عَروس الميراث | 30
عَروس الميراث | JK
اهلاً بكم في الفصل الثلاثون ☘️
3000 تَصويت
4000 تعليق
فصل جَديد ✔️
لنبدأ 🌼
•••
انساقَ ذلِك الطبيب الروسيّ ناحِيَة بوابَة الثكنَة العسكريّة الامريكيّة من اجلِ الدُخولِ الي مكانِ اقامتِه بالداخِل و اخَذ قسطٍ من الراحَة
مَضت ايامٍ لم يَنم فيها بِسبب انشِغاله مَع داڤل
بِمُجَرد ان وَصل الي البَوابَة ، فُوجِئ بوجودِ طليقتِه و ابنتِهما التي تنامُ في حُضن اُمها الجالِسَة فوق احدَى الصُخور
قَطب حواجِبه الشَقراء كَشعرِه ثُمّ اقتَرب مِنها حينَما انتَبهت لوجودِه يسألُها بحاجبٍ مَرفوع
- مالذي جاء بكِ الي هُنا ؟
كانَت اجابتِها واضِحَة حينما قالَت و هي تَستقيمُ بعدما ايقظَت ابنتِها الناعِسَة
- ابنتك اشتاقَت اليك ! جِئتُ بها لِتَراك
حَدقت في عينيّ طليقِها الزرقاء تَراهُ يَنخفضُ الي مُستوى ابنتِه الشِبه نائِمَة بحتضِن وَجنتيها بِكَفيه ، قبل جَبينها ثُمّ نَهض مُعتدِلاً في وَقفته
- كان عليكِ اخباري مُسبقا قبل احضارُها
ارتَفع طرف شِفاه انجيلا بسُخرية قبل ان تَقوم بِضم ذراعَيها الي صَدرها قائِلَة
- لما ؟ هل ستُحضر احدى عاشقاتِك؟
ازدادَت عُقدَة حواجبه مُنزعجًا من لَكنتِها الساخِرَة قبل ان يَقترِب منها موضِحًا
- اخبرتكِ انهُ لم يعُد لديّ عشيقَة..!
لما لا تفهمين ذَلك؟ كانت مُجَرد نزوة و زالَت!
ابتَسمت الصُغرَى بهدوءٍ تُطالع عُيونِه الجامِدَة
كَلامهُ يُنافي نَظراته كُليًا
- بَعد ماذا ؟ بَعد ان كَلفتك بيتكِ بأكملِه!
حاوَل ان يُمسِك يَدِها ، لَكنها تراجعَت الي الخَلف تَصنعُ حاجِزًا بينهُما ، تجاهَلت كامل مُحاولاتِه بالاعتذار و الرُجوع ، لِكَون قلبها قَد تجمّد من بَعدِه
كان حُبِها البريئ ، الذي وَضعت فيه كُلّ ذرة شغفٍ تمتلِكها تجاه الحُب ، لَكنهُ استمَر باهدارِ مشاعِرها شُعورٍ تلو الاخَر ، الي ان استنزفَها بالكامِل
نَجح في جَعلِها ، تَكرمُ فكرَة الحُب في حياتِها
- جِئتُ لِجَلب صغيرتي لا غَير..! لا تُحاول استِدراجي بالحديث اطلاقًا ، فانا بالكاد اُطيقُ النَظر الي وَجهِك المُدنَس..!
غَضِب من كَلامِها الذي اهان كِبرياؤه ، رَجُل مَغرور بِوسامته كَمِثله لا يُرفَض ..! لِذلك مَوقفه تِجاهها حينَما اقتَرب بِهمجيَة جَعل قَبضة رَجُلٍ تُمسِك بِذراعه و تَسحبه ناحيَة الخَلف
قَطب حواجِبه بشدّة قبل ان يَلتفت برأسِه ليَرى الفاعِل الذي وَجدهُ العقيد مين من العَسكر الكوريّ ، ناظَرهُ مُستنكِرًا اذ قال بانزِعاج
- مالذي جاء بِك انت ؟
حَدق العقيد في انجيلا التي طالَعتهُ مُستغرِبَة وجودِه ، نَقل بصرَهُ في اتجاه الطَبيب قُبالته قَبل ان يُفلت عِضده و يَنطِق بِهدوء
- دَعينا نَذهب ، هُنالك مرضى بحاجتكِ في العيادَة
تَفهمت سَبب مجيئِه ، لابدّ ان هُنالك جَرحى يَحتاجون تَغييرًا للضِماد ، قامَت بالايماء ثُمّ انخَفضت الي مُستوى طِفلتها تُحيط وَجنتيها بلُطف
- سأمرُ بالمَساء لاخذكِ همم؟
اومأت الصُغرى التي قامَت بِعناق اُمها و حَشر رأسِها بداخِل عُنق والدِتها ، قَبلتها انجيلا فوق رأسِها و هي تُناظر والدِها بِحقدٍ دَفين
تَركتها رِفقتهُ ثُمّ اوصَتهُ بِحَزم
- بداخل حَقيبتها صُندوق طعامِها
لا تَدعها تُفوت وجباتِها ، و اياك و تَركِها بِمُفردها
كُلها بِضع ساعاتٍ و سآتي لاخذِها
قام الطبيبُ بالايماء دون اكثارِ الحَديث مَعها ، راقَبها و هي تُغادِر رِفقَة العقيد الذي يَحملُ بين يديه مِظلّة شَمسيَة نظرًا لِكَون الجو ماطِر
الغُيومِ تَحتّل زُرقَة السماءِ اعلاهُما
راقَب العقيدُ تلك المُمرضَة التي سَبقتهُ و هي تُخرج رَبطة شعرِها من جَيبها كيَ تَرفع خُصيلاتِها الشَقراء عاليًا اذ قالَت
- هل استيقظ المُلازم لي ؟ تَركتهُ مُخدَرًا قبل رُبع ساعَة
لابد ان جُرعَة التخدير لم تؤثر بِه فَجُرحه كان عَميقًا
قامَ باللحاقِ بها يَفتح المِظلّة فوق رأسِها بعدَما انسكَبت الامطار من جَوفِ الغُيومِ لاحتضانِ اتربَة الارضِ و ابلاغِ سَلامِ السَماءِ اليها
التَفت نحوهُ حينما قال مُجيبًا
- كلاّ ، جَميع الجرحى بخير
استَغربت من رَده الذب نَفى احتماليَة حُضوره بِسبب وَظيفتِها ، لِذلك سألتهُ متعجبَة
- ان كانوا كَذلِك ، فلِما انت هُنا ؟
نَظرت في عيناهُ حينَما اجابها بِهُدوءه المُعتاد
- سَمِعتُكِ المرة الماضِية و انتِ تشتكين الي آلميرا
قُلتِ ان طَليقكِ حاول التَعدي عليكِ عندها اخذتِ ابنتكِ لهُ..!
لِذلك ، تبعتكِ تَجنُبًا لِتكرار المَوقف ، فانتِ اصبحتِ من جُزء منا!
لم تُنكر تفاجُئِها الذي ظَهر على مَلامِحها من كَلامِه و حُسن سلوكه بِقُدومِه و دافِعه الاول حِمايتِها ، كأي اُنثَى ، خَجِلَت و ذلك اتضَح من احمرارِ وَجنتيها حينَما اخفَضت عينيها بعيدًا عنهُ و شَكرتهُ بأدب
- ش..شكرًا
رَفعت عينيها اليه تُناظِره مُتابعَة
- اعتاد جونغكوك المَجيئ مَعي ، لَكن منذ ان تزوَج لم اشَئ ان اسرِقهُ من زَوجته و جَعله ينشغل بِمشاكلي ، لِذلك تَهورتُ بالذهاب لِوحدي المرة الماضِيَة
ابتَسم لها العَقيدُ دون عَناء ثُمّ قال بعد حينٍ ردًا على كَلامِها
- لابأس ، المرَة القادِمَة اخبريني و ساذهبُ معكِ
ابتَسمت بِحَرج و لم تُجبه اذ اكتَفت بِمُواصلَة المَسيرِ بِجواره تُطالِع الطَريق امامَها بِصَمتٍ مُربِك ، الجَميع كان يُخبِرُها عن اعجابِ العقيد بِها ، لَم تكُن تُصدِق ، لَكنها بدأت تتأكَد..!
•••
قامَ داڤل بالكَشفِ عن ذِراع الشابَة العشرينيّة اذ اتضَح لهُ بِضع ارقامٍ لَم يستطِع فَهم مَغزاها ، قَطب حواجِبه بِشدّة قبل ان يَسألها مُندفِعًا
- ماهذا ؟ هل لي ان افهَم ..؟
حَدق في عينيّ مَن ناظَرتهُ بِحَقدٍ تَسترت عَليه بنظراتِ البراءَة حينما اجابَتهُ بِثقَة تُنافي حِدّة المَوقف الذي وَقعت بِه
- انها مُجَرد ارقامٍ ليسَ لها مَعنى!
تَجنبت صُنع اي تَواصل نظريّ مع زَوجِها ، كيّ لا تُثير الشُكوك اكثَر ، و رُغم اندفاعِ الزَعيم الي انّ صُمودِها كان اقوَى من هَمجيتِه حينَما امسَكها من ذَقنها بعنفٍ يسألُها بحدّة
- اخبرتكِ ، من اينَ جاءَت هذِه الارقام ؟
ما مَعناها ؟ و لمن كَتبتيها؟
تُجزم ان زَوجِها عَلى وَشك الانفجارِ من غَضبِه لِمُجَرد رؤية الثانٍ يُعنف امراته بامساكِها لِذقنها بِتلك الوحشيّة ! يودّ الانقضاض عَليه و مَحو ما تَبقى من رُجولته التي سَقطت بِمُجَرد أن رَفع يده على امرأة..!
كانَت يدُها كافيَة بِجَعله يبتعد عنها حينَما دَفعته بِواسطَة صَدرِه و اجابَت دون ان يَهتز جُفنِها بطريقَة مِثاليَة تَجعلُ كَذبها واقِعيًا كفايَة
- اُنظر بِنفسك ، هل ترى ان لها مَعنى ؟
عبارَة عن عشوائيات ، اكتُبها للتخفيف من تَوتُري
مابك تَحشُر انفك في كُل كبيرَة و صغيرَة ..!
كوّر يَدهُ من صَوتِها العالي و هي تُوبخه امام رِجاله بشكلٍ جَعل زوجِها راضٍ و فَخور كُلّ الفَخرِ بِها ، هي لَيست من النَوع الذي يَختبئ في الزاويَة و يُعالِج مَشاكله بالبُكاء
اثَبتت لهُ انّها بِقوّة تَغلبُ صُمود الرِجال
- احترمي نَفسُكِ فانتِ تُخاطبين سَيدكِ !
هَسهس لَها الزَعيم الذي انشغَل بِمُشكلَة اهانتِها لهُ و تَرك موضوعِ الارقامِ جانبًا ، كان مُرادها جَعله يحترقُ غَيضًا لِذلك تابعَت تَسخر مِنهُ
- السيد لا يسمَحُ للنساءِ اقتيادهُ من اُذنيه..!
جاءَت لِتُخبرك انّي خائنَة ، اندفعَت دون ان تتأكَد..!
دَفع حاجِبهُ مُستنكرًا فتابعَت هي بينَما تبتسمُ بِخُبث
- السيدُ من يُثبت للنِساء انّهُ جَدير بِكَشف الحقائِق بِمُفرده
كيّ ، يَفرِض رُجولتِه
اقتَربت منهُ اكثَر قبل ان تُواصِل امامَ مَلامِحه مُتجاهلَة نَظراته الحادَة
- و ان كُنت رَجُلاً ، اتحداك ان تَكتشِف ، حَقيقَة من اكونُ انا..!
نَبرتُها الجادَة التي تَحملُ كمًا من التَهديد و القُوَة جَعلت لسان الزَعيم عاجِزًا عن اجابتِها ، لم يكُن بِوسعه سِوا أن يُمسِك بِذراعها و يَجُرها مَعهُ الي اقربِ خيمَةٍ لاحتِجازِها هُناك
راقَبها الرائِد بِعَينين مُحمَرتين من غَضبِه الدَفين ، يودّ ان يَنهض و يَلحق بِه لِتَقطيع اصابِعه النَجِسَة التي لامَست نَقاء بشرَة زوجتِه..!
لَكنهُ مضُطَر ان يَسكُت ، من اجلِ سَلامتِها
الشَئ الوحيد الذي يُطمئنه ، انَه على علمٍ بِقُوتِها التي سَتجعلُ داڤل يَتمنى الرَحمة من لِسانها السَليط ، هو حَدّ ذاتِه لن يَقدر عَليها..!
خُصوصًا انّ التَهديد بالقَتلِ لَن يُجدي نَفعًا مَعها
فهي لا تَخافُ من المَوتِ اطلاقًا
لِذلك ، حالتهُ ميؤوس مَعها كُليًا
ادخَلها الي خَيمتهُ حيثُما دَفعها في اتجاهِ السَرير قبل ان يُطالع عُيونِها بغَضب
- لسانكِ السليط هَذا ، ساقَطعهُ لكِ
سايرَتهُ و اخرجَت لِسانَها لهُ قائِلَة
- خُذ ، اقطَعه
استَفزتهُ حتّى راح يَغلي من غَضبِه ، مَشا في اتجاه مكتبه اينَما اخَذ ورقَة رفقَة القَلم و عاد ناحِيتها ، كان يُريد تَدوين الارقام لِلبحثِ عن مَعناها ، لذلك مَسكها رُغمًا عن ارادتِها من ذِراعها
- انصحكِ ان تظلّي هادِئَة
هذا لِمصلحتكِ يا سُكر..!
رَمقتهُ بِنَظراتٍ مُميتَة قَبل ان تَسحب ذِراعها منهُ تُطالعه بِغَضب اخرجَتهُ عبر كلامِها المُندفع
- كُف عن حَشر راسك في كُل شَئ!
انا لستُ عبدة لديك حَسنًا ؟
انت جِئت بي الي هُنا خارج مَحظ ارادتي
ان كُنت تريد قَتلي ، فافعَل!
تَركها تُفرغ غَضبها في الوَقت الذي كان يُدون فيه تِلك الارقام ، اذ بِمُجَرد ان اراد الرَحيل ، علِمت انّهُ سيعودُ الي زَوجِها كيّ يُنفذ ما برأسه عَليه
لِذلك ، سارعَت بامساكِه من ذِراعه تَمنعهُ من الرَحيل
التَفت اليها يُناظِرُها باستِغراب
- مابكِ ؟
كانَت المرّة الاولَى التي تُبادر لامساكِه هي
نَجمت مُبادرتِها من خَوفِها الشَديد على تَوأم روحِها..!
لِذلك ، قالَت بينَما تقطبُ حواجبها
- مالذي استطيعُ تَقديمهُ اليك
كيّ تسمَح لي بالذهاب ؟ انا لديّ عائِلَة
ارتَفع طرف شِفاهه ساخِرًا قبل ان يَقوم بِسَحب عِضده و التحدُث بِحاجبٍ مَرفوع
- انتِ لستِ من تلك البلدَة ..!
كفاكِ كَذِبًا
كِذبتها جاهِزَة دومًا ، لِذلك قالَت
- لستُ اكذب ..! انا من هُنا لكنّي عشتُ طوال حَياتي في الخارج ، من غير المَعقول ان اُخطف في الوَقت الذي عُدت فيه زيارَة الي وطني!
اقتَربت منهُ اكثَر قبل ان تُطالع عُيونِه مُتابعَة
- انا لديّ حياتي الخاصَة في الخارِج ، دَعني اُغادر فَحسب!
أمَعن التَحديقُ فيها بِعنايَة تامَة ، قبل ان يَنطِق بعدَما القَى نظرة شاملَة على جَسدِها
- انتِ تَعرفين جَيدًا ، ما يَستوجبُ عليكِ تَقديمَهُ اليّ ..!
بِصُعوبَة قاومَت الحفاظ على هُدوءها فَناظراتِه مُقرفَة بطريقَة تعجزُ عن وَصفها ، صَمتُها كانَ اجابَة كافيَة لِتَجعلهُ يُغادر و يَترُكها وراءَهُ
تَستطيعُ التضحيَة بِكُل شَئ
عدا جَسدُها..!
•••
- هل انتِ بخير ؟
سألت انجيلا مُساعدتها اُخت الرائد التي كانَت تقف بِجوارها بِوَجهٍ شاحب ، كانت على وَشكِ السُقوط و الاغماء ، لَولم تتمالك نَفسها في اللحظة الاخيرَة
طالَعتها الصُغرَى بِصُداعٍ يَمنعها من النَظر بشكلٍ جَيد
- لا اعلمُ مالذي يحدُث مَعي
لكنّي اشعُر بالصُداع و الدُوار منذ فترَة
طَلبت منها الكُبرَى ان تَستريح حينَما قالَت
- عليكِ ان ترتاحي اذًا ، لابدّ ان خَبر اختطافِ جونغكوك أثر سَلبًا عليكِ ، اذهبي الي البَيت و لا تأتي هذان اليومان حَتّى تستعيدي صحتكِ
تَنهدت الاصغرُ سنًا بعدَما عَقمت الادوات التي بين يَديها اذ نَطقت بتساؤل
- هل سيكونُ جونغكوك بِخَير؟
نَظرت انجيلا اليها لبُرهَة قبل ان تَبتسِم بِحُزن بعدما عاوَدت التَحديق في ساقِ العسكريّ تَلُفها بالضِماد
- نتمنَى ذلك
نَظرت لارين الي قَدميها تتذكَرُ المَرات العديدَة التي تَمنت فيها مَوت أخيها ، امتلَئت عينيها بالدُموع حينَما اصبَحت دَعوتها على وَشك الاستجابَة
هي فعلاً ، لا تُريد مَوته اطلاقًا ..!
جَففت ما تَسرب مِنها من الدُموع ثُمّ قالَت بينَما تُزيل مئزرها الطبيّ
- ساذهبُ لتفقد جوليان ثُمّ اعود الي المنزِل
اومأت الكُبرى و هي تُدون اسم الحالَة التي عالَجتها اذ ناظَرتها مُبتسمَة
- ان استَمر الغثيان ، عودي لافصحكِ ، لرُبما تكونين حامِل!
صُدِمَت الصُغرَى من احتِمال الكُبرَى التي ضَحكت على مَلامِحها المُنصعقَة ، سارعَت لارين بالمُغادرَة و التَوجُه الي قِسم العلاج النفسيّ حيثُما وَجدت زوجِها هُناك
اقتَربت مِنهُ بعدَما وَجدتهُ جالِس يُراجع مَلفات احَدى مَرضاه حيثُ قالَت تلفتُ انتباهه
- جوليان
رَفع عيناهُ اليها يُناظِرُها مُستغربًا
- مالذي تَفعلينه هُنا ؟
قامَت الصُغرى بِسَحب كُرسيّ قُبالَتهُ تُطالعه بِحُزن
- احتاجُ استشارَة نَفسيَة
رَمش الاكبرُ مُستغربًا ، لَكن رُغم ذَلك سايرها و ابتَسم من اجلِها قائِلاً
- حسنًا مالذي تُريده حَبيبتي؟
حَدق في عُيون زَوجته المَليئَة بالدُموع و هي تُناظِرهُ بِضيقٍ واضح من نَبرتها المُختنقَة
- اشع..اشعر اني سام..ساموت ، لم اع..اعد استطيعُ تحمل فكرَة ان اخي قد يعودُ ميتًا كما حَدث مع جُندي فريقه
قَطب حواجِبهُ بينَما يُنصِت اليها باهتِمام اذ واصَلت تنطِق و الدُموع تتسرَبُ من عَينيها دون انقِطاع
- صَحيح اني كنتُ لا اطيقه ، و دَومًا اتمنى ان يَذهب دون عَودة ، و انت تعرف السَبب الذي دَفعني لِكرهه منذ الطُفولَة ، لَكن حينما وَصلني خَبر انّهُ خُطف و قد يُقتل ، لم اعد استطِع النوم بالليل من شدّة خَوفي انّي قد لا اراهُ من جَديد ، لا استطيع تَقبل حَقيقة انّ افقِدَهُ للأبد ..!
بِغَض النظر عن سوءِ العلاقَة بينهُما و كم كانَت سامَة بحقٍ و حَقيق ، لَكنه يظلّ اخيها الذي لطالَما اعتاد ان يَكون حَنون رِفقتها قبل حُدوثِ تلك الحادِثَة التي دمّرت كُل شَئ و جَرّدتها من شعورِ الاخوّة ناحِيتهُ
مُنذ ان جاءَت الي هُنا ، و احساسُ الاخوّة ذاك بدأ يَنمو من جَديد ناحِيتَهُ حينما رأت بَعضًا من جَوانِبه الحَسنَة ، لِذلك ، تُريد مَنح عِلاقتهُما فُرصَة من جَديد
تُريده ان يَعود ، كيّ تعتذر لهُ عمّا سَلف و تَبدأ معنُ صفحَة جديدَة خاليَة من الحقدِ و الكَراهيّة ، تودّ تَجديد تلك المَشاعر اللطيفَة التي كانَت تجَمعهما سابِقًا
تَفهم زَوجها غِصتها و قام بالتَربيتِ على ظاهر يدِها الموضوع فَوق الطاولَة مُتحدِثًا بِهُدوء
- اتفهمُ سَبب شُعوركِ بالاختناق بهذا الشَكل ، صَدقيني الرائد بطل و لا يُخاف عليه ، سيعودُ من جَديد و سَتعتذرين لهُ و تُصبح العلاقَة بينكما بِخير همم ؟
مَسحت الاصغرُ دموعِها قبل ان تُناظِره مُتأملَة
- هل حقًا سيعود ؟
اومَئ لَها مُبتسِمًا حينما قال
- سيعودُ بالتأكيد ، انا متأكد انّها ليسَت النهايَة
قصتهُ لازالت في البِدايَة ، سيعودُ ليُكملها مع آلميرا!
لِذلك ، امسحي دموعكِ و دعيني اوصلكِ الي المنزل
عليكِ ان ترتاحي همم ؟ نامي قليلاً
قامَت بالايماء لهُ تُراقبهُ و هو يَستقيم من مكانِه لازالَة رداءه الطبيّ و جَلب مِعطفه ، سايَرتهُ بالمشي بجانبه لمغادرة الثكنَة حيثُ سألَتهُ
- بِخُصوص والد آلميرا ، هل اخبروه باختفاءها مع زوجِها؟
ناظَرها جوليان بينَما يضعُ يداهُ في جُيوب مِعطفه
- كلاّ ، لا اعتقدُ ذلك اطلاقًا ، حسبُما سَمعت انّهم سيتركونَه الخِيار الأخير حتّى لا يَتم قلب الثكنَة فوق رؤسِهم ، سيخسرُ الكَثيرُ مناصبهم ان عَلِم
قامَت الصِغرَى بالايماء بِصَمت قبل ان تُرافقهُ الي بيتِ كِليهما
في الوقتِ ذاته ، كانت انجيلا قَد عادَت بابنتِها الي الثكنَة رِفقة العقيدِ و اجتَمعت مَع بقيّة العساكِر من القُوات الخاصَة في مَكتبِه
اينَما ناظَرت الروسيَة ابنتِها تُخاطِبُها بلُطف
- هل وجدتِ رسالَة ؟
اومأت الطِفلَة التي تَبسمت بلُطفٍ و قامَت باخراجِ ورقَةٍ صغيرَة من جَيب مِعطفها الزَهريّ ، حيثُما قَدمتها الي العقيد قائلَة
- وجدُتها في مكانِها المُعتاد
في الواقِع ، لَطالما كُلِفَت ابنَة انجيلا بِمُهماتٍ كَهذه طيلَة فترةِ ذهابِها الي والِدها ، ذات مرّة عندما غادر بيتِه لانشغالِه ، ساعَدت امها بالتَسلل الي الداخِل و مَنحها حَقيبته التي تُلازمه في مُهماته عِندما يَعملُ لِصالِح العَدوّ
صَنعت بداخِلها جَيب سريّ تَعرِفُ مكانَهُ فَقط انجيلا و ابنتِها
كيّ يَضع الجاسوس في فَريق العدوّ رسائل مُشفرَة
و مَعلوماتٍ سريّة بداخله تلتقطُها ابنَة الروسيَة
حال التَوجه الي ابيها لِمُجالستها
ابتَهج وَجه كُلّ حاضِرٍ لِوجود تِلك الرسالَة التي بِلا شَك سَتدلهم على مَكانِ الرائِد ، لِذلك ما أن تمّ فَكّ الشفرَة السريّة ، اتضَح لهُم الآتي
Send help
We in mountain
حَدق العقيدُ في تايهيونغ الذي يُناظِرُه باهتِمام اذ قال لهُ
- لابد انّها رسالَة من جونغكوك بلا شَك ، اجمَع الفَريق كامِلاً ، و انت تولّى قيادَتهُ نيابَة عن الرائد ، عَليكم العَودة بِه سالِمًا ! سواء هو ام زَوجته
قام الاصغَر بتحريك رأسِه ايجابًا قبل ان يُناظر بَقيّة الفَريق قائِلاً
- دعونا نتحَرك ، الوقت ليسَ لصالحنا
سيدي الرائد مُصاب ! علينا اسعافُه
استَقام العساكُر الخَمس يَفتعلون التحيّة العسكريّة الي العَقيد الذي نَهض بِدَوره ناطِقًا
- عَليكم دراسَة المَوقع جَيدًا
قبل الهُجومِ مُباشرَة
تأكدوا من مواقعهم
حسنًا ؟
تَحدثوا باجابَة جماعيَة تدلّ على استجابتِهم لِكَلامه ، قاموا بتأديَة التحيّة العسكريَة لهُ ثُمّ انصرفوا ناحِيَة قاعِدتهم التي سَيبدأ فيها قائِدهم بِرسم الخُطّة و دِراسَة موقعِ الهُجومِ من اجلِ انقاذ الرائد و زَوجته و بَعض الضَحايا
•••
طَلب داڤل من رِجالِه نَقل الرائِد الي احَد المغاراتِ الخاليَة ، بَعدما أجَل فِكرَة العَرضِ لوقتٍ لاحٍق ، لَديه بعض الامور الشَخصيّة التي يرغبُ مُناقشتها بينهُما دون سَماع طرفٍ دَخيل
حَدق الرائِد بِه بِنَظراتٍ ميتّة لا تُظهِر اثرًا للحياَة بداخل عُيونه المُرهقَة ، كان يَرى ابتسامَة داڤل و هو يَحومُ حَولهُ بالسوط الذي يَحملهُ بين يداهُ بينَما يُكرر سُؤال واحِد لا غَير
- من هو ، المُؤسس الأول للثكنَة العسكريَة؟
يودّ ان يَعرِف بريقه الناشِف ، من يَكون ذلك المُؤسس المَجهول ..!
ذَلك سيُفيده في خُططه المُستقبليّة
لَكِن عناد الرائد في الامتناعِ عن الاجابَة ، جَعلهُ يَجلِدَهُ جلطَة فشلت في اخراج صُِراخ جونغكوك الذي كَبح صَوتهُ بالعضِ على شَفته حتّى أدمَت
تعرّق بشدّة من شدّة الضَربِ اذ طالَع الثاني مُبتسِمًا بهدوء
- لا تُتعب نَفسك ، قَتلُك لي ارحَم لك من اضاعَة وقتك مَعي
ستظلّ تُحاول و تُحاول ، و لن تَصل للمؤسس الأول!
اقتَرب داڤل منهُ يُمسِكَهُ من ذَقنه اذ اعتَصرهُ بغضبٍ مُهسهسًا
- لن اَقتلك ، سادعَك تتمنى المَوت من التَعذيب الذي سَتراه..؟
سَتُخبرني ، سواء بارادتك او دونَها ، لن تَصمُد طويلاً بِقدمك هذه
اخَفض يَدهُ لاعتصارِ جُرح ساقِه الحَديث اذ نَجح في جَعل الرائد يُهسهس من هَول الألم الذي تَسبب في احمرارِ عَينيه
- انصحُك ألا تُطيل صَمتُك ، لانّي ساستخرجُ مِنك حَق كُل صَرخة قهرٍ صَرختها اُختي بِسببك ، ايها العاهَة
سُكوت الرائِد كان يَسمحُ له بالغَوصِ في افكارِه التي تُخبره حَجم المُعاناة القادِمَة مَع داڤل ، هو مُقتنع كُليًا ان وفاة اُخته بِسببه..! و لَن يتراجع اطلاقًا عن الذي بِرأسه ، خصوصًا ان حالَتهُ لا تُتيح له بالرَد اطلاقًا
قامَ باصدارِ تنهيدَة مُثقلَة حاوَل بعدها تَوضيح وِجهَة نَظره للرجُل قبالته لَعلّه يستوعِب ، اذ قال بهُدوء
- اخبرتُك و ساُكرر اخبارُك ، انا ليسَ لي عِلاقة بَموتها ، صَحيح اني تركتُها بمفرُدها ، لكنّي اُمرت بالتوَجه الي مُهمتي ! كانت اوامر عَسكرية يَستحيلُ رَفضها ، رُغم ذلِك تَركتُ مَعها عَساكِر يَحرِسونَها
الغَضب ازداد بِداخل داڤل الذي قام بامساكِ الرائد من رَقبتهُ و الصُراخ بِه بانفعالٍ فشل في كَبته
- العساكر الذين تَركتهم مَعها ، هُم سبب مُعاناتها التي أدت الي انتِحارها ، كُله من تَحت رأسِك ! لَو سَمعت كلامِها و تَزوجتها حفاظًا على شَرِفها ما كانَت لِتَموت و تُؤخَذ منّي ، انت اساسُ مُعاناتي!
حاوَل الرائد التَنفس بِصُعوبَة بعدَما فَكّ داڤل وِثاق عُنقه اذ قام بالرَد بِغَضبٍ حينَما طَفح كيلُه
- اخبرتُك انّي لا استطيعُ الزواج بِها بحق الجَحيم ! انا لديّ امراتي التي تَخُصني ، لا يُمكنني الزَواجُ من غَيرِها نهائيًا ! لما لا تَستوعِب ؟ الا يَكفي انّي انقذتُ حياتِها و حَميتُها و ظَللت ارعاها! يَكفي مَعروفي الذي قَدمته اليك و اليها !! صَنعتُ منك رَجُلاً ، و الأن جِئت لِتُحملني ذَنب لم اقترِفه!
خَرج عَن صَمتِه و صَرخ في وَجه من زادَت نارَه اشتِعالاً بِمُجَرد تذكره الي مَصير اخته السوداويّ ، لَم يَسعهُ الرَد ، بل قامَ بالاسراعِ للمُغادرَة و الاغلاق عَلى الرائِد من خَلفه بَعدما هَددهُ بالجَحيم
حينَما خَرج من المَغارة ، قابَلتهُ آلميرا التي جاءت للتَنصُت عَلى كَلامهما و استَطاعت سَماع اخِر ما دار بينهُما عَن شقيقته
قَطب حواجِبه مُستنكِرًا وجودِها لِيَقوم بِدفع حواجِبه عاليًا يَستفسر
- مالذي تَفعلينَهُ هُنا ؟
زَمَت شَفتيها تَبحثُ عن عُذرٍ مُناسب كان مُحاولاتِها في القَفزِ و افتعال حَركاتٍ رياضيَة ، اجابَت بينما تُهرول مَكانِها
- كنتُ اُهرول ، اُحاول تَحريك دورَة الدماء في عُروقي
حَدّق داڤل بِها بِشَك ، لَكنهُ لم يُتعِب رأسهُ بالتَفكير بها فالنقاشُ الذي افتَعلهُ مع الرائد كان حادًا ضِد مَشاعره ، لِذلك نَطق آمرًا و هو يُغادر المَوقع
- تَوقفي عن الحَومِ هُنا ، غادِري
راقَبتهُ و هو يُغادر لِتقوم بِلكم الهواء بقبضتِها التي اشتَهت وقوعِها في مُنتَصفِ وَجهه ، جَمعت انفاسِها لِتُلَحق بِه تَتبع خُطواتِه بهُدوء
جَلست مَع بقيّة الجُنودِ تنتظرُ الخُطوَة القادِمَة بتوتُرٍ شَديد
صَمتُ داڤل ، لا يُبشر بالخَير اطلاقًا
كَذلك هُدوءه المُبالغ بِه
انتَظرت و قلبُها يَحترقُ فوق الجَمرِ من هّولِ القَلق
الي حين تِلك اللحظَة ، التي جَلبوا فيها زَوجِها
و قيّدوه فَوق الكُرسيّ من جَديد..!
عَرضُ داڤل ، سَيبدأ..!
•••
- لن نَستطيع الذهاب بالطائِرات ، لانّهُ سيتمُ رَصدُنا من قبلهم في السَماء ، لذلك سَنستبدلُ المرواحيَة بالسيارات العسكريّة الضخمَة
تَحدث تايهيونغ مُوضحًا لِبقيَة الفَريق الذين يُطالِعون الخَريطة التي رَسمها فَوق احدى الاوراق على الطاولَة ، تابَع بعدَما اشر على بِضع مناطِق في الخريطَة
- سَنذهبُ في خَمس سيارات ، كُلّ سيارَة ستتفقدُ قِسم من اقسام الجَبل الكثيرَة ، اذ سنستطيعُ لَمح مُعسكرهم ليلاً نظرًا لانهم سيشعلون بِلا شَك النيران لاجلِ التدفئَة فالجَو بارد
طالَعهُ جيمين الذي قامَ بالتأشيرِ على احدَى البُقعِ قائِلاً
- لابدّ انهم في جهة الشمال ، كَونها اقرَبُ للبلدَة التي اختَطفوا منِها الرائد و زَوجته
اومَئ تايهيونغ ايجابًا حيثُ اجاب
- ذَلك وارِد ، علينا الاستعدادُ حالاً
ليسَ لدينا وقت نُضيعه
لفّ تلك الخَريطَة التي سَتُرشدهم على الأماكنِ في الجَبل ليقوم بِحشرها داخِل حَقيبتِه ، استعَد بقيّة الفَريق ليستأذن هو من اجلِ الذهاب و التَسليم على زَوجته
كانَت تنتظرهُ بلهفَة في السَكن حيثُما تَقطُن اخر فَترة ، طالعتهُ بِمُجَرد ان دَخل لِتركُض ناحيتهُ مُسرعَة تُحيطُ وَجنتيه بِحُزن
- هل ستذهبُ الان حقًا ؟
اومَئ لَها لِمُوافقَة حَديثها الذي جَعلها تستاءُ لحدٍ كَبير ، عانَقتهُ بِقوّة تَعتصرهُ بداخِل حُضنِها مُتحدثَة بِغصّة
- ارجوك حافِظ على نَفسِك ، عُد اليّ سالِمًا
لا تنسَى انّ هُنالك طِفل قادِم في الطَريق
قامَ بالمَسح على ظَهرِها طوليًا بعدَما احتَضنها بلُطفٍ بالِغ ، ابتعَد لِتَقبيل جَبينها ثُمّ قال بِهُدوء
- ساعودُ مُنتصرًا هذه المرّة ، اعدكِ
حَدقت بِعيناهُ لِتحيط وَجنتهُ هامِسَة
- اعد آلميرا اليّ ! اُريدها ان تَعود سالمَة
همم ؟
قامَ بالايماء من جَديد قَبل ان يَجلِس على رُكبته و يقترِب لِتَقبيل بَطنِها المُسطَح فطِفلُها لازال في شَهرِه الأول ، عاود النُهوض و كأخرِ خطوَة فعلها قبل رَحيله ، هو تَقبيل زَوجته لِشَحن طاقتِه
•••
الوَضعُ زاد تَوتُرًا بالنِسبَة الي آلميرا التي كانَت تقفُ قُبالَة زوجِها مَع بقيّة رِجال داڤل من اجلِ تَعذيبه باسوءِ الطُرق المُمكنَة..!
لم يَعُد بِوسعها التَمثيلُ اكثَر..!
لم تعُد تستطيعُ اخفاء حَقيقة ان قلبُها يَتقطعُ من اجلِه..!
عاطِفتها سَتغلبُ عَقلانيتِها
بالاخِر ، هي اُنثى و قلبُها سيدُ افعالِها
ضَغطت على اصابِعها تتنفسُ باضطرابٍ يستطيعُ الرائِد الشُعور بِه ، كان يُنفي برأسِه من اجلِها لِكَونه يَعرِفُ أنّها في اواخِر صُمودِها بالفِعل
قِناعُ القُوّة على وَشكِ السُقوط و اظهارِ الوَجه الباكي الذي يَختبئ بالخَلف
حافظت على اتزانِها تَرى داڤل يُخاطِبُ الرائد بِتعالٍ حينَما قال
- سأسالُك ، و حينَما ترفُض الاجابَة
سادعُ أنامل هَذِه الرَقيقة هُنا ، تَشهدُ على عَذابك..!
مَسك بِيَد آلميرا التي سارعت بِدفعه مُتحدثَة بانفعال
- ما شأني انا لِتحشُرني في بشاعَة افعالِك ؟
طالَعت عيناهُ بِحدّة تُناظِرُه حينَما التفت اليها يُناظِرُها بِمُكر
- فقط ، لاثبات ولائِك ..! كُلّ من ينظمّ حَديثًا عَليه ان يُبرهن استِحقاقَهُ بمكانتِه بيننا
ضَحِكت ساخِرَة على كَلامِه اذ قالَت بعدَما شدّت قبضتُها
- من قال انّي اريد التواجُد بينكم ؟ انا هُنا مُرغمَة!
اعليّ تذكيرُك بانك تَختطِفُني؟
ناظَرت الرائِد الهادِئ لِتُضيف
- انا لا افرقُ شيئًا عَنهُ ، لِكوني كَذلك رَهينة
عاوَدت التَحديق بِمَن اخَرج سِلاَحهُ من وِسطه يُقرِبهُ مِنها
- صدقيني نهايتكِ لن تكون مُرضيَة ، ان لَم تُحسني اتباع الاوامِر
بل ستكونُ اسوء مِنهُ هو ..!
اشار بالمُسدسِ عَلى رأسِ الرائد الذي اغمَض عيناهُ يَستجمعُ انفاسهُ باضطِراب ، هو ليسَ مُستعِدًا نهائيًا للخُطوَة القادِمَة
التي فسّرها داڤل حينَما قال
- مَع كُل اجابَة خاطِئَة ، سيتّمُ نثرِ الملحِ على جُروحك..!
هُنا آلميرا فَقدت صَوابها بالكامِل و لم يَعُد بِوسعها التَحمُل اكثَر ، طَالعتهُ بِعَدمِ تَصديق حينَما اشار عَليها بالسِلاح قائِلاً
- و انتِ من سَتقومين بِذَلِك..!
ضَغطت على اصابِعها بَعدما طَفح كيلُها منهُ و من مَكائِده ، امتلئ قلبُها الذي يَستحيل ان يُعذِب مَحبوبِه اكثَرُ من ذَلِك
مَحبوبه اجَل..!
قلبُها اكتَشف انّهُ يُحِب بِصدق للمرّة الاولَى
و أن كُلّ ما مَضى ، كان مُجَرد نَزوةٍ عابِرَة
لم تتحكم بِنَفسها حينَما اقتَربت منهُ تأخُذ منهُ مُسَدسه الذي قامَت بِتصويبه على رأسِه مُتحدثَة بِنَبرةٍ تملؤها الحِقد
- هذا يَكفي ! انت سايرتُك بما فيه الكِفايَة
تَفاجَئ داڤل مِن اندِفاعُها و تَهورُها الذي سيؤدي بِمَقتلها من قبل رِجاله الذين احاطوها باسلحتِهم ، قَطب حواجِبه بشدّة يُخاطبها بِنَبرة تحذيريّة
- اخفِضي هذا من بَين يديكِ ، انًهُ ليسَ لُعبة اطفال..!
حَدق جونغكوك بِها و قلبُه يرتعدُ من خَوفه عَليها ، تَهورَت ! و القادم حتمًا ليسَ لصالِحها اطلاقًا ، اراد ان تراهُ و هو يشيرُ لها بالتَراجع ، لكنهُ لم يَكُن يعلم ان كيلُها قَد طَفح و قُدرَة تَحملُها انتهَت
ارتَعش بَدن آلميرا من شدّة غضبها مِنهُ و من افعالِه الشيطانيّة تِجاه البَشر اذ قالَت بغصّة بعدمَا تذكَرت قتلهُ لتلك الجدّة و حفيدِها ، لاسيما ليون..!
- لما ؟ هل انت خائِف ؟
خائف ان تُقتل بِفوهَة السلاح الذي سَفكت فيه دِماء الابرياء؟
صرّت على اسنانِها و عُيونِها سَبق و ان امتلئَت بالدُموع رُغمًا عن ارادتِها ، تَجاهلت قَول سوزي و تَهديدُها باخفاضِ السلاحِ و واصَلت تصرُخ بِه بِقَهر
- قَتلُك اكبَر عَملٍ نَبيل قَد اُقدمه للبَشريّة
سَحبت ذَلك الزناد و قالَت مُتمّة بينَما تدفعُ حاجبها عاليًا
- لا تظنّ انّي قد لا اُجيد استخدام السِلاح..!
انّي بارعَة في تَحديد هَدفي جَيدًا
لن اتردد بِقَتلك ايها العاهِر
طَريقة امساكِها للسِلاح و ثباتِ يديها كانَت علامَة تُثبُتِ براعتها في استِخدامه لِذلك بدأ الزَعيم يَخافُ على نَفسِه مِنها ، فالتي طَعنتهُ بالخنجِر ، لَن تتردد باختِراقه بالرَصاص..!
حاوَل جَعل ما تُفكر به مُستَحيلاً حينَما نَطق يُهدِدُها بجديّة
- انتِ لا تَعرفين عواقب ما تَفعلينَه..!
ضَعي السلاح من بَين يديكِ ، و ساغفرُ لَك
رَمقتهُ بِحَقدٍ يكادُ يُطلق عليه شَرارات لَهب قلبها المُحترِق حينَما صَرخت بِه مُنفعلَة
- انت اخِر من اطلُب مَغفرته !
ان لَم تُخبِر رِجالك ان يُخفضوا اسلحتهم
ساقُتلك اُقسم
بدا تهديدُها يُخيفه اكثَر ، خصوصًا حينَما اطلَقت النار قُرب قَدميه ما جَعل ابدانُ البقيّة ترتجِف من جُرأتها ، واصَلت تُهسهسُ بِجديّة
- هيّا ! قُل لَهُم يُخفِضون اسلِحتهم حالاً و إلا سَنُقتَل سويًا اليَوم
ابتَلع داڤل ريقَهُ لِيَطلُب من رجاله اخفاضُ اسلِحتهم كما طَلبت ، بل أمَرت ان يُفرغوها من الرَصاصِ اولاً لِضمانِ سَلامتِها
كان يُطالِع سوزي التي جاءَت من خَلفها عَلى وَشك أن تُغافلها ، لَولا تَدخل الرائد الذي رَفع قَدمهُ المُصابَة يَضِرُبها بها حتى وَقعت على الارض
التَفت لها آلميرا مُسرعة تُطلِق النار على كَتِفها مُتحدثَة بِغَضب
- عاهِرَة !
تجاهَلت صَوت صُراخ سوزي المُتألم لِتُعيد تَصويب السِلاح على داڤل مُتحدثَة بِجديّة جَعلتُه يُنفذ اوامِرُها
- اُقسم بِخالق السَموات و الارض
انّي لن اُهدر رصاصَة اضافيَة
إلا على قَلبِك!
قَبض عَلى يَدهُ بِقوّة لِيأمُر رِجالهُ بِتَفريغ اسلحتهم من الرَصاص كما تُريد هي تمامًا ، حَدق بِها غاضِبًا حينَما طفح كَيلُه اذ قال
- مالذي تُريدينَه انتِ ؟ اُطلقُ سراحكِ؟
سافعَل ! يُمكنكِ الذهاب ان شِئت
نَفت بِرأسِها تَعترِضُ قبل ان تُشير لهُ بالاقتراب من الرائِد قائِلَة
- لن اذهَب بِمُفردي ، تَعال فُك قَيده
عَقد داڤل حواجِبه بشدّة مُستنكِرًا ، لَكنها أصرّت عَليه حتّى نَفذ مَطلبُها ما ان انخَفض الي مُستوَى الرائد حتّى يَفُك وثاق يَديه
- مالذي تُريدينَه انتِ ؟
هسهسَ لِمَن امرتَهُ بِحَمل الرائِد فَوق ظَهرِه مُجيبَة بِهدوء
- سَتُرافقني انت و هو ..!
تَحرك
أشارَت لهُ بالسِلاَح ان يَتحرك ، لَكنهُ رَفض حينَما طَفح كيلهُ و صَرخ بِها مُنفعلاً
- ما هَدفكِ ؟ و مَن تكونين؟
مَسك الرائِد الخِنجَر الذي في مُنتَصف خَصر داڤل يَقومُ بِرَميه لاصابَة صَدر احدَى رجالِ الزَعيم الذي حاول اغتيالُ امرأتهُ من الخَلف
اخَفض داڤل عَيناهُ الي جونغكوك الذي استَطاع النهوض عَلى قَدمٍ واحِدَة امامَ مَن رَمقهُ بِنَظراتٍ حارِقَة ، قَبل أن يُجيبه بِصَوتٍ باحٍ اثَر سُكوتِه
- إنّها ، امرأتي..!
رَفعت آلميرا عينيها الي زَوجِها الذي ناظَرها و عُيونَهُ تَكادُ تَنفجرُ من الفَخر بِها و بِقُوتِها ، هي التي اعجَزت زَعيمًا عن الدِفاع عَن نَفسِه! بل جَردّتهُ من اسلِحته هو و رِجاله و اخَضعتهُ الي سُلطتِها
نَجِحت بما فَشل به رِجال من قَبلها
صُدِمَ داڤل من الذي سَمِعَهُ و لَم يَضع في تَوقعاته اطلاقًا ان آلميرا قَد تكونُ زَوجة الرائِد ..!
ظنّ انّها من اتباعِه ، لَكن ان تَكون زَوجته ؟
نهائيًا لم يُفكِر بِذلك
ابتَسمت سَمراءُ البشرَة الي زَوجِها قَبل ان تُعيد التَحديق بالزَعيم الذي امرتَهُ هي بِنَبرةٍ سامَة
- ساعِدَهُ على الحَركة ، و امضي قُدمًا مَعي
كَيف استطاعَت هي جَعله يَخضعُ لامرِها في عَرينِه ؟
بَعد ان نَجحت في تَجريدِ رجاله من اسلِحتهم ، لم يكُن له خِيار سِوا ان يَنصاع لامرِها و يُساعد الرائِد في الحَركة رُغمًا عن ارادتِه
لِتَضمن آلميرا أنّ ما مِن احَد من رِجال داڤل سيلَحقون بِها ، أمَرتهم بالذَهابِ الي الزنزانَة و سَجن انفسُهم هُناك ، و لِكَون الرائد قَد مَسك بِمُسدسِ سوزي و لفّهُ حَول رأسِ داڤل الذي يَحملهُ فوق ظَهرِه ، امرِه لَهُم لحمايَة نفسِه جَعلهم ينصاعون لِرغبتِها
لَحِقتهم حينما دَخلوا الي الزنزانَة التي قامَت باغلاقها بالمِفتاح الذي احتَفظت به بداخِل جَيبها ، قَبل ان تَعود الي زَوجِها و داڤل
اصبَح المُعسكَرُ خالِيًا ، فكُل عساكِره قد تَمّ سَجنهُم
من قِبل امرأة..!
- صَدقيني سَتدفعين ثَمن ذَلك غالِيًا ..!
هَسهس داڤل و هو يُناظِر آلميرا التي دَفعت طرف شَفتها ساخِرَة اذ طالعَت زوجها الذي ضَربهُ من خَلف ظهرِه بِقوّة مُتحدثًا بِجُمود
- تَحرك كالحمير باسيادِك ، و لا تُسمعنا صَوت نَهيقك..!
زَمجر داڤل بِغَضبٍ وَسع صَدره ، لِيتحَرك وِفقًا لاوامر و ارشاداتِ الرائِد الذي يَعرِف الوجهَة التي ستأخَذهُ الي مُعسكِره
او الي بلدَة قريبَة ، يستطيعُ من خِلالها الاتصالُ بِرجاله من اجلِ المَجيئ و اخِذه و الابلاغُ على المُعسكر الذي سَجنت فيه آلميرا الطرف العَدوّ
كانَت تسيرُ وراءَهُ و هي تُراقب قَدمهُ المُتأذيَة بِقَلبٍ جَريح ، كَتمت وَجعها حتّى حين عودتِهما سَالمين لِتُغرقه بِدلالها اعتذارًا عن كُلّ ما اصابَهُ بِسببها
بَعد ان تتخطَى هي صَدمة ما رأت..!
داڤل كان مُنصدِمًا مِن الموقف الذي وُضِع بِه
فجاةً وَجد نَفسمُ وَحيدًا بدون سِلاح يَحميه
او رجالٍ تحومُ بِه..!
و ذَلك بسبب من؟
بسبب امرأة الرائِد..! عَدوه اللدود!!
للتوِ ، ادرَك سبب تَمسُك جونغكوك الشَديد في حُبه لامرأته
و رَفضه في الزواجِ من غَيرِها
اتاريها امرأةٍ لا تُرفَض..!
اقتربت آلميرا مُسرعَة لامساكِ يَد زوجِها الحُرّة مُتحدثَة بِقلق
- حَبيبي هل انت بِخَير؟
تَعمدت مُناداتهُ بِحَبيبي امام مَسمعِ الزَعيم ، حتّى تَزيدهُ هَمًا فوق هَمّه ، نظرًا لان اعيُنه عَليها مُنذ البِدايَة
تَركتهُ يَرى امرأة مَن هي ، و مَن الرَجُل الاحَقُ بِها
- انا بِخَير ، لانكِ هُنا بِخَير
قال بَعدما اخَفض بَصرهُ الي زَوجته التي مَسحت على يَدِه بِرفق ، قَبل ان تُناظر سيارَة عسكريّة قادِمَة من بُعدٍ بَعيد
شَهِقت تُوسِع عينيها بسعادَة اذ اشارَت عليها بالسِلاح الذي بين يَدها
- اُنظر ، انهم رِجالنا ، هُنالك عَلمُنا عَليها
مَلئت السعادَة قلبُها المُصابُ تمامًا كَما فعلت مَع الرائِد الذي ابتَهج ، عَلى عكس مَن قام بِرَمي جونغكوك من فَوقِ ظَهرِه و حاوَل الهَرب للنفاذِ بِجلده
لَكنهُ لم يُفلح نظرًا للمرأة التي اصابَتهُ بِرصاصَة على فِخذه مَنعتهُ من الرَكضِ و تَسببت في اطاحتهُ على الارض
صَرخ مُتوجعًا من ألمِ الرصاصَة لِيُناظر آلميرا التي رَكضت في اتجاه زَوجِها تُسندَهُ و تُساعدهُ بالقِيام
- الهي! هل انت بخير ؟ طمني..!
ناظَرت عينا من اومَئ ايجابًا قبل ان يُناظر تايهيونغ الذي رَكن بالسيارَة امام كِليهما و نَزل مِنها مع بقيّة رِجاله
لم يُصدِق عيناهُ حينَما رأى قائِده مع زَوجته امامِه اذ هَرول ناحِيتهما بِعَدم تَصديق
- سي..سيدي..!
حَدقت آلميرا بِه لِتُشير ناحيَة داڤل الذي كان يَزحفُ مُحاولاً الهَرب
- هاهو ذا العَقربُ القذر ، امسكهُ
نَظر تايهيونغ الي داڤل قَبل ان يُوسِع عيناهُ اكثَر اذ بِمُجَرد النظر الي حالة قائِده ، فمن المُستَحيل انّهُ من اَمسكهُ
ذَلك حتمًا ، شِبه مُستَحيل فقدمُ الرائِد لا تُتيح لهُ فرصَة النِزاع مع داڤل اطلاقًا ، تَرك امر صَدمته جانِبًا و اشار بِيَدهُ على رِجاله من اجلِ امساكِه
قَيّدوهُ بِتقييد يداهُ وراء ظَهره بالاصفاد ثُمّ حَملوه من اجلِ نَقله بداخل السيارَة العسكريَة التي وَضعوا بها الرائد بِجانب زَوجته
تَنفست آلميرا الصَعداء حينَما رأت وجوهًا تَعرِفُها ، تايهيونغ رِفقة هوسوك الذي سأل يَطمئنُ على كِليهما
- سيدي ، زَوجة سيدي هل انتُما بِخَير؟
لم يَشعُر الرائِد بِنَفسه و الا و هو يُحيط ذِراع زَوجتهُ من الجانِب و يَضمُها اليه اذ اراح رأسَهُ فوق خاصتِها يَستعيدُ ما سُلب من روحِه الايام الماضِيَة
- بِخَير ، بِسببها هي انا بِخَير
بعدَما وَجدت رأسُها فَوق صَدرِ زَوجِها ، احتَلتها السكينَة و اصبح للحَياةِ لَونٍ و هي في مُتناول يَداهُ من جَديد
تَنفست بِبُطئٍ تَجمعُ ما تناثَر في الهواءِ من قِواها التي اُهدرَت في سَبيلِ انقاذِهما ، تَهورِها هذه المرّة اجدَى نفعًا ..!
•••
دَخلت السيارَة العسكريّة بَوابَة الثكنَة الكوريّة على تَمامِ الخامِسَة فجرًا ، حيثُما كانَت انجيلا تقفُ بِجوار لاڤينيا و لارين مَع العقيد و بقيّة العساكِر يَنتظرون عَودَة الجُنودِ مَع قائِدهم حينما وردَهم بلاغ من تايهيونغ بِنَجاحِ المُهمَة
رُكِنَت السيارَة في مُنتَصف الساحَة و أوّل من نَزل بعد العساكِر كانَت آلميرا التي رَكضت لَها لاڤينيا بسُرعَة تتفقدُها و تَحتضِنُها باشتياقٍ و قَلق
- ايتُها المجنونَة ! مالذي قُمتِ بفعله؟
لا اصدق انّي اراكِ امام عَيناي..!
بادَلتها آلميرا العِناق تَحتضِنها بشوقٍ بالِغ ، ماكانَت تظنّ انّ باستِطاعتها رؤيَة وَجه صديقتها بَعد الذي شَهِدَتهُ بِعَينيها خِلال الايامِ الماضِيَة اطلاقًا..!
ابتَعدت لاڤينيا عَنها تحتضِنُ وَجنتيّ صديقتِها بلُطف
- انتِ بخير صغيرتي همم؟
قامَت آلميرا بالايماء لِتُطالع لارين التي دَنت مِنها تَطمئنُّ عَليها بِتردد
- هل انتِ بِخَير؟
حَدقت سمراءُ البشرَة بِها و ما عاشَتهُ جَعلها تشتاقُ و تَحمدُ الرَب على نَوعِ المشاكل التي بينَها و بَين لارين..!
انها ارحَمُ بِكَثير من الذي رأتَهُ
اقتَربت باندِفاعٍ تُعانقها و تَهمسُ قُرب اُذنها
- اشتقتُ اليكِ و الي مَشاكلنا سَويًا!
ما ظَننتُ يومًا اني ساقولُها
لَكنّي فعلاً ، اشتقت
تَفاجَئت لارين بِاندفاعِها الذي تَسبب في تَجمُدِ اقدامِها عن الحَراك ، رَفعت يديها لِمُبادلتِها بعدَما ابتسمَت بخفّة اذ راحَت تُطبطبُ عليها
- من الجَيد انكِ لم تَموتي ، عند اذ لَن يتبقى لي من اتشاجَر معهُ
ابتَعدت آلميرا عَنها لِتُناظِرُها مُبتسمَة
- ساتعافَى ثُمّ اعود لاكيدَ لكِ
اومأت اُخت زَوجِها ايجابًا قَبل ان تُجيب
- انا انتظركِ..!
نَقلت اعيُنها الي اخيها الذي نَقلهُ تايهيونغ مع العقيدُ فَوق السَريرِ الطبيّ حينَما احضَرتهُ انجيلا مَع طبيبِ الثكنَة
اسرعَت لهُ هي و آلميرا يُطالِعان قَدمهُ المُصابَة بِقَلق واضِح في الوَقت الذي اصَدر فيه هو صَوت تنهيدَة مُرتاحَة
كان يَتفقدُ بِعَيناهُ اعضاء فَريقه يتأكَدُ من سَلامتِهم
لَكنهُ لَم يَجٍد ليون ..! لِذلك عَقد حواجِبه و سأل عَنهُ
- اين ليون ؟ لِما هو لَيس مَعكم ..؟
شدّت آلميرا عَلى سِروالها بَعد تذكُرِها مَقتل ليون امام عُيونِها
سُرعان ما تَجمع الدَمع في عَينيها و لَم تشئ النَظر في وَجه زَوجِها
لِذلك انسحَبت و تَركت الجَواب للعقيد الذي اجاب بَعد صَمتٍ من الحُزن
- ليون نائِم ، انهُ مُتعَب بعد المهمَة
همهم الرائِد مُتفهمًا و لَم يُرد اكثار الحَديث فَهو بالفعل مُرهَق ، طالَع العقيد الذي اخَبرهُ بعدَما رأى داڤل يُنزِلونَه من السيارَة و عَلى وَجهه مَلامحُ الذُل
- احسَنت يا بَطل..!
بحالَتك هذه و نَجحت في امساك من فَشل قبلُك في الترصُدِ لهُ
ابتَسم الرائِد بِخُفوت قَبل ان يَرفع عُيونَه الي زَوجته التي تَبكي في الرُكن بينَما لاڤينيا تُهون عَليها ، ظنّ انّ ما جَرى سَببًا في انهيارِها المُفاجِئ فما عَاشتهُ لم يكُن سهل اطلاقًا
و الحَقيقة تَكمُن في انقسامِ قلبِها لتذكُر مَوتِ لِيون الذي راحَ ضحيّة تَهورِها ، قطعًا لن تَتوقف عن لَومِ نَفسها لِوفاتِه
نُقِل الرائِد الي العيادَة من اجلِ عِلاجه رِفقة انجيلا و لارين ، في الوَقت الذي تَوجه فيه جوليان للاطمئنانِ على صَديقته و تَقديم مِنديل حتّى تَمسح دُموعها
شَكرتهُ و جَففت دُموعها التي تأبى التَوقف عن النُزولِ بِغزارَة مُتسببَة في تَبلل سائِر وَجهها الشاحِب ، اطال التَحديقُ في عُيونِها المُبللَة قبل ان يَنطق مُتنهدًا
- اظنّ عليكِ مُراجعَة العيادَة كثيرًا الفترة القادمَة
ليسَ من اجلِ العَمل ، بل انتِ بحاجَة لجلساتٍ نَفسيَة
لابدّ ان الذي رأيتيه لم يكُن سَهلاً اطلاقًا
قامَت بالايماء بِضُعفٍ دون ان تُكثِرَ الحَديث مَعهُ
هو مُحِق ، حالتُها النَفسيَة ليست جيدَة نهائِيًا
- ساكونُ متواجدًا هُناك دائمًا همم ؟
رَفع عَينيه للتَحديق في وَجه ادولف الذي جاء مَع زوجته حال سَماعه خَبر عَودَة آلميرا مع الرائِد سالِمَين ، سَحب نَفسهُ من ذَلك المَجمع و غادَر بِصَمتٍ بعدَما اندفعَت آيرا لِعناقِ آلميرا بقوّة تَتفقدُ حالِها بِقَلق
- صغيرتي هل انتِ بخير ؟
ابتَعدت عن الصُغرَى تُحيط وَجه المُنهارَة بالبُكاء قبل ان تُعيد عِناقها من جَديد تَضغطُ عليها في مُنتَصف حُضنها الذي تَسبب في زيادَة انهيار آلميرا اكثَر
بَكت بِحرقَة بالغَة بين يديّ آيرا التي انفجَرت تُشارِكها البُكاء بينَما تُنصِت الي الصُغرَى و هي تُردد بِحرقة بالغَة
- ان..انا الس..السبب ، انا السبب في موت..موته
نَفت آيرا تَعترِض و هي تَمسحُ على شعرِها بِرفق
- هشش لستِ انتِ السَبب ، قَدرهُ ان يَموت هُناك
ارجوكِ اهدئي ، لا تزيدي على نَفسكِ
حَدقت في وَجه زَوجِها المليئ بالحُزن و هو يُناظر ظَهر آلميرا المُنهارَة بالبُكاء ، سارَع بامساكِها و ابعاد ثِقلها عَن زوجته حينَما وَقعت الصُغرَى فاقِدَة للوعي بَين ذراعيّ ادولف الذي راحَ يُطبطب على وَجنتِها لعلّها تَستفيق
مَسحت آيرا دُموعِها لِتنطِق بسُرعَة
- دَعنا ناخذها الي منزِلنا ، سَنهتمُ بها هُناك
اعترَضت لاڤينيا التي قالَت نافيَة
- كلا اتركوها هنا مَع زوجها
ناظَرتها الكُبرى التي قامَت بالنَفي اعتِراضًا حينَما قالَت
- وجودها هُنا سيُذكرها بالذي عاشَتهُ و نَفسيتُها سَتزداد سوءًا ، علينا ابعادُها عن هَذا المُحيط و كُلما ارادَت رؤيَة زَوجها سَنجلِبُها
انضمّ ادولف الي صَفها حينَما وَجد كلامُها مَنطقيًا لِذلك قامَ بحمل آلميرا بين ذِراعيه و نَقلها الي سيارتِه من اجلِ اخذها الي بيته
انضمَت اليهم لاڤينيا التي ارادَت الاعتناء بِصَديقتها كَذلك فهي اطلاقًا لن تَدعها تُصارِع مَشاعر الحُزن القاتلَة بِمُفردها..!
ستُساندها و تُخَفف عنها قَدر استِطاعتها
•••
سُجِن داڤل ، مَع رِجالهُ الذين تَمّ جَلبهم أسرَة حينَما توجهوا الي مُعسكره و وَجدوهم هُناك يَنتظرونهم وراء القُضبان الحديديّة بعدما اغلَقت آلميرا عَليهم
الرائِد نُقِل للعِلاج مُباشرَة و بِسبب الادويّة و قُوتِها ، استَغرق نَومِه بِضع ايامٍ يَتعافى فيها مِما رآهُ سابِقًا
كان مُعتادًا بالفِعل ، فمُهماته لَيست بِتلك السُهولَة اطلاقًا
لَكن العيارُ هذه المرّة كان ثَقيلاً ..!
امّا آلميرا ، فَكانت عِند ادولفِ تَعيشُ كالجَسدِ بلا روح
دَخلت في حالَة نَفسيّة شَديدَة السُوءِ للدرجَة التي امَتنعت فيها عن الكَلامِ اطلاقًا مَع اي شَخصٍ يُحاول مُحاورتِها
كالتي ، فَقدت حاسة النُطِق..!
لم تكُن تتحرَكُ حتّى ، بل تَقضي مُعظَم وَقتِها اي الفِراش تُناظِرُ الفَراغ بِصَمتٍ كالتي اُخِذَت من عالِمها و سُجِنَت في اخَر مليئ بالخَرابِ و الدَمار
حاوَلت مَعها لاڤينيا و آيرا كَثيرًا بأن تأكُل و تَتحدّث مَعهم على الاقل ، لَكن لم يكُن هُنالك استِجابَة مِنها ، هي حتّى لا تُحدِق بِهم..!
تَنطوي على نَفسِها و مت يَجعلُها على قيد الحَياة المَحاليلُ المُغذيَة التي كانَت تَضعُها لَها نجيلا كُل صباكٍ و مَساء
تَفهمت حالتِها التي دَخلت بِها بعد المَجازر التي رأتها
خُصوصًا ، مَوت ليون هو صَدمتُها الكُبرَى
ذَلك الانسانُ اللَطيف الذي كان يُحسن مُعاملتها و يُحاول بِكُل الطُرق اسعادِها و مَنحها الراحَة في العَيش بينهُم ، لَم يعُد موجودًا ..!
الطامَة الكُبرَى ، انّها كانَت جُزء من مَوتِه
لِذلك ، لَم تستطِع التَوصُل الي حَلٍ مُرضٍ مَع مَشاعِرها السَوداء ، التي نالَت مِنها بطريقَة عَزلتها عن البَشريّة
كَثيًرا ما يَسمعونها ليلاً تَصرُخ و تَبكي بهستيريّة و حتّى الادويّة المُهدئَة تَفشلُ في اسكاتِها ، فيضطرّون لِتقييدِها كيّ لا تُؤذي نَفسِها
هي كأخصائِيَة نَفسيَة ، عَجِزت عن مُساعدَة نَفسها و سَمحت للهلاكِ بالنَيل مِنها ..!
ذَلِك التَقريرُ الذي وَصل الي الرائِد عن حَالة زَوجته في يَومه العاشِر بَعد عَودته الي المُعسكَر ، كان يَستغرب عَدم حُضورِها الي زيارتَهُ و ذَلك نوعًا ما اغضَبهُ و جَعلهُ يشعُر بالخِذلان
لَكِنّ انجيلا حَكت لهُ مَدى سوءِ حالتِها حينَما رات انّهُ بدأ يَتحسن كفايَة ليستوعِب و يُعالج الوَضع ، لعلّهُ هو من يَكونُ سَببًا في اخراجها من قاعها المُظلم ذاك
- ذَلِك ما حَدث ، آلميرا ليسَت بخير اطلاقًا جونغكوك
حاولنا مَعها جميعنا ، لَكنها لا تَستجيبُ لنا
تَحدثت انجيلا بِحُزن و هي تُطالع وَجه الرائد الذي امتَلئ بالهَمِ حينَما تَخيل حالَة زوجته التي قَطعت قَلبه ، كان بامكانه استخدامُ العُكازِ للنهوضِ و السَير لذلك قال بينَما يستعدُ للاستقامَة
- حسنًا دعيني اذهبُ اليها و ارَى خَطبُها
اومَأت لَهُ صديقته التي ساعَدتهُ على النهوضِ و قادَتهُ الي الخارج حيثُما طَلبت من تايهيونغ ان يوصَلهُ ، التَقى في طريقه لارين التي جاءَت لتفقدهُ و تَغيير ضِماده كَونها طلبت من انجيلا ان تُشرف على حالتِه بنفسها
استَغربت وجودَه خارج العيادَة لذلك هَرولت لهُ تسألهُ بسُرعَة
- مالذي يحدُث ؟ الي اين سَتذهب؟
نَظرت في عينيّ اخيها الذي تَوقف عن السَير يُعيرُها جُزء من اهتِمامه حينَما اجابَها بهدوء
- ساذهبُ لِتفقد آلميرا
لم تَمتلك دافع لِمنعه من الذَهاب الي زَوجته ، لَكنها اوصَتهُ على نَفسه قائِلَة
- اهتم بِنفسك و لا تُكثِر السَير حتّى لا تُؤذي قَدمك
كان من الغَريب عليه رؤيَة الاهتِمام من اُخته ، لَكن ذَلك لم يَمنع شُعور الدفئ من احاطتِه لِكَونها جُزء من عائلتِه
قام بالايماءِ لَها مُبتسِمًا ثُمّ غادَر مُنطلِقًا مَع تايهيونغ الذي اوصَلهُ الي بيت ادولف ، حيثُما تَقطنُ آلميرا هُناك باحَدى الغُرفِ مُنطويَة على نَفسِها
سلّم عَلى الاميرِ و زَوجتِه و جَلس مَعهُما في الصالَةِ يَتحاورُ رِفقتهُما عَن اخرِ الاحداثِ التي جَرت و عواقبهما على صِحته هو و امرأته
خِتامًا ، لم يَستطع ان يَصبُر اكثَر و طَلب ان يَتم اخذهُ الي زَوجته التي كانَت مُتمددَة على جانِبها المُقابل للجِدار ، تَضعُ يديها اسفَل رأسِها و تُطالِع الحَيط بِعينين خالِيتَين من الحَياة
سَمِعت صَوت الباب يُفتَح و ذَلك لم يُعطها دافَع للتَخليّ عن سُكوتِها و اعارَة الداخل اهتِمامِها ، احسَت بفرشِ السرير يَنخفض بٍجوارِها قَبل ان تستشعر لَمسَة يَدِ رَجُلٍ تُلامسُ خُصيلات شَعرِها بِدفئ
عَلِمَت هَويَة صاحِب تِلك الاصابِع الخَشِنَة من رائحته التي سَببت احمرارًا في انفِها و اهتزازًا في بُؤبُؤ عَينيها
انّهُ زَوجِها ..!
هي على وَشكِ البُكاء ، كَونهُ هُنا بالجِوار
اغمَضت عُيونِها لِتَتسرب دُموعها حينَما انخَفض و قامَ بِتَقبيل رَقبتِها قبل الهَمس في اُذنِها يُسمِعه صَوته الذي ذَبّ بِقشعريرَة في كامِل جَسدِها
- انا هُنا ، من اجلُكِ
لم تكُن تَملكُ الوَجه الذي تَستطيعُ فيه مُقابَلتهُ و الالتفات لهُ بعدَما كانت هي السَبب في مَقتل عُضو من فَريقه ، لِذلك كَتمت غَصتها و بُكاءها و حافَظت على هُدوءِها تَرفُض الاستجابَة الي مُحاولاتِه في استِدراجِها
كانَت دُموعها الحارَة تُغرِقُ وِسادتها
لم تَعُد تشعُر انّها تستحِقُ السعادَة اطلاقًا
قلبُها تَدمّر و احاسيسُها احترَقت
حاوَل الرائِد بِجدٍ ان يَنال اهتِمامِها عَبر لَمساتِه الدافِئَة لِشَعرِها و مُلاعبته ، لَكِنها صامدَة على مَوقفها بِطريقة آلمت قلبهُ على حالِها
قامَ بابتِلاع ريقِه و ارادَ التَقدم لِمرحلَة جَديدة في عِلاقتهما
مَرحلَة المُغازلَة..!
المرأة تَحتاجُ من يُغرقها بالكَلامِ اللينِ و المَعسولِ في اصعبِ حالاتِها و اكثَرُها سُوءًا ، و لا يظنّ ان هُنالك ماهو اسوء من وَضع زَوجته الان
لِذلك ، استَجمع قِواهُ و قال لَها الآتي
- حَبيبتي ، ارجوكِ جالسيني..!
كانَت مَرتهُ الاولَى ، التي يلفظُ فيها حَبيبتي تِلك طيلَة حَياتِه..!
•••
6082 ✔️
اهلاً بالجيش الكسول حاشا البعض طبعا 🙂
ما اريد اعلق ، بس هاعلق
معقول ، عشرين الف قارئ ، ماقدر يوصل ثلاثة الالف تصويت؟
لهدرجة حقيقي مش قادرين تسوون شَئ بسيط كضغطَة زر؟
امال ليش تقرأ حبيبي ؟
ترا الموضوع ينرفز حقيقي ..!
تعتقدون ان الكتابة شئ سهل؟
جلب الافكار سهل؟
الوقت يلي اخذه في الكتابة ، ما يجي واحد بالمية من وقتك و انت تصوت او حتى تعلق..!
ترا من الانانية انك تريد شئ جاهز و ما تعطي رد فعل
زي يلي يشتري من عندك شئ و ما يدفع
احترموا جهود غيركم رجاءًا !
هذا الكلام مش موجه اطلاقًا للناس يلي تسوي جهودها في انها تدعم الرواية بكل حبها و شغفها ، احترمكم جدًا و شكرًا لكم حَقيقي
بس حرام حقيقي ان انتم تتعبون يالله تحققوا الشروط و غيركم ما يسوون شي و يلاقون الفصل جاهز! هذا ظلم حتى ليكم انتم
الموضوع يقهر و يعصب بنفس الوقت
المهم لا علينا
كيفكم مع الفصل اليوم ..؟
كيف احداثه لقيتوها؟
الميرا و تصرفها في انقاذهم ؟
الفصل عامَةً ؟
تعتقدون انها هتتشافى بعد الشئ يلي حَصلها..؟
خلوا فبالكم ، ان قريبًا الرائد هيكتشف ان مراته الكاتبة
بطريقَة جدًا مميزة و مُختلفَة
اراكم في القادم ان شاء الله
الي اللقاء ♥️
.
.
.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top