَمستهُ كان
- لا اُريد ان اعود لِذات المُعاناة
لقد كنتُ اتألم بِقَدرٍ لا يُوصَف
هَمست بِضيقٍ خانق يَمنعها من استجماعِ انفاسها الساخِنَة ، تمسكَت به اكثَر ثًمّ تابعت بغصّة مؤذيَة
- ل..لا اريد ان اُحارِب في مَعركةٍ خاسِرَة
لقد كنتُ الجُنديَة الأقوَى في الحَياة
لَكِن المَرض مُصّر على قَتلي
كلامها كان مُبهمًا بالنسبَة اليه ، لكنهُ على دراية تامَةً انهُ يصف احاسيس لم تَبُح فيها هي من قَبل ، زَوجتهُ ليسَت من النوع الذي يَتحدثُ عن احزانِها ، لِذلك فقلبها مَليئ بمشاعر دَفينَةٍ نَبش قَبرُها المَرض
سيأخُذ دَور المُستمع الذي تُتقنه هي عِندما يَحكي عن مَواجِعه ، كُل ما عليه فعله هو المَسحُ على شَعرها بِكُل لُطف و اعطائها المساحَة التي تَحتاجُها لِتَفريغِ جُزءٍ ضَئيل من حدَة شُعورِها القاتِل
- كنتُ اتمنَى ان اكون اُم ، لَكنِّ تراجعتُ عن الفكرَة بعد مَرضي الذي ساهَم في قَسم احتماليَة انجابي للنِصف ، لَكن رَغبة الامومَة عادَت بعد رُؤيَة حُب الابوَة بِداخلك ، عُدتُ لارَغب بالحُصولِ على طفلٍ يُشبهك
ابتعَدت عنهُ و نَظرت في عَينيه التي وَجدت أثار بُكائه بِداخل احمرارِها الشَديد ، طالعتهُ فقالَت بِصَوتٍ مليئ بالقَهر و المأساة
- كنتُ اريدُ ان يَحتضن طِفلُك رَحمي
لم اظُن ، أن كابوسي عاد لِيُعانِق رَغبة الامومَة حَد الاختناق
ليسَت بارعَة في التَحدث عن مَشاعرها ، لَكنها تصفها بدقّة باسلُوبِ الكاتبَة الذي يغلبُ على طباعها في مُعظمِ الأحيان ، رُبما هِبة الكتابَة كانَت من افضَل ما امتلكتهُ في حَياتها أجمَع ، اتاحت لها فُرص التَعبير خَلف ستائِر الحُروف و الكلِمات
ناظَرتهُ بألمٍ استطاعَ ان يَراهُ من خَلف دُموعها الكثيرَة ، اقتَرب اكثرَ يحتضنُ وَجنتيها المُبللَة بِكُفوفه الدافئَة مُتحدثًا بِصوتٍ خافت يستطيعُ احتضان الرُكن الخائِف بداخِلها
- سيكونُ كُل شَئ بخير انا مُتأكد
لن يستطيع هذا المَرض ان يَتغلب عليكِ ابدًا
حَدقت في عَينيه عِندما ابتَعد عَنها خُطوَة الي الوراءِ و تابَع
- انا كَعسكريّ ، لم ارَى اطلاقًا مُحارِب اقوَى منكِ
قامَت بِمَسح عُيونَها من الدُموع تَراهُ يُواصل قائِلاً بِجديَة
- الرائِد جُيون جونغ كوك
يَعترِفُ بِقُوتكِ التي لم يَرى لَها مَثيل
تزامَن كَلامهُ مَع تحيَتهُ العَسكريَة التي قام بتأديتها من اجلِها وَسط ممر المُستشفَى ذاك ، يدهُ مَطروحَة امام جَسده و كَف الثانيَة بالقربِ من رأسه من بَعد ان ضَرب باحدَى قَدميه على الارضِ و ضَمها بجوار اُختها يُحدق في عينيّ زوجته الباكِيَة و هي تُشاهِده
كَعسكريّ ، فقد أعلن ولاءَهُ اليها
مَسحت دُموعها التي تتسرَبُ دون انقطاعٍ ثُمّ اقتَربت منهُ تحتضنُ وَجنتيه مُتحدثَة بِصَوتٍ هادئ
- ساكونُ بخير ، ان كنت انت مَعي و في صَفي
ساُحب الحياة ، لانك فيها
نَظرت في عينيه و هو يُخفضُ يديها عن وَجنتيه يَمسحُ عليها بلُطفٍ تام
- ساكونُ دائمًا معكِ
لقد زاَرها الأمان من جَديد و ابتسمَت بلُطفٍ شَديد
سيتولَى مَسؤوليَة خوض مَعارك هذِه العِلاقَة بدلاً مِنها
سيكونُ بَطلُ قِصتها ، لا يَقسمُ ظَهرهُ حَديد..!
شابَك يداهُما سويًا ، و سحبها معهُ الي عيادَة النساءِ حيثُما ستكشفُ الطبيبَة عن الكتلَة الدخيلَة التي تطفلت على رَحم امرأتهُ دون حياء..!
جَلسا سويًا امامَها بعدما قَدم هو الاوراق كُلها الي الدُكتورَة التي انتشَلتها منهُ و بدأت تُقلبُ بين الصفحاتِ تتفقدُ نتائج التَحاليل بِعُيونٍ هادئَة
مَسك الرائد بيد زَوجتهُ من تحتِ الطاولَةِ يمسحُ عليها بلُطفٍ و قلبهُ ينتفضُ اضعاف خاصتِها ، يَنتظرُ كَلام الطبيبَة التي نطقَت به بعد اطلاعها على التحاليل و صُورَة الأشعَة قائِلَة
- للأسف ما توقعتهُ كان صَحيحًا ، هُنالك ورم دَخيل على مبيضكِ السليم سيدتي و التحاليلُ أثبتت ذلك
كَلامها جَعل قلبُ آلميرا يستعيدُ كُل تلك الاوجاع التي عاشَها منذ سنواتٍ مَضت بِصُعوبَةٍ تامَة ، ذات الموقفِ يتكرر من جديد ليفُقدها النِصف المُتبقي من اُمومتها..!
عجزت عن الرَدِ ، او حتّى التعبير من شِدَة الصدمَة التي اكتسحَت سائِر جَسدها المُتصلِب بجوار زَوجها المَفجوع ، لقد كانت فاجعَة..!
نَظر في اتجاه امرأته الصامتَة ثُمّ عاود التحديق في وَجه الطبيبَة متحدثًا بِصوتٍ بالكاد غادَره
- ا..اعني؟ ه..هل هو خط..خطر؟
ناظَرتهُ الطبيبَة مُبتسمَة بهدوءٍ كيّ لا تزيدُ الامور تعقيدًا بالنسبَة للشابين امامَها ، من واجبها التَخفيف من صَدمتهما حينَما قالت موضحَة
- طبيبُ الاورام سيُحدد خُطورَة الوَضع ، بالنسبة اليّ فما رأيتهُ بالجهازِ و التحاليل الآتيَة ، كان حجمهُ صغير للغايَة بالكاد يُرَى لذلك سيتمُ علاجه بسُهولَة دام تم اكتشافه في وَقت مُبكر
نَظرت الطبيبَة نحو الاصغرِ سنًا ثُمّ سالتها بهدوء
- سيدَة جُيون ، هل ظهرتِ عليكِ اي اعراضٍ من قبل؟
حَدقت آلميرا بها فقامَت بالنَفي برأسِها مُعترضَة ، قامَت الطبيبة بجمع سائر التَحاليل و الاوراقِ داخل المَلف الخاصِ بها ثُمّ كَتبت لها على ورقةٍ خاصَة مُتحدثَة
- عظيم ، انا مُتأكدة انهُ سيتم علاجهُ بطرقٍ بسيطَة لن تستدعِ كل هذا القلق ، انتِ تجاوزتِ ماهو اسوء حَسب تاريخكِ المرضيّ لذلك لا تخافي همم؟
لم تَكُن هي الخائفَة بقدر زَوجها الذي ارتجفَت يداهُ و هو يقولُ بِذُعرٍ واضح
- ارجوكِ اخبريني ، هي ستكونُ بخير؟
ناظَرتهُ الطبيبَة فقامَت بالايماء و هي تُقدم مَلف زوجته اليه قائلَة
- تفضل سيد جُيون ، خذ الملف الي قسم الاورام هُناك سيتكفل الطبيب هان بِمتابعَة حالتها لقد كتبتُ توصيَة منّي له ، سيطلُب منها اجراءاتٍ عليها البدء فيها كيّ نُحدد ان كان الورم حميدًا ام خبيثًا
التَقط الرائد المَلف بيداهُ المُرتجفَة يُناظر زَوجتهُ الصامِتَة ، لم يَكُن لها أي رد فعلٍ يُذكَر عدا انها استقامَت و رافقتهُ الي الخارِج دون التفوه بحرفٍ واحِد
وَضعت يديها في جُيوبِ مِعطفها تسيرُ بجانِبه في ذلك الممر الطَويل المؤدي في نهايته الي الاستعلامات ، كان يَبحثُ عن طريقَة للتخفيف من حِمل شُعورها و عندما استَطاع ترتيب حُروفه قال بِصوتٍ شبه مُتزن
- ان..انا متأكد ، انتِ بخير
نَظرت اليه فابتسمَت لهُ قائِلَة
- ان كنت مُتأكد ، لما انت خائِف لهذه الدرجَة؟
تَوقف عن السَير ينظُر في عَينيها عندما تابعَت
- انا لم اراك خائفًا من قَبل يا جونغكوك
كيف تُريده ألا يَخاف..؟
و هي مَعركتهُ التي يُحارب بكامِل قِواهُ كيّ لا يَخسرها..!
كيف لا يخاف..؟
هو عسكريّ قضيتهُ الأولَى هي..!
يبحثُ عن تَبريرٍ يستطيعُ ان يستُر فيه خَوفهُ ، و عندما وَجد قال بهدوء
- لستُ خائف ، انما قَلِق ، انا اقلقُ عليكِ من دَقةِ شَوكةٍ ، فَكيف بدخيلٍ يودّ مُشاركَة طفلي في رحمكِ همم؟
اقتَرب مِنها اكثر فقام بِوَضع كف يده فوق شعرِها يمسحُ على رأسها بلُطفٍ يُتابع بصوتٍ مُتزن بعدما استعاد رابطَة جأشه من جَديد
- انا اُحارب دائمًا لامنع الدُخلاء من احتلال الوَطن
فَكيف لي ألا افعَل ، عِندما يَود مُتطفلٍ استعمار وَطني و أرضي..؟
نَظرت في عَينيه تراهُ يُحيطُ خَصرِها بذراعه و يَسحبها نحوهُ حَد الالتصاقِ بصدره عندما هَمس بالقُرب من شَفتيها قائِلاً
- تأكدي ما من احدٍ يَحقُ لَهُ احتلالُ رَحمكِ
سِوا ، أطفالي..!
كَلِماتهُ كانت جادَة كِفايَة لتجعلُها تبتسِمُ لهُ رُغم ما يَجتاحها من سوء ، قامَت بالايماء دون الحَديثِ و مَسكت بيدِه تُكمل سيرها معهُ نحو الاستعلاماتِ حيثُما سأل هو عن قسم الأورام ، تَوجها الي الطبيبِ هان حسب توصيَة الدكتورَة بعدما قَطع واصِلاً للكشفِ و حالما دَخلا لهُ جَلس يتفحصُ التحاليل
تَفحص الطبيب التحاليل و الأوراق امامَهُ بعدما القى نظرَة على الاشعَة و الجهاز الذي قامَت به طبيبة النساء فقال
- جَيد! المؤشرات كُلها تقول ان الورَم حميد
ما نَطقهُ جَعل انفاسُ آلميرا تُطرَح ببطئ شَديد بعدما عادَت الحياة لتزور وَجهها من جَديد ، تكفل زَوجها بالاستِفسار حَول مرضها بدلاً منها عندما قال بلهفَة
- حقًا ؟؟ يعني انهُ ليسَ خطيرًا ؟
ناظَرهُ الطبيب مُبتسمًا بعدَما حدق بِه يُجيب
- سنتأكد من خِلال الرنين المغناطيسيّ و ان اضطررنا سنقومُ بالخزعَة لنتجنب أي شُكوك فالورم احيانًا يخدعُنا ليتستر على خُبثه
نَظرت آلميرا نحو زَوجها الذي طالَعها للحظاتٍ قبل ان يُعيد التحديق في الدكتور حينما تابَع
- التَحليل لم يُظهر اي تفاعلاتٍ للورم في الدَم و ذلك ما يَجعلني اطمئنُ انه قد يكون حميدًا بنسبَة 75% ، و الصورة الاشعاعية لم تُظهر انتشار لهُ ، لكن قد يكون لازال في بدايته لذا لم يَتفاعل بعد..! لِذا نحن بحاجَةٍ الي الرنين كيّ نتأكد و ان تطلب الامر سنقومُ بالخُزعَة
استطاعَت آلميرا ان تَفهم ما قالهُ الطبيب و قامَت بالايماء لهُ مُتفهمَة حالتها فسبق و أن مَرت بِكُل هذه الإجراءات ، نَظرت نحو زَوجها الذي قام بجمع انفاسِه و نَطق مُستفسرًا
- هل ستقومُ بجهاز الرنين الأن؟
نَظر الطبيب الي ساعته في رِسغه ثُمّ اومَئ
- يُفضل
حَدق فيهما قبل ان يُتابع
- تكفلتهُ غاليَة بعض الشئ هُنا نظرًا اننا في مصحة خاصَة
يُمكنكما اجراءه في القِطاع العام ، سيكونُ مجانيّ
كَتب توصيَةٍ لِمُهندس الاجهزَةِ الخاصة بالرنين يُقدمه مع المَلف الي الرائد و زَوجته ، غادرا من عنده فَطلب منها الجُلوس و الانتظار رَيثما يَتجهُ نحو الاستعلامات يستفسرُ عن الجهاز
نَظر نحو الموظفَة يسألها بِهُدوء
- مرحبًا ، هل يُمكنني ان استفسر عن سِعر جهاز الرنين؟
حَدقت الموظفَة به مُبتسمَة قبل ان تسأله
- بصورَة ملونَة او بِدون؟
نَظر نحو توصيَة الطبيب المكتوبَة فوق المَلف فلم يَفهمها لذا قَدمها الي من ناظَرتها بتمعُنٍ متحدثَة
- هذِه بصورَةٍ ملونَة لذا تكلفتها ستكونُ اغلى من المُعتاد
قام بالايماءِ لها يَنتظرُها ان تُخبره بالسعر الذي صَدمهُ ، اخذ مِنها المَلف و نَظر نحو زَوجتهُ الجالسَة تُناظر الفَراغ بشُرود قبل ان يُخرج محفظته من جَيبه يتفقدُ المال الذي في حَوزته ، لم يكُن يملك سِوا حَق الكشفِ لذا اغمَض عيناهُ مُنزعجًا
كُل اموالَهُ يترُكها في الثكنَةِ و التي صرفها اخر مرَة على زَواجه و خاتم زوجتهُ و تَشطيب الملحق و اعادَة بناءه من جَديد حينما جاء بِمهندس ديكورٍ احسَن تَصميمه ، كُل المبالغ التي جَمعها من صِباه خسِرها آن ذلك و قد بدأ يُعيد جَمع نَفسهُ من جَديد اخر شَهرين بعد عودته الي مَهامه
المال الذي جاء بِه قد صرف نِصفه في الكشفِ و التحاليل الباهضَة و الصُور الاشعاعيَة التي قامت آلميرا بها قبل قَليل لذا اصدَر تنهيدَة تُعبر عن استياءِه من نَفسِه ، كَيف سيُقنعها ان يَتوجها للقطاعِ العام..؟
خَبئ مِحفظتهُ ثمّ نظر نحو الموظفَة متحدثًا
- هل يُمكننا ان نقوم باجراءِ صورَة الرنين بالغد؟
طالعتهُ الموظفَة مومئة حينما اجابَت
- نعم سيدي ، هنالك موعد مع المُهندس على الساعَة السابعَة صباحًا ان كنت تريد الحَجز
قامَ بالايماء لَها ثُمّ عاد ادراجه نحو زَوجته الجالِسَة بشُرود ، قَدم يدهُ اليها قائِلاً
- دعينا نذهَب
مَسكت بيده تستقيمُ برفقته فسألتهُ
- سنقومُ بالرنين الان؟
نَفى برأسه و هو يسيرُ مَعها نحو الخارِج
- قالت الموظفَة ان المُهندس غير موجود
لذلك حجزتُ موعد بالغَد صباحًا
حَدقت في عَينيه ثُمّ اومأت لهُ دون نِقاش ، خَرجا معًا من المُستشفى و حينَما بحث عن السيارَة لم يَجِدها ، قطب حواجبه بشدّة ينظُر نحو المكان الذي رَكنها فيها مُستغربًا
- لقد كانت السيارَة هُنا؟ اين ذهبت؟؟
ناظَرتهُ آلميرا مُستغربَة هي الثانيَة فهزت اكتافِها بِعَدمِ علم ، اخرَج هاتفه من جَيبه يقومُ بالاتِصال على السائِق الخاص بالعائلَة يستفسرُ عن السيارَة فاجابَه
- لقد طلبت السيدَة جُيون ان اعود بالسيارَة لانها تحتاجها
قَطب حواجبه بشدّة و لم يتكبد عناء خَلق شجارٍ معهُ فهو يعلمُ انهُ من كَيد اُمه ، اتركَت كُل السيارات التي في حديقَة القصرِ و طَمعت في خاصته..؟
تَنهد بضيقٍ شديد و اغلَق الهاتف يُخبئه في جَيبه بعدما سألتهُ آلميرا باستِغراب
- اين ذهبت السيارَة؟
حَدق في عَينيها مُجيبًا
- لقد طلبتُ منه ان يُعيدها و نسيت حتمًا بعد الخبر الصادِم الذي تَلقيناه ، كنتُ اخطط لان نتمشَى بعد مُغادرَة العيادَة
تعلمُ جيدًا انها ليسَت الحقيقَة فهو غير بارِع في الكَذب ، لَكنها مَثلت التَصديق و اكتَفت بالايماء ، أوقف لَهما سيارَة اُجرَى و حالَما صعِدا طلب الوِجهَة الي القصرِ كيّ يترُكها تَستريح و يذهب للبحثِ عن حُلولِ لسد الفجوَة المالِيَة
كان صامِتًا طوال الطَريق ينظُر نحو الشَوارع بحثًا عن اجوبَة لاسالك عقله اللامُتناهيَة ، اسنَد رأسه ضِد زُجاج النافذَة يُكتف يداهُ الي صَدره شارِدًا
حَدقت آلميرا بِه فقامَت بالاتكاءِ فوق كَتفه بعدما احتَضنت ذراعه الي صَدرها مُتحدثَة بصوتٍ هادِئ
- ليسَ عليك تحميل نَفسك مسؤولية اكبرُ مِنك
ساكونُ بخير ، كما كنتُ سابقًا
اخفضَ رأسهُ اليها يُحدقُ فيها بِصَمتٍ قاتِل ، قامَ بالتربيتِ على فخذها بلُطفٍ يستمعُ اليها تواصل بعدما رفعَت عينيها اليه تقولُ بهدوء
- انت هُنا لاجل مُهمتك ، رَكز عليها و لا تَملئ عقلُك بي
كَشّر بِملامحه فقام بِقرص انفها المُستقيم يَتحدثُ مُعاتبًا
- لنغض البَصر عن المُهمَة و نُركز بِك
سَكتت ولم تنطف بحرفٍ اضافيّ فالسائق رَكن امام بوابَة القصر حيثُما نَزلت معهُ ، تمشيا ناحيَة الداخِل في اتجاهِ المُلحق الذي كان مفتوحًا و عندما استَفسر عن السَببِ فوجِئ بأن كلارا كانَت بالداخل ، لاحَظ انزعاج زَوجتهُ لاقتحام ابنة خالتهُ لِخصوصيتها للمرَة الثانيَة فكامِل ثيابها و اغراضها بالداخِل..! لَكنهُ حاول تلطيف الجَو كيّ لا يزيدها همًا فالمرضُ يَكفيها
جَلست على السريرِ و قام هو باغلاقِ الستائر مُتحدثًا
- ابقيّ هنا و لا تشغلي بالكِ ، لابد ان كلارا جائت لتنظيف المُلحق
ذلك ما استَنتجهُ فالمُلحق كان نظيفًا و مُرتبًا على عَكسِ ما تركاهُ صباحًا فقد كان مُبعثرًا للغايَة ، اتخَذت عذرهُ حُجَةٍ لتخفيف غضبها فقامَت بالايماء بِصَمت
أزالت معطفها و حِذاءها مع جَواربها ثُمّ دَخلت اسفل اللُحاف بعدَما قام الرائِد بالتوجهِ ناحيَة المَطبخ الصغير يُعد لها مشروبًا ساخنًا تركهُ بجوار السرير فوق المنضدَة مُتحدثًا
- اشربيه لتدفئي نفسكِ فالجو بارد ، ساقومُ بطلب وَجبة غداءٍ من الخارج لكِ حسنًا؟
حَدقت في عينيه مُتحدثَة بعدما رأته لا يَزال بملابسِ الخُروج
- هل ستخرُج انت مجددًا؟
قام بالايماء بعدما جَلس بجانبها على حافَة السرير مُجيبًا
- وردني اتصال من الفَريق ، لن اتاخر
كلامهُ جَعلها تستاءُ و تشعُر انهُ يفضل مُهمته عَليها رُغم انها سبق و اخبَرتهُ بالتغاضي عن مرضِها لاجلِ عمله ، لكنهُ مُجَرد كلام..! هي بالطبع تحتاجهُ مَعها خصوصًا في مثل هذه الحالَة الحرِجَة
لَكِن كيف يُصارحها انهُ ذاهب للبحثِ عن وسيلَة تجمعُ لهُ مصاريف عِلاجها؟
نَظر في عُيونها المُستاءَة فَمسك بيدِها الباردَة من تحت اللُحافِ يمسحُ عليها برفقٍ شديد مُتحدثًا
- لن اتأخر ياحبيبتي ، ساعتين و ساكونُ هنا بجواركِ اعدكِ
لا يَسعها الاعتراضُ في الاخر لِذلك اومأت لهُ قائِلَة
- ان تأخرت عن الساعتين ساُخاصمك
تبسَم فقام بالايماء و الانخفاضِ لِتَقبيل جَبينها بلُطف
وَضع عليها اللُحاف جيدا ثُمّ قرب منها المشروب الدافئ قائِلاً
- هيّا احتسيه و ساطلُب انا الطعام لكِ
هُنالك مطعم يُعد اكل صحيّ و منزليّ طعمهُ لذيذ للغايَة
قال و هو يُخرج هاتفه من جَيبه ليدخل على تَطبيقِ المطاعِم الكوريَة ، بَحث عن اسم المَطعم المنشود و وصَى لها الأكل الذي تُحبه بعدما سالها عن رأيها قبل ان يَسمع صوت طرقِ الباب
التَفت برأسِه نحو المدخَل لينهض يسيرُ نحوهُ يفتحُ الباب ، وَجد الطارقَة ابنَة خالته كلارا و هي تحملُ بين يديها صينيَة أكل مُجهزَة باصنافٍ عديدَة من الطعامِ المُشكَل
- مساء الخير جونغكوك
ألقت التحيَة على ابن خالِتها الذي أمعَن التحديقِ في الطعامِ باستِغراب ، رَفع عينيه اليها يُناظرها بهدوء
- مساء الخير كلارا
قَدمت لهُ تلك الصينيَة قائِلَة بابتسامَة
- اعتبرها هديَة اعتذارٍ على ليلةِ الأمس
لقد قمتُ حتمًا بافسادِ ليلتكما بسبب خَوفي..
رَفض اخذ الصينيَة بعدما دَفع بها ناحِيتها و قال موضحًا
- شكرًا لكِ كلارا لكننا طَلبنا الطعام بالفعل و سيَصلُ بعد قليل ، اتفهم موقفكِ و يُمكنكِ اكله انتِ
بان الحُزن عليها من رَفضه لِطعامها حينما قالَت
- من غير اللائِق ان ترفُض طعام اُعد بكل حُب جونغكوك..!
انهُ تَكفير عن ذنب البارحَة ، رجاءًا اقبله
قبل ان يُعيد هو الرَفض ، ابعدتهُ زَوجتهُ عن الباب حينَما سمعت صَوت كلارا و علمت سبب مَجيئها ، حَدقت آلميرا في اصنافِ الطعام التي بدا شَكلها شهيًت ثُمّ صنعت ابتسامَة لطيفَة قالت من خِلالها
- شكرًا لكِ على جهودكِ
اخَذت منها الصينيَة مُبتسمَة
- ساحرصُ على تناولها انا و جونغكوك
تبسمَت كلارا بالمُقابل بعدما عانَقت يديها ببعضٍ فقالَت
- لقد حرصتُ على طبخ طعام جونغكوك المُفضل
لا اعلمُ ماذا تُحبين ، لكن حتمًا سيروقكِ ذوق زوجكِ
جاملتها الاكبرُ سنًا بابتسامَة مُزيفة قامت بالايماء من خِلالها و حالما غادَرت حتى اخَذ الرائد الصينيَة من زوجته يَضعها فوق منضدَة المطبخ قائِلاً
- ليسَ عليكِ تناوله
حَدقت آلميرا به و هي تَسيرُ نحو السرير مُستفسرَة
- لِما؟ يبدوا الطعامُ شهيًا
اخَذ الرائد كيسًا جَمع فيه كُل ذلك الطَعامِ و رماهُ في القمامَة كيّ يضمن ألا تتناولهُ زوجتهُ من بعد مُغادرته فقال
- لا اضعُ الثقَة في اي احدٍ من افراد عائلتي
لذلك ، ليسَ عليكِ تناول اي شَئ ياتي مَخصوصٍ لكِ
دام البقيَة لم يتشاركوهُ معكِ
سَكتت و لم تُجادله فهو اكثَر دِرايَة منها عن عائلته ، اومأت لهُ و رأتهُ و هو يمشي نحو حذاءه كيّ يرتديه قائِلاً
- ساخرُج بسرعَة كيّ تعود أسرَع
لن اتأخر حسنًا؟
حدقت بِه و استقامَت تقتربُ منهُ عند المخرج قائِلَة
- سانتظرك ، لا تتاخر رجاءًا
اومئ لها بعدما قامَ بِتقبيل رأسها قائِلاً
- لا تُغادري الفراش ، ساُخبرُ الخادمة ان تَجلِب لكِ الطعام حينما يصل حسنًا..؟
ابتسمَت لهُ مهمهمَة ثُمّ وقفت تُشاهده يُغادر المُلحق ، وَضع يداهُ في جُيوبه يتمشى نحو البوابَة حتى قامت كلارا بايقافه عندما كانت عَلى وشك دخول القَصر ، رأتهما يَتحدثانِ قليلاً و ذلك أيقَظ شرارَة الغيرَة بداخِلها
هي لا تُحب كلارا تِلك..! و تَكرهُ فكرَة انها تتوددُ الي زوجها حتى لو لَم يكُن ذلك واضِحًا ، لَكن قلب المرأة يشعُر
قضمَت شفتها بِغَيضٍ ثمّ دخلت الي المُلحق بعدَما تجاوز الرائد ابنَة خالته و تابَع سيرهُ للخارِج يتمشى و عقلهُ مليئ بالاسئلَة ، يستفسرُ حَول امكانيَة الحصولِ على اكبر قدرٍ من المال في اقصرِ مُدَة ممكنَة
تذكر شيئًا جَعلهُ يتوقف عن السير مَكانه..!
ليلةُ الامس حينما ذَهب وراء زَوجتهُ بعدما غضِبت
و قامَ بالغناء من اجلِها..! لاحظ ان هُنالك وفد من الناس وَقفوا ليستمعوا لهُ و رَموا الكَثير من المال امامَهُ ، لَكنهُ تركهُ للرجلِ فالجيتار جيتارهُ
اضاءَت بداخِل عقلهِ شمعَةُ الأملِ و عاد ادراجهُ مسرعًا ناحيَة القصر الذي دَخلهُ بِخُطًا عجولَة ، قابلَتهُ امه و خالتهُ في الصالَة لذلك ألقى التحيَة و عندما اراد مُتابعَة سيرَهُ سَمع والدتهُ تُناديه
التَفت نحوها ينظُر اليها باستِغراب
- نَعم ؟
طَلبت منهُ القُدوم و الجُلوس امامَها و كيّ يُرضيها امتَثل الي امرِها و استقر قُبالتها متحدثًا
- هل من خَطب؟
بَللت امه شَفتيها عندما سألتهُ بحاجبٍ مَرفوع
- مضى على زواجك قُرابة الثلاث اشهُر
اليسَ هُنالك ايُ حملٍ بَعد؟
سُؤالها ضايقَهُ جَعله يَقبضُ على اصابِعه بخفّة مُحاولاً كَبت عواطِفه المُهتاجَة بعد ما حَدث صباحًا بالفِعل
- لا افهمُ سبب سُؤالك؟
رَفع حاجِبهُ مُستنكرًا عندما نَظر الي خالته كذلك
عاود التَحديق في امه التي قالَت بِجُمود
- نحنُ نريد حَفيد للعائلَة ! و ذلك واضِح من سُؤالي
امال الرائد راسهُ مُتحدثًا باستِغراب
- زوجة اخي حامِل بالفعل؟ و ستنجبُ قريبًا!
بَللت يونهي شَفتيها بعدَما وَضعت قدم فوق الاخرَى قائِلَة
- زوجة اخاك حامِل بِفتاة ، و نحنُ نريد صبيّ يحملُ اسم اباك
استنكَر الرائد كَلامها فقام بدَفع شفته ساخِرًا عندما قال
- مُنذُ متى انتم مُهتمين لانجاب الحفيد الذي سيحملُ اسم العائلَة منّي؟
استَقام من مَكانه فتابَع قائِلاً
- لِما؟ كيّ تعذبوه و تستكردوه مثلما فعلتم معي؟
تريدون ان يَعيش ذات الحياة التي عِشتها انا؟
همم؟
قَبض على يَده عندما أنكرَت امهُ كُلّ العذاب الذي عاشَهُ حينما قالَت
- لطالما كنت جاحِدًا للجَميل! لقد ربيناك و اعطيناك البَيت و الغذاء ، حتى التعليم كنت فاشِلاً به و غادرتهُ و رُغم ذلك لازلنا نعترف بِك!
شدّ على اصابِعهُ بقوّة لم تستطِع ان تُظاهي قبضَة الجحيم التي تعتصرُ قلبهُ ، بالكادِ زَفر انفاسهُ و نَطق بهدوء
- حتى ان انجبتُ طفلاً ، انا لن اسمَح لهُ ان يعيش في المُحيط الذي تربيتُ فيه ، لذلك لا تَضعي آمالاً على حفيدٍ منّي و اطلبي من ابنك ان يُكرر محاولَة الانجاب مرَة اخرَى
تجاوَزها كيّ يُكمل سيرهُ الي مُبتغاهُ لَكنه توقف عندما نَطقت امهُ ساخرَة
- انت فقط تَتهرب ، لانك تعرفُ ان زَوجتك عاجزَة عن الانجاب
عَقد حواجِبه بشدّة فالتَفت برأسِه نحوها يسمعها تُواصل مُستهزءَة
- لارين تَزوجت معها و هاهي حامل في شهرِها الثاني ، الا يُعتبر هذا عجزًا ؟ رحمّها المُستعمل ذاك يعلمُ الله كم شارَكك رَجُلٍ به و انت نائم على اُذنيك تُقدسها كأن الاله لم يخلُق بعدها انثَى
حَديثها كان مُستفزًا للحَد الذي جَعل الرائد يرتجفُ من غَضبِه ، التَفت نحوها يُناظرها بحدّة عندما نَطق مُنبهًا
- تَوقفي عن القاء الاحكامِ المُسبقَة ! يَكفي!!
اقتَرب مِنها اكثرُ ينظُر نحو عَينيها بمرارةٍ حينما واصَل بحرقَة
- انتِ لا تعرفين حدَة الظروف التي نَمُر بها! لذلك احتفظي بِكلامكِ لنفسكِ و كونكِ اُمي لا يُتيح لك حُريَة التعدي على زَوجتي و الطَعن بشرفها امامي!
غَضبت امهُ التي نَهضت من مكانها تُناظره بِانزعاج شَديد
- مُنذ متى اصبَح لديك لسان تَرد به الكَلام على اُمك ايها العاهَة؟
حَدق في عَينيها السَوداء كخاصتِه فاجاب مُبتسمًا بهدوء
- منذ ان ادركَت ان ليسَ كُل اُمٍ ، اُم!
لم يَسمح لها أن تُعيد محادثتهُ فسيقعُ ان ذاك في جِدالٍ حاد لن يَنتهي الا بِحُدوث مُشكلة ليست في صالِحه اطلاقًا فالوَقت يُداهمه ، اخَذ كمامةٍ من الحمام حيثُما تتواجَدُ عدّة التمريضِ الخاصَة بالبيت ثُمّ دَخل الي السِرداب يبحثُ بين الاغراضِ القديمة عن شَئ يَخُصه
لقد كان جيتارًا..!
اخرجهُ من وَسط الرُكام و نَفض عنهُ الغُبار جيدًا يَتفقدهُ بِعَينيه بعنايَة يتذكُر لحظَة حُصوله عليه عندما أهداهُ لهُ عمهُ حينما علم بِهوايته بالغناء
لقد كان عمهُ كذلك يمتلكُ صوتًا مثاليًا عندما يُغني
ابتسَم بلُطفٍ ثُمّ قام بِحمله يأخذه معهُ خارج القصر بعدما سَلك البوابة الخلفية تجنبًا للتصادُمِ مع والدته التي حتمًا ستسأل عن سبب مُغادرتهُ مع الجيتار
بَحث باستِخدام جوجل عن موقعٍ فيه ازدحام المارَةِ و عندما وَجدهُ توجهُ اليه مُسرعًا ، وَضع كُرسيًا هناك مَع قُبعةٍ امامَه يجمعُ فيها المال بعدما جَلس قرب حديقةٍ عامَة يأتيها السُياح من جَميع بلدان العالم
سيكونُ السُياح اكثر ربحًا بالنسبَة اليه لانهم سيتركون المال بالدولار ، و ذلك أفضل بكثير من العُملَة الكوريَة ، كان سَبق و ان اتصل بالعقيد كيّ يُرسل له مبلغًا ماليًا من حسابه البنكيّ في البلدَة ، فهي يُخبئ بالفعل مبلغًا مُحترمًا من راتبه كُل شهر ، لَكن سيستغرقُ الامر وقتًا طويلاً لان المصرف مُغلق لَديهم و لا يَفتحُ الا صباحًا لِذا لم يَكُن لديه أي خيارٍ اخَر
مرضُ آلميرا كان مُفاجئًا و لم يَضعهُ في الحِسبان مُطلقًا
و إلا كان سيجلبُ معه مَبلغًا اكبَر
هو بالطبع لن يتركها تتعالَجُ من حسابها الخاص ، او حتى من مالِ والدها دامهُ موجود و بإمكانه الحُصول على المال بأيةَ طريقَة مُمكنَة ، هو رَجلها و هو المُتكفل الأول بِها و سيتعبُ قدر استِطاعته حتى يأتي بمصروفِ علاجها
ضَمّ جيتارهُ الي صَدرِه ثُمّ ، بدأ بالعزفِ على أوتارهِ يجذبُ انتباه المارَة واحِدًا تلو الأخَر ، يَتلاعبُ بالأنغام بِبراعَةٍ تامة تُبهر المُستمعين من حَوله للحد الذي يَجعلهم يتوقفون لدقائِق عديدة يطلبون منهُ تكرار أغانيه دون مَلل او كَلل
كان يُغني باستمرارٍ دون تَوقفٍ و هو يَراها امام عَينيهِ ، يُجسد مَشاعر حُبه اليها بكلماته التي تُغادر شفتيه بِاحساسٍ لا مَثيل لهُ ، يَرى الناس يَضعون المال امامَهُ حتى امتلئت تلك القُبعَة بمبلغٍ كان مُرضٍ بالنسبَة اليه
لم يستغرقُ منهُ وقتًا طويلاً ليجمَع مبلغًا محترمًا كان اكثرهُ دولارات نظرًا للسُياح من حَوله ، لذلك خَتم اخر اُغنيَة لهُ و اعتذر مِنهم عندما احتاج المُغادرَة و العودَة بأسرع ما يُمكنه للبيتِ كيّ يفي بوعده اليها
وَضع جيتاره في الحَقيبة ثُمّ حمله فوق كَتفه قبل أن يجمَع المال يقومُ بتخبئته و هو مُبتسِم ، خَرج من بين الحَشد الذين اجتَمعوا عَليه و بَعضهم كان يُصورِه فقام بالرَكض بحثًا عن سيارَة اُجرَى
استقَل سيارة اجرى تُعيده الي المنزل و حينَما دخل وَجد كلارا تلعبُ مع الكلب مجددا . تَنهد مطئطئًا برأسه فاكمل سيرهُ تجاه المُلحق الذي حالَما دلفهُ وَجد زوجتهُ نائمَة وسط اللُحاف ، اغلق الباب خَلفهُ جيدًا و مشى نحوها بسُرعَة
وَضع رُكبته فوق السَرير يُبعد عَن وجهها اللُحاف ليَرى الاحمرارُ يُغطي وَجنتيها و انفها اثَر الدفئ الشديد الذي تَنعم بِه ، كان مَظهرُها لطيفًا كفايَة ليجعلهُ يبتسِم و هو يتأمل شَعرها المُبعثر على مَلامِحها السَمراء
انخفض يَترُك قُبلة فوق شَفتيها المُنتفخَة ثُمّ قام بِتغطيتها جيدًا قبل أن يُزيل حذاءَهُ و يَدخل مَعها اسفل اللُحاف ، وَضع الغطاء على جَسديهما يتامُلها و هي نائمَة بعمقٍ شديد ، لم تكُن تُشبه نفسها اطلاقًا و هي مُستيقظَة ، حِدتها تَختفي تمامًا..!
لامَس وجنتها المُنتفخَة و المُحمرَة بابهامِه و بِسبب برودَة اصابِعه تَسبب في فَتحها لِجفونِها الناعسَة تُناظِرَهُ يُجالِسُها ، رَمشت تحاول تَوضيح رؤيتها المُضببةِ و حالَما نجحت قالت بِصَوتٍ باح
- ان..انت هنا؟
اومَئ لها مُبتسِمًا عندما اجاب
- لقد عُدت كما وَعدتكِ
ابتسمَت بشكلٍ طَفيف قبل ان تَحشُر نَفسها بِداخل حُضنه بعدما لَفت ذراعيها حَوله مُتحدثَة بنبرةٍ ناعسَة
- لقد كنتُ انتظرُك ، و نمتُ دون ان اشعُر
سَلكت انامِلهُ طَريقها بين خُصيلاتِ شعرِها الطويلَة يقومُ يتمسيد فَروة رأسِها بلُطف قائِلاً
- هل حظيتِ بنومٍ مُريح؟
قامَت بالايماء لهُ و رأسُها يحتكُ بِصَدرِه ، ابتَعدت عنهُ تنظُر في عَينيه السَوداء مُبتسمَة بطريقَةٍ استلطفها للغايَة ، قام بِقرص انفِها المُحمَرُ فقال
- اُنظري الي نفسكِ عندما تنامين..؟
اياكِ ان توبخي احَد بمظهركِ هذا و الا سيضحك عليكِ
ضَحكت بخفَةٍ فقامَت برَفع يديها عاليًا تتكسلُ قبل ان تقول بهدوء
- ساقومُ بتوبيخ اطفالنا ان ازعجوني و انا نائمَة!
تلاشت ابتسامتهُ بِبُطئ و هي لاحَظت حُزنه الذي جَعلها تحتضنُ وَجنتيه مُقبلة ارنبَة انفه عندما هَمست تُخبِره
- رُغمًا عن هذا المَرض الخَبيث ، انا مُتأكدة انهُ سيأتي اليوم الذي سأحتضنُ فيه اطفالك بداخل رَحمي همم؟
صَنع ابتسامَة صغيرَة تحملُ أملاً طفيفًا لا يَود تكبيره كيّ لا يَنكسرُ في الختام ، اومَئ لها و هو يَمسحُ على شَعرها بلُطفٍ بالغ ، يُحب تفاؤلِها جدًا..!
انها ليسَت من الاشخاص الذي يُضخمون مَشاكلهم
بل على العَكس يُبسطونَها كيّ لا تؤدي نَفسيتهم
بالنسبَة اليها ، فَنفسيتُها اهمُ مالديها
لم تتخصص في علم النَفس عبثًا..!
جَلست بِجانبه و جَعلت جَسدُها يَرتخي بداخل حُضنه مُتحدثَة
- لقد بحثتُ عن حالتي في الانترنت منذ قليل و سألتُ chat gpt
نظر اليها مُستغربًا
- ماهذا ؟
ابتسمَت مُجيبَة
- انه ذكاء اصطناعي ، يُمكنك التواصل مَعهُ و سيُجيبك
همهم لَها فسأل
- ماذا وجدتِ؟
نَظرت نحوهُ و هي تَضعُ يدها فوق ذراعه التي تحتضنُ خصرِها
- وجدتُ ان حالتي ليسَت بذلك السوء ان كان الورمُ حميدًا ، سيحدد جهاز الرنين مدى انتشاره ثُمّ نقوم بالخزعَة التي نكتشفُ من خِلالها ان كان خبيثًا ام لا ، غالبًا ان كان حجمهُ صغيرًا سنعالجه بالادويَة ، و ان كان العَكس نستطيع استئصالهُ بالجراحَة أو بالليزر و الاشعاع
كانت مُتفائلَة و هي تتحدَثُ و ذلك أراح قلب زَوجها قليلاً ، يُحدق بها و هي مُبتسمَة بشكلٍ يرُد لهُ الروح ، قام بالايماء لَها قائِلاً
- اتمنَى ان تَمضي الامور بِسلاسَة تامَة
قامَت بالايماء ثُمّ قالَت بعدما جَلست على رُكبتيها و استدارَت نحوهُ
- انا مُتأكدة انّهُ ليسَ خطيرًا ، لذلك لا تَحزن! و ركز على مُهمتك فانا بخير اُنظر
نَهضت امامهُ تلتفُ حول نَفسِها و تُشير على جَسدِها تُواصل
- استطيع تدبر أمري بالكامل ، لا تقلق عليّ
تعلمُ جيدًا ان مَشاكله لوحده كافيَة لذلك لا تُريده ان يَحمل هَمها اطلاقًا ، هي تستطيعُ التعامل مع كُل تلك السلبيَة بمُفردها كما اعتادَت دومًا ان تَفعل
نَظرت في عَينيه عندما انزعج و قام بِسَحبها من ذراعها يُسقطها في السَرير من جَديد ، حَدق في عينيها مُعاتبًا
- لما تُحبين تمثيل دَور القويَة دومًا ؟ انهُ لابأس ان نَمرض و نتَعب و نتألم يا الميرا..! ارحمي نفسكِ و دَعي غيركِ يقلقُ عليكِ ، انتِ تحصرين نَفسك في زاويَة تجعلُ الكُل يستخفُ بالمك..!
نَظرت في عَينيه مُتنهدَة بعدَما دفعتهُ من صَدره
- لستُ امثل ، انا بخير فعلاً
نَفى يعترِض عندما لاحَظ شُحوبها و تورم عَينيها
- لستِ كذلك ، انا مُتأكد انكِ نمتِ بعد نوبة بُكاءٍ لا حصر لَها بعد رَحيلي ، حتى وسادتكِ لازالت مُبللَة!
سَكتت و هي تُحدق بِه يشتعلُ غيضًا من مُحاولاتها في مُداراةِ حُزنها عَليه ، فَتح ذراعَيه اليها و نَطق
- الم تعلميني كَيف احضنكِ حينما اكون حزينًا؟
طبقي دروسكِ هيّا! و تعالي الي حُضني
اقتَربت منهُ تقومُ بمعانقتهُ بقوَةٍ عندما لف ذراعَيه حولها و قامَ بالمَسحِ على ظهرها بلُطفٍ جَعلها تهمسُ قائلَة
- لستُ ادعي القوَة ، انا بالفعل تَربيتُ أن اُواجه كُل ماهو سَئ دون طلبِ المُساعدَة
اخفَض راسه اليها يُحدق فيها بِعتاب حينما قال
- انهُ السبب الذي جَعلك تَنهارين عند مَوت ليون يا آلميرا
انتِ تُراكمين مشاعرك السلبيَة ، للحد الذي يجعلكِ تنفجرين لاحقًا
رَفعت عينيها اليه تُسند ذقنها عند صَدره مُتحدثَة
- انا بِخير ، لما لا تُصدق؟
هَمست لِمَن تَنهد مُحبطًا من اصرارِها على كَبت مَشاعِرها ، حينَما اراد الحَديث صُدم كِليهما بِصَوت صراخٍ آت من الخارج ، انتَفض فزعًا لِيسأل بهلَع
- ماهذا؟
ابتَعدت عنهُ نافيَة برأسها
- لا اعلم..!
استَقام يلبسُ خَفيه فنهضَت وراءهُ و لحقتهُ الخارِج ، شَهق بقوّة عندما وَجد كلب الحراسَة هجم على كلارا و عَضها على فِخذها بقوّة تَسببت في تمزق فُستانها ، رَكض نحوهُ يرميه بالحجارَة الي أن ابتَعد عنها فجائت اُمه و خالته التي صرخَت حينَما رأت ابنتها تنزِف
جَلس الرائد على رُكبته امام ابنة خالته التي تَبكي بشدَة فقام بِتمزيق جُزء من قَميصه يربطُ به فخذها الدامي بقوّة كيّ يوقف النَزيف ، كانت آلميرا تقفُ خَلفه و تنظُر نحوها بعدمِ تَصديقٍ للمَشهد المُروع قُبالتها
- الهي ياحبيبتي مابكِ ؟ كيف عضكِ الكلب؟
تَحدثت خالتهُ و هي تَبكي على مَشهد ابنتِها القاسي ، طلبت منهُ امه ان يُسعفها بسُرعَة و هو فعل حينَما حَملها و التفت نَحو زَوجته قائِلاً
- ساخذُ كلارا الي المُستشفى ، انتظريني هُنا
نَظرت آلميرا اليه و هو يَحملُها مما جَعل نار غيرتها تَزداد ، قامَت بالايماء بِصَمتٍ و بمجرد ان جاء السائق بالسيارَة ركض الرائد نحوها يُجلس كلارا بالداخِل و يدخل رِفقتها ، حالما رَكبت امه و خالته رَكضت زوجته للصُعود لَكن يونهي اغلَقت الباب في وَجهها قائِلَة
- لا يوجد مكان لكِ ! انتظري هُنا
حَدقت آلميرا بها بحدَة حينما كوّرت على قبضتِها تكتمُ غيضِها بصُعوبَة ، لم يَكُن هنالك وَقت للجِدال فالسائِق قاد بسُرعَة نحو المُستشفَى التي ما ان وَصلوها حتى ادخَل الرائد كلارا الي قسم الطوارئ لِمُعالجتها
أخاطوا لها الجُرح الذي خَلفهُ الكَلب في فِخذها ثُمّ قاموا بِطلب فحوصاتٍ شاملَة تجنُبًا لوجود امراضٍ نقلها الحيوانُ اليها ، قامَت بفعلها كُلها و اضطَر جونغكوك أن يَدفع ثَمن العِلاج و التحاليلِ مع الكَشفِ و خياطَة الجُرح
خَسر كُل المَبلغ الذي جَمعهُ لجهاز الرَنين الخاصِ بِزوجته و بِمُجَرد أن عادوا الي القصر مع كلارا النائمَة بفعل العِلاج ، طلب من امهُ ان تُسدد له ثَمن ما دَفعه قائِلاً
- لقد دفعتُ كامل التكاليف لانهُ لم يَكُن هنالك خيارًا
لَكن بما اننا عُدنا الي المنزل ، احتاجُ مالي
لم يَكن خجولاً في طَلب حقه دامَ الامر يقتصرُ على سَلامة امراته الجالسَة في المُلحق تنتظرُ عودته بِفارغ الصَبر ، نَظرت نحوهُ امهُ بحاجبٍ مَرفوع قائِلَة
- ادفع ماذا؟
اشار على نَفسه قائِلاً
- مالي؟
طالعتهُ امه بمُكرٍ عندما شابكَت ذراعيها الي صدرِها قائِلَة
- انت و مالك ، مُلك لأبيك!
عَقد حواجِبه بشدّة عندما ادرَك انها لن تُعيد لهُ فلسًا و ذلك واضح من اُسلوبها
- اُمي مالذي تتحدثين عنهُ؟ انا احتاجُ المَبلغ الذي دَفعتهُ بالفعل لذلك عليكِ اعادتهُ لي..! لم اجلب معي الكثير من البلدَة
رَمقتهُ يونهي بسُخريَة بعدَما جَلست فوق الاريكَة في صالَة القصرِ حينما صَعدت اختها مع ابنتها الي الغرفَة
- اتسمي نَفسك رَجُلاً و انت تَطلُب المال من اُمك؟
بدل ان تذهب لتشقَى من اجل جَلبه؟
دَفعت حاجبها عاليًا فتابعَت بسُخريَة
- لم اُحسن تربيتك اطلاقًا ! يالك من عُرَة الرِجال
شدّ على اصابِعه بعدَما مَزقهُ كَلامِها الذي شَوهُ ما تَحسن بداخِله
لما تَصفه اُمه بعُرَة الرجال؟ هل لانهُ طلب ماله الذي جاء به بعرق جَيينه؟ هو حتى لم يَطلُب من رزق والِده الذي اساسًا رِزقه..!
لم يستطِع ان يُناقشها اكثَر كيّ يحافظ على مَشاعِره اكثَر ، مَهما جَادلها ، هو الخاسر الوَحيد ختامًا فَكلامها يُمزق ما ضَمدهُ في طِفله الجَريح
التَفت يُغادرُ نَحو المُلحقِ بوجهٍ لا يَحملُ تعابير اطلاقًا ، كان خاليًا من كُل الأحاسيسِ يَجُر وراءهُ خَيباتٍ لا تُعد و لا تُحصَى
دَلف المُلحق الذي وَجد فيه زَوجتهُ تنتظرهُ على مِضض ، حالما رأتهُ نهضَت تركُض اليه بسُرعَة قائِلَة
- مالذي حَدث؟ اخبرني هل هي بِخَير؟
نَظر اليها بهُدوءٍ فاكتفَى بالايماء مُتجهًا ناحيَة بذلته العسكريَة المُعلقَة وراء باب الحَمام
- جهزي نفسكِ ساخذكِ للمبيت لدى والدكِ الليلَة
عَقدت حواجبها تنظُر نحوهُ باستنكارٍ قائِلَة
- لما؟
التقط سُترَة البذلَة مُجيبًا بانزِعاج
- ليسَ لديّ مزاج للنقاش آلميرا! جَهزي نفسكِ فحسب
حَدقت بِهيئته التي توضح مدى انزعاجِه و غضِبه ، لم تشئ مُجادلتهُ و قامَت بتغيير مَلابسها بِصَمت ، ادخَل يداهُ في جُيوب السترَة يبحثُ عن المال الذي جاء به من البلدَة فنصفهُ تركهُ هُنا قبل خُروجه صباحًا للعيادَة و صَرف ما اخذه
لم يَجده..!
المال لم يَكُن موجودًا..!!
عقد حواجبه بشدَة يبحثُ في جُيوب السترَة جيدًا قبل ان يَرميها فوق السَرير و يأتي بالبِنطال يبحثُ بداخله هو الأخر و عبثًا! المال غير موجود
مَسح على رأسهُ يُحاول ان يستوعب اختفاءه..!
اين ذهب؟ هو مُتأكد انهُ تركه هنا في الصباح..!!
حَدق في زَوجته التي تُغلق زر بِنطالها فقال
- آلميرا هل رأيتِ المال الذي تركتهُ في السترة قبل ان نخرُج؟
نَظرت اليه و هي تَلبسُ كنزتها الصوفيَة مُعترضَة
- كلاّ ، منذ ان عُدنا و انا نائمَة
مَسح على وَجهه مُتضايقًا بشكلٍ جَعلها تسأل
- هل من خَطب؟
حَدق في عَينيها و هو يشتعلُ من غضبِه و غَيضه
لقد سُرق ماله..! و بالطَبع ما من احد دخل للمُلحق سوا كلارا
ايعقل انّها مدت يدها على دراهمه..؟
كان يضعهُ من ضمن مُخطط العِلاج..!! كيف سيتولَى تدبير مصاريف المُستشفى للغَد بعدما فقد مالهُ في مُداواة من سَرقته..!!!
قَبض على يداهُ بقوَة قبل ان يُغادر المُلحق بغضَبٍ شديد ، اقتَحم قصر والِدهُ يَرى والدتهُ تجلس بجانب اختها من بعدَما تركت ابنتها نائمَة بالاعلى
نَظرت يونهي اليه مُستغربَة اقتحامهُ المفاجئ للمنزِل
- مابك داخل كالثَور ؟
لم يُتعب نفسه بالنَظر نحو اُمه بل وَجه كلامه الي خالته قائِلاً
- ابنتك المُحترمَة سرقت مالي..! اخبريها ان تعيده حالاً
شَهقت خالتهُ مُنصدمَة قبل ان تُشير على نَفسها
- ابنتي؟ انا؟
اومَئ الرائد بغضبٍ متحدثًا
- لم يدخُل غيرها الي المُلحق حينما كنتُ انا و آلميرا بالخارِج
المال الذي تركتهُ لم يكن موجودًا ! لذلك احتاجُ تبريرًا حالاً
تدخَلت امه مُتحدثَة بغضَبٍ تقول
- بدل ان تلوم ابنَة خالتك التي من دمك و لَحمك ، اذهَب و اُنظر الي ابنَة الشوارع التي جئت بها لِعائلة الحسب و النَسب
نَظر الرائد الي اُمه مُتضايقًا فقال
- امي رجاءًا لا تتدخلي! فكلامي مع خالتي
وَقفت خالته بعدَما امتلئت عينيها بالدُموع متحدثَة
- جئتُ للترفيه عنّي و عن ابنتي ، فاُتهم بأن صغيرتي التي لا يوجَد بنزاهتها سارقَة! لا اعلمُ من اين جئت بهذه الجُرأة لتتهم غيرِك دون ادلَة
استقامَت يونهي تُراضي اُختها الكُبرى بعدَما اصبحَت تبكي فقامَت بتوبيخ ابنها قائلة بغضب
- جونغكوك اعتذر لِخالتك حالاً! الا تستحي من نَفسك؟ هل هكذا رَبيتك؟
حَدق في عينيّ امه و هو يَغلي من غَضبه عندما صَرخ
- لما هل قمتِ انتِ اساسًا بتربيتي؟ كُفي عن تَوبيخي ف..
قاطعتهُ حينما قامت بِصفعه بقوّة بعدما دَفعتهُ من صَدره الي الوراء قائلَة بحدَة
- ايها العاهَة كبرت و افتعلَت لسانًا تصرُخ به على اُمك! من تظُن نفسك؟ تعلمت كلمتين من ابنَة الشوارِع و جئت تستعرضُ مهاراتك ؟
لم يكُن مَصدومًا ، فهذه ليسَت المرة الاولَى التي تضرِبهُ فيها اُمه بل على الدَوام اعتادَت ان تَفعل ، لم يعُد الضرَب يُزعزعهُ فقد اصبَح من روتينه منذ صِغره..!
نَظر ناحِيتها و لم يأبه لِضربها بل أصرّ على موقفه قائِلاً
- اُريد مالي حالاً! اخلقيه من تَحت الأرض و إلا
دَفعت يونهي حاجِبها عاليًا مُتحدثَة
- و إلا..؟
اقتَرب خُطوة من اُمه مُجيبًا بنبرَةٍ تحملُ تهديدًا قويًا
- اجرجركِ انتِ و ابي و نَسلكِ اجمَع في المحاكم
حَدقت يونهي في عَينيه فسمعتهُ يُتابع بصوتٍ خافت
- لازلتُ اُتقن دَور الابن المُطيع يا اُمي
انصحكِ لا تُخرجي النُسخَة التي صَنعتيها بيديكِ
لانهُ ، و تاللهِ لأنتقمنّ من كُل ذرةٍ ألمٍ ، زرعتيها بِداخلي
كان شَديدًا على حُروفه بِحجم الشَدّ على وَجعه الدَفين ، غَضبهُ ذاك يونهي تعرفهُ جَيدًا و على الرُغم من ادراكها للعواقبِ ألا انّها كابَرت و قالَت مُتجاهلَة خوفها من القادِم
- انت لا يُمكنك ان تَخرُج عن سيطرتي اسمِعت؟
انا اُمك ايها المُتخلف
ارتَفع طرف شِفاهه ساخِرًا حينما اجاب
- ان تَضمن الامر سَلامة زَوجتي
جَربيني..! ساُعجبكِ
قَبض على يداهُ و تابَع يقولُ بجديَة
- اين مالي..!
استَخدمت ورقتها الرابحَة عندما مَست وترهُ الحساس حينما قالَت
- لِما؟ اتحتاجهُ كيّ تعالج به عُقم زوجتك؟
تلاشَت ابتِسامتهُ الواثقَة عندما اجادَت مُمارسَة الاعيبها النفسيَة عليه بِجدارَة
تناظرهُ بابتسامَة خبيثَة حينما تابعَت
- همم؟ تظنُني لا اعلمُ انها عقيم؟ بالكاد تستطيعُ حَمل ذرَة جنين بداخل رحمها الذي شاركك به عشراتُ الرجال ايها الديوث؟
انها تعودُ مجددًا لتؤذيه..! تُسمعهُ ذلك الكَلام السام الذي يقتلهُ ببطئ شَديد ، يستمعُ اليها و هي تُواصل بعدما دَفعتهُ من صدره الي الوراء قائِلَة
- من المؤكد ان ذلك الورمِ جاء من كثرَة عِلاقاتُها المُتعددَة مع جميع اصنافِ الرجال ، و انت ابقى كالأهبل تصرفُ عليها و تستخسرُ مالك في امك!!
من شدّة قسوَةِ الكلام كان من الصَعبِ عليه ان يُجيب
لا يعلمُ ما يفعل؟ يشتمها؟ يضرِبُها؟
فقائل عباراتٍ كهذه لا يستحقُ اقل من الضرب..!
مُشكلته التي يستحيل ان تُحَل ، انّها اُمه..!
كيف يستطيعُ الانسان النَجاة؟ و القاتِلُ من انجبهُ للحياة..!
لا يعلمُ لما تفعلُ ذلك به؟ لما؟ ماذنبه؟ لطالما كان طفلاً مُطيعًا جُلّ امنيتهُ اهتمامُها بِه..!
ما الذنب الذي ارتَكبهُ حتى تُصر على تدمير حَياتِه بهذا الشَكل البشع؟
اهو لَقيط؟ ايكونُ ابن زَوجها ليسَ طِفلها؟
لولا عُيونها التي تُشبه عُيونَه ، لَصدق انهُ ابن احدى العاهِرات
شُروَدهُ نهض منهُ حينما سمع صَوت زوجتهُ من خَلفه و هي تقولُ بنبرةٍ مليئة بالمَرار
- لا تَعلمي ياخالتي! قد تُبتلي بما عايبتِ به غيركِ اليوم
نَظرت يونهي ناحيَة آلميرا التي اقتَربت منها بعدَما كانت عند مَدخل الصالَة تسمعُ كُل ما دار بينها و بَين زوجها المُتصلب مَطرحه يُناظر امه بِشُرود
انتَصبت امامَها تُطالعها بِقهرٍ تُتابع
- لعلكِ تُصابين بأمرّ ما اُصبتُ بِه
فالذي يعيبُ يُبتلَى! و صَدقيني ستكونين الخاسرَة
امهُ لَمست وتر آلميرا الحَساس
جائت عند النُقطَة التي دَمرت قوتها بالكامِل
فَجرت سرها الذي كَتمتهُ لسنواتٍ و استعملتهُ ضدها..!
طالعتها يونمي ساخِرَة عندما اجابت
- اتظنين اننا مثلكِ؟ نفتحُ ساقينا لمن هَب و دَب..!
ابتسمَت آلميرا بِهدوءٍ بعدما مَسحت دموعها التي تسربت من عُيونها رُغمًا عن ارادتِها فقالَت
- كفاكِ طعنًا في شَرفي! فانتِ لا تعلمين ماقد يُصيبكِ بالغَد او يُصيب اقربُ الناس الي قلبكِ ! اتمنى بشدّة ان تذوقي ابشَع مما جعلتيني اشعُر به ، و لانّي لا اُسامح من يؤذي شُعوري ، ساقفُ اضحكُ على اوجاعكِ مثلما تفعلين انتِ الان ، و الأيام بينَنا
كانت يونهي سَتتحدثُ لتوبيخ ابنها على تركه لِزوجته تُخاطبها بهذا الشَكلِ لَكنهُ قاطعها قائِلاً
- يكفي جَبروتًا..! لقد سئمت
نَظر نحو زوجتهُ قائِلاً
- اسبقيني الي الخارِج
همهمت لهُ و دون جِدال استدارَت للمُغادرة قبلهُ ، حَدق في عيونِ امهُ و قال
- يتعينُ عليّ الرحيل ، لَكن حينما اعودُ اريد مالي حاضِرًا!
التَفت ليُغادر و قبل ان يخرُج سمع امه تُناديه ، حينما استدار لَها برأسه وَجدها تُخرج مبلغًا ماليًا لا يتعدى العشر دولارات مُتحدثَة
- تعالى خُذ حق المُواصلات
استَدار اليها يسيرُ نحوها كيّ يأخذ المال فهو لا يملكُ حَق المواصلات حتّى لذا قبل ان يُمسكهُ ، اوقعتهُ ارضًا مُتحدثَة
- اوبس! سَقط عن طريقِ الخطأ
اغمَض عُيونَهُ مُتضايقًا و رُغم شعوره بالاهانَة الي انهُ التقط المال من الارضِ و قال بعدما استَقام
- تَذكري ، انهُ لولاي لما كنتِ تعيشين في هذا العِز كُله
نَظر في عينيها فتابَع
- و لولا المرأة التي تعيبينها كُل دقيقَةٍ ، لما اصبحتِ السيدَة صاحبة الحسبِ و النَسب ، لذلك كما كنتُ انا و هي السبب في حصولكِ عليه ، سنكونُ السبب في فُقدانكِ لهُ عاجلاً ، ام آجلاً
جَلست يونهي فوق الاريكَة تضعُ قدمًا فوق الاخرَى مُتحدثَة بهدوء
- لن يستغرقُ الامر اشهُر قليلَة ، و تختفي هي من الوجود
ستبقَى وحيدًا مكسور الجَناح ، لذا تهديداتك عبثيَة ياصغيري
نَظر نحوها مُبتسمًا بمرارَة على كلامها الذي لا يمُد لامومتها بِصلَة ، بلل شَفتاهُ و لم يَسعهُ ان يُجادل اكثَر ، لا يودّ ان يزيد مواجِعهُ فكلامها قاتِل
غادَر القصر بأسرع ما يُمكنه يجد آلميرا تسيرُ في الشارع ذهابًا و ايابًا بينما تَمسحُ على وَجهها بشدّة ، اقترب مِنها مُستفسرًا
- مابكِ؟
نَظرت نحوهُ و هي تَغلي من الغضبِ قائِلَة
- كيف علمت اُمك انّي مرضتُ بالورم؟
حَدق في عينيها نافيًا
- لا اعلم!
قَضمت شفتيها بقوّة شديدَة مُتحدثَة
- اودُ اقتلاع شفتيها التي تُخرج السُموم
لا استطيعُ تخيل انها بشريَة او حتى اُم..!
جَلست القُرفصاء تُبعثر شعرها بشدّة لتصرُخ بشكلٍ مكتوم
بالكاد تَتحكم في نَفسها كيّ لا تدخُل و تَقتلع شفتيّ امه
- لا يُمكنني تحمل كُل هذا الظُلم
لا استطيعُ ان اراه تؤذيك و اصمُت
اللعنَة عليها و على امثالها
نَظر اليها بهدوءٍ قبل ان يَجلس القرفصاء امامَها يمسك بذراعيها قائِلاً
- لابأس آلميرا ، اهدئي ارجوكِ
رَفعت رأسِها اليه فَوجد وَجهها مُبلل من الدُموع التي تُغرق وَجنتيها المُحمرَة ، لم تستطِع ان تَكبت نَفسها عن البُكاء و قالت بِقَهر
- انها لا تستحقُ ان تَكون اُم ، انها من تستحقُ ان تُسحب هبة الامومَة مِنها ، انا التي اموتُ بمرور الثواني لاني اتوقُ لاحمل طفلي بداخل رَحمي..! بينَما هي لا تُقدر قيمَة التي لَديها..!
بَكت بحرقة شديدَة و هي تُشير نحو القصرِ الذي يُقابل كِليهما ، كانا في الشارِع يَجلِسا القُرفصاء قُبالَة بعضهما ، الغصَة تقتلُها و تمنعها من التنفس و هي تتحدَث بِمرارَة واضحَة
- كيف لَها ان تكون بتلك القسوَة ، انت لسَت سيئًا
انت لا تستحِق كل تلك الكلِمات الجارحَة
اشعُر اني اُقتل مَكانك ، لم اعُد اعرف كيف اُضمدك
ارجوك لا تُفلت منّي ، كُن بخير من اجلي
كَلامها كان مُرًا للغايَة يُعبر عن سوء ما تشعُر به
انه اسوء من المَرض الذي يَتغذى على حُلم امومتها بداخل رَحمها..!
احتَضنت وجنتاهُ بيديها و تابعَت بغصَة بالغَة
- ارجوك ، لا تتخلّى عن نَفسِك ، و لا عنّي
امسَك بيديها الدافئَة بلُطفٍ مومئًا بعدَما تنهد بغصَةٍ تفوق خاصِتها
- انا بخي..
قاطعتهُ و هي تَبكي
- كِلينا نعلمُ لا انت و لا انا بخير..!
دَعنا نرفع الحجابُ و نكشف ارواحنا المُشوهَة!
ابتسَم بهدوءٍ فاوقفها من ذراعيها ينظُر بداخل عينيها الدامعَة قائِلاً
- انتِ لم تبكي بهذا الشَكل حتى عندما اكتشفتِ مرضكِ
طالعَت عيناهُ فقالَت بصوتٍ هامِس
- لَكنك بَكيت بدلاً منّي
مَسح لها دُموعها يُجفف وَجهها المُبلل باصابِعه مُتحدثًا
- هِشش ، توقفي عن البُكاء و دَعينا ننشغلُ بكِ
انا بخير ، لم يتغير شئ اساسًا فهذه حَياتي منذ ان خُلقت
قضمَت شفتيها بغيضٍ قائلَة
- ارجوك اسمح لي بقتلِها
وَضع اصابِعه فوق شَفتيها يَمنعها من الكلامِ مُنبهًا
- ارجوكِ احترمِ انها اُمي ، و دَعينا نُغادر فالجو بارِد
أزال سُترتَهُ التي احتَضن جَسدها بِها فسمعها تنطقُ بقهر
- اكرهُ انك مُؤدب ، عليك ان تتعلم من عهرَة الشوارع جونغكوك
نظر اليها فتابعَت بعيونٍ دامعَة و صوتٍ باح تصرُخ به
- لم تتعلم مِنهم سوا كيف تَكون سادي مَعي اثناء العِلاقَة!
و اللعنة اريهِم جانبك الحَقير انهم يستحقون
وَضع يده فوق شفتيها يُسكتها هامسًا
- اُصمتِ فضحتينا
ابعَدت يدهُ تكمل شتمهُ و شتم سُلالته من قَهرها و كي يتجنَب الفضيحَة حَملها فوق كَتفه و هَرب بها مُغادرًا ذلك الشارع ، حَركت قَدميها في الهواء رغبَة بالنُزول متحدثَة
- انزلني لم اُفرغ ما تبقى من طاقتي بَعد ، دَعني اشتم سُلالتها
واصَل ركضهُ نحو الشارع الرَئيسيّ متحدثًا
- اصمتِ لقد اصبحتُ فضيحَة رسميَة
تأدبي
عضتهُ بقوَة على ظهرِه و قالَت بغضَب
- اكرهُك ايها المؤدب الحقير
لم يَهتم لما قالتهُ و طأطأ برأسِه بقلَة حيلَة
هي لن تَتغير على كُلٍ ، لسانها السليط لن يَتأدب
•••
دَخلت آلميرا الي منزِل عائلتها في الوقت الذي ذَهب فيه الرائد للشقَة التي يجلسُ فيها فريقه ، جالَسهم بِوجهٍ مُكتئب مليئ بالهُموم و هُم لاحظوا مَدى استياءهُ المُشع من عَينيه على غير العادَة
لطالما كان بارعًا في اخفاء مشاعِره مهما كانَت
لكن هذه المرَة مُختلفَة!
نَظروا الي بَعضهم البعض يَنتظرون احَد منهم يُبادر ليسألهُ
لَكن الكُل كان صامِت و مُتأهب للغايَة
كان يشغُل وقتهُ بتصفحِ هاتفه و القراءَة عن حالَة زوجتِه في الانترنتِ لعلّهُ يُطمئن قلبهُ المُشتعل ، قَرر جين ان يُغامر و يُبادر في سُؤاله حينَما قال
- سي..سيدي
همهم الرائد لهُ دون رَفع عينيه من الهاتِف فسِمع جين يَستفسر
- تبدوا لست بِخَير؟ هل من خَطب؟
كما لو انّهُ كان يَحتاجُ من يَسأله..!
اصَدر تنهيدَة عميقَة اخرج فيها بضعًا من سلبية شُعوره ثمّ جَلس مُعتدلاً حينما وَضع هاتفه على الطاولَة قائِلاً
- الامور لا تسيرُ كما مُخطط لها مطلقًا
نَظر الفتيَة الي بَعضهم مُستغربين قبل ان يُعيدوا التحديق به باستِغراب يترقبون اجابتهُ ما ان سأله جيمين
- لما ؟ هل الميرا بخير؟
نَفى الرائد برأسِه بعدما قام بتدليكِ جبهتهُ متنفسًا بثقل
- انها ليسَت كذلك مُطلقًا ، آلميرا مريضَة
شَهق ثَلاثتهم بعدمِ تَصديق فقال جين مُستفسرًا
- بما مريضة؟ نزلَة برد؟
رَمقه الرائد بنظراتٍ حارقَة عندما سأله
- اتظنني ساكونُ مهمومًا بهذا الشكل ان كانَت مجرد نزلة برد؟
طالعه الفتيَة باستغرابٍ عندما سألوه
- اذًا مابها؟
تَنهد جونغكوك بِحسرةٍ و قَد بدأ يُفضفض حينما حَكى عن حالَة زوجتِه لهم قائِلاً
- ذَهبنا للطبيبة اليوم لِنكشف عن سبب تأخر الحَمل ، فاكتَشفنا انها تعاني من ورم في المِبيض
كَلامهُ جَعلهم يَتجمدون مَطارِحهم ينظرون ناحيَة بعضهم بعدمِ تَصديق
مالذي يقصِده؟ اهي مريضَة بالورمِ الخَبيث..؟
- ور..ورم؟
همهمَ بعدما دلَك جبهتهُ و قام بالمَسح على وجهه قائلاً بغصَة
- توجب عليّ ان افعل لها جهاز الرنين لنكشف ان كان حميدًا ام لا
و نَفذ مالي الذي جئتُ به ، اشعُر ان عاجز عن مُساعدتها
كان يحتاجُ لان يُفرغ القليل و يُشارك حمل ذلك الشُعور مَع احدٍ يفهمهُ و لا يحكم عَليه لذا لم يكُن هنالك افضَلُ من ابناء فريقه..!
كانوا يستمعون لَهُ بهدوءٍ تام و دون أي نقاشٍ رآهم يَنهضون من امامَه ، تتبعهم بعينيه فوجدهم يُخرجون المال من سُترهم العسكريَة و يعودون بِها ناحيته ، راقبهم و هُم يضعون كامِل أموالهم امامهُ على الطاولَة دون التفوه بحرفٍ واحد
- م..ماهذا؟
نَطق مُنصدمًا حينَما رفع عينيه المحمرَة للتحديق في وجوه ثلاثتِهم بعدما جَلسوا امامَهُ من جَديد
- انهُ مالنا
جَمع هوسوك كُل ذلك المال الذي كان وَفيرًا ثُمّ وَضعهُ بالقربِ من قائده قائِلاً
- انهُ لنا جميعًا ، فنحنُ واحد!
حَدق في المَبلغ امامَه و عجز عن الرَد ، كان سيرفضُ اخذه لَكنهم منعوهُ عندما قالوا
- انهُ ليس الوقت الامثلِ للرفض! زوجتك هي اُختنا في المقامِ الاول و انت ادرى بان شِعارنا انقاذُ العائلة و الوطَن..!
حَدق الرائد في عُيونهم يسمعُ جين يُتابع
- نحنُ لا نُحارب بقوَة السلاح فقط..! بل كذلك بمالنا و ارواحنا
لذا انت احَقُ بكل هذا المالِ منّا ، انت عائلتنا
لم يستطِع ان يُجيبهم و قد تَكفلت عيناهُ بالنُطق بدلاً منهُ عندما تَسربت دُموعه رغمًا عن ارادته ، انها المرَة الاولى التي يَراها فيها فريقهُ يبكي..!
صدمتهم لم يكُن لها مَثيل فلطالما لقبّوه بقطعَة الجليد التي لا تَلين..!
نظروا الي بَعضهم بعدمِ تَصديق دون ان يُدركوا ان كَلامهم ترك اقرًا عميقًا في قلبِه بعدما خَذلتهُ عائلتهُ قبل ساعاتٍ قليلَة
قد خَرج مِنهم مخذولاً مكسور الجَناحِ الذي ضَمدوهُ هُم للتوِ باحرفٍ ظنوها بسيطَة لكنها تَعني بالنسبَة اليه الكَثير..! كَشخصٍ مُفتقد سَماع الكلمَة الطيبَة
اخفى وَجهه المُحمَرُ عنهم عندما اخفضَ رأسه و دلَك عيناهُ الدامِعَة بأصابعه يَبكي بِصَمتٍ بعيدًا عن مُتناول من نَهضوا من اماكِنهم و اقتربوا مِنه يُعانقوهُ ثَلاثتهم بقوّة بالغَة
- نحنُ عائلة هيّا! لا تخفوا دموعك عنَا
دَفعهم عَنه لَكنهم اصرّوا على عِناقه بقوّة تَسببت في اختناقه
- دعوني ستقتلونني
صَرخ مُتذمرًا فابتعدوا عَنهُ يضحكون على انفعاله الذي نَجم من صُعوبته في التعبير عن امتنانه الشَديد ، هُم يتفهمون طِباعه لذلك قدموا لهُ منديلاً يمسحُ به دُموعه التي اغرقَت عينيه فقال موضحًا
- ان عُيوني تَتبول ، استروها رجاءًا
كانت لَحظاتٍ حتى امتلئت الحُجرَة بصوت ضَحكاتِهم على كلامه ، نَظر نحوهم بغضبٍ فاخذ المال يَضعهُ في جَيبه قائِلاً
- انها ضريبَة التجسسِ على اعيُن الغير
جَلس جيمين امامَهُ بعدما وَضع قدمًا فوق الاخرَى قائِلاً
- سانتظر منك التكفلُ بزواجي ها
اشار عَليه و هو يُصغر عَينيه بطريقَة جَعلت الرائد يُدحرج عيناهُ بضجَر
- جِد لك عروسًا اولاً
قلّص جيمين عينيه مُجيبًا
- بالطبع سأجد ، ستراني قريبًا عريسًا
اومَئ لهُ الرائد بلا مُبالاةٍ و بعد ان عَم الصَمت ناظرهم بهدوءٍ قائِلاً
- شكرًا لكم يارِفاق
كان الوَضع غريبًا للغايَة ، هًم لا يعتادوا على انتشار كُل هذه المشاعر الجياشَة من حولهم لذا نَهض جين قائِلا
- ساذهبُ لاعد الندولز من يريد؟
رافقه هوسوك الذي سحب سُترته قائِلاً
- ساشتري حليب الموز
طالع الرائد يسأله
- هل تريد؟
اومَئ جونغكوك له و هو يُدلك رقبتهُ
- بالتاكيد ، هل ارافقك ؟
نَفى هوسوك بينما يرتدي سُترته
- لا عَليك ، ساعودُ بسرعَة
تَبعه بعينيه و هو يُغادر الشقَة في الوقت الذي انشغَل جيمين مع جيو في المَطبخ يُعدون النودلز ، ابتسَم بخفوتٍ عندما احَس بعوضِ الرَب بوجودِهم
هُم حقًا ثَمينون ، للغايَة
•••
الساعَة تُشير الي الي السابعَة صباحًا حينَما كان الرائد يقفُ بجوار زَوجته امام مكتب الاستعلاماتِ الخاصِ بالمُستشفى ، طلب واصلاً من الموظفَة بعدما دفع حَق جهاز الرَنين فاخَذهُ مع ملفها الذي يَحتوي على اوراقِها الطبيَة و اتجه رفقتها الي قِسم الاجهزَة و الأشِعَة
نَظرت اليه حينما طلبَت منها المُمرضَة ان تُرافقها فقالَت
- ستكون هُنا؟
اومَئ مُبتسمًا لها
- انا هنا لا تَقلقي
ابتسمَت لهُ و تابعَت السَير مَع المُمرضة التي ادخَلتها الي غرفة التبديل ، طلبت مِنها ان تُزيل حمالاتها الصَدرية و أي شَئ حَديديّ و هي نَفذت ، نَزعت اكسسواراتِها مَع خاتم زواجها و صَدريتها تَضعهم جانبًا استعدادًا للدخولِ الي الجهازِ العملاقِ ذاك
خَرجت من غرفة التبديل تنظُر نحو الرائد الجالِس ينتظِرُها ، استَقام مقتربًا منها فسأل
- هل سَتدخُلين الأن؟
اومأت لهُ و طلبت ان يُرافقها الي غرفَة الجهاز ، حالما دَخلا جلست فوق الكرسيّ تنتظرُ قدوم الممرضَة مع الكانيولا التي ادخَلتها وَسط وريدِها
قَطب الرائد حواجبهُ متسائِلاً
- لما قمتِ بثقبِ وريدها؟
ناظَرتهُ الممرضَة مُجيبَة
- من اجلِ حقنها صبغَة الجادولينيوم كيّ تكون صورَة الجهاز مُلونَة
همهم مُتفهمًا يراها تُكمل
- ستخرجُ المادة من جِسدها من خلال البُراز لذلك هي ليسَت خطيرَة
قام بالايماء دون جِدال و هو يَمسح على زوجته التي تتمسُك به بيدها الحرَة ، خَرجت المُمرضَة تتركها مع زَوجها الذي ينظر نحو الجهازِ خلفها ، قد كان عِملاقًا يحتوي على فُتحَة من المُنتَصفِ حيثُما سَتدخُل امراتهُ بالداخِل
كانت الحجرَة باردَة للغايَة ، و ذلك ما جَعله يُحاول ان يُدفئها حينما نَفخ بداخل كفوفها قائِلا
- لن يدوم الامر طويلاً ، انها بضعَة دقائق و ستكونين بخير همم؟
حَدقت في عينيه مُبتسمَة فقامَت بالايماء لهُ
- انا لستُ خائفَة ، لما انت كَذلك؟
نَفى برأسه قائلاً
- لا لستُ خائف ، انا مُتأكد انك بخير
تبسمَت بلُطفٍ لتقتربِ تُعانقه بهدوء
- لا تخف انا لن اموت قبل ان اُحطم رأس امك
قرصها من خَصرها مُتحدثًا
- لسانكِ الغير مُهذَب كيف اربيه!
ابتعدَت عنهُ تُخرج لسانها لهُ كيّ تغيضه
- اننن انت لن تقدر عَليه
ابتسمَ على مُشاكساتِها ليقوم باحتِضان وَجنتيها و تَقبيل جَبينها هامسًا
- انا عليّ الخروج الان فالمهندس وَصل ، كوني بخير همم؟
مَسكت بيدِه حينما كان سيُغادر ، و لانها ادرى بأن نَفسيتهُ من ستسوء بالنتائِج قالَت لهُ
- مهما كانت النتيجة ، تأكد اني قويَة لاتحملها
لم يكُن يود التَفكير اطلاقًا بالنتائج ، كُل ما يريدهُ ان تدخل للجهازِ و تخرُج منهُ كيّ يعيدها الي حُضنه و يُخفيها داخلهُ للأبد
اومَئ لها و خَرج بعدما طلبت منهُ الممرضَة ذلك ، طلبت منها التَمدد و غَطتها باللُحاف بسبب برودَة الحجرَة ثُمّ اوصَلت وريدها بالصبغَة عندما وَصتها برفع يديها فوق رأسِها كيّ لا تدخُل للجهاز بعدما وَضعت لها سماعاتٍ ضخمَة
خرجَت تغلق الباب خلفها تقفُ بجوار الطبيب الذي جاء من اجلِ النتائج ، كان الرائدُ متوترًا و هو يضمُ ذراعيه الي صَدره يَنظُر في اتجاه زَوجته حينَما ارتَفع سريرُ الجهاز عاليًا يُجهزها للدُخول وَسطهُ
يداهُ كانت ترتعشُ و قلبهُ يقومُ بالانتفاض مع كُل ثانِيَة تمُر
الوقت يمضي ببُطئ شديدٍ كما لو انّهُ يراهن على عَذابه
قضم شفتهُ السُفلى يجاهد للصُمود و هو يَراها تُدير رأسها نحوهُ تراهُ واقفًا في الخارج يَنتظِرُها ، ابتسمَت لهُ بطريقَة جَعلتهُ يحبسُ الدُموع في عَينيه بصُعوبَة ، شريطُ حياتِهما يَمُر امام عَينيّ كليهما مُنذ اول يومٍ لهما سَويًا
تذكُر كُل لحظةٍ تشاجرا فيها و تصالحا من بعدِها بطريقَةٍ غريبَة ، الحُضن الاولِ مع القُبلةِ الاولَى ، اول بُكاءٍ مُشترك و اول ضِحكةٍ مُشتركَة
كُل تلك اللحظاتِ تمرُ امام عينيها و هي تراهُ يَقومُ بالتلويح لها مُبتسمًا بِدَوره كيّ يُطمئنها رُغم انهُ من يحتاجُ للاطمئنان..!
طَرح انفاسهُ المهزوزة بعدما دَخلت وسط الجهاز و بدأ المُهندسُ يقوم بعمله على الكومبيتر يُصورُ المنطقَة المطلوبَة عند رَحمها
كان الطبيبُ مركزًا على الشاشَةِ يَرى شَكل الورم على المِبيضِ و لاول مرَةٍ تَمنى الرائد ان يَكون متعلمًا على الرُغم انه البارحَة فقد كان يشتمُ التعليم..!
ليتهُ يستطيعُ قراءَة تلك الرموزِ و فهمها جيدًا ليَضع حدًا لهذا الصِراع المُميت ، طَرح انفاسهُ ببطئ ثُمّ سأل الطبيب قائِلاً
- هل كُل شئ بخير؟ الورم حميدًا اليسَ كذلك؟
نَظر الطبيبُ اليه ثُمّ عاود التَحديق في المُهندس الذي ناظَرهُ بصمتٍ للحظات ، سَكت الأول لدقيقَة تامَة تَسببت في انهيار اعصاب الرائد الذي هسهس مُنفعلاً
- اجبني مابك!!
ناظَرهُ الطبيبُ بهدوء مُتحدثًا
- يُؤسفني القول أن مؤشرات التصوير توضح انهُ بدأ بالانتشار و ذلك يُشير الي انّهُ خَبيث..!
حَدق الرائد بِه بعدمِ تَصديق عِندما تابَع يقولِ بما مَزّق جُلّ احلامهُ و رماها في قُعر الجَحيم تحترقُ مع روحه
- قد نضطرُ لاستئصال المبيض الأخَر كيّ نتخلص من الوَرم..!
و عند هذه الحالَة ، الرحم وجوده كَعدمه
اي ان فُرصَة انجابها مُستحيلَة
•••
8342 ✔️
اهلاً اهلاً ياحلوين
عيونكم تبولت زي عيون الرائد؟ 👀
عيب ترا استروا عليها 😡
احم ، الفصل فرفوش ادري 👈🏻👉🏻
خفيف ظريف صح
اجواءه معاكم عمومًا ؟
بكيت شويتين ، مش كِثيير يعني..
المُهم طمنوني ، اخباركم؟
وصلتم سالمين؟
اكثر جزئية حبيتوها في الفصل؟
و حركت مشاعركم..؟
اُم جونغكوك ؟
كلارا؟ 👀
آلميرا و مرضها..؟
فعلاً الورم خبيث ؟
توقعاتكم للقادم عمومًا ..؟
اي شئ تريدون اضافته هُنا 🫰🏻
اشوفكم في الفصل الجاي ان شاء الله
الي اللقاء 🤍
.
.
.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top