عَروس الميراث | 37

عَروس المِيراث |JK

اهلاً بكم في الفصل السابِع و الثَلاثون ♥️

في كلام مُهم نهاية الفصل لازم تطلعون عَليه اتفقنا؟

3500 تصويت
6000 تعليق
فصل جديد 🫶🏻

امنحوا هذا الفصل تفاعلكم لانه حقيقي يستاهل

لِنَبدأ

•••

رَحلت و لَم تترُك خَلفها سِوا تِلك الرِسالَة التي مَزقت قلب زَوجِها الجاثي على رُكبتاهُ يُناظرُ اثر رَحيلها امام عُيونه الغارقَة بالدُموع

قلبَهُ لم يَتألم لِرَحيلها بِقَدر ما انّها غادَرت دون ان يُواسيها او يأرَف بالحال الذي وَصلت لهُ و هي تَدُسه في قلبِها دون البَوحِ به لِغَيرِه

هي أمنتَهُ على سِرها ، و ارادَت ان تُشارِكَهُ اياهُ كيّ تراهُ الحُضن الذي يُخفف عَنها بشاعَة ما عاشَتهُ في الماضي ، لَكِنهُ للمرَة الثانيَة يفشلُ في كَونِه السنَد!

يأس من اخطائِه و بات يَرى ان بُعدها عَنهُ افضَل بِكَثير من بقاءِها بِالقُرب منهُ ، انّهُ دائِمًا ما يَستمرُ بايذاءِها دون قَصدٍ ، و يعجزُ عن لملمَةِ ما بعثرهُ فيها

اخَفض رأسَهُ يُحدِق في تلك الرِسالَة بين اصابِعه ، يقرأها من جَديد و قلبهُ يرتعشُ على اسطُر تلك الحُروف التي كَتبتها حَبيبتهُ

اغمَض مُقلتاهُ و قَد كرِه نَفسهُ اكثرُ من اي وَقتٍ مَضى
لَولا انّ قدرُها مربوط بِقَدره ، كان يُقسم انهُ سيُطلقها
و يَسمحُ لها بعيش حَياتها بعيد عن شَخصٍ مِثلهُ
مليئ بالعُقد التي تَجعلُ حَياتُهما غير مُستقرَة

هو لا يَستحِقها ، و لا يستحقُ اي امراةٍ ثانيَة تعيشُ في ظل عُقده و اضطِراباته ، يَرى انهُ يستحق ان يَظلّ وحيدًا حتى المَمات ، تمامًا كما خُلِق و عاش وَحيدًا..!

مَسح دُموعه التي تنزلُ على وَجنتيه ثُمّ استَقام يُناظِرُ تلك السَماء اعلاهُ بِوَجعٍ قال من خِلاله

- سأضمنُ ان تَقف اقدامكِ على بِرّ الأمان ، ثُمّ لكِ عهد منّي ان اختفي من حَياتِك الي الأبَد..!

القَرارُ الذي يَودّ اتخاذهُ ثُمّ يعودُ فيه كيّ يُعطي لنفسه فُرصَة
ادرَك للتو انّهُ الأصَح ، ان كان يُريد مَصلحتِها

فما ذَنبها هي؟ لِتَضطر ان تَتعايش مَعهُ و تَتقبل عُيوبه التي لا تُطاق؟ تستحقُ انسان سَويّ ، يُعاملها كَما تستحِق و لا يَبخل عليها من كُل النَواحي

يَراها كَثيرَةٍ عَليه ، و كُلما حاول و اجتهَد في تَحسين نَفسِه ، يعودُ الي نُقطَةِ الصِفر و تَتدمّرُ كامِل جُهودِه بخطأٍ اسوء من الذي قَبله

طَوى تِلك الرِسالَة و خَبئها بِداخِل جَيبِه ثُمّ مَسح على وَجهه المُحمَر فصنَع تعابيرًا جادَة يَمحي بها اثار البُكاء ، التَفت لِيجَد اعضاء فَريقه يُناظرونَهُ بِحُزنٍ جَعلهُ يَتنهد بِضيقٍ فالذي يُراوده من شعورٍ يَكفيه

سَبقهم في خُطواته و هو يتحَدث بِنبرته الجادَة كَعادتِه

- لِنَذهب ، وراءنا عَمل علينا تأديتهُ

رَكب سيارتهُ العسكريَة فجاوَرهُ جين و من الخَلف صعَد البَقيَة ، كان هادِئًا بشكلٍ مُخيفٍ يتجنب الرَدُ على اي سُؤالٍ وُجه لهُ ، بالكادِ يشعُرون بوجودِه لولا سَماعهم لانفاسِه الحادَة و هي تُغادر صَدرهُ الذي يَحملُ بداخله قلبه الجَريح

قلبهُ الذي فُرِض عَليه العذابُ منذ مَولِده
و لَيت الذنَب ذَنبه..!

•••

ارتجَلت آلميرا من سيارَة والِدها تُطالع قَصرهُ بِعَينيها الباهِتَة
لم تَعُد القُصور تَستهويها بقدرِ ذلك البَيت الصغير الدافِئ
في بلدَة زوجِها..!

نَظرت ناحيَة والدتها التي اقترَبت تضعُ على اكتافها مِعطف من الفَرو الابيض مُتحدثَة بابتسامَة خافتَة

- لندخل الجو بارد في كوريا

تَبسمت الصُغرَى بِبُهوتٍ و جاوَرت والدتها للداخِل ، امّا عن المُشير فقد غادر الي القاعدَة العسكريَة في نداءٍ طارِئ من الدولَة من المطارِ مُباشرَة

دَخلت آلميرا الي غُرفتِها تتذكَر خُروجِها مِنها لاخرِ مرَة يوم زِفافها ، جَلست فوق الفِراش الذي بَكت عليه بحرقة فوق صَدر خَطيبها..! على رَجُل غيره

احَست كم كانَت ساذجَة آن ذاك..!
و كم انّها تتمنى لو يَرجع الزَمن ، لِتبكي في حُضنه من جَديد
اشتياقًا لهُ و رَغبة فيه هو دون سِواه

كيف استطاعَت بِضعَة اشهُر ان تُغير فيها الكَثير؟
كيف تَمكن ذلك الشاب الذي كانت تَكرهُ كُلّ مابه
ان يَجعلها تقعُ في حُبه..؟

لطالَما انتقَدت شكلهُ ، لبسهُ ، تصرفاتُه و طِباعه و كُل مابه كان لا يُعجبها اطلاقًا ، لَكن الان! اصبَحُ جُلّ مافيه يُثير جُنونها

اتَكئت على الفِراش تُناظر السقف بِنَظراتٍ شارِدَة
لولم تَفتح فَمها بما نَطقتهُ ، لكانت الان بين ذِراعيه!

- يالي من محبة للمشاكل! كان عليّ الاحتفاظُ بِسري بداخلي بدلاً من مُشاركتهُ اياه

قامَت باخراجِ هاتفها من حقيبتها ثُمّ تربعت فوق السَرير تتفقدُ الرَسائل بعدما شبكتهُ بالانترنت ، دَخلت على مُحادثتهما في الواتساب و تأملت ان كان قد ارسَل لها ايَةُ رسالَة ، لَكن مُحادثتهُ فارغَة تمامًا..!

تفقدت اخر وَقتٍ ظُهور و اتضح انهُ منذ دقائِق

بان الحُزن على مَلامِحها قبل ان تَرفع عُيونها للنظرِ الي انعكاسها بالمِرآه ، انقبَض قلبُها الذي راح يَنبضُ بعنفٍ آلمها بشدّة

- هو فِعلاً ! رَفضني

هَمِسَت بِغصَة قَبل ان تَرفع عُيونها للسقفِ تَمنع تسرب الدُموع من اطرافهما ، رَمت الهاتف بعيدًا عن مُتناولها قبل ان تَحتضن وَجهها بين يديها مُتحدثَة

- اهدَئي ! لرُبما هو مشغول ، قد يكون ذهب الي مُهمَة استعجاليَة فانتِ تعرفين جيدًا طبيعَة عَمله..!

خاطَبت نَفسها لِمُواساَةِ قلبِها المُتألم داخل صَدرِها ، حاوَلت ان تتماسك لَكن انتهى بها الامرُ منهارَة تبكي بِحرقة فوق وِسادَة سريرِها

احقا مُهماته و عَمله اهمُ منها؟ و من قلبها و خاطِرُها الذي كُسِر بعدما حاوَلت معهُ و اعطتهُ دليل براءتها بين كُفوفه قبل رَحيلها؟

ام فكرَة انّ نِسبتُها في ان تكون اُم قَليلَة هي ما جَعلت جَوابهُ قاطعًا برفضها..؟

احقًا الاطفالُ اهم؟

ابتَلت وسادتِها بالدُموع و تَعهدت انّها ستكونُ مرتها الاخيرَة التي سَتبكي فيها عَليه ، سَئِمت من دَور الفتاةِ الباكيَة التي لا تُمثل باي شكلٍ من اشكال قُوَة شَخصيتِها

لَكنها احتاجَت ان تُفرِغ شُعورِها ، احتاجَت ان تَبكي بعد كَمِّ الخُذلان الذي احسَتهُ بِسَببهِ الأن ، كان املُها ان يَتصِل و يَطمئن و يُريحها

لابأس ، لن تَحزن فهي تَفهمت رد فِعله الذي كان قاسيًا
لَكنها تَفهمتهُ ، و رأتهُ من قلبِها للمرَة الاولى بدلاً من عقلِها

قلبُها نَجح في اعتقالِ عقلِها ، و السَماحِ لمشاعره بالسطو عَلى سائِر حَواسِها ما جَعل كُلّ عُيوبَه ، تُمحَى..!

تَغذّى على افكارِها السامَةِ تِجاهه ، و صَنع بدالها فَوجًا من الاحاسيس التي يُصعَب السيطرَة عَليها

حُبها لهُ ، مُختلف تمامًا عمّا شعرت به تِجاه جوليان..!

جوليان الرَجُل الذي رأتهُ يُطابق مُواصفات رَجُل احلامِها
الشَخص الذي يحملُ كُل الصفات التي تُحِب
كان من الطبيعي ان تَنجذب لهُ

لَكِن الرائِد..!
لا شَئ بِه يُعجبها ، كُل تصرفاته تُناقضُ مُواصفاتِ رَجُلها
لِذا ، من الغريب عليها ان تشعُر بكل هذا الحُب ناحيتهُ
كَيف تُحب الشخص المليئ بالعُيوبِ و الاخطاء..؟

كيف تسمحُ لقلبها ان يَميل لهُ بهذا الحَدِّ و هي تعرفُ انهُ ارتَكب و لازال سيرتكبُ الكَثير من الاغلاط التي تكونُ مشاعِرها ضَحيتها في الاخر..!

جُزء منها يَرفُض الواقع ، و الجُزء المُسيطِر يَتحججُ بِصُنع الاعذار و اخَذِ ما مرّ به عَين الاعتبار ، اوليسَت مُحاولاتهُ كَفيلَة بِجَعلها تُسامحه؟

على الاقل ، هو يُحاول من اجلها..!
و ذلك احنّ مشهَد رأتهُ في رَجُلٍ لم يَذُق الحنان يَومًا!

•••

دَخل الرائِد الي الثكنَة من بَعدِ المُهمَة التي عاد مِنها للتو مع فَريقه ، استَقبلهُ العَقيد عند الواجهَة لِتهنئته هو و بقيَة الزُملاءِ على نَجاحهم المُتوقع كالمُعتاد و بعد ان طَلب منهم الانصراف حَدق في الرائِد مُتحدثًا بهُدوء

- الاميرُ يطلبُك

نَظر جونغكوك في عينيّ العقيد قبل ان يُومئ و يُغير وِجهتهُ الي مَكتبِه ، يعرفُ جَيدًا سبب مَجيئ الامير و لابدّ انهُ سيتم توبيخهُ و وَضع اللوم عليه في المَقام الأول

دَخل يُناظِرهُ و هو جالِسٍ على الاريكَة يستشيطُ من غضبه ، القَى التحيَة على من نَهض و اقتَرب منهُ بعصبيَة مُتحدثًا بانفعال

- انت كَيف تسمح لهم ان يأخذوا آلميرا ؟
كيف تذهب و تُسافر دون عِلمي انا و آيرا..!!

نَظر الرائِد اليه و هو يُزيل قُبعتهُ و يَرميها على الكُرسيّ مُجيبًا

- انت تعرفُ ان مَصلحتها ليست بالبقاء هُنا سُموك!
هذا المكانُ لا يُناسب آلميرا و انت الشاهد على دمارِها!

انعقَدت حواجِب ادولف اكثَر فصرَخ بقلبِ أبٍ غلبهُ الوَجع على فراق ابنته التي لم يَحتضنها يَومًا..!

- انا سأحميها! ان اضطَر الامر ساُحارب العالم كُله من اجلها و اللعنَة فلِما تسمح لهم بأخذها دون اذني حتّى!

نظر الرائِد اليه للحظاتٍ ثُمّ مَسح على شعرِه الخَفيف مُتحدثًا بانزِعاج

- الميرا عَدوُها الوَحيد نفسها و تهورِها الذي يُسبب لها المَشاكل!
ليس على ذلك التهور ان يَجتمع في بيئة عسكريَة اطلاقًا!
و انت رأيت جَيدًا المصائب التي وَقعنا فيها بسبب فُضولها
عليها ان تبتعد فترَة ، لرُبما تستعيد رُشدها!

كَلامهُ كان حَقيقيّ ، لكنهُ عاجز عن اقناع قلب الأب الذي رَمقهُ بنظراتٍ مليئَة بالحُزن ، اقتَرب ادولف منهُ و مَسكهُ من اكتافه يُناظرهُ بِقَهر

- انها فُضوليَة صحيح ، مُتهورَة و اوقعت نَفسها و الجَميع في المَشاكل ، لَكني مُتأكد ان اخر ما جَرى جَعلها تُصبح اكثر رُزنًا ! هي لن تُكرر ذات اغلاطِها ، كيف سَمح لك قلبُك ان تُغادرك؟ اولست تُحبها؟

نَظر الرائِد في عينيّ ادولف التي تُذكره بخاصتيّ آلميرا ، سَرح و تذكّر نَظراتُها اليه و هي تُسلمه تلك الرِسالَة عند اخر لقاءٍ جَمعهُما ، كان يرى حُزنها و انكسارِها و رُغم حَقيقة ما تشعُر به ، الي انّهُ امتهَن قسوَة القلبِ بجدارَة

احَس بالألمِ يُخِدرُ كُلّ حَواسَهُ و يَمنعهُ من الرَد
اولسَت تُحبها؟

انهُ السُؤال الذي اظهَر ضُعفهُ و جَعلهُ يُخفضِ عَينيه للتَحديق باقدامِه يأبَى ان يُجيب فيفضحهُ صَوتهُ المُرتعِش

انهُ يحبها ، بل يَعشقها و يَتنفس الهواء الذي يَحومُ حَولها
يُحبها و هو عاجِز عن حِمايتها منهُ

طال صَمتهُ و بَعد تأنيه في الجَوابِ قال حينما رَفع عيناهُ المُحمرَة للتَحديقِ بعينيّ ادولف المُشابهَة لِخاصَة حَبيبةِ قلبه

صَوتهُ خانَه ، تمامًا كما خانتهُ اعيُنه و باحَت عن سِره الدَفين
سِره الذي تأبى حُروفه باخراجِه ، و تكَفلت نظراتُه بفضحه بدلاً!

- بلى يا عَمي ، انا اُحبها ،
و لاني افعل يَستوجبُ عليّ حِمايتها من حُبي..!

قامَ باخفاضِ يديّ ادولف عَنهُ ثُمّ تراجع خُطواتٍ الي الخَلف مُتحدثًا

- استأذنك

التَفت و غادَر المَوقع بأكملِه ، هَجر ذلك المَكان الذي التَقى فيه زَوجتهُ لاخر مرَة و تَوجه الي بيتهُما حَيثُ اجتمَعت فيه كُل ذكرياتِهما ، بِحُلوها و مُرها

جَرى ناحِيَة خِزانته ، يودّ اخَذ دواءَهُ كيّ يُعيد السيطرَة على مَشاعره و رُغم بَحثه الشديد عَن شريطِ الدواءِ الا انّهُ اختفَى..!

اختفى و لم يعُد موجودًا
كان مُتأكد انهُ قبل يَومين تركهُ هُنا صباحًا
حينما اخَذ جُرعته..!

عَقد حواجِبه بشدَة قبل ان يَركُل الخِزانَة بِعُنفٍ و يَتوجه للجُلوس على السَرير ، بَحث بِعَينيه عن الصُورَة التي تَجمعهُ بآلميرا لَكنها اختفَت كَذلك!

تَمكنهُ الغَضب الذي جَعلهُ يصرّ على اسنانه بقوّة و يَنهضُ لتحطيم كُل ما يُقابله ، انّها الحالَة التي تُراوده حينَما يتأخر في اخذِ جُرعته..!

يُصبح مجنونًا عاجزًا عن السيطرَة على انفعالاته و اضطِراباته التي تَتمكنُ منهُ و تُقيد عَقلانيتهُ و ما تبقى لهُ من التفكيرِ السَليم..!

يحتاجُ الي جُرعته كيّ يستعيد صَوابهُ ، يحتاجُ ان ذلك القُرص الذي اصبَح ادمانَه لذا غادر بيتهُ و توجه الي السكن حيثُما تقبع اشرطَة احتياطَية يُخبئها هناك ، بَحث عنها فوجدها في مكانِها المُعتاد

اخَذ حَبتهُ و جَلس على الارض مُرتاحًا بعدَما احَس بالروحِ تعودُ لِجَسده ، ضمّ ركبتاه الي صَدره و اسنَد جَبينهُ فوقهُما يُغمِض عيناهُ بِتعبٍ شَديد

يشعُر ان العناء قد كُتِب عَليه لِما تَبقى من حَياتِه
حتى الفتاة التي يُحِب ، لا يَتمنى ان تراهُ بهذا الحالِ اطلاقًا

لا يُريدها ان تَرى ضُعفَهُ ، و كَم يسوء حالهُ حينما يَغيب دواءه..!
يشعُر انهُ روبوتٍ مُسيّر بتلك الكبسولَةِ التي ان غابَت
يُصبح همجيّ غير قابل للتعامل مع اي بَشريّ

يخافُ عليها من نَفسِه ، ان ساء وَضعهُ و هي مَعهُ
قد يفقدُ ادراكهُ للعالَم ، فيُؤذيها بالشكلِ الذي يَقسمُ ما تبقى منه..!

قد يضرِبُها حينما يعجزُ قلبه عن التعرفُ عَليها!
يخافُ ان تتغلبُ نسخَة الوحشِ منهُ

انهُ ضائِع ، مُشَتت و لا يعرفُ طريق النَجاة
امن الطبيعيّ ، ان شُعورهُ بالضَياعِ يَجعلهُ يَبكي..؟

قَد بكَى ، حينَما احَس انهُ جاء للحياةِ للمُعاناةِ لا غَير
لا عائِلَة تُحبه ، و لا زَوجةٍ استطاع الحفاظ عَليها

و لا حتّى وظيفَةٍ يُحبها و امتَهنها بِحُلمِه الذي تركهُ خلفهُ من سنواتِ الطِفولَة و جاء وراء قلبِه لحمايَة حُبه الوَحيد

يَعيشُ الحَياة التي يَكره ، مَع المراةِ التي يُحِب
في الوَقتِ الخاطِئ تَمامًا..!

اَحس بِلمسَةٍ ناعمَة فوق رأسِه و لِوهلَة احَس ان زَوجتهُ عادَت ، رَفع وَجهه المليئ بالدُموع للتَحديقِ بمن جاوَرتهُ و راحَت تمسحُ بلطفٍ عليه

كانت اُخته..! التي احتَضنتهُ برفقٍ و شدّت على رأسِه فوق صَدرِها مُتحدثَة بِحُزن

- بحثتُ عَنك بعدما علمتُ بما جَرى ، قيل انك هُنا و لم اتردد للمجيئ

لم يكُن يمتلكُ القُوَة الكافيَة لصدِها و تمثيل القُوَة ، بل سلّم نَفسهُ لِحُضنها و تَركها تُواسيه لانّهُ في قمّة حاجته لِذلك..!

تَركها تُكفر عن ذُنوبِ السنواتِ الماضيَة في حَقِه ، و التي هو كان سَببُها حينَما فقد اعصابَهُ في طُفولته و كاد ان يقتلُها

يذكُر جيدًا ، انّها كانت ترفُض اعطاءهُ الدَواء حينما كانا طِفلَين
كانت تلعبُ معهُ و تسرقُ منه اشياءهُ و تجعلهُ يركُض وراءها

كما اعتادا ان يَفعلا دائِما حينما يُمسِكُها في الختام و يحملها مُلتفًا بها حَول نَفسِه ، ينتهي بها المطافُ في حُضنه دائمًا

لكن هذه المرَة الوضعُ كان مُختلفًا..! حينما سرقت دواءهُ بدلاً من اي شئٍ اخَر ، رَكضت بِه و رمتهُ بالخطأ من فوق السَطح

كان لم يأخُذ جُرعتهُ منذ يَومين ، لِذلك غَضبهُ و انفعالاتِه تَمكنت منهُ و لم يُسيطر على نَفسهُ حينما انهال عَليها بالضَربِ يُعنفها الي ان دَمى وَجهها و كادَت ملامِحها ان تَختفي

لازالَت تذكُر ، خَيبة الامل الاولَى من حُبها الأول..!
كأيِّ فتاةٍ ، يكونُ حبها الاول أبيها
و هي على عَكسهنّ ، حُبها الاول كان اخيها

لطالَما كانت تراهُ الرَجُل الذي تُحِب ان يكون زَوجها عَليه
حنون مُراعي ، لطيفٍ يُحسن عِشرتها و مُعاملتِها

كانت مُتعلقة به بِشدَة ، حتى حينما يَتم عِقابهُ بحبسه و قطع الاكلِ عنهُ تَصومُ و ترفضُ ان تأكل الي ان يُغمى عليها من الجُوع فتضطّر امها ان تُطعم اخيها قبل اطعامِها كيّ ترضَى هي

تِلك الحادثَة غيّرت الكَثير..! خُصوصًا انهُ حَملها من ابطيها و عَزم على رَميها من فوق السطَحِ لولم يَتدخل اخاهُ الكَبير حينما سَمع صوت صُراخها و بُكاءها الشَديد من الضَرب الذي تَلقتهُ

تم اسعافها الي المُستشفى في الوقت الذي طُرد فيه هو من المنزلِ لايام ، و حينما عاد و رآها بِالشكلِ المُشوه الذي تَركها عَليه ، ادرَك كم هو انسانٍ مُؤذٍ صَنعت منهُ امه وَحشًا يستحيل تَرويضه..!

حتى حنانها حينما كانَت تترجاهُ ان يَرأف بها من وَسط ضَرباتِه اليها ، لم يكن كافيًا لجعله يستعيد وَعيه..!

لازال يذكُر نظرَة عينيها الدامعَة و هي تتمسَكُ بِملابِسه تُحاول احتضانهُ من الالم الذي تشعُر بِه ، لانهُ مَصدرُ آمانها الذي تلجَئ لهُ حينَما تخاف

اين المَهرب حينما يكونُ مَصدر الآمان هو مَن انتزعهُ مِنا..؟

لازال جَيدًا يَتذكر حينَما جَلس معها بذاتِ الغُرفَةِ حينما تَسلل ليلاً من بعدِ الحادثَة و رأى الي اين اوصَلها مَرضهُ ، اقسَم ان يَصنع حاجِزًا بينهُما ، و ذلك ما دَفعهُ لردعها حينما فَتحت عَينيها المتورمَة و مَسكت يدهُ تنتظرُ منهُ تَبريرًا

لازالَت تُحاول ان تُسامحه رغم انهُ حاول قَتلها آن ذاك
كانت طِفلَة صغيرَة ، في الخامسَة من عُمرها

طفلَة لا تعرفُ معنى الكراهيَة!
لكنهُ علمها اياها حينما دَفعها و صَمم ان يَتمسك بِفعلتهُ
رُغم ان الموضوع كان صعب عَليه ، لكنهُ يراهُ لِمصلحتها..!

مُنذ تلك المرَة كان يَتعمد ان يَجرحها و يكسر بخاطِرها كُلما جاءَت لهُ ، ينتقدُها بابشعِ العباراتِ و يُشوه ما تبقى من صورته بداخِلها ، كيّ تَكرهه

و قَد نجح مَع دعم اُمه التي تَملئ عقلها كُل ليلةٍ و افعاله كانت تُؤيد حَديثها جَيدًا ، كَرِهتهُ و اصبحَت تودّ ان ترد لهُ ضعف ما اراهُ لها في طُفولتها..!

ابتَعد عنها حينَما عاد من ذِكرياتِه لِيَرفع عينيه السَوداء للتَحديق بِوجهها ، كانت هُنالك نُدبَة اسفل عَينيها تَركها هو في السابِق اثر يُذكره بِوحشه النائم داخله

مَد يدهُ و التَمسها بلُطفٍ قبل ان يَهمِس بنبرةٍ مُهتزَة

- لم يكُن عليكِ ان تُسامحيني!
كان عَليكِ الاحتفاظُ بِكُرهكِ لي
لانهُ سبب نجاتكِ منّي

مَسكت لارين بيدِه تحتفظُ بها داخل كَفها قبل ان تُطالعهُ بِحُزن

- رأيتُ ما جرى بينك و بين آلميرا قبل مُغادرتها ، انت رَفضت الاستماع اليها و انا لاحظتُ نظراتُك و غضبكِ منها ، رُغم اني لا اعرفُ ما جَرى بينكُما ، لكنّي اشعُر انك سَتُكرر ما فعلتهُ مَعي مَعها

نَظر بِداخل عَينيها المُستاءَة و هي تُعاتبه قائِلَة

- حينما كبرتُ وراجعتُ افكاري ، خُصوصًا بعد مجيئي الي هُنا علمتُ انك لم تكُن قاسيًا يومًا إلا لهدفٍ معين ، و هو ان تَجعلني اكرهك كيّ لا تُؤذيني! لكن لِما فعلت كُل ذلك؟ و اهدرت سَنواتٍ من حياتِنا في الكُرهِ رُغم انك تعلم جَيدًا كم كنتُ اُحبك

امتلئت عَينيها بالدُموع قبل ان تُتابع بغصّة

- لما سَمحت لامي ان تنتصِر عَليك؟ لقد كنتُ في صفك مُنذ البدايَة ، كنت انتظر ان اكبر و اُدافع عَنك ، انتظرتُ ان اُصبح كَبيرة و اخذك و نَذهب للعيش في بيتٍ بِمُفردنا احضر فيه الطَعام الشهيّ لك و اُطعمك حد الامتلاء

كان كَلامها مَليئ بالقَهرِ و هي تُخاطبه تُناظر عينيه المليئة بالدُموع و هو يُجيب بِنبرةٍ مهتزَة

- انتِ تعرفين النُسخَة المظلمة التي كنتُ عليها ، لقد كنتُ اقتلك..!

مَسحت دُموعها بخشونَةٍ و هي تُناظرهُ بعتاب

- لكنِّ كنتُ اعلم ان اُمي من صَنعت تلك النُسخَة منك ، صحيح انّي كنتُ طفلَة ، لكنّي كُنتُ مُستعدة ان اتحمّل ، الي ان نجد حلاً ، كان عَليك ان تعتذر ، كنتُ انتظرُ اعتذارًا شافيًا يَكسر الحاجز الذي صَنعتهُ بقسوتك عليّ ، آن ذاك كنتُ ساقومُ بالبحث عن اشهر مصحاتِ الادمان لِتتعالج! الطريقُ كان سهلاً لكنك كنت تُضيعه جونغكوك

ليسَ بارادتِه ، هو لا يملك تَفكيرًا سويًا يسمحُ له بايجاد طريقه..!
نَظر في عينيها حينما استقامَت لتجلب هاتفهُ ثُمّ عادت
جلست القُرفصاء و مدتهُ له قائِلَة

- لا تفعل ما فعلتهُ مَعي مَعها ، القسوَة لن تَحميها منك! بل سَتزيدُها وَجعًا لا غَير

وَضعت يدِها على وَجنته تَمسحُ عليها بلُطفٍ ثُمّ تابعت بصوتٍ هامِس

- اتظُن ان كُل من ذاق حِنيتك سيسهلُ عَليه نسيانُك و هَجرِك؟
تحملُ لمسَة خاصَة من الدِفئ يستحيلُ فُراقها..!

مَسحت وجههُ الغارق بالدُموعِ ثُمّ وَضعت هاتفه بِداخل كَفِه ، نَظر الي الشاشَة التي تظهر انعكاسهُ ثُمّ الي من قالَت

- لازال بامكانك اصلاحُ الامر ، اتصل بِها انا مُتأكدة انها تنتظرُ مُكالمَة منك

نَفى برأسِه مُعترِضًا اذ قال

- لما عَليها انتظارُ اتصالي ؟ لقد افسدتُ كُل شئ

حملَقت به بحدَة قبل ان تنطِق

- لا يُمكنك ان تعرف ان كنتُ افسدتهُ او لا! الا حينما ان تَتصل و ترى ردّ فعلها ، هيّا! لا تكن جبانًا

شَجعتهُ و بَعد تَفكيرٍ مُطوَل ، استَمع اليها و طَلب منها ان تتركهُ بمفرده و هي لم تُجادل ، تركتهُ و غادرَت فبقى يُناظر محادثتها الفارغَة على الواتساب

تفقد اخر ظُهورٍ لها فكان مُنذ ساعاتٍ
وجدها قد غيَرت صُورَة حِسابها فدخل يتفقدُها

عيونَه ترتوي بِجَمالها..! جَذابة بطريقَة يعجزُ عن وَصفها
تبسّم بخفوتٍ و ازدهَرت مَلامِحهُ لِرؤيَة عُيونِها

دَخل على المُحادثَة من جَديد و حينَما اتصَل ، لم يَصِلُها اتصاله لانها كانت تُغلق الانترنت ، تَنهد باحباطٍ قبل ان يرمي الهاتف بعيدًا عنهُ و ينشغل باكتِئابه

•••

كوريا الجنوبيَة

كانت تَقفُ امامَ مُختبرٍ و بين يديها شَريطُ الادويَة الذي سَرقتهُ من زَوجِها سابِقًا ، نَظرت ناحيتهُ للحظاتٍ ثُمّ دَخلت الي المبنى قُبالتها بقرارٍ عزمت على اتخاذِه ، ستقطعُ شُكوكها و تتأكد ان هُنالك مكيدَة تُحاك لِلرائد..!

قَدمت تلك الادويَة الي المَعمل و طلبَت ان يُسرعوا في اظهار النتائِج مُقابل اجرٍ اغلى من المُعتاد ثُمّ غادَرت بسيارتِها ناحيَة المُستشفَى حيثُما وردها اتصال من اُمها هُناك

حينَما دخلت الي عيادَة النساء ، كانت والِدتها تجلسُ على سَريرِ الكَشفِ تقومُ بِفعل السونارِ من اجلِ التأكد من سَلامة جَنينها ، وَقفت آلميرا قُبالَة الشاشَة تُطالع الطفل في رَحمِ امه بابتِسامَة دافِئَة للغايَة

البهجَة كانت تَغزوا عُيونِها و هي تَسمعُ نَبضاتِ قلبِه ، و بِذات الوَقت قد زارَتها مشاعِرُ من الحُزنِ حينَما تذكَرت انّها قد لا تُجرِب هذا الاحساس يَومًا..!

احساسُ الامومَة..!

لا تعلمُ لما تَخيلت نَفسها مكان اُمها و بجوارِها الرائد يقفُ ببذلته العسكرية لرؤية طِفلهما للمرَة الاولَى على شاشَةِ الجهاز ، مشاعر عارِمَة غَزتها و تَمكنت من السيطرَة على قلبِها المُضطرب

هاهي ذا تستمرُ بالتَفكير بِه بسبب او بِدونِه..!

استفاقَت على صَوتِ اُمها و هي تطلب منها ان تُمسك بيدها ، اقتَربت منها و تَشبثت باصابِعها تُطالعها بهدوء حينما قالت مُبتسمَة

- شُعور ان تَري ابنكِ البِكر لاولّ مرَة ، يُدغدغ القَلب..!

ما قالَتهُ جَعل ابتسامَة آلميرا تتلاشَى بِبُطئ
ما مَعنى أن تَري ابنكِ البكر لاول مرّة..؟

اوليسَت آلميرا هي الابنَة البكر لِوالديها..؟

انعقَدت حواجِبها بِشدّة و حينما لاحظت ڤيولا خَطأها اللفظيّ اسرعَت بِتصحيحه عندما قالَت بتوتُر

- اق..اقصد انّهُ طفل ، انهُ ذكر ليسَ اُنثى

تَبسمت الاصغرُ سنًا بِجَفاء ثُمّ اكتفَت بالايماء و قلبُها يخبرها ان هُنالك شئ ناقص في الحكايَة التي قالتها لها اُمها قبل سَفرهما..!

اذ اخبرتها ان ادولف كان سَببًا في ثراء والِدها ، حينما اقرضهُ مَبلغ ماليّ ضخم ليكون نَفسهُ نظرًا لِكونه تعلق بآلميرا و حَبها

اخبرتها انّها كانت تعملُ كخادمَة لدى ادولف و زَوجتهُ التي كانت تُعاني من صعوبَة في الانجاب لذلك رأوا آلميرا كابنتِهما و اهتما بِها ، و حينما جاء مَوعد رَحيلهُما الي البِلاد اعترَض ادولف و حاول جاهدًا ان يحتفظ بِها لديه لَكنهُ استسلم في الاخر و قَرر ان يُقرضهما المال لضمانِ حياةٍ كريمَة لها

هي لم تَقتنع بالقصَة كُليًا ، ترى انهُ من الغريب ان يُقرِض رَجُلاً غريبًا عنها خادمتهُ مَبلغ ماليّ ضخم فقط كيّ تعتني بابنتها التي لا يعرِفها..؟

لَكن بما ان عقلها كان مُشوش بحكايتها مع زَوجِها ، لم تشغل فكرها بِقصة اُمها و اومأت بالايجاب

رَكبت في السيارَة بجوارِ والدتها التي مَسكت بيدِها تُطالعها بهدوء

- لنعد الي استراليا سويًا! حيثُ حياتنا الهادئة هُناك؟

نَظرت آلميرا اليها و هي تُدير المِقود

- كلاّ ، انا اريد البقاء مع ابي قليلاً ، يُمكنكِ الذهاب انتِ

عاوَدت التَحديق امامَها تُقلب افكارِها قبل ان تُعيد الحَديث

- لما لا تعودين الي ابي يا اُمي؟ انهُ يحبكِ

كَتفت ڤيولا يديها الي صَدرِها و هي تُناظر الخارج من النافذَة مُعترضَة

- لا ، انا و والدك كُل شَئ بيننا انتهَى ، اساسًا زواجُنا منذ البدايَة كان رُغمًا عن ارادتي ، انا لم اكُن احبه

حَدقت الصُغرى بِها بعدما تَوقفت امام اشارَة المُرور

- لما قبلتِ به؟ ان كان رُغمًا عن ارادتكِ اذًا!

نَظرت ڤيولا الي عَينيّ الصُغرى قبل ان تُكرر ذات السُؤال لَها

- و لما قبلتِ انتِ بجونغكوك؟ و انتِ لا تُحبينَه!

حَدقت آلميرا في عينيّ اُمها للحظاتٍ من الوَقت قَبل ان تُعيد التَحديق امامَها مُجيبَة بعدما اضطرَب قلبُها

- لم يكُن رُغمًا عن ارادتي ، انا وافقتُ عليه بعدما رأيتُ انه شَخص يستحقُ ان اُحاول من اجله

استأنفت القيادَة ثُمّ تابعَت

- كانت نظرتي للزواجِ و الرجال محدودَة و ضيقَة ، لكن جونغكوك وسّع لي تلك النظرَة و جَعلني ارى الواقِع ، ليس من الشرطِ ان يكون الرَجُل مثاليّ من كل الجوانِب ، كيّ يكون زَوج صالِح

اخرجَت ڤيولا مِرآتِها من داخل حَقيبتها لتفقد شكلها قبل ان تنطِق

- و جونغكوك؟ زوج صالِح؟

نَظرت في عينيّ ابنتها التي ابتَسمت حينما ناظَرتها مُجيبَة

- يَكفي انهُ يُحاول..!

بللَت الصُغرى شَفتيها الجافَةِ قبل ان تُعيد النظر امامَها من جَديد تُواصل

- الخِلافاتُ لابد ان تتواجَد بين الزَوجين ، لَكِنها تهون حينما تَرين الطرف الاخر يتنازل عن مُعتقداته و افكاره التي تربى عَليها من اجلِك! هُنا ستُدركين ان الحُب ليس بالكَلامِ المعسول و الافعالِ الرومنسيَة فقط ، بل يستطيع ان يكون اعمق حينما يُحاول شريككِ ان يُغير من نَفسهِ كيّ يُناسبكِ

نَظرت ڤيولا اليها للحظاتٍ ثُمّ ابتَسمت بدفئ حينما مَسحت على رأسِ طفلتها

- لقد نضجتِ و غيركِ الزواج آلميرا! ان سألتكِ قبل اربع اشهرٍ من الان كيف تَرين الزوج الصالِح ، لقلتِ يُدللني و يصرفُ عليّ و يُسفرني و يغرقني بالغزلِ و الكلام المَعسول! انا مُنبهرَة بكِ

سَرحت آلميرا في كَلامِ امها الذي جَعلها تتيقن انّها فعلاً تَغيرت..!
ليس جونغكوك وَحدهُ من تَغير ، بل هو كَذلك غيّر منها للافضَل

جعلها اكثر قناعَة و رِضَى بالحَياة التي تمتلِكُها في وَقتٍ كَثر فيه التذمر و الشكَوى ، كما هي صَنعت منهُ شَخص اقل عُيوبًا ، نَجح هو في جَعلها اكثرُ تَقبُل و تَسامُح ، علّمها ان تَغفِر و تتنازَل على عَكسِ ما كانَت عليه حينَما تَمحي اي شخصٍ يُزعجها و لو بكلمةٍ من الوجود

رَكنت بداخل بَوابة القصرِ ثُمّ نَظرت ناحيَة انعكاسها بالمرآه مُتحدثة بصوتٍ خافت

- امي مَعها حق..! لقد تغيرتُ عن السابِق

نَزلت والدتها قبلها ثُمّ لحقتها هي ، توجهَت مُباشرةٍ الي غُرفتها و بمجرد ان دَخلت جَلست فوق السَرير تُناظرُ الفَراغ

عاوَدت التفكير بموضوعِ ما يُخفيه والديها عَنها
اذ ، امن المُمكن ان تكون هي ابنَة ادولف الغير شرعيَة؟

تكثُر قصص الخيانَة الزوجيَة بين الخادمَة و سيدِها..!
لرُبما فعلاً اُمها خانت ابيها مع الامير؟ و انجَبتها هي..!

سَبق و ان اعترَفت بعظمة لسانها انّها تزوجت والدها بالاكراه
و تربيَة ڤيولا الغربيَة تسمح لها باقامَة علاقاتٍ عشوائيَة
خصوصًا ان في نظامهم الاوروبيّ ، الخيانَة غير مُعترف بها!

نَفت برأسها تنفُض تلك الافكار المُظلمَة فإن كان ما تفكر به صحيح لما أحبها المُشير و دَللها بهذا القَدر ، او رُبما مَضحوك عليه هو الاخَر؟

نهضت تسيرُ للجلوس امام المرآه ، تُناظر مَلامحها التي لا تُشبه و لو واحد بالمئَة الاسيويين! عيونِها واسعَة و غير مَسحوبَة..!

ان كان جونغ والِدها ، فلابد ان ترِث منهُ شئ واحِد على الأقل..!
هل ما تُفكر به حَقيقيّ ؟ هل حقًا اُمها خانت والدها..؟

نَفضت عقلُها و ما اخرَجها من دوامَة تفكيرها صَوت رنين الهاتف ، التَفتت برأسِها تُطالع شاشة هاتفها المُضيئة فوق السرير

استقامَت و تمشت ناحيتهُ تزعم على اغلاقه في وَجه المُتصل فهم حتمًا اصدقاءها الذين يَحثونها على الخُروجِ منذ ان علموا بعودتِها

لا تريد الذهاب للسهر معهم في النوادي الليليَة كما اعتادوا سابقًا ! هي تعلمُ ان جونغكوك لا يُحب لذلك لا تُريدُ ان تعصيه حتى ان لم يَكُن موجودًا معها و لا يَراها

حَملت الهاتِف الذي بمجَرد ان رغبت في فصل الخَط ، توسعَت مُقلتيها حينما رأت اسم المُتصل من تَطبيق الواتساب

- الرائِد زَوجي

لا تعلمُ لما اسمتهُ بهذا الأسم ، لكن ستشعُر بالغرابَة ان وَصفتهُ بكلمةٍ رومنسيَة فعلاقتهُما ليست من هذا النَوع

اضطرَبت انفاسُها و زادَت ضرباتُ قلبها و هي تسيرُ ذهابًا و ايابًا في مُنتَصف الغُرفَة ، مالذي يُريده؟ لما يتصل و بما سيُخبرها؟

هل اتصَل كيّ يُخبرها انهُ سيحدد موعد طَلاقهما..؟
ام لِما رَنّ عليها تحديدًا؟ مالذي سيقوله؟

ابتَلعت ريقها و بَعد تردد و خَوفٍ شديد ، ردت عَليه و جَلست فوق الفِراش تنتظرُ سَماع نبرَة صَوتِه التي تُحِب بِلهفَة لم تعهدها من قَبل

مَرت بِضع لحظاتٍ و كُل ما استطاعَت ان تَسمعهُ هو صَوت انفاسِه المُهتاجَةِ المُشابهَة لِخاصتِها ، لم يُبادر احدهُما بالحَديث آلا حينَما قال هو بِصوته الذي ردّ الروح اليها من جَديد

- مَرحبًا

انها اول مُكالمَة فحياتها ترتعشُ فيها بهذا الشَكل..!
هي لم تتوتر هكذا حتى ليلَة دخلتها
و المُصيبَة انها تُكلمه هو !

لما متوترَة من مكالمَة معهُ ، بينما في السابق لم تخشَى ان يلمسها حتى؟

ماهذا التناقُض..!

استَجمعت انفاسِها المُضطربَة ثُمّ ردت بصوتٍ خافت

- اهلاً

صَوتها كان بمثابَة علاجٍ لروحه المجروحَة حينما سَمِعها تلفظُ تلك الاربع حُروفٍ و هو جالِسٍ في حَديقة الثكنَة يُشاهد القَمرِ و يُهاتفها

انه الاتصال الثاني الذي عَزِم على الاقبال عَليه بعدما غلبَهُ الشَوق و فشَلت قراراتهُ في الابتعاد و صُنع فجوةٍ بينهُما ، فاقتهُ احاسيسه..!

انهُ مُتيّم بها ، و للتو تأكَد

- كَيف حالُكِ؟

قَضمت شَفتها بِتوتر و هي تَجلِسُ فوق سريرها مُتربعَة ، وضعت الوسادَة فوق فخذها تعتصِرُها باصابع يدها الشاغرَة قبل ان تُجيب

- بخير و انت؟

كان جَوابهُ جنونيًا بالنسبَة الي قلبِها الذي فقد صَوابهُ حينما قال

- لم اكُن بخير الي حين هذِه اللحظَة

بَللت شَفتيها ثُمّ سألت باضطِراب

- لِما ؟

اخَفض بصرهُ يُناظِرُ قدمهُ التي تعبثُ بالترابِ اسفله

- تَسألين لِما؟

اتَكئت على مَسند السرير تطالع السقف اعلاها مُتحدثَة

- قرأت الرِسالَة

صَدر صَوت همهمتِه التي تُؤكِد قراءَتهُ لَها ، حلّ الصَمت للحظاتٍ قبل ان تقول هي بعد حين

- انا اسفَة ، لانّي صُغت بدايَة القصَة بطريقَة مُخيفَة

لِوهلَة ، تاكدت ان شخصيَة الكاتبَة تغلبت عَليها
نظرًا لِكونها اعتادَت انهاء الفُصول بطريقَة مُخيفَة..!
فعلت معهُ المثل حينما بدأت الحكايَة بذات الطريقَة

اسلوبِها كَـ كاتبة يُسيطر عليها في كَثيرٍ من الاحيان
و هاقد افتعَل مُشكلَة مع زَوجِها

- ليسَ عليكِ الاعتذار ، انا من كان عَليه ان يستمِع للنهايَة
انا الاسِفُ ليسَ انتِ

نَظرت الي حُضنِها حيثُما تحتضن تلك الوسادَة التي تتمنى لو يَكون هو بَدلاً مِنها ، تَنهدت بِخفوتٍ حينما تابَع قائِلاً

- قرأتُ كل ما قرأتيه ، و ساشعرُ بالخُزي ان اعترفتُ اني بَكيت ، لكنها الحَقيقَة ، عادَة لا اشعر بالالم الذي يُقاسيه الاشخاص الاخرين فالذي احملهُ يَكفيني ، لكنّي احسستُ بوجعكِ و تألمتُ اضعافَه ، لم اتوقع اطلاقًا ان يكون لكِ ماضٍ مُؤلم كالذي عَرِفتهُ ..! لكنِّ مُمتن لِقوتكِ التي جَعلتكِ تَصمُدين ى تُقاومين ذلك المَرض حتّى الشِفاء

الكَلام الذي كانت تَحتاجُ ان تسمعه منهُ ، قالهُ للتو و أضاف عَليه بعد ان امتلئت عَينيها بالدُموع

- شكرًا لكِ ، لانكِ صَمدتِ و تعالجتِ من مرضٍ نسبَة الموتى فيه كُثر ، شكرًا لانكِ عُدتِ للحياة بَقيتِ في حَياتي آلميرا

رَفعت عينيها للسقفِ تَحجزُ دموعها فمنذ يَومين اقسمَت ألا تَبكي من جَديد ، لَكنهُ يُحنّثها! جَففت اطراف عُيونها و همست بصوتٍ جَعلهُ يعرف انها على وَشك البُكاء

- كان عليك ان تقرأ هذِه الرسالَة قبل ان اُغادر

ابتَسم بِمرارَةٍ حينَما تابعَت

- كان عليك ان تُسمعني هذه الكلِمات و انا في حُضنك!

نَظر الي الارضِ و هو يُحفرُ باقدامِه بداخل التُربَة مُجيبًا بيأس

- انتِ تعرفين جَيدًا طِباع زوجكِ الميؤوسِ منهُ
عَنيد يستمعُ الي افكاره المَغلوطَة و يرتكب المزيد من الاخطاء

مَسحت اطراف عُيونِها من الدُموعِ ثمّ قالَت

- دَعني اعودُ الي حُضنِك ، و لنرتكب الاخطاء مَعًا

رَفع عيناهُ للسَماء يُحدق في القَمرِ اعلاهُ مُتنهِدًا

- قلبكِ لم يعد يَتسع لمزيد من الخَيبات ياحَبيبتي

ان تَسمع حَبيبتي تِلك من شَفتيه ، و بِصَوته الخام ذاك..!
جَعلها تتخبطُ في فراشها تسمحُ لقلبها ان يُعبر كما يشاء
دامها بعيدَة عن انظارِه..!

اعطت لنفسها حُريَة التعبيرِ قبل ان تتحمحم مُتحدثَة

- دامك صادِق في التَغيير ، امنحُك فُرص العالم لِنصل الي بِر الآمان سَويًا يا حَبيبي

ابتهَجت نَظراتهُ و ابتَسمت شَفتاهُ بِصدقٍ حينَما سَمع ماقالتهُ
لاسيما حَبيبي تلك مِنها..!

احمَرت اُذناه و احس بالخَجل ، فعلاقتهُما لا تحملُ الكَثير من طابع الغَزل اطلاقًا ، لذلك من الغريب عليه ان يَتبادلا الكلام المَعسول هَذا

دلّك رَقبتهُ بِحَرج ثُمّ قال

- هل لازال لديّ مكان في قلبِك؟

سَمِعها و هي تنطِق بما جعل قلبهُ يضطرِب

- بل قلبي كُلّه مُلك لكِ

للتوِ استوعَبت انها اعترَفت لهُ بطريقَةٍ غير مُباشرَة..!
توسعَت عينيها و احمّر وجهها بالكامِل تمامًا كما حدث معهُ

الرَجُل ، يستطيعُ فعلاً ان يَجعل المراة التي تُحبه تَخجل مهما كانَت جريئَة و قويّة ، و هو قد نَجح بذلك مَعها..!

خجلت لاولّ مرَة في حياتِها و رَغبت في فصل الاتصالِ فورًا
لَكنها لم تشبع من صَوته بَعد..!

في الطرفِ المُقابل لَها ، كان يَجلسُ مُبتسمًا مُبتهجًا ابتسامتهُ تظهر صُفوف اسنانِه دون ان يشعُر ان هُنالك اعيُن تُراقبه

كانت لارين تطلّ عليه من الممر المُقابل مُبتسمَة على وَضعه
القلبُ المُحِب يُغير المَلامح..!

اطمَئنت عَليه ثُمّ غيرت وِجهتها ناحيَة العيادَة ، قابلَت زوجها في نهايَة الممر فوقفت تُناظرهِ بهدوءٍ حينما طلب منها ان تَلحقه

تنهدَت بضيقٍ ثُمّ مشت وراءَه تتمنَى ان تَمر الامور بِسَلام

انتَظرت آلميرا جوابًا من زَوجِها الذي رأى العقيد يُناديه من نهاية المَمر الذي بجانِبه ، لاولّ مرة يحقدُ فيها على رَئيسهُ لِذا تنهد مُحبطًا ثُمّ قال

- ساضطر ان اذهَب ، العقيد يُناديني

احَست بالاحباط لَكنها لم تُعبر اذ قالَت

- لابأس ، يمكنك الذهاب

استَقام من مكانِه مُتحدثًا

- هل سَتنامين باكرًا الليلَة؟

شَعرت انهُ يُلمح على اعادَة الاتصال بها لِذا ابتَسمت بوسعٍ و اعترضَت

- ساسهرُ اتابع فيلم ، لما؟

مَشى في اتجاه مكتبِ العقيد و هو يضع يدهُ الثانية في جُيوبه قائِلاً

- اذًا لا تنامي ، ساتصلُ بكِ مُنتَصف الليل

صغَرت عينيها مُجيبَة

- منذ متى تَسهر؟ انت تنام مع حُلول الساعَة الثامنَة!

نَظر الي ساعَة رِسغه اذ كانت تُشير للسابعَة ليلاً

- لاجلكِ ساسهر ، لا تَنامي

ابتَسمت ثُمّ قامت بالايماء لهُ ، فصل الخَط دون ان يُودعها فلازال يفتقرُ الي ادابِ الحَديث مع الحَبيب ، لَكنها سعيدَة بالمُكالمَة الاولَى بينهُما..!

تُعتبر الاولَى ، اذ لا تتذكر انّهما اتصلا بِبعضهما اطلاقًا من قَبل
إلا ان كان بِضرورَة مُعينَة ، يكونُ لهدفٍ ما لا غير

ابتَسمت و هي تُطالع عَدد دقائِق مُكالمتهما التي كانَت رُبع ساعَة تقريبًا ، احتَضنت الهاتف الي صَدرها ثُمّ هَمست قائِلَة

- اشعُر انّي اعيشُ مرحلَة الخُطوبَة..!

ضَحكت على نَفسها قبل ان تَستقيم و تَضع هاتفها في الشاحِن ، دَخلت تَستحِم و حينما خَرجت نادَتها الخادمَة على العَشاء ، نزلت بعدما ارتَدت بيجاما منزليَة مُريحَة دافئَة ثُمّ جَلست امام والِدها بعدَما استقرت اُمها على يمينه

اخَذت الشوكة و السكين ، و بدأت تأكُل من اللحمِ المشويّ بابتِسامَةٍ وسيعَة فشلت في التستر عَليها ، نَظر المُشير الي طليقته التي طالعتهُ باستغراب

اشار لها بِعينيه بِمعنى مابها؟ لَكنها هَزت اكتافها بلا تَدري

نَظر جونغ الي الصُغرى مُتسائِلاً بلُطف

- أميرَةُ ابيها تبدوا سعيدَة ! هل يُمكنكِ مُشاركتي سعادتكِ؟

رَفعت آلميرا عَينيها اليه و هي تتناوَل من اللحمِ و البطاطسِ المقليَة بِشراهَة

- ليسَ هُنالك سَبب ، فقط اشعُر ان العودَة الي كوريا تُشعرني بالراحَة

ابتَسمت لهُما و تابعَت تأكُل بِسعادَة ، انتهَت من العشاء و رافقتهُما ناحيَة الصالَة لمُشاهدَة الفيلم الذي طلب والدها ان يتشاركوه ثلاثتهم

حينما احسّ بان نفسيتها في اسوء مايكون ، طلب من ڤيولا ان يَتركا خلافهم جانبًا ، و يتحدا لاسعاد طِفلتهم التي رُغم انها مُتبناة ، الي ان كِليهما يُحبانها كقطعَة منهما و أعَز ، لذا طليقتهُ لم تَرفُض و وافقَت على طلبِه

جَلست آلميرا في مُنتصفهِما تتناول الوجبات الخَفيفة و هي تُناظر الساعَة بين الحين و الأخَر ، طلبت من الخادمَة ان تجلِب لها هاتِفها و بالفعل جائت بِه بعد لحظاتٍ قليلَة

وَضعتهُ بِحضنها كيّ حينما يَرن تشعِر به و بِمُرور ساعتين اهتّز فوق فِخذها ، رَفعتهُ بلهفَة ترى المُتصِل الذي كان زَوجِها

ابتَسمت بوسعٍ ثم ناظرت والديها المُهتمانِ بمشاهدَة الفيلم
استأذنت و هي تَستقيم من بينهُما

- اعتذرُ لكن عليّ الخلود الي النَوم

نَظر المُشير اليها مُستغربًا

- لازال الوقت باكرًا ! لما ستذهبين الان؟

وافقتهُ ڤيولا الرأي لَكنها اصرت حينما قالت بجديَة

- انا اسفَة و لكنّي اشعر بالنُعاس ، تُصبحان على خَير

قبلتهما من وَجنتيهما ثُمّ سَرقت صحن الفُشار مع البطاطس مُتابعَة

- ساخذ هذا مَعي

احتضنتهُ الي صَدرها ثُمّ التفت تسيرُ نحو الدرَجِ و هي تتمايل امام عينيّ ابويها المُنصَدمين ، دَخلت غرفتها و رَدت مُباشرَةً على زوجِها الذي كان مُمَد فوق فراشه بالثكنَة

- لما تأخرتِ بالرَد..؟

جَلست فوق السرير بعدَما وَضعت صحن الوجباتِ الخفيفة قربها مُجيبَة

- امم كنتُ مع والداي ، هل انهيت عَملك؟

سَمعتهُ يُهمهمُ قبل ان تقول هي

- كيف هي الحياة بِدوني؟

سَكت و هو يُحدق في سقف الغُرفة ، التفت للنومِ على جانبه فنظر الي جهَة السريرِ الخاليَة و التي اعتاد ان تَنام هي فيها ، تنهد بضيقٍ قبل ان يقول

- خانِقَة

كانت سَتتحدث لكنهُ تابع قائِلاً

- اعتدتُ ان اعود و اجدكِ في المنزِل ، الفراشُ بارد من دونكِ

انغمَر قلبها بالسعادَة على كَلامه الذي جَعلها تشعُر بقيمتها لديه ، هو واصَل ما جَعل ابتسامتها تتلاشَى

- لكنّي سادفئه بِوضع البطانية لذلك لا تَقلقي عليّ

اغمَضت عينيها بغيضٍ من كلامه الذي افسد رومنسيته ، لكنها ضحكت حينما تَخيلت شَكلهُ و هو يسحبُ البطانيَة على جَسده و لم تأخذ على خاطِرها منهُ

اعتادَت على طَبعه و كلامه الذي ليسَ بِمحله!
لم تَعتد فَحسب ، بل تَقبلتهُ كذلك

- حسنًا تأكد من الالتحاف بالغطاء جَيدًا فالجو بارد هُناك
ايضا فلتشغل المدفئَة

همهمَ لها و هو يحتضنُ اللُحاف و بعد لحظاتٍ سمعتهُ يتنهد مُحبطًا

- حتى اللُحاف لا يُمكنه ان يملئ مَكانكِ

اخَذت من الفشار تتناول منهُ و هي تتشمتُ به قائِلَة

- تستحِق ، انت من طَلبت ان اُغادر

احَس بالندم يَنهشُ دواخله فالشَوق ألمهُ اصعَب من بقيَة المَشاعر بالفِعل ، لما سمح لغضبه ان يتغلب عَليه للحد الذي امر بِذهابها؟ تبًا لهُ و لعصبيتهُ و لِعقله الجاهل المُتخلف ، انه يشتمُ نفسهُ باستمرارٍ في داخله

تَنهد ثُمّ قال

- لقد اتخذتُ قرارًا انا لستُ آهل لهُ هذه المرَة

كَتفت ذِراعها الحُرَة الي صَدرِها فقالَت

- لابأس ، دَع هذه الفترَة تُشعرك بقيمتي جَيدًا..!

نَظر ناحيَة السقفِ مُتحدثًا بِحُزن

- معكِ حَق ، عليّ ان اتعلم كيف اُحافظ عليكِ

احَست بِحُزنه الذي جَعلها تتنهَد مِثله
كلامها كان ناجم من المُزاحِ لا غير..!
لكنهُ اخذهُ بجديَة الي ان احَس بالحُزن

- لم اقصِد ما قلته بالمعنى الحَرفيّ
لقد كنتُ امزَح

لا يَفهم هو المُزاح ، اذ كُل ماتقوله يأخذهُ بجديَة لان بطبعه لا يعرفُ كَيف يمزحُ مع غَيره لِذا سمعها تواصل مُوضحَة

- هل تعرف كيف تُمازح غيرك؟

سمعتهُ يُنفي و ذلك جَعلها تتنهد و تكون اكثَر حرصًا في انتقاء كَلامِها المرَة المُقبلَة كيّ لا تجرح مشاعِره دون قَصد

- كم تبقى من الوقت كيّ تعود ؟

سألتهُ مُنتظرَة جوابهُ بلهفَة ، صَدرت تنهيدَتهُ المُتحسرَة و هو يقول

- تسع اشهر

شَهقت مُوسعَة عينيها بصدمَة

- ان كنتُ حامل لَولدت..!
يا

اغمَض عيناهُ بقلَة حيلَةٍ و هو يدلك جَبهتهُ بِصُداع

- ليس باليدِ حيلَة

قضمَت شفتها بغيضٍ قبل ان تنطِق

- انت تجعلني ادفع ثَمن غلطك مَعك..!
ما ذنبي انحرمُ منك؟

فَتح عيناهُ يُناظر السقف باندِهاش
لم يَفهم ماقالتهُ لذا سأل

- لِما هل تحبين وجودي معكِ؟

اجابتهُ دون تَردد

- بالطبع ايها الاحمق! اذًا لما تهورتُ و ذهبت الي تلك المهمَة الغبيَة ان لم اكُن احب ان اكون مَعك طيلَة الوقت؟

زَمّ شَفتاهُ حتى ظَهرت غمازتهُ ثُمّ ابتسَم دون شُعور منهُ

- انا ايضًا اُحب حينما تكونين مَعي

ابتَسمت بلُطف على كَلامه قبل ان تعتدل في جلستِها تسألهُ

- امم ، هل تُحب القراءَة ؟

بلل شَفتاهُ يُجيبها بالايجاب

- نعم ، اُحب قراءة الكُتب

ابتَسمت بوسعٍ ثُمّ تابعَت

- تُحِب قراءة الروايات ؟

سَكت يُفكر ان كان عَليه مُشاركتها هوايتهُ في قراءة الروايات الرومنسيَة التي يأخُذ منها دروسًا ليكونُ رومنسيًا ، لم يجد هُنالك دافع في الرفض لذا اجاب

- اجَل ، اقرأ الروايات

تَذكرت حينما راسَلها بِخُصوصِ كتابة قِصتهما كهديَة اعتذار فابتسمَت بدفئٍ ، سَمعتهُ يُتابع و هو يعتدلُ في جَلسته بعدما كان مُمددًا

- انتَظري ، ساخبركِ بغزلٍ حفظتهُ من روايَة اُحبها
اظنهُ يليقُ بكِ

تَحمست حينما اعتَدلت بجلستها هي كَذلك و قالت

- حسنًا اخبرني

سَكت لِدقائِق يَستجمعُ الغَزل بِداخل رأسِه ، ثُمّ قالَهُ بَعد حين

- انّي سَباح خال لهُ البَحر مُزرقًا ، ألا انّي اضحيتُ غريقًا وِسط مُحيطٍ امواجَهُ كُحليّة..!

قد حَرّف في الغَزلِ الذي كان اساسهُ
وِسَط مُحيطٍ امواجهُ عسليّة
فقط كيّ يتناسب مع عُيونها السَوداء

اذ لا يُمكنه التغزل بالعيون العسليَة و خاصَة زوجتِه سَوداء..!

خَفق قلبُها بِعُنفٍ و هي تَسمع الغَزل الذي كَتبتهُ ، يُقال لَها من شِفاه زَوجِها..!

انها حتمًا تحلُم؟
لوهلَة تناست ان هذا الغَزل يَخُصها
تشعُر انها تَسمعهُ للمرَة الاولَى في حياتها
رُغم انها قراته للمرةِ الالف من اعادَة نشره من قبل القُراء

اضطَرب قلبُها و اضطرَبت معهُ روحها و لم تَعد قادرَة على ان تُجيبه ، سَمِعته يتحدثُ بعد لحظاتٍ حينما لاحظ صَمتُها

- الم يُعجبكِ؟

توتَرت و هي تُجيبه بصوتٍ مُهتَز

- بل..بلى ، احببتهُ بشكلٍ لا تَتخيله

ابتَسم مُطمئنًا لِيقول بِخجلٍ و هو يُناظر الدفتر الذي اخرَجهُ من الدُرج

- لقد كتبتُ الكثير من ابياتِ الشعر و الغَزل من مختلف الروايات
ساقولُها لكِ كُلها ، ان كنتِ تحبين الأدَب

تبسَمت مَلامِحها و اومأت بالايجاب مُتحدثَة

- ساُحبها دامها منك انت..!

اتَكئ على مَسند السَرير خَلفهُ و بدأت الحِكاياتُ تَجرُّ بَعضها الي أن نام هو دون شُعورٍ منهُ على الهاتف من التَعب ، اغلقت الخط على الساعة الثالثة صباحًا و تَسطحت على جانِبها تُطالع محادثتهما التي تحملُ ثلاث اتصالات منهُ بعدما كانت في الصباحِ فارغَة

ابتَسمت بِحُب ثُمّ همست قائِلَة

- ترى ماذا سيكونُ رد فعلك؟ حينما تعلمُ انّ زوجتك هي نَفسها كاتبتك المُفضلَة ..؟

للتو كان يتحدثُ عَنها كَـ كاتبة و يمتدحُ في اسلوبها الذي يُعجبه بشدّة ، امتلكها الحَماس و جَلست تدخل على تطبيق الانستجرام الخاصِ برواياتها

بحثت عن حسابه وِسط الكم الهائل من الرسائل و حينما وَجدتهُ ارسلت لهُ رسالَة مليئَة بالحَماس

- لقد قَبلتُ ان اكتُب حِكايتك
ارسل لي التَفاصيل و سابدأ بالفصل الاول من الغَد..!

من هُنا
هي علمت جَيدًا كيف ستُفاجئ زَوجِها باخبارِه عن حَقيقتها..!

•••

استَيقظ الرائِد على رسالَة من كاتبتهُ المُفضلَة جَعلت قلبهُ ينبضُ بالسعادَة ، اعتدل بجلستهُ و بالكاد يستطيعُ فتح عيناهُ جَيدًا و هو يُرسل لها بِضع رسائِل شُكر تُعبر عن امتنانه

دَخل على مُحادثتهُ مع زَوجته و وَجدها قد ارسلتُ لهُ على الساعة الرابعَة صباحًا

- هُنالك مُفاجئَة ، اُعدها من اجلِك
لا تسالني عن التفاصيل لاني لن اخبرك

ابتَسم فقد كان على وَشك ارسال ذاتِ الرسالَة اليها

- انا ايضًا اُعد لكِ مفاجئَة ، ستعرفينها قريبًا

خَمنت ان كانت مُفاجئتهُ كخاصتها حينما قرأت رسالتهُ عندما استَيقظت ، تأكدَت من تخميمها عندما رأت رسائله على حِسابها الروائيّ اذ كَتب

- ستكون مُفاجئة سارَة لِزوجتي..!

انهُ لمن الغريب ان يطلُب من كاتبة ان تكتُب قصتهُ هديَة لِزوجته ، و الكاتبَة هي زَوجته التي من الاساس سَتكتبها مفاجاةٍ له..!

ضَحكت بِمُجَرد ان رأت الامر من هَذا المنظور و قبل ان تَستوعب يومِها وردها اتصالٍ من الرائِد ، رَدت مُباشرَة تُسمعه صَوتها الناعس

- صباحُ الخير

صغّر عيناهُ مُتحدثًا

- مساء الخَير يا اُستاذَة
انها الظهيرَة

ضَحِكت و هي تُدلك عينيها تستعدُ للنهوض

- للتو استيقظت ، سهرتُ للسابعَة البارحَة

سَمعتهُ يُهمهم و هو يتمشَى وِسط ممرات الثكنَة بعد ان عاد من مُهمته

- نهضتُ ، اغتسلتُ و ذهبتُ في مهمَةٍ و عُدت و انتِ للتو استيقظتِ

دَخلت الي الحمامِ تراقب شكلها في المرآه

- حسنًا انت تعرف ان زَوجتك كسولَة!
دعني انام بقدر ما اشاء مالذي يُزعجك انت؟

سَمِعتهُ يهمسُ بصوتٍ خافت سبب لها قشعريرَة

- يُزعجني ان نومكِ ذاك يذهبُ هباءًا و انتِ لستِ في حُضني..!

انّها تخجلُ للمرةِ الثانيَة..!
رأت بعينيها كَيف وَجهها يَحمرُ بالكامل بسبب كلماته ..!

فَتحت صنبور المِياه الذي بَللت به احمرار خُدودها لعلّ حرارتها تَخِف ، نَطقت مُتحمحمَة

- انك تَكتسبُ اللسان الجريئ بسُرعَة

فَتح باب مَكتبه و دَخلهُ مُجيبًا بابتسامَة راضِيَة

- اجل ، انا اتعلمُ بسُرعَة لاني ذكيّ
ساُبهركِ

ضَحكت على غُروره الذي رأتهُ لطيفًا ثُمّ قالَت

- حسنًا هاتفي سينفذُ شحنه ، ساُغلق لاستحم و حينما اخرُج سَنتكلم

نَظر الي ساعَة رِسغه ثُمّ همهم

- حسنًا اساسًا لديّ اجتماع بعد عشر دقائِق
اهتمي بنفسكِ الي اللقاء

اغلَق دون سَماع ردها و ذلك جَعلها تقهقه من جَديد ، وَضعت الهاتف بالشاحِن و استَحمت كما اخبرتهُ قبل ان تخرُج و تَجد الخدم قَد جهزوا ملابِسها و نظفوا غُرفتها بالفِعل

شَكرتهم و لَبِست فستان شتويّ قصير مَع بوت طويل يصلُ الي مُقدمَة فخذيها ، ارتَدت فوقهُ مِعطفًا و غادرت للتسكعِ مع اصحابِها

تَوالت الأيام ، و كَثُرت فيها اتصالاتُ الرائد بِزوجته كُل ليلَةٍ يسهرون للصباحٍ لتبادل اطراف الحَديثِ المُختلفَة ، تعرفا فيها على بَعضهما و عرِفا جوانب مُختلفة من شَخصيتِهما التي قَربت المسافَة بينهما اكثَر

ذات ليلَةٍ كان الجَو ماطِرًا خارج غُرفة آلميرا المُمدَة فوق فراشها تُطالع النافذَة و هي تَسمع صَوت زوجِها يُحادث فريقهُ عبر الهاتف حينما دخل السَكن

لقد عاد للعيشِ معهم مُنذ ان غادَرت

كان يَأمرهم ان يتوقفوا عن احداثِ الضَجيج بعدما كانوا يتشاجرونَ على كيس البطاطس المُقرمشَة الذي جاء بِه جيمين من الخارِج

حَدقوا بِه بعدما توقفوا عن رَكلِ و لكم بعضهم البعض ثُمّ قال هوسوك ساخِرًا

- اجل توقفوا عن ازعاجه كيّ يُحادث حَبيبة القلب براحته
لوهلة شعرتُ انه خاطب لا مُتزوج

ضَحكت آلميرا بخفَة عبر سماعَة الهاتِف حينما سَمِعت ماقاله هوسوك ، على عَكس زوجها الذي استَشاط غضبًا و رَكض خَلفهُ يُهددهُ بالقتَل

ضَحك البقيّة على غضبِ قائِدهم و استمروا باستِفزازِه الي ان انتهَى بهم الحال خارِج السَكن ، طَردهم و طلب منهم النوم في الشارع كالمُشردين لِيتعلموا الأدَب

مَرت مُدَة لم تَسمع فيها آلميرا صَوت زَوجها الغاضِب ، كان يَحملُ بَحّة رَهيبة اشعلَت قلبها بالحَنين لهُ ، تَقلبت على جانِبها كي تتسنى لها رُؤيَة صورِتهما فوق منضدَة سريرِها تُحدق في وَجهه بِشَوقٍ عارم

سَمِعت صَوتهُ و هو يَتنهدُ بعد لُهاثهِ حينما رمى جَسدهُ فوق الاريكَة

- ألو

لم يَسمع منها سِوا جُملَة واحدَة زادَت من اهتياجِه

- جونغكوك ، اشتقتُك

كَيف يُصارِحها انهُ فَعل اضعافًا مِما تفعلُ هي..؟
يشتاقها بطريقَة جُنونيَة ، و زَوجية كَذلك..!

مَرّ قُرابة الثلاث اسابيِع و هي بعيدَة عنهُ
يُحاول ان يُصبر نَفسهُ بصوتِها الذي لا يسمعهُ يوميًا
ان كان يَملكُ مهامًا تَتطلّبُ ايامًا..!

تَنهد باضطرابٍ شَعرت بِه هي قَبلهُ و قال بِنبرةٍ تحملُ بحّةٍ عميقَة

- انا اكثَرُ يا حُبي

ابتَسمت بِخُفوتٍ حينَما وَصفها بِحُبه ، الشَوقُ قاتِل..! حينما تتمنّى وجودَهُ حَولٍها في وقتٍ كمثلِ الوقتِ الراهِن

طَرحت انفاسُها بِبُطئ ثُمّ قالَت بنبرةٍ مليئة بالحُزن

- لا يُمكنني تحملُ كُل هذا الشَوق لِقرابَة الثمان اشهُر..!
عَليك ان تتصرَف

دلّك جَبهتهُ و هو يَتنهدُ بِبُطئ

- اسمَعِ ، ساُغلق لان الوَضع يزدادُ سوءًا..!

فَهِمت مَقصدهُ و لم تُجادله ، بل قامت بالايماء و اغلاقِ الخَط هي بدلاً منهُ ، تَنهدت محدقَة في السقفِ بِعُبوس

- غبيّ ! متخلف

شَتمتهُ و دَخلت على البومِ الصُور تُشاهد الصورة التي قام بارسالِها لها صباحًا ، ابتَسمت تتأمُل وَجهه قبل ان تجتاحُها فكرَة ماكرَة قامت بتنفيذِها

لرُبما يَتعجلُ بالمَجيئ..!

لَبِست اكثَرُ الاثوابِ اغراءًا لديها ، ثُمّ زَينت مَلامِحها بِمُستحضرات التَجميل الفاتنَة قبل ان تَلتقطُ صُورًا مُغريَة ارسلتها الي زَوجِها الذي حالما رآها حتّى زاد وَضعهُ سوءًا

صرّ على اسنانِه و لاولّ مرَة تجتاحه رغبَة مميتة بالعودَة الي كوريا التي يَكرهُ الهبوط على اراضيها من الأساس..!

توتَر و امتلئ جَبينهُ بالعَرقِ و هو يُشاهد جَمال زوجتهُ امامهُ مع عدم مقدرته على الوصول اليها

- اتتعمدين فعل ذلك بي؟ 🥵

قرأت رِسالتهُ فابتسمَت بِمُكرٍ قبل ان تُجيبه

- كلاّ ، كنتُ اتصور فقلت اُشاركك

دَحرج عيناهُ بضجَر فهو يعرفِ الاعيبها جَيدًا

- انتظري حينما نلتقي من جَديد
لن اترككِ و شأنكِ 😡

ضَحكت على رِسالته التي بعث معها ايموجي غاضب ، اكتشفت ان زوجها يميل للتعبير بالايموجيز التي تَجعل كلامهُ لطيفًا بالنسبَة اليها

غيَرت ملابسها حينما نَده والدها عليها كونهُ عزمها على العشاء الليلَة لذا تَجهزت و غادَرت المنزِل رِفقتهُ

في ذاتِ الوقت قد نَده العَقيدُ على الرائد في مُهمَة استِعجاليَة ، تَوجه ناحيَة المَكتب لتلقي التَعليمات و الوجهَة القادمَة من الذي طالعهُ بهدوء

- هذه المُهمة قد تستغرقُ اسبوعًا هذه المرَة

حَدق الرائد بِه مُنزعجًا على غَير عادته حينما يتلقَى مُهماته
طالعهُ العقيدُ بحاجبٍ مَرفوع

- مابك كُلما زودتك بالمهامِ اخر فترة تنظُر اليّ كما لو انّي سارسلك الي الجحيم ..؟

دَحرج الرائد عيناهُ بضجَر ثُمّ قال

- الي اين الوجهَة هذه المرَة؟ دامها ستستغرق اسبوعًا اذًا سيكونُ البلد بعيدًا

ابتَسم لهُ العقيدُ حينما تقابَلت عيناهُما و قال بعدما غَمز

- هذه المرَة الوجهَة ستُعجبك

حَدق الرائِد به بحاجبٍ مَرفوعٍ قبل ان يقول العقيد مُبتسمًا

- وِجهتك هذه المرّة ، كوريا الجنوبيَة

•••

6841 ✔️

اهلاً اهلاً بالجَميلات ♥️

طبعا ما اريد اتكلم عن التفاعل المُحبط لذا خلوني ساكتَة مبدئيًا

حابة انوه على شَئ ، البنات فهموه بشكل مغلوط الفصل الفائِت
و هو نظرَة الميرا للعذريَة

اخخ ، هذا موضوع طويل بس حاختصره لَكُم

الميرا لما ربطت العذرية بالشرف
شافت ان الناس تقدسها بشكل رهيب في هذاك المجتمع
مش لانها مثلا تحرض البنات على اقامة علاقات غير شرعية؟
لا ، لانها عارفة ان الغشاء عمره ماكان دليل عفة البنت
و هي اولهم ، لانها فقدته بطريقَة مؤلمَة..!

هي كانت مصدومة انهم قاعدين يقيسون شرف البنت بالعذريَة ، و كيف ان لازم يكون عندها غشاء حتى تكون شريفة و نزيهَة..!

العذرية عمرها ماكانت مقياس لشرف البنت و هذا شي لازم كلكم تعرفونه ، في مجتمعنا العربي ، عارفين انها مهمة و قد تكون دليل على ان البنت عمرها ما اقامت علاقة غير شرعية قبل زواجها ، هذا كلام لا اعتراض فيه

بس مخذتوش بالكم ان في بنات تم اغتصابهن؟ بنات فقدوها بحوادث؟ او بريا او الخ..؟ بنات ولدوا اصلا بدون غشاء..؟

انتم عارفين ان نظرة الناس للعذرية و تقديسها ، خلت بنات بدون ذنب يتم اتهامهم ليلة عرسهم انهم مش شريفات! و ياما انكسر خاطرهم و فرحتهم و هم يتجرجرون بالمستشفات بس علشان يثبتون شرفهم..!

الانسان لازم تكون عنده ثقافة جنسيَة ، لازم يقرأ و يبحث حتى مايظلم غيره ، اساسًا لو جينا للواقع ، فالغشاء ماينزل دَم لان الاوعية الدموية فيه صغيرَة جدًا ، و لما تختلط بالافرازات تنزل نقاط وردية احيانًا ترى و احيانًا لا!

اما يلي نزلها دم ، فمبروك انتِ انجرحتِ !

حقيقي هذا الموضوع حبيت اوضحه ، بس انتم فهمتوه بشكل خطأ و هذا قهرني جدًا المرة الماضيَة

اتمنى ان شركاء حياتكم المستقبليين يكونوا مطلعين على هذه الامور ، لان في بنات كثير راحوا ضحايا الجَهل

بالاخير ديننا يحثنا على ان البنت تحترم شرفها و تصون فرجها و حياءِها و تلتزم بالاوامر الالهيَة ، لحتّى تكون شريفَة عفيفَة ، هذا هو الصَح و يلي على كُل بنت ان تلتزِم فيه حفاظًا على نَفسها

اتمنى لكن السعادَة يا حبيباتي ، اهتموا بنفسكم و لا تسمحوا لاي حد يتعدا عليكم و لو بلمسة اصبع ، و لو كنتم تتعرضون للتحرش لاسمح الله لا تتردوا تصارحوا اهلكم ، صدقوني عفتكم و جَسدكم هذا ملككم انتم و انتم وحدكم يلي يحق لكم تسلموه للشخص يلي يستحقه بالحلال..!

لا تسمحوا لاي احد ماله حق ينتهك حرمتكم الغالية
انتم غاليات لدرجة ما تتخيلونَها ، مايحق لاحَد يشبع نظراته منكم حتّى ، الا الشخص يلي دخل بابكم بالحَلال و طلب ايدكم و رضاكم امام الله و خلقه

الله يرزقكم السعادة و الزَوج الصالِح
احبكم في الله حقيقي و اعتبركم اخواتي كُلكم ♥️

اتمنى توضحت الرؤيَة ، و شكرًا على الاستماع للاخر 🫶🏻

•••

المهم كيف كان الفصل معاكم اليوم..؟

التفاصيل..؟

انتم تصيحون الفصل الماضي و انا منهارة ضحك 😭
حرفيًا ، قلتلكم تفائلوا خير بس ولا واحد صدقني

عمومًا ، اجواء الفصل كانت مريحَة نوعًا ما
حسيت اني رجعتهم لمرحلة الخطوبة يلي ماعاشوها
هما محتاجين يعيشوها علشان يفهموا بعض..!

حقيقي محتاجين يبعدوا عن بعض حتى يخف التشابك بينهم و يجلسون يتكلمون بهدوء و يفهمون مشاعرهم لان التعبير عن بعد ممكن يقلل الخجل و يكون افضل

حبيتوا فصل اليوم..؟

بخصوص لارين؟

ماضيها مع اخوها..؟

توقعاتكم للفصل القادم؟

كيف هيكون لقاء الرائد مع زوجته..؟ 👀
هل هيلتقيها لما يروح لمهمته..؟

اراكم في الفصل الجاي ان شاء الله
الي اللقاء ♥️








.
.
.












الت

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top