عَروس الميراث | 27
عروس الميراث | Jk
اهلاً بكم في الفصل السابِع و العِشرون 🧚🏻♂️
3000 تصويت
3600 تعليق
فصل جَديد ✔️
لِنَبدأ 💋
•••
كانَت تنظُر الي يَديها التي سَقطت فوق ذَلك اللُغم و قَلبِها يكادُ ينفجرُ من هَول الذُعرِ و الخَوف ، لا يُمكن ان تَكون هذِه نِهايتها حَتمًا..!
من المُستَحيل ان تَموت و هي مُتنكرَة على هيئَة رَجُل!
ارتَجف كُل بدُنها و بدأت يدُها تؤلمُها من اتكاء جَسدِها عَليها ، طالَعت نامجون الذي جاء راكِضًا نَحوها يَجثوا على رُكبتيه مُنصدِمًا
- م..مالذي فع..فعلتيه..!
نَظرت في عيناهُ بِخاصَتيها التي تُحاول جاهدَة طرد دُموع الخَوف مِنهما ثُمّ اجابَت بِصَوتٍ مُهتَز
- ل..لا اعلم ك..كيف انزَلقت ي..يدي
تِلك الورطَة لَن يودّ البتّة ان تنتهي بِمَوت ابنة المُشير..!
و إلا ستحلّ كارثَة على رؤسِهم جَميعًا
خُصوصًا هو ، كَونها جاءت في فريقِه
و كان يَستوجب عليه تَفقده كاملاً
كان خَطأه منذ البدايَة لانّهُ رآها و علِم هويتها لَكن كيّ يوقِع الرائد في مأزق تَستر عليها و جاء بِها الي اراضي المَوتِ بِرضاهُ
و ان ماتت مع جُنودِه ، سيدخُل في دوامَةٍ من التَحقيقات التي سَتنتهي بِمَقتله لا مُحال ، انّها ليسَت مُجَرد جنديَة من عامَة الشَعب
والِدُها مؤسس الثكنَة التي يَعملُ بِها..!
بل هو مُشير بَلده و كُلّ القُوات العسكريَة تحت سِيادته
استِغراقه للوقت في التَفكير جَعله يَتغاضى عن الألم الذي تَشعُر به بسبب ثُقل جَسدها على يدِها ، ابتَلع ريقه مَذعورًا ثُمّ نَده على احد عساكره المُتخصِصون في تَفكيك الألغامِ و ايقافِها تمامًا
جاء العسكريّ راكِضًا ثُمّ همّ نامجون بِحَفر التُربَة حول اللُغم مُتحدِثًا بجديّة
- عليك فَك هذا اللُغم حالاً ، لقد دَعس عليه زَميلك بالخَطأ
نَظر بداخِل عينيّ آلميرا التي تُجاهِد للتشبُث بصمودِها كيّ لا تَبكي امامهُم و تَفضح سِرها الذي بسببه هي على وَشك فُقدان حياتِها
سَنتقمُ من زوجِها لاحِقًا ، سَتقتلهُ لانهُ المُتسبب الرَئيسيّ
لِما يَجعلُها تقلقُ عليه حتى تَلحقه ..؟
لطالَما كانت لا تَهتمُّ إلا لِراحتها هي
لم تأبه في حياتِها لِمَشاعر غيرِها
كُل ما يَهمُها سلامتُها
لَكن هذا الرائِد الذي يَدعي انهُ زوجها لِكَونه وقّع على قطعَة ورق ، جَعلها تفقدُ احترامِها لنفسِها باللحاق به كالفأر الي هُنا ..!
و فوق هَذا يرفُض تَقبيلها لانها تمتلك شنبًا و هو لا!
هل هَذا منطقيّ حتّى ؟
بِسبب افكارِها المُظلمَة تناسَت واقِعها و كُلما ارتخَت يدِها كيّ تَرفعها سَمعت صَوت صُراخ نامجون الذي يَجعلها تنتفضُ بِهَلع
- لا تُحرك يَدك ..! تَوقف
تُجاهد للبقاء على ملامِحها الجامدَة بدلاً من تَقويس شَفتيها و احداث تَعابيرًا تدلّ على خَوفِها و رَغبتها المُلحّة بالبُكاء
بَقت تُطالع يدِها التي ازرّق لَونها و العسكريّ بالقُرب مِنها يَعملُ للبحثُ عن سِلك اللُغمِ و قَطعه ، قالَت بِصَوتٍ مُرتجِف
- ل..لما لا نَستبدل يدي بِصخ..بصخرَة ؟
رَفعت عُيونِها الي نامجون الذي صرّ على اسنانِه قبل ان يُجيب بنبرةٍ غاضِبَة
- ان ازحت يَدك و لو لانش ، سينفجرُ اللُغم و نَموت جميعنا هُنا!
ازالَت عُيونِها عَنه و بداخِلها تُجهز الكَثيرُ من الشتائِم التي سَتُلقيها بِوجهه حالَما تعود الي الثكنَة ، هذا ان لَم تمُت هُنا و هي لا تزالُ تشتهي تَقبيل زوجها ..!
لما يُعذبها ..؟ هل سيُرضيه ان ماتت دون ان يُقبلها؟
هل تُجهز اُمنيتها الاخيرَة بأن تتحصَلُ على قُبلَةٍ منهُ قبل ان يَنفجرَ اللُغم ..؟
عليها ان تُخبر القائِد بأن يُنادي زوجها و تُعلن استسلامِها
يدُها تورمت و الألم يَزداد بِمُرور الثَواني
لم تَعُد تَحتمل هذا الوَجع الذي يُرغم عيونِها على الامتلاء بالدُموع ، جَمعت اكبَر قدرٍ من الانفاسِ داخل رِئتَيها و قبل ان تَتحدث للاعلانِ عن استسلامِها
صُدم الجَميع بانفجار لُغمٍ كان بِجوارِهم اجمَع اذ تفاجَئت آلميرا بنفسِها حينَما لم تُزح يدها رُغم ان كُل من حولِها انتَفض و سَقط ارضًا
- مالذي حَدث ؟ من الذي دَعس على اللُغم ؟
صَرخ نامجون يَقصدُ عساكِره الذين جاء مِنهم يركُض من نهايَة المنطقَة يتحدَثُ بصوتٍ عالٍ كي يَسمعهُ قائِده
- لقد عرفوا اماكِننا ، هَجموا عَلينا
توسَعت عينيّ نامجون الذي نَظر حَولهُ قبل ان يَسمع صَوت الرَصاص يَترامى من حَولِهم ، اخفَض بصره الي الصُغرى حينما انقبض قلبها من الفَزع ما ان نَطق العسكريّ
- سيدي ، علينا ان نَهرب حالاً ، عددهم اكثرُ منّا
ناظَرتهُ الصُغرى ثُمّ قالَت بصوتٍ مُرتجِف
- م..ماذا عن..عني ؟
اخَفض الجُنديّ عينيه اليها قبل ان ينطِق بِجُمود
- انت من وَضعت نفسك بالمأزق و وَضعتنا مَعك!
كان عليك ان تَكون اكثَر حَذرًا ..!
ارتَعبت اكثَر و ارادَت الصُراخ بِه لولم يَفعل هو بِقائِده
- التضحيَة بِعسكريّ واحد اهم من التضحيَة بنا جميعًا!
ان ظللنا هُنا سنموت ، سَنخسرُ المُهمّة..!
اصواتُ الرَصاصِ تَتزايد و عَساكر العَدوّ تقتربُ ، قُلوب الجَميع تَخفقُ و كُلّ جنديّ من فريق القائِد كيم حاول التَصدي و الدِفاع ، لَكن العَديد مِنهم قُتل في المُقدمَة
وَصل الخَبرُ الي عساكِر الرائِد في الجهَة الثانيَة اذ نَطق ليون مُوضحًا بِقلق
- سيدي ، الانفجارُ آتٍ من جهَة عساكر السيد كيم
اتضَح انهم تعرضوا الي هُجوم..!
ارتعَب الرائِد حينَما تذكَر انضِمام زَوجتِه الي فَريق كيم لِذلك نَهض مُسرِعًا بعدما زَرع لُغمه ثُمّ نطق بِهَلع بعدما حاوَل الحفاظ على اتزانِه
- ك..كيف ؟ هل هم بِخَير؟
الم يتأذوا..؟
جابت اعيُنه وجوهِهم اجمَع و اجابتَهُ وَصلتهُ ما ان رأى عساكر كيم قادِمون نَحوهم ركضًا رفقة قائِدهم الذي يُسند مَعهُ جنديّ جَريح
للوهلَة الاولَى ظنّها زَوجته لذلك رَكض نحوهم مُسرِعًا و قلبهُ يخفقُ بِصخَب ، حَدق في عينيّ كيم و سألهُ قائِلاً
- هل الجَميع بخير ؟
بَحث عن وَجه زوجتهُ صاحبَة ذلك الشَنب
لَم يجِدُها و قلبهُ يكادُ ينفجِر من خَوفه
اين هي..!
عاود التَحديق بِوَجه نامجون الذي عَلِم مَغزى سُؤاله ، ادرَك انّهُ يستفسرُ في المَقامِ الاول عن زَوجتهُ لذلك اجابَهُ مُباشرَة دون ان يأبه لِمشاعِره
- هنالِك من قُِتل ، و لدينا جَرحى
امّا العسكريّ سونغ جاي ، فدعس على لُغمٍ و تركناهُ هناك
نحنُ لسنا مُستعدون لِخسارَة ماتبقى من العساكِر
وسّع الرائِد عيناهُ و باندفاعٍ اقتَرب يُمسِك ياقَة زَميله بغضبٍ يشعّ في عيناهُ ، وَجد نفسهُ يصرُخ في وَجهه مُوبِخًا بقوّة
- تَركته ؟ كَيف تترُك عسكريّ من اتباعك في ساحة المَوتِ ايها الجبان ..!
دَفعهُ نامجون من صَدرِه الي الخَلف قبل ان ينطِق بانزِعاج
- عليه ان يَتحمل مسؤولية فِعلته..!
هو من اخَذ نفسهُ الي حافَة المَوت
قَبض الرائِد علَى يداهُ بِقوّة ثُمّ عاد ادراجَهُ لِحَمل سِلاحه و الرَكضُ باسرَع ما امكَنهُ الي مَوقع نامجون السابِق
- سيدي ، المكان خَطِر هُناك ، عُد
صَرخ جُندي من اتباع الرائِد و هُم يُراقبونَه يركُض بعيدًا عن مُتناول اعيُنهم فقط للحاقِ زَوجتِه و الحفاظُ على روحِها
تبًا ..! لا يُمكن ان يذهب تَعب سنواتٍ في حمايتِها من شَئ
كي يَقتُلها لاحِقًا شئ أخَر ..!
لاولّ مرّة يشعُر انً الخَطر يُحيطها بهذا الشَكل الذي يُعجزه عن حِمايتِها ، لاوّل مرّة يحسّ بالعَجز و انهُ يتسابقُ مع الوقت فقط كيّ يكونُ بجوارِها و يَطمئن انّها تستطيعُ النَظر اليه و مُحادثتهُ بِحَرفٍ على الأقل
لا مانع لَديه ان ناظَرها بذلك الشَنب
سيَتخلى عن احترامِه لنفسه و يُقبِلُها
المُهم ، ان تكون بِجواره و ان امتلَئ جسدُها بالكامل بالشَعر
المُهم ان تَكون حيّة تنتظِرُ قُدومَه
وَقف عند اعلَى التلّة يُراقبُ المنطقَة و لِحُسن حَظه وَجدُها تَجلِسُ في مكانِها تَبكي بقوّة و كُل جسدُها يرتعِش ، لازال الرَصاصُ قائِم و جُنود العدوّ يُريدون التَقدُم للاستلاءِ على المنطقَة ، لَكن الالغام تَجعلهم اكثَر حَذرًا و بُطئًا
نَجح في استعادَة روحِه حينَما وَجدها حيّة لِذلك تجاوز كُل تلك الالغامِ و رَكض اليها باقصَى سُرعته يَندهُ عليها بِقلق
- آلميرا ، هل تَسمعيني !
انا هُنا ، اُنظريّ اليّ
رَفعت رأسِها للتَحديق بِزوجها الذي رَكض اليها مُسرِعًا حتى يُنجدها ، انفجَرت تبكي اضعافًا مُضاعفَة و يَدُها ازدادَت تورمًا من الوَجعِ و الألَم
- جونغ..جونغكوك
رَكض حتى وَصل الي مُستواها ثُمّ جلس على رُكبتاه امامَها يُمسك بِوجهها المُبلل بِسبب دُموعها ، سَمعها تتكلم بِبُكاءٍ و ألَم
- لاتح..لاتحركني ، سينفجرُ هذا الل..اللغم بي
نَطقت بِغصّة و كُل مابِها يرتعدُ للألم ، اخَفض بصرهُ للتَحديق بيدِها المُزرقَة و المُتورمَة من شدّة الضَغط ، هي لم تَعد تشعر بِها بتاتًا
فَرق بين شَفتاهُ مَصدومًا ، كَيف انتهَى بها الحالُ هُنا..؟
لم يكُن في وِسعه الوَقت الكافي لِتوبيخها او حَتى الاستِفسار
همّ يَحفُر بيديه لِلاستِطلاعِ على اسلكَة اللُغم كيّ يَقطعُها
لَكن بُكاء زَوجته و رَغبتها لهُ بالرَحيل جَعلتهُ يَرفع عيونه اليها يَسمعها تنطِق و هي تَدفعه بِقدمها
- انهم قادِمون ، سيقتلونَك ان بَقيت هُنا
ارجوك غادِر ، ارحَل كما فعل البقيّة
انتابَهُ الغَضب اكثَر و قامَ بنزعِ حقيبتِه عن ظَهره حيثُما كانَت مُعداتِه بالداخِل ، اخرَج ما يَحتاجهُ لِفَكِ اللُغم مُتحدثًا باهتياج
- اُصمتِ آلميرا ، يَستحيل ان اَترككِ هُنا
حَدقت في عَيناهُ الغاضِبَتين و العَرققُ يَتصبب من جَبينِه و هو يُحاول بِجُهدٍ ان يبحث عن ذَلك السِلك كيّ يَقطعهُ ، رَفعت عُيونها تنظُر الي عساكر العَدوّ و هم يَقترِبون مِنهما فصرخَت
- انه..انهم قاد..قادمون
سيطلق عَليك ، اُهرب
وَسعت عُيونِها على مِصراعيها بِمُجَرد ان اراد عسكريّ اطلاق النار و اصابَة ظَهر الرائِد لولَم تَرى العدوّ يَسقُط ارضًا بعدما تَلقى رصاصَة في مُنتصف رأسه
التَفت برأسِها لِتَجد فريق الرائِد يقفون اعلَى التلّة يَقومونُ بالقاءِ الرصاصِ على جُنود العدوِّ قَبل الركضِ نَاحيتِها هي و زوجِها الذي اعطَى كُل تَركيزهُ لِلتخلُصِ مِن اللُغم
احاطوا كِليهما بالجُلوسِ فوق رُكبِهم و تَقديم اسلِحتهم الي جِهَة العدوّ كيّ يَحمون قائِدهم و زوجتِه التي مَسحت دُموعها بيدِها الثانيَة
لا زالت تودّ تَمثيل انّها رَجُل لاخرِ لحظَةٍ
حتى ان كان شَنبُها قد سقط نِصفه من بكاءِها
لَكن ، المُهم الثباتُ على المَبدأ
- لا استطيعُ ايجاد السِلك الاخضَر
اكادُ افقد صَوابي
هسهس جونغكوك بِقوّة بينما يَتصببُ من العَرق ، اعيُنه كانَت تبحثُ بَين اسلِكَة ذلك اللُغم التي افقدَتهُ صَوابه و راحَ بالملقطِ يَتنقلُّ بَينهم كيّ يَجِده
وِسَط ذلك الصِراع الذي يُعاني مِنه
صُدم حينما قالَت لهُ زَوجته التي اطالَت التَحديق بِه مُنذ بُرهَة
- جونغكوك انت وَسيم
رَمش مُنصِدمًا ثُمّ قام بِرَفع راسِه اليها ينظُر بداخِل عينيها السَوداء
جَعلتهُ عاجِزًا عن ابتِلاع ريقِه و هو يَلقى ذلك المَديح مِنها
زَوجتهُ تراهُ وَسيمًا ! بَعدما قضت طُفولتها تسخرُ من شَكلِه
ايُعقل ؟ اهذا حَقيقيّ ..!
هي تَراهُ وسيمًا من بين بقيّة الرِجال الذين تَعرِفهم؟
لابدّ ان الألم و الدُموع اثرَت على عُيونِها
اليسَ ذلك وارِدًا ..؟
لَكنها بالفعل وَجدتهُ وَسيم و هو يُحاول بِاقصَى جُهدِه قَطع ذلك السِلك
كان يَقطبُ حواجبه بِرُجوليَة مُفرطَة بينَما يقضمُ على شَفتهُ بِتركيز
شَعرهُ الخَفيف ، لَم يعُد يُسقط من جَماله في عُيونِها
بل اصبحَت تراهُ في قمّة رُجوليتِه بِه
لم يعُد الشعرُ الطويل يُغريها او يَلفت انتباهِها
بل خاصَة زوجِها العسكريّ يجذِبُ اهتِمامِها بشكلٍ مَلحوظ
أمَعنت النَظر في عُيونِه و لم يكُن الجو حَولهُما مساعدًا كيّ يَتحول ذلك المَشهد الدراميّ الي رومنسيّ ، نَظرًا لِصُراخ تايهيونغ امامِهما قائِلاً
- سيدي اسرَع ، هُم في طريقِهم الينا و عَددهم يَتزايد
استَعاد رُشدَهُ و اخَفض بصرَهُ مُسرِعًا لاتمامِ عَمله
انهُ ليس الوَقت الكافي لِيسمَح بِقلبه يَتغلبُ على عَقلِه
عَليه النجاةُ بِحياتِها قَبل حَياتِه
سيسمَحُ للعاطفَة ان تَقودُ عِقلانيتِه
اذ لَطالما كان يُفضِلُ راحتها على خاصتِه
فَهي ، كُلّ ما يَملِك ، هي عائِلته
وَجد ذلك السِلك الذي استَغرق وقتًا في ايجاده و من سَعادته ابتسَم بشكلٍ مَلحوظ جَعل قلب زَوجته يَنبِض و هي تَرى غمازتِه التي تُحِب
قَطعهُ بالمِقص المُخَصص بعدَما ارتجَفت يداهُ و تَردد لفترَةٍ ، قد يَكونُ هو السِلك الخاطِئ ..! لَكن ليس بحوزتِه خيارٍ ثانٍ
جيمين تصاوَب على كَتِفه ، و تَحصل تايهيونغ على جُرحٍ في جانب خَصرِه بفعل رصاصَةٍ نجح في تفاديِها ، جُنودِه عَلى وَشك المَوت
لِذلك قَطعهُ و اغمَض عينيه بسُرعَة لعلّ اللُغم يَنفجر ..!
لَكن لِحُسن حَظه ، قد نَجح في ابطالِه
- ل..لقد ، نجحت
نَطق مُنصِدمًا يَنظُر الي زَوجته التي هَمست بألَم
- هل است..استطيع رف..رفع يدي؟
قام بِتَحريك رأسِها ايجابًا يَراها تَرفعُ يدها التي لم تعُد تشعُر بها من فَوق اللُغم بِحَذر ، صَرخت بقوّة ما ان لم يَنفجِر عَليها و عَلى زَوجها الذي اقتَرب يُسرع في مُعانقتِها دون سابِق انذارٍ يُذكَر
اغمَضت عُيونها بقوَة حينَما حشَرت رأسِها بداخل صَدرِه تَبكي بقوّة على لَمساتِه لِظهرِها و هو يُعاتِبُها
- سادفعكِ الثمن غاليًا ، حينما نَعود
كانَت يدُها المعنيّة ترتعِش ، تَرتخي على طرفِ جَسدها عاجِزَة عن تحريكِها بينَما كَفِّ خاصتِها الثانيَة تُحيطُ بِها خَصره
- سيدي ، لستُ اقصدُ صدقًا ان اقطع لحظاتكما الرومنسيَة
لكِننا ، نَموت
كان ذَلك صوت ليون الذي اختَرق رومنسيَة الرائِد مَع زوجتهُ التي ابتَعدت عنهُ مُسرِعَة قبل ان تَهمس
- سيقولون انك مثليّ ابتعِد
راقَب شنبها الذي سَقط نِصفه ثُمّ ارتَفع حاجِبه ساخِرًا
- مادمتِ لا تَرين شَكلكِ ، اُصمتِ
وَضعت كَف يدِها فوق شفتيه تَمنعهُ من الحَديث
- لا تُخاطبني بصغَة اُنثى
لا تفضحني ..!
وَجدت جيمين يُناظِرُها بِجديّة قبل التَحدُث
- زوجة اخي..! نحنُ نعرفُ حقيقتكِ بالفعل
انهُ ليسَ وَقتُ هذا ، انهم قادِمون نَحونا
صَدمتُها بِاكتشافِ البقيّة حَقيقتها اكبرُ من صَدمتها بهجومِ العدو
لِما اكتشفوا امرَها..! لقد اخَذت مجهودًا كبيرًا في التنكُر
تكادُ تصبح رَجُلاً حَقيقيًا لو كانت اطولُ بِقليلٍ فقط
اكتِشافهم لِحَقيقتها تجعلُ مهاراتها التنكريّة تَنزِفُ قهرًا
غَضِبت و لم يَسِعها التَعبيرُ عن غَضِبها لِكَون زوجِها مَسكها من يدِها السليمَة يَسحبُها للركضِ مَعهُ للنحوِ الاخَر حينَما اكتَضّ الهُجوم عَليهم
اعدادُ العدو تَفوق اعدادِهم و اسلِحتهم قويّة كِفاية لِتُصيب اكثر من جُنديّ في وقتٍ واحِد لِذلك تَمكن احدهم من اطلاق رَصاصةٍ اخترَقت ظهر كَتف الرائد الذي تَوقف لبُرهَةٍ يُوسع عيناهُ بِصدمَة
التَفت برأسِه لِمَن اصابَهُ و قامَ باطلاقِ رصاصَة اخترَقت قلبهُ قبل ان يُتابع رَكضهُ نحو الغابَة مَع زوجته التي صَرخت تعبيرًا عن صَدمتها باصابتِه
نَجحت القُوات العدائيَة بِتَفريقِ فريق الرائِد اذ ذَهب كُل منهم في طريقٍ مُختلف تفاديًا للاطلاق الناريّ ثُمّ ابتدوا يطلقون النار عَليهم من خَلف الاشجار
اختَبئ جونغكوك وراء احدَى الشَجرات ذات الاغصانِ الشاهقَة و زَوجتهُ قُبالته تَنظر لهُ بِهَلعٍ و قَلق يشعّ في عُيونِها
- جونغ..جونغكوك كتف..كتفك
كان يَملئ مَخزون سِلاحهُ بالرَصاص قَبل ان تَجِدهُ يبتسمُ بِجانبيَة مُجيبًا
- البسُ دِرعًا ضد الرَصاص
لا تَخافي انا بِخَير
جَذبها حتّى تكون خَلفه مُباشرَة ثِمّ نَبه بجديّة
- لا تَتحركِ ، ابقي هُنا
طل برأسِه على العَدو ثُمّ قام باطلاق رَصاصتين اصاب بِها لُغمين مُختلفين بالقُرب من مِنطقَة خَصمه ، نَجح في قتل مَجموعَة مِنهم بانفجارَين ادّى الي وَفاةِ نِصفهم ، ابتَسم راضِيًا قبل ان يَرفع جهازه اللاسلكيّ بحثًا عن عساكِره
- مِن الغُراب الي الثَعلب
هل تَسمعني ، حوّل
كان الصَوتُ مشوشًا و بالكادُ يسمَع حينما اتاهُ الرَد من تايهيونغ
- من الثَعلبِ الي الغُراب
اسمعك ، حَول
رَمِشت آلميرا و هي تُراقِبه يستخدمُ ذلك اللاسلكيّ الذي لطالَما راتهُ في المُسلسلاتِ و الافلام ، كان عقلُها مَشغول في حياكة قصّة عسكريَة دراميّة تتضمنّ كل هذه الاحداث التي جَرت مَعها
ستكتُب انها قصّة حقيقية و لن تكشِف لقرائها انها صاحِبتها بلا شَك
سَتكونُ روايَة ناجحَة ، لانَها تضَمنت احداث واقعيَة
عاشتِها هي شخصيًا
لَن تتردد في وَضع نامجون اكثر شخصيَة مكروهَة كُلما قَرأ قرائها مشاهِدهُ يبزِقونُ عليه و عَلى اهلِه اجمَع ، لانهم ساهموا في تَكوين العالَة على المُجتمعِ كَمِثله
امّا ليموس ، ضِرتها و عَدوتها اللدودَة تِلك
سَتضعُ لها اكبَر دورٍ يَنتهي بِشكلٍ مأساويّ
كانَت ستُحدد ادوار عدّة للشخصياتِ الذين حَولها ، لَكن لم يكُن الوَضع يُساعد نَظرًا لِرمي احَد عساكر العدو قُنبلَة في اتجاهِهما غفل الرائد عَنها بسبب انشِغاله في البَحثِ عن جُنودِه
صَرخت تَلفت انتباهِه و حينَما رأى دُخانها بالقُرب مِنهما وسّع عينيه لِيقوم بامساكِ يد زوجته و الرَكض بِها بعيدا عن مُتناول تلك القُنبلَة التي انفجَرت تُصيب ساق الرائد بِشضجيّة تَسببت في وقوعِه أرضًا
سَقط على وَجهه بالقُرب من زَوجته التي طالعَت ساقهُ الداميّة ، كانت اصابِتُها عميقَة بالشَكل الذي اسقَط قلبُها من كميّة الرُعب امامَها
جَلست فوق ركبتيها امامَهُ تقومُ بامساكِ اكتافه للتأكُد من سَلامته حينما سألتهُ بِفَزع
- جونغ..جونغكوك ، افتح..افتح عينيك
كُلّ ما سَمعتهُ هو هَمهماتِ ألمِه المَكتوم بينما عُروقه البارزَة تكادُ تنفجر من هَول وَجعه ، صَوتهُ المُتألِم و هو يُحاول طَلب العَون من فَريقه جَعلها تَبكي بِقهرٍ من الحالَة التي اوصَلتهُ هي لَها
جائت خيفَةٍ من اصابتِه
فَكانت هي المُتسبب الأولِ بها ..!
اللاسلكيّ لم يعُد يَعمل ، انقَطع عن فريقه كُليًا اذ ادرَك انّهُ ان بقى مُتمددًا بهذا الضُعفِ سيخسرُ حياتهُ مَع حياة امرأته التي تُحاول مُساعدته على الوقوفِ بينَما تَبكي هلعًا على حالِه
- هشش لا تَبكي ، ان..انا بخي..بخير
جُملتَه الشهيرَة التي يُخفي خَلفها بِحارًا من الأحزان
لم يكُن يومًا بِخَير ، لكنهُ يُرددها ، لعلّهُ يُصبح كَذلك
قامَت باسنادِه عليها تُساعده بالنُهوض اذ وَضع كَفّ يده الثانيَة على غُصنِ شَجرةٍ بالقُرب مِنهُ يرمي بِثقله عليها كيّ يَستقيم
صَرخ مُتوجعًا لكن سُرعان ما اغلق فَمه بيدِه كيّ لا يَجعل البقيّة يَنتبهون لوجودِه فيأتون ركضًا للتخلُص منهُ ، عَضّ على اصابِعه يَكبحُ وَجعهُ حتّى راح العرقُ يتصببُ منه كَمن سُكب عَليه سطل من الماء الساخِن
طالعتهُ آلميرا التي حاوَلت الصُمود امام مَشهدِه
لا تُريد ان تَضعف فينتهي بِهما الأمَر مَقتولين
عليها ان تَكون الطرَف الأقوَى ، دام زَوجِها مُصاب
لطالَما كانت والِدتُها تُعلق عَليها ، حينما تراها تَدخُل الي الصالات الرياضيَة و تحملُ اوزانًا عاليَة هُناك ، و لِتَوها فقط ادركَت انّ قرارُها في الاستمرارية سينجحُ في مُساعدتها فالوقت الراهِن
لِذلك اسنَدت زوجِها عليها تَرفعهُ من خَصرِه مُتحدثَة بجديّة
- ارجوك ، اُصمد ، سيكونُ كل شئ بخير
هَمست من وَسط دُموعها تراهُ يقومُ برفع ساقه المُصابَة عن الارض و يُسايرها بالقفزِ على قدمِ الساق الاخرَى ، تستمعُ الي لُهاثه الشَديد و انفاسِه المُضطرب دليلاً على خُضوعه لعراكٍ شَرس مع مواجِعه
بالكاد يستطيعُ التمسُك بها و مُسايرتها في الرَحيل الي وِجهَةٍ مَجهولَة
لم يسبِق و ان تَحصل على اصابَةٍ قويّة من قَبل في مُهماتِه
لِذلك ، عقلهُ عاجِز عن ايجاد حلٍ يُخرجهما بأقلّ الاضرارِ الممكنَة
كُلّما حاوَلت ان تَزيد من سُرعتهما لِضمان هروبِهما سَقط من بين يديها على الارض فَتنخفض تُحاول مُساعدته من جَديد على النُهوض
بالكاد كان يَستطيعُ الاستَقامة على قَدمِه السليمَة
اما المُصابَة تِلك ، فحالُها بشع لاقصَى درجةٍ مُمكنَة
مُشوهَة بالكامِل من آثار التَفجير الذي واشَك على بَثرِها
حافَظت آلميرا على دُموعِها بِصُعوبَة و لم يكُن بِوسعها سِوا الصُراخ عَليه و هَزِه من اكتافه كيّ يستجيب لَها و يَنهض
- افتَح عينيك جونغكوك ، ارجوك انهَض
كُلّ ما تَسمعهُ هو انينَهُ المُتوجع بينَما يقومُ باغماضِ عَينيه بِتَعبٍ يرسمُ مَعالمهُ على وَجهه المُتعرِق ، فَرق بين شَفتاهُ للحصولِ على اكبر قَدرٍ من الاكسجين ، لعلّ ذلك الهواء البارد يُقلل من احتراق صَدرِه بالداخِل
- افتَح عينيك هيا ، اُنظر اليّ
ارجوك ، لا تتركُني هنا بِمُفردي
سيقتلوننا ، انهَض ايها الرائِد
صاحَت بينَما تَبكي بحرقَة حينما طَفح كيلُها و سقط قناعُ الشجاعَة للكشفِ عن دُموعِها ، مَسكتهُ من اكتافه تَهزُه ، تودّ رؤيَة جَمال عُيونِه السَوداء
لم تَشبع بَعد مِنهما ، لازالَت لم تُكحل عُيونِها بِوسامتِه
ليس بعَد ان اصبَح اوسم الخَلق في نَظرِها
يُقرر حَضرتهُ هَجرِها..!
هَددتهُ بعدَما طفح كيلها و قالت بصوتٍ باكٍ
- ان لم تفتح عينيك ساقومُ بِتَقبيلك بِهذا الشَنب
لم تَعتقد ان تَهديدها اجدَى نفعًا ، اذ صُدمت به حينَما اصَدر قهقهَةٍ خافِتَة من وَسط آلمِه حتّى قام بِفتَح عينيه المُضببَة يُشاهد وَجهها المُبلل امامَه
مَدّ يدهُ لامساك ذِراعها و سَحبها اليه حتّى سَقط جُزئها العلويّ عَليه اذ قال قُرب شَفتيها المُحاطَة بالشَنب الاصطناعيّ
- انا الذي اشتَهي ، تَقبيلُكِ
حَدقت في عينيه المُحمرَة من ألمه لِتقوم بِوضع ذراعها وراء ظَهره تُسندَهُ للجُلوسِ و الاتكاء على غُصن الشجرَة ، قالَت من وسطِ دُموعها مُعاتبَة
- انهُ ليسَ وقت انحرافِك
اسرَعت تَقومُ بِفَتحِ سُترتها العُلويَة لتَجده يُمسك بذراعه مُعترِضًا
- لا تَتحمسي..!
سَعُل بألمٍ يَراها تَدفع بيدِه مُتحدثة بسُخريَة
- ليسَ كما تُفكر حَضرتك
ازالَت سُترتها فَبقت بِالتيشرت العسكريّ الداخليّ ، دَنت من ساقهُ المُصابة التي مَشهدُها يُذيب قلبها من قَساوته ، لَفتها بقطعَة القُماش تِلك مُتسببَة في جَعل كامل جَسده يرتجفُ من الألَم
كَبح صُراخَهُ ما ان قامَ بالتَمسُك بالترابِ اسفلَهُ يُجمِع انفاسهُ بصعوبَة بالغَة ، ارتفعَت حرارَتهُ و اصبَحت رؤيتهُ ضَبابيَة يكادُ يلفظُ كلماته الاخيرَة
- اهر..اهربي ان..انتِ
رَفعت رأسِها نَحوه تَراهُ في قمّة اليأس بِمُجَرد ان راى قَدمهُ ، احتّلها الغَضبُ مثلما فعلَ هو حينما اخبرتهُ ان يَترُكها قبل ساعةٍ من الان فقط..!
لذلك قالَت لهُ مُهسهسَة
- لِما ؟ هل تَركتني انت حينَما طلبتُ منك انا الرَحيل؟
نَظر في عُيونِها الحادَة يجِدُها تزيل ذلك الشَنب تَرميه بعيدًا لاسترجاعِ هويتها كانثَى ثُمّ اشارَت على نفسِها بعدَما فَردت شعرِها الطَويل
- اُنظر اليّ ، و اعرِف اني زَوجتك التي عاهَدتك يوم زواجِنا بأن اكون قُربك في السراء و الضَراء ، لَن اُفلت بيدِك و ان كان مَصيرُنا الموت سَويًا
يَشعُر بالراحَة انّهُ تَمكن من رؤيَة ملامِح زوجتهُ الانثويَة من جَديدٍ قبل ان يَموت ، ابتَسم بِخُفوتٍ و كَلامُها لم يكُن مُهمًا بِقدر اهتِمامه في الغوص بِتفاصيلها الناعِمَة
مَد يدهُ المُرتعشَة يَضعها فَوق وَجنتها الرطبَة اذ قامَ بالمسحِ على خدِها باصبِعه الذي خالَط بياضهُ احمرار دماءِه ، قَربها مِنهُ حَتى اصبح يشعُر بنبضِها العالي ، يُشابه خاصَتهُ تمامًا
- لا تَجعلي مَجهودي في حمايتك كُل هذه السنين يذهبُ سُدًا
اذهبي ، ارجوكِ
هَمس لَها بينَما يُشاهد عُيونِها الغاضِبَة حينما اجابتهُ بِامتِعاض
- لن اقطَع خُطوَة واحدَة بِدونك ..!
تَراهُ يبتسمُ بِمرارَةٍ و هو يَنطقُ بِصُعوبَة بالغَة
- ان..انت لدي..لديكِ من يح..يحزن عل..على غي..غيابكِ
والديكِ في انتظ..انتظاركِ ، لديكِ من يَبكي من بَعدكِ
التَضحيةُ تكونُ بِمَن لا يَملكُ من يَهتمُ لشأنه
لذلك ، ارحَلي ارجوكِ
كَلامهُ كانَ بِمثابَة جمرَة مُلتهبَة رُميَت وسط اقفُصها الصَدريّة و حكَمت على قلبِها بالعَذاب ، ارتعَد بَدنُها و تَصاعدت رَغبتها بالبُكاء للدرجَة التي جَعلتها تَنهارُ صياحًا عَليه
- هل انت مَجنون ؟ هل فقدت عَقلك..!
فِكرَة العودَة بِدونه ، كانَت اشدّ قسوَة من المَوت مَقتولَة
لا يُمكنها تَخيل ذلك المَشهد ، اطلاقًا لا تَستطيع
انسكَبت دُموعها و لم تَعد تَكترِث ان رآها طِفلَة باكيَة
تبًا للقوّة ان كان خَصمُها الحُب..!
بَكت و اشارَت على نفسِها قائِلَة
- الا تَرى حالي ؟ الا تَرى كم انا مُنهارَة ابكي لفكرَة فُقدانك..!
كيف تُريد ان تَجعل اعنفُ كوابيسي حَقيقة ملموسَة؟
كيف تُريد مني ان اعود بِدونك ؟
زَحفت نَحوه حتى تُصغر المَسافة بينهُما قَدر استِطاعتِها ثُمّ قامَت باحتِضان وَجنتيه الساخنَة من حرارَة جَسدِه ، اسندت جَبينهُما و اضحَت دُموعها تتساقَط على وَجهه لِلتخفيف من سُخونتِه العاليَة اذ قالَت بغصّة
- اياك ان تَظُن ، انّ الحياة بِدونك ستكونُ ورديّة
اياك ان تعتقِد اني لن اتقَطع من الالم و البُكاء و الصُراخ و انت لست موجود ، لا تعتقدُ اني ساعيشُ بِسَلام ، بعدَما رأيتُك تموت امام عيناي
حَدقت في عيناهُ المُحمرَة ثُمّ واصَلت بِمرارَة
- اُفضل ان اموت و اُقتل في حُضنك
على ان اُواصل حَياتي و اعيشُ بين يديّ رَجل غَيرك
جُملتها الاخيرَة كانَت بِمثابَة حياة بالنسبَة الي مَن ناظَرها من خَلف ستائِر ألمِه يَراها تَشّع بوضوحٍ وِسط حُلكَة الظلامِ ، تُطالِعهُ بِوميضٍ أملٍ في عَينيها ، تُعطيه جُرعَةٍ من الحُب سَكنت وَجعهُ و خَدرّت آلامهُ اجمَع
لَكن سَلامتِها بالنسبَة اليه أهمُ من كُلّ شَئ
كُلها شَهر ، تَبكي عليه ثُمّ تَنساهُ
اساسًا ، لم تَرى منهُ سِوا القَهر
لِذلك اصرّ على مَوقِفه في الحَديثِ بِصَوتٍ مَبحوح
كان مُلّحًا على جَعلها تُصابُ بِنَوبةٍ من البُكاء
- الحياةُ تَمضي ، لِذلك سيكونُ نِسياني اَمر سَهل
لستُ اترُك بصمَة قويَة في قُلوب الجَميع كما تَفعلين انتِ
خَسارتكِ سَتكونُ هزيمَة صعبَة بالنسبَة الي مُحيطُكِ
لَكنّ وجودي انا ، كَعدمهُ
بالعَكس ساكونُ اسديتُ معروفًا في حَق وطني
ساكونُ أديتُ واجبي و عَملي على اكملِ وَجه
لم يَهتم بتاتًا لِدُموعها التي لَم تَنقطع ، بل واصَل كَلامهُ السام تِجاه قلبِها الذي لَم يسبِق و تألم بِهذا القَدر ، حتّى عند زَواج جوليان
قامَت باسكاتِه حينَما وَجدت شِفاهها اقرَبُ شَئ تَقطعُ فيها حُروفه السامَة تِلك ، قَبلتهُ بالقُوّة التي جَعلتهُ عاجِزًا عن النُطق بِحَرفٍ اضافيّ
ابتَعدت عنهُ بخفّة ثُمّ ناظَرتهُ تُنبِه بِجديّة مُتغاضيَة عن وجهِها المُبتَل
- ان سَمِعتك تُكرر هَذا الكلام التافِه ، ساكونُ انا طريقُك الي موتِك
ستموت على يَديّ زوجتك و اجعلُك فضيحَة بين رِجالك و شَعبك
اسمِعت ..؟
نَجحت في جَعله يَبتهج لِبُرهَة حينما ضَحِك بِصَوتٍ خافِت مُحاولاً التفاضي عَن ألم ساقِه ، جَمعت اكبر قدرٍ من انفاسِها ثُمّ قالَت تُتابِع
- دَعنا نُكمِل ، ارتحَنا كثيرًا
استَجاب لَها حينَما قام بِلف ذِراعها حَول رَقبتها و النُهوض مَعها بِصُعوبَة ، مَشت معهُ في وسط تِلك الأدغالِ الكثيفَة ، كثرَة اشجارِها كانَت لِصالحهما اذ اُتيحَت لهم فُرص اكبَر في الاختِباء
قَطعت مسافَة لابأس بِها رِفقَة من كان بالكادِ يَفتحُ عُيونَه ، كانَت تُسنِدَهُ عَليها و هي تتشبث بِخَصره النَحيل تُقاوِم ثِقلَهُ بِصُعوبَة
انّهُ اثقل مِما كانَت تظنّ
وَجدت النَهر الذي سَبق و ان قَطعتهُ حينَما جائوا لِزرع الألغام لِذلك ابتَهجت و سارَت بسرعَة نحوهُ تُسند ظَهر زوجها على صخرةٍ كبيرَة بالقربِ منهُ
- اُنظر ، واشَكنا على الوصول الي المُعسكر
هَمست لهُ بأملٍ تراهُ يَسعل بقوّة بينَما يتكئ برأسِه على الصخرة التي نالت نَصيبها من ثقله ، لم يكُن يُريدُ ان يُحبِطها ، لَكنها الحَقيقة و لم يَتردد في قولِها
- لَم يعُد هُنالِك مُعسكَر
عَقدت حواجِبها بشدّة و هي تَقومُ بِجَمع ماء النَهر بيديها و الاقتِراب منهُ حتى تُطبطبُ به على وَجهه المُتعَب
غَسلت لهُ وَجهه المُلطَخ بالدماءِ ثُمّ قالَت تسأل بِقلق
- مالذي يَعنيه هذا ..؟
فَتح عيناهُ من تَحت جُفناهُ ثُمّ نَبس بِصَوتٍ مُنهَك
- سيُغيرون مَواقعِهم بِسبب الهُجوم
سَتكون طائِراتُ الجيشِ اقلعَت
حَديثهُ تَزامن مَع سَماع آلميرا الي صَوت طائِرَة تُحلق من فوقِ كِليهما ، وَسعت عُيونِها بِصدمَة قَبل ان تشهِق بقوّة نافيَة
- ك..كلاّ ، لا يُمكنهم المُغادرَة بِدوننا
صَاحت قبل ان تَقوم بالصُعود فَوق الصخرَة اذ راحَت تقفزُ و تُحرك يديها حَتى تلفِت انتِباه احَد العساكر بالطائِرة ، لَكن لسُوءِ حَظها ان طُول الاشجار الشاهق كان يُخفي كليهما تمامًا
- لا تُتعبي نَفسكِ
لن يراكِ احد ، سيعتبرُنا البقيّة اننا مُتنا
قفزت من فوق الصخرَة ثُمّ هَرولت للجُلوس على رُكبتيها امامهُ مُتحدثَة بِقهَر
- هذا مُستَحيل ، لا يُمكن أن يُغادرون بدونك ..!
انت قائِدهم
سَعل بقوّة و شُعوره بِقدمِه بدأ يَخِف ، نَزِف الكَثير من الدماء التي نُقصانها جَعل الدوار يُداهِمه ، هو على وَشك فُقدان وَعيه و مُجَرد التَفكير بالامَر يجعلهُ يقلق على زَوجته لاقصَى حَل
مالذي سَتفعله بِمُفردها ان غاب عن وَعيه ، او حتّى تُوفيّ امام عَينيها..؟
حالتهُ ميؤوس مِنها و هي لا تَستوعبُ انهُ عليها الرَحيل..!
لما لا تَكون انانيَة و تُفكر في مِصلحتها؟
- اؤلاءك هُم جنود كيم ، سيغادرون للموقِع الرئيسيّ للعدو
اما فريقي سيكونُ بعضهم مُصاب ، و البَعض الاخر يبحثُ عنّا
اجابَها بِصَوتٍ ضَعيف قبل ان يقوم بامساكِ يدِها و الضَغط عليها مُتابعًا بِترجٍ
- غادري ، انا لا أضمنُ حَياتي حتّى عن عُدت
فقدتُ الكَثير من الدماء و مَصيري اصبَح واضِحًا
سام..
سَكت حينما قامَت باغلاق اُذنيها بيديها تَرفُض الاستِماع اليه
- اُصمت ، اُصمت انا لن اَسمع
اغمَضت عينيها بقوّة قبل ان تَتكور حَول نَفسِها تُقاوم رَعشة جَسدِها القويّة
- هَذا مُجَرد كابوس ، ساستيقظُ و اجِدك نائم بِجواري
انهُ مجرد حُلم بشِع سينتهي بِشجارُنا
اتَكئ برأسِه على الصخرة خلفِها يُشاهِدها و هي تُصارِع الواقع بِضعف ، ابتَسم مُتألِمًا على حالِها ثُمّ هَمس بِصوتٍ خَفيف
- لَم اعهدكِ هَكذا ، اعتدتُ عليكِ انانيَة نَفسك في المَقام الأول
كوني على سَجيتكِ و ارحَلي..!
اُهربي
حَدقت في عَينيه لِوهلَة ثُمّ استَقامت من امامه تومِئ
- مَعك حَق ، نَفسي اهم من كُل شَئ
ابتَسم بِخُفوتٍ ثُمّ قام بالايماءِ لَها
- بدأتِ تَسترجعين رُشدَكِ
قامَت بالانخفاضِ اليه تُمسِكَهُ مِن خَصرِه حتّى تُجبِرَهُ على النُهوض مُتحدثَة
- لِهذا انا سأخُذ نَفسي و اُغادِر
انهَض ، دَعنا نذهب و نَبحث عن النجدَة
تَنهد بِقلّة حيلَة على عنادِها الذي لم يَجِد مَعهُ حَلاً
رُغم رَغبته في النُهوض ، ألا انّهُ كان عاجِزًا عن الحَراك
لَم يعُد جَسده يستطيعُ ان يُقاوم اكثَر ، كُلما حَملتهُ عاد للسُقوط من جَديد
- ارجوك ، انهَض مَعي ، ساعِدني
هيّا جونغكوك انت تَستطيع
قالَت بينَما تبتلعُ غِصتها و هي تَرى ذُبولَه امام عَينيها ، مَلامِحه اصبحَت باهِتَة كَما لو انّهُ يلفظُ انفاسهُ الاخيرَة ، حتّى نَبضاتَهُ ضَعفت بشكلٍ مَلحوظ
ادركَت حَقيقَة انّهُ فعلاً ، لم يَعُد بِخَير
لم يستطِع حتّى الكذب هذِه المرّة
لم يستطع ان يُطمئنها
لانهُ فعلاً يَرى انعكاسَ موتهُ في عُيونِها
ارتَعدت و تراجَعت خُطوةٍ الي الخَلف تُنفي برأسِها
هو لم يَعُد يستجيبُ اليها..! حتى لِسانَهُ تَجمد
يَستحيلُ ان تكون هذِه النهايَة
مُستَحيل ان يَترُكها في بدايَة الطَريق
لم يَصِلا الي المُنتصفِ حتّى
بجسدٍ مُرتعِش رَكضت نَحو النهر تَجمعُ المياه و تَعود لِتَبليل وَجهه الشاحِب ، جَعلتهُ يشربُ القليل من يَديها قبل ان تَتحدث بِمرارَة
- اُنظر اليّ ، افتَح عُيونك و طالِعني
نَدهت عَليه و هي تُطبطبُ على خُدودِه المُحمرَة ، بِصُعوبَة استجابَ اليها حينَما فَتح عينيه يُشاهدها من تَحت جُفونِه ، كان بالكاد يَلفظُ انفاسَهُ الضعيفَة و هو يُطالِع عُيونِها الدامعَة امامَه
- لا تُغلق عيناك ، لا تَترُكني بِمُفرَدي هُنا
نحنُ سَنعود مَعًا ، سَنعود سويًا الي البلدَة
و س..سنُنجب الاطفال ، كَما تُريد انت
ساُنجب لَك طِفل صغير يُشبِهك
احتَضنت وَجنتيه تُحاول اغراءَهُ و نَجحت بذلك حينَما لاحَظت ابتِسامتَهُ الخافِتَة تظهرُ بِبُطئ ، لم يكُن يُصدِق فكرَة انها تُوافقه على الانجاب لِذلك هَمس بِضعف
- ح..حقًا ؟
قامَت بِتَحريك رأسِها بالايجاب بَعدما مَسكت يدِه تَضعها فَوق بطنِها المُسطَح مُتابعَة بِلهفَة
- سَنُنجب طِفل ، و نَحكي لهُ عن مُغامرتنا هذِه همم؟
لِذلك قاوِم ، لاني اُريد ان اُصبح ام طِفلك
ارجوك
تناوَبت بالنَظر بَين عَينيه المُعتمَة و هو يُشاهد بِبهجةٍ كان من الصَعب عليه التَعبيرُ عَنها ، رَفع يدهُ المُرتعشَة يلتمسُ بِها خَدُها الشاحِب قبل ان ينطِق بِتعَب
- ا..ان ح..حدث و م..مت ه..هنا
لا اري..اريد ان تنس..تنسيني
لا ا..اريد ان اك..اكون منس..منسيًا
كانَ بالكاد يلفظُ حُروفَهُ و هو يُشاهد ارتِجاف ذَقنِها
تابَع و لم يَهتم لِقسوَة كلامه على مَشاعِرها
- شك..شكرًا لان..لانك جع..جعلتني اشع..اشعر
ان هن..هنالك م..من يهت..يهتم لام..لامري
سام..ساموت سعي..سعيدًا
مَشاعِرُها تقيم حِدادًا على قلبِها الذي تُوفي من قَساوة حُروفِ زوجها ، كانَت تراهُ يَضيعُ من بَين يديها و هي عاجِزَة عن تَقديم العَون اليه
- ل..لا اري..اريد ان ارح..ارحل دون ان اخ..اخبرك
ب..بكم وج..وجدك في ح..حياتي ج..جعلني اشع..اشعر ان..اني استح..استحق الح..الحب ، اتمن..اتمنى ان اك..اكون ترك..تركت اث..اثر تتذك..تذكريني به ، مِثلما ترك..تركتِ ان..انت اث..اثركِ ف..في قلبي
تَشتهي لَكمهُ و تَشويه وَجهه ، تودُ تَحطيم فَكهُ على الكَلام القاسي الذي سَمعتهُ منهُ اليوم ، مَسكتهُ من اكتافه تُوبِخه بِصَوتٍ باكٍ
- وَفر اعترافك لي في اُمسيَة رومنسيَة
هل حتى في هَذا انت فاشِل ..؟
هل من احلٍ يعترف لِزوجته بهذا الشَكل ..؟
لن اقبَل منك اعترافك الا ان كان بِامسيَة على شاطِئ المالديف
هل سَمِعت ؟
ابتَسم لَها بِخُفوتٍ ، ابتسامتهُ كانَت بالكادِ تُرَى و اخِر ما شَهدتهُ عُيونِه وَجهها الغاضِب الذي لطالَما حَفِظها بِه منذ طُفولتِهما
انخَفضت اجفُنه رُغمًا عن ارادتِه و لَم يعُد يشعُر بِما حَولَهُ
اصبَح العالم بأكمِله ساكِن و هَرب كُليًا من وَجعِه
ارتجَفت ايديّ آلميرا التي كانَت تتحسسُ اكتافِه ، رَفعتها الي وَجهه تُطبطبُ على وَجنتيه مُتحدثَة بِذُعر
- افت..افتح عي..عينيك
جونغ..جنغكوك
نَدهت عليه لَكنه لم يكُن يَستجيب البتّة
هَزّتهُ و رَجعت كُل جزءٍ من جَسدِه حتى يَنهض
و ما مِن جَدوى ..! لم يَتحرك بِه ساكِن
لم تَستوعِب بشاعَة الموقف الذي وُضِعَت بِه ، لا يُمكن لِهذا المَشهد ان يَكون حَقيقيًا ..! من المُستَحيل ان يُغادر زوجها الي الابَد دون ان يَعود
يَستحيل ان يَترُكها ..!
اسيتكرر ذلك المَشهد المُبتذل مِثل القصص و الروايات؟
يَموت زوجِها العسكريّ و يَترُكها حامِل بِطفله..!
يستحيلُ ، يَستحيل لهذا ان يَتحدُث البتّة
لَم تَتحكم في نَفسِها و صَرخت باقصَى ما تَملِك و هي تَندهُ عَليه ، صَرختها العاليَة تَسببت في هُروب الطُيور فَوق الشَجر من الفَزع
- جونغكوك ، استَيقظ ارجوك
افتَح عينيك ، دَعني اُخبرك عن حَقيقة شُعوري على الاقَل
لا تَذهب و تترُكني ، ارجوك انهَض ، اتوسلُك
هَزتهُ باقصَى ما تمتلِك و هي تَحتضنهُ اليها حَتى سقط رأسهُ فوق صَدرِها ، ضَمتهُ الي حُضنِها بينَما تَبكي بِحرقَة ، بُكاء لم تَعهدهُ من قَبل
- ارج..ارجوك انه..انهض
لا تترك..تتركني
سَماعها لاصوات خُطواتٍ قادمَة نَحوها لم تَجعل صَوتُها يخف بل زَاد ، ان قُتِل زَوجها سَتُريد المَوت مَعهُ ، فليأتوا و يَقتلونَها هي كَذلك ..!
اقسمَت ألا تَعود البلَد بدونِه
و ان عاد مقتولاً ، سَتُجاور جُثَته
رَفعت عينيها لِذلك العسكريّ الذي ظَهر من بين اغصنَة الشَجر
صُدِمَت ما ان تَعرفت علو هَويتِه ، لم يَكُن سِوا ليون الذي هَرول نحوها مُسرعًا ، جَثى على رُكبتاه قُربها يناظر قائِده بعدمِ تَصديق
- ما..مالذي ح..حدث ؟
اشارَت بعيونِها على ساقِه الداميَة ثُمّ قالَت ببكاء
- ارج..ارجوك ، دع..دعنا نساع..نساعده
ساعدني بِحمله ، علينا البَحث عن مكانٍ يتعالج بِه
مَسحت دُموعها تُحاول استعادَة قُوتِها لانقاذِ زوجها مَهما كَلف الامر
قَلبهُ مزال يَعمل ، لازال لم يَمُت و ان كان نَبضهُ خَفيفًا
لم يَسع ليون سِوا الايماء برأسِه و مُقابلتها بِظهره قائِلاً
- ضَعيه فوق ظهري هيّا ، هُنالك بلدَة قريبَة من هُنا
ادخَل السُرورِ على قلبِها من حَديثه لِذلك همت باسنادِ زَوجها و رَمي ثقله على ظَهر ليون الذي حَملهُ جيدًا و نَهض مُسرعًا بِه
- ه..هل لازالوا يلحق..يلحقون بنا..؟
سألت بِتردد و هي تُهرول بِجوار ليون الذي يَركُض باقصَى ما امكنهُ تجاه طَريق البلدَة ، همهم بالإيجاب قبل ان يَنطِق
- لقد نَجحنا في تَشتيتِهم ، لذلك ذَهبوا في طريقٍ مُغاير
لَكن لازال الخطر حتميّ ما لَم نقُم بعلاجِ الرائِد
و البَحث عن خُطَة جديدَة
حَركت آلميرا رأسِها استجابَة لهُ ثُمّ رأت يد زَوجها المُتدليَة مِن عَلى ظهر العسكريّ ، امسَكتها بقوّة تتشبَث بِها قبل ان تَسمع ليون يَتحدث
- لن نَسمح للرائد ان يَقع بين أيديهم مَهما حَدث
مُنذ سنواتٍ و هم يَنتظرون فُرصَة أسرِه
لذلك علينا بَذل قُصار جُهدنا لِحمايته
ابتَلعت ريقِها ببطئ ثُمّ سألَت بِهَلع
- لما يُريدون اسرَه ..؟
حَدق ليون بِها ثُمّ اعار الطريق امامَه اهتمامَهُ بدلاً كيّ يتجاوز تلك الاغصانِ حتّى لا يسقُط و يَزدادُ حال الرائِد سوءًا
- الرائِد لديه مَعلوماتٍ تخُص الثكنَة بأجمعها
يعرفُ نقاط ضعفنا و قُوتنا و معلومات مُهمَة تخصُ البلد
لِذلك ، هو كَنز ضَخم سيُفيدَهم بلا شَك
قامَ بِجَمع ماتبقَى لها من انفاسٍ ثُمّ همهمَت لهُ بالايجاب
لَمح كِليهما بيتًا قريبًا جَعل الفرحَة تستوطن وُجوهَهما
رَكضا نَحوهُ بسُرعَة و حينَما تمّ طَرقُه ، فَتحت مُسنّة تحملُ حَفيدُها بين يَديها ، نَظرت ناحيتهم تَراهم ثَلاثتهم يَلبسون ثيابًا عسكريَة
استَغربت و قالَت
- نعم ؟
بادَرت آلميرا بالحَديث من وسط لُهاثها
- هل يُمكنكِ مُساعدتنا ؟ زَوجي عسكريّ مُصاب
سيفقدُ حياته ، ارجوكِ
اطالَت التَحديق في عينيّ المسنَة التي انتابَها الخَوف على نَفسِها و على حَفيدُها من جلبِ سيرَة العساكِر ، لِذلك كانت على وَشك اغلاق الباب قبل ان تَنطق
- للاسفِ ليس لدينا مَكان نَستضيفُ بِه العَساكِر
اسرعَت آلميرا بِوَضع قدمِها على الباب كي لا تُغلقه ثُمّ قالَت و الحُزن يَملئ عَينيها
- ارجوكِ ، انا حامِل ، و زَوجي على وَشك المَوت
هل يُرضيك ان اترمَل ، و يتَيتمُّ طفلي قبل مَجيئه..؟
نَجحت في لَمس الوتر الحساس لَدى الجدّة التي مات ابنها و زَوجته و تركا لها حَفيدُها ذا الثَلاث سَنوات ، انتهَى بها المَطاف تُدخلهم الي بيتِها لَكنها قالَت
- عالِجوا الجُرح ، لَكن لن تُطيلوا البقاء هُنا
انا امراة مُسنة لا اُريد المَشاكل
اومَئ ليون و هو يَقومُ بِوَضع الرائِد فَوق الفِراش يُمددَهُ بِحرص
- فقط نُعالجه و نُغادر ، شكرًا على قُبولك بِمُساعدتنا
اكتَفت الجدّة بالهمهمَة ثُمّ نَظر ليون الي زوجَة الرائِد قائِلاً
- ساذهبُ لاجلب طبيبًا من البلدَة و اعود
انتظريني هُنا
قامَت بِتحريك رأسها استجابَة لهُ ثُمّ راقَبتهُ يُسرِع بالمُغادرَة و الذهاب الي البلدَة القريبَة من اجل العودَة بطبيبٍ يُداوي قائِده الذي اصبَح يأن و يَهذي بِكلامٍ غَير مَفهوم
جائت آلميرا بِمناشف قَدمتها لها الجدّة ثُمّ جَلست بالقُربِ منهُ تَقومُ بالمَسح بها على جَبينه الساخن رِفقة رَقبتهِ و يَداهُ المُرتعشَة
انهمَرت دُموعها و هي تَراهُ يفقدُ وَسامتهُ التي لم تَلحظها إلا مؤخرًا
اكانَت عمياء ..؟ كَيف استَطاع ان يَخفى كُل هذا الجَمال عَنها..!
انخفضَت لِتَقبيل جَبينِه و الهَمس قُرب اُذنَيه
- ارجوك ، اُصمد ..!
من اجلي
استَغرق ليون نِصف ساعَةٍ عاد بها مَع الطبيبِ و مُعداته اللازمَة لِمُداواة جُراحٍ كخاصَة الرائد ، كَشف عن ساقِه المُشوهَة ثُمّ بدأ سَريعًا في اخذ اجراءات العِلاج لَكن قبل ان يبدأ نطق
- لا نملكُ مُخدر للاسف
الامدادات الي البلدَة ضعيفَة لذلك ساضطرّ ان اُعالجه دون تَخديره
لم يكُن لالميرا حَل سِوا المُوافقَة و القُبول
سيتألم قليلاً ثُمّ يَنهضُ من جَديد و يَتناسَى
المُهم ان يَكون بِخَير في خاتمَة الأمَر
عِندمَا بدأ الطبيبُ عِلاجَهُ دون استخدامِ المُخدر
فَتح جُيون عيناهُ على مِصراعَيه قَبل ان يَصرُخ باقوَى ما يَمتلك مِن هَول الوَجع الذي اصابَه ، مَسكت آلميرا رأسهُ تُقربه من صَدرِها حيثُ حَشرتهُ هناك تضغطُ على يده بقوّة للتَخفيف عَنهُ
- هششش ، سيمضي هَذا الألم
تَحمل ، ارجوك تَحمل
هَمسَت لهُ بداخل اُذنه و هي تَسمعُ صُراخه المَكتوم ، يَتسبب لهُ في وَجعٍ ليس كَمِثله و هي تَراهُ يَتعذبُ بهذا الشَكل امام عَينيها
قَبلت رأسهُ بِضع قُبلاتٍ ثُمَ رأت الطَبيب يقومُ بِتضميد ساقه قبل ان يَتحدث
- عليكم اخذِه الي مُستشفى قَريبًا
هذه مُجرد عِلاجاتٍ اسعافيَة
ان تَخمَر الجُرح سيفقدُ ساقَه..!
كَلامهُ كان كالصاعقَة على الصُغرى التي تَجمدت مَكانِها ، ناظَرت ليون الجالِس بِجانبها ثُمّ رأتهُ يُرافق الطبيب الي بَلدتِه
غاب زَوجِها من جَديد عن الوَعي و لَم يتفاعل مَعها بتاتًا حينَما ارادَت ان تُصحيه ، اتَكئت على الجِدار تُراقِب الفَراغ بِصَمتٍ تام
كُل ما يَحدُث ، بِسببها هي
مَعهُ حَق حينما قال عَنها مُتهورَة
كيف لَها ان تَلحق به كالمجنونَة ..؟
هو ادرى بِعَمله ، و يَعرفُ ما عَليه فعله
لِانهُ اهتم لامرِها و خاف عَليها وَقع في هذا المأزق
نتيجَة تهورِها و عِصيانها لِكلامه..!
واضحَة جدًا امام عَينيها
اخَفضت بصرِها اليه ثُمّ تَمددت بِجواره تُطالِعه بِحسرَة
قامَت بِبَسط كَفيها على وَجنته تَمسحُ برفقٍ عَليها
- عرفتُ لما تقومُ باغلاق الباب عليّ في المنزل
كانَ عليك فعل ذات الشَئ هذه المرّة
مَعك حق ، انا مُتهورة و غبيّة!
اسنَدت جَبينها على خاصتِه تَكبحُ دُموعها بِصُعوبَة بالغَة
تُجزم انّهُ اكثَر يومٍ بَكت فيه في حَياتِها
- فقط انهَض على خَير ، و اعدك اني ساسمعُ كَلامك بِحذافيره
لن اعصيك مُجددًا ، و ساتبعُ ماتَقوله بالحَرف
فقط عُد اليّ و لا تَترُكني لِضَميري الذي يَقتُلني
اقتَربت تُقبل انَفهُ ثُمّ انخَفضت الي شَفتيه الصغيرَة قبل ان تَحشُر نَفسها بداخل حُضنِه تُتم ما تَبقى من جَلسة بُكائٍها
•••
تَمُر الساعات بِبُطئ شَديد و الرائِد لازال يَرفُض فَتح عَينيه
مَرت ليلةٍ كاملَة كان فيها ليون يحرسُ امام البَيت و يُحاول التواصُل مع بقيَة الفريق لَكن دون جَدوى ، اللاسلكيّ خاصتهُ كَذلك تعطَل
بِحُلول الصَباح طَلبت الجَدة مِنهم الرَحيل لِذلك خَرجت آلميرا الي العسكريّ الذي قضى لَيلهُ مُستيقظًا ، انتَصبت امامهُ قبل ان تقول
- ليون ، المسنة طلبت ان نَرحل
تَنهد الاصغرُ سنًا قبل ان يومِئ برأسه و يُقدم لها شطيرة جاء بِها من البلدَة قبل قليل
- خُذي تناولي هذِه ، ساحاول البَحث عن حَل
اخَذتها منهُ بعدما شَكرتهُ ثُمّ قالَت
- ساذهبُ انا الي البلدَة و احاول الاتصال بأبي
ساطلبُ منه الدَعم لذلك ابقى انت مع جونغكوك
لَم يسعهُ سِوا القُبول ، الحل المثاليّ هو طَلب الدَعم و دامها تَستطيع الوصول الي والِدها فلذلك انسَبُ خُطّة تتماشَى مع وضعهم الحاليّ
- لكن لا تذهبي بالزيّ العسكريّ
رِجالُ العدوّ يتجولون في البلدَة
قامت بالايماء ايجابًا بعدَما اكلَت قُضمَة من الشطيرَة
- سادخل لاعود كَفتاة ..!
هم لم يَروني على هيئتي الحَقيقية
لذلك لَن يتمكنوا من التعرُف عليّ
حرك ليون رأسهُ مُوافقًا يَراها تدخُل الي بيت المُسنَة و تَطلُب منها ثيابًا تَلبسها ، قَدمت لها الجدّة فستان يُناسبها ، كان يصلُ الي مُنتصف ساقيها يستُر جَسدها جيدًا
التَفت الصُغرى تُراقب زوجِها النائِم فوق ظَهره بِحسرَة
هَرولت نَحوه تجلسُ القرفصاء قبل ان تُمسِك بيده هامسَة
- ساعود من اجلِك همم؟
انتظرني
انخفضَت حتى تَستطيع تَقبيل جَبينها بلُطف ثُمّ حَرِصت على تَغطيتِه ، استَقامت لِتُغادر مُسرعَة في الوَقت الذي بقى فيه ليون يَحرُس قائِده
لم يكُن سَهلاً الحُصول على هاتِف في تِلك البلدَة ، لَكن حينما وَجدت حاوَلت الاتصال بوالِدها مرارًا و تِكرارًا و حينَما لم يُجب عَليها تَركت لهُ رسالَة صَوتيّة تطلُب فيها النجدَة مع مَوقعها هي و زوجِها
عادَت ادراجِها الي ذَلك البَيت الذي لاحَظت بابه المَكسور عند بُعدٍ لا بأس بِه ، قَطبت حواجِبها بشدّة ثُمّ قامَت بالركض مُسرعَة لِتنزلق من فوق التلّة و تَسقُط على الارض ، تَتدحرج
رُغم انها جُرِحَت على ساقها ، ألا انّها نَهضت و واصَلت ركِضها باسرَع ما يُمكنها ، ماذا يأتي جُرحها مُقارنَة بخاصَة زوجِها ..؟
وَصلت الي ذلك البَيت الذي ما ان بَلغته حتّى صُدِمَت بِوجود رِجال العدوّ يَقتحمونَه ، كانَت الجدَة و حفيدُها في حوزتهم رِفقة ليون الذي يُقيدون يداهُ وراء ظهرِه و يُلصقون ظهره بالجِدار
انقبض قلبُها بِمُجَرد ان انخَفض قائِدهم الي مُستوى الرائِد الغائِب عن الوَعي يقومُ بالتماسِ وَجنتهِ مُبتسِمًا بِخُبث
- مَر وقت ، ايها الوَسيم..!
انتَفض جَسدها بأكمله و اندَفع نحوه تقومُ بِدفعه عن زوجِها صارِخَة
- لا تلمسه ، ابعد يَدك القذرَة عنه..!
كانت بِضع ثوانٍ و اسلحَة رِجاله تُوجَه نحو المرأة التي رَمقت قائِدهم بِنظراتٍ مُميتَة حينَما استَقام الي مُستواها ، تَفحص هيئتِها قبل ان يَدفع حاجِبه عاليًا
- من انتِ يا حَسناء ..؟
حاوَل مَد يدهُ و لَمس بشرتِها دون ان يَهتم الي ليون الذي راح يَنتفِض يُحاول الفِرار مُهسهسًا
- اياك ان تَلمسها ايها الحُثالَة ..!
نَظر القائد اليه ثُمّ قال بِنبرةٍ ساخِرَة
- هِشش ! كُف عن الانتفاض كالخروفِ الجامِح و دَعني اتسلَى بهذا الجَمالِ قليلاً
اخَفضت آلميرا بصرِها الي سِلاح القائِد امامَها ثُمّ نَظرت نحو ليون الذي ضَرب الرجُل الذي يُمسكه قبل الاقتراب مِنها مُسرعًا
- ابتعِد اُحذرك ..!
هَددهُ بجديّة قبل ان يَتلقى لكمَة في مُنتصف وَجهه من قِبل القائِد الذي دَفعه نَحو رِجاله ، مَسكوهُ يَضرِبونَهُ بوحشيّة جَعلت آلميرا تصرُخ بِقوّة
- دع..دعوه ! مالذي تفعل..تفعلونه !!
رَكضت نحوهم تُحاول ابعادِهم و لِسوء ذلك المَشهد ابتدأ طِفل الجدة يبكي بِصخَب من الخَوف ، التَف القائِد اليه و لِكَونه انزعَج منهُ ، لَم يتردد في قتلِه و هو بداخل حُضن جَدتِه ..!
اطلق عليه رَصاصة في مُنتصف رأسه جعلت جَدتهُ تنتفضُ بقوّة
و كيّ لا يُحزنها الحالُ على حَفيدِها ، قَتلها معهُ..!
فقط بِكُل هذه البساطَة
لم تستطِع آلميرا ان تَستوعِب ما رأتهُ لِتوها ، عَقلُها تَوقف عن العَمل كُليًا و هي تَرى ذلك الرَجُل امامِها يَقتُل امراة مُسنَة مع طِفل رَضيع..!
من اين جَلب هذه الوَحشيّة ؟
تستطيع ان تستوعِب فكرَة ان يُعنّف رَجُل عَدوه
لَكِن طِفل و مُسنَة ..؟
حَدقت بِه بِعَدم تَصديق ، تقومُ بِتفريق شَفتيها و هي تَراهُ يقترب منها بابتِسامَة مُتلاعبَة ، خَسارة ذلك الوَجه الوسيم الذي تَمتلكهُ شَخصية مُتعفنَة كخاصتِه ..!
- اذًا يا جَميلة ، الن تُخبريني من تَكونين ..؟
قَبضت على يَديها بِقوّة و رُغمًا عن ارادتِها رَكضت نَحوهُ تَخنقهُ بيديها بعنفٍ مُهسهسَة
- انا مَوتك ايها النَجِس العاهَة
خَنقتهُ بقوّة غير مُباليَة بِرجالها الذين واشكوا على اطلاقِ النار عَليها لَولم يَدفعها القائِد بعنفٍ تَسبب في اصطدامِها بالخزانَة ورائِها
اقتَرب مِنها يَصفعها بقوّة جَعل شفتها تَنزِف
- كنتُ ساشفعُ عنكِ لِجمالكِ ..!
لكنكِ بدون حَياء ايتها العاهِرَة
رَمقها بِسخطٍ جَعل دَمها يَغلي ، بَزقت الدماء في مُنتصف وَجهه ثُمّ قالَت بحدّة
- انتبه الي الفاظِك جيدًا ..!
كيّ لا تُقتَل
ابتَسم بِجانبيَة بعدَما قام بامالَة رأسِه
بشكلٍ ما ، اُعجب بِجرأة هذه الفتاة التي لم تُرعِبُها اسلحةُ رِجاله..!
اقتَرب منها بِضع خُطواتٍ اضافيَة ثُمّ انخَفض الي مُستواها يهمسُ قرب مَلامِحها الحادَة
- و من سيقتُلني ..؟
انتِ ..؟
دَفعت حاجِبها عالِيًا و هي تَقومُ باخراجِ ذلك الخِنجَر من تَحت فخذها الخلفيّ بِبُطئ ، كان قَد اعطاهُ لَها ليون قبل ذهابِها الي البلدَة لاجلِ سَلامتها و هي خبئتهُ في اقرب مكانٍ تستطيعُ اخراجهُ منهُ
حَشرت الخنجَر في مُنتصف كَتفه قبل ان تُهسهس قُبالَة وجهه
- ساقتُلك و اقتل امثالك ان لَزم الامَر ..!
صَرخ بألمٍ حينَما طَعنتهُ ليتراجَع الي الخَلف يصيحُ بِوَجع ، رأت رِجاله يقترِبون مِنها اذ قال مُساعده بسُرعَة
- سيدي ، دَعنا نقتُلها
قامَت بابتلاعِ ريقِها حينَما رأت نَظراتُ القائِد المُعتمَة و هو يُطالِعُها ، اقتَرب منها يُمسِك بشعِرها يجذِبها نحوهُ مُهسهسًا
- ساقومُ بِجَعلك تَركعين للاعتذار ايتها الساقطَة
ساستخدمُ جَسدكِ القَذرُ على هَواي
لاشفي غَليلي بكِ
امَر بيدِه ان يَحملوا الرائِد كيّ يُغادروا اذ بِمُجَرد ان رأتهم يَتقدموا من زوجِها دَفعت القائِد بسُرعَة
- كل..كلا ، دع..دعوه
حينَما ارادَت الرَكض لهُ مَسكها القائد من شَعرها يُرجعها امامَه
- لا تَخافي ياسُكر ، سَتُرافقينَهُ انتِ كَذلك
هَمس قُرب شَفتيها الداميَة يَراها تَرمقهُ بِنَظراتٍ مُظلمَة
- انت لا تَعرفُ مَع من تَعبث ..!
صدِقني ، انا اسوءُ من الجَحيم
رُغم ألمِه و نَزيفِ كَتفه ، لَكنهُ قاوَم لِصُنع ابتِسامَة ماكرَة قال عَبرُها
- مُتشوق لارى قُدراتِك
ايقَظت بِه روح التَحدي
و جَمالُها كان من الصعب اهدارَهُ بالقتَل
لِذلك اخذَها معهُ تمامًا كما اخَذ زوجِها ، حاوَلت الصُراخ و المُقاومَة لكِنهم اقوَى مِنها بمراحِل ، سَحبها القائِد رفقتهُ و قبل ان يَعبُر عتبة الباب احسّ بيدٍ تُعيق حَركته
تَوقف عَن المُضي قُدمًا ثُمّ التَفت برأسِه الي يَد ليون التي تُمسِك بقدمه تَمنعه من الرَحيل ، رَفع الصغيرُ وَجهه الدامي نَحوه يَنطقُ بصعوبَة من وسط انفاسه
- دع..دعها
حاوَل ان يَمنعهُ باقصَى قُوتِه ، لَكن جُهده ضاع سُدًا بِمُجَرد ان قام القائِد باطلاق رصاصَةٍ اخترقَت رأسَهُ و كانَت السبب في نَهي حَياتِه و مَقتلِه
مــات كُــل مَــن فِــي ذَلِـــك الــبَــيــت ..!
•••
6628 ✔️
احم ، وصلتم بخير الي هُنا ..؟
طبعًا ، حِزنت جدًا على موت ليون
هو اصغَر شخص في الفريق و كنت احب وجوده 😭
بس يلا خلونا نودعه توديع مُحترم
ما علقتكم فيه جدًا لذلك لا تحزنوا كثير على غيابه 🙂👍🏻
مالي وجه اسال شنو اكثر جزئية عجبتكم
لان الفصل كله دموع ، حرفيا كتبته بدموعي :)
اعطوا احترام لدموعي و ابكوا معاها
همم ، شوفوا نظرًا لانه عندي سفرة قريبة نهاية الاسبوع
الفصل الجاي ممكن يتاخر اسبوعين ان شاء الله
او ثلاث اسابيع
احاول استمتع بسفرتي قدر استطاعتي
لي سنة و نص ماسافرت لذلك تحملوا عُطلتي الرسمية
هتكون عطلة رسمية ابعد فيها شوي عن الكتابة و استرجع فيها افكاري ، و لو عرفت كيف اكتب لكم فصل خلال هالفترة ، من عُيوني والله
عموما تتوقعون القائد له ضغينة خاصة مع الرائد؟
ولا بس الموضوع يتعلق بالسياسة..؟
و شنو مصيره مع زوجته لما اخذوهم..؟
تتوقعون الميرا كيف ممكن تتصرف..؟
اكثر جزئية نزلت دموعكم..؟
اشوفكم في القادم ان شاء الله
الي اللقاء 💋
.
.
.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top