عَروس الميراث | 39
عَروس الميراث | JK
اهلاً بكم في الفَصل التاسِع و الثلاثون 🦋
اخيرًا ، اقدر ابرر لكم سبب غيابي بسعادَة غامرة
بفضل الله و بعد مجهود دام لثلاث اسابيع متواصلَة
استطعتُ اصدار كتابي الثاني بعنوان جُحر الوتين 🤍
بطبيعة الحال احتجت ابعد فترة عن روايات الواتباد ، حتى اركز على روايتي يلي هي من تصنيف الفانتزيا ، قصَة خارجة عن المألوف متاكدة حتحبونَها جدًا ♥️ مليئة بالشعر و الغزل و يلي يحبه خاطركم 🦋 من غير حبكتها القويَة 👀 عاد مش محتاجة اقول انتم عارفيني 😭
عروس و هازبند تشهد لقصصي القويَة ❤️🔥 بشهادتكم
داخلين نكتسح ساحة الكتب الورقية بقوّة باذن الله ✌🏻
و دعمكم هو يلي حيساعدنا نحقق انجازات كثييرَة
متاكدة انكم مارح تخذلوني 🫂
متاكدة حينال اعجابكم باذن الله 🤍
شكرًا لصبركم طيلة الفترة الماضية ، بس اكيد الانتظار كان مُستحَق في النهايَة ، انا ما اغيب الا لاعوَضكم ، بالله عمركم شفتوا كاتبة عسولة زيي ؟ 👀 تنشر لكم واتباد و ورقي و انستا ، احس خلاص لازم نبخر عِلاقتنا الحساد كاثرين من حولنا
تعالوا اعطيكم حضن بقد الدنيا 🫂 فش حد حرفيًا يقدر يوصف حبي لكم ، حتى قلمي كَـ كاتبة ، يعجز قدامكم!
شكرًا من الاعماق ، و هاخلي الفصل من غير شروط لعيونكم
بس تفاعلوا رجاءًا حتى تسعدوني 🫶🏻
توكلنا على الله 🦋
لنبدأ ♥️
•••
- اُريدُ ان اُنجِب طِفلاً مِنك
ما قالَتهُ جَعل عُيون زَوجِها تَتسِعُ من ذُهولِه بِما سَمِع ، ازَوجتهُ التي كانَت تُصرُّ على عَدمِ الانجابِ بِشراسَة شديدَة ، اصبحَت هي من تُريد؟
نَظر في عُيونِها التي تُذيب حَواسهُ بِنَظراتِها فَنطق مَذهولاً يَقولُ
- هاه؟
ردّ فِعله الذي بانَ على مَلامحه التي لطالَما كانت مُتجمدَة خاليَة من التَعابيرِ جَعلها تَضحكُ بشكلٍ خافت قَبل ان تَقوم بالايماء لِتأييدِ كَلامِها السابِق
- كما سَمِعت ، اُريد ان اُنجب طِفلاً مِنك
اشار عَلى نَفسِه مُستفسِرًا قَبل أن يَلتفت اليها بعدَما كان يُقابلها بِجانبه قائِلاً بِحيرَة
- هل انتِ ، مُتأكدَة انِّ الاب المُناسب لاطفالكِ؟
استَغرقت وقتًا في النَظر بداخِل عَينيه تبحثُ عن طِفله الدَفين وِسَط جُروحِ طفولته المُشوهَة ، وَجدتهُ من خِلال نَظراتِه المليئَة بالحَيرة فقامَت باحتواءِ وَجنتيهِ قبل ان تَقوم بالايماء لهُ مُبتسمَة بلُطف بالغ
- لا أظنّ ان هُنالك رَجُلِ سيكونُ أب لاطفالي افضَل منك
انعقَدت حواجِبهُ بخفّة و قَبل ان يملئ السُرور قَلبهُ تذكر رِسالتها التي شَرحت فيها حالِتها الصحيّة سابِقًا ، بلل شَفتاهُ بعدما احتَضن كُفوف يدِها التي عند وَجهه يُخاطبها بصَوتٍ هادِئ
- لَكن وضعكِ الصحيّ لا يسمحُ لكِ بالانجاب
قامَت بِزم شَفتيها تقومُ بهز رأسِها مُتفهمَة ، لم يَكُن كلامهُ جارِحًا فهي تعلمُ عفويتهُ بالحَديث ، تعلّمت ألا تقفُ عند كُلّ كلامٍ يقولهُ و تأخذهُ بشكلٍ شَخصيّ كيّ لا تزيدُ من قوقعتهِ على نَفسِه ، كَشخصٍ عاش في بيئَة التعبيرُ فيه عن الرأي مَمنوع ، يُصبح غَير مُدرك للكلامِ الذي يَقولهُ و ان نَطقهُ يكونُ غير مُلائم احيانًا للطرفِ الاخَر ، لذلك سَتسمحُ له بالحَديثِ بعشوائِيَة الي أن يَتحرر السَجينِ الذي بِداخله و يَسمحُ لهُ بالتنفيس عن مَشاعره و افكارِه بشكلٍ صَحيح
كانت تَرتكبُ ذات الخطأ مِرارًا و تكرارًا في بِداية عِلاقتهما ، عِندما تَقفُ عند كُل كلمةٍ يقولُها و تُحاسبه عليها تمامًا كما كانت تفعلُ امه لِذا تَجِدهُ يَميلُ للانطوائيَة و التَحفظُ على كَلامه بدلاً مِن المُشاركَة في الاحاديث مَع الغَير ، بِمُرورِ التجارب التي خاضَتها مَعهُ ، استطاعَت تَشخيص حالتهُ جَيدًا و سَتعملُ جاهدَة لاخراجِ افضل نُسخَةٍ منهُ
زَوجها سيكونُ افضَل رَجُلٍ سيشهَدهُ العالَم..! عِندما تنجحُ هي في تَضميد جُروحه و مُداواة مُخلفاتِ الماضي السكينَة بداخله
شدّت على يَداهُ التي تحتضنُ خاصَتهُ ثُمّ قالَت بِصَوتٍ خافت
- الطبيبَة قالت ان هُنالك أمل ، و لَو كان ضعيفًا ، ما رأيك ان نُراجعها معًا همم ؟
استَطاعت ان تَرى وَميض من الأمل يَزورُ عينيه الباهِتَة فَتُصبح مُشعَة بشكلٍ مُبهر ، لا تعلمُ لما ادقّ تَفاصيله اصبحَت تجعلُ قلبها صاخب للغايَة..!
كان سَعيدًا ، و بِذات الوَقت زارَهُ القلقُ عندما مَسك خَصرها يُقربها منهُ مُستفسرًا
- لكن ؟ الن يكون ذَلك خطير على صِحتك؟ رُبما الحَمل سيتسببُ لكِ باعراضٍ جانبيَة خطيرَة آلميرا..!
انتابَتها البهَجةُ لانّهُ رَكزّ على صِحتها و لَم يُهملها ، مُبادرتهُ في تجاهل سعادَتهُ و صبّ تركيزهُ على قَلقه عَليها جَعلها تَبتسمُ بدفئٍ عندما اجابَتهُ بلُطف
- سأحجز موعد عند الطبيبَة ، سَنسألها عَن كُل هذه التفاصيل حسنًا؟
قامَ بالايماء ايجابًا يَراها تُخرج هاتِفها من جَيبها و تَقومُ بالدُخولِ على موقع العيادَة النسائِيَة لحجز مَوعد باقربِ فُرصَة مُمكنَة ، ابتسمَت لهُ عندما رأت لَهفتهُ و هو يُناظرُ الشاشَة بِفُضولٍ جَعلها تُدرك انهُ لازال طِفل صغير..!
ايقَظت روح الحَماس بِداخله
انهُ شُعور جَديد يُجربه للمرَة الاولَى! و ذلك لاحظتهُ من نَظراته
سَبق و ان شَخصتهُ أنّهً حياديّ الشُعور
السعادَة و الحُزن ، وَحدهُما ما يستطيعُ الاحساس بِهما
لكنهُ الان يَتعلمُّ مَشاعر جَديدَة ، بِفضلها هي..!
خَبئت هاتفها في جَيبها ثُمّ مَسكت بِذراعه تُكمل السَير مَعهُ على طولِ النَهر مُتحدثَة
- هل ستكونُ مُهمتك هُنا طويلَة؟
قام بالايماء عِندما شابَك يدهُما سويًا و حرص على مَلئ فراغاتِ اصابِعهما بِعنايَة قبل ان يُجيب
- نَعم ، ستستغرقُ قُرابة الشَهر
وَسعت عَينيها مُنذهلَة قبل ان تَتوقف عن السَير تُناظرهُ بدهشَة
- حقًا ؟ سَتبقى مَعي شهرًا كامِلاً ؟
حَدق في عَينيها فحرَك رأسهُ استجابَة لِكَلامها يَقول
- ليسَ فعليًا ، ستكونُ هنالك بِضع ايام عليّ الالتقاء بِفريقي من اجلِ التَخطيط للمُهمَة بِعنايَة
سَمعها تُهمهم قبل ان تَحتضن ذِراعهُ الي صَدرها و تُكمل السَير بجانِبه مُبتسمَة ببِهَجة
- ايًا كان ، المُهم انك هُنا
نَظر الي ذِراعه التي اصبحَت رهينَة يَديها فابتَسم بِخُفوتٍ قبل أن يَنطق بهُدوء
- سنذهبُ الي منزِلنا
تَوقفت عن السَير تُناظِرهُ باستنكارٍ حينَما سألت
- منزل والديك؟
همهمَ مُجيبًا فزاد امتِعاضها عندما نَطقت باستِنكار
- جونغكوك ستذهبُ لرؤيَة امك؟
قام بهز اكتافهِ بقلّة حيلَة عندما نَطق بهُدوء
- انها والدِتي!
لا تَستطيعُ مُعارَضتهُ عندما يَصلُ الامر لِحقها عَليه كأم ، زمجَرت مُتضايقَةٍ و هي تُفكر بالاذَى التي قد تُسببه تلك المرأة اليه..! بعد ان بدأ يَستجيبُ معها و يَتحسن رُبما سيعودُ لنقطَة الصِفر من جَديد بِسبب افعالِها و كَلامها المُؤذي
مَسكت بيدِه و قالت بِصَوتٍ خافت
- دَعنا نستأجر شقة نُقيم فيها الي حين عَودتك همم؟
ما رأيك؟
انزعَج من اقتراحِها و ذلك كان واضِحًا حينَما سَحب يدهُ مِنها و قال بِحَزم
- اعلمُ انكِ لا تحبين عائلتي ، لَكن شُعورك ليس عُذرًا كافيًا حتى يَمنعني من رُؤيتهم بَعد اشهُرٍ من الغُربة!
قَطبت حواجِبها بشدّة و كيّ تُحافظ على سَلامة شُعوره حَفظت لِسانها
كانَت على وَشك توبيخه و اخبارِه بأنّ عائلتهُ تلك اخرُ هَمها هو..!
و انهُ مُجَرد غريبٍ لا يتذكرونَه حتّى برسالَة طيبَة
لَكنها سَتُؤذيه..!
تعلمُ انّهً حَبيسُ اضطراباتِه التي لن تَسمح لهُ برؤيَة الامور من منظورِها السَليم ، هو اعتاد على ذلك القَفص الذي يُعذبهُ باستِمرارٍ لذلك الخُروج منهُ يُشعره انهُ بلا مأوَى ..! فيستمرُ بالعودَة اليه رُغم انّهُ يتأذَى
لن يستطيع ان يَفهمها مَهما حاوَلت ان تُفسر لَهُ ، ستفشلُ كُلَ مُحاولاتِها في اقناعِه ان تلك البيئَة سامَة و يجب ان يُغادرِها حالاً ! رُغم انهً يعلمُ جَيدًا ما تقولهُ قبل ان تلفِظهُ اساسًا ، لكن التنفيذ صَعب ، هو غير آهل نفسيًا لِيتحرر من سِجنه
يَحتاجُ للمُساعدَة..! و سبق و ان طَلبها من التي سَتحرِصُ على تَمزيقِ قُيودِه باسنانِها ان فَشلت يديها بِتَحريرِه
مَسكت بيدِه ثُمّ قامت بالايماءِ ختامًا فما مِن خيار اخَر لَديها سِوا ان تُسايره ريثما تَبحثُ عن حَلٍ مُناسب ، ساقَها معهُ ناحِيَة سيارَة اُجرى يَستقِلانها ناحيَة بيتِ عائلته و في الطَريق نظر اليها يُخاطبها بِصَوتٍ هادئ
- عليكِ ان تتجاهلي كُل ما يَبذرُ من اُمي ، سنُسايرها هذه الفترة ريثما اعودُ الي الثكنَة
نَظرت ناحِيتهُ بِصَمتٍ فَسمعتهُ يُتابع
- ان كان لديكِ مانع ، ساُعيدكِ الي منزل والدكِ و أتي لزيارتكِ بين الحين و الأخَر
ناظَرتهُ بامتِعاضٍ عندما قالَت بجديَة
- كلاّ ! سابقى مَعك
من المُستحيل ان تتركَهُ يعيشُ مع وَحش طفولته بِمُفرده! ستُحاول والدته بلا شَك ان تُؤذيه بِكُل الطُرقِ المُمكنَة لذلك سَتتحمل هذِه الفترَة من اجلِه ، حَدقت في عينيه السَوداء فَوجدتهُ يبتسمُ بخفَة تكادُ تُرى
ابتسمَت لهُ بِدورها بشكلٍ اوسَع ما جَعلهُ يُوسع ابتسامتهُ تدريجيًا يَتجاوب مَعها ، قامَت باسنادِ رأسها على كَتفه تُناظر الطُرقات طيلَة الطريقِ و هي تُفكر بما يُخبئه بيتُ جُيون لَهُما ..! حتمًا هنالك مُشكلَة في انتظارِهما فسُكانَه ليسَ آهِلون للسلامِ و لا للثقَة مُطلقًا!
تتمنى ان تَصمُد نَفسية زَوجِها امام التَرهيب القادِم
تخشَى ان يسوء وَضعهُ و يعودُ لِنُقطَة البدايَة..!
للتوِ بدأ يتجاوب مَعها و يتفاعلُ مع تصرُفاتها
تَنهدت بِضيقٍ قبل ان تَقضم شفتيها و هي تُفكر بنتيجَة تحليلُ ذلك الدَواء بِشُرود ، عَليها ان تتأكد من حَقيقَة ما تُفكر بِه..! و كيّ تفعل هُنالك طريقَة واحدَة فقط تستطيعُ من خِلالها ايجادُ الاجوبَة المُناسبَة لِحَلِ اللُغز
•••
دَخلت تسيرُ بِخُطًا هادِئَة في اتجاهِ بيتِ والد زَوجِها الماكِث وسط مُجمَع بيوتِ آل جُيون ، حالَما طرق الرائِد الباب استَقبلتهُ الخادِمَة التي اتاحَت له مجال الدُخول فرافقتهُ آلميرا بِوَجهٍ بشوش ، لن تُشكر بالطَبع! سَتقهرُ امهُ بابتِسامتِها الواسعَة لِتُثبت لَها ان في قمّة سَعادتها مَع ابنُها الذي تَكره
قبل ان يَدخُل الرائد الي الصالَة حيثُما يَصدُر صَوت ضَجيج الحَديثِ اثباتًا لِتجمُع عائلته ، اوقفتهُ آلميرا من ذِراعه تُناظر عَينيه السَوداء بِحرص ، حَدق فيها بِفُضولٍ عندما اقتَربت تهمسُ لهُ كيّ لا يتسربُ صَوتها من مَوقعهما
- ان راوَدك شُعور بالاختِناق ، او الصُداعِ ، يُمكنك ان تَشد على يَدي و سَنُغادر الي غُرفتنا مُباشرَة
نَظر اليها ثُمّ حَدق نحو يدِها التي مَدتها نحوهُ تنتظرُ استجابَتهُ ، سَكت لبُرهَة ثُمّ اكتفَى بالايماءِ يلتقطُ كَفها بخاصِته و يَجُرها مَعهُ ناحيَة الداخِل حيثُما صُدم الجَميعُ بِرؤيته اَمامهُم ، ليسَت من عوائِده المَجيئ من عَمله إلا بمرورِ العام..!
كان اخاهُ الاكبر سنًا يُجالس زَوجتهُ الحامِل في شُهورها الاخيرَة رِفقَة اُمه و بالقُرب منها امراةٍ تكبُرها سِنًا مَع شابَةٍ صغيرَة يافعَة ، حالَما نَظر الرائد اليهنّ علم انّها خالتهُ و ابنتُها من الريف ، حافَظ على صَمتِه فقامت آلميرا بالقاء التَحية بابتسامَة ودودَة
- صباحُ الخير ، مُفاجاة سارَة اليست كَذلك؟
استَقامت يونهي والِدَة زَوجِها من مَجلِسها مُنذهلَة عندما سألت بِحاجبٍ مَرفوع
- مالذي جاء بِكما؟ اوليس جونغكوك قيّد التجنيد؟
تكفَل ابنها باجابتِها عِندما قال و هو يسوقُ خُطواته ناحيَة الاريكَة رفقَة زوجته
- اخذتُ اجازَة لمدَة شهر ، قُلت آتي فيها للاطمئنانِ عَليكم
جَلس مُقابلاً لِخالته و ابنتِها فاتخذت آلميرا مَجلسها بجانبِه تُناظِرُ اُخت امه باستِغراب ، لا تذكر انّها راتها من ضِمن مَعازيم العرس سابِقًا ، تَفحصت بِعينيها هَيئةُ طِفلتها التي تَبدوا خجولَة للغايَة و مُنطويَة على نَفسِها
- هل مَسموح لك باخذ الاجازات؟ راتبِك سيقِل..!
قالَت يونهي مُتضايقَة فاجاب الرائِد ساخِرًا عندما نَظر اليها بحاجبٍ مَرفوع
- لا اظن ان قلّ راتبي سيضرُكِ الامر بشئ مَع ثروة زَوجكِ يا اُمي
جَلست اُمه بجوار اُختها فقالت مُتضايقَة
- انا اتحدثُ من اجل مَصلحتِك ، يالك من وَقح قليلُ التربيَة
وَبختهُ فلم يأبَه لِكَلامها الذي كان مُعتادًا على سَماعه مُنذ صِغره ، بالنسبة اليه فما سَمعهُ للتو مُجاملَة امام سِرب من الاحاديثِ القاسيَة السابِقَة
وَجد مُكسراتٍ امام عَينيه فَمد يديه ليأخُذ من الكاجو و قبل أن تَصل اصابعه لاحتضانِها رأى امه تَحمل الصينيَة و تندهُ على الخادِمَة كيّ تأخُذها الي المَطبخ ، ناظَرتها آلميرا بِغضبٍ لم تستطِع كَبحهُ عندما استقامَت تأخُذ طبق المُكسرات من المُساعدَةِ و تَجلِس به من جَديدٍ قرب زَوجِها
اخَذت من الكاجو و اطعَمت بِه زَوجِها امام عينيّ امه قبل ان تَقول بابتسامَة مليئَة بالخُبث
- كُل يا حَبيبي ، المُكسرات مُفيدَة لك من اجلِنا
تناوَل مما اطعمتهُ ثُمّ امسك بِرسغها يُخفض لَها يدها بعدَما نفى برأسِه بأن تَتوقف ، هَزت اكتافها فَاكلت من الطَبقِ ثُمّ ناظَرت يونهي بِمُكر
- اذًا يا خالتي ، هل هكذا تضيفون ضُيوفَكم؟ شاي مع المُكسرات فقط؟
رَمقتها يونهي بِغُل عندما تابعَت و هي تُعطي الطبق الي الخادمَة بضجرٍ بعدما وَضعت قدم فوق الاخرَى تَقول بِسُخريَة
- انا طبق المُكسرات اُطعمه لِحيواني الأليف عندما يجلبه ابي لِزيارتي
ناظَرها جونغكوك بِعينين جادَتين يحثُها على السُكوت لَكنها لم تأبَه لهُ و أصرَت على استرداد حَقِه من اُمه التي قالَت بِحاجبٍ مَرفوع
- يا حَبيبتي نحنُ بالفعل اكلَنا و شبِعنا و المكسرات للتسليّة
ابتَسمت آلميرا بخبثٍ عندما قالَت بأدَب
- ذلك واضح يا خَالتي ، من الجُوع طلبتِ من الخادمَة تخزين طبق المُكسراتِ للعشاء
كَلامها كان صادِمًا بالنسبَة الي الجَميعِ عدا زَوجها الذي اعتاد على لِسانها الحاد ، دلّك جَبهتهُ مُتضايقًا فَسمع خالتهُ تقولُ بِسخريَة
- اخبرتكِ منذ البدايَة الا تُزوجي ابنكِ من بنات الاثرياء فهنّ لم يتربين على الاصالَةِ و الاداب ، مدللاتِ لا يعرفن كيف يتحدثن الي الاكبرِ سنًا!
نَظرت آلميرا اليها فرأتها تُشير نحو زَوجة اخ زَوجِها تُتابع
- انظري الي زَوجة ابنكِ الكَبير كَيف تتسم بالحَياءِ و الأدب ، لانكِ سَمعتِ كلامي عندما اخذتيها لهُ من الريف حيثُما تتربى النساءُ هناك على احترام الزَوج و عائلته
قَضمت آلميرا شَفتها السُفلَى بِغيضٍ ، تود ان تسكت لاجل زَوجها لَكنها لم تَستطع السيطرَة على لِسانها اطلاقًا ، قامَت بارجاع شعرِها وراء اذنها حتّى بان وَشمُ الثُعبانِ الذي يُزين رَقبتِها ، فقالَت بِصوتٍ ساخِر
- والله يا خالتي تَربينا على أن المُحترَم يُحترَم
ناظَرتها خالَة زَوجها بِغَضبٍ فقامَت بامساكِ عُكازِها مُتحدثَة
- احترمِ نفسكِ ايتها الصُعلوقَة! من سَمح لك بتقليل ادبكِ مع الاكبر منكِ؟
نَظرت نحو الرائد فقالَت بعدما استقامَت ترفعُ بعكازِها رغبَةً في تَسديد ضربةٍ عشوائيَة على جَسد زَوجته
- ان لم تُربي زَوجتك ، دَعني اتكفلُ بتربيتها
قبل ان يصل العُكاز لِمُلامسَة جَسد زَوجتهُ مَسكهُ بقبضتِه عندما استَقام يَفوقُ خالتهُ طولاً و يُسقط بعصاها الارضِ مُتحدثًا بانزِعاجٍ واضح
- انتِ خالتي و كَبيرتُنا ، احترِمكِ جدًا ، لكن احترامي يقفُ عند الحَد الذي تتطاولين فيه على زَوجتي
انصدمَت خالتهُ تمامًا كأمه التي نَهضت من فوقِ الاريكَة تُوبخه بغضَب
- هل هكذا رَبيتك؟ تَرفع يدك في وَجه خالتك الاكبرُ من اُمك؟
نَظر الرائِد نحو اُمه فقال بضيقٍ لم يستطع سَتره
- اراها تمُد يدها على زَوجتي و اسكُت؟
تريدين ان ارى احترامُها يسقُط دون ان اتدخَل؟
شدّت والِدتهُ على قبضتَيها بِقوّة قبل ان تُهسهس بحدّة
- اي احترامٍ تتحدث عنهُ ؟ فلتكن زوجتك ابنَة الملاهي الليليَة محترمَة اولاً ثُمّ سنفكر ان نَضع لها شأنًا..!
انصَدم من كَلامِ امه على زَوجته في حُضورِ بقيّة عائِلته و من شدّة ذُهوله لم عجز عَن النُطق ، استَغرق وقتًا ليستَوعب و حينما اشتّد غضبَهُ و ارتعَشت يَداهُ احسّ بِلمسَةٍ دافئَة تحتضنُ كفوفَه من خَلفهِ تشدّ عليه بقوّة
اخفَض رأسهُ ليرَى وَجه آلميرا المُبتسِم و هي تَستقيمُ من مَجلِسها و تُشابك يَداهُما مُتكفلَة بالاجابَة بدلاً منهُ حينما قالَت
- ابنةُ الملاهي تِلك! هي التي سَتُعلمَكم التربيَة
قبل ان تُقبل يونهي على اي رد فعلٍ نَبهتها الصُغرى بنظراتٍ سامَة عندما تلاشَت ابتسامتِها و حلّ مكانُها البُرود
- اياكِ ! ان اليد التي تُمَد سواء عليّ او على زَوجي اكسِرُها دون ان اهتم لهويَة صاحِبها ، انتِ قُلتيها! انا لا اعرفُ الاصول لذلك عليكِ ان تَخافي
قبَضت يونهي على يَديها بشدّة فابتسمَت الصُغرى تُتابع
- نحنُ هنا لقضاء عُطلَة لطيفَة ، دعوها تمرُ خَفيفة ظريفة همم؟
ارتعاشُ كُفوف زَوجها التي في حَوزتها تَجعلها تُدرك انهُ سيدخلُ في نوبةٍ قريبَة قد تتسبب في تَدمير كُل ما هو حَوله ، لذلك قَررت التَدخُل بدلاً منهُ تجنُبًا لحُدوثِ عراكًا شَرِس سيُعكر مِزاجِها السَعيد بوجودِه
لم تَنتظر جوابًا من اُم زَوجها و طلبَت منهُ الصُعود الي غُرفتهما ، و قَبل أن تَخطوا نحو الدرَج سَمِعت يونهي تقولُ بنبرَة ماكرَة
- للاسف لم نَضع في حِسابنا أنّكما سَتعودان..! لِهذا فغرفَة جونغكوك اخذتها اُختي تنامُ فيها هذه الفترَة
التفت الميرا نحوها تُناظرها باستِنكار فقالَت
- حسنًا لابأس ، سنأخُذ غرفَة لارين
بَللت يونهي شَفتيها قبل أن تُجيب بابتسامَة مليئَة بالخُبث
- كلاّ ! غرفة لارين اخَذتها كلارا ابنَة اختي
نَظر الرائِد نحو زَوجته التي بِدَورها طالَعتهُ بعدَما لم تَجد ما تنطِق بِه ، انتَظرت حلاً شافيًا فجاء من الطرفِ المغلوط عندما تحَدثت امه تواصل
- لدينا غُرفَة في المُلحق فارغَة ، فكبيرة الخدمِ اخذت اجازَة
يُمكنكما البقاء بها مُؤقتًا ، فمن عاداتنا اكرامُ الضَيف
و انتما اصحاب البَيت..! اليسَ كذلك يا صغيري؟
كان يَنتظرُ الرائد رَدًا هُجوميًا من قِبل زَوجته التي ناظَرت اُمه بعُيونٍ سامَةٍ تدسُ بداخلها الكَثير من الحِقد الدَفين ، بالطَبع هي لن تُوافق على المَبيتِ في غُرفَة الخدمِ و سَتطلُب منهُ حالاً ان يأخُذها الي قَصر أبيها
اليسَ كذلك؟
نَظر اليها حينَما فرَقت شفتيها لِتُجيب و عندَما فعلَت قالت
- حسنًا ، اين هو ذَلك المُلحق؟
صَدمة الرائِد بجوابِ زَوجته لم تَقِل شيئًا عن خاصَة يونهي التي انتَظرت ردًا عدائيًا من قَبل من ابتَسمت بلُطفٍ على غيرِ عادتها ، رَفعت عينيها نَحو زَوجِها تُطالعهُ بِحُبٍ عندما مَسكت بيدِه تحتضِنها الي صَدرِها
- ارشدني اليها ، انا مُتعبة و اريد النَوم في احضانِك
هَمست بِصَوتٍ استطاع البَقيةُ سَماعه و ذَلك قطعًا اثار الغيرَة و الغَضب في قلب يونهي و اُختها ، كَيف وافقت هذِه المُدللة المُكوث في غرفَةِ الخَدم بعدَما كانت تَعيشُ في قُصورٍ طيلَة حياتِها؟ ذلك مُستحيل!
لا يَعرِفان انّها بالسُكان لا بالمَكان.!
نَظر ناحِيَة اُمه يقرأ الصَدمة على تَعابيرِها فابتسَم في دواخِله عندما مَنحتهُ امراته شُعورًا لم يَستطع وَصفهُ اطلاقًا ، كانت والدته تَنتظرُ ان تتخلّى آلميرا عَنهُ و تُغادر..! لَكن بقائِها جعلهُ يشعر بالاستِحقاق
هو يستحِق ، ان تُحارب معهُ امرأتهُ كل الظُروف بِحلوها و مُرها
يَستحِقُ ان يَكونُ مُهمًا ، في نظر خليلتِه امام من يَرونَهُ حُثالَة
كأنّهُ يُخبر من وَلدتهُ ، انهُ وَجد حُضن امهُ في زَوجته..!
أخَذها مَعهُ يسيرُ رِفقتها لِمُغادرَة البيت الرَئيسيّ في اتجاهِ المُلحق التابع للقصر ، بعدَما خطا خارِج البَيت توقف في الحَديقة يُناظر عينيّ زوجتهُ مُتحدثًا
- دعيني اُوصلكِ الي منز..
قاطَعتهُ عندما قالَت بحاجبٍ مَرفوع
- منزلنا؟
كان سيتحدَث لكنها منعتهُ حينَما قالت مُبتسمَة
- دامَك هنا لن اتركك و اُغادر
ليسَ علينا تضيع مزيدًا من الوَقت في البُعد
كان مُمتنًا على تَفهمها للوَضع و لم تَسمح لهُ بالتَبرير
شُعور انّ الطَرف الثاني يَفهمك دون حَديث ، مُريح للغايَة
انهُ يبتسمُ كَثيرًا لِهذا اليَوم! و السَبب انها مَعهُ
ابتسَم بلُطفٍ فقامَت بامساكِ يده و اتمام السَير معهُ ناحية المُلحق
كان وراء قصر عائِلته ، مُطلاً على الحَديقةِ الخلفيَة ، لم يَكُن سيئًا اطلاقًا فعندنا دَخلتهُ وَجدتهُ مجهزًا باحدَثِ المُعدات حَتى فِراشه كان جديدًا و نظيفًا للغايَة ، يَحتوي على مَطبخٍ صغير مَع اريكَة مُقابل السَرير بينَما الجدار كان زُجاجيًا يمتلك ستارَة لحفظ خُصوصية المُقيم
اُعجبت بفكرَة الجدار الزُجاجيّ الذي يُعطي حياة للغُرفَة نظرًا لكونِه يَعكسُ جَمال الطبيعَة في الحَديقة ، ازالَت حَقيبتها تَضعها فوق السَرير فقالت مُبتسمَة
- انهُ افضل من غُرفتك على فكرَة
نَظر اليها مُبتسمًا فقام بالايماء
لن يُخبرها ان عائلتهُ عند زَواجه قرروا ان يَمكُث هو بِه مع زَوجته كَبيتٍ مُنفصل عَنهم ، اعطوه مُلحق الخَدم الذي كان في حالةٍ يُرثى لَها..!
لِذلك ، حَرِص قبل العُرسِ ان يُعيد بنائِه و تَجديدِه بشكلٍ مُعاصِر و بذاتِ الوَقت انيقٍ يُناسب حجم الحُجرَة الصغيرة التي اخَذها كَنصيب من ارثِ عائلته
النتيجَة كانت مُرضيَة بالنسبَة اليه عندما رأى ابتهاجُ وَجه آلميرا و هي تَجوبُ المُلحق و تتفحَصهُ باعجابٍ شَديد ، مِساحتهُ الصغيرَة تُشعرها انّها اقرَبُ منهُ لذلك كانت سَعادتها لا تُوصَف ، اقتَرب هو يضعُ الستائِر لِمَنع اعيُن البقيَة من التَسلل لهُما حينما لَمح ابنَة خالته تراقبهما من غُرفَة لارين ثُمّ قال بهدوء
- انا عليّ المُغادرَة فلديّ اجتماع هام مَع فريقي
هل لديكِ مُخططات لليوم؟
نَظرت اليه بِضيقٍ حينما جاء بِسيرَة المُغادرَة ، اقتَربت منهُ تُحيط رَقبتهُ بِذراعَيها مُتحدثَة بعُبوسٍ طفيف
- لما ستذهبُ و تتركني؟ للتو وَصلنا..!
حَدق في عَينيها السَوداء تُنافس خاصَتهُ بِعُتمتها فقام باحاطَة خصرِها النَحيل يَمسحُ عليه بِرفقٍ شَديد مُتحدثًا
- لن اتأخر ، ثلاث ساعاتٍ و اعود
ناظَرتهُ بِانزعاجٍ استطاعَت ان تَسترهُ حينما قالَت و هي تُفسح لهُ مجال الرَحيل
- حسنًا سانتظرُك ، هل يُمكنك ان تمر على بَيت ابي في طريقك ؟ ساتحدثُ مع اُمي كيّ تجهز لي حَقيبة ملابسي ، اجلبها مَعك
قامَ بالايماء بطاعَة و قبل ان يُغادر اقتَرب لِتَقبيل جَبينِها بلُطفٍ يَترُكها تَجلس فوق الفِراش تُراقب ظَهرهُ و هو يَخرُج من المُلحق ، بعد سَماعها لصوتِ انغلاق الباب اطلقَت زمجرَة مُنزعجَة مُتحدثَة بغيض
- امهُ العاهرَة الساقطَة! لن اكون آلميرا ان لَم اُدفعها ثمن كُل حَرفٍ نَطقتهُ في حَق زَوجي..!
تَمددت على الفِراش تَنظُر نحو السَقف مُنزعجَة
- كيف تستطيعُ الام ان تَنزعج حينما تَرى ابنها سعيد مَع زوجته؟ لقد قرأت مَلامحها بوضوح ، كانت تُقتل من الغُل عندما رأت عِلاقتنا بِخَير..!
انقلَبت على بَطنِها و قامَت بانتشالِ هاتِفها تَفتحهُ مُتابعَة بِمُكر
- ساجعلها تَرى العِلاقة الزَوجية السعيدَة على اصولِها..!
ابتَسمت بِخُبثٍ قبل أن تَضغط على احَد تطبيقِ التسوق الالكترونيّ تُجهز طَلبيّة سارَة حتى تَصِلُها في اقرِب فُرصَة الي قَصرِ جُيون..!
•••
سُمَع صَوت رنين جَرس تِلك الشقَة الفُندقيَة في العاصمَة الكوريَة ، فُتَح بابُها فَدخل الرائِد يسيرُ بخطًا عجولَة نحو الداخل يَتفقد بِعينيه فريقه الجالِس فوق الارائك يَتناولون الطَعام
- هل من مُستجدات ؟
سأل و هو يسيرُ في اتجاهِ المكان الشاغر على الكنبة بِجوار جيمين الذي ناوَله شريحَة من البيتزا و اجاب بعدَما ابتَلع خاصَته
- نَعم ، لقد تَم تأجيلُ الحَفل الخاصِ بعرضِ العِطر
قَطب الرائِد حواجِبه مُتعجبًا فسأل
- لِما؟
اجاب هوسوك من بَعد ان مَسح شفتيه من الصلصَة باستِخدام ظاهر يدِه فقال
- لا نعلمُ تحديدًا ، لازلنا نبحثُ عن المَصادر الحقيقيَة فالشائعاتُ تقول ان صِحة اليسا تَدهورت مما تَسبب بِدُخولها الي المُستشفى
سَمع الجميع صوت شهقة جين الذي قال فجاةً
- هل يُعقل انها حامل و تُخفي حملها عن الاعلام؟
رُبما ستُقيم عملية اجهاض؟
طالعهُ جيمين الذي اومَئ متجاوبًا معهُ
- هنالك مَصادر تقول انّها اقامت عِلاقة غرامية مُؤخرًا باحد الفنادق الشهيرَة في نيويورك
شَهق هوسوك مُنذهلاً قبل ان يَنطق
- ايعقل انهُ رَئيس مجلس النواب الامريكيّ؟
ناظَرهُ الرائد بِضيقٍ فقال نافيًا
- لا ! ليس هو
تناول من شريحَة البيتزا خاصَتهُ فسأل بهدوء
- اذًا متى ميعادُ الامسيَة الجديد؟
اجابَهُ جيمين بعدَما احتسَى من مشروبه
- تأجل لاسبوعين ، لن يكون بَعيدًا جدًا عن الأول
اصَدر جونغكوك همهمَةً مُتفهمَة ثُمّ اخرَج من جَيبه ذلك العِطر الخاصُ باليسا ، وَضعه فوق الطاولَة فنظر لهُ الفتيَة مُنصدِمون
- من اين جِئت به؟
ردّ قائدهم بحنقٍ واضح
- وجدتهُ عند آلميرا ، انهُ اخر اصدارٍ لم يُباع منه سِوا نسخٍ محدودَة !
نَظر الفتيَة الي بَعضِهم قبل ان يُطالعوا قائِدهم بِرَيبة ، تولّى هوسوك مُهمَة الحَديث عما يَجول في خاطِر ثَلاثتهم عِندما سأل
- ايُعقل ان آلميرا مُستهدفَة ؟
اومَئ الرائد كاجابَة على شُكوك العسكريّ الذي تابَع بحيرَة
- لما سَتكون كذلك ؟ المستهدفين هُم غالبًا مشاهير..!
يملكون مالا يقلّ عن 300 الف مُتابع على المواقع..!
اخرج الرائِد هاتفهُ فَدخل على تَطبيق الانستجرام يَتفقد حساب زَوجته الخاص ، رأى عدد مُتابعينها فلم يَكن يتجاوز الثلاثين مُتابع ، كُلهم اصدقائِها ، استَغرب اكثَر ثُمّ نظر نَحو البقيَة مُتعجبًا
- رُبما لانها ابنة المُشير؟
نَفى جين مُعترضًا عندما اجاب
- لن يعبثوا مَعها على انها ابنة المُشير و إلا سيدخلون في مُسائلة قانونيَة ، رُبما اشترتَهُ بِهَدف الصُدفَة لا غير..!
اقتَنع الرائِد بما رشّحهُ جين في الاخر ، الصدفَة عامل اساسيّ قد يَروي فضولَه الجائِع للمجهول ، اذ من المُستَحيل..! ان تكون زَوجتهُ مُستهدفَة ..!
وَجد حسابُ كاتبتهُ المُفضلَة تلتفُ حَولهُ دائرَة بُنيَة تُنذرهُ على وجود قصّة تغافل عَن رؤيتها بسبب انشغاله مع آلميرا ، دَخل عَليها فَصُدم عندما وَجد صُورَة ذلك العِطر الذي بدا حديثًا فهو لازال بِداخل عُلبته الاساسيَة ، كانت الصُورَة مُلتقطَة في سيارَةِ BMW X6 مَع عبارة مكتوب فيها
- حالفني الحَظُ في نيل النُسخَةِ المميزَة من العِطر قبل صُدوره 🦋
ابتَلع ريقهُ و دَخل على حسابِها يتفقد عَدد مُتابعينها الذي وَجدهُ
550k
نِصف مليون ..!
قرأ البقيَة ملامح الصدمَة على وَجهه لذلك بادَر جين بِسُؤاله مُترددًا
- هل من خَطب؟
رَفع عينيه اليه فقام بالنَفي مُعترضًا قبل ان يُغلق هاتِفه يُفكر ما ان كانَت كاتبتهُ كدلك مُستهدفَة ..!
- ساقومُ بارسال العطر الي معملِ موثوق في الثكنَة العسكرية هُنا ، كيّ نستطيع تفكيك مُكوناته و تركيباته الكيميائية و اثبات اضرارِه! سنحتاجُ تلك التَحاليل لاحقًا لادانة المُتهمة و كَشف المنظمَة الارهابية التي تعمل لِصالحها
نَطق و هو يُقلبُ ذلك العِطر بين يَديه يتفقدُ شَكله الذي كان جَذابًا بالنسبَة الي اُنثى تهتمُ للمَظاهر ، أيدَهُ بقيَة الفريق قبل ان يَنطق جيمين قائِلاً
- ستأتي الي كوريا بَعد اسبوعين
نحنُ بحاجَة لنجِذبها بطريقَة او اُخرى
طالعهُ الرائد بهدوء فَسمِع هوسوك يقول
- سمعتُ انها تَميلُ للموسيقَى كَثيرًا..! ايضًا صرحَت انها تُحب الاغاني الكوريَة الرائجَة مؤخرًا و تودّ لو تحظى بفرصَة حُضورها
تنقل جونغكوك بِعينيه بين فِتيتِه الذين نَظروا جَميعهم اليه يُطالعونَه عن كَثب ، قَطب حواجبه قبل ان يَضع العطر فوق الطاولَة مُتحدثًا
- ماذا؟
ابتِسامَة الشر التي تَعلوا وجوهِهم
تُخبره انّهم يُفكرون في هَدم زَواجه..!
•••
تتقلّب فوق فِراشها بِضَجرٍ بعد رحيل زَوجها بساعَتين ، دَخلت على حسابها العام على الانستجرام فناظَرت القصَة التي نَشرتها مُؤخرًا ، كانت هُنالك خانَة بحثٍ عن المُشاهدين فكتبت اسم الرائد ترى ان رآها ام لا
ظَهر لها من بين الالافِ المُشاهدين فابتسمَت بحماسٍ تهمس
- لقد وضعتُ الصورة عمدًا! لانهُ رأى العطر لديّ
ايضًا هذه سيارتي ، اريد ان المِح لَهُ ، ترى هل سيعلم؟
اختَفى حماسها بِمُجَرد تذكرها غباء زَوجها في رَبط الاحداث
هل ستُمارس عليه حيل الكاتبَة الان..؟ لن يكون ذلك القارئ النَبيه
خصوصًا ، مَع المشاكل المُتوافدَة فوق رأسه مؤخرًا
عَبست قبل ان تُغلق الهاتِف و تَرميه جانبًا بِضيق
- يالهُ من احمَق ، كيف لا يستطيعُ تمييز انها انا..؟
اليست هذه يدي؟ سيارتي؟ هل هو مُغفل؟
تنهَدت ثُمّ جَلست تُطالع انعكاسها بالمرآه مُتمتمَة
- اكادُ لا اطيق صبرًا ان ارَى ردّ فعله حينَما يعرِفُ اني كاتبتهُ المُفضلَة..! ساستمرُ بالتلميح على الانستجرام و بِذات الوقت ها انا اعملُ على الرِوايَة كيّ اُفاجِئهُ في الختام بطريقَة لا يَتوقعها
هَمست بِحماسٍ بالِغ قبل ان يَردها اشعارٍ من هاتفها يُخبرها عن وصولِ طلبيتها ، ابتسمَت ثُمّ نَهضت تُغادر المُلحق فوجَدت ام زَوجِها و اُختها تجلسانِ في الحديقة الخلفيان يَتناولانِ المُكسرات
رَمقتهنّ بازدراء ثُمّ تابعَت سيرِها نَحو بوابَة المُجمع الذي يَحملُ بيوت آل جُيون الثَلاث ، اخَذت الصُندوق الورقيّ ثمّ عادَت به ادراجها ناحيَة المُلحق تحت نَظرات يونهي المُتواصلَة اليها
- مالذي تُخطط لهُ هذه العقربَة؟
حَدقت اُختها بها بِضيقٍ قبل ان تَنطق بِضَجر
- اسَمعي انا لم اهرُب من مَشاكلي كيّ التهي بخاصتك مع زوجة ابنك..!
تناوَلت يونهي من الفُسق بضيقٍ مُتحدثَة
- الا ترين كم هي مُستفزَة؟ تتمايل كالافعَى
نظَرت نَحو آلميرا التي تتمايل على انغام الاغنيَة التي تُرددها و هي تسيرُ ببطئ نحو المُلحق ، كانَت تتعمد المَشي بتروٍ لِتسمع الحَديث الذي يَدور بين اُم زَوجها و اُختها حيثُ قالَت الاكبر سنًا مُتضايقَة
- ان سَمعتِ كلامي منذ البدايَة و زوجتِ جونغكوك لِكلارا ما كانَت كل هذه المَشاكل لِتحدُث
اشمئزّ وَجه آلميرا عندما سَمِعت سيرَة زواج الرائد بِغيرها..!
احتفَظت بتعابيرِها الهادِئَة و هي تَسمع يونهي تُجيب بسُخريَة
- مالذي سيجذبُ كلارا لِذلك المُشرَد؟
طالَعتها اُختها بانزعاجٍ فقالَت
- المُهم ان كُل هذا الرزق من نَصيبه في الاخِر..!
هي سَترث ثَروته
قَرصتها يونهي من ذِراعها قبل ان تَهمس بِحنق
- اصمتِ و لا تتحدثِ بهذا الامر مُجددًا!
ناظَرتها اُختها بضيقٍ قبل ان تُوجه بصرِها نحو آلميرا التي دَخلت المُلحق و اغلَقت الباب خَلفها ، لحظاتٍ و فَتحت زوجةُ الرائد الستار الذي كَشف عن الحُجرَة التي بالداخِل فقامَت بالتَلويح لهنّ مُبتسمَة
ناظَرنها بازدراء على عَكس ابتسامتِها الوسيعَة ، سارَت لِتفتح ذلك الصُندوق الذي وَضعته فوق السرير و حينَما ظهر لَها ما بالداخِل سَكتت للحظاتٍ تُفكر ، رَطبت شَفتيها ثُمّ ابتسمَت بِمُكر لِتلبس خِفيها و تغادر المُلحق في اتجاهِ يونهي و اُختها ، كانت كلارا قَد انضَمت قبل لحظاتٍ لَهنّ فدَنت السَمراء لِمُجالسَة ثلاثتهنّ تُشاركهنّ الشاي مُتحدثَة
- اشعُر بالملل ، قُلت آتي اجالسكن قبل ان يعود زَوجي
حَدقت يونهي بِها بهُدوء و رَفضت خَوض اي نِقاش مَعها تمامًا كما اُختها لِذا ردت كلارا عَليها بابتِسامَة ودودَة
- لابأس يمكنكِ المجيئ و الجُلوس ، انهُ منزلكِ
ابتَسمت لها آلميرا بِبُهوتٍ و هي تتفحصُ هيئتِها بِرَيبة ، قلبُها لا يَرتاحُ لها رُغم انها تلبسُ قناع اللُطف..! لم تكُن نظرتها لَها كَهذِه بالصَباح اطلاقًا ..!
ام لانها سَمِعت بِرغبَة اُمها في تَزويجها من زَوجها سابِقًا؟
- اذا ياحَبيبتي كم عمركِ؟
سألت السمراءُ و هي ترتشفُ من الشاي تدفئ بِه دواخلها من البَرد القارِص حَولهنّ ، اجابَتها الثانيَة مُبتسمَة
- انا بالواحدَة و العِشرين
أطالت كُحلية العينين النظر اليها تُعاينها بضيقٍ لم يكن واضحًا لانها تَبرع في اخفاء مَشاعرها ان ارادَت ، وَضعت الشاي فَوق الطاولَة ثُمّ قالَت مُبتسمَة
- حسنًا كلكن بالغات
نَظرت في اتجاهِ زوجة اخ الرائد التي جائت حديثًا و جَلست في جِوار يونهي التي قَدمت لها اللوز تُطعمها و تُخفي لَها بَطنِها المُنتفخ باستخدامِ معطفها الواسِع ، دَحرجت آلميرا عينيها بضجرٍ ثُمّ تابعَت ما قطعهُ قدوم الرابعَة
- كنت اقول ان كُلكن بالِغات ، و انا بصراحَة اشتهي ان يَكون لدي بطن كَتِلك
أشارَت على بَطن زَوجة الابن الاكبرِ التي ناظَرتها مُنصدمَة كما فعل البَقية ، ابتسمَت آلميرا ببراءَة فتابعَت تقولُ بِمُكر
- امم . اريد ان اخذ رأيكن حِيال ما البس لِزوجي الليلَة
لازلتُ عروس جَديدَة ، لا اعلمُ كيف اُرضيه جيدًا!
كادَت يونهي ان تُجلَط من كَلامِها اذ صاحَت توبخها بغضب
- كَلام خاص كهذا لا نتحدثُ به علنًا ! انها خصوصيتك مع زوجك!
قَضمت آلميرا وَجنتها من الداخِل قبل أن تَدفع بحاجبها عاليًا مُتحدثَة
- هل سَمعتني اُحادثكِ عمّت يفعله زوجي معي على الفراش يا خالتي؟ كُل ما في الامر اني اريد استشارتكِ دامكِ الاكثر خبرَة بيننا
تبسمَت برويَة فتابعَت بِخُبث
- دامكِ انجبتِ ثلاثَة اطفالٍ ..!
آلميرا تعرفُ جَيدًا مدى تَحفُظ عائلة جُيون في الحَديث عمَا يخص العِلاقات الزوجيَة عامةً ، لِذلك تحرِصُ على استفزازِ ام زَوجها بقدر ما تَستطيعُ دامها اساسًا لا تَرى ما تقولهُ مُخجِلاً ان كان تَحت اطارِ الزَواج
فَزوجها حَلالُها..!
زَمجرت اُم كلارا بانزعاجٍ من كَلام الميرا الذي تَعتبرهُ وقحًا فَعبرت عمَا يُخالجها عِندما قالَت بِحنق
- فعلاً الذين استَحوا ماتوا ، لا اعلمُ من اين جِئتم بِهذه العَروس قليلَة الأدب
ناظَرتها آلميرا بحاجبٍ مَرفوع قبل ان تُشابك ذراعَيها الي صَدرها و تتحدَثُ ساخرَة
- لا ياخالتي؟ لِما ؟ هل انجبتِ انتِ ابنتكِ بالدُعاء في الكنيسة مَع زوجكِ؟
مَهما حاوَلت ان تَحفظ لِسانها السليط تَعجز..!
ليس ذنبها! فالكُل مُستفز هُنا؟
كانَت سبب صَدمة الجميع بِجُرأتها و هي لَم تَهتم ، بل نَهضت و قالَت بِنبرةٍ تحملُ غنجًا قهر اُم زَوجها
- حسنًا ، ساختارُ قَميص اللونِ الاحمَر ، اعتقدُ انهُ سيكونُ سببًا في انجابي وريث لِثروة زَوجي
نَظرت في اتجاهِ خالَةِ زوجِها و ابنتِها بِطرف عينٍ ثُمّ رأت تجمّد الدماء في عُروقِ يونهي التي ناظرتها بِرَيبة ، مَنحتها ابتسامَة ساخِطَة ثُمّ قامَت باعطائهنّ ظَهرِها تسيرُ في اتجاهِ المُلحق بِخُطواتٍ بطيئَة ، تُريديهنّ ان يُطلن النَظر اليها و هي تَسيرُ كيّ يزيد حقدهنّ الذي سيحرقهنّ احياء
اساسًا ! لن تكون هي الخاسِرَة في المَعركَة
لا تذكُر انها دخَلت حربًا و إلا و تَركت خصمها يَركعُ على رُكبتيه
دَخلت البَيت الصغير الذي افنَى فيه زَوجِها كامل أموالهُ لِيصنَع منهُ منزلاً دافِئًا عصريًا يتماشَى مع الرفاهيَة التي تُحب هي ، اغلَقت الباب خَلفها باحكامٍ ثُمّ مشت في اتجاهِ الصُندوق من جَديد ، نَظرت اليهنّ من خِلال الجدار الزُجاجيّ و كيّ تزيدهنّ قهرًا ، اغلَقت الستائِر في وجوهِهنّ
حَملت هاتفها و جَلست تَضع قدمًا فوق الاخرَى بعدَما دخلت تَطبيق الواتساب لِترَى اخر ظُهور للرائِد ، نَقرت على زِر الاتصال فأتاها رَدهُ بصوته الذي عَشقتهُ طيلَة الايامِ الماضِيَة
- همم؟
نَظرت نحو اظافِرها و هي تَبتسمُ بلُطفٍ حينما قالَت
- حبيبي ، متى ستعود؟
كان يقفُ امام قصر والِدها آن ذاك لِذا اجاب و هو يعبُر البَوابة
- انا امام بيت والدك ، ساجلبُ حَقيبتكِ و أعود ، نِصف ساعَة
زَمت شفتيها و هي تَنظُر نَحو الساعَة المُعلقَة في الجِدار امامَها بِتوتر
- هل يُمكنك ان تستغرق وقتًا اكثر لتعود؟
استَغرب بعدما توقف عن سَيره من كَلامها فقال مُتعجبًا
- لِما ؟
زمَت شفتيها بداخِل جَوفها ثُمّ اجابَت بعد حين
- انا خرجتُ قليلاً مع اصدقائي ، و لا اريد ان تعود للبيت دون ان تَجِدني ، لذلك تأخر ساعَة اخرى او ساعتين ، حسنًا؟
قَطب حواجِبه مُتضايقًا فقال
- لما لم تُخبريني انكِ ستذهبين مع اصدقائك ؟
استَقامت تسيرُ في اتجاهِ المَطبخ بحثًا عن ادواتِ الطَبخِ وَسط الخزائن هُناك قبل ان تُجيبه
- لم استطِع الاتصال بِك ، خلتُ انك في مُهمتك و قد اُعطلك
لقد تُبت بعد اخر ما جَرى في تلك البلدَة!
كان حُجتها مُقنعَة لذلك قام باصدارِ همهمةٍ و هو يَنظُر نحو ساعَة رِسغه ، اغلَق الخط بعدما وَدعتهُ فَدلف الي قصرِ المُشير بعدَما طرق الباب و استَقبلتهُ الخادِمَة ، سأل عن ڤيولا التي واجهتهُ عند مَدخل الصالَة تُطالعهُ بهدوء
- مرحبًا خالتي
سلّم عَليها فوجدها تتهرَبُ من النظر في عَينيه كالمُعتاد
لم يَكُن يفهم سَبب عَدم احداثِها لتواصل بصريّ مَعهُ
هل تخجلُ من زَوج ابنتِها..؟
- اهلاً بني ، ادخل
رَحبت بِه فارشدَتهُ الي الصالَة حيثُما جَلس فوق الكنبَة يسأل عن المُشير ، اجابَتهُ ڤيولا من بعدما قابَلتهُ تاخذ العصير الذي قَدمتهُ الخادمَة لِكليهما
- انهُ في مَكتبه ، علم انك ستأتي لذلك طَلب ان تَزوره قبل رَحيلك
قامَ الرائد بالايماء و احتَسى من العَصير بنكهَة المانجو ، كان لَذيذًا و قد احبَه بالشَكل الذي جَعله يطلُب المَزيد ، استَلطفت ڤيولا مَوقفه فقالَت مُبتسمَة
- آلميرا اعدَتهُ ، انها تصنعُ منه كمياتٍ كبيرَة و تضعها في المُجمِد
اخَذ الكأس الثاني بعدَما ملئتهُ الخادمَة فعبّر عن اعجابه عِندما قال مُنبهرًا
- انهُ لذيذ
سَكت للحظاتٍ يستوعِب بعدما داهمتهُ لحظة ادراكٍ كبيرَة
انهُ يعبر عن الاشياء التي تُعجبه..!
لو كان هو قَبل اشهُرٍ مضت ، ما كان ليُظهر شُعوره تِجاه شَئٍ حتى إن مات في غَرامِه ..! انها من التَغييرات التي لاحَظها بوضوحٍ على نَفسِه ، لم يَعد صاحِب الوجه المُتجهم الذي لا يَملك تعابيرًا تُذكَر ، بدأ يَتفاعل مع الاشياء حَولهُ و يُعطي رأيه عَليها بدلاً من التَحفظ عليه
رَفع عينيه نحو ڤيولا فاكتَفى بالابتِسام بِهدوءٍ حينما جائت بِحَقيبة زَوجته ، استأذنها و اخَذ معهُ عصيرهُ يتجهُ ناحيَة مكتب المُشير بداخل قَصرِه من اجلِ مُناقشَة اخر مُستجدات مُهمته ، وَجدها فُرصَة ليُضيع وَقتهُ تمامًا كما طَلبت آلميرا
•••
في الطَرفِ الاخَر ، كانت آلميرا تُعد الطَعام من اجلِ تجهيز سهريَة رومنسيَة لَها و لِزوجها بينَما تتمايل على اوتار الاغنيَة الصاخبَة التي وَضعتها عمدًا كيّ تُزعج عائلَة زوجِها و تقتحم طبول اذانهم دون رَحمة
دامَها تعيشُ هُنا ، ستستغلُ كل فرصَة تستطيعُ من خِلالها الانتقام و لَو بابسط الافعال التي يَكرهونَها ، اعدت لازانيا وَجدت وَصفتها على تَطبيق التيكتوك ثُمّ اخَذت شراب العنب المُخمَر تَسكبهُ في كُؤوسٍ زُجاجيَة جائت من ضِمن الصُندوق الذي احتوَى على قَميص نومٍ يتماشَى مع تفاصيل جَسدِها الانثويّ ، لم يَكُن قصيرًا و فضَلتهُ طويلاً مَستورًا بَعض الشَئ ، تُريد ان يَكتشف زوجها ممتلكاته بِنَفسه
تَضمّن الصُندوق بَعضًا من الورود الحَمراءِ و الشُموع ، طلَبت مُستحضرات من التَجميل و مُسرح للشعَر دامها لا تمتلكُ هُنا فجميعُ اغراضها في القَصر لِذلك لا ضَرر في اقتناءِ المَزيد ، بعد الانتهاءِ من تحضير الطَعام دَخلت الي الحَمام و استَحمت بالمُنتجات التي وَصلتها حَديثًا ، لبست قَميص نَومها و جَلست تُجعّد شعرِها الاسوَد و هي تَبتسمُ بلُطف
- لقد اكتَسبتُ وزنًا ..!
هَمست تُناظِرُ جَسدِها الذي عاد لهُ امتلائهُ من جَديد ، اخَذت احمر شِفاه دمويّ فلوَنت به شَفتيها المُنتفخَة تحرصُ على ابرازِها باحسنِ صُورَة مُمكنَة قبل أن تَرسم ايلاينر يُظهرُ جَمال عُيونها السَوداء ، وردّت خُدودها و وَضعت من عِطرها المُفضَل قبل ان تُشرف على اخِر التَجهيزات في الحُجرَة
المُلحق كان كالآتي
بِمُجَرد الدُخول من الباب ، يُقابلك مَمر طَويل ، على اليمين يَتواجد المَطبخ الصغير ، و عِند نهايَتهُ هُنالك سَريرٍ في المُنتَصف ، يتواجُد الحَمام مُقابلاً للفراشِ وراء المَطبخِ تمامًا حيثُ قبالتهُ تتمركزُ الاريكَة الصغيرَة
لم تَجد آلميرا مساحَة كافيَة لِتجهيز سُفرة الطعامِ لذلك قَررت ان تَضعها فوق السَرير ، لا ضَرر في تناول الأكل على الفِراش..! رُغم انها عادَة سيئَة ، خصوصًا بالنسبَة الي زَوجِها ، لكن لابأس بكسر القَواعد في الليالي الاستثنائِيّة
جَلست تنتظرُ قُدومَه بِفارغ الصَبر و عُيونَها مُعلقَة على الساعَة أعلاها بِتوتُر ، لا تَعلمُ رد فِعله و تَخشى أن يَكون باردًا فيُطفئ حَماسِها المُبالغ
في ذاتِ اللحظَة قد دَخل هو الي البوابَة التي تجمَع القصور الثَلاث ، مَشى بخطواتٍ هادئَة و بين يديه حَقيبة مُستلزمات زَوجته ، نَظر في اتجاه بيت اهله فَتنفس بِحنقٍ قبل ان يُتابع السَير نحو المُلحق حيثما تَمكث زَوجته تنتظِره
لَمح بعينيه ابنَة خالته و هي تلعبُ مع كَلب الحراسَة بالقُربِ من المُلحق ، تَوقف عن السَير و حَذرها قائِلاً
- انهُ يعض الغُرباء ، انتبهي
انتبهَت كلارا اليه فاستقامَت من جوار الكلبِ تُطالعه بدهشَة
- اوه ، لقد بدا لطيفًا
حَدق في الكلبِ الذي تجاوَزها و رَكض نحوهُ يتمسحُ عليه ، انخَفض يمسحُ على رأسِه بلُطفٍ ثُمّ قال بهدوء
- ليس كُل ما يبدوا لطيفًا ، لطيف
رَفع عينيه اليها عِندما ضَمت يديها اليها تُناظِرَهُ للحظاتٍ قبل ان تَقول
- مَعك حق ، احيانًا ننخدعُ في اشكالِ من هم حولُنا
استَقام من بعد ان مَسح على رأسِ الكَلبِ الذي وَجد قطًا يُطاردُه ، خَبئ يديه في جُيوبه فقال و هو يتجاوزُها جارًا معه الحَقيبة
- ادخلي فالجو بارد و الوقتُ تأخَر
زَمت شَفتيها فقالَت بحرج
- لقد ذهبت امي مع خالتي و زَوجة اخيك الي المُستشفَى بسبب تقلصاتِ الولادة ، بقيتُ بمفردي لهذا انا خائفَة فالقصر كَبير
التَفت ينظُر اليها باستِغراب
- لما لم تَذهبي الي آلميرا؟
تذكَر انها خَرجت مع اصدقائها كما قالَت لهُ لذا همهم مُتفهمًا و اشارَ بيدِه ناحيَة المُلحق قائِلاً
- تعاليّ ، ابقي معنا ريثما يعود البَقية
احسَت بالحرجِ لَكنهُ ألحّ عليها ، فهو لن يَترُك ابنة خالتهُ الوحيدَة في البرد بِمُفردها دامَهُ يمتلك مأوَى ، يَراها من نَفسِه فعندما كان مُشردًا تمنَى ان يستقبلهُ احدًا و يُصر عَليه ، رافقتهُ بعد الحاحِه و بِمُجَرد ان طَرق الرائد الباب فَتحت لهُ آلميرا مُبتسمَة
نَظر الي هيئتِها و لِحُسن حَظها ان قَميص النَوم الذي تَرتديه طَويلاً ..!
لن يكون من اللائِق ان تراها كلارا بِثوبٍ كاشِف اطلاقًا
صُدم من اطلالتِها اذ تَجمدّت الدماءُ في عُروقه و انخرَس لِسانَه عندما عجَز عن التَعبير ، كَيف سيتصرَف و الفتاةُ مَعهُ ؟ هل يَدخل ام يَخرُج ام ما الحَل تحديدًا؟
نَظرت آلميرا نحو كلارا باستِغرابٍ قبل ان تَقول
- هل من خَطب؟
عاوَدت التَحديق في الرائِد الذي دَخل اولاً فرافقتهُ الشابَة مِما تَسبب في صَدمة الاولَى بطريقَة لا تُصدق ، كَيف تدخُل الي بيتِها بعدما رأتها في اتمِ تأنُقها لِزوجها؟
- لقد ذَهب الجميع الي المُستشفى ، و انا خِفتُ من البقاء وحدي
قالَت كلارا و هي تَنظُر نحو الورود و الشُموع التي تُزين الأرض ، نَظرت في اتجاهِ طبق اللازانيا الذي فَوق الفِراش ثُمّ التفت نَحو آلميرا الهادِئَة ، على عَكس ما تشعُر به كُليًا
نَظرت في اتجاهِ زَوجها الذي يَفرُك مؤخرَة رَقبتهُ بِتوترٍ بعدما ادرَك انهُ افسَد مُفاجاة زوجته بالحاحِه على اكرامِ الضَيفِ في وقتٍ غير مُناسب اطلاقًا ..!
من شدّة صَدمتها في انقلابِ مُفاجاتِها لم تستطِع التَعبير او حتَى الغَضب ..!
توقعَت ان هُنالك شَئ سيُفسدها ، لَكن ليس بهذه الطريقَة؟
ليس بوجودِ دخيلَة بينهما..!!
لم تتمكن من التَعبير ، و ظَلت صامتَة تقفُ امام الباب بعدَما جَلست كلارا فوق الفراش و الرائد يقفُ عند المَطبخ ، لوهلَة احسَت انها الدخيلَة!
قَضمت وَجنتها من الداخِل تُحاول فَهم تضخَم المَشاعر الذي يُراوِدُها في الوَقت الراهِن لَكن بِدون جَدوى ، اختلاط الاحاسيسِ كان يزيدُ من احمرارِ وَجهها الذي يكادُ ينفجرُ في اقربِ فُرصَة
الرائد من تَوتره عَزم كلارا على اللازانيا و جَلس فوق الكنبَة يُنادي زَوجتهُ كيّ تُشاركهما الأكلِ بعدَما عجز عن ايجاد رد فعلٍ مُناسب للوضعِ المَشحون المُقلق ، شَهيةُ السَمراء انقطعَت كُليًا لذا رَفضت المُشاركَة و جَلست فوق الفراش تَضمّ ذراعَيها الي صَدرها تُراقب الشابَة تأكُل حِصتها باستِمتاع
في سِرها كانت تَقول
- بنات الريف يتمتعن بالادبِ و الحياء؟
لكنهنّ يفترقن للباقَة و الذَوق..!
نظَرت نحو الرائد الذي لَم يستطِع ان يَضع ملعقتين في فَمِه من موقفِه الذي لم يكن ابدًا لِصالحه ، يُحدق فيها على أملٍ ان يَرى في عينيها شفاعَة ، لكنها كانت حازمَة صارِمَة تُلفت وجهها للنحوِ الاخَر بدلاً من رؤية خَيبتها التي بِجانبه
انها اسوءُ ليلَة حضرت لَها على الاطلاق..!
ماهذا الحَظُ العاثر؟
قضمَت شفتيها بغيضٍ شديد حتى اختلَط لونُ الدماء باحمرِ شفاهها و انزَلق على ذَقنها من الغَيض الذي يُخالِجُها ، انتهت كلارا من الأكلِ و عندما شَبعت طلبت غسل المواعين هي كَنوعٍ من اللباقَة ، نَظرت الاكبرُ سنًا اليها و لم تُمانع
لما تُمانع؟ فلتغسل هي المواعين في البَرد كون المُلحق لا يملكُ سخانًا للمياه ، كما اعدّت هي الطعام و تجمَدت يديها..!
نهض الرائد من الاريكَة و اقتَرب يجلس بِجوار زَوجته حينما لَمح قطراتٍ من الدماء تُغطي ذَقنها ، استقامَت عند جُلوسه و تطوعَت لِمُساعدة كلارا بدلاً من الاشتباكِ معهُ في حَديثٍ سينتهي بِقتلها لهُ لا محالة
هُنا ادرَك انهُ وَقع في مأزقٍ شديد لا مَخرج لهُ..!
نَظر نحو ظَهرِها و هي تقومُ بفرك الطبقِ بعنفٍ بعدما طلبت من كلارا عدمِ التدخُل حينما قالَت
- يُمكنكِ الجُلوس عزيزتي ، ساتكفلُ انا بغسل المواعين
ابتسامتُها لا تتماشَى مع حَقيقة الشُعور بِداخلها ، فَركت الطبق بعنفٍ ثُمّ غسلتهُ بعدما جَلست كلارا على الاريكَة تتفحَصُ الجوار بِعَينيها
- مُلحق الخدم لديكم افضل من منزلٍ فخم لدينا..!
حَدق الرائِد فيها و لم يَشئ الحَديث ، يُلقي بكامل اللومِ عليها و يَتمنى لو يَرميها لِكلب الحراسَة كيّ يتناولها و يُشبع رَغبته بالانتِقام ، رُغم انه من الحّ عليها بالمَجيئ و الدُخول ، لكن كَيف سيعرفُ ان زوجتهُ تعد من اجلِه مُفاجاة؟
هو ليسَ مُعتاد..!
نَشفت آلميرا يَديها ثُمّ اخَذت حَقيبتِها التي عند الباب تُدخلها معها الي الحَمام ، دَخلتهُ و اخرجَت مِنها مَلابس دافئَة بعدما تناوَلها البرد بِقميص النومِ الخَفيف ذاك ، ارتَدت بنطالاً من الجينز مَع كنزَة صوفيَة ثقيلَة ثُمّ مَسحت ذلك المكياجُ بقهرٍ ترى الندبَة على طرفِ شَفتها من كِثرَة العَض
- هل هو اهبل؟ ام ابلَه؟ حتى ان كان مُختلاً لن يقوم بِما فعله..!
قلبها يَحترقُ من الغَيض و الحسرَة على اولِ ليلَةٍ تشقَى في تَجهيزِها بِكُل ذرَة شُعورٍ تمتلكهُ ، الاحلام التي تَخيلتها و هي تسمعُ للموسيقَى الرومنسيَة مزّقت اوتار نابِضها و مَنعت عنهُ الحياة
نَظفت وَجهها من اثارِ مُستحضراتِ التَجميل ثُمّ قامَت بترطيبِ بشرتها و الخُروج من دورَة المِياه تُغلق الباب خَلفها بإحكام ، نَظرت في اتجاه زَوجها الذي حالما نَظر اليها حتى استقامَ من مجلِسه يستفسرُ بتعجُب
- الي أين؟
قالَت بينَما تمشي تجاه المخرِج و تلبسُ حذائها الرياضيّ
- ساخرج لاتمشى قليلاً
رَفع عيناهُ للتحديق بالساعَة أعلاه فوجدها تُشير للعاشرَة ليلاً ، عارَض رغبتها بالخُروج عندما نَطق بحواجِب معقودَة
- كلاّ آلميرا ، الوقت مُتأخر
لم تَستمع لهُ و ناظَرتهُ بجفاءٍ قبل ان تَفتح الباب و تخرُج ، نَظرت كلارا الي ظَهرِها ثُمّ اقالت حينما وَقعت عينيها على الرائِد
- انها تبدوا غاضِبَة
ناظَرها جونغكوك بِجُمود قبل ان يسير في اتجاه المخرِج قائِلاً
- ابقيّ هُنا ، او ان اردتِ غادري لا يَهم
خَرج يَصفعُ الباب من خَلفه فقام بالركضِ وراء آلميرا التي تسيرُ ناحيَة بوابة الخروج ، مَسكها من ذراعها يمنعها من الرحيل مُتحدثا
- الي اين سَتذهبين في مثل هذا الوقت؟
سَحبت ذراعها من قَبضتِه مُجيبَة بهدوء
- ساتمشى فَحسب
نَظر الي نُدبَة شفتها السُفلى فقام بِمَد يدهُ التي احتَضنت كَف وَجهها فقام بالمَسح بابهامِه على سُفليتها قائِلاً
- لا تَغضبي رجاءًا ، لم استطع تَركها في البرد بمفردها
حَدقت في عَينيه للحظاتٍ قبل أن تُبعد يَدهُ و تبتسِمُ له بجفاءٍ قائِلَة
- لستُ غاضبَة منك
صَنعت بينهما مسافَة عندما تراجعَت الي الخلف فقالَت بهدوء
- بل غاضبَة من نَفسي! لذا رجاءا اغرب من وجهي كيّ لا يتفاقم غضبي
التفَت فتابعَت السير و تابَع هو المَشي ورائِها دون ان يَكترِث لِطلبها لهُ بالرَحيل ، استقلَت سيارَة اجرى فَفعل المِثل و رأى وِجهتها النهر ، نزل من خَلفها و تَوجه للجُلوسِ من الوراءِ يُراقب ظهرِها و هي تُسند وجنتها فوق كَفها بشُرودٍ تام
لم يكُن يعرفُ ما المُبادرَة التي ستُصلِح الخَطأ الذي ارتكَبهُ
كيف سيستطيعُ تعويضها بليلَة اخرى؟ هو سَئ بهذه الأمور !
تَنهد مُتضايقًا و ظلّ يجلس خَلفها يراها لا تَفعلُ شيئًا سِوا تأمُلِ النهر ، لاحَظ ان هُنالك شابٍ يجلِسُ امامَها يعزفُ على جيتارِه و يُغني للحُصولِ على المال من المارَة فقام بالنهوض و التَوجه اليه قائِلاً
- لو سَمحت ، هل يمكنك ان تُعيرني الجيتارُ قليلاً؟
حَدق الشابُ به بعدَما توقف عن الغِناء فابتسَم بعدَما قدم الجيتارُ اليه و افسَح لهُ مكانًا للجُلوس ، احتَضن الالَة الموسيقَى الي صَدره ثُمّ نَظر نحو زوجته التي طالعتهُ بحاجبٍ مَرفوع عندما اتخَذ مكانهُ يستعدُ للغناء
قامَ بالعَزفِ على الجيتارِ باصابِعه يُعد اللحن الذي سيقوم بالغِناء عَليه قَبل ان يُغمِض عُيونَه يتخيلُ كلمات الاغنيَة التي تَصفُ امرأته دونَ غيرِها
استَغرق وقتًا في استحضارِ كلِماته ، و عندما فَعل أبهَر الجَميع من حَولِه لاسيما زوجته التي تشعُر في كُل مرَة يُغني فيها ، انّها تسمعهُ للمرَةِ الاولَى
اطلَق كُل مَشاعِره التي تَتحر من قُيوده و تتحَدُ لاحتضانِ نَغماتِ حُنجرته عند الغِناء بطريقَة تفوقُ احساس اشهر المُغنيين عالمِيًا ، صَوتهُ حَسّاس بشكلٍ يَجعلُ المُستمع يودّ البُكاء..!
كانت لَحظاتٍ ، و اجتَمع حولهُ بعضٍ من المارَة يستمعون لَهُ حتى قاموا بِحجبه عن امرأته التي ضمَت قَدميها الي صَدرِها تَسمعُ صَوتهُ و تتأملُ السَماء أعلاها
اتَكئت بخدها على رُكبتها تَستمعُ الي عُذوبَة ألحانه بعقلٍ سارح شارِد ، اصبحَت مُغيبَة و كُلّ ما يحيط عالِمها هو و صَوتهُ المليئ بالدِفئ و الاحاسيس الجَياشَة ، لم تَكُن تشعُر بِنفسها حتّى ، غابت عن الوَعي تمامًا
عندما انهى الرائد الغِناء ، قام بالنهوضِ من مجلِسه يرفُض الغناء للمرة الثانيَة بعد طلبٍ من المُستمعون ، استقام و غادَر من بينهم بحثًا عن زَوجته التي وَجدها نائمَة فوق قَدميها بِتَعب واضح ، هَرول نحوِها و لم يَشئ ان يوقِظها ، بل قام بِحملها بين ذِراعَيه و مَشا يرتحلُ بها المَوقع الي المنزِل
اسنَدت راسِها على صَدرِه تنامُ بعمقٍ شَديد جَعلهُ يتأمُل مَلامِحُها براحَةٍ دون عائِق ، عند جُلوسه في سيارَة الاجرى و هي في جِواره ، كانت فُرصته المِثاليَة في الابتِسام بعدما سرحَت به افكارَهُ يتذكُر مواقفها الصبيانيَة معهُ
من يقول ان ذلك اللسانُ السليط يعودُ لِمَلامح وَجهٍ كَهذه..؟
لامَس وجنتها باصابِعه يَتحسسُ احمرارِها الشديد من البَرد ، انحنَى حتى يُقبل جَبينها و حال الوصولِ الي البَيتِ نَزل و هي بين ذراعيه مُتوجهًا نحو المُلحق الذي وَجده فارغًا ، تَنهد بضيقٍ و ابعَد الورد بقدميه عن طريقه يتمشَى ناحيَة السرير الذي احتضن جَسد امرأته من بَعد ذراعَيه
ازال لَها حذائِها و جَواربها ثُمّ غطاها جَيدًا بعدما تَمدد من خَلفها و قام بِعناقها نَحو صَدره من الخَلف يتشبثّ بها باحكام ، حَشر رأسهُ وسط رقبتِها و غفَى من بَعدِها دون شُعورٍ بَعد تعب ايامٍ من التَخطيطِ و السفر الطَويل
•••
فَتح عيناهُ على صَوتِ فتح باب الحَمام القريبِ من الفراش ، عندما جَلس رأى آلميرا و هي تُجفف شعرِها بالمنشفَة عندما استحمَت لتوها ، لم تُلقي عليه تحيَة الصباحِ و تجاوزتهُ للجلوسِ على الكنبَة تنشغلُ بخصيلاتِها المُبللَة
- صباحُ الخير
قال بِصَوته المَبحوح فقامَت بالنَظر نحوهُ بهدوء ، نَظراتها الصامتَة تُخيفه ..! عليها ان تُوبخه بدلاً مِن السُكوت عليه بهذا الشَكل..!
استقام من مكانِه و توجه نحو الحَمام ليغتسل و عندما خَرج وَجدها تلبِسُ ثيابِها التي تُلائم برودَة الجو في الخارِج ، وَضعت مِعطفها الشتويّ فوق اكتافها ثُمّ طالعَت الرائد الذي سألها
- الي اين؟
حَدقت في عَينيه بهُدوءٍ فقالَت
- انسيت موعد الطبيبَة؟
سارَع بالايماء عندما تذكرَهُ فقالَت بينما تَلبسُ حذائِها
- سنفطرُ مع عائلتك قبل الرَحيل
لم يَعترِض و غيّر ملابِسه بما يتماشى مع الجَو ، رافقها نحو بيت عائلته و حينما انضمّ كليهما الي الفطار كان الوَضع هادئًا للغايَة ، والده غير موجود اذ علم انّهُ قد سافَر في مُهمةٍ عمل لصالِح شَركته لِذا لم يَسأل عنهُ اكثَر
تناول من طَبقه و شَربت آلميرا من عَصيرِها تُطالع امه التي قالَت
- جونغكوك ، عليك أن تاخذ كلارا الي المُستشفى
نَظر جونغكوك اليها مُتعجبًا حينما سأل
- لِما ؟
نَظر في اتجاه ابنَة خالته فقامَت امه بالمُتابعَة تقول
- لابد انها تعرضت لحساسيَة بعدما لعبت مَع الكَلب
خُذها و اكشف عَليها
ناظرَتها آلميرا بهدوءٍ حينما اجابَتها
- كلاّ ياخالتي ، انا و هو لدينا موعد بالفعل لا يُمكن تأجيله
طالعتها يونهي بِجمودٍ فقالَت ساخرَة
- من طلب رأيكِ ؟ انا اكلم ابني !
قَبضت آلميرا على شَوكة الطعام التي بين اصابعها و غَرستها في مُنتَصف التوست المحمصِ فوق طَبقها تنتظر ردّ زوجها الذي اعتَذر بهدوء
- ذلك صَحيح ، انا و الميرا لدينا موعِد مُهم لا يُمكن تأجيله
طالعتهُ امه بغضبٍ حينما قالَت
- هل موعدك أهم ام صِحَة ابنة خالتك؟ الا ترى الحساسيَة التي نهشت جسدِها؟ متى ستُصبح رَجُلاً مسؤولاً ؟
عَقد حواجِبه مُتضايقًا و عندما ودّ ان يُجيب قاطَعتهُ امرأتهُ بِقولها
- ليس مُضطربًا ان يتجاهل واجباته كزوج
لارضاء من تجاهلَت واجباتها كأم ..!
وَضعت الشوكَة فوق الطاولَة فتابعَت بعدما نَظر الجميع اليها لاسيما الرائد
- دعي ابنك الكبير ان يأخُذها ، او تستقل سيارة اجرى مَع اُمها
انا زوجي! لا يأخذ العازباتِ الي المُستشفياتِ ، فانّي اغار!
اخرُ ما نَطقتهُ جَعل عُيون الرائد تتسِعُ بخفّة تكادُ تُرى
داهمهُ شُعورٍ لطيف حينما أكدت غيرتها بقولِها
- و لا انصحُ احد ان يَختبر غيرتي ، لانها اقصَى مما يَتخيل عقل اي احدٍ منكم !
استقامَت من طاولَة الافطار و نظرَت في اتجاهِ زَوجها الجالِس مُتابعَة
- هيّا بنا ، لنذهَب
همهم لَها عندما استقام من بَعدِها فغادرت هي قبلَه ، نَظرت يونهي اليه بغضبٍ تُخاطبهُ بسُخريَة
- اليس لديك شَخصية؟ تسمعُ كلام زوجتك و تتبعها دون ان تفرض شخصيتك عَليها..؟
اخَذ مِعطفه الذي يحتضن ظهر كُرسيه فارتداهُ واجاب بهُدوء
- الكلام الصائِب يُسمَع! و انا لن اُضحي بزوجتي لاجل اداء واجب ليس من واجبي..!
طالعتهُ امه بحقدٍ فقام بالخُروج وراء زوجته التي كانت تنتظِرَهُ قرب البوابَة ، نظر هو في اتجاهِ سائِق السيارَة الخاصِ بالمنزل فطلب منهُ ان يُعيره اياها و لم يَرفض ، طلب منها الرُكوب و عندما فعلَت أدار المِقود في اتجاه العيادَة
الوَضع كان صامتًا طيلَة الطريق ، عُيونَها مُعلقَةً على الامطار الغزيرَة خارجًا تستمعُ الي انفاسِه و هو في جِوارها يَنتقلُ بين اذاعات الراديو امامَه
وَجد اُغنيَة هادئَة تُناسب الجَو حولهُما فَتركها تُطرب اُذنيها و هو يسترِق النَظرات اليها بين الحين و الأخَر ، هُدوئِها يُقلقه لِذا بادَر بالحَديث قائِلاً
- بخصوص ما جَرى بالأمس..
وَجهت نَظرِها اليه تُطالِعه بِصَمتٍ تنتظرُ منهُ اعتذارًا
و هو بالفِعل قَدمه عندما نَظر اليها مُتابعًا
- لم اكن اعلمُ بما جَهزتِ ، و لم اتوقعه في مِثل هذه الظُروف
قد رأيتها وَحيدة ، اعتبرها كمثلِ لارين لذلك لم اشئ تركها في البَرد
حَدقت في عَينيه تُطيل النظر اليه لِلحظاتٍ قبل ان تُجيبه
- انت تعتبرها كمثلِ لارين ، لَكنها لا!
نَظر امامَهُ عندما ارتفعَت طرفُ شِفاهه ساخِرًا يقول
- كَيف لَكنها لا؟ اتظُنين ان تدُس اعجابًا سريًا؟
وَجه بصرهُ اليها من جَديد فتابَع
- لم اكُن يومًا النوع المُفضل لدى أي اُنثَى
عدا في الثكنَة ، يختلفُ الامر عن واقعي هُنا
طالَعتهُ الاصغر سِنًا للحظاتٍ قبل ان تَمد يدها و تُمسك بخاصِته التي فوق فِخذه ، احكمت عليها بداخل قَبضتها و قالَت بعدَ سُكوتٍ قصير
- كلاّ ، انطوائك هو ما يَجعلُ اعين الناسِ تتغافلُ عَنك ، و إلا لأسرَت قلوب الملايين بِحُضورك
حَدق اليها بعدما تَوقف عند اشارَة المُرور فَسمعها تُواصل مُوضحَة
- انت تتجنَب البقاء مع الناسِ هُنا ، و ان تواجَدت يكون حُضورك مليئ بالفوضى بسبب عائلتِك ، و إلا كان واقعك سيكونُ كمثلِ الثكنَة تمامًا ، الفرقُ انك هُناك تُثبت وُجودك للجَميع لِذلك! تنجح في اسقاط قُلوبهنّ
نَظرت للنحوِ الاخَر عندما هَمست بصوتٍ خافت بعيدًا عن مُتناول سَمعه
- تمامًا كما اسقطت قَلبي
حَدق في يَدهما المُتشابكَة ثُمّ نَظر امامَهُ مُتنهِدًا بِضيقٍ عمّا يُخالجه ، الوَضع لا يُعجبه خصوصًا انهُ بدأ يؤثر على زَوجته ، كان يَحتملهُ في السابق بِمُفرده و الأن هو مُضطَر أن يَراها تتحمّلُ مَعهُ مالا يَخُصها
يَدين لها بالالافِ الاعتذارات..!
يشعُر انه في ضَغط مُستمر و يَخشى ان يَنفجر قريبًا
اكمَل قيادتهُ ناحيَة العيادَة و الصمتُ حَليفُ جَلستهما ، كانَت تُمسك بيدِه و هي تنظُر نحو الشوارِع بعُيونٍ شاردَة تُفكر في خُطوتهما القادمَة ، بِمُجَرد الوصولِ نَزلت تنتظرُ دورَها في صالَة الجُلوس مَع زَوجها الذي راح يُطالع رُسومات الاطفالِ على الجُدران
نَظرت اليه تترقَبُ ردّ فعله فوَجدت بُؤبؤ عَينيه يَتسعُ بشكلٍ ملحوظ ، كان من الواضِح عليه الحَماسُ المُفرَط لَكنهُ يجاهد لاخفاءه كيّ يحافظ على برستيجه ، نَظر نَحو رَجل يحملُ ابنهُ و بجواره زَوجته الحامِل فتبسَم لا اراديًا لذلك المَشهد الدافئ ، وَجد نَفسهُ يشير اليهما و يقولُ لِمن بجانبِه
- سنصبح نحن كَذلك هكذا
حَدقت فيه تبتسمُ لانتقاءِه كلمات بسيطَة عبّر فيها عن شُعوره ، تناسَت غضبها منهُ و بدأت تشعُر انه طفلها في المَقامِ الأول ..! احقًا ؟ احقا هذا الذي يَخشاهُ المجرمون في الجَبهات و يرتعش منهُ العساكر في الثَكنات..؟
قامَت بالايماء لهُ قبل أن تَراهُ يجوبُ بعيونَه كامِل القاعَة يَرى بعض الاطفال يلعبون في الزاويَة بألعابٍ مُخصصَة لَهم ، وَجد طِفلاً صغيرًا كاد ان يسقُط من فوق الزُحليقَة فتطوع لِمُساعدته على الصُعودِ و التزحلُقِ بأمان تام
كان حَريصًا في التعامُل مع الاطفالِ الذين اصطّفوا وراء بَعضهم البعض كيّ يُلاعبهم و هو رَحب بالفكرَة جِدًا ، اخرجَت آلميرا هاتِفها و قامَت بالتقاط صُورَة لهُ قَبل أن تَكتُب عَليها بابتسامَة دافئَة
- فاقد الشَئ يُعطيه ، و بِقوّة
اختَلست بعض النَظراتِ لهُ و صَورتهُ مقاطع ڤيديو عشوائيَة احتفَظت بها لَديها ، شارَكتهُ في اللعب مع الاطفال و عند مجيئ دَورها دَخلا سويًا الي الطبيبة التي رَحبت بِهما و سألت الاصغرُ سنًا عن حالتها الصحيَة
سَردت لها الصُغرى تاريخها الطبيّ مع الورمِ و استئصالِ المِبيض ، اذ قامَت بعرض تحاليلها السابقة التي تحتفظ بها في الهاتِف ضمانًا لِسلامتها ، قرأت الطبيبَة التَقارير فَرفعت عُيونها اليها تسألها
- نسبَة حُدوث حملٍ لديكِ لا تتجاوز ال 30%
قامَت الصُغرى بالايماء ايجابًا فَنظرت تجاه الرائد الذي يقومُ بفركِ اصابعه سويًا اذ سَمع الطبيبَة تتابع
- لابد ان لديكِ خلفية ان احتماليَة حُدوث حملٍ ، سيُعرض حياتكِ للخَطر و قَد يتم استئصالُ رحمكِ كذلك
نَظر الرائد الي زَوجته فكلام الطبيبَة لا يُبشر اطلاقًا ، كان قلِقًا و بدأ يَتراجع عن فِكرَة انجاب طفلٍ بعد سَماعه بحالَة آلميرا الطبيَة
- لابأس بما ان التحاليل قديمَة ، سنقوم باجراء تحاليل حديثة ثُمّ نُقرر ، سنتفائل خيرًا همم؟
نَظرت آلميرا نحو زَوجها القلق فقامَت بامساك يدِه تبتسِم لهُ بلُطف ، اومأت لهُ و استقامَت مع الطبيبَة ناحيَة جهاز الكَشف حتّى تتفقدُ رَحمها بالسونار ، و بعدما رَفعت عنها ثَوبها وَضعت الجهاز فَوق بطنِها السُفليَة تتفقدها من خِلال الشاشَة
وقف الرائِد بجانبِها ينظُر نحو الشاشَة و هو بالكاد يستوعبُ ما يَرى ، لا يَفهم شيئًا لَكنه يُخمن انّ الطبيبة بلا شَك تُجيد قراءة تلك الرموز الغريبَة
لم يكن يكرهُ الدراسَة عبثًا!
انها طلاسِم لا تليق بعسكريّ نزيه مِثله
قطب حواجِبه يَتنقلُ بعينيه بين وَجه زَوجته و الطبيبَة التي كانت تَقطبُ حواجبها بين الحين و الأخَر ، لا يعلمُ ما السبب لَكن قلبهُ مُنقبض طيلَة الوقت..!
بِمُجرد انتهاء الطبيبَة من الكشف ، مَسحت لها المادَة اللزجَة و طلبت مِنها ترتيب ثيابها قبل ان تَلحقها من جديد الي المكتبَة ، ساعَدها الرائد في اخفاضِ كتزتها الصوفية بعدما نبهها ان تُغطي بطنها جيدًا فالجو بارِد ، مَد لها معطفها فلبستهُ و تبسمَت لهُ بلُطف
كانت يداهُ ترتعشانِ ، فمسكتهما تُهدئه عندما قالَت بصوتٍ خافت
- اهدأ! كُل شئ بخير
قام بالايماء ايجابًا و قد عجز عن ايجاد طَريقِ الهدوء الذي تَصفهُ لهُ طيلة الوَقت ، مَشى نحو المكتبِ من جَديد فَجلست آلميرا قُبالة الطبيبَة تسألها بفضول
- اذا ايتها الطبيبَة ، هل من خَطب؟
ناظَرتها الطبيبَة للحظاتٍ و هي تُفكر بما سَتقولهُ تاليًا
اخَذت نفسًا عميقًا ثُمّ قالَت
- في الواقع ، الجهازُ كَشف عن وجودِ كُتلةٍ دخيلَة على مِبيضكِ السليم
نَظرت آلميرا نَحو الرائد بعدَما تلاشَت ابتسامتِها و انقبَض قلبُها هلعًا ، زَوجها لم يَفهم مَعنى كَلامِها لَكنهُ استوعبه عندما تابعَت باخر شئٍ توقعهُ كِليهما ..!
حَدقت الطبيبَة نحو الصُغرى فقالَت بِما هزّ كَيان الرَجُلِ و امرأتهِ دون رحمَة
- نَخشى ان يَكون الورمُ قد عادَ لِيحتّل ما تبقى من رَحمك..!
ماهذا..؟
رحلتها مع السرطان لم تَنتهي بعد!!
•••
✔️ 7985
اهلاً اهلاً ياحلوين بعد غياب 😽
طبعا اكيد عرفتوا سبب غيابي في البداية فمعذورة 🦋
تفاصيل شراء كتاب جُحر الوتين كُلها حتلاقوها في حسابي على الانستجرام ، ترا يلي مش متابعني هُناك ، مضيع عليه الكثيييير ، بعملكم فعاليات هُناك ❤️🔥
هذا حِسابي 👇🏻
المهم ، كيف اجواء فصل اليوم معكم..؟
آلميرا و مشابكاتها مع اُم زوجها ..؟ 😽
الرائد و تصرفه لما دخل كلارا للمُلحق؟
بخصوص حالته ، بعضكم حيحكم عليه و مدري شنو و انت ماعندك كرامة ترجع لاهلك ..
اخخخ ، لو كان سليم نفسيًا
ما كان حيعاني كل هذي المعاناة
لا تقيسوا حالته على تفكيركم ، انتم ماعشتم يلي عاشته
هو مضطرب .. و عنده مشاكل الله وحده يعلم عنها..
فطبيعي جدًا ، ما يعرف يميز بين الصح و الخطأ
انا دايم احلل شخصيته معاكن على الانستا ، لانه شخصية حقيقي صعب نتعامل معاها ، و بنفس الوقت ضحيّة لماضيه الأليم ، ما تقدرون تحكمون على تصرفاته لان لو بايده ماكان يرجع للشي يلي اذاه للاسف
محتاج علاج مُكثف حتى يرجع طبيعي و يعرف يفرق بين الصح و الغلط 🤍
اجواء الفصل عموما؟
كلارا ؟ تحسون وراها قصة؟
افضل جزئية حبيتوها؟
الميرا؟ هل حيرجع لها الورم من تاني؟
و هل هي فعلا مستهدفة من قبل منضمَة الارهاب؟
توقعاتكم للقادم؟
اشوفكم الخميس الجاي باذن الله
الي اللقاء ❤️🔥
.
.
.
حساب ميري الكاتبة ع الانستا 😽
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top