عَروس الميراث | 35

عَروس المِيراث | JK

اهلاً بكم في الفصل الخامِس و الثَلاثون ♥️

مُلاحظة مُهمَة
هُنالك توضيح بعد نهاية الفصل يقتصرُ على فهم بعض الامور المُهمَة ، عليكم قراءَته كيّ تتوضح الفكرة برأسكم

كَذلك ، التَحديثُ سيكونُ كل خَميس باذن الله 🫶🏻

3700 تَصويت
6000 تعليق
فَصل جَديد ✔️

خُذوا بعين الاعتبار ان انجاز الشُروط يُنمي عدد كلمات الفصل
و يُطيلها اكثر ♥️

لِنَبدأ

•••

دُخولِ أدولف الي مَكتِب اللواء مَع نُطقِه مُعترِفًا بأن آلميرا تَكونُ ابنتِه ، جَعل اجسادُ كُلّ من في الحُجرَة تتصلّب و من ضِمنهم الرائِد الذي من الاساسِ كان يَعرِفُ الحَقيقَة مُنذ البِدايَة

لَكِن الاعتِرافُ بِها ، جَعل الرُهاب يَمتلِكُه
تِلك الحَقيقة التي حَتمًا ، لن تُعجب زَوجته حينما يتمّ ايجادُها

خَطا ادولف داخِل المَكتب و من خَلفه زَوجتِه صاحبَة العُيون المُتورمَةِ من البُكاء ، كَيف لا؟ و ابنتَيها قَد اُختِطفتا..!

تَرك المُشير عُنق الرائِد و التَفت بِدَوره ناحيَة الأمير الذي قدّم يدهُ لِمُصافحته ، بادَلهُ تزامُنًا مع تَسليم طليقتهُ على الأميرَة

- مرّ وَقت لم ارَك فيه

تَحدّث ادولف ر عُيونِه تُطالع المُشير الذي قامَ بِسَحب يدهُ حينما انتهَت المُصافحَة مُتحدِثًا بعدما غَزاهُ الرُعب

- مِن الغريب ان اراك هادِئًا في ظل هذه الاجواء المُربكَة.. !

ارتَفع طرف شِفاهُ الامير ساخِرًا حينما اجابهُ

- ان اتحلَى بالهُدوء في الوقت الذي اختَفت فيه ابنتاي..! امرٌ ليسَ بالسَهل ، لكن العُنف و احداث الضَجيج لن يُعيدهنّ اليّ ، علينا ان نتحلّى بالحِكمَة

جَلس اربعتهُم و رِفقتهم الرائِد على الارائِك يُناظِرون بَعضهُم بِذُعرٍ كان ادولف بارِعًا في اخفاءِه تمامًا كجونغكوك الذي يَستمرُ بفرك يداهُ مُتوترًا

- لقد اعترضتُ على فكرة مَجيئِها منذ البدايَة
آلميرا كان عَليها ان تَبقى في استراليا

تَحدثت ڤيولا طليقَة المُشير حينَما امتلئت عَينيها بالدُموع لفكرَة ان ابنتِها المُتبناة قد خُطِفَت ..! وَجدت الامير يُناظِرها و هو يَفرُك يداهُ بهدوء

- قدرُها و لا مَهرب مِنهُ ، قد حُكم عَليها مُنذ ان خُلِقَت

حَدق في عُيون زَوجته المُحمرَة فوجدها تُخفِض رأسِها و الحسرَة تَملئ قلبُها ، كانت تَلومُ نَفسها في كُلّ ثانيَة تمُر بالمَصير الذي يُلاحِق طِفلتها التي حتّى لم تَتربى في حُضنِها ..!

مَسحت دُموعِها و ناظَرت المُشير الذي قال مُنزعِجًا

- كان علينا ايجاد طريقَة نستطيعُ فيها ان تهريبها
و ان تطلّب الامرُ اخفاءها تحت الارض..!
بدلاً من هذا الزواج الفاشل

حَدق الرائِد فيه بِهُدوء و لم يَشئ التَعليق ، فحديثهُ ناجِم من غضِبه و قلقه على ابنتِه التي كرّس حياتِه لِتربيتِها ، لاسيما انّهُ عاقِر لا يُنجِب ، اذ كانت آلميرا الابنَة الوحيدَة التي يستطيعُ امتلاكِها

- حتى و ان صَنعت لها بيتًا مُشيدًا تحت الارض ، سيجِدونَها في الوقت المُحَدد ، آلميرا عليها مُواجهَة مصيرِها و انا مُتأكد انها سَتنجوا

نَطق ادولف بهدوءٍ ثُمّ طالع الرائِد الصامِت مُنذ بدايَة الجَلسَة
لا يمتلكُ ما يستطيعُ المُشاركَة بِه من احاديث
فقط عقلهُ مَليئ بالضَجيج

تابَع الاميرُ حينما تلاقَت عُيونه بخاصَة زَوج ابنتِه

- جونغكوك الشَخص الوَحيد الذي يستطيعُ
حِمايتها مِن هذا المَصيرُ القاتِل

بلل الرائِد شَفتاهُ ثُمّ اعتَذر حينَما نهض من بينهِم يطلُب الاستِئذان

- اعتذرُ عن المُقاطعَة ، لكنّي ساذهبُ لاتفقّد اخر المُستجدات

ادّى التحيَة العسكريَة احترامًا للمُشير ثُمّ تجاوزهم جميعًا يُغادرُ الحُجرَة ، تَركهم يتناقشون في الوقت الذي ذَهب فيه للبحث عن الحُلول

يَستحيل ان يُضيّع و يُهدر مزيدًا من الثواني و الدقائِق
و زَوجته في حَوزةِ رَجُلٍ يعرفُ جَيدًا مدى خُطورتِه

قابَله هوسوك و هو قادِم من مَكتب التَحديق اذ ادّى الجنديّ التحيَة العسكريَة الي قائِده و قال مُبتسِمًا

- سيدي ، لقد امسكَنا بالخائِن نامجون

ابتَهج جُزء من فُؤاد الرائِد الذي قام بالتَربيتِ على كَتِف الجُنديّ قبل ان يَتجاوزهُ راكِضًا ، حَدق هوسوك بِظَهر سيدِه قبل ان يَلحق به مُتمتمًا

- حتى في اخطرِ المَهامِ لم اراهُ يركُض من قَبل

دَخل من بَعد قائِده الذي وَجدهُ دون مُقدِمات انقضّ يُمسِك نامجون من ياقتِه حتّى واشك على خَنقه و سلب اخر ما تبقّى من انفاسِه

- ايها الحُثالَة ، الا تَخجلُ من نَفسِك؟

هَسهس جُيون قُبالَة وَجه كيم الذي احمّرت بشرتَهُ و كادَت ان تزرّق ، فَصلهُ عساكِرهُ عنهُ بعدَما عزم الرائد على قتلِه حينما تغلّب غيضهُ على حِكمته

- سيدي تَوقف ، انهُ الوحيد الذي يمتلكُ المعلومات الكافيَة حتّى تدُلنا على زَوجتك

نَطق جيمين و هو يُرجع بِجَسد الرائد الي الوراء حتّى نَجح في فصِله عن مَن سقط على رُكبتاهُ يسعُل بِقوّة ، ابعَد جونغكوك الجنديّ عنهُ ثُمّ اشار على كيم قائِلاً بِصرامَة لم يَعهدها فريقه

- اُريد ان يتمّ التنفيذ عَليه كُل طرق التعذيب المُمكنَة
مُجَرد النظر اليه يُذكرني انهُ المُتسبب الاول في مَقتل ليون
ناهيك على انّهُ السَبب ، في هُروب داڤل و اختِطاف زَوجتي
لن ارحمَه ، اُقسِم اني ساقتلعُ جِلدَهُ و هو حيّ

اخِرُ ما قالهُ ذبّ الرُعب في قَلب نامجون الذي يَعرِفُ جَيدًا ان قَسم الرائِد لا تَراجُع فيه..! هو فعلاً سيُنفذ ما قالهُ و يُعذِبهُ دون رحمَة

حاوَل ان يستغِل القوانين لِصالِحه ، حينَما قال بصوتٍ جاهَد لِجَعل مُتزنًا

- لا توجَد دلائِل ضِدي ! القوانين تَمنعُ تَعذيب المُشتبه بهم حتّى تُثبت التهمَة ، ام انك ستُخالف القواعد و تَركُض وراء مشاعِرك ايها الرائِد!!

قَبض جونغكوك على يَدِه بِقوَة و دون ان يَشعُر وَجد نَفسهُ يَلكمهُ بعنفٍ في مُنتَصف انفه الذي يُجزم انّهُ قد كُسِر

امسَكهُ من شَعرِه الذي كان قَد نَمى بعدما تمّ طَردهُ من الجَيش ثُمّ رَفع لهُ رأسه الي مُستواه يُراقِب الدَم يتسرّب من ثُقوب انفه حتّى غطا شِفاهه و ذَقنه

- انت لا تَملئ رأسك بالادلّة فهي لديّ بالكامِل
برأيي ، ان تَنشغِل في البَحث عن اجاباتٍ صريحَة
لانك تعرفُ جَيدًا ، ان اعترافُ الجاني
يُساهم في حُصوله على البراءَة

نَطق جونغكوك بِحاجبٍ مَرفوع يُناظر من بَزق الدماء من شَفتاهُ و نَطق بِنبرةٍ يَملؤها الألَم

- انا اعرفُك جَيدًا ، حتّى ان تم طلقُ سَراحي
سَتغتالُني في الخارِج

ارتَفع طرفُ شِفاه الرائد ساخِرًا قبل ان يَنخفِض لامساكِ ذَقن نامجون باصابِعه التي احتّدت في امساكِها لبشرتِه الداميَة ثُمّ هَمس بنبرَةٍ مُرعبَة

- دامَك تَعرِفُني جَيدًا ، فلِما عَبثت بِمُمتلكاتي..؟

يُشير الي زَوجته حينَما استخدم مُمتلكاتي تِلك
فهي تَخصه ، مُلكه هو وَحدهُ

كشّر نامجون بِمَلامِحه و فضّل ان يَجحد لاخرِ لحظَة لعلّ الحظ يُرافقُ حروفه التي قال حينما صاغَها بِكلماتٍ خَرجت من صَوتِه المُرتعش

- ك..كلأ ، ان..انا لم افع..افعل شيئًا

تَركهُ الرائدُ كيّ يتولّى مُهمَة تشمير ساعديه فالقادم يَتطلّب منهُ مَجهودًا ، قدّم يدهُ الي هوسوك و قال بِنبرَة مُظلِمَة بثّت الرُعب في قلبِ الجاني

- ناولني الخِنجر

ذَلك ما فعلهُ الجنديّ الذي قدّم خِنجرًا الي سيدِه ، سخنّهُ الرائد باستِخدام كِبريتًا ثُمّ اقتَرب من نامجون بعدَما تبسَم بِشَر

- يروقني تَخيل مَشهد تدلّي جِلدُ جَبينك على عَينيك..!

ابتِسامتَهُ السامَة تِلك لَم تكُن مُبشرَة اطلاقًا ، يختبِئُ خَلفها كيّد عَظيم يعلمهُ نامجون الذي رافَق الرائِد في بِضع حالاتٍ من التَحقيق و رأى شَراستهُ

كان يُجاهد للحفاظِ على وقارِه ، و التستُر على افعالِه ، لكن بِمُجَرد ان قرّب الرائد السِكين يُواشك على اختراق جِلده اغمَض عيناهُ يصرُخ بقوّة

- داڤل قَد اخَذ آلميرا و آيلا الي مُستودعٍ في الطرفِ الاخر من البلدَة

تَوقف الرائِد مَكانهُ بعدَما جَفت الدماءُ في عروقه بِمُجَرد سَماعِه أن زَوجتهُ تَمكُث في عَرين الأسَد..!

تسارعَت نبضاتُ قلبِه يسمَعُ العنوان التَفصيليّ الذي نَطقهُ الثانٍ و دون مُقدماتٍ تَركهُ و غادَر القاعَة مُسرِعًا ، قَبض على يداهُ و هو في طريقِه الي مَكتب اللواء حيثُما سيُعطي الخَبر الحصريّ الي المُشير و الأمير و هو يُجاهد للحفاظ على اتزانِه فالاعترافُ زعزعَهُ بالكامِل

دَخل دون طَرقِ الباب فَوجدهم على حالِهم يتناقشونُ بهُدوء
حينما نَظروا اليه لم يتكبّد عناء التَمهيد
بل مُباشرَة اندفع قائِلاً

- آلميرا ، في النِصف الاخَرِ من البلدَة

قرأ نُصوص الخَوف على مَلامِح الكُلّ ، لاسيما ادولف الذي استَقام من مجلِسه حينَما ارتعد قلبهُ هلعًا على ابنتِه ، لم يعُد بِوسعه الاختباء وراء قِناع اللامُبالاة و الحِكمَة ! طِفلتهُ في خَطرٍ حَقيقيّ الان

- م..ماذا ؟

قَبض الرائِد على يَداهُ بِقوّة قبل ان يُهسهس بِحرقَة قلبِه

- علينا ان نتَصرف ، و ان اضطررنا لِشَن الحَرب عَليهم
انا لن اترُك زَوجتي هناك ثانيَة

كان المُشير سيُقاطعه لكن الرائد سَبقهُ قائِلاً بِحَزم

- انّها الأوامِر

بَعد الذي لَفظهُ الرائِد
لم يَعُد هُنالِك نِقاش يُذكَر فالأوامرُ نُطِقَت بالفِعل..!

كَيف ستتمُ مُجادلتهُ ، و كُلٍ من الأمير و المُشير ، يَعرِفونُ جَيدًا أن الثكنَة العسكريَة تَسيرُ تحت قِيادَتهُ و وِفقًا لاوامِره ، لَكِنهُ يُفضل البقاء خَلف الستائِر اجتِنابًا للأقاويلِ لا غَير

شاب بِمثل سِنه ، لا يَتجاوزُ الثامنَة و العِشرون
يَحكُم ثكنَة عسكريَة تتكونُ من اقوَى الجُنودِ و اكثرُهم خِبرَة
ذلك حَتمًا ، سيجلِبُ الكثير من الأقاويل التي سَتُشتت العساكر عن عَملِهم

يُفضل البَقاء كَرائِدٍ بِرُتبَة عسكريَة مُتواضعَة ، كمثلِ البَقيّة
يَتداخل وِسط الجُنودِ و يُدير كُلَ ما يَتعلقُ بِهم من خَلف السِتار

كُلّ الاوامر التي تُصدَر ، لا تُنفَذ الا باذنٍ مِنهُ
هو من غيّر كُل القوانين و وَضعها وفقًا لرَغباتِه
لاسيما ، قانون القطّة

حَدق ادولف في المُشير الذي لم يَكُن بوسعه الاعتراض فَهو الرَئيس الشَكليّ الذي يأمُر بما يُخبره به الرائِد و يطلُب من البقيّة تَنفيذه

- قبل ان نَقومُ باي فعلٍ مُتهور ، ساذهبُ بِنَفسي الي القصر المَلكيّ و اطلُب ان يَتِم تفتيشُ البلدَة ، لرُبما نتوصل لحلٍ بالسِلم

تَحدث الأميرُ بِنَبرةٍ هادِئَة فرأى الخَوف يَغزوا عَينيّ زَوجتِه التي لم يكُن بِوسعها الاعتراضُ او ايقافه حتّى ، ان كان ذَهابهُ سيُصَب لِمصلحَة ابنتيهما ، فلابأس بالمُغامرَة قليلاً ..!

نَظر الأميرُ في عينيّ الرائِد اذ اقتَرب منهُ و امسَك بِكَتفه يُحادثهُ بهدوء

- لا اُمانع ان كُنت تريدُ الذَهاب

سَكت جونغكوك لِلحظاتٍ يُفكِر ، ثُمّ رَفع عيناهُ الي خاصتيّ والد زَوجتهُ البيولوجيّ يومِئ لهُ ايجابًا

- ساذهبُ ، ان اضطرّ الامرُ ، ساتلقّى العُقوبَة من جَديد

نَفى الأميرُ برأسِه مُعترِضًا قَبل أن ينطِق و هو يقطبُ حواجبه

- كلاّ ، انا لن اسمَح لهم بإيذاءك من جَديد
في السابِق لم نملك حق الدِفاع عن انفُسنا
و كنت انت الضَحيّة ، لحمايَة آلميرا
لَكن ، هي اصبَح خَلفها جُيوش
تُحارب من اجلها الأن

احتَفظ الرائِد بهدوءِه و لم يَشئ التحدُث سِوا بِـ

- اُطلب من العساكر التأهُب ، ان اطلقتُ رصاصَة في السَماء
اذًا هي بِدايَة الحَرب

كان حَديثهُ مُوجهًا الي المُشير الذي قام بالايماء ايجابًا فَتابع الرائِد قائِلاً

- ارسل بعض العساكر لِحُدودِ البلدَة ، اُريدُهم ان يَكونوا أقرَب و اسرَع للوصول ، ليسَ لدينا وقتًا لِنُضيعه اطلاقًا

ارتَدى جونغكوك قُبَعتهُ ثُمّ عاود التَحديق في عينيّ الامير مُضيفًا

- لِنَذهب

•••

- تصريحُ الدُخول؟

تَحدّث عسكريّ الحُدود الفاصل بين المنطقتَين قُبالَة الخِنجَر الضَخم الذي كانَ سببًا في انشاء حاجِز قَسم البلدَة الي نِصفَين

يُناظر الرائِد مَع الأمير الذي اجابَهُ بِحاجبٍ مَرفوع

- لستُ بحاجَة لتصريحٍ للدُخول
بَلّغ الاميرَة ساهاندا ، انّ الامير ادلوف جاء لِرؤيتِها

حَدق العسكريّ الملكيّ بِه ثُمّ وَجه بصرهُ ناحيَة الرائد الذي يحفظُ مَلامحه جيدًا من زِياراته المُتكررَة سَنويًا الي هُنا

حَمل الهاتِف اللاسلكيّ خاصتهُ و بَعث رِسالَة الي الفَوج الملكيّ بالقصر كيّ يَتم اعلام الاميرَة التي كانَت تجلِسُ فوق عرشِها القريبُ من خاصَة أخيها الحاكِم

ابتَسمت بِجانبيَة حالَما تمّ ابلاغُها من الخادِم الملكيّ فردّت بهدوء

- جاء كالقِط..!

حرّكت رأسِها ايجابًا و سَمحت لهُما بالعُبورِ و المَجيئ الي القصَر ، وَقف ادولف قُبالَة تلك القلعَة التي لم يَدخُلها مُنذ عِشرون سنَةٍ مَضت

يُناظِرُها و هُنالك ثِقل عارِم يَملئ صَدرهُ ، لولم يَقتصر الامر على سَلامة ابنتيه ماكان اطلاقًا ليَعود الي هُنا..!

اغمَض عيناهُ يَتنهدُ بِثُقلٍ و ضيق شَعر به زَوج ابنتِه الذي قامَ بالتَربيت على كَتِفه يُناظِرَهُ بهدوء

- سيمضي الامرُ بِسَلام سُموك

حَدق ادولف بِه و الضيقُ يملئ صَدرهُ حينما ردّ عليه بِحيرَة

- لا اظنّ ان اناسٍ مِتخلفَة ذات تفكيرٍ رَجعي كَمِثلهم ، سيفهمون مَعنى السُلم ، لُغتهم الاولَى و الاخيرَة هي الدِماء

يتفقُ مَعهُ الرائِد بِمَسألة التَخلُف الذي يَملئ عُقول حُكام هذه المنطقَة ، مُعتقداتِهم لاتمدّ للعقلانيَة بِصلَة و ذلك اساسُ كُل المَشاكل التي تَحدُث معهِ و مَع زوجتهُ مُنذ قديم الأزَل

لم يَقتصر فقط الامرُ على زَوجتهُ ، اذ هو كَذلك كان ضَحيّة لِتلك المُعتقدات المُتخلفَة و الغير منطقيَة اطلاقًا

تَنهد قبل أن يَخطوا الي الداخِل رِفقَة الأمير الذي وَقف امام سوهاندا ، يُناظرها بِرداءِها الأسوَد الداكِن و عُيونِها المليئَة بالشَرِ و العُدوانيَة

لم تَتغير اطلاقًا ..!

ابتَسم ساخِرًا حينَما اخبَرتهُ و هي تَشرُب من كأسِ الخَمر الذي ناوَلهُ لها الخادِم

- لا اُصدِق ! هل الذي اراهُ امامي ادولف؟
غزا الشَيبُ شَعرك الاشقَرُ ايها الوَسيم

احتَست من كوبِها الذي يَحملُ لون الدِماء و عُيونها تتناوَبُ بين الاميرِ و الرائد الواقف بِجواره ، ابتَسمت تُتابع عندما تلاقت عُيونِها بخاصتيّ جُيون

- هاهو ذا الصَغيرُ المُضحي بِروحه سبيل الحُب

ابتَسمت ساخِرَة ثُمّ وَضعت الكأس فوق الطاوِلَة قُربها تُناظِر كِليهما بِغُل

- كِليكما افشلُ من الثاني
فالأول ضحّى بعائلته و الحُكم لاجل الحُب
و الثاني! ضَحى بِحياتِه و سعادتِه و جَسدِه
هل لي ان اعرِف من اين جئتُما بهذا الكّرم؟

كان ادولف سيتَحدث لَكنها قاطعتهُ بِغَضبٍ يشعّ في عينيها السَوداء

- انت بالتَحديد عليك اغلاقُ فَمِك
لانك ارتَكبت ابشَع الجرائم حينَما تزوجت عَروس ابن عَمك!
كَيف امكنك ان تَكون بِهذه القذارَة ؟ و انت تعرفُ ان حياتهُ تعتمدُ عليها

قَضم ادولف شِفاهه بِغَيضٍ بعدما طَفح كيلهُ و انفجَر غاضِبًا بِها

- اُصمتِ و اخَرسِ لانكِ تجاوزتِ حُدودكِ
مُعتقداتِكم الجاهلَة ، و افكارِهم التي لا تمُد للواقع بصلَة
هي سَبب التفكك الاسريّ ، لن يُرضيني ان ارَى فتاة بريئَة
تتعرضُ للظُلمِ جَرّاء مُعتقد تافِه ، تَسيرون خَلفه كالكِلاب!

كَلامُ ادولف اغَضب سوهاندا التي شَدّت على يديها بِقُوّة تُطالِع عينيه الغاضِبَة و هو يُخاطِبها بِعُنفٍ هُجوميّ

- انا بالفِعل قَسمتُ البَلدَة ، لاجل زَوجتي ، و ان اضطّر بي الامر ان اعود بالزمن ثلاثة و عِشرون سنَة ، ساختارُ ان اُحبها و اتزَوجها و اُنجِبُ مِنها ، اتظُنين انّي نادم لانّي تركتُ القصر و هذه المَهزلة؟ بالعَكس! انا سَعيد و فَخور للغايَة انّي انشَئتُ البلد التي اُحب ، مَع المرأة التي أعشَق

كانَت ترغبُ بالحَديث و صدّ هُجومه عَليها ، لَكنهُ قاطَعها و قال بِجُمود

- لستُ هنا لاقلّب صفحات الماضي ، بل جِئتُ اُطالِب بتصريحٍ يسمحُ لعساكر منطقتي بالدُخول و التَفتيش عن ابنتاي

بَللت سوهاندا شَفتيها و اتَكئت على ظَهر الكُرسيّ خاصتها تُمعن التَحديق في عينيّ ادولف قُبالتها قبل ان تنطِق بسُخريَة

- دام ابنتَيك دخلن الي ارضِنا دون تصريح ، اذًا هُن خالفن احد اتفاقيات الانقِسام و عَليهنّ ان يُعاقبن

كوّر الرائِد على يَداهُ و اشتّد غضبهُ الدَفين بداخله قَبل ان ينطِق مُتدخلاً

- كلاّ ! لم تدخلن بارادتهنّ ، بل تم اختِطافِهنّ

امالت سوهاندا رأسِها قبل ان تُناظِرهُ تُمعن التَحديق بِه جَيدًا اذ قالَت

- حقًا ؟ و مالذي يُثبت لي انهنّ لم يدخلن عمدًا لسرقَة مَعلومات منطقتنا لِصالح والِدهنّ؟

عَقد الرائِد حواجِبه مُستنكرًا كَلامِها حيثُ نَطق غاضِبًا

- آلميرا اساسًا لا تَعرِفُ ان ادولف والِدُها..!
كيف لها ان تتدخَل في شئ لا يَعنيها؟

تَبسمت سوهاندا بطريقَة مُستفزَة للغايَة بالنسبَة الي الرَجُلين قُبالتها ، الوَقت يُداهِم كِليهما و هُما لا يَعرِفان ان كانتا الفتاتين بِخَير ام لا..!

- ما مصلحتي انا من التَعاون مَعكما ؟

هي بالتأكيدُ تُلمح لشئ لهُ علاقة كَبيرة بطمعها الشَجِع ، و ذلك ما يعرِفهُ الرائد الذي اندَفع يقولُ بِصرامَة

- إن لم يَتم التعاون بالسِلم ، سَنحتّل منطقتكم بالحَرب!

عَقدت سوهاندا حواجِبها بِشدّة قبل ان تضغط قَبضتيها تُطالعهُ بِغضب

- هل تُهدد الاسرة الملكيَة ايها الصُعلوك؟

وَجهت نظرها الي ادولف الذي تَبسم بِمُكرٍ مُتوليًا مُهمَة الاجابَة بدلاً من الرائِد

- نحنُ لا نُهدد ! بل نُنفِذ

خَتاميَة حديثه دَخل بِضع من خَدم الاميرَة اذ انحنَى اولَهُم لِمن سألتهُ بانزِعاج

- كيف يتم اقتِحام الديوان دون إذن؟

اعتَذر الخادِمُ قائِلاً

- انا اسف مولاتي ، لَكن الامر طارِئ

بَللت شَفتيها بِضيقٍ فاشارَت لهُ بالحَديث

- مولاتي ، الحُدود مُداهمَة من قِبل عساكر الثكنَة الكوريَة و الامريكيّة كَذلك ، اعدادُهم تتعدا الألفين جُنديّ

نَظرت سوهاندا ناحيَة الاميرِ و الغَضب يَحتضنُ فُؤادها
هَسهست تُخاطِبهُ بحدّة

- الا تُدرك عاقِبَة افعالِك؟ انت لستُم آهِلون لشنّ الحَرب على جُنودنا!

ارتَفع طرفُ شِفاه ادولف ساخِرًا قبل ان يُناظر الرائد الذي مَسك سِلاحهُ يُجهِزَهُ لِوَضع الاطلاق ، احاطَتهُ العساكر الملكيّة يُوجهون اسلِحتهم تِجاه مَن طالَع عُيون الاميرَة مُتجاهِلاً تمامًا جنودِها

- ان اطلَقت رصاصَة في الهواء
سيتمُّ اقتحامُ الحُدود

شدّت سوهاندا على يديها قَويًا تَسمعهُ يُتابِع بنبرَةٍ جادَة

- انصحكِ الا تَكونين سَببًا في بدأ الحَرب
لان الضحيّة سيكونُ الشَعب

قَضمت سوهاندا شَفتها السُفلَى بِعُنفٍ حتى دَمت ، لم يَكُن بِوسعها سوا ان تَخضع لِرغباتِ ادولفِ و زَوج ابنتِه الذي بدا في قمّة اصرارِه

لم يكُن يُبالي للعواقِب ، المُهم ان تعود زَوجتِه اليه

حَدقت في خادِمها الذي يَنتصبُ خَلفها و أمرَتهُ بالذهابِ الي السِجن و المَجيئ بالفَتاتين ، اخفَض الرائد سِلاحه يُناظر ادولف مُستغربًا قبل ان يَلمح ظليّ صبيتين بالكاد يَمشين من خَلفهما

كان الظلُ يَنعكسُ امامَهُما ، لذلك بادر الرائد بالالتِفات اولاً يُناظر آلميرا التي تُسند آيلا عَليها تُساعدها على السَيرِ اذ بَدت الصُغرى بالكاد تقفُ على قَدميها

وَسّع عَينيه مُنصدِمًا قبل ان يَلفظ اسم زَوجته التي رَفعت رأسِها تُناظره بعدم تَصديق ، اتحلُم؟ ام انّ الذي امامَها هو زَوجُها؟

- ج..حونغ..جونغكوك !

لَفظت اسمُه و ابتسامتها شَقت معبرُها على شَفتيّ من تَركت آيلا تُهرول نحو والدها حالما لَمحتهُ ، بَكت الصُغرَى بِمُجرد ان احتَضنها أبيها دون التَفوهِ بحرفٍ واحِد و ذلك ازداد من غَضبِ ادولف الذي خمّن انّ سوهاندا أمرَت بتعذبيهنّ

لَم يَمنع الرائد اقدامَهُ من الركض ناحيَة زوجتهُ يُناظرها بِتمعُنٍ و اعيُنه تكادُ لا تُصدق انّها امامَه ، احتَضن وَجنتيها بِكفوفِه يَتفقدُها بِقلق

- انتِ بخير؟ همم؟ هل اذاكِ؟ اتعرض لكِ احَد؟
اخبريني؟ مالذي حلّ بكِ؟

كان يتفقدُ كامل جَسدُها ان كان هُنالك جُرحٍ دَخيل يَتمردُ على بشرَةِ زَوجته الناعِمَة و قلبهُ يشتعلُ من القَلق ، لم تُجبه و اكتَفت ان تدخُل وِسط ذراعَيه تحتضِنهُ بِقوّة عارِمَة

هذا الحُضن الذي ارادَت ان تُعطيه اياهُ
منذ ان قرأت رسائِلهُ حينَما حكا قِصتهُما

شدّت عليه بِقوّة تمامًا كما فَعل هو حينما لفّ ذِراعيه عليها و راح يَمسحُ على طولِ ظهرها برفقٍ تام بعدما حَشر رأسهُ بداخل رَقبتِها

- انا بخير

هَمست لهُ بجانب اُذنهُ فَسمِعتهُ يلفظُ حروفه بالقربِ من مَسمعها هو كَذلك

- يسُرني ذَلك

ابتَعد عنها حينَما سمِع صوت ادولف و هو يُخاطب سوهاندا بغضبٍ شديدٍ حينما عانق خصر ابنتِه الجريحَة

- مالذي فعلتموه بابنتي؟

ناظَرتهُ سوهاندا بسُخريَة و قبل ان تُجيب تَكفلت آلميرا بذلك

- لم يفعلوا لنا شَئ ، انهُ داڤل الذي أذاها

كوّر الرائِد على يَدهُ حينَما استَمع الي اسم ذلك الرَجُل ، حَدق في عينيّ امرأتهُ يُسائِلُها

- اين هو؟ ذلك السافل اين ذَهب؟

التَزمت آلميرا الصَمت و لم تَشئ الاجابَة حينما نَظرت في عينيّ آيلا الدامعَة ، ارادَت التحفُظ بما جَرى ، على الاقل حتى يُغادرون من هُنا

- جونغكوك انا مُتعبَة ، بالكاد استطيعُ الوقوف على قَدماي

هَمست لهُ تُطالعهُ بِتَعبٍ كان يَستطيعُ التماسُه ، احتَضنها من الجانِب يُناظر ادولف الذي طَلب من سوهاندا السماح لِعساكره بالدُخول و التَفتيش عَن داڤل ، فهو مُجرم فار من العَدالة..!

بعد مُحاولاتٍ عدّة و نقاشاتٍ حادَة بين الطرَفين
لم يكُن للاميرَة سِوا ان تَخضع بالقُبول

لكن ، شَرطت ان يَتكفل عساكرُها هي بالتفتيش عنهُ
فَوافق الاميرُ دامهُ حَل يُرضي الطرَفين

كان يستعدُ اربعتهُم للرَحيل ، وَقبل ان يَخرُج الرائد من الديوان ، اوقفتهُ سوهاندا بِقولِها و هي تُطالع زَوجته

- تَبقت ثلاث اشهُر ايها الصغير

التَفت الرائِد اليها تمامًا كما فعلت آلميرا التي حَدقت بِها بحواجِبٍ مَعقودَة ، لم يكُن كلامها مُوجه الي زَوجِها هذه المرّة ، بل خاطَبتها هي قائِلَة بابتسامَة ماكِرَة

- ثلاث اشهُر و سَتعودين الي هَذا القصرِ عَروس..!

نَظرت الصُغرى الي زَوجِها الذي ضمّها ناحيَة صَدرِه صَدره قبل ان يَهمس بداخل اُذنها

- لا تأبهي لَها ، انها مجنونَة

رَفع عيناهُ الحادَة يُناظر الاميرَة بِغضبٍ شَديد قبل أن يُغادر رِفقَة الأمير و ابنتِه مع زَوجته التي بداخل حُضنه تلك القلعَة المشؤومَة

كان ادولف يَحملُ ابنتهُ فوق ظَهرِه في الوقت الذي يَفعلُ الرائد المثل مع زَوجته لَكن الاختلافُ انّ جسدُها واقع بين ذِراعيه

كانت آلميرا تُسند رأسِها فوق صَدرِ زَوجِها تستمعُ الي نَبضه الصاخِب ، تَنفست مُرتاحَة حينما رَفعت عُيونِها و رأت وَجهه من يُقابِلُها

احسَت بالآمان التام الذي خدّر حواسها و جَعلها مُستسملَة تمامًا بين ذِراعَيه ، تتشبّث بِه بقبضتِها ترفُض افلاتَهُ نهائيًا

اخَفض عُيونه اليها يُناظر ملامِحها المُندسَة وِسط اروقَة الظلامِ الحالِك ، و رُغم عتمَة الليل و اختباءِ النجومِ و القَمر ، إلا انّ قلبهُ يَحفظُ كُل انشٍ يمكُث في ذلك الوَجه الذي يَعشق

لذلك انخَفض لِتَقبيل جَبينِها الذي يحفظ مَوقعه دون الحاجَة الي الضوءِ ثُمّ قال يُخاطِبُها بصوتٍ لين

- انتِ بخير

قامَت بالايماء لهُ و رَفعت عينيها تُطالع القلعَة من خَلفهما ، كانت الشئ الوحيد المُضيئ وسط تلك الغابَة

يُسامرها شُعورٍ غريب يَجعلُ قلبها يَنقبضُ
هي تُدرك انها مهما سألت ، لن يُجيبها احَد
الجَميع يُخفي عليها سِر ، يَتعلقُ بها..!

لِما وَصفتها تِلك المرأة بِعَروس الميراث؟
و لِما ! قالَت انها ستعودُ عروس لِهذا القَصر؟

عَقلُها مُشوش ، لِفرط تَعبها لا ترغبُ بالتَفكير اطلاقًا
كُل ما تريده في الوَقت الراهِن ، ان تنام بداخل حُضن زَوجها

بِمُجَرد ان اتَكئت برأسِها على صَدره ، شَهقت تَرفع عينيها نحوهُ حينما تذكَرت صديقة عُمرها..! طالعتهُ بلهفَة و سألت بِقلقٍ عارم

- لاڤينيا! تايهيونغ و الطِفل ، مالذي جرى لَهم؟

سألت بِسُرعَة تُطالع زوجِها الذي هز اكتافهُ مُجيبًا

- صدقيني لا اعلم ، انشغلتُ بالبحثِ عنكِ و لم اذهب الي المُستشفى ، نحنُ في طريقنا الي هُناك ، سَنعرفُ سويًا

قامَت بالايماء و هي تَبتلعُ ريقِها بِذُعر ، تدعوا الاله ان تكون صَديقتها و جَنينِها بخير فلا مَقدرة لها على فُقدان شَخصٍ اخَر..!

•••

حال وصولِهم الي المُستشفى ، خَضعت آيلا مُباشرَة الي العِلاج من اجلِ الاعتناء بِجراحِها و تضميدِها ، لكن هل سيستطيعون مُداواة روحِها التي قُتلت؟

ما حَلّ بها لم يكُن سَهلاً اطلاقًا
رَفضت بكل الطرق المُمكنَة مُقابلَة اهلِها
لاسيما أبيها الذي بِمُجَرد ان وَضعها على سريرِ الطوارِئ
تَمنت ان تَموت فَوقهُ ، بدلاً من رؤيَة ردّ فعله حينما يَعرِف
ان ابنتِه تم اغتِصابُها..!

تِلك الحَقيقة البشعَة التي اخبَر الطبيبُ بِها والديها في مَكتبه حينما طلبُهما على انفراد فالوَضع حساس ليُحكى امام المَلئ ، طلب مِنهما التماسُك لَكن والِدتها قد انهارَت تَبكي بِحرقَة بالغَة على ما حلّ بِطفلتها التي للتو بلغَت الثامنَة عشر..!

امّا زَوجُها ، فكان هادِئ للغايَة لا يَستوعبُ ما جَرى
بالكادِ رَمشت عُيونَهُ التي تُطالع الفَراغ بعدمِ تَصديق

صَوتُ زوجتهُ العالٍ وَصل الي مَسامع الجالِسون في الخارِج و من ضِمنهم آلميرا التي انهمَرت دُموعها دون انقِطاعٍ حال تذكُرها وَضع آيلا

نَهضت من الكُرسيّ الذي تَركها زَوجُها تجلسُ عَليه رِفقَة جيمين و هوسوك اذ طلبت منهُ هي السُؤال عن حال صديقتها و زوجِها

لم تستمِع الي نداء جيمين اليها و دَخلت مكتب الطَبيب تُناظر آيرا التي تَبكي بِقوّة بالغَة تَسببت في انقسام قلب الصُغرَى ، لطالَما كانت هذه المرأة من تُواسيها خِلال فترَاتِ انهياراتِها بعد العودَة من المُهمّة

جاء دَورُها لِرَد الجَميل

اقتّربت مِنها بِضع خُطواتٍ و حالُها لا يَقلّ سوءًا عَنها
دموعها تُلطخ وَجهها و عُيونِها حتّى تكادُ لا تَرى

- خ..خالتي

نَدهت عليها لَكنّ انشغال الكُبرى بِحُزنها المُميت و بُكاءها القاتل جَعلها تنعزلُ عن الواقِع كُليًا ، اقتَربت آلميرا مِنها و لِكَون آيرا تجلس على الكُرسيّ احتَضنتِها الي صَدرِها و هي تقفُ بِجانبها تضغطُ عليها بقوّة

- ارج..ارجوكِ تم..تماسكِ
هي بح..بحاجَة ال..اليكما

هَمست آلميرا تُواسي مَن لم تَستجب لها و ظَلت تصيحُ بحرقَة لا يَعلُمها سِوا مَن جرّبها ، كانت ترتعشُ بين يديّ ابنتها الكُبرى التي احتَضنتها بقوّة تأبى تَركها

استَغرقت آيرا وقتًا عظيمًا في البُكاء ، الي الحَد الذي جَعل زوجها يستفيقُ من شُرودِه و يَنهض من مَطرحهُ يدنوها كيّ يتولّى مُهمة مواساتِها بدلاً

فهو الاحقّ باحتضانِ جراحِها و مُداواتِها

رُغم صَدمتِه و ألمه الذي يَتقاسمهُ معها
كِليهما من يَشعُران بِوجع بَعضهما اكثر من غَيرِهما
لن يستطيع اي شَخصٍ اخَر ، ان يُواسيهما اطلاقًا

ابتَعدت آلميرا تُفسح لهُ المَجال و هي تُجفف دموعِها باصابِعها ، نَظرت ناحيَة الامير و هو يُعانق زَوجتهُ و يطلُب منها ان تَتماسك ، و على عَكسِ غيابِها عن الاستجابَة مَعها ، هي تفاعلَت مع زوجِها و احتضنتهُ بقوّة تَبكي بوجعِ داخل حُضنه

تَركتهما يَحصلانُ على خُصوصيتهما و حينما غادَرت المَكتب ، لَمحت رَجُل طويل القامة في نهايَة الممرِ هي تعرفُ هويتهُ جَيدًا

وَسعت عينيها بقوّة لِتنطِق بِدهشَة

- ا..ابي

تجاهَلت الألم الذي بِجَسدِها و رَكضت اليهِ مُسرعَة حتّى دَخلت في حُضنه ، عانقتهُ بقوّة حتّى ارتفعت اقدامُها عن الارضِ و هَمست بِوجعٍ دفين

- اشتقتك يا ابي ، اشتقتك كثيرًا ياحبيبي

احتَضنها المُشير بِكلتا يداهُ و هو يَمسحُ على ظهرِها برفقٍ حتّى همس بِدورها قُرب اُذنيها

- انا كذلك اشتقتُ اليكِ ياحبيبة ابيك

لم يَدُم ذلك العناقُ طَويلاً فَطليقتهُ تدخَلت و فصلتهُ حينما قامت بدفعه الي الوراء و انتِشال الصُغرى بين احضانِها هي بَدلاً

عانَقتها بِقوّة حتّى كادَت الصُغرَى ان تَختنق ، عبرت عن اشتياقِها حينما قالَت بنبرَة يملؤها الحُزن

- اشتقتُ اليكِ ايتها المُشاغبَة ، الن تتوقفي عن احداث المشاكل اينما ذَهبتِ ؟ قُلت سازوجكِ و تَكبرين ، اتضَح العَكس

ابعَدتها آلميرا عنها حينما تلاشَت انفاسُها قبل ان تنظُر في عينيها بخاصتَيها المليئة بالدُموع

- لا اظُن ان شخصيتي سَتتغير ، انا مُعتادة على المشاكِل
اعتقد اني طاقة جَذب رهيبَة لها

قالَت ما جَعل ڤيولا تَخبطها على رأسِها قبل ان تُعاتبها مُتحدثَة

- اُصمتِ ، انظري الي نفسكِ كيف نحفتِ؟
الا تأكلين؟

عادَت خطوة الي الخلف تُراقب جسد ابنتها النَحيل قبل ان تُطالع المُشير شاهقَة بقوّة

- جونغ اُنظر الي جَسد ابنتك!
ارسلتها الي كوريا مُمتلئَة!
لم يقل وَزنها يومًا عن الستون!!

لاحَظ المُشير كذلك نحافَة آلميرا غير المُعتادَة و ذلك جَعل الهم يَغزوا نَظراته و هو يَتفحصُها ، اقتَرب منها بِدوره يحيط وَجنتها بكفه

- لما لا تُحادثيني؟ ان كنتِ تحتاجين شئ كنتُ ارسله لكِ دون تردد؟
مالذي حَلّ بكِ آلميرا؟ انتِ مُختلفَة تمامًا!

مَسحت آلميرا دُموعها قبل ان تُنفي و هي تقولُ بصوتٍ مُتزن نوعًا ما

- زوجي لا يَحرمني من الطعام يا ابي ، انهُ يشتري لي كُل ما اُريده ، لَكن كثُرت حركتي هنا مع العساكر ، انت تعرِف ، ليسَت سُبل الراحة متوفرة كما في كوريا و استراليا لذلك نَحفت

بَررت ما جَعل كِلا من المُشير و طليقها يُناظران بَعضهُما بِحُزن ، عاوَدت ڤيولا التَحديق بها قبل ان تقترِب تعانقها من الجانِب

- هيا تعالي ارشديني اين منزلكِ ، ساقومُ بطهو طعامكِ المُفضل ، ساحرصُ على اعادتكِ لسابِق عهدكِ.

لَمحت آلميرا جَسد زَوجِها من خَلفِ والدِتها بالتَبني ، لذلك قَد تركتها و ذَهبت ناحيتهُ مُسرعَة ، دون شُعورٍ منها اقدامُها اقتادتها لهُ حتّى انتَصبت قُبالته تُناظرهُ بِقلق

- قُل لي ، هل تايهيونغ و لاڤينيا بِخَير؟

ناظَرت عينيّ الرائد الذي حَدق في المُشير من وراءِ زَوجته قبل ان يُعيد عيناهُ على كُحليتيَها القلِقَة ، لم يكُن يعلم ايستطيعُ البَوح بالحَقيقَة؟ ام يَتستر عَليها فَحسب..!

كان مُترددًا و هو يُحاول جَمع حُروفِه كيّ يُجيب ، و قَبل ان يلفظ حَرفًا ، سَمعوا جَميعهم صَوت صُراخٍ قادم من احدَى الغُرف في الرِواق

التَفت آلميرا بِرأسِها الي مَصدرِ الصَوت الذي علِمت انّهُ قادم من خاصَةِ آيلا ، تَوسعت عُيونِها و سارعَت بالرَكض مع البقيّة ناحيَة غُرفَة التي وجودُها تُمسك بِزجاجيَة حادَة و تُهدد الطاقم الطبيّ بقتل نَفسِها

كان والديها امامَها يُحاولانِ مَنعها ، لَكِن حالتها الهستيريَة لم تَكُن تَسمحُ لها بالاستجابَة اطلاقًا ، كانَت ترفُض الخُضوع الي العِلاج و لأنّ الاطباء اصرّوا ، فقدت اعصابِها و حَطمت كأس الماء القريب مِنها لاستخدامه كَسِلاح يُخلصها من هذِه المُعاناة بِمُجَرد ان تقتُل نَفسها..!

- ا..آيلا ، ات..اتركيها ، ابنتي مالذي تفعلينه؟

نَطق ادولف بِصوته المُرتعش و هو يرى اصغَر ابناءِه تحملُ تلك الزُجاجة المليئَة بدماءِها بعدما انغرس طرفها الحاد بداخل كَفها

نَفت آيلا برأسِها و دُموعها تسبقُ كلماتِها و هي تقولُ بِصَوتٍ يفوقهُ ارتعاشًا

- لم يَعُ..يعد ل..لي م..مك..مكان ف..في ه..هذا الع..العالم

حرّك ادولف رأسِه مُعترِضًا اذ اراد الاقتِرابُ مِنها كيّ ينتشلُ تلك الزُجاجَة ، لَكِنها قرَبتها من رَقبتها توشُكِ على غَرِسها بداخل وريدِها

- لا تقت..تقتربوا م..مني ، اق.اقس..اقسم ساقت..ساقتل نفسي

دَخلت آلميرا وِسط الناسِ المُجتمعَة امام الصُغرَى ، تُناظِرُها بقمَة اليأسِ الذي كانَت فيه هي مُنذ ايامٍ مَرت ، لَكن حالةُ التي تُقابلها اسوء بِمراحَل بالطَبع..!

فَقدت حُب عُمرها ، و فَوق ذلك تمّ اغتصابُها من قاتِله امام قَبرِه..!
عن أيّ ماساةٍ تتحدَثون..!

آلميرا الوَحيدة التي تعرفُ القصّة كاملَة
لِذلك ، وَجع الصُغرى يُلامسها حَد الصَميم

حَدقت بِها و حاوَلت الاقتِراب مِنها مُتحدثَة بِحُزن

- ارج..ارجوكِ ، دعيها من بَين يديكِ آيلا
صدقيني انّها ليست نهايَة العالَم همم؟

نَظرت آيلا اليها و دُموعها تُعمي بصيرتِها

- لا يُمكنكِ الحَديث ، انتِ لا تعرفين مرارَة شُعوري
لا يُمكنني الاستمرار في العيش و انا كُل ثانيَة اموت!

نَطقت الصُغرَى بِمرارَة استَشعرتها مَن تَسربت دُموعها تُسانِدُها في البُكاء

- انتِ كُتب لكِ عُمر جَديد ، الالهُ قد منحكِ اياه لانهُ يعرف انكِ ستتجاوزين هذه المحنَة همم؟ انتِ قويَة و لازلتِ في بدايَة عُمركِ ، بامكانكِ المُضيّ قُدمًا

كَلامُها لم يُقنع من نَفت برأسِها مُتحدثَة بقهرٍ و هي تُشير على نَفسِها

- لم يَعُد بي ما يستحقُ المُضي قُدمًا ، انا فقدتُ نَفسي ، فقدتُ جَسدي ، روحي و شَرفي ، فقدتُ كل ما استطيعُ الافتخار بِه ، لم اعُد صالحَة للعيش اطلاقًا

كلامُها كان مُوجِعًا لكُل من سَمِعه ، خصيصًا الرائد الذي لم يَتوقع اطلاقًا ان داڤل قد يتمادى لاغتِصابها..! كَيف لهُ اقتراف ذنبٍ عَظيم ، مع طِفلة مراهقَة؟

حَدقت آلميرا في جيمين الذي كان يسيرُ ضِد الجدار بِبُطئ شَديدٍ كيّ يُلاقي آيلا من وراء ظَهرِها و يُمسِكها ، لذا واصَلت هي الهاءِها بالحَديث ريثما يُنجز العسكريّ مُهمته

- آيلا ما تقولينَه خاطئ ، الفتاةُ لا تُقاس بما فقدتيه انتِ
انتِ لازلتِ كاملَة ، لا يَنقُصكِ شَئ ، انها مِحنَة سَتمُر
صدقيني ، سَتمضي الحَياة و تلتئمُ الجُروح ، ستُصبحين اقوَى

وَقعت عُيون آلميرا على جيمين الذي استقَر خلف الصُغرَى و دون مُقدماتٍ احاطَها بِذراعَيه و سَرق مِنها الزُجاجَة ، رَماها جانبًا و قبل ان تَنتفض الصُغرَى ، احكم تقييدِها جَيدًا مَنعًا للفرار

لم يأبه لِصُراخِها و عَزم على تَكبيل حُريتها و هو يُناظر المُمرضَة يطلبُ مننا المجيئ كيّ تحقنها بمهدئ ، بدأت ترتخي بِبُطئٍ بين ذراعَيه حينما سَرى مفعول الدواء بداخل جَسدِها

وَضعها جيمين فوق السَرير يَرى أثار الدُموع التي تَملئ سائِر وَجهها المُنتفخ من البُكاء فاصَدر تنهيدَة خافتَة قبل ان يَبتعد يُفسح المَجال لوالديها بالاقتِراب

اقتَرب الرائد من زَوجته التي تَحبس دُموعها بداخُل مُحجريها ، حالَما احَست بوقوف زوجِها وراءها التَفتت نَحوهُ تُناظر كُحليتاه بِقَهرٍ و حَسرة

امسَك بيدِها يقومُ باخذها معهُ الي الخارِج حيثُما اختلَى بها لِوحدهما يَراها تُطلق سراح بُكاءِها الذي كَبحتهُ مُطولاً ، تَركها تَبكي بِعُلو صَوتِها و جَلس بالقربِ مِنها يُطبطبُ على ظَهرِها بِرفقٍ

- هشش ، كُل شئ سيكونُ بخير

هَمس يُواسيها اذ وَجدها تنطقُ بقهرٍ من وَسط بُكاءها المَرير

- ان..انها صغ..صغيرة ليح..ليحصل مع.معها كل ذل.ذلك
ما ج..جرى مع..معها اكب..اكبر كاب..كابوس ممكن ان تجربه امراة

مُجَرد التَفكيرُ بِما جَرى ، جَعل جسدُ الرائِد يرتعشُ بالكامِل ، احتَضن زَوجتهُ الي صَدرِه بعدما اسنَد ذقنه فوق رأسِها اذ هَمس مواسِيًا

- انها مَسألة وقت ، سيكونُ كَفيلاً بِجَعل جراحها تَلتئِم

نَفت آلميرا برأسِها و هي تبتعِدُ عن زَوجِها الذي ناظَر ذَقنها و هو يرتجِفُ من شدّة بُكاءها

- يَستحيل للمرأة ان تّنسى كَيف اُنتهكت حُرمَة جَسدُها رُغمًا عن ارادتِها من شَخصٍ غريبٍ قَصُد أن يُدمِر روحِها ، اتظُنه سَهل؟

بَسط كَفه فوق رأسِها يمسحُ عليه بلُطفٍ فقام بالايماء مُتنهدًا بِحسرَة

- انهُ قدرُها ، لا نستطيعُ تغييره

عاوَدت الصُغرى الدُخول وِسط ذراعيّ زَوجِها الذي بادَلها ذلك العناقُ برحابَة صَدر ، كانت تُناظر الفراغ بِعيونٍ مُتورمَة قبل ان تَهمس بِغصّة

- لقد عشتُ في عالمٍ ورديّ طوال حَياتي ، كنتُ مدللة و أوامري مُستجابَة من صغيرِها الي كَبيرِها ، لم اتوَقع يومًا ان هُنالك اُناسٍ تَعيشُ بِكُل هذا العُنفِ و القساوَة ، لا اعلمُ من اين يجلبُ الانسان كُل هذه الوَحشيَة ؟

بالنسبَة اليه ، فقد اعتاد هذِه المَشاهد التي يراها مُنذ بدأ خدمته العسكريَة ، لكنهُ يتفهم صَدمتِها جَيدًا ، اكتَفى بالصَمت لانهُ سئ بالمُواساَة و اتم التَربيت عليها حتّى خف ارتعاشُها

انخَفض يُقبل رأسِها بين الفينَة و الاخرَى ، يشعُر بانفاسِها المَهزوزَة و هي تُلاطف بَشرة رقبتِه التي تُسبب لهُ انعقادًا بداخِل قلبه الصاخِب

المُهم..! انّها هُنا بالجِوار

•••

- ادولف الحَقير ، بدأ يتباهى بِقُدرات جَيشه

تَحدثت سوهاندا بِغَضبٍ بعدما اجتمَعت باخواتِها على مائدَة العشاء ، كانت اُختها الصُغرى تُناظرها باستِغرابٍ حينما سألتها

- مَهما يكُن ! لن تَبلغ قوته خاصتنا!

اعتَرضت سوهاندا حينَما نفت برأسِها و اجابَت بِغَيض

- بَلا ، القوات الامريكيَة تَدعمُه ، لقد علِم جيدًا كَيف يُحيك لعبته ، كان والدي مُحقًا حينما قال ان ذكاءَهُ يُؤهله لانشاء دولَة خاصَة بِه و هو في قَيدِ تنفيذِها ، ان استمَر على هذا الحال قَد يستطيعُ ابادتنا!

نَظرن الفتيات الي بَعضهنّ بِقلقٍ من بَعد كلام اُختهن الكُبرَى ، عاوَدن التحديق بِها حينَما اتمَت تنطقُ بغضَب

- لا اُصدق اننا للان لم نعرِف من هو الذي يُدير الثكنَة في الخفاء!
من المُستحيل انه ادولف ، لا يَتمتع بالمهارات القياديَة العسكريَة
هُناك احَد ، يُمسِك بزمامِ الامور من وراءِ السِتار

حَدقت اُختها التي تصغُرها بعامٍ بها قبل ان تُجيب و هي تَحتسي الشَراب

- اوليسَت الثكنة تحت قيادَة والدُ الفتاة بالتبني؟ حتمًا هو من يُديرها

اعتَرضت سوهاندا برأسِها بِمُجَرد ان غرست السكين بِداخل اللَحم

- تُؤ ، انهُ ليس ذكيّ كفايَة لِيستطيع تَطوير الثكنَة و منحها تلك الامكانيات بِهذه السُرعَة ، الشخص الذي يُديرها يَتمتع بذكاءٍ فَريد ، هو حتمًا بارع في تَوزيع المَهام و لديه قُدرات عسكريَة لا يَملكها غَيره! ان تَم قتلُه ، سيكونُ ذلك حتمًا لِصالحنا

احتَست من شَرابها ثُمّ اتَكئت على مَسند الكرسيّ تُتابع

- علينا بدأ العَمل على تَفكيك جَيش ادولف
اخشَى اننا قَد نَفشلُ في المجيئ بالفتاةِ قريبًا!

التَفت برأسِها تجاه خادِمها ثُمّ أمرَتهُ بهدوء

- جهّز لي طائرتي الخاصَة
ساذهبُ للولايات المُتحدَة

لابدّ انّها ستبدأ بالعَمل..!
على الجَيشِ الامريكيّ

•••

سَوداء الشعرِ و العَينين ، تجلِسُ بجوارِ صديقَة طُفولتِها النائِمَة على سريرِ المُستشفَى بعدما تمّ اخاطَة جُرحِ ساقها و ايقافِ النَزيف الذي راوَدها من رَحمها

كانَت تمسحُ على يدها بلُطفٍ تنتظرُها لِفتح عينيها و حينَما كَشفت لاڤينيا عن بُؤبؤتيها ، سارعَت آلميرا بالنُهوض و الدُنو مِنها تُناظرها بِقلق

- لاڤ ، اتسمعيني؟

حَولت لاڤينيا عُيونِها للتَحديق بما يُحيطها فقابَلها وَجه آلميرا القلِق ، لم تُصدق انّها تراها امامَها حيَة تُرزق لِذا سألت بصوتٍ مُرتعد

- م..ميري ، ه..هذه ان..انتِ؟

قامَت آلميرا بالايماء ايجابًا قبل ان تحتضِن وَجه الثانيَة بِحُزن

- ايتها الحمقاء الغبيَة ، مُنذ متى اصبحتِ بهذه القوَة للوقوفِ امام مُجرم سفّاح؟

عاتَبتها بعدَما تَذكرت للتوِ أن حِمايَة صديقتِها لها
تَسبب في فُقدانِها لِجَنينِها

نَظرت اليها لاڤينيا بِحُزنٍ شَديد قبل ان تَهمِس بنبرةٍ مَبحوحَة

- انتِ اُختي ، كَيف لي أن احميكِ؟ و انا اعرفُ انه قادم من اجلِك

قَوست آلميرا شَفتيها بِحُزنٍ ترفُض البُكاء ، اثارَهُ واضحَة على تورمِ عينيها بالفِعل ، لَكِنها فَشِلت في ذلك الجهاد حينَما وَضعت لاڤينيا يدها فوق بطنها تسألُ بِقلق

- كَيف حال ابني؟

نَظرت حولِها تُطالع جونغكوك و بِجواره هوسوك يقفانِ امام المَدخل فسألت كِليهما و هي تُحاول الجُلوس

- تاي..تايهيونغ ، كي..كيف حاله؟

كان الرائِد من سيتَحدث ، لَكنّ هوسوك مَنعهُ لانه يعلم جَيدًا صراحَة قائِده التي قد تَتسبب في مَقتلِ زَوجة زَميلهم

اكتَفى هو باجابتِها بابتِسامَة لطيفَة

- هو بخير ، لقد نَجحت عمليته

تَنفست لاڤينيا بِراحَة تامَة قبل ان تناظر آلميرا هوسوك الذي حرّك شِفاهه يُخبرها او تؤجِل خَبر اجهاضِ الجَنين كَذلك

اومأت الصُغرى ايجابًا فراحَت تمسحُ برفقٍ على شعرِ صديقتِها مُتحدثَة بلُطف

- ابنكِ بخير ، لا تقلقي

تَنهدت لاڤينيا بِراحَة لِتبتسِم بعدَما اغمضت عُيونِها تشكُر الاله ، سَحب الرائد هوسوك من ذِراعه و اخرَجهُ من الغرفَة يُناظره بانزِعاج

- لما لم تُخبرها الحَقيقَة؟

حَدق هوسوك بِه و هو يَتنهد بِثقل

- سيدي انا لم اكذب ، عمليته بالفعل نَجحت
لَكنّي تَجنبتُ اخبارها انهُ دخل في غيبوبَة
الم ترى وَضعها؟ لم يكن مُبشرًا
انها حساسَة للغايَة

صَمت جونغكوك لِلحظاتٍ قبل أن يومِئ حينَما وَجد كَلام العسكريّ منطقيّ ، دَلك جَبهتهُ بِضيقٍ عارِم مُتحدِثًا

- مُشكلة وراء الثانيَة ، لم اجد وقتًا لارتاح حتّى

وَضع هوسوك يدهُ فوق كَتف قائِده قبل ان يُخبره

- خُذ زوجتك و اذهبا الي سكن الثكنَة ، لا اظن ان العودة الي منزلكما سيكونُ مُناسبًا في ظلّ هذه الظُروف

همهم الرائِد بهُدوء فَجلس على الكُرسيّ يُفكِر بِحَيرة
تَرك زوجتهُ تأخُذ وقتها في البَقاءِ مَع صديقتِها
و حالَما انتهَى موعد الزيارَة ، عاد بها الي الثكنَة

دَخلت آلميرا تَستحمُ في حَمامِ السَكن في الوَقت الذي جلس فيه الرائد مع فريقه في الصالَة يُناظرهم بِرَيبة

- من المُستحيل ان يَدخل داڤل الي الطرفِ الاخر من القريَة
إلا بحصوله على تَصريح ، و إلا العساكر الملكيَة سيمسكونَه

عَقد اصابعهُ سويًا قبل ان يَقطب حواجِبه مُضيفًا

- نامجون لا يَمتلك القُدرَة على جَلب ذلك التَصريح ، لا يملك ايَة صلَة بالعائلَة الملكيّة اساسًا! و لا يُمكنه الدُخول اطلاقًا

ناظَرهُ جين بعد لحظاتٍ من الصَمت اذ قال

- رُبما يعرفُ شخص مُقرب من العائلة الملكيَة؟

اومَئ الرائد ايجابًا ثُمّ اتَكئ على ظَهر الاريكَة يُخرج سيجارَة من عُلبته مُتحدثًا

- انا مُتأكِد ، ان ذلك الشَخص بيننا
هنالك خائن اخَر..! و ذلك الخائن يلعبُ على الطَرفين

نَظر الفِتيَة الي بَعضِهم البَعض قبل أن يُطالعوا قائِدهم و هو يأمرُهم

- توجهوا الي الحُدود ، هُناك حيثُما ستتم عمليَة البحث عن داڤل ، لا اهتم ان كان حيًا ام ميتًا! اريده اليَوم قبل الغَد

استَقام ثَلاثتهُم قبل ان يُؤدوا التحيّة العسكريَة و يَلتفتوا للمُغادرَة و تَنفيذ الأمر ، اتَكئ الرائِد على الاريكَة يُغمض عَيناهُ بإرهاقٍ شَديد

كانت لحظاتٍ حتّى فَتح عيناهُ فقابلهُ جَسد زَوجتهُ المُلّف من قبل تلك المنشفَة البَيضاء القصيرَة ، وسّع عيناهُ فجلس مُعتدلاً ثُمّ تحدَث

- يااا! اذهبي لارتداء شئ نحن لسنا في منزِلنا!

نَظرت آلميرا حَولها فلم تَجد سِواه ، رَمشت قبل ان تُطالعه مُستغربَة

- لا يوجد سِواك! ثُمّ لم اجد ما البَسه

صغّر عيناهُ قبل النُهوض و الاقتِراب مِنها ، كان شعرُها مُبلل يُقطرِ المياه على اكتافها المكشوفَة لاعيُنِه ، لم يَكُن الوضع مُناسبًا اطلاقًا للرومنسيَة لذلك امَسكها و جَرها خلفهُ الي غرفتِه

حالما ادخَلها اغلق الباب من خَلفِهما و سار ناحيَة الخِزانَة يُخرِجُ لها من ملابِسه القديمَة ، قدّم لها تيشرت كان كالفُستانِ عَليها ، لَبستهُ و جَلست تُجفف شعرها بالمنشفَة فوق السَرير

- بدات اتاكد ان لديك بُرود جنسيّ

التَفت يُناظرها بحاجبٍ مَرفوع ، طالعت مَلامحه فابتَسمت لهُ متحدثَة

- حينما جئتُ الي هنا لاولّ مرّة ، قُلت لك ذات الشئ بِهذه الغرفَة
اتذكُر؟ كانت شجاراتنا لا تنتهي اطلاقًا

اقتَرب للجُلوس بجانِبها فاخذ المنشفَة منها يتولّى مهمة تَجفيف شعرِها حيثُ قال

- لازالت لا تَنتهي

نَظرت الي رُكبتيها تُطالِع الفَراغ بِصَمتٍ للحظات قبل ان تنطِق

- انا اعرف انّي حُب طفولتِك

تَوقف عَن تَجفيف شعرِها بعد الذي قالَتهُ ، اضطرَب نَبضهُ خصوصًا حينَما استدارَت اليه تُناظِرُ عيناهُ السَوداء

- كنتُ اعرفُ ذلك مُنذ البدايَة ، لكنّي كنتُ اتجاهل حُبك

قَطب حواجِبه بخفّة يَسمعها تُواصِلُ بهُدوء

- رُغم انك تَبرعُ في اخفاء مَشاعِرك
كنتُ و لازلت اُحب استِفزازك
كيّ تخرُج حَقيقة احاسيسك

ابتَسمت لهُ فَجعلتهُ حائِرًا وِسطَ كومةٍ من المَشاعر صعبَة التَفسير
خُصوصًا عَليه هو ، هو الذي يَفشلُ في فَهمِ احاسيسه

وَضعت يدِها فوق وَجنتِه تمسحُ عليها بلُطفٍ بالِغ
اذ ارادَت افشاء سِرٍ ، قد يقلُب موازين القصّة اجمَع

- و لانّي ارَى حُبك الصادِق ، اودُّ ان اكونُ صادِقَة كَذلك
اريدُ الاعتراف ، انّي كَذبتُ عَليك

قَطب حواجِبَهُ و هو يُطالعُ عُيونِها بِقلق ، نَبرتها لم تكُن تُبشر بالخَيرِ اطلاقًا ، حافظ على هُدوءِه و انتَشل يدِها بداخل كَفِه يَسألها بِترقُب

- كَذبتِ ؟ بِخُصوص؟

حَدق بِعينيّ من اخفَضت عُيونِها عَنهُ تُطالِع الفَراغ للحظات تُحاول استِجماع شَجاعتِها للاقبالِ على القادِم ، لا تَعرفُ كَيف ستكونُ رُدود فِعله ، او ان كان سَيتقبلُ ما سَتقوله ، لَكِن تشعُر بالعبئ يَثقُل بِمُرور الوَقت

ناظَرتهُ و قالَت بِصَوتٍ خافِت

- بِخُصوص الذي جَرى ، ليلة عُرسنا

قام بالايماء ايجابًا و هو يَقطبُ حواجِبهُ ينتظرُ اعترافُها بِقلبٍ صاخِب
يتأمّلُ ان القادِم ، اعترافٍ بالحُب لهُ بعدما كَذبت انها تَكرهه..!

لَكِن الواقع كانَ امرُّ مِما يَظُن
لَيت اعترَفت بِكُرهها لهُ ، بدلاً مِن الذي قالَتهُ

- كُنت مُحِقًا ليلَة عُرسنا
انا فعلاً ، لم اكُن عَذراء..!

•••

5798 ✔️

اهلاً اهلاً ، اخباركم مع الفصل ياحلوين؟

محتاجين تهزيق تاني ولا اسكُت؟
اسكت احسن

عمومًا اريد اوضح شئ ، علشان اغلبكم يكون فاهم صح و ما يتلخبط لذلك ركزوا معاي شويتين

عندنا قرية الخنجر ، ذي بلدَة كبيرة تحت حُكم ملكي تمام؟ الحاكم عنده ابن عمه الأمير ، يلي هو ادولف يعتبر من السلالة الملكيَة

ادولف طول عُمره كان عايش في امريكا علشان دراسته و الخ.. و لما رجع من الخارِج ما قدر يتفاهم مع عقلية البلدة و اُسرته فانفرد عَنهم ، بعدين صارت احداث .. في المستقبل راح تعرفونها ، اضطّر فيها ان يقسم القرية نِصين علشان ياخذ حقه بالميراث كأمير لاجل زوجته تمام؟

طبعًا قرية الخنجر دي بلدة خيالية من صنع راسي ، مش موجودة بالواقع عمومًا ، المُهم ، علشان ادولف يحمي البلدَة يلي انشأها بعد الانقسام ، تعاون مع الحكومَة الامريكية و طلب ان منطقته تكون موقع يتدرب فيه عساكرهم بمقابل انهم يستفادون من خيرات البلد ، و امريكا وافقَت لان ادولف عنده الجنسيَة الامريكيَة اساسًا و تعاملاته مَعاهم كويسَة

اضافة لانّ بلد ادولف فيها خيرات كثيرة و هيكون لصالحهم هذا التعاون لذلك عملّوا مقر دُولي لهم هناك يلي هو الثكنة الامريكيَة ، و في نفس الوقت ادولف تعاون مع الحكومَة الكوريَة بنفس الطريقة لذلك عنا ثكنتين ، الامريكيَة و الكورية و الاثنين يطلعون بمهام دُوليَة

يعني سواء العساكر الامريكان او الكوريين ، مهمتهم ما تقتصر على بلدهم فقط ، يشاركون في حُروب دوليَة عادي لانهم يعتبرون من القوات الخاصَة

وضحت لكم بعض الفكرَة؟
كويس

مع الوقت راح تبان الاحداث و تتوضح اكثر و تفهمون احسن

يلا دامكم فهمتوا هذي الفقرَة نرجع لفقرتنا بتاعت الاسئلة
كيف لقيتم الفصل عامةً ..؟

الاحداث يلي صارت؟

سوهاندا؟

ليه آلميرا هي عروس الميراث؟
و شنو يريدون منها تحديدًا؟

آيلا..؟ و شنو حيكون مُستقبلها بعد يلي حصل معها؟

القفلة؟ 👀
و ليه آلميرا اعترفت باعتراف كذا فوقت حساس؟
و هل فعلاً هي مش عذراء؟ او جالسَة تكذب؟

توقعاتكم عمومًا للقادِم؟

اراكم قريبًا باذن الله
الي اللقاء ♥️





.
.
.









Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top