عَروس الميراث | 25

عروس الميراث | JK

اهلاً بكم في الجُزء الخامِس و العِشرون 🌸

2500 تصويت
3000 تعليق
فصل جَديد ✔️

لِنَبدأ 🌸

•••

- اُعرِفكِ ، على عائلتي الحَقيقَة

حال إشارتِه على الأمير و زَوجتِه ، لِوهلَة تَوقف عَقلُ آلميرا على العَملِ لَولم يُوضِح زوجِها مَعنى كَلامهُ حينَما تابَع قائِلاً

- انهم العائِلَة التي اهتَمت بي ، حال مَجيئي الي هُنا
و قَدمت لي كُل ما يَحتاجه الابن من اُسرتِه
لِذلك ، هُما في مقام والداي و اكثَر

فَرقت الصُغرى بَين شَفتيها بِتفهَم ثُمّ سارعَت بالابتِسام تُجامِل المرأة التي افسَحت لها مَجال الدخولِ قائِلَة

- اسرِعا بالدُخول ، الجَو بارِد

تَقدمت آلميرا أولاً حَتى تَدلِف ارضيَة ذلك البَيت الفاخِر
كُلّ تَفصيلٍ به يُشابه تَصاميم القُصورِ المَلكيَة

لَفت انتِباهُها زَخاريفُ الجُدرانِ و تَفاصيلُها المُبهرَة
ظَلت تلتفِتُ و تُشاهِد الزاويا و رُغم انّها تنحدرُ من عائلَة غنيّة
عاشَت طيلَة حياتِها بَين القُصورِ و البيوتِ الفاخِرَة
ألا انّها انبهَرت بِحَق بنشئةِ هذا المنزلِ المُميز

اقتَربت مِنها الخادِمَة التي قامَت بمدِّ يديها كيّ تاخذ مِنهما المِعطف بعدما قَدمت لهُما احذيَة المنزِل المُريحَة ، قامَت آلميرا بإخراجِ قطتها من داخل جَيب مِعطفها لِكَونها كانت تُخبئها هُناك ، ثُمّ قَدمته الي العاملَة بِهُدوء

مَشت بِجوار زَوجها الي الطابِق العُلويّ ، حيثُما تَوجب عَليها الجُلوس بِجانبه على اريكَة الصالَة قُبالَة الزَوجين المُبتسِمَين

كانَت تشعُر بالغَرابة و هي في ذَلك الجو المُربِك ، الكَثيرُ من النَظراتِ المُوجهَة نَحوها بشكلٍ يُوتِرُها ، حاوَلت الابتِسام لِتَخفيفِ ارتباكِها ثُمّ قالَت

- لابدّ ان جونغكوك يُحبكما كَثيرًا ، دامَهُ وَصفكما بعائلتِه

تَلقت اجابَة فوريَة من السيدَة الاربعينيّة حيثُ قالَت بلُطف

- ذَلك صَحيح ، جونغكوك اسدَى لنا مَعروفًا عظيمًا لَنا كأبوين
لِذلك ، نحنُ اراهُ من ضِمن اطفالِنا الثَلاث

فَرقت آلميرا شَفتيها بخفّة ثُمّ سألت

- اوه ، لديكُما اطفال ؟

أطالَت التَحديق في آيرا زَوجة الأميرِ ثُمّ تابعَت

- في الواقِع لا يَبدوا انكِ انجبتِ ثلاثَة اطفال..!

قامَت آلميرا بِوَضع القِطّة على ارضيّة الصالَة نظرًا لِتحركاتِها الشَديدَة رَغبةً بالنُزول لِذلك سَمحت لَها بالتِجوال في الجِوار قَبل سَماعِ رَدّ آيرا المُبتسمَة

- الامرُ كُلّه يَتعلق بالحفاظِ على نظام اكلٍ سليم ، و مُمارسَة التمارين الرياضيّة

حَركت الصُغرى رأسِها ايجابًا حتّى رأت قِطتها تسيرُ نحو الخمسينيّ الذي حَملها بين يداهُ يُلاطفها قبل ان ينطِق

- لابد انكِ من مُحبين الحَيوانات الأليفَة..!
تُشبهين زوجتي

نَظر نَحو آلميرا التي ابتَسمت بِوديّة قبل الايماءِ برأسِها ، رأت شابَة يافعَة تدخُل الي الصالَة لالقاءِ التَحيّة ، كانَت تبدوا في الثامنَة عشر من عُمرها و بِمُجرَد ان صافحَت الاكبر سِنًا حَتّى جَلست بِمُحاذاةِ اُمها

- هذه ابنتي ، آيلا

قامَت آيرا بِوَضع يدِها فَوق كَتِف الصُغرى تَمسحًُ عليها بِلُطفٍ تحت نَظرات آلميرا المُستغرِبَة ، لم تكُن تَفهم ذلك الشَبه المُلفِت بينَها و بَين الشابَة

لَكنها اكتَفت بالابتِسام قبل ان تُجيبها

- لديكِ ابنة جَميلة تُشبهكِ

سَمعت الخمسينيّ يتدخَل في الحوارِ مُبتسِمًا

- صَحيح ، اطفالي ثلاثتهُم ورِثوا سمار اُمهم و شَعرِها حالك السَواد

نَظرت آلميرا الي زوجِها الجالِس قُربها باستِفهامٍ ، هي تَشعُر بالغرابَة و عَدم الراحَة بشكلٍ ما لِذلك استئذنت للنُهوضِ و دُخول دورة المياه

رافَقتها آيلا الي الحَمام المُجهّز بكامِل انواعِ الرفاهيَة ثُمّ قالَت و هي تَتفحصُ شَعر الكُبرَى

- شعركِ جَميل جِدًا ، ماذا استخدمتِ لِتسريحه ؟

تَبسمت آلميرا مُسايرَة و ظلّت تُفكر باجابَة مُرضيّة
اذ كَيف ستُخبرها أن زَوجها من جَففهُ لها باستِخدام طُرق بِدائيَة..؟

- شعركِ كَذلك جَميل ، لا اظنّ انكِ بحاجَة لافساده بالحَرارَة

هَتفت الكُبرَى بعدَما قامَت بالتماسِ شعر آيلا التي ابتَسمت بلُطفٍ قبل ان تنطِق و هي تُشابك يَديها امامَها

- مُستحضراتُ تَجميلك ايضًا جميلة و مُلفتَة
هي يُمكنك تَعليمي لاحِقًا ؟

لم تشَئ الكُبرى الرَفض اذ سارَعت بالايماء قَبل ان تَدخُل الي الحَمام تُغلقهُ خَلفها ، اتَكئت على الباب و هي تُشاهِد انعكاسِها بالمِرآه باندهاش

- كَما لو انّي ارى نُسخَة مُصغرَة عنّي..!
تِلك الفتاة تُشبهني

هَمِست بِقلقٍ بالِغ ، مَشت نَحو صُنبور المِياه الذي غَسلت به يداها و طَبطبت بالقليلِ من القَطراتِ الباردَة على وَجهها كيّ لا تُفسد مِكياجِها

اشتَمت القليل من العِطر لاستعادَة تركيزِها ثُمّ هَتفت تُحاكي نَفسُها

- لا اظنّ ان جونغكوك جَلبني الا هُنا بِمَحطِّ الصُدفَة ، لابدّ ان هذه العائِلَة وراءها سِر من اسرارِه الكثيرَة . هو يَرفُض اخباري و ذَلك يُخيفني

قامَت باغماضِ عَينيها تَسترجعُ سَجيتها عَبر تَنظيم وتيرَة انفاسِها ، تَبسمت لِنَفسها تُدرب نَفسها عَلى التَصرُف باعتياديَة و دَفع تلك الشُكوك بَعيدًا اذ بِمُجَرد ان خَرجت حتّى مَشت ناحيَة الصالَة بِخُطًا هادِئَة

قامَت بِطَرح انفاسِها ببطئ قَبل أن تَدخُل عَليهم و هي تَتصنعُ ابتِسامَة رَقيقَة

انحَنت لِحَمل قطتها التي رَكضت اليها حالَما رأتها ثُمّ جَلست بها قُرب زوجِها الذي يَقتني قِناع البُرودِ و الهُدوءِ كَعادتِه ، رأت اوَجه الزَوجين المُبتسِمَة حينَما تَوجهت الاعيُن عَليها اذ سَمِعت آيرا تُخاطِبها

- ما رأيكِ بالذهاب مَعي الي المَطبخ و مُساعدتي في وَضع الاطباق للعشاء ..؟

لم تُمانع الصُغرى بل ارادَت فعلاً اداء مُهمّة تَشغل فيها عَقلها عَن التَفكير لِذلك رافَقتها الي المَطبخ حيثُما طَلبت آيرا من الخَدم الرَحيل

بَقت بِجانب آلميرا التي سألتها و هي تَضعُ السلطَة في الاطباق

- قُلتِ أن لَديك ثلاث ابناء ؟
لم ارَى سِوا آيلا

طالَت التَحديقُ في مَن اجابَتها و هي تسكُب من مَرق الدجاج فَوق البطاطس المهروسَة

- لديّ ابن اكبرُ منها بعامٍ ، انّهُ مَع اصدقائِه
تعرفين الشباب في فترات المُراهقَة يكادُ لا يَبقون في المنزل بتاتًا

هَمهمت الصُغرى و هي تُرتِب الخيار بجانِب الطماطِم اذ سَمِعت الكُبرى تواصِل الحَديث

- لديّ طِفلَة تكبُر طِفلاي الاثنين ، لَكنها ليسَت هُنا

لم تَشئ آلميرا مُواصلَة السُؤال عَنها ، دامَ الكُبرَى لَم تذكُر التَفاصيلَ من عِندها لِذلك مَسكت طبق السلطَة و اخَذتهُ الي مائدَة الطعام حيثُ اجتمَع افرادُ العائلَة معها هي و زوجِها

كانَت بالكادِ تَستطيع مَضغ الطَعام بَعد ان غَرِقَت في عُمق افكارِها التي تَمنعها من الانسِجامِ مع البَقيّة ، لاحَظ جونغكوك شُرودِها لِذلك قام بِتقطيع الدَجاج و قَدمه اليها مُتحدِثًا بصوتٍ خافت

- آلميرا كُلي ، انتِ لم تَتناولي شَئ مُنذ الصَباح

كانَت شَهيتُها مُغلقَة الي حَدٍ ما ، و شُعور الغَثيان يُلازِمها
تلك الاعراضِ تُرافقها حالَما يكونُ فكرُها مُشتت

رُغم انّها غير قادرَة على الأكل لِعَدم شُعورِها بالراحَة ، لَكِنها حاوَلت مُجاراة زوجِها بِتناول القليل من الدَجاج مع الأرز و السَلطة

- زوجتك هادِئَة جدًا جونغكوك
انت مَحظوظ بامرأة عاقلَة مِثلها

تَحدث أدولف مُبتسِمًا و هو يُشاهِد هُدوء زَوجة الرائد التي طالَعتهُ بلُطف
من المُفرِح سَماع احدٍ يُلقبها بالهادِئَة و العاقلَة..!
اخيرًا وَجدت احدًا يستطيعُ الحُكم على اطباع الغَير
هذا الخمسينيّ راقَها..!

طالَعهُ جونغكوك الذي رَمش مُنذهِلاً ثُمّ ناظر زوجتهُ التي حَدقت بِه بحدّة تَمنعهُ من ذَمّها و كَشف حَقيقتها أمامهم ، و كَرجلٍ مَغلوبٍ على أمرِه قال مُتنهِدًا

- أجَل ، انّها هادِئَة و عاقِلَة بشكلٍ لا تَتصورهُ
من كِثر هُدوئِها اكاد لا اسمعُ صوتها في المنزِل

ابتَسمت آلميرا بِرضَى على كَلامِه ثُمّ نَظرت الي ادولف حينَما قال

- ذَلك واضِح جدًا ، بالكاد تَكلمت مُنذ ان جاءَت

لم تَلفظ حرفًا و ظلّت تأكل حتّى سَمعتهُ يُواصِل

- بُنيتي اعتبري نفسكِ في منزل اُسرتك همم؟
يُمكنك الحَديثُ مَعنا بِشتى المواضيع التي تَستهويكِ
نحنُ عائلتكِ

تَبسمت آلميرا بِهُدوءٍ حيثُ قالَت بتهذيب

- شكرًا لكِ خالتي

واصَلت تناول الطَعام بالقُربِ من زوجِها مُتفاديَة اي حِوارٍ يَستقصِدُها ، بعدَما انهَت طعامِها استَقامَت لِتَوضيبِ المائدَة مع آيرا و ابنتِها ثُمّ ساعَدت باعدادِ الشاي للجُلوسِ امام المِدفئَة

كان جونغكوك يَلعبُ الشِطرنَج كع أدولف في الوَقت الذي جَلست بِه آلميرا مع آيرا و ابنتِها يَتحدثن في مواضيع مُختلفَة ، بين الفينَة و الاخرَى كانَت تسترِقُ النَظرات الي زوجِها تتفقدُ حالَهُ حتّى سَمِعت الاربعينيّة تسألها

- اذًا بُنيتي ، الا تُفكرانِ بانجابِ طِفل ؟

نَظرت في عينيّ مَن طالَعتها باستِغرابٍ قبل ان تُجيبها

- لا اظنّ اننا مُستعدان بَعد لِخُطوَة كَهذِه ، لازلنا في بِداية زَواجنا

تَناولت آيرا من الكَعك الاسفنجيّ قبل الاحتِساء من الشَاي اذ تابَعت تُوضِح وجهَة نَظرِها التي تراها آلميرا مَغلوطَة كُليًا

- الطِفلُ سَيزيد من وَطادة العِلاقَة بينكُما

ابتَسمت آلميرا بِخُفوتٍ ثُمّ اجابَت

- لا اظنّ ان عِلاقتي بِزوجي تحتاجُ الي طِفل
نحن مُكتفيان بِبعضنا ، لازلنا في الفترَة التي نتعرفُ فيها على طِباعنا
لا اُريد ان يَكون الطفل ضحيّة هذا التعارُف الذي قد يكونُ فاشِلاً

حَدقت آيرا بالصُغرَى تَراها تَتمتعُ بمَبدأ سَليم لا يُجدي نَفعًا مع حالتِها هي البتّة ، طَرحت انفاسِها بضيقٍ ثُمّ اكتَفت بالابتِسام دون التَطرُق الي احاديثٍ جانبيَة

اراد الرائِد المَبيت لَدى عائِلَة ادولف الذي أصرّ بِدوره على بقائِهما لِكَون المَطرُ شَديدُ الغَزارَة بالخارِج ، حينما وَجدت آلميرا زَوجها مُرتاحًا لَم ترفُض فكرَة مَبيتهُما هُنا و رافَقتهُ بهدوءٍ الي الغُرفَة المنشودَة

دَخلت اليها رِفقتهُ ثُمّ راقَبتهُ و هو يُزيل سُترته كيّ يُعلقها وراء الباب ، تَركت القطّة تسيرُ و تتجَولُ في الانحاء ثُمّ تَحدثت

- انت لم تُخبرني من قَبل عن هذه العائِلة ..؟

انتَظرت جواب زَوجِها الذي قال موضِحًا و هو يَجلسُ فوق السَرير

- لم تأتي سيرتهُما في سياقِ حديثِنا ، و إلا كنتُ اخبرتكِ

وَجدت جَوابهُ مَنطقيًا كِفايَة حتّى جَعلها تَقتنعُ بِه ، مَشت نَحو الفِراش حَتى تجلِس بجانبِه ثُمّ سَمِعتهُ يسألُها بِهُدوء

- انتِ هادِئَة على عَكسِ عادتكِ..؟

نَظر بِعُيونِ زَوجته التي اخرجَت هاتِفها من جَيبها ثُمّ نَفت مُعترِضَة

- كلاّ ، انا بِخَير ، لكنّي مُرهقة فَحسب
لا تنسَى اننا جِئنا الي هُنا بعد مُعاشرَة جامِحَة مُباشرَة..!

قام بالايماء بِرأسِه مُتفهمًا وَضعها ثُمّ بعدَما ساد الصَمتُ لِدقائِق بينهُما قَطعهُ بِقَوله بَعد أن تَمدد فَوق ظهرِه

- غدًا ساذهبُ الي مُهمّة

استَطاع حديثهُ ان يَجذب اهتمامُها من هاتفها اليه اذ قامَت باغلاق الشاشَة و الالتِفاتُ الي زَوجها تُطالعهُ بِقلق

- مُهمَة ؟ كَم سَتبقى هُناك ؟ سَتعودُ بنفس اليَوم اليس كَذلك ؟

شاهَدت عُيونِه و هو يَلتفتُ نَحوها حَتى يَتمدد عَلى جانِبه الذي يُقابلها ، استَغرق وقتوا حتى يُجيبها كَونهُ احبّ ان يَتأمل القلق في بُنيتيها يتَزايد ناحيتهُ

كان شُعور دافِئ يَستعمرُ بُرودَة صَدره الشَديدَة

قامَ بِتَقديم يَدِه نَحوها حتى يُبعد شَعرِها عَن مَلامِحها يَتفقدُ وَجنتها الناعمَة بابهامِه بِكُلِّ رِفق ، بَين الفينَة و الاخرَى يظلُّ مُتفاجِئًا ان هذا الجَمال كُله من نَصيبه ..!

اخَذ وَقتهُ في التَفكير بِها حتّى أجابَها بعدما طَفح كيلُها و سألتهُ باندِفاع عن مُدّة بقائِه في مُهمته

- سأبقى اُسبوعًا ، او رُبما اكثَر ، رُبما أقَل
على حَسب الوقت الذي تَستغرقهُ لانجازِها

اعتراها القَلقُ من كُلّ صَوبٍ و هي تُفكر بأنّه سيظلُّ اُسبوعًا يُجابه المَوت دون راحَة ، نَفت برأسِها و جَلست تتربَعُ مُتحدثَة

- كلاّ جونغكوك ..!
دَعني اتحدثُ مع والدي يَنقُلك للعملِ في المَكاتب و الشؤون الاداريَة
بدلاً من الذَهاب الي الحُروب و المَعارِك المُميتَة هذه

كانَ خَوفها المُبالغ بِه يُضايقه بِطريقَة ما
يُحِب فكرة قلِقها عَليه ، لكن لَيس للدرجَة التي تُملي عليه ما يَفعل

جَلس هو كَذلك و وضّح وجهَة نَظره بهدوء

- آلميرا انا اُحِب عَملي ، و يُعجبني كما هو
لا اُريد ان اعمَل في المكاتب و إلا منذُ البدايَة اخترتها

حلّ العُبوس على مَلامِحها و هي تَستمعُ اليه بعدمِ رضَى

- لَكِنها تُعرض حياتك للخَطر ..!

ناظَرت عَيناهُ حينَما أجابَها بعدَما قام بامساكِ يدها و المَسحِ عليها برفقٍ نافِيًا

- كلاّ ، انا بِخَير صدقيني و مُرتاح
لِذلك لا تَخافي و ازيلي هذه الهواجِس من رأسك

تَنهدت بِقلّة حيلَة فليس بيدِها أي حُجّة تَجعلهُ يَقتنع في تَغيير مَجال عَمله ، قامَت بالايماءِ لهُ دون مُواصلَة النقاش مَعهُ اذ الاستياءُ كان عَليها واضِحًا

لِذلك سَمعتهُ يَقولُ بينَما يمسحُ عَلى يدِها

- لِهذا انا جلبتكِ الي هُنا ، سَتمكثين فترات غيابي لَدى هذه العائِلَة الطيبَة همم ؟ لاني لَن اطمئن ان ظللتِ بِمُفردكِ

قَطبت حواجِبها نافِيَة اقتراحَهُ الذي جَعلها تشعُر بالثقل لِمُجَرد التَفكير بِه

- جونغكوك كلاّ ..! لا يُمكنني البقاء في منزل اشخاصٍ غُرباء
سيُشعرهم ذلك بعدمِ الراحَة بالشكل الذي يُضايقني
ساظلّ في بَيتي فقط

التَزمت الصَمت لِبُرهَة كيّ تَسمع كَلام زوجِها الذي تَحدّث مُوضِحًا

- آلميرا هذه العائِلَة احتوتني و أكرمتني و عامَلتني كما لو انّي ابنهم الرابِع ، فَكيف تُريدين منهم ان يشعرونُ بالانزعاج لوجودكِ انتِ تَحديدًا ..؟
اعني انتِ تعرفين طباعي صعبَة التعامُل ، و رُغم ذلك صَبروا عليّ و رحبوا بي ، فَمبالكِ انتِ التي تستطيعين الانخراط سريعًا بالبَشر

كَلامهُ لم يُقنعها كِفايَة حتّى تَتراجَع عن رَغبتها في البقاء في بيتِها لِوَحدها ، هي لا تَعلم انّ بقائِها بمفردِها اكبَر هواجٍس زَوجها الذي اصرّ على مَوقفه قائِلاً

- ستظلّين هُنا حسنًا ؟ هُنالك آيلا قريبَة من عُمركِ ، ايضًا السيد أدولف سيُخرجكِ معهُ للصَيدِ و زَوجتهُ ستُعلمك زِراعَة الورود و الاهتِمام بالحَديقَة ، اليسَ ذلك مُسليًا ..؟

حاوَل اغرائِها و بطبيعَة الحال قَد نجح بِذلك بالفِعل ، عَلامات الحَماس بَدأت تَظهرُ على وَجهها المُبتهَج لِتخيُلها انّها تَصطادُ الحَيوانات و تَشويها لاحِقًا

لَكن عَدم وجود زَوجِها مَعها تَسبب في احباطِها مُجددًا لِذا اقتَربت تُعانقه و تَحشُر نَفسها في حُضنه مُتحدثَة بِصَوتٍ مَكتوم

- صَحيح ان كُلّ تلك الفَعاليات مُسليّة ، لَكنها ستكونُ دون مَعنى بِدونك ، لانَك غير موجود مَعي لِنفعلها مَعًا

ابتسَم بٍخُفوتٍ على ما قالَتهُ و احاطَ خَصرُها بِذراعَيه يَمسحُ بشكلٍ طوليّ فَوق ظهرِها بِرفقٍ حتّى أجابها

- حينَما أعودُ من المهمّة ، سَنفعلُ ذلك مَعًا اتفقنا ؟

ابتَعدت عنهُ حتّى تستطيع النَظر في عَينيه اذ قَدمت اصبعها الخُنصرِ اليه قائِلَة

- هَل تَعِدُني ..؟

شابَك اصبع كِليهما سَويًا مَع ايماءَة رأسِه بالايجابِ مُتحدِثًا بابتِسامَة خَفيفَة

- اعِدُكِ

مِن فرط حَماسِها لِتلك الفَعالياتِ بعد عَودتِه قامَت باحتِضان وَجنتيه و تَقبيل شَفتيه بِقوّة ، ابتَعدت عنهُ ثُمّ قالَت و هي تَدفعهُ للتمدُد

- هيّا لا تُكثر الاحاديث و نَم ، لَديك مُهمة بالغَد عليك ان تَكون يقِظًا كِفايَة

قامَت بِتَغطيتِه باللُحاف و التَربيت على شَعره ، بَدا كالطِفل الذي تُجبره امه على النَوم لاجلِ المَدرسَة ..!

حَدق في عُيون زَوجتهُ ثُمّ حرّك رأسِه مُعترِضًا بينَما يُبعد ذَلك اللُحاف كَيّ يَستقيم مِن جَديد

- لا اُريد النَوم ..! لستُ نَعِس

وَجد في عُيونِها نَظراتٍ مُميتَة و هي تُرجِعهُ لحيثُما كان سابِقًا ، مَددتهُ رُغمًا عن ارادته ثُمّ وَبختهُ قائِلَة

- السَهرُ ليسَ جيدًا لَك جُيون ، نَم فغدًا سَتنهضُ باكِرًا
اسمَع الكلام انّهُ لِمَصلحتكِ

مَسكها من ذِراعها و جَذبها للاستِلقاء بِجانبه هي الثانيَة قائِلاً

- حسنًا لِننم مَعًا

ابتَسمت على مُبادرته الاولَى في احتِضانِها اثناء النَومِ على عَكس عادِته ، قامَت باسنادِ رأسِها فوق صَدرِه تَستمعُ الي صَوت نَبضاتِه بينَما تَرسمُ دوائر عِشوائية على كَتِفه

ظلّت فترَة على صَمتِها حتّى احسَت بالمَللِ لِذلك قالَت

- هل نِمت ..؟

وردَها صَوتهُ الخامِل الدالُ الناجِم من استِرخاءِه و صَمته الطَويل

- لَيس بَعد

رَفعت عُيونِها اليه بعدَما قامَت بإسناد ذَقنها فوق صَدره تُحدِق بِعُيونَه المُغمضَة ، لاحَظت انّهُ يَمتلك شامَة اسفل شَفتيه لَفتت انتِباهها الي حَدٍ كَبير جَعل اصابِعها تَتمردُ حتَى تلتمِسُها و تَحسسُها بِبُطئ

لِتَوها اصبَحت تُلاحِظ ان مَلامِح زَوجِها وسيمَة..!
انّهُ ليسَ بشِع البتّة ، بل يَمتلكُ وَجهًا يستحِقُ التأمُل

ظلّت تُطالِعهُ الي ان نَسخت كامل تفاصيلهُ بداخِل عقلِها كوَنها ستفتقدُ وجودَه طيلَة الايامِ القادِمَة ، سأم من لَمساتِها التي تُعيقُ نَومه لذلك امسك بِرسغها يُبعدها عَنهُ مُتمتمًا بِصَوتٍ ناعِس

- دَعيني انام

ارادَت ان تَدلل عَليه لِذلك راحَت تقومُ بِنَقرِه على كَتِفه و التَحدُث بِغنجٍ قائِلَة

- ما رأيك ان تأخُذني معك الي المُهمّة ؟ ساظلُّ عاقلَة فقط اُشاهِد

عَبست حينَما انقَلب للنحوِ الأخر يُقابلها بِظهره قَبل ان يُشابِك ذراعيه الي صَدرِه مُتحدِثًا بِضَجر

- نامي آلميرا ، لا اُحب الازعاج حينَما ادخل مَرحلة النوم

زَمجرت بِغضبٍ قبل ان تَلكم ظَهره بقبضتِها قائِلَة

- اُشكر الرَب اننا لسَنا في بيتِنا و الا كنتُ انتَقمت مِنك

خيّم العُبوس عَليها من جَديد حينَما تَجاهلِها و اختار نَومهُ عَليها
حسنًا ، اليسَت هي من تُريده ان يَنام قبل قَليل..؟

لَكِن ، هي سَتشتاقهُ حالَما يُغادر ، حتّى استِفزازَه ، سيترُك مَكانهُ عِندها ، لَم تَسأم مِنهُ و قفزَت فوقهُ حتّى اصبَحت تُقابله من جَديد

لِكَونه كان ينامُ على حافَةِ السَرير ، كانَت على وَشك السُقوط و مَهربها الوَحيد هو الالتصاق بِه بالشَكل الذي جَعله يَفتح عُيونه الناعِسَة بانزِعاج

وَجد وَجهُها المُنتفخ امامَهُ و نَظراتِها اللامِعَة انسَتهُ سَبب انزِعاجه من الاساس ، تَلاشت عُقدَة حواجِبه و سأل بِصَوتٍ مَبحوح

- مالذي تُريدينَه سيدة جُيون ؟

لَم تَتردد في الافصاحِ عن رَغبتِها و هي تَتمسكُّ باطرافِ قَميصه

- اُريد النَوم في حُضنِك

تُفكِر في ابشَع الطُرق الاجراميَة التي ستُطبقها عَليه إن قامَ بِصدها بَعدما عبّرت لهُ بِصريح العبارَة غن رَغبتها ، لَكنهُ فاق توقعاتِها حينَما فرد ذِراعيه عَليها و جَذبها للانغماسِ بداخل صَدرِه قبل ان يَحشُر رأسه بداخِل خُصيلات شَعرِها

ابتَسمت بخُفوتٍ عَلى حَركتِه لِتقوم هي بِلفِّ ذِراعَيها حَولهُ كَذلك قبل ان تُغمِض عُيونِها و تُحادِثهُ بِصَوتٍ ناعِم يُداعب حَواسهُ

- هل سَتشتاقُ اليّ حينَما تذهب ..؟

رَفعت رأسِها للنَظرِ في عُيونِه المُغلقَة قبل ان تَجِدهُ ينخفضُ لاسناد جَبينهُ فوق انفِها ، كان قُربهما كافيًا بِجَعل انتِظام قَلبها يَختلُّ و يَفقدُ صَوابه

اوليسَ هو ذَاتهُ من يَكرهُ الذي يَتنفسُ بِوَجهه..؟
اصبَح يلتصقُ بها للحَد الذي يُشعِرها بانفاسِه الدافِئَة تُلاطف بَشِرتها

انتَظرت جَوابهُ عَلى شَوقٍ ، لَكنها لم تكُن تنتظِرُ مِنهُ ان يَرد باجابَة صريحَة ، تَكفيها التَلميحاتِ التي يَقولها لاخفاء حَقيقة شُعوره

- هي سَبع ايامٍ و سأعود
لَن اُطيل البقاء

لِكَونها بدأت تَعرِفُ شَخصيتهُ جَيدًا ، اصبَح التعامُل مَعهُ اسهَل
لِذلك لن تَغضَب إن استمّر باخفاء حَقيقة احساسَهُ عَنها
و ستُبادر هي بالافصاحِ عمّا يُخالِجها
كيّ تُعلمه ان المَشاعر ليسَت عَيبًا ..!

و التَعبيرُ عَنها لن يُنقص من قيمتك شيئًا
بالعَكس ، سيزيدُ من شأنك عند الطَرف الأخَر

لَكِن لِكَونه هو اعتاد التَعبير عَنها في طُفولتِه و وَجد الصدّ العَنيف من الطرفِ الثاني ، اصبَح من الصَعب عليه الافصاحُ عَن احساسِه و مُشارَكتهُ

يَخشى ان يُعامل بذلك السُوء الذي تَلّقاهُ بِسبب مَشاعِره البَريئَة

حينَما علِمت عن جُرء من ماضيه ، ادرَكت انها يستوجِبُ عَليها بدأ الخُطوَة الاولَى كيّ تفتحُ اقفال تلك العُقد التي بداخِله و تُحرر مَشاعره المَكبوتَة

لِذلك هي قالَت بينَما تعبثُ بازرارِ قَميصه

- امم ، لكنّي ساشتاقُ اليك كَثيرًا

قَطب حواجِبه بخفّة مِما قالَت اذ رَفع رأسَهُ عَن جَبينِها لِلتحَديق في عُيونِها التي تُطالِعهُ بِنَهم ، تَحدث مُتعجِبًا

- حَقًا ..؟

قامَت بالايماء استِجابَةً الي استِغرابَه اذ سَمِعته يقولُ مُستنكِرًا

- ظننتُ انها سَتكونُ ايام سَعدكِ ، لانكِ لا تُطيقين وجودي حولكِ
اعني ، انا استمرُ في جَعلك تَغضبين طيلَة الوَقت حتى حينما اُحاول ان اُجدي نَفعًا ، استمَرُ بافسادُ الامرِ في النِهايَة

احسّ بِلمستِها على وَجنتِه و هي تَمسحُ برفقٍ عَلى بَشرته مُتحدثَة بابتِسامَة خافِتَة

- بل ازعاجك ، و استفزازك هو اكثَر ما ساشتاقُ اليه
اعني ، مَع من ساتشاجرُ في الصباح للدخولِ الي الحمامِ اولاً ..؟
على مَن ساصرخُ ان وَجدتُ كُل البيتِ مُرتبًا و لَم تقم انت بافسادِه ..؟
ثُمّ استمرُ بمطاردتك حَول الصالَة حتّى تقفُ كالرجلِ المُطيع تَطوي ثِيابك

استَمع اليها و هي تتحدّثُ بانصاتٍ تام حيثُ استَمع اليها تُتابع

- صَحيح انك تُزعِجني و تَجعلني ارغبُ في اقتلاعِ شعري من كثرَة العصبيّة ، لكنّي اهدأ بِمُجَرد ان ارى مُحاولاتِك في تَصحيح كُل شَئ ، صَدقني لا يوجَد اجمَل من ان تَرى شَخص ما يُحاوِل من اجلِك

كان كَلامُها لُحافُ تِلك الليالي البارِدَة التي قَضاها وَحيدًا ينامُ على ارضيّة مُبتلّة بِدموعِ ألمِه ، لَم يستطِع كَبح ابتِسامتهُ عَلى حَديثُها الدافِئ و كَتعبيرٍ على امتِنانه اقتَرب لِتَقبيل شَفتيها بِرقّة مُتحدِثًا

- انا كذِلك ، ساشتاقُ الي اندفاعكِ المُفرَط
و عَصبيتكِ التي تُشعرني دومًا بالحَذرِ و الخَوف من تَصرفكِ المُفاجِئ

صغّرت عُيونِها قَبل ان تتحدَث مُمازحَة

- شاهِد رَسميًا ، الرائِد جُيون جونغكوك مُرهِب عساكر كَتيبته يخافُ من زَوجته ..!

ضَحكت حينَما قام بِقرصها من خَصرِها مُتحدِثًا دِفاعًا عن نَفسِه

- انتِ الشيطانُ يخافُ منكِ ..!
الا تَرين نفسكِ حينَما تَغضبين ..؟
ثُمّ ليسَ خَوف بالمبدأ الحَرفيّ
لكنّي اتجنَبُ ان اغضَب حينما تَفعلين
كيّ لا اؤذيك عندما افقدُ السيطرَة على نَفسي
انتِ لا تَستحقين انواع الاذَى باشكالِه
سواء الجسديّ او اللفظيّ حتّى

تَوقفت عن الضحِك تدريجيًا و هي تَستمعُ الي صَوتِه يأخُذ مُنحَدر الحُزن في نهايَة حَديثه ، تَذكرت كَلام جوليان الذي ينصُّ حَول الامراض النَفسية التي يُعاني مِنها زَوجِها الذي يُناظر عُيونها باستِياء

سَمِعتهُ يُواصِل بِصَوتٍ مَكتوم حينَما حَشر رأسهُ بداخل صَدرِها

- رُبما لو لم تَعتمدُ حَياتك على الزواجِ منّي
ما كنتُ لاظلمكِ مَعي بِزواجكِ من شَخص مليئ بالعُقد مِثلي
انا اُقّر بِحَقيقة انكِ تَستحقين الرَجُل الذي يُجيد مُغازلتكِ دون ان تُرهبه فِكرَة قَول كَلِمَة رومنسيَة واحِدَة ، تستَحقين من يُحِبك باقواله و افعالِه بَدل ان تظلّي تُحاولين البَحث عن الحُب في تَصرفاتي المُترددَة دومًا

تَمكنها الحُزن و هي تَستمعُ الي غَصته في صَوتِه المخنوق بِحَسرَة
كانَت مرارَة حُروفه السَبب الرَئيسيّ في جَعل دُموعها تتصاعَدُ عند اطرافِ عُيونِها ، لا تُحِب فكرَة اشعارِه انّها كَثيرَة عليه بِهذا الشَكل..!

سارَعت بازالَة دُموعِها كيّ لا يَراها ثُمّ نَطقت تُوبِخه على تَفكيرِه

- اُصمت حسنًا ؟ انا اُحِب حياتي التي اخترتُها بنفسي مَعك
انا تزوجتُك دون ان اعرِف ان نَجاتي تَعتمدُ على هَذا الزواج
قبِلتُ بِك ، لاجلِك ، لم اقبَل لانّي تَخيلتُ اني ساجدُ رَجُل غيرُك مَثلاً ..!

ابتَعد عَنها حتّى يَتمكن من النَظر في عينيها من جَديد يَراها تُكمل تَوبيخه بِغَضبٍ واضِح

- ثُمّ ان تزوجتُ بِرجلٍ يَتماشى مع شَخصيتي ستكونُ حَياتي معهُ مملَة ، لن اجِد شَئ اغضبُ عليه كي يُراضيني لاحِقًا و يُشعرني انّه حاول من اجَلي ان يُغير شَئ بِنفسه كيّ يجبُر بِخاطري ، ساظلّ طيلَة الوقتِ سعيدة و لاصدقك القول انا اُحب حياة النَكد ..! الفرحَة الدائمَة مُملَة

ضَحِك على اخِر ما قالَت لِتبقى ابتِسامتهُ أثَر تلك الضِحكَة التي فازَت بِقلب زَوجتهُ لِجَمالها ، كانَت فُرصتِها المِثاليَة لِخَطفِ قُبلَةٍ من غمازتِه المغروسَة في مُنتصفِ وَجنته

نَظر اليها مُجددًا لِيقوم بِتقبيل وَجنتِها هو كَذلِك يُقلِدُها في حركاتِها ، حينَما قبّلت انفهُ ، فعَل المِثل ، و ما ان عضّت ذَقنهُ ، قضم هو كَذلك انفِها انتِقامًا مِنها

تَذمرت بِعُبوسٍ و هي تُدلّك انفها ثُمّ قالَت بِغَيضٍ

- قُم باطالة شعرك جونغكوك

نَفى بِرأسه يَعترِض

- لا ! لن اسمح لكِ بِجري من شَعري مهما حَدث

امسَكتهُ من انفه تَجُره مِنها بِغضبٍ مُصطَنع

- يالَك من لَئيم !! انا زَوجتك لما تَفعل ذلك بي؟

حاوَل ان يُبعد يَدها عَنهُ و حينما نَجح قام باعتلائِها و مُحاصرَة جَسدُها اسفَل قَدميه مُتحدِثًا بِمُكر

- الرَجُل هو من يَجُر امرأتهُ من شَعرِها في حالَة واحدَة لا غَير
هل اُريكِ كَيف ..؟

فَهمت مَقصدهُ الخَبيث و لا تُنكر ان انحرافهُ يروقها
لَكنها حاوَلت دَفعهُ مُتحدثَة بينَما تَضحكُ حينَما دَغدغها من ابطَيها

- ابتعِد عنّي ، نحنُ لسنا في بيتِنا لا تفضحنا امام الناس

لَم يَسمعها و ظلّ يُدغدُغها حتّى اصبَح صوتُها مسموعًا من النوافِذ و هي تَضحك بِصخَب بينما تتحركُ بِعشوائيَة اسفل جَسدِه

ظلّ يُراقِبها مُبتسمًا و تَمنى لو يُمكنه ان يَراها تَضحكُ بهذا الشَكل الي الأبدِ بِسببه ، هي الوَحيدة التي تَجعلهُ يودّ ان يُصبِح افضَل نُسخة من نَفسه ، من اجلِها

هي دونَ سِواها

•••

صباحُ اليَوم المُوالي
استَيقظت آلميرا عَلى صوتُ قِطتها الصغيرَة و هي تُموي بِصوتها الطُفوليّ نظرًا لِكونها لازالَت رضيعَة ، فَتحت عُيونها تَرى الهرّة تقومُ بِلامسَة وَجهها بطرفِ يدِها تُحاول ايقاظِها كيّ تُسكت جوع مَعدتها

ناظَرتها بانزعاجٍ لِكَونها لم تَنسى كَيف تَسببت لها في نومٍ سَئ طيلَة الليل بِسبب لعبِها و نشاطِها المُفرَط ، استَمرت بالقفزِ عَليها كُلّ ما اوتيحَت لها الفُرصَة و عَضها من اطرافِها و لَم يسلم زَوجها منها كَذلك

جَلست تُدلك عُيونِها بَحثًا عن زوجِها الذي كان بالفِعل غَير موجود ، ارتَعبت حينما فكّرت انّهُ قَد ذهب الي مُهمته دون تَوديعها لِذلك ازالت اللُحاف كيّ تنهض بسُرعَة و قَبل ان تَستقيم و بين يديها قِطتها

رأتهُ يَفتح الباب للدُخول ، استَغربت حينما وَجدت بين يداهُ حَقيبة صغيرَة مَشا بها اليها حتّى وَضعها بِجانبها فوق الفِراش قائِلاً

- صباحُ الخَير

ناظَرتهُ و هو يُخرج من جَيبه مُغلّف طعامٍ للقطط جَعل قطِتها تتخلّى عنها و تَركض ناحيِتهُ ، قام باخراجِ بَعض الحُبيباتِ الصغيرَة التي تُلائِم سن الهرّة و قَدمها اليها كيّ تأكلها و تُشبع مَعدتها

- صباح النور

أجابَت زَوجتهُ التي استَقامت من فوق الفِراش تَتفقد تلك الحَقيبة مُتحدثَة باستِغراب

- ماذا بِها ..؟

سَمِعتهُ يُجيب و هو يَسيرُ لِفَتح النوافِذ بعدما أزال الستائِر

- بَعض المَلابس التي تَخُصكِ ، ذهبتُ حالما استَيقظتُ الي البَيت كيّ اجلبُ لكِ ما تَحتاجينهُ لِكونكِ سَتعودين الي هُنا مُجددًا بعد دوامكِ

تَنهدت قبل الايماء لهُ ، مَشت الي الحمامِ المُتصل بِتلك الغُرفَة الواسِعَة اذ اغتَسلت و فَرشّت اسنانِها بِعنايَة ثُمّ خَرجت تبحثُ عن مَلابِس مُناسبَة ترتديها قبل النُزولِ الي الافطار

كانَت تراهُ يَجلِس القُرفصاء بينَما يمسحُ فوق وَبرِ القطّة التي تأكُل و تُصدر اصواتًا لطيفَة حازَت على اعجابِه

استَمرت تُراقِبهُ ثُمّ قالَت في سِرها

- سيكونُ أبًا مِثاليًا رُغم العُقد التي بِه

ابتَسمت بِخُفوتٍ قَبل ان يَقع اختيارُها على بنطالٍ بُنيّ من الجِلد يُرافقه جاكيته المُتصلِ به ، كان قَصيرًا بالكادِ يُغطي مَعدِتها

سَرّحت شَعرِها ثُمّ تَركتهُ مَسدولاً كَما تُحبه ان يَكون قَبل ان تُخاطِبهُ

- انت مُتأكد انك لن تَغيب اكثَر من اُسبوع ؟

نظر اليها و هي تَلبسُ حَلقاتِها ثُمّ حرّك رأسهُ نَفيًا

- اخبرتكِ اني لستُ مُتأكد
انهُ على حَسب الوقت الذي تَستغرِقهُ المُهمّة

التَفّت نَحوهُ تُناظِرهُ بانزعاجٍ واضِح جَعلهُ يَصمُت
ان ناقَشها ستبدأ تُقنعه بالتَخلي عن وَظيفته
ثُمّ سيضطرُّ هو للغضبِ الذي لن يُعجبها هي
لِذلك انسَحب بِمُغادرته الي الغرفَة قَبلها

راقَبت ظَهرهُ بينَما تَعقدُ يديها داخِل صَدرِها

- انا ساُريك ايها الغبيّ جُيون
سَعيد بانك سَتتخلصُ من ازعاجي لَك لايام ؟
في احلامِك ..!

اكمَلت وَضع اخِرُ لَمساتِها من مُستحضراتِها التَجميليّة ثُمّ خَرجت من بعدِها و هي تَحملُ قِطتها بين كُفوفِ يَديها ، قابلت آيلا في طريقها و هي تُشاهِد فيلمًا فَوق ارجوحة المجلسِ العلويّ في نهايَة ممر الغُرَف

بِمُجَرد أن رأت آيلا تلك القطّة حتّى نَهضت تَركُض اليها بِسعادَة

- الهي ..! كم هي جميلَة ، اعطيني اياها

قَدمتها آلميرا اليها بابتِسامَة ثُمّ تَحدثت بِلُطف

- هل تُحبين القِطط انتِ كَذلك ..؟

تَلقت ايماءَة رأسٍ من طَرف آيلا التي ادخَلت القطَة في حُضنِها و راحَت تَمسحُ عليها بِكُل رفقٍ مُجيبَة

- انها الكائِناتُ الاقربُ الي قَلبي
لكنّ ابي يرفُض تَبينيها ، لديه حساسيَة منها

تغيّرت مَلامحُ الاكبرُ سِنًا بِمُجَرد سَماعِها لاخر ما قالَت الاصغَر حيثُ رَدفت بِقلق

- اوه ، هل اكونُ تَسببت بِمُشكلَة لهُ حينما جَلبتُها مَعي؟
اعني ليسَ لديّ مكان اتركها به و هي صغيرَة تحتاجُ الرِعايَة

جَوابُها لَم يأتي من آيلا ، بل جاء مِن والِدها الذي كان يَقفُ خَلفها مُباشرَة حينما غادَر جَناحهُ لِتَوه و سَمع حِوارهُما ، سَمِعت صَوتهُ يقول

- لابأس ، يُمكنكِ جَلب ما تُريدين الي هُنا
اعتبريه بيتكِ و انا سأخذُ دواء الحَساسيَة

قَطبت حواجِبها بخفّة تستديرُ ناحيتِه بِحَرج ، احسّت بالاحراج من أدبِه لِذلك شَكرتهُ قائِلَة بلُطف

- شكرًا لك يا عَمي

تَلقت طبطبَة لطيفَة من كَفّ ادولف الذي ابتَسم بشكلٍ بثّ الراحَة في قلبِ الصُغرَى ، سَحب يدهُ ثُمّ وَضعها في جَيب بنطاله الابيض مُتحدِثًا

- هيا يا أميرات ، لِننزل لِتناول الفُطور

سَبقهنّ يَترُك ابنتهُ الصُغرى تُراقبه بِعَينين مُغرَمتين

- اليس ابي رائِع ؟ امي مَحظوظة بِه

ضَحِكت آلميرا على نَظراتِها المُغرمَة ، انّها كأي طِفلة والِدُها هو الحُب الأول في حياتِها بلا شَك لِذلك نَطقت و هي تَنزلُ الدرَج مَعها

- انا كَذِلك لديّ ابي مِثله
يُعاملني كالآميرات و يُلبي لي كُل ما احتاجَه
ان سَمع ان شَعرة منّي مُسّت ، مُستعد لِتَحطيم العالَم

ابتَسمت آيلا بِهدوءٍ تومِئ لَها ثُمّ سَمِعت الكُبرَى تُواصل بعدَما وَقفا عند نِهاية الدرَج

- هل يُمكنكِ الاعتناءُ بِقطتي في غيابي ..؟
لا استطيعُ اخذها مَعي الي الثكنَة انتِ تَعرفين

فَرِحت آيلا بشدّة و ذَلك كان واضِحًا للكُبرى حينَما حرّكت الصُغرى رأسِها بسُرعَة ، ضَحكت على حماسِها ثُمّ تابَعت تسيرُ نَحو الصالَة

قَبل ان تدخُل الصالَة كان المَطبخُ في طريقِها لِذلك استَطاعت ان تَلمح جَسد أدولف و هو يَقومُ بازعاجِ زَوجته و التحرُش بِها و هي تُجهز اطباق الطَعام

وَقفت مَكانِها تُحدِق في ضَحكاتِه عَلى انزِعاجها و خَجلِها و هي تَقومُ بابعادِه من كوعِها بينَما تهمسُ لهُ

- استَحي ..! الفتاةُ لدينا مالذي ستقولهُ عنّا؟
نحنُ كبار بالفِعل

ابتَسمت آلميرا بِخُفوتٍ على عِلاقتهما التي تَمنت أن تَرى مِثلها عِند والِديها ، لَكنها سَتحرِصُ على ان تَحصُل على هذِه العِلاقَة مع زَوجِها عند مَشيبِ الخَمسين و عُكازِ السِتين ..! الي أن يَترحمُ على روحِهما العالمين

واصَلت سيرِها الي نِهايَة الممر حيثُما يقفُ زَوجها يتحدُث عَبر الهاتف

وَقفت تُشاهده لِبُرهَة ثُمّ دون سابِق انذار رَكضت لهُ تقومُ بِمُعانقتهُ و التعلّقُ به تُزعجه بالشَكل الذي جَعله يُحاول ابعادِها كيّ يُواصل اتصالَهُ مع سيدِه

لَكنها قامَت بِنثر قُبلاتٍ عشوائيَة على وَجهه استَطاع العقيد عَبر الهاتِف سَماعِها ، احسّ بالحَرج الشَديد ما ان نَطق سيدهُ قائِلاً

- لابدّ انك مَشغول جونغكوك ، نَلتقي عِند الثكنَة

اغلَق الهاتف مُباشرَة يترُك الرائِد يغرقُ في خَجلهُ منهُ بفعل اندِفاع زَوجته الذي لم يَجِد لَهُ حَلاً ، حاول ابعادِها من خَصرِها و نَجح بذلك حينَما ارادَت هي الابتعاد بعدَما نالت كِفايتها من تَقبيله

- مابكِ ؟ هل جُننتِ ؟

قال مَصدومًا بينَما يَرى مَلامِحها المُحمرّة نظرًا لِمُحاولاتها الماسَة في كَبح ضحكاتِها على شَكله ، تَسببت في تلوّم وَجهه باحمرِ شِفاهها الزهريّ الذي لطّخ بَشرتهُ البيضاء تِلك

لَم تستطِع السيطرَة على ضِحكتها اكثَر فانفجَرت تُقهقه بِصخبٍ عَلى مَن ظنّ ، بل تأكد ان امرأتهُ مَجنونَة ، هي حتمًا ليسَت طبيعيّة

رَمش مُندهِشًا ثُمّ اقتَرب يُمسِك اكتافها يَهزُها بِقلق

- آلميرا ، عَلينا ان نزور الطبيب المُختّص بالامراضِ العقليّة قريبًا همم ؟

نَظراتُ القلق في عُيونه مَع صدمَة مَلامحه المُدنسّة بِقُبلاتها جَعلت ضِحكاتها تتعالَى اكثر حتّى اصبَحت دُموعها تنزِل دون تَوقف

رَفع عيناهُ للتَحديقِ بآيرا زوجَة ادولف و هي تَحملُ طَبق البانكيك كيّ تأخذهُ الي الصالَة ، كانت مُستغربَة من صَوت ضحك آلميرا العالي لَكنها حالَما رأتهُ حتّى زَمت شِفاهها تَكبحُ ضِحكتها بِصُعوبَة

دَخلت الي حُجرَة الطعامِ و تَركتهُ حائِرًا ، تَكرر الموقفُ مع أدولف الذي كان يَحملُ صينيَة بها المَشاريبُ و العصائِر الطبيعيّة اذ بِمُجَرد ان رأه حتّى انبَلجت عَيناهُ و انَقلبت مَلامحهُ الهادِئَة الي اُخرَى تعابيرِ تُجاهد للتسترُ على ضِحكتها

اراد جونغكوك ان يَتفقد وَجهه بِسُرعَة و حالَما فعَل حتّى واشَك على الاغماء من صَدمتِه ، لشدّة احراجِه امتَنع عن الاكلِ مَعهم و هَرب الي سيارتِه ينتظرُ مَجيئ زَوجته التي حاوَلت اقناعهُ بتناولِ الطَعام مِرارًا و تِكرارًا

لَكن ، كَيف سيضعُ عَيناهُ بعينيّ ادولف بعدَما رآهُ الاكبَر بِوجهه المُلطَخ بِقُبلاتِ زَوجته ..؟ تِلك عُقدته التي مَهما حاول ان يَفكها لن يَستطيع

مَسح اثار احمرِ الشِفاه قبل رُكوبه سيارتِه و عند مَجيئ زَوجته علِمت انّهُ غاضِب منها بِفعل انقلاب مَلامحه من جادَة عاديّة ، الي جادّة مُتجهمّة

لا يوجَد فرقٍ كَبير
لَكنها حَفِظتهُ بالفِعل

حاوَلت تلطيف الجَو و جَعله يَلين و ينسجمُ مَعها ، لَكنه اصرّ على مَوقفه بالغَضبِ مِنها و لم يُرد مُحادثتِها بتاتًا

حينَما طَفح كيلُها صَرخت بِه بغضبٍ بعدَما ضربت ذِراعه

- هل حقًا ستُغادر الي مُهمتك و انت غاضِب منّي ؟
لن تَراني لاسبوعٍ كامل ! ماذا ان عُدت وَوجدتني ميتّة ..!

صاحَت بِه و اخَر ما قالَتهُ جَعله يوقف السيارَة في مُنتصف الطريق بشكلٍ مُفاجئ سَبب اهتزاز قويَ للسيارَة حتى واشَك رأسِها على الاصطدامِ بِالزُجاج

نَظر اليها بانزِعاجٍ واضِح ثُمّ قال مُهسهسًا

- لا تَجلبي سيرَة الموتِ على لِسانك آلميرا

نَظرت اليه بِغضبٍ مَكتوم تَسبب في احمرار عَينيها ثُمّ تَحدثت بصوتٍ مُهتَز

- انت تَجدُ الوَقت الخاطئ دومًا للغضبِ منّي
انت ستذهُب الي مُهمتك اللعينَة ، و تترُكني
ثُمّ تأتي بكل وقاحة لِتغضب و تُخاصمني..؟
من اين جَلبت قساوَة القلب هذِه ..!
رُغم اني اخبرتك بالامس اني ساشتاقُ اليك
ايها الوَغد المُتخلف

صَرخت بِه بعدَما قالَت كلامها دُفعَة واحدَة دون تَرك المَجال لِزَوجها بالتَبرير لِنَفسه ، جَعلتهُ يشعر بتأنيب الضَمير حينَما نزلت من السيارَة و قامَت بِصفع الباب في وَجهه قائِلَة

- لن اتحدَث معك مُجددًا

كانَت تظنّ انهُ سيلحقُ بِها ، لَكنهُ فاجئها بِتحريكِه الي المقودِ و مُغادرَة المَوقِع للدُخولِ الي بوابة الثكنَة التي كانَت امامهما مُباشرَة

فَتح الحُراس البوابَة يأذنانِ لهُ بالدُخول بعدما تمّ تأدية التحيّة العَسكرية لهُ ثُمّ بِمُجَرد أن رَكن السيارَة بالداخل نَزل يُشاهدها بالخارِج تُحيك سيناريو دَراميًا بِسبب تَرِكه لَها

الم تَقُل انّها تُحِب حياة النَكد ..؟
انّهُ يُقدِمها لها كيّ لا تُصبح حياتِها مُملَة..!
اين سَتجِد زَوج مُراعي لِطلباتِها مِثله؟

ارتَفع طرفُ شِفاهه قبل ان يُطأطأ برأسِه مِن دراميَة زوجتِه التي ان شارَكت بها في احَدِ الافلام ستأخُذ الاوسكار دون مُنازِع ، اقتَرب من البوابَة يُناديها

- آلميرا تعاليّ

كَتفت يديها الي صَدرِها ترفُض الدُخول حيثُ قالَت

- انت تَركتني ..! لن آتي

قامَ بِهزّ اكتافه ثُمّ التَفت كيّ يَرحل

- حسنًا انتِ حُرّة
ساذهبُ لِرؤية ليموس

بِمُجَرد ان سَمِعت اسم افعتِه حتّى شَهقت و رَكِضت للدُخول ، مَشت بِجانبه مُتحدثَة بِغَيضٍ واضِح

- هل ستذهبُ للتسليم عليها قبل مُغادرتِك ؟
هل يَهونُ عليك خِيانتي سيد جُيون ؟
الا تُعد تلك خِيانَة كُبرى ؟

جوابَهُ يزيدُها احِتراقًا حينَما تراهُ يَقول بابتِسامَة راضِيَة

- اجل ، ساذهبًُ اليها و اسلم عليها قَبل ان اذهَب
لابدّ ان احرِص على عِناقها جيدًا ، سافتقِدُها

صرّت على اسنانِها بِغَيضٍ قبل ان تُوقفه عن السَير بانزعاجٍ واضِح

- كَيف تقول انّك سَتفتقدُها امامي ؟؟
انت حَتّى لم تُخبرني بهذه الكلمَة من تلقاء نَفسك البارِحَة..!
هل انا امامَك قدمُ كُرسيّ ؟ بما قصرّتُ بحقك حتّى تُفضل افعَى عليّ !
لديّ لِسان سام اكثرُ منها لِيكُن بعلمك ، استطيعُ قتل الجَميع بِه

نَظر الي مَلامِحها المُنزعجَة ثُمّ انفَجر ضاحِكًا و هو يُعيد مُواصلَة سيرِه ، لم يكُن يُصدق انّ زَوجتهُ فعلاً تَغيرُ من افعَى ..!

- انظروا اليه كَيف يَضحك حينَما يكونُ الامر يَخُصها

صَرخت بانفعالٍ قَبل ان تنخفِض لِحَمل صخرةٍ صغيرَة تَرميها على ظَهرِه ، تَوقف عَن السَير مُنصدِمًا ثُمّ التَفت نَحوها بعدمِ تَصديق

- هل قمتِ بضرب عَسكريّ في قاعِدته العَسكريَة ؟

وَجدها تومِئ ايجابًا و هي تُجمع عددًا من الصُخور الصَغيرَة

- يجوزُ ضَرب الزَوج في حالاتِ الخيانَة الصَريحَة العلنيّة
حينَما يُقرّ بها بلسانِه و يَقولُ بكل وقاحَة انه سيُعانق انثَى غير زَوجته

رَمش مُنصدِمًا ثُمّ قال بعدمِ تَصديق

- آلميرا انّها افعَى ..!

سَمِعها تَصرُخ بعدمِ اكتراثٍ حينَما قالَت بانفِعال

- لا يَهم ، تظلّ من فصيلَة الإناث ايها الخائِن

ابتَلع ريقهُ حينَما ارادَت زَوجتهُ شنّ حربٍ من الصُخورِ عَليه
في الواقع ، هو ليسَ خائِف من مُهمته بِقدر خَوفه من مَعركته مع زَوجته في الوَقت الراهِن ، و لانّهُ مُدرك تمامًا انّهُ الطَرف الخاسِر ، حلّه الوَحيد كان الهُروب

التَفت و بِكُلّ ما اوتيَ من قُوّة ، رَكض بسُرعَة يَترُك خَلفهُ الغُبار يَتناثَر ، جَرت آلميرا خَلفهُ تُطارده بالصُخور بينَما تصرُخ

- انتَظر ، عُد الي هُنا جُيون
دَعنا نتفاهم

التفاهم الوَحيد الذي يَمقتهُ ، هو تَفاهمهُ مع زَوجته الذي يَنتهي باضرارٍ وَخيمَة في مُختلفِ جَسدِه ، انّهُ رَجُل مُسالم يتعرّض للتعنيف من امرأته ..!

انهُ مِسكين ، عاقِل حِسهُ لا يُسمَع
لِما هي عصبيّة بِدون سَبب ؟

•••

جاء موعِدُ رَحيل الرائِد الي مُهمته ، حَيثُ كان بَقيّة العَساكر يَتجهزون من اجلِ الاقلاع في الطائِرَة العَسكريّة و الاتجاهُ الي المَوقع المَطلوبِ لاداء المُهمّة

في ذَلك الوَقت الذي كانَ جونغكوك يَلبسُ ثيابهُ في قِسمه مع فريقِه ، توجهَت آلميرا الي غُرفَة العساكِر حيثُما استَطاعت اقناع جُنديّ بالسَماح لها بأخذِ مَلابسه بعدَما اعطتهُ رشوَة ماديّة ، اخَذت شارتهُ و زيّه العسكريّ ثُمّ دَخلت ترتديها

هل حَقًا جونغكوك يظنُّ انهُ سيذهبُ الي مُهمَة خطرَة بِدونها ..؟
ايظنُّ انها سَتسمحُ له بالمَوت بعيدًا عَنها ..؟
ماذا عن قَسم زواجِهما بالمَوت سويًا ..!

لِذلك ، قامَت بارتداءِ ملابس ذلك العَسكريّ بعدَما لَبست حِزام عند صَدرها كيّ تَجعلهُ مسطحًا كالرِجال ، اخَذت ذقنًا صِناعيًا لَبِسته كيّ تُخفي نُعومَة ملامِحها ثُمّ ارتَدت قُبعَة بعدما جَمعت شعرِها عالِيًا

تأملَت نَفسها بالمرآه قبل ان تَمتدح شَكلها باعجاب

- يالي من رَجُلٍ وَسيم ..!

ارسَلت قُبلاتٍ طائرَة الي نَفسها قبل ان تُغادر لِحَمل ذلك السِلاح الذي واشَك على اقتِلاع كَتِفها لِثقله ، لاخرِ لَحظة فكّرت بالانسِحاب و عَدم الاقبال على خُطوَة مُتهورَة كَهذِه

لَكِن عَقلِها الخَبيثُ المُحِب للمُغامراتِ الدمويّة يُحرِضها على المُواصلَة ، تَنهدت قَبل ان تَذهب للركضِ و و الاصطِفاف بِجانب فريقِ قائِد القوات المُسلحّة الشَرقية

بالتأكيد لن تَكون شُجاعَة كِفايَة كيّ تَصعد مع فريق القُوات الخاصَة الذي يَقوده زَوجها ، سيكتشفُ أمرِها مُباشرَة و تتحصّلُ على تَوبيخٍ عنيفٍ يجعلُها تقتله

لِذلك ، سَتسمحُ لهُ بالاكتِشاف عند ارضِ العَدو
كيّ ان قَتلتهُ ، يموتُ على يديّ زَوجتهُ الرحيمَة به
افضَل من خَصمِه ..! اليسَ كذلِك ؟

تكادُ تَفقد صوابِها من فرط حِنيتها و رأفتِها به
اين سيجدُ امرأة حنونَة كمِثلها ؟

كانَت أنجيلا كَذلك تُجهز مُعداتِها للاقلاعِ مع الطاقِم الطبيّ اذ سَبق و ان علِمت عن خُطّة الميرا في الذَهاب ، حاوَلت اقناعِها مِرارًا و تِكرارًا بالتَراجُع لَكِنّ الصُغرى كانت مُصرّة بالشَكل الذي اعجَزها عن نِقاشها

هي تَعلمُ ان غَضب جونغكوك لاحِقًا لَن يكون هَينًا

حينَما سأل الرائِد عن زَوجته التي لَم تأتي لِتوديعه قَبل الاقلاعُ تَحججت أنجيلا بِكونها مُتأثرَة و لن تَستطيع تحمّل التَسليم عليه عند رَحيله لِذلك اختَبئت و لَم تخرُج لَهُ

وَجد الحُجّة مُقنعَة ، لكن من دواخِله احسّ بالحُزن لانّهُ اراد ان يَراها قبل ان يَذهب ، راقَب لاڤينيا التي تُعانِق تايهيونغ و تَبكي بشدّة ، احسّ بالاستِياء اكثَر اذ لَم يعرف ان زَوجتهُ تُغامر بِحياتها فقط لِتبقَى معهُ

حدّها ليسَ البُكاء بِسَلام
تتخطا كُلّ الحُدود الممكنَة كيّ تظلّ مع الشَخص الذي تُحِبه
و ان كان عَلى حِسابُ حياتِها

و هي بالفِعل بدأت تُحِب زَوجِها ، دون ان تشعُر
تُقنع نَفسها انها مُتعاطفَة معهُ لا غَير
لكن قَلبُها الصاخِب ليسَ إلا اشارَة علنيّة للحُب..!
تلك الاشارَة التي لا يَستطيع اي امرءٍ نُكرانِها

رَفع عَيناهُ لِلتحديق في قائِد القُوات المُسلحّة الشرقيّة حينَما جاء مَع عساكِره فَمُهمّة كِليهما مُشتركَة بالفِعل

رَمقهُ بِنَظراتٍ مُعتمَة اذ كِليهما لا يُطيقانِ بَعضهُما بالفِعل ، قامَ بِتوجيه عيناهُ الي فريقِه يَتفقدهم نَفرًا نَفرًا كَما فَعل القائِد كيم المِثل ، تجوّل نامجون بَين عساكِره و حينَما وَصل الي اقصِرهم قامَة ، وَقف امامَهُ بِحاجبٍ مَرفوع

قرأ الاسم المَكتوب على صَدرِه مُتحدِثًا

- لي سونغ جاي ..؟

توتَرت آلميرا للحدّ الذي جَعل عرقها يَتصببُ من الخَوف ، رَفعت كَفّ يدِها بجانب رأسِها و قالَت بصوتٍ رُجوليّ حاوَلت اتقانَهُ

- نَعم سيدي

اخَفض نامجون رأسهُ كيّ يرى مَلامِحها الانثويّة التي حاوَلت هي اخفاءِها بِذلك الذَقن و الشارِب المُزيّف ، كانَت عُيونِها ذاتُ الرُموشِ الكَثيفة تفضحُ هَويتها بالفِعل ، اذ استَطاع القائِد كَشف هويتِها الحَقيقية

ارتَفع طَرف شِفاهه ساخِرًا و بِمُجَرد ان اعتدل مُستقيمًا بِظَهره ، نَظر نَحو الرائِد الذي يتفقّد عَساكرِه مُبتسِمًا بِمُكر

- لِنَستمتع قليلاً !
لانّهُ ، لِما لا؟

سَمح لِعساكره بالذهاب الي الطائِرَة و من ضِمنهم آلميرا التي فَرحت بشدّة حينَما ظنّت ان امرُها لم يُكشَف ، اذًا بدون شَك جُيون لَم يَتعرف عَليها ..!

القَى الرائِد نَظرة خاطِفَة عَلى عساكِر كيم قبل يقوم بتفقد كامِل فَريقه ، رَكب في طائِرته مَع عساكِره للاقلاعِ نَحو مِنطقَة التَخييم القريبَة من مَوقع العدو

هُم في مُهمّة للهُجومِ عَلى مَوقع تُجارِ المُخدراتِ و رِجال العِصاباتِ المُنظمّون الي القِطاع الارهابيّ ، يُشكلون خَطرًا كَبيرًا عَلى السُكانِ بَعدما يقومون في انتهاكِ حُقوقِهم و القتلِ من ابنائِهم و اغتصابِ نسائِهم

اذ وَصلتهُم انباء عن تَحديد مَوقِعهم مُنذ ايامٍ كيّ يتمّ التَوجه اليه و تَدمير اكبر عددٍ امَكن مِنهم

استَغرق طريقُ الوصولِ ثمانيَة ساعاتٍ كامِلَة تَسببت في قَلقٍ كَبير الي آلميرا التي كانَت تتلقّى نَظراتٍ كَثيرة من العساكِر قُربها

كانوا يُحاولون سُؤالِها كَثيرًا عن هَويتِها و موعِد انضمِامها اليهم
لِكَونها وَجه جَديد لَم يَرهُ احد من قَبل

لكنها كانَت تُلاقي كُل اجوبتَهُم بالصَمتِ و التَركيز على الجِدار امامَها و داخِلها يَدعي ان تَصِل بِسلامٍ دون حُدوث مَشاكل تُذكَر

بِمُجَرد ان تمّ الهُبوط بالطائِرتَين ، نَزلت مع البقيّة اذ عادَت اليها الروح حينَما وَجدت زَوجِها يُقابِلُها بعدَما قفز من طائِرته ، ابتَسمت بِوسعٍ و احَست بالآمان بِوجودِه حَولها

- مابك تَبتسم كالأبلَه ..؟

سَمعت صَوت احد العساكِر قُربها و هو يُطالِعها ، نَظر الي حيثُما تُحدق هي ثمّ قام بِضرب كَتفها بقوّة كادَت ان تُسبب وقوعِها

- لا تَقُل لي انك من النَوع الذي يُفضل الرِجال ..!

وَسعت عَينيها تشهِقُ بقوّة قبل ان تَقوم بالنَفي بعدَما تَمسكت بِسلاحها قائِلَة بصوتٍ تُجاهد لجعله خَشِنًا

- ك..كلا ، ان..انا مُستقيم
اح..احب الفتيات

زمّت شَفتيها بِقوّة حينَما قام العسكريّ باحاطَة اكتافِها يُقربها منهُ قبل ان يَتحدث و هو يُطالِع زَوجِها

- لَكِن ، الا تَرى انّهُ حقًا وَسيم ؟

اصابَها الشللُ من فكرَة اتكاءُ ذلك الجَسد الصخريّ فوقها ، اغمَضت عُيونها بقوّة قبل ان تَقوم بِدفعه عَنها مُتحدثة بانفعال

- ساذهبُ لارَى مالذي يَحتاجهُ القائِد

رَكضت مُبتعدَة عن العَسكريّ الذي راقَبها مُستغرِبًا

- جِسمه طريّ مُقارنَة برجُل..!

تمتم و هو يُراقب ظهرِها ، رَمش مُتعجبًا ثُمّ تَوجه لمُساعدَة فريقه بانزالِ حاجِيات التَخييم ، وَقفت آلميرا عن بُعدٍ تُراقِب زَوجِها الذي يُساعد بِنَصب الخِيم مَع فريقه و هُم يَضحكون و يَتبادلون النِكات المُختلفَة

راقَبتهُ عن بُعدٍ قبل ان تَعبِس

- كيف يُمكنني ان اذهَب لهُ الان ..؟

وَقفت مُستعدَة حالما نداها احَد العساكِر يطلُب منها ان تُساعدهم بِنَصب الخيمَة ، ابتَلعت ريقِها بِخَوفٍ فهي لا تُجيد تلك الامور ..!

- سونغ جاي تعالَى بسُرعَة ! هل لانك جَديد تعتقد ان على رأسك ريشَة ؟

صَرخ عسكريّ عَليها جَعل اهتِمام جُيون يَذهبُ الي جَسدُها الضَئيل القَصيرُ مُقارنَة بِبقيَة الرِجال ، استَغرب و هو يُشاهِد ظهرِها تَسيرُ نَحو فَريق نامجون

- اليسَ صغيرًا ليكون عسكريّ ؟

تحَدث الرائد مُتمتمًا ثُمّ واصَل نَصبه للخيمَة ، وَجه نَظراتٍ خاطفَة نحو زوجته المُتنكرَة بعدَما تمّ توبيخها و طردِها حينما عَجزت عن حَملِ الاعمدَةِ الحديديّة

قَطب حواجِبهُ و ظلّ يُراقِبُها بِعيناهُ بعدما مَشت لِحمل الصناديق التي بِها التَموين لاعدادِ الطَعام لَهُم ، تَتبع خُطواتِها و هي بالكاد تستطيعُ السير بِذلك الصُندوق الذي يُضاعِف حَجمها مَرتين من ثُقله

واشَكت على السُقوط بِه لو لَم يُهرول ناحِيتها و يأخُذَه مِنها ، تَسلل عِطرَهُ ثُقوب انَفها فاستَطاعت التَعرف عَلى هويتِه مُباشرَة ، رَفعت عُيونِها السَوداء اليه تُشاهِده و هو يحملُ الصُندوق عَنها مُتحدِثًا بنبرَة ساخِرَة

- كيف تَمّ قُبولك و انت لا تُجيد حَمل صُندوقٍ حتّى

داهمَتها السعادَة بالشَكل الذي رَغبت بِه باحتِضانه بقوّة ، لَكنها تمالَكت و اخَفضت رأسِها للتسترُ على هَويتها مِنهُ اذ سيكشفُها ان طالَع عُيونِها

- سا..ساذهب لجل..لجلب الصن..الصندوق الاخَر

قالَت بِصوتها الخَشن الذي لَم يستطِع الرائِد ان يَستوعِبهُ ، راقَبها بِعَينيه و هي تستديرُ للركَضِ ثُمّ قَطب حواجِبهُ بشدّة مُتحدِثًا بصوتٍ خافِت

- انّهُ ليسَ صوتُ رَجُل ..!

ذَهب لِيَضع ذلك الصُندوق في مَكانِه بعدَما انتابَتهُ الشُكوك الكَثيرَة حِيال هيئَة ذلك العَسكريّ الذي يُذكِره بشخصٍ يَعرِفهُ جَيدًا

كان يُراقِبها رُغم عن ارادِته ، اذ كلّما وَجد نَفسه خاوي اليَدين يُناظِرُها و هي تركُض هُنا و هُناك فقط لِتُثبت انّها رَجُل ..! كي لا يُكتَشف امرُها

رُغم انها تَبذل جُهد بدنيّ كَبير سَبب لها ارهاقًا شَديدًا

بِحُلول الليلِ اجتَمع العساكر حَول النار التي اشعلوها اذ كانَت آلميرا تَجلسُ عند بُعدٍ تتنهّد بألمٍ و هي تُشاهد تورّم يديها من كثرَة حملِ الاشياء الثقيلَة

كانَت تكبحُ دُموعها بِصُعوبَة ، لطالَما عاشَت مُدللَة الخَدم يحملون عَنها الاعباء ، لِما تَفعل هذا بِنفسها ..؟

نَظرت نَحو زَوجِها الذي يَشربُ العَصير مَع عساكِره بِحقد
لِما لَحقته و جائت الي هُنا ؟ ما السَبب الذي دَفعها للتهور ..!

احقًا خَوفها من البقاء وَحيدة بدونَه هو السَبب..؟
هل غيابه سيُشكل فارِقًا للدرَجة التي جَعلتها تُغامر بِحياتِها..؟

انتابَها الحُزن من شدّة التَفكير بِتهورها ، خاطَبت نَفسها ذلك السُؤال
لِما ، هل تُحبينَه ..؟ هل حقًا وَقعتِ بِغرامه ..؟

ماذا عن حُب سنواتِ الطُفولَة ؟ أكان وَهمًا ..؟

- غَبيّ مُتخلَف ، ليتهُ فقط يعلمُ ما افعلهُ من اجلِه

قالَت بعدَما مَسحت دُموعها بِخُشونَة ، لا تُحِب فكرَة ان تُعيد تِكرار سيناريو الوقوع في حُب شخصٍ لا يُبادلها ذات المَشاعر

صَحيح ان زوجِها يُعاملها جيدًا بطريقَة تجعلها تَشُك في حُبه اليها

لَكن سابِقًا و ان وَقعت بذات الفخّ مع جوليان الذي كان يُعاملها بطريقَة جَعلتها تتيقَن من فِكرَة حُبه المَحتومِ لَها ، فانتهَى بها المَطافُ مكسورَة القلب و الخاطِر

لِذلك لا تُريد بتاتًا تِكرار الغَلط ذاتِه

شَفطت سائِل انفِها ثُمّ سَمِعت احد العساكر يُناديها
قد احبوا فكرَة استخدامِها كَخادمٍ لَهُم ..!

نَهضت بقلّة حيلة ثُمّ مَشت حتّى تُوزع المشاريب كَما طُلب مِنها ، وَزعتها على بقيّة العساكِر و مِن ضِمنهم زَوجِها الذي كان يُحاول التقاط الشبكَة كيّ يُراسلها و يُطمئنها بوصولِه

لَم يكُن انها تَقفُ خَلفه مُباشرَة

حينَما استدار لرؤيتِها كَعسكريّ مُتنكر وَجدها تُعطيه ذَلك العصيرِ البارِد ، ناظَر يدِها الصغيرَة و لازال لا يَستطيع ان يستوعِب انّها تخص رَجُل

اخَذها مِنها فقامَت هي بالهَربِ من امام عيناهُ حينما تَلاقت عيناهُما و انتابَتها رَغبة قويّة بالبُكاء ، رَمش بِعَيناه مُستغرِبًا فِرارِها الغَير مُبرر

فسّر هُروبها بِخوفها الشَديد مِنهُ كَما يفعل بقيّة العساكِر الذين يَخشون مُواجهتهُ لِذلك فَتح المشروب يَرتشفُ منهُ مُتمتمًا

- هُنالك شَئ غريب بِخُصوصِه ، انا مُتأكِد

زَفر انفاسَهُ ثُمّ ظلّ يُحاول التقاط شبكَة كيّ يستطيعُ اجراء اتصالٍ مع زوجتهُ التي هَربت الي مكانٍ خالٍ استطاعَت به ازالَة تلك القُبعَة و فَرد شَعرِها تُدلِكَهُ بِضَجر ، جَلست فوق رُكبتيها تتنفَس بِثقل

- لِما فعلتُ هذا بنفسي ؟ مالذي انتَظرتهُ حينما اردتُ المجيئ الي هُنا ؟ ان يُعاملوني كأميرَة مثلاً ..!

سَخِرت و الدُموع في عينيها قبل ان تَلكم التُراب بغيضٍ و غَضب

- لقد اصبحتُ طُعم يستعملهُ الجَميع للتخلُص من مَهامه
لقد سَئمت و لم يَمُر سِوا نِصف يَوم ..!

صاحَت مُنفعلَة قَبل ان يَتسمر جَسدُها حينَما سمِعت صَوت عسكريّ من خَلفها ينطِقُ بصدمَة بِمُجَرد أن رأى شَعرِها الطَويل

- ان..انت فت..فتاة ؟

التَفت اليه مُبتلعَة ريقِها بِذُعرٍ من نَظراتِه المُعتمَة تِجاهها ، خُطواتِه اليها وِسط ذلك المَكان الخالي. مَع عُيونِه الجامحة ، لا تُبشّر ابدًا بالخَير..!

حينَما استطَاع الرائد الحُصول على اشارَة اخيرًا بعدَما سار خُطواتٍ لابأس بها بعيدًا عن المُخيّم ، لَمح العديدُ من الرسائِل و الاتصالات الكَثيرة مُرسلَة من قَبل أدولف ، استَغرب فَتلك ليسَت عوائِده البتّة

حالَما دَخل على الرسائِل و قَرأها تَوسعّت عيناهُ بِقلقٍ عارِم
اذ كَتب لهُ الخمسينيّ التالي

- جونغكوك الميرا لم تَعُد الي المنزِل ..!

- ذهب باترك لاصحابها لَكنها لم تكُن موجودَة !

- بَحثنا عَنها بِكامل الثكنَة و البلدَة ، اختَفى اثُرها
اين اخر مرّة تركتها ؟ ارجوك رُد ، نحن خائفون عَليها

كانَت تِلك بِضع رسائِل مِن ضِمن الكَثيرين ، توتّر الرائِد الذي راحَت شُكوكَه تَزدادُ حيال هويّة ذلك العسكريّ اذ بِدون شَكٍ أيقن انّهُ زَوجته..!

خَفق قلبهُ هلِعًا و قَبل ان يَتصرف سَمع صوت صُراخٍ صادِر من مِنطقة قريبَة حيثُما هو يَقف ، انّها نَبرة اُنثويّة يَعرفُ جيدًا تردُداتِها

قام بالركضِ مُسرِعًا الي مَصدرِ الصَوتِ و حالَما وَصل ، وَجد عسكريّ يقومُ باعتلاءِ جَسد جُنديّ تَحتهُ بينَما يُحاول التَعديّ عَليه

جَهزّ سِلاحهُ حتّى يُطلق النار عَليه حالَما علِم انّ الجَسد السُفليّ يخصّ زَوجتهُ بِلا شَك ، فارَت الدماء في عُروقِه و غَضبِه لم يَعُد مَحدودًا

حَكمهُ التَهور و لاولّ مرّة سيُقتل جُنديّ يَتبعُ كَتيبتهُ
فَحقّ امرأتهُ ياتي اولاً ..!

انّهُ يتعدّى على شَرِفه ، عَلى امرأتهُ التي تَخُصه

لِذلك ، بِمُجرد ان اراد ان يُطلق رصاصَة عليه صُدِم بصوت صُراخ العسكريّ حينما قامَت آلميرا بِضربه على رأسِه بحجرَةٍ قُربها

دَفعتهُ من فَوقها ثُمّ اعتلتهُ هي لِتبدأ بِلكمه بعنفٍ و تَسديد ضرباتٍ مُؤلمَة على وَجهه الذي واشَكت على تَشويهه كَما فعلت مع تلك الامريكيّة

- ايها الحُثالَة ، العاهِر النتن ، اتظنّ اني ساسمحُ لك بِانتهاك حُرمَة زَوجي ؟ هل اقتُلك ؟ ساقتلُك اُقسم

مَسكتهُ من رأسه الذي بدأت تَضرِبه بعنفٍ على الارضِ حَتى تناثَرت دماءه ، لم تكُن رَحيمَة و عُنفها في حَقّ الجُندي حاز على اعجابِ زَوجِها الذي بقا مَكانهُ يُشاهِدُها مَبهورًا

تَرجاها العسكريّ ان تتركَهُ بعد ان واشَك على فُقدان وَعيه ، و بالفِعل اخلَت سراحهُ حينَما اخرجَت غيضها كُلّه بِه قَبل ان تَستقيم من فوقه تَركُله

- عاهِر ، احمَد ربك اني لا املكُ سكين و الا كنتُ اقتلعتُ نسلك الذي حتمًا ليسَ عليه ان يَتكاثر

انخَفضت لِحمل قُبعتها و قَبل ان تَرتديها لاحَظت وقوف عسكريّ امامَها ، فَغرت فاهِها بعدمِ تَصديق اذ خَفق قلبُها بذُعرٍ و هَلع

سينتهي امرُها ان تحامى العساكِرُ عَليها ..! ، لَكِن ، بِمُجَرد ان رَفعت عُيونِها الي وَجهه كانَت صدمُتها اكبر حينَما وَجدتهُ زَوجِها

هُنا ادرَكت ان قلبُها لم يَخفق من الخَوف
بَل مِن الحُب..!

•••

6920

اهلاً اهلاً يالطيفين ♥️

عُدنا بفصلٍ جَديد محمّل بنوع مختلف من المشاعر

عارفين ، لو كتبت هذا الفصل المدة الماضية ، كان سيكون كارثيّ بمعنى الكلمَة ، الاحداثُ التي كانت براسي و انا اكتبه مختلفة و حينما اردت سردها وجدتها مملة بشكل جعلني افقد الشغل

اعني .. نيتي كانت مسدودة لا غَير
لكني اشعر اني بخير حاليا لذلك استطعت ان اكتبه بحماسي المعتاد

لو كتبتهُ و انا على تلك الحالة ، اجزم اني لن افلح في ايصال المشاعر المطلوبَة و ستصلكم احاسيسي المُضجرة بلا شَك

عمومًا ، فصل اليوم انا راضيَة عنه بالشكل الذي سمح لي بنشره

اول مرة في حياتي الكتابية
اقوم بكتابة فصلٍ و امسحه لاعيد كتابته ..!

طمنوني ، هل وصلتكم مشاعره الدافئَة ..؟
احببتموه ؟ انتم راضيين عنه كما انا راضيَة ؟

كيف كان الفصل معكم عمومًا ؟

ادولف و عائلته ؟ هل احببتموه هو و زوجته و ابنته..؟

جُزئية الافصاح عن المشاعر في ليلتهما ..؟

الميرا بدات تحب زوجها و تحس بقيمته عندها فعليًا
مشاعرها هُنا خلتني اتوتر بشكل رهيب ، لانها جالسة تجرب شي جديد عليها ، هي حبت جوليان من قبل لان نفس شخصيتها بالضبط

بس فكرة انها تحب شخص مش زيها فولا شي ، دي خلت مشاعرها تضطرب ، اضافة انها خايفة تنخذل من الحب مرة تانية ، لذلك تلاقونها مضطربَة بشكل كبييير

الميرا و غيرتها من ليموس ..؟ 😭
تريديون لقاء لها معاها؟

بخصوص اخر جزئية لما اختنا في الله تهورت ..؟ :)

شنو تتوقعون رد فعل الرائد لما شافها و عرف انها لحقته ..؟

اكثر جُزئية حبيتوها بذا الفصل ..؟

تريديون الرواية تتخطا ال 40 فصل ..؟

تريديون بقائهم في المهمة يطول ..؟

الاحداث في حتصير الفصل الجاي 😌🔥



اراكم في الفصل القادم ان شاء الله
الي اللقاء 🌸♥️






.
.
.










الرائِد 🌸

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top