عَروسُ الميراث | 34

عَروسُ الميراث | JK

اهلاً بكم في الفصل الرابِع و الثلاثين 🤍

4000 تَصويت
7000 تعليق
فصل جَديد ✔️

استغلوا عُطلتي و حققوا الشروط بسرعة لانها كلما تحققت اسرَع ، كلما نشرت الفصل ابكَر ♥️

استمتعوا 💋

لنبدأ 🫶🏻

•••

بِمُجَرد ان فَتحت الباب و عَلى شَفتيها ابتِسامَة خافِتَة
تلاشَت مُباشرَة ..! حينَما ظَهر ذلك الهَيكلُ الدامي قُبالتها

هَيئَةُ الرَجُل الثلاثينيّ ، الذي قَتل امام عُيونِها اعزّ رِجال زَوجِها
جاء ..! جاء ليأخُذها مَعهُ

كَرد فعلٍ سَريع ، قامَت باغلاقِ الباب في مُنتَصف وَجهِه و حاوَلت بِاقصَى جُهدٍ تمتلكهُ رُغم تَعب جَسدِها أن تُدير ذلك المِفتاح لاحباكِ القُفل

لَكِن مُسدسَهُ الذي اختَرق به زُجاج الباب كَسرهُ و لم يُبالي بِمَجهودِها اطلاقًا ، ادخل يدهُ من وسط الزُجاج متجاهلاً جِراحهُ و مَسكها من رَقبتها مُباشرَة يَخنُقها باقصَى قُوتِه قبل ان يُهسهس

- اتظُنين انكِ سَتهرُبين منّي هذه المَرة ..؟

نَظراتُ عَينيه اليها تَحملُ كمًا لا يُمكن تَقديرَهُ من الحِقد و الغُل بِداخله ، بَعض من الزُجاج الذي التَصق بيده الداميَة تَسبب في جروحٍ على رَقبة من حاوَلت صَدهُ و ابعادَهُ و هي بالكاد تَلفِظُ انفاسِها

حاوَلت الصُراخ و لِحُسن حَظِها ان صديقتها انتَبهت لِصوت كُسر الزُجاج و جاءَت رَكضًا ، صَرخت للمنظر الذي رأتهُ و كَتصرفٍ سَريع جاءَت بِسكينَة غَرستها في مِعصم الرَجُل كيّ يَفك عُنق صَديقتِها

نَجحت في جَعله يُبعد يدهُ مُتألمًا فَسقطت آلميرا في حُضن صديقتها التي احاطَتها بهلعٍ تُناظِرها بقلقٍ عارم

- الميرا ؟ انتِ بِخَير ؟ الهي رَقبتكِ ..!

سَعُلت الميرا بِقوَة تُحاول استرجاع انفاسِها بِصُعوبَة بالغَة و قبل ان تَنجح في استِجماع شِتاتها ، كانَ داڤل قد حَطّم قُفل الباب و تَمكن من الدُخول

ناظَرتهُ آلميرا مَع صديقتِها التي سارعَت بِجَعل سمراء البشرَة خَلفها قبل ان تُناظر هيئتهُ المُرعبَة بِهَلع

- اياك و الاقترابُ مِنها ..!

هَددتهُ بِنَظرةٍ صارِمَة تتخفى وراء ملامِحها البَريئَة تِلك
لطالَما اعتادَت آلميرا ان تقفُ الاولَى للدِفاع عَنها
من شِلَة المُتنمرين في المَدرسَةِ او الجامِعَة..!

لم تَتخيل يومًا انها هي من سَتقفُ امام مُجرِم ، للدِفاع عن صَديقة عُمرها الوَحيدَة ، بالنسبَة اليها آلميرا هي عائِلتها ، كَيتيمَة تربت في الشَوارِع تَراها الام و الأخُت ، و الابنَة كَذلِك..!

نَظراتُ داڤل الذي يسيرُ بِرَجلٍ عرجاء قد قامَت آلميرا باصابتِها مُسبقًا بسلاحِه ، كانَت مُميتَة للغايَة ، لم يَأخذ الامر مِنهُ مجهودًا لِدفعها من كَتِفها حتى تَسقُط و تَكشف عن من تُمسك عُنقها بالمٍ من خَلفها

قُوته تَفوق كِلتايهما ، لَكن لاڤينيا لم تَيأس و هاجَمتهُ بِحَمل كُرسيّ من مجموعَة طاولَة الطعامِ و رَكضت تَكسرهُ فوق ظَهره حتى سَقط ارضًا

- آلميرا اُهربي ، اخرجي حالاً

صَرخت لاڤينيا تُخاطب صديقتِها التي وَسعت عينيها حينَما امسَك داڤل السكين الذي سبق و غرستهُ لاڤينيا في مِعصمه فَيحشرهُ هو بداخل ساقِها

- اللعنَة لا !!

صاحَت آلميرا بِقوّة لِتركُض نحو صديقتِها التي جَثت على رُكبتيها تَصيحُ من وَجع ساقِها ، صَوتُ الضجَة التي افتعلنها الفتياتُ بِصوتهنّ كان سَببًا في جَعل تايهيونغ يُغادر الحَمام مُسرِعًا لتفقدُ الوَضع

و ما قابلهُ جَعلهُ يُوسع عينيه مُندهشًا ، في الوَقت الذي اخرَج فيه سِلاحهُ من خَصرِه لاطلاق النار على داڤل ، صُدِم من طَلقةُ المُقابل المُستعجلَة اذ اصابَت كَتِفهُ ، و قبل ان يستوعب الاولَى اخترَقتهُ الثانيَة في فِخذه و الثالثَة في ساقِه..!

كان ذَلك تحت نَظراتُ لاڤينيا التي صَرخت بِقوّة و هي تَرى عُروق زَوجها تنفجرُ مُفصحَة عن تلك الدماء بِفعل رَصاصات مَن رَكلها بِساقهُ و لم يَسمح لالميرا ان تُقاومِه لانهُ ضَربها على مؤخرَة رأسِها حتى اُغمَى عليها

انخَفض و بِسُهولَة تامَة حملها فوق كَتِفه ، و حينما ارادَت لاڤينيا منعهُ بالتشبُث بساقه لم يَتردد في توجيه سِلاحهُ على رأسِها

كان ذات مَشهد ليون و هو يُمسكه من ساقِه ، مُحاولاً بشدَة مَنعهُ من الرَحيل . الفَرقُ انّها صديقَة عُمر من يَحملها فوق كَتِفه بينما الاوَل ، فهو صديقُ زَوجِها

- ارج..ارجوك

تَرجتهُ بأعيُنٍ دامعَة ، خالَت ان بداخِلهُ رحمَة و سيستجيبُ ، ظنّت انّ لازال هُنالك مَكان للانسانيَة في قلبِه و سيرحمُ ضَعفها و ضَعف من بين يَديه

لَكِن لا..!
داڤل الذي كان قبل وَفاة اُخته قُتل
و خُلِق بعدهُ انسان لا يَنتمي للانسانيَة اطلاقًا

كان على وَشك اطلاقِ النار ، لَكن الكهرباء خانتهُ و انقطعَت في تِلك اللحظَة تحديدًا ، كان الحَظ يُحالفها لانّهُ اكتَفى بِركلها و المُغادرَة من الموقع باكمله قبل قُدوم الرائد نظرًا لِسماعه صَوته عبر اللاسلكيّ الخاص بتايهيونغ

غادَر و ترك تلك الشابَة التي انهارَت بالبُكاء و حاولت اخراج هاتِفها من جَيبها لِتُنير لنفسها عُتمَة ذلك المكان الذي شَهدت به اصابة زوجِها و خَطف صديقتِها

حاوَلت الزَحف بِوَجعٍ شديدٍ تُقاوم ألَم ساقها حتى وَصلت الي ذلك اللاسلكيّ تطلُب النجدَة ، انهارَت اكثَر حينَما داهمها وَجع شرسٍ يَقتحمُ رَحمها حيثُما يَمكُث جَنينِها الذي تَركهُ زَوجِها بِداخلها

بَكت بشدّة و نَجحت في اقتلاع ذلك السِكين مُحاولَة كبح صُراخها ، لفّت ساقها بِمحرمَةٍ كانت تلُفها حَول رقبتِها ثُمَ قاوَمت الوَجع باقصَى قُوَة تمتلكها لِتنهض و تَركُض ناحية زَوجِها

جَثت على رُكبتيها حينما خانَها الألَم و غَدر بها لِيوقعها بِداخل احضانِه ، كانَ مليئًا بالدِماء التي فَطرت قلب مَن حاوَلت حَملهُ و دُموعها لا تَنقطِع

- ارج..ارجوك افت..افتح عَينيك
ارج..ارجوك لا تمُ..لا تمت

تَرجتهُ و هي تُحاول احتِضان وَجهه بيدِها الداميَة ، كانت بالكادِ تستطيعُ ان تَراهُ فَنورُ الموقعِ خَفيف للغايَة ، اضاءَة الهاتفُ لا تستطيعُ انارَة الصالَة بأكملها

- تاي..تايهيو..نغ افت..افتح عي..عينيك

تَوسَلتهُ بينَما تَرُجه و قلبُها يحتَرقُ من الوَجع ، لم يَكُن يستجيبُ اليها و هي تُحاول بجهدٍ تلمسُ رَقبتهُ لتفقد نَبضِه الذي كان ضَعيفًا للغايَة

لم تكُن تقل حالاً مِنهُ ، فهي كَذلك تنزِف
و بِداخلها يَنزِف..!

حاوَلت النُهوض و جَرّه ، لَكِن كُلّما خَطت خُطوَة وَقعت و تَعثرت و ازداد صَوتُ بُكائِها عُلوًا من المَوقف الذي وُضِعَت فيه

لم تَتخيل يَومًا ان تَرى زَوجُها يصاب امام عُيونِها
للتوِ ، احسَت بشُعورِ آلميرا حينَما حَكت لها
ما رأتهُ و هُم يُعذبون الرائد امامَها..!

شُعور مُميت

سَمِعت صَوت ركضٍ قادِم في اتجاه المنزِل فزاد خوفُها اضعافًا
خالَت أن ذلك المُجرم قَد عاد لاخذِها هي كَذلك

لَكن الذي دَخل و وَجه المصباح ناحِيتها لم يكُن سوا زَوج صديقتِها الذي تَصلبت الدماء في اوردِته لِرؤيَة حالِها و حَال زوجِها الذي بِداخل احضانِها

وسّع عينيه مَصدومًا فاسرَع جيمين و بَقيّة العساكِر بالدُنو و حَمل تايهيونغ مِنها من اجلِ اسعافه ، لم يكُن هنالك وَقت لتدارك الصَدمة فصديقِهم يَضيعُ من بَين يديهِم ..!

لا احَد مِنهم مُستعد نهائيًا ، ان يَخسر جُزء مِنهم من جَديد

- ارج..ارجوكم انق..انقذوه

بَكت لاڤينيا و هي تتشبَثُ بيد زَوجِها الذي تَم حَملهُ ، دَخل الرائد ركضًا يَجول في بيته للبحثِ عن زَوجته ، لَكن صديقتُها قالَت لهُ من وَسط دُموعها

- اخ..اخذها

التَفت في اتجاه الصُغرَى التي كانَت تُجاهد للنُهوض ، لَكِن ساقها تَمنعها من الاستِقامَة حتّى ، رَكض ناحِيتها و اسنَدها هو كيّ لا تَقع فتتأذَى

- اخذها ؟ من الذي اخَذها ؟

نَظر في عينيّ لاڤينيا التي لا تَنقطعُ لحظَة عن البُكاء
تَمسكت بِه و قالَت من وَسطِ دُموعها الغَزيرَة

- دا..داڤل ، ج..جاء و اخ..اخذها

وَقع الخَبر على الرائِد لم يكُن سَهلاً اطلاقًا
ان يَسمع ان اشدّ من يَكنهُ لهُ الحِقد و الكراهيَة
خَطف زَوجتهُ مُتوعِدًا لهُ بالعدائيَة ..!

اسوءُ الاحتمالات تَتردد الي ذِهنه
اسوءُ الظُنون بدأت تُسيطرُ على كَيانه حَد الارتعاش..!

لا يعلمُ الي اي مَدى ستصلُ حَقارَةُ داڤل
لكن ما يَعرِفهُ ان بقاء زَوجتهُ بِحَوزتِه
لن يَكونُ خَيرًا نهائيًا..!

مَسكتهُ لاڤينيا من قَميصه بيدِها التي تَخلطُ بين دماءِها و دماء صديقِه اذ تَوسلَتهُ بينَما تَبكي

- ارج..ارجوك ، اعِدها ، انق..انقذها
ل..لم يكن ذل..ذلك الرجل ي..ينوي على الخ..الخير

استَعاد رُشدَهُ حينما غادَر مَهجع افكارِه الشَنيعَة فقام بالايماء مُتداركًا الوَضع ، سيترُك مشاعِره جانبًا و يُركِز على عَملِه كَقائد القُوات الخاصَة..!

عليه ان يُتقن عَملهُ و يُعيد الضَحيّة مهما كَلفهُ الامَرُ
لطالَما اعتاد ان يَرهن روحَهُ للغُرباء..!
فمبالُك ان كانَ المُختَطفُ ، جارَة وَريده..؟

- حسنًا ، الميرا ستكون بخير
انتِ مُصابَة ، عليكِ تَلقي العِلاج حالاً
لا تَنسي انكِ حامل

نَطق و هو يُناظر العَسكريّ الواقف عند الباب ، طَلب منهُ المَجيئ و اخذِها الي المُستشفَى فلبّى النِداء و جاء ينتشِلُها منهُ بِحَذر

نَظرت لاڤينيا اليه و هي تتمسَك بِكتف العسكريّ رُغمًا عن ارادتها فالوَجع الذي يُداهمها ليسَ لهُ مَثيل

- حافظ على نَفسِك ، لانك من سَتستطيعُ حمايتِها

اومَئ الرائِد برأسِه قَبل ان يُغادر بيتَهُ و يُناظر جُثث عساكِره الذين كانوا يَحرسونَ زَوجته ، نَظر في اتجاه العقيد الذي جاء لِتَوه مَع فريق الدَعم حيثُ نَطق

- الميرا بخير ؟

قَبض الرائِد على يَدِه بعُنف قبل ان يُهسهس مُصطَكًا اسنانَه

- اخذَها

اغمَض العقيدُ عَينيه قَبل ان يُدلك جَبهته مُتنهدًا بِتَعب

- كان علينا قَتلهُ و التخلُص منهُ منذ البدايَة

نَظر الرائد حَولهُ يرى العساكر يَحملونُ جُثث زُملائِهم ، كان المَشهد صَعب عليه للغايَة فكُل واحد مِنهم لَديه قِصَة ، عائِلَة و روحٍ تنتظِرُه

قَبض على يديه اكثَر و هو يَحصرُ غَضبِه بداخله انتظارًا للوقتِ الذي سيُطلقه دفعَة واحدَة على المُفتعل ..!

- من المُستحيل ان يكون داڤل فعل هذا لِوحده ، هنالِك من ساعَده

مَسح العقيدُ على وَجهه و حواجِبهُ مُنعقدَة من شدّة الضَغط الذي يُداهمه ، قام بالايماء بِرأسه ثُمّ قال بهدوء

- لابد انهُ لجئ الي الارهابيون الذين في ضَواحي المدينَة
سيساعِدونَه بالتأكيد ، تحرَك فريقُ الدعم للبحثِ عنهُ
سيجِدونَه باقربِ فُرصَة ، لا تَقلق

كَيف يطلُب منهُ الا يَقلق و التي في حَوزتِه هي زَوجتِه ..؟
ذلك قطعًا مُستَحيل ..!

لكنهُ يحاول التَستر على قَلقه بِمَلامحه الجامِدَة ، فلا وَقت لديه لِيُضعه بالنَحيب ..! عَليه بدأ البَحثُ و التَصرُف باسرَعِ فرصَة مُمكنَة

•••

- هل وَفرت لي مَكانًا آمِنًا ؟

كان ذَلِك صَوتُ داڤل الخَشِن و هو يُخاطب احَد الرِجال المُلثَمون امامَه ، سَمِع همهمَةٍ من الذي يُقابلَه ثُمّ ناوَله مِفتاحًا اخَذهُ و تابَع

- انت مُتأكد ان الرائد لن يستطيع الوصول اليه ؟

تَلقى ايماءَة رأسٍ من المُقابل لهُ حيثُ قال

- ممنوع على عساكر الدولَة الكوريَة او الامريكيَة ، الدِخول الي القسم الاخَر من البلدَة لانّها تَخصُ الحاكم

ارتَفع طرَفُ شِفاهُ داڤل الذي ميّل رأسَهُ مُتسائِلاً

- انت تعرف ان ذلك الاحمَق لا يُوقفه شيئًا ..!

طالَعهُ الرَجُل بنظراتٍ مليئَة بالحقدِ اذ قال

- حتى و إن تجرأ للدُخول ، سيَدفعُ ثَمن تَهورِه غالِيًا
قَد يتطورُ الامرُ الي اقامَة حَربٍ ، بين الجَيشين..!

ابتَسم داڤل راضِيًا ثُمّ قامَ بالهمهمَة مُتحدِثًا

- تأكد انك في الطَريق الصَحيح
دامَك تركت تِلك الثكنَة الفاسدَة

طَبطب بيدِه على كَتف الرَجُل ثُمّ التَفت في اتجاهِ رِجاله الذين يَحمِلونُ آلميرا رِفقَة فتاةٍ ثانيَة ، أمرَهُم بِلحاقِه و سَلك طريقهُ في اتجاهِ المَوقع الذي تمّ تأمينهُ من اجلِه كيّ يَختلي فيه بالصَبيَتين..!

حينَما وَصل ، كان عِبارَة على مُستودعٍ ضَخمٍ في مُنتَصفِ الغابة ، تُغطيه الاشجارُ العالِيَة ، قبل عُبور حُدود الحاكِم ، قام بِتَقديمِ تَصريح الدُخول الذي وَفرهُ لهُ ذلك الرَجُل ، فَسمح لهُ الجَيش الملكيّ بالدُخول

في الواقِع ، الحُكم الملكيّ ليسَ لديه مُشكلَة شخصيَة مع الارهابيون عامَةً ، لذلك يُسمَح لهم بالدُخول وقتما شائوا دون مَشاكِل التي غالبًا تحدُث في القسم الثاني من البلدَة لان اَساسُهم من اتباعِ الحاكم

هم الذين يَنشرون الفساد عمدًا ، في القسم الذي يَحكمهُ الأمير ، فقط كيّ يضغطون عَليه من اجلِ توحيد البلدَة من جَديد بعدما أراد هو انقسامِها قبل اثنانِ و عشرون عامًا..!

لَكن داڤل ، لم يكُن مصرح له بالدُخول لانه ليسَ من المنطقَة اساسًا
لِذلك ، توجَب عليه جَلب تَصريح للعُبور

رَمى الرِجال كُل من جَسد آلميرا و الصَبية التي بِجانبها على الارض بداخِل ذلك المُستودَع حيثُما تَم الاغلاقُ عَليهنّ حتَى يأمُر داڤل بشعارٍ اخَر

الصبيَة الثانيَة كانت بالفعل يَقِظَة ، الشريطُ الاسوَد يُغطي فَمها و يَمنعها من الكَلام ، كانت مُصابَة و تَنزِف باستِمرارٍ بينَما بالكاد تستطيعُ لفظ انفاسها من ضيق الاوكسجين و وَجع جُرحِها..!

وَجهت عينيها الدامعَة للنظرِ الي جَسد الفتاةِ المُلقاة بالقربِ مِنها ، كانت يديها هي مُكبلَة بينما خاصتيّ آلميرا حُرّة بالفعل ، حاوَلت الزَحف نحَوها و ايقاظِها ، لَكن عَبثًا ، لم تكُن الاكبرُ سنًا تستجيبُ اليها اطلاقًا

مع عِدَة مُحاولاتٍ فاشِلَة ، سَقطت مُغمًا عَليها بالقُربِ من رأسِ سمراء الشعرِ و البَشرَة بعدَما لفظت اخَرُ انفاسِها

•••

- تايهيونغ بخير ؟؟

كان ذَلك صَوتُ الرائد و هو يَستفسرُ بداخل مَصحّة الثكنَة بعدما جاء لِتَوه من مَكتب العقيد ، نَظر في اتجاه لارين التي كانت تُحاول تدارك وَضع الجرحى فبعض العساكِر تم انقاذُهم

- تايهيونغ تم نَقلهُ الي المُستشفَى ، حالتهُ حرجَة اذ لا نملك المُعدات الكافية لاسعافه

قالَت الصُغرَى و هي تأخذ الضماد من جيمين الذي يقومُ بِمُساعدتها فعدد الجرحَى يفوق مَقدرتها خصوصًا ان انجيلا ليسَت هُنا

طرَح الرائد انفاسَهُ و هو يمَسحُ على رأسِه بغضبٍ يحاول كَبحه ، حَدق في جيمين الذي نَطق من وَسط الفوضى التي يُحاول لملمتها بمواساة زملاءِه

- تايهيونغ سيكونُ بِخَير ، دعنا لا نُفكر في الجَرحى ، و نُصوب تركيزنا في اتجاه انقاذ الضحايا !

يتحدثُ و هو حَدّ ذاته في قِمَة قلقه ، لَكن ! تلك المشاعِر لن تُفيدهُ بشئ حاليًا ، عليه ان يتحلّى بتصلُب القلب كيّ يستطيعُ اداء مَهامه دون عوائِق

احيانًا المشاعر تكونُ اول عائِق
مُمكن ان يُرافق البشريّ..!

الرائد انَجحُ شَخصٍ يستطيعُ مَحي مشاعره بالكامِل في لحظاتٍ كَهذه ، لِذلك لَبس قُبعتهُ و قال بِجُمود

- اُترك الجَرحى و رافِقني الي مَكتبي
اجمَع انت و هوسوك الفَريق

نَظر الي ساعَة رِسغه ثُمّ تابَع بعدما نَظر بقيَة العساكر الذين يُساعدون الجَرحى اليه بانتباه

- لَديكم عشر دقائِق ، الذي سيتأخر سيتمُ اقصاؤه من فَريقي

انتَصب العساكرُ الارَبع امامَهُ باستعدادٍ اذ قاموا باداء التَحية العسكريَة مُوحدون صَوتِهم حينَما نطقوا ممتثلون الي امرِه

- امرُك ، سيدي الرائد

نَظر في اتجاه لارين التي طالَعتهُ للحظاتٍ ثُمّ تابعَت عملِها و بِداخلها تُفكِر بِكَم أن اخاها الذي اعتادَت اُمه ان تَصِفهُ بالفاشِل و تَنبذُه ..!

لَديه قيمَة عُظمَى هُنا ، اذ لا تُسيّر الامور الا باذنٍ منهُ
الجَميع يُقدره و يَحتِرمهُ

اخاها الذي ظَنتهُ من ضَعفه يخشى الردّ على اُمه
اكتَشفت انهُ اقوَى من تَتخيلُ هي
و انمَا! قصَة احترامٍ و بِر بوالدته لا اكثَر

يستطيعُ الوقوفُ امامها و مُواجهتها و الدِفاع عَن نَفسِه
تمامًا كما يَفعل هُنا اذ لا يَسمح لاحدٍ بتقليل احترامه و لَو بِحَرف
لَكن امام اُمه يُصبح اضعفُ خَلقِ الله ، لا يَرفعُ عيناهُ اليها حتّى

اذِلَك ذُل ..؟
لا! انّما احترامٍ لمن انجَبتهُ الي الحَياة
فَمهما فَعلت و قَست ، تظلّ والِدتهُ
و ذلك واقعٍ مرير لا يستطيع هو تَغييره

ابتَسمت الصُغرى بالمٍ على حالِه ثُمّ حينما التَفت للمُغادرَة لَحِقتهُ بعدما ضَمدت ذِراع العسكريّ ، نَدهت عليه من مُنتَصف الممر الذي عَبرهُ هو حتى استطاعَت لفت انتباهه

تَوقف عن السير و التَفت اليها يُحدق فيها بهدوء ، رَكضت ناحيتهُ فَسِمعتهُ يُوبخها بغضبٍ مُتحدثًا

- توقفي عن الرَكض! انتِ حامل

وَقفت امامَهُ و نَظرت بداخل عَينيه مُتحدثَة

- هل استطيعُ احتضانك ؟

عَقد حواجِبه بشدَة و قبل ان يَرفض اقتحَمت مِساحتهُ و عانقتهُ بقوَة رُغمًا عن ارادتِه ، شَدت عليه بِقوَة و قالَت بالقربِ من اُذنه

- انا اعلم انها مرحلةٍ عصيبَة ، و ان بداخلك الكَثيرُ من الالم تُخفيه بقناع البُرود كما اعتدَت ان تَفعل مُنذ طُفولتنا ، انا اسفَة لاني لم اكُن استطيعُ فَهمك ، و اتخذتَك عَدوي و حرِصتُ على زيادَة المك بدلاً من تَخفيفه

استَمع اليها بِصمتٍ تام فتلاشت مُقاومتهُ لِحُضنها و نَظر ناحِيَة الفَراغ يُنصت الي ما تابعتهُ و هي تشدّ على احتِضانه

- لكن ، اريدُك ان تَعرف انّي هُنا من اجلِك دائِمًا ، ساترُك الماضي للماضي و احرُص ان اكون اُخت جيدة و لَو للمرَة الاولَى ، ارجوك كُن بخير و تأكد ان الميرا سَتعودُ سالمَة

وَجد نَفسهُ رُغمًا عن ارادتِه يُبادلها ذلك الحُضن الذي كانَ يَحتاجهُ بشدّة ، فهو في قمّة انهياراته في الوَقتِ الراهن ، يشعُر انّهُ تائِه ، ضائِع لا يَجِدُ وِجهتهُ اطلاقًا ، عانَقها بِقوّة و اغمَض عيناهُ يستجمعُ بَعضًا من القُوَة للصُمود

ابتَعدت عنهُ و ناظَرتهُ بابتسامَة بعدَما رأت احمرار عَينيه
كان من الواضِح انهُ يجاهد للبقاءِ صامِدًا..!
لَكنها اوقعَت قناع قُوته و كَشفت عن ضُعفه

احاطَت وَجنتيه و هَمست لهُ بِحُزن

- ستكونُ بخير ، انت فقط حارِب من اجلها
و تَذكر ان تعود سالِمًا ، فاُختك و طِفلها يُحبان وجودك في حَياتِهما

لرُبما اخر ما سَمع كان ادفئ شَئ وَقع على اُذناهُ مؤخرًا
هو يُحب الاطفال كَثيرًا ، و ان يُصبح خالاً لِطفلٍ صغير
ذَلك بمثابَة اُمنيَة كان يراها مُستحيلَة

لم يَكُن يتخيل من الاساس ان باستِطاعتهُ حَمل ابن اخته بين يَداه ، نَظرًا للفجوَة التي بينهُما ، لَكن ..! المُستحيلُ يصبح حَقيقَة الان

ابتَسم لها قبل ان يَضعُ يدهُ على شَعرِها يمسحُ عليها بِرفق

- حسنًا ، انتِ حافظي على نَفسك و لا تُرهقيها
تذكري انكِ حامل همم ؟

قامَت بالايماء ايجابًا ثُمّ راقبَتهُ يلتفتُ للمُغادرَة فالوَقتُ يداهمه ، كُل ثانيَة تكونُ فيها آلميرا بِحَوزة داڤل تُقلقهُ ، مَر من امام الساحَة الكُبرَى للثكنَة حيثُ وَجد عساكر الدَعم عائِدون يُجرجرون خَيباتِهم بعدَما فشلوا في ايجادِ الثاني

تَوقف امامَهم يسمعُ العقيدً يُوبِخهم و يستنقِصُ من قُدراتِهم التي كَرّس حياتَهُ من اجل تَطويرِها ، مَسح على وَجهه و تابَع سيرهُ الي مَكتبه حيثما وَجد فريقهُ سَبقهُ الي هُناك

دَخل عليهم يَرى الحُزن يُغلّف اوجُهِهم جَميعًا
الكُل كان في حالةٍ عارِمَة من الحُزنِ
لازالوا لم يَتجاوزوا مَوت ليون بَعد
فجاءَت الان حالَة تايهيونغ الحرجَة..!

الاطباءُ يَتنبؤون بِمَوتِه ، فالرَصاصَة قريبَة جِدًا من قَلبِه
الساعات القادِمَة هي التي سَتحسمُ ان كان سيُفارق الحَياة ام لا..!

حاوَل ان يَكون الاكثرُ صُمودًا من بَينهم ، رُغم انّهُ اكثرُ المُتضرر فيهم فَزوجتهُ خُطِفَت ..! امراتهُ و فتاةُ قلبِه في خَطر

اقتَرب مِنهم و وَضع قُبعته فوق الطاولَة يُناظِرهم بهدوء

- فريق الدَعم فشل في ايجادِه ، لذلك لن نتحرَك بعشوائيَة مثلما فَعلوا ، علينا حَبك خُطَة لِنَستطيع العودَة بنتائج تُرضينا

تَلقى ايماءَة رأسٍ من البَقية ثُمّ تابَع بهدوء

- من المُستَحيل ان يُغادر السِجن ، دون ان يَكون هُنالك شَخص ساعدهُ ، و ان كان ذلك الشَخص آيلا ، هي لن تَقدر على العساكِر حتى ان كان والدُها الامير

نَظر الفَريقُ الي بَعضِهم البَعض يُفكرون في مَغزى حَديث الرائد الذي ما ان طالعوه حتى أكَد شُكوكهم قائِلاً

- ذلك صَحيح ، هُنالك خائِن هُنا
خائن سُلطتهُ تُؤهلهُ لِجَعلِ داڤل يهرُب بِسَلام

سَكت الجَميع يَستمع الي قائِدهم الذي قام بالتناوب في التَحديق بينهم قبل ان يُكمل

- انا واثق ان هُنالِك شاهد في السِجن ، استَطاع رُؤيتِه
و الدليل ان هُنالك سَجينين قد قُتلوا بعد هَرب داڤل مُباشرَة
لرُبما تم امساكِهم و هم يَرون الخائِن ..!

أيدَهُ هوسوك الذي قام بالايماء و المُتابعَة

- ذلك صَحيح ، كان المساجين في حالَة رُعب بعدَما نَقلوا الجُثتين من الزنزناتين ، لابدّ ان هُنالك شاهد ثالِث استطاع التستُر على نَفسِه

قَضم الرائِد وَجنتهُ من الداخل قبل ان يَنطِق

- او رُبما تمَت رَشوتِه ..!

قَطب جيمين حواجبه ثُمّ نطق مُستغربًا

- كيف يتم رشوَة رَجُل في السِجن ؟
مالذي سيَفعلهُ بالمال ؟

ابتَسم الرائِد ساخِرًا قبل ان ينطِق بجُمود

- ليسَ بالضرورَة ان تكون الرشوَة بالمالِ فَحسب
قد تَكون عن طَريق شئ اخَر ، كالافراجِ عنهُ مَثلاً..!
او ، مُساعدة احَد من عائلتِه

همهم الجَميعُ تضامُنًا مع حَديث قائِدهم الذي تابَع بهُدوء

- لن نستطيع التَحقيق مع كُل المساجين ، لانّ الشاهِد بالتأكيد سيكتشفُ و يُحاول النفاذ او الانكار او حَتى الوصول الي الخائن ، لِذلك علينا مُراقبتهم جميعًا ، بالتاكيد خِلال هذه الساعات سيتمُ التواصُل معهُ من قِبل مُرشيه

استَطرد جين مُستفسِرًا باستِغراب

- لكن ، مالذي يَضمُن ان هُنالك فعلاً شاهِد ؟ و خائن..!

بَلل الرائد شِفاهه قبل ان يُجيبه

- لا يَتم التَبديل بين الزنازن غالِبًا ، لَكن اليوم قد تم تبديل ثَلاث زنازن مُختلفَة ، و ذلك قطعًا يُوحي بوجودٍ خطبٍ ما ، ما مَعنى ان الزنزانَة التي بالقُرب من خاصَة داڤل تحديدًا تم استِهدافُها ؟

قال جيمين مُسرِعًا

- اذًا الشاهد هو الذي تم تغيير زنزانته!

ناظَرهُ الرائد بِعُيونٍ جامدَة قبل ان ينطِق

- برأيك لما تَم تبديل الزنازن الثلاث؟
كيّ لا يتمُ رَصد المُشتبه بِه ..!

استَوعب البَقية كَلام الرائد حَيثُ هَمس هوسوك الي جين قائِلاً

- لا عَجب ان العقيد أمر بِقُدوم القائِد ، نحنُ اغبى من ان نتتبعُ الاحداثيات و نَستنتج مِنها الادلة للخُروجِ بِحُلول

اومَئ جين برأسِه قبل ان ينطق هامسًا

- الرائِد معروف بِذكاءِه المُتعلق في تَجميع الادلّة
كان عليه ان يَكون مُحققًا بدلاً مِن قائِدًا عَسكريًا

أمَر الرائِد بِمُراقبَة السِجن بَعدما طلب مِنهم التَنكُر بزيّ حَرس الزنزانَة كيّ يُلاحِظونُ الداخل و الخارِج في ذاتِ الوَقت الذي جَلس هو وراء شاشاتِ الكاميرا يَتتبعُ اخَر المُقتطفات التي تمّ التقاطُها قبل حَذفها

و لانّهُ بارِع في التكنولوجيا ، كَما سبق و ان فعل حينما اقتحم هاتف زَوجتهُ ، ظلّ يُحاوِل بِجُهدٍ اختراق النِظام من اجلِ استعادَة ما تمّ حَذفهُ و الاطلاع على الفيديوهات تِلك

•••

فَتحت عُيونِها السَوداء بِبُطئ شَديد
سائِر جَسدُها يُؤلِمُها و يَمنعها من تَحريك اطرافِها حتّى

جاهَدت لفتحِ عيونِها التي التَقطت ذلك المُستودع المُظلم تَتفقدهُ بِانهاكٍ يُكبّل كيانِها ، احسَت بجسدٍ يقرُبها و تَخيلهُ أنهُ يَخُص مُخطِفها ، كان ذلك دافع قويّ يمَد جسدُها بالقوَة للانتفاضِ و الجُلوس

جَلست مُسرعَة و خُصيلاتِها تتناثرُ على وَجهِها المُتعرِق ، وَقعت ابصارُها على صاحبَة الشعرِ الاسوَد المُلقاة امامَها تُناظرها بِصدمَة

هَرعت مُسرعَة ناحِيتها تَقومُ بِاجلاسِها مُحاولَة التعرُف على مَلامِحها المُغطاة بِشعرِها الكَثيف ، ازاحتهُ عن وَجهها و سُرعان ما قامَت بازالَة ذلك اللصق عن شَفتيها المُتورمَة

حاوَلت فك رِباطها و قد نَجحت بفتح تلك الحِبالُ عن يَديها

كانَت في حالةٍ يُرثَى لَها ، مَلابِسُها مُمزقَة و الدِماءُ تتناثرُ على سائِر جَسدِها المَجروح ، ارتَعدت آلميرا التي هَمست لها بِصدمَة

- آ..آيلا ؟ هذِه انتِ؟

طَبطبت على وَجنتها بِرفق تُحاول جعلها تستعيدُ وَعيها لتفهم سَبب وجودِها هُنا ، حاوَلت جاهدَة و نَجحت في دَفع الصُغرَى لِفتَحِ عُيونِها السَوداء كَخاصتِها هي

نَظرت آيلا اليها ، و قلبُها يُعتَصر من الوَجعِ اكثرُ من جَسدها المَجروح ، حَدقت بها من وَسطِ انكساراتِها قبل ان تنطِق ما جَعل كُل عضيَة في جَسد آلميرا تَتجمّد من الصَدمَة

- اغت..اغتصب..اغتصبني

تَوسعَت عُيون آلميرا بِشدّة اذ لم تَتمكن اطلاقًا من استيعاب ما سَمِعتهُ للتَو ، اذ ما تابعَت الصُغرَى تقولهُ كان اقصَى ، اقصَى بِكَثيرٍ من سابِقه

- اغتص..اغتصبني بج..بجانب ق..قب..قبر..ليون

شُلّت اطرافُ الكُبرَى بالكامِل ، عَجِزت عن التَعبير و لم تُفلح نهائيًا في اعطاء رد فعلٍ يتماشَى مع بشاعَة الموقف الذي سَمِعتهُ

آيلا ..! تُعتَبر طِفلة لم تَتجاوز الثامنَة عشر
لازالت في سَنتِها الاخيرَة في الثانويَة ..!

ارتَعد جَسدُها بالكامل و الرَد الوَحيد الذي استَطاعت الافصاح عنهُ ، هو انّها عانَقت الصُغرى بِقوّة الي صَدرها و شَدّت عليها باقصَى ما تمتلِك

احتَضنتها و كُل مابها يَرتجِف ، تَسمعُ بُكاءِها و تشارِكُها اياه
صَدمتها غَلبت رُدود فعلها ..!

مالذي تستطيعُ قوله ؟ كَيف تُواسيها؟
او حَتى ، مالذي تستطيعُ فعله؟

كُل كلمات المُواساة ، هي مُجَرد عَبث امام ما مَرت بِه الصُغرى في الليلَة الماضِيَة ، من المُستَحيل ، ان تنطِق بحرفٍ سيزيدُ شُعورها سُوءًا

لذلك اقبَلت على عناقها باقصَى ما تمتلك و هي تَحتجز دُموعها بداخل عَينيها كيّ تكون الطَرف الاقوَى ، و تَدعمها بدلاً من ان تزيدها وَجعًا

حاوَلت ..! حاولت ألا تَبكي
لَكن بشاعَة المَشهد الذي تَخيلتهُ ، مَحت ما تَبقى من انسانيَة الارهابيّ ، الذي اشفقَت عليه لبعض الوَقت حينما سَمِعت قِصته

مَوت اُخته ، لا يشفعُ لهُ اطلاقًا ما فعلهُ ، ابتداءًا من قتله للابرياء ، سَواء ليُون او غَيرِه ، ختامًا باغتِصابه لِفتاةٍ لتوها بلغَت سن الرُشد ، بالقُرب من قَبرِ حَبيبها ..!

لم يَحترم حتّى حِرمة المَكان ، بل تَجاوز كُل اُسس الانسانيَة و اخترَقها بابشَع طريقَة مُمكنَة

- ه..هشش ، سن..سنكون بخ..بخير

هَمست لَها آلميرا في اُذنها تُحاول ان تُقويها ، الخَوف الذي يُلازمها الان اشدّ قُوَة من سابِقه حينما خُطفت مع زَوجِها

رَفعت عينيها الي باب المُستودَعِ الذي فُتح ، فَكشف عَن جَسدِ اكثَر شَخصٍ كَرِهتهُ في حياتِها ..!

كان يَبتسمُ بينما يلفُ ساعدهُ بِضمادٍ فلاڤينيا سبق و ان اختَرقتهُ بالسكين ، اقتَرب من الفَتاتين ثُمّ جَلس القُرفصاء قُربهنّ يُناظرهنّ بِمُتعَة

- للتو الاحِظ انكنّ تُشبهن بَعضكن..!
كِليكن سُكَر ، جَميلاتٍ بشكل لا يُقاوم

وَجه بَصرهُ ناحيَة آلميرا التي تُحاول تخَبئة آيلا في حُضنِها ، ابتَسم لها ثُمّ قال بعدَما قرب يدهُ مِنها يتحسسُ وَجنتها بظاهرِ اصابِعه

- و انتِ يا سُكَري اللاذِع..!
لاعجب ان الرائد وَقع في شِباككِ
لستِ فقط جَميلَة ، بل قُوتكِ مُغريَة

اشاحَت وَجهها للطرفِ الاخَر بعيدًا عنهُ قَبل أن تراهُ يحتسي الخَمر الذي في مُتناول يدهُ الثانيَة ، رَمى الزُجاجة بعيدًا و قال بهُدوء

- من التي تُريد ان تُسليني الليلَة ؟

تناوَب في النَظرِ بينهنّ قبل ان يَمُد يدهُ للمسِ شعر آيلا التي ترتعشُ بقوّة ، كابوس الليلَة الماضِيَة لازال عالِقًا في خَيالِها

- ماذا عنكِ يا عَسل ؟ استمتعنا جدًا الليلَة الماضِيَة ..!
ما رأيكِ بجولَة ثانيَة همم؟

صَدت يدهُ آلميرا التي دَفعتهُ بقوّة و قالَت بغضبٍ عارم

- اياك ! اياك ان تَلِمسها و إلا

نَفض يدِها عنهُ ثُمّ قال مُبتسمًا بطريقَة مُستفزَة

- و الا ماذا ؟

بَللت شَفتيها الجافَة ثُمّ نَطقت بِجُمود

- انت بالفِعل تعرف ما استطيعُ فعله

اقتَرب مِنها اكثَر قبل ان يقوم بابعادِ شعرِها عن وَجهها مُتحدثًا

- ما رايكِ ان تُسليني انتِ الليلَة ؟ مِنها اُريكِ الجُرح الجَميل الذي كَونتهُ رصاصتكِ حينما اخترقَت فِخذي

كانَت هادِئَة بالكادِ تَتحرك ، تُناظِرَهُ بِعينين حادَتَين تترقبُ خطوته القادِمَة بِحرصٍ شَديد

- لن يتطلب منّي قَطع نسلك سِكينًا..!

هَمست لهُ ما جَعل ضِحكتهُ ترتفعُ فيعودُ صداها بداخل ذلك المُستودَعُ الفارِغ

- انتِ سَتُسليني ! ساترككِ للاخِر و اُقرر قضاء ليلةٍ ثانيَة مع العَسل هذِه

وَجه بصرهُ الي آيلا التي انتَفض قلبُها بِهَلع حينما اراد امساكِها ، صَدتهُ آلميرا عَنها و دَفعتهُ بِقوَة من صَدره مُتحدثَة

- اُقسم ان دَنوتها لن تَلوم الا نَفسك ..!
هل سَمِعت ؟

صَرخت به بقوّة لَكن قُوتها لم تُساعدها اطلاقًا في رَدعه ، استَطاع أن يَدفعها بِسُهولَة حتى وَقعت و اصطدَم راسُها بالجِدار خَلفها في الوَقت الذي جَر فيه آيلا من اقدامِها ناحِيتهُ

حاوَلت الصُغرى رَكلهُ و الدِفاع عن نَفسِها ، لَكِن قِواها اضعفُ مِن الذي جَرها خَلفهُ ناحيَة نهايَة المُستودع حيثُما يُفكر بتكرار جَريمَةُ البارحَة

كانت آلميرا تَسمعُ صَوت صُراخ الصُغرَى و هي تطلُب النجدَة ، صُراخِها و طلبِها المُلحّ بالنجاة اعتصَر قلبُها بوجعٍ مَهول

لم تستطِع السماح للدوار الذي داهمها من اعاقتها على مُساعدتها ، هُنالك شُعورٍ بداخلها تَمكن من التَعلُب على ضَعفها ، شُعورٍ لاول مرَة يُداهمها..!

هي تشعُر ان تلك الصُغرى تَخُصها
ليسَت مُجَرد فتاةٍ فَحسب

نَهضت بِصُعوبَة تبحثُ عن شَئ تستطيعُ من خِلاله الدفاع عَن الصُغرى و عن نَفسها ، وَجدت عصاة حَديديَة مُلقاة في زاويَة المُستودع

كان المُستودع خاليًا من الادواتِ الحادَة لِكَون داڤل حرِص جيدًا على تنظيفه ، لانهُ يعلم ان الميرا ستستعملهُ ضِده بلا شَك

لكن الظلامُ الحالك جَعلهُ يتغاضَى عن تلك الحديدَة التي رَكضت آلميرا تجلِبُها ، حَملتها و هَرولت نَحوهُ تَضربهُ بقوّة في مُنتَصف رأسِه حتى سَقط على الارضِ يَنزِف

مَسك رأسهُ الدامي و قبل ان تَضرِبه الميرا بالثانيَة مَسك تلك العَصاة الحَديديَة يأخُذها منها بالقوّة و يَستقيمُ مُسرعًا يَخنُقها بيدِه

- ايتُها العاهرَة ، من تظنين نَفسكِ ؟

ارتَفعت اقدامُها عن الارضِ بسبب قبضتِه التي تُكبل رَقبتِها المَجروحَة ، انكَتمت انفاسُها و واشكَت على الاختناق لَولم تَدخل آيلا التي استقامَت مُسرعَة و اقتَربت تأخُذ السلاح الذي يُطوق خَصر داڤل من الخَلف

كانَ كاتِمًا للصَوت لذلك حينَما اطلقَت تلك الرَصاصة التي اخترَقت رأسهُ من الخَلف ، لم يَسمع احد من الخارج صَوتِها

انفجَرت الدماء من رأسِ الارهابيّ حتّى غَطت وَجه آلميرا و فُستانِها الابيض الذي تَرتديه ، ارتخَت قبضتهُ التي تلتفُ حول رَقبتها لِتَسقُط على الارضِ و يَقع هو فوقها مُباشرَةٍ من بَعد ان تَمّ قتلهُ للتو

آيلا ، كانَت من اخَذت بِروحُ ذلك المُجرِم..!
قَتلتهُ و اخترَقت رأسهُ برصاصَةٍ
تمامًا كما فعل هو مع حَبيبها

ارتعَشت يدِها التي اوقعَت ذلك السِلاح و هي تُناظر ذلك المُجرِم واقِع فَوق جَسد الكُبرى التي تلفِظُ انفاسِها بِصُعوبَة

نَظرت آلميرا اليها تَرى حَجم الخَوف الذي يحتضِنُ عُيون الصُغرَى ، سَقطت على الارضِ من بشاعَة الشُعور الذي يُداهمها ، تُطالع الفَراغ بِصَمتٍ تام

دَفعت آلميرا جَسد داڤل عَنها ، تُطالِع آيلا الهادِئَة قبل ان تَزحف اليها تُحيط وجنتيها الباردَة بِدفئ

- آيلا انظري اليّ

حَدقت آيلا بِها و هي صامِتَة تمامًا تَسمعُ الكبرى تهمسُ لَها بِهَلع

- ا..انهضي ساع..ساعديني نخ..نخفي جث..جثته
رج..رجاله قادم..قادمين

لم يَكُن لديها فُرصَة للرفضِ او المُقاومَة ، نَهضت مَعها بِجَسدِ يرتعدُ بالكامِل ، لدرجة اصطِكاكِ اسنانِها سَويًا ، حاوَلت ان تَستعيد اتزانِها و ساعَدت قَدر استطاعتِها الثانيَة في جَرّ جَسد داڤل المَقتول ناحيَة اخر المُستودع حيثما كان هُنالك برميل كَبير

حَملتهُ آلميرا بِمُساعدَة آيلا فقاموا بِوَضعه بالداخِل و الاغلاق عَليه ، نَظرت في عينيّ الصُغرَى تُخبرها بهُدوءٍ تام

- سنع..سنعودُ الي مكاننا ، و نُمثل ان لا شَئ حَدث

اطرافُ آيلا ترتعِشُ من الهَلع اذ قالَت من وَسط دُموعها التي هَطلت دون انقطاع حالَما ادركَت انها اصبحَت قاتلَة..!

- د..دم..دماءه ؟

اقتَربت آلميرا تَمسحُ دموعها بيديها قبل ان تَهمس لها بلُطف

- الظلامُ سيتسترُ على الدِماء
همم ؟

بَكت آيلا في صَمتٍ تام ، لم يكُن لديها الحُريَة حتّى في الافصاح عن وَجعها بالصُراخِ و إلا سَتُقتَل ، هَرعت آلميرا لاخذ سِلاح داڤل و اخفاءه قبل ان تعود ناحيَة الصُغرى و تُمسكها من يدها تُرجعها حيث مكانهنّ السابِق

رَبطت لها يديها من جَديد ، و وَضعت لها الشريط اللاصق فوق شَفتيها قبل ان تَهمس لها مُواسيَة

- سَننتظر لبعضٍ من الوَقت ، قبل ان نَهرُب همم ؟

اومأت الصُغرى التي رَفعت عينيها الدامعَة ناحيَة السَقفِ تُفكِر في بشاعَة ما وَقعت بِه للتَو ، اُنتهِكَت حُرمَة جَسدُها ، ثُمّ ..! اصبحَت قاتلَة

ما مَرت بِه ، اطلاقًا لم يَكُن سَهلاً
لا عَليها ، و لا على التي بِجوارها تُفكر بخُطَة مُحكمَة
للهُروب..!

•••

- طيارَة سيادَة المُشير الخاصَة وَصلت الي اراضي البلدَة

تَحدث احَد العساكر يُعلم العَقيد الذي ارتَعد من الخَوف لذكِر اسم المُشير ، نَهض مُسرعًا قبل ان ينطِق قائِلاً بِهَلع

- فليتجهز الجَميع لاستقبال المُشير حالاً ..!
لقد جاء دون اعطاء سابِق انذار بذلك؟

اومَئ العسكريّ الذي ادى تَحيتهُ العسكريَة قبل ان ينطِق بعدَها

- قيل انّه قد علِم بما جَرى لابنتِه ، لذلك جاء مُسرِعًا

ابتَلع العقيد ريقَهُ قبل ان يَقوم بارتداءِ قبعتهُ العسكريَة و يُغادر مَكتبهُ في اتجاهِ بوابَة الثكنَة حيثُما كانَ العساكرِ يَصطفونُ لاستقبال المُشير

جاءَت العديدُ من السياراتِ العَسكريَة التي كان بِها جُنودٍ هدفهم حِمايَة المُشير الذي يستوطنُ السيارَة في المُنتَصف

اربَع سياراتٍ امامَه . و اربع أخرون من خَلفِه

دَخلت الاولى ثُمّ الثانيَة الي حين مَجيئ خاصتِه التي نَزل مِنها بِبذلته العسكريَة ، البذلَة التي تَحملُ اعلَى شارَة عسكريَة مُمكن ان يَحصُل عليها جُنديّ

كان الجَميع في حالَة تأهُبٍ و رُعب شَديد ، يُطالعونَهُ و هو يُغلق ذلك الباب من خَلفه بِقوّة قبل ان يَتم لَمح هيئَة انثويَة تنزلُ من الباب الذي يُجاوره

انّها ..! طليقَتهُ الفرنسيَة

كان يستطيعُ الجَميع تمييزِها من جَمالها المُميَز ، و ملابسها الانيقَة
يُخمن الكُل ان آلميرا وَرِثت جاذبيتِها من اُمها

مَشا في اتجاهِ اللواء الذي كان يَقفُ في المُقدمَة يَنتظرُ قُدومه من اجلِ استِقباله ، اما خَلفهُ فيقع الجنرال ، العَقيدُ ، و العَميد

كُل الرُتب العسكريَة موجودَة هُنا و أعلاهُم الذي بَحث بعيناهُ عن ظل ابنتِه ، لَكنها غير موجودَة..!

تمّ تأدية التحيّة العسكريَة من قِبل جَميع العساكر يَنطقون بِصَوتٍ موحدٍ سُمع صَداهُ في كامل ارجاء البلدَة

- مرحبًا بِحُضورك ، سيدي المُشير

آلافٍ من العساكِر يصطفّون لِتَحيتِه في الوَقت الذي لم يكُن يشغل تفكيرهُ سِوا ابنتِه التي جاء راكِضًا من اجلِها

بادَلهم التحيَة بِمثلها قبل ان يُدير راسِه الي طليقتِه التي سألت دون مُقدمات

- اين آلميرا ؟

لَم تكُن لا هي و لا طليقِها يعرفان بِحَقيقة اختِطاف ابنتِهم ، كُل ما سَمِعاه انّ حالتها النَفسية سيئَة بعدما ذهبت مع زوجِها الي المُهمَة

حَدق اللواءُ بِها بهدوء ثُمّ قال بعدما صَنع ابتسامَة مُهذبَة

- نَستطيعُ التَحدُث في مكتبي سيدتي ؟

اكتَفت بالايماء فادرَك المُشير ان هُنالك خَطب بعد النَظر في اوَجه البقيَة الغير مُبشرَة ، سَبق اللواء كليهما الي مَكتبه فمشى هو مَع طليقته خَلفه

- لما لم يَدلني على منزلها فقط بدلاً من تكبد العناء في الذهاب الي مكتبه ؟

قالَت ڤيولا مُنزعجَة و هي تسيرُ بجانب طليقها الذي نظر اليها بطرف عينٍ قبل ان ينطِق ساخرًا

- لم يكُن عليكِ تكبد عناء المَجيئ الي هُنا
كان من الافضل ان تَبقي بجوار عشيقك الفرنسيّ

ناظَرتهُ بانزعاجٍ ثُمّ قالَت بعدَما توقفت عن السَير

- من انت لِتُملي عليّ ما افعل ؟

التَفت نحوها بعدما تَوقف عن المسير هو كَذلك يُناظِرُها بِجُمود ، خافَت من نَظراته و من طُوله الشاهِق الذي لازال يَفوقها رُغم ارتداءها للكَعب ، تراجَعت الي الخَلف حينما اقترَب مِنها حتّى التَصقت بالعامود خَلفها تُطالعهُ بنظراتٍ تتصنَع القُوَة

- لستُ اُملي عليكِ ما عَليكِ فعلهُ
لَكِنكِ بدأتِ حياتُكِ من جَديد بالفعل
لذلك اذهبي لاكمالِها مع طِفلك الجَديد

قَطبت حواجِبها اكثَر تُفكر ان كانت آلميرا قد اخبرتهُ بشأن حَملِها ..!
لم تَسكُت لهُ و قالَت بعدَما دفعتهُ من كَتفه الي الخَلف

- اُصمت ، و اياك و الحَديثُ فيما يخصُنا سويًا
لازلتُ لم انسَى الطريقَة التي سَلبتني فيها من صَديقك
الحُب لا يَشفع لك ما فَعلتهُ بي! لذلك دَعني اتبنَى سُكوتك كاحترامٍ لك

حَدق في عَينيها الواسِعَة العَسليَة فلم يُتابع حرفًا اضافيًا و التَفت يُكمل سَيرهُ في اتجاهِ مكتب اللواء ، لَحِقتهُ هي بعدَما عدلت هِندامها و دَخلت خَلفهُ مُباشرَةً

في ذاتِ المَوقع ، كان الرائِدُ يجلسُ وراء شاشات الكاميرا يُراقب الفيديوهات التي استَطاع استِرجاعها لِتَوه ، كان يَرى رَجُلاً مُتنكرًا بزيّ عسكريّ يستمرُ في التَردد الي السِجن في الايام الماضِيَة و يَمر بجوار زنزانَة داڤل

لَمح في الكاميرات انّهُ قَد بِضع اوراقٍ للداخِل ، كلّما مرّ من جانِبه و تلك حتمًا هي طريقَة التواصُلِ بينهُم ..!

بَلل شَفتيه و امعَن التَحديق في الشاشَة حتّى رأى آيلا تدخُل ، كانت مُتنكرَة لكن عينيها و جَسدُها الانثويّ يكشفُ هويتِها ، تحملُ بيدِها سلاحًا صَوبتهُ في اتجاه داڤل حينما فَتحت زنزانتهُ و اخرجتهُ تحت التَهديد

- هل حقًا كانت تظُن انها سَتقتلهُ انتقامًا الي ليون؟

نَطق الرائِد ساخِرًا من تَفكيرِ الصُغرَى ، مَسح على وَجهه قبل ان يَلتفت برأسِه الي الباب الذي فُتِح ، دَخل من خَلفه جيمين الذي قال

- سيدي ، لقد عَثرنا على المُشتبه بِه

ابتَسم الرائِد برضَى قبل ان يومِئ مُستقيمًا من مَكانِه ، اخَذ قُبعَتهُ من فوق الطاولَة و غادَر غرفَة المُ رقبَة مع جيمين الي حيثُما احتجَز فَريقه المُشتبه به

•••

نَظرت آلميرا الي رِجال داڤل الذين دَخلوا بحثًا عنهُ في المُستودع ، استَغربوا عَدم وجودِه فظنّوا انهُ قد ذَهب الي القسمِ الاخَر من البلدَة لاجلِ قضاء حوائِجه

اقتربوا من اجل تفقُد الفتاتين اذ مَثلن الاغماء سريعًا ، لم يَشكوا في امرهنّ و غادَروا المُستودع من جَديد للجُلوسِ امام النارِ التي أوقدوها

كانت تلك فُرصَة آلميرا للهروب اذ حينَما طَلت عليهم من النافِذَة وَجدتهم يجلِسون و يَشربون الخَمر دون مُبالاة ، ابتَسمت بسريَة لِتقترِب من الصُغرَى تَفُك قيدُها و تامُرها بالنُهوض

استَقامت آيلا مَعها بِصُعوبَة فجسدُها بالكامِل يُؤلِمُها بشدَة
حَدقت آلميرا بها بِحُزن تتذكر الوَجع الذي يُخالجها بعد عِلاقتها مع زَوجِها ، فَمبالك ان كانَت تلك العِلاقَة اغتصابًا ..!

حاوَلت الحِفاظ على مَلامِح هادِئَة كيّ لا تَبثّ الحُزن الي اعماقِ الثانيَة اكثَر حيثُ هَمست لها قائِلَة

- تَمسكِّ بي جَيدًا ، اياكِ لن تَتركيني همم؟

حَدقت آيلا في عَينيها ثُمّ قامَت بالايماء بعدَما مسكَت بيدِ الكُبرى تشّد عليها بِقوَة ، تَتبعت حَركاتُ آلميرا دون اعتِراضٍ اذ وَجدت الاكبرُ سِنًا باباً خَلفيًا عليه كَومة من الحجارَةِ و الاخشاب

قامَت بابعادِهم بمُساعدَة آيلا ثُمّ وجَدت قُفلاً لا يملكُ مِفتاحًا
تَذكرت السلاح الخاصِ بداڤل لذا اخرَجتهُ و صَوبت به نحو القُفل

انكَسر و انفتَح ذلك الباب الذي حَرر الفتاتين و سَمح لهنّ بالخُروج ، تَشبثت آيلا بالكُبرى التي سَحبتها وراءِها يَتسللانِ بِبُطئ للاختباءِ وراء الاشجارِ الشاهِقَة

راقَبن رِجال داڤل و هُم يجلِسونُ يُقهقهون و يتحدثونُ في امورٍ تافهَة من بَعيد قَبل أن يَنظرن الي بَعضِهنّ و يَركُضن بعيدًا عن مُتناولِهم

الظلامُ حالِك لذا لم يَكُن يعرفن وِجهتهنّ ، عليهنّ الاحتماءُ باقربِ بيتٍ يجدونَه و من خِلاله يطلبون النجدَة بالاتصال بالثكنَة

كثيرًا ما تَعثرت آيلا التي كانت بالكادِ تَستطيعُ المَشي ، تَسقُط ثُمّ تَنهض بِمُساعدَة آلميرا التي انتهَى بها المطافُ تحملها فوق ظَهرِها و تَركُض بها

ذلك كان بَعدما سَمِعت اصواتُ رجال داڤل يَصرُخون حينما لم يَجدهُما ، لذلك سارَعت بالتَصرُف و إلا سَتُقتَل مَعها حال ايجادهنّ

تشكُر الرَب انها كانت تتمرنُ كَثيرًا في النوادي الرياضيَة بحملِ الاوزانِ الثقيلَة ، كما لو انّها كانت تعرف ان مُستقبلها سيجبرها على حَملِ زَوجِها و باقي العباد ..!

بدأت تَرى بَصيص النُور ، فعلِمت انهم قَريبونُ من البلدَة ، ابتَسمت بسعادَة تُطمئن الصُغرى بِقولها

- وص..وصلنا ، سنك..سنكون بخ..بخير

تَمكنت بالفِعل من عبور الغابَة الي شَوارِع تلك البلدَة التي انزَلت فيها آيلا من فَوقِ ظَهرِها ، قَطبت حواجِبها تنظُر حَولها مُندهِشَة

انها لَيست البَلدَة التي تَعرِفُها ..!

اندهشَت و نَظرت للجِوار تَرى تلك المَباني المُختلفَة عن التي تعيشُ فيها ، لَم تلبث حتّى سَمعت صَوت شهقَة آيلا العاليَة و هي تُشير اعلاهُما

رَفعت آلميرا اعيُنها حَيثُما تُشيرُ الصُغرَى فَوجدت عَلمًا يُرفرفُ فَوق قِمّة مَبنى ضَخمٍ على الجَبل الماكِث وراء تلك المَباني

- م..ماهذا ؟

هَمست تسأل مَن توسعَت عينيها و هي تقولُ بِصدمَة

- نح..نحن في القس..القسم الث..الثاني من الب..البلدَة ..!

نَظرت آلميرا اليها تَسمعها تُتابِع بِخَوفٍ واضِح

- نحنُ ، في عَرين الحاكِم ..!

كان ذَلِك اخرُ ما سِمعتهُ آلميرا ، قَبل أن تَرى العساكر المَلكيَة تُحيط بهن و بين ايديهِم اسلحتِهم المُوجهَة ناحِيتهنّ

كانت على وَشك السُقوط من طُولِها
لا تُصدق ان هذا الكابوس لم يَنتهي بَعد ..!

•••

- هل سَمِعت ماقالهُ ؟ ايُعقَل حقًا ان الخائن هو القائِد نامجون؟

تَحدث هوسوك مُنصدِمًا بعدما انتهَى الرائِد للتو من استِجواب المُشتبهِ بِه الذي اعترَف من تلقاء نَفسِه حينَما علِم من سَيستجوبه

سُمعَة الرائِد سيئَة للحَد الذي يَجعُل كُل مُجرم يسمع اسمهُ يعترِفُ من تلقاء نَفسِه ، و إلا هو على دِرايَة تامَة بالذي يَنتظِرُه

- علِمت ، لكنّي حاولت طرد الظُنون و حاوَلتُ ان اتمسَك بالاملِ الزائف بانهُ قد يكون انسانًا ! ذلك السافِل

هسهس الرائِد بِقوّة قبل ان يأمُر رِجاله بالبَحثِ عَن نامجون اذ اتضح انّهُ تعاون مع هذا المُجرم تحديدًا ليُفصح لهُ عن مكانِ الارهابيون من اجلِ مُساعدَة داڤل

و بالفِعل ، تَمكن نامجون من الوصولِ اليهم و الاتفاقِ مَعهُم كيّ يُساعِدونَهُ بتنفيذ خُططه الجَهنميّة ، ذلك كان قبل ان يُقال من مَنصِبه..!

اعتَرض طريقهُ العقيد الذي ناظَرهُ بهُدوءٍ مُتحدِثًا

- والدُ زَوجتِك ، هُنا

عَقد الرائد حواجِبه قَبل ان يُؤدي التَحية العسكريَة و يَتجه ناحيَة مكتب اللواء ، دَخلهُ و طالَع المُشير الذي كانَ يَحتسي القهوَة مع طليقتِه

قام بتأديَة التحيَة العسكريَة لِكُل من اللِواء و المُشير الذي ناظَرهُ بِهدوء

- الرائِد ، جُيون جُونغ كوك ، يُحي سيدَه المُشير

طَلب المُشير من اللواء ان يَتركهُ على انفرادٍ مع زَوج ابنتِه فلم يستطِع العسكريّ الرَفض ، غادر مَكتبه و ترك به الرائد مع والديّ زَوجته

اقتَرب يَجلسُ قُبالتَهما على الاريكَة يُطالع ڤيولا التي قالَت

- اين آلميرا ؟ لما الجَميع لا يُريد اجابتي..!

كانت مُنزعجَة و هي تَبحثُ عن اجابَة مُرضيَة بداخل عينيّ الرائد الجامِدَة ، كان هادِئًا يتناوب في التَحديق بينها و بَين طليقها الذي نَطق

- هل آلميرا بخير ؟ ألازالت بِحوزَة الامير؟

سَكت جونغكوك دون النُطق بحرف ، لا يَعرفُ كيف سيُخبر كليهما بأن ابنتهُما مَخطوفَة ! و للان لا يَعرِفُ مكانِها اطلاقًا

الحَقيقة أمرّ عَليه من كِليهما ، استَجمع قُوتهُ و قال بهدوء

- اتمنى ان تَسمعاني بِحَذر ، فالانفعال ليسَ ضروريًا
نحن في وَضعٍ حَساس للغايَة ..!

بَلل شفتيه بِريقه يُحدق في عيون ڤيولا القلِقة قبل ان يُتابِع

- آلميرا ، تم اختِطافُها

اكمَل كلامهُ بشهقَة عاليَة من ڤيولا التي نَهضت من مكانِها بسُرعَة تناظِرهُ بعدمِ تَصديق

- ت..تم اخ..اختطاف م..من ؟

داهمتهُ أيادي المُشير الذي امسكهُ من ياقتهُ و سَحبهُ ناحيتهُ بقوّة متحدثًا بغضَب

- اُختطِفَت ؟ اتمزحُ مَعي؟ قد تركتُ ابنتي في أمانتِك ..!

هَسهس امام وَجه من حاول ابعاد قَبضتيه عنهُ مُحاولاً التَبرير بِقَوله

- انا اسِف ، لكن كان الامرُ خارج عن ارادتي

احمّر وَجه المُشير و امتلَئت اعيُن ڤيولا بالدُموع و هي تلُوم طليقها حينَما قالَت بغضبٍ دَفين

- اخبرتُك انهُ ان جلبتها الي هُنا ابنتي سَتضيع
انا اعرفُ آلميرا ، رَبيتُها و اعلمُ كم هي مُتهورَة
سيقتلونَها ، البشرُ هنا لا تَرحم

نَطقت بِغصّة زادَت من غَضب المُشير الذي شدد بضغطه على رَقبة الرائد اكثَر ، اوقفهُ من مَكانه و هسهسَ قائِلاً

- ان لم تكُن قادرًا على حِمايتها منذ البدايَة
لما وافقَت على شرطها بالمَجيئ ؟

صَرخ بِوجه من حاوَل ان يَتحدث ، لكن تولّى مُهمتهُ من دَخل لِتَوه الي المَكتب رِفقَة زَوجتهُ ، كانَ الأميرُ أدولف الذي قال بِهُدوءٍ تام

- اُتركه..!
جونغكوك ليسَ لهُ دَخل

حَدق المُشير به و هو يَغلي من غَضبِه اذ دون شُعورٍ هسهس قائِلاً

- هو لم يُحسن الحفاظ على زَوجتِه ..!

وَضع ادولف يَداهُ بجيوبِ بنطاله قبل ان يَقترِب منهُ مُتحدِثًا بحاجبٍ مَرفوع

- اظنّ انهُ مهما بَلغ مقدارُ قلقك
لن يَصل الي خاصتي
فآلميرا ، ابنتي..!

•••

- اعتقدُ اننا سَنموتُ حتمًا
لن يَرحمونا ، هولاء وحوش

نَطقت آيلا من وَسط دُموعها و هي مُحتجزَة بداخل الزِنزانَة وِسط سِجن القصر الملكيّ ، بجانِبها آلميرا الصامِتَة ، كانت تستكشفُ المكانُ بِعينيها و هي مُستغربَة انها بداخل قلعة ملكيّة..!

بدا الامرُ اشبهُ بالقصص و الرِوايات

نَظرت الكُبرى في اتجاه الصُغرَى ، حالتُها يُرثَى لها بالفِعل ، تألّم قلبُها لِحالها فاقتَربت تُواسيها حينما احتَضنت وَجنتيها

- هِشش ، لا تَبكي ارجوكِ ، سيأتون لانقاذنا
ثُمّ الحاكم لن يَفعل لنا شيئًا ان علِم اننا مُختطفون
و دخلنا الي هُنا عن طريق الخطأ

عَقدت آيلا حواجِبها قبل ان تُبعد يديّ آلميرا عنها مُتحدثَة بانفعال

- بل سيقتُلنا ان علم اننا ابنتيّ ادولف..!

لم يَسع آلميرا التَركيزُ على ماقالتهُ اُختها ، فهي نَسبتها رِفقتها الي الأمير ، قبل ان تُنكر و تُشير على نَفسها بأنها ابنَة المُشير ، سَمِعت صوت الباب يُفتَح

نَظرت ناحية مدخل السِجن الذي لم يَكن يَحتوي سواهنّ ، كانت هُنالك امرأة اربعينيَة تلبسُ ثيابًا ملكيَة فاخِرَة سوداء ، شَبهتهُ آلميرا بأنّه كَثوب ساحِرات قصص ديزني

راقَبتها و هي تَسيرُ ناحِيتهنّ بابتِسامَة خافِتَة للغايَة
اذ بِمُجَرد ان سَقطت عينيها على آلميرا
ازدادَت ابتِسامتُها وُسعًا ..!

رأت ثَوب آلميرا الابيض المُلَطخ بالدماء ، شَعرُها الاسوَد الطَويل مع عُيونِها الكُحليَة و بَشرتِها السَمراء

انّها هي ..! الفتاةُ المنشودَة

اقتَربت الاميرَة مِنها اكثَر ، حتى بلَغت القضبان الحديديَة اذ لَفت اصابِعها حَولها و عُيونها لا تَنزاحُ عن التي تقطبُ حواجِبها بشدّة

سَمِعتها آلميرا و هي تُلقِبُها بأسمٍ ، جَعلها في حِيرَة شَديدَة
سَمِعتها تُخبِرُها بِنبرَة تحملُ شَرًا دفينًا وِسطُها
اذ قالَت بابتِسامَة ماكِرَة

- انــتِ ، عَــروسُ الــمِــيـــراث ..!

•••
6140 ✔️

اهلاً اهلاً 🤍

فصلنا اليوم مليئ بالاحداث الدسمَة نوعًا ما
ظهرت فيه العديد من الشخصيات

مش من عوائدي اني اجمَع مشاهد كثيرَة في عدد كلمات قصيرَة
بس شكله المشاهد العاطفية هي يلي تاخذ مني وَقت

يعني الفصل الماضي احداثه اقل من هذا بكثير
بس ! لانه كان عاطفي فاخذ عدد كلمات اكثر

عمومًا ، كيف كان الفصل معاكم..؟

الشئ يلي حصل مع آيلا؟
كان جدًا قاسي..!
حرفيًا قاسي

اتمنى انها تتخطى ، رغم احس مُستحيل

تايهيونغ هَيعيش..؟

داڤل؟ انتهَى دوره و آيلا قتلته

الاحداث يلي صارَت عمومًا ..؟

آلميرا و تَصرُفها؟
بنتي ما تبهرني ، دايم قوية ماشاء الله عليها

الميرا من الاشخاص يلي يعرفون يتصرفون بالاوقات الصعبة
و اعتقد انكم لاحظتم هذا الشئ من لما خطفوها اول مرَة

كانت تعرف كيف تراوغ داڤل و تخليه يبعد عنها الشبهات

شنو سِر اسم عَروس الميراث..؟
و ليه سَمتها الاميرَة بيه..؟

الاسم يلي كلكم تريدون تعرفونَه ..!

المُشير و طليقته؟

اكثر مَشهد عجبكم ..؟

اشوفكم في الفصل الجاي ان شاء الله
الي اللقاء 🤍





.
.
.









صُورَة تمثِل ، عَروس المِيراث

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top