عَروس الميراث | 24

عَروس الميراث | JK

اهلاً بِكم في الفَصل الرابِع و العِشرون 🪐

2600 تعليق
2000 تصويت
فصل جَديد

لِنَبدأ

•••

- عَليكِ أن تَعتذري

تَحدث الرائِد و عُيونِه تُحدِق بِداخل عينيّ زَوجتِه التي قامَت بالضَغطِ على أطرافِ أصابِعها تَسمعُ أمَرهُ و قَلبُها يَنتفِضُ بِخُذلان

حينَما ظنَت انّهُ أولّ داعِمٍ لَها ، سيكونُ سَندها في السَراءِ و الضَراء..!
اذ اتضَح انّهُ ضِدُها في اكثَر وقتٍ احتاجَت دَعمهُ

وَجدت نَظرات الشَماتَة تخترِقُها مِن قبل تِلك الامريكيَة التي تُعانِق القِطَة بِنَصرٍ جَعل اصابِع آلميرا تَحُكها رَغبة في اقتِلاع ما تَبقى من شعرِها الأشقَر

بِمُجرَد أن واشَكت على التَحدُث ، سَمِعت زَوجِها يَقولُ مُتابِعًا

- عليكِ ان تَعتذري ، لانكِ لم تُحطمي وَجهها كَما يَنبغي..!

رَمشت آلميرا باستِغرابٍ جَعل تَفغِرُ فاهِها بِعَدمِ رِضَى ، لَفت عُيونِها للنَظر بِوَجه العَقيد الغاضِب مِما نَطقهُ الرائِد اذ اندَفع يَقولُ بِانفِعال

- مالذي تقصِدهُ انت ؟ كيف تَجرؤ !!

التَفّ الرائِد اليه يُحدِق بِه بِعينين جامِدَتين قَبل مُخاطَبتِه بحاجبٍ مَرفوع

- لا يُوجَد قانون في بَلدتنا يَنصُّ أن الذي يُدافع عَن نَفسه يُعاقَب..!
و زوجَة حَضرتِك ، قامَت بالتعديّ جَسديًا على امرأتي ، ايّ ان الضَرب الذي قَدمتهُ آلميرا اليها يُعَد قليلاً ، امام الاذى الجسديّ و النَفسيّ الذي اصابها هي..!

لَم يستطِع العَقيد فَهم حَديث جونغكوك الذي قام بادخالِ اصابِعه وِسَط جُيوب بِنطاله العسكريّ قبل ان يُضيف مُتابِعًا

- راجِع قوانين البلد التي تَسكُنها ، لِتَعرف أنّ القاعدَة تُعاقِب مَن يبدأ بِصُنع الشِجار ، و المُدافع عَن نَفسِه من يتلقَى التَعويض ، لذلك ، انا اُطالِب حالاً باعتِذار حَصريّ من زَوجتِك ، لِامرأتي التي خُدِشَت نَفسيتُها بِسببها..!

ضَغط العَقيدُ على قَبضتاهُ حينَما نَجح الرائِد في استِفزازِه ، اقتَرب مِنهُ بِضع خُطواتٍ يَتحدثُ مُهسهسًا

- انت ايها الصَغير ، ألا تَعرِف بِمن تَضع رأسِك ؟
استطيعُ انهاء مَسيرتك بأكملِها

ابتَسم الرائِد بشكلٍ جانِبيّ جَعل كيان زوجتِه يهتزّ من جاذِبيتِه المُفرطَة ، قام بِتمرير لسانِه داخِل وَجنته الداخليَة ثُمّ تَحدث بِهُدوء تام

- لا تَكُن واثِقًا ، لانَك من سَتخرُج خاسِرًا بالأخَر
لِذلك يُفضّل ان تُغادر بأقلِّ الأضرار
كيّ لا اجعل امرأتك تَركعُ امام اُنثاي..!

شدّ العَقيدُ على قَبضتاهُ اكثَر اذ التَف نَحو الشُرطيّ يسيرُ الي مَكتبه قبل ان يَتحدث بِعَصبيَة

- اُريد أن افتَح مَحضر بِخُصوص الأذَى التي تَلقتهُ زَوجتي
و احرِص على سَجن تلك العاهِرَة ..!

اشرّ على آلميرا التي دَحرجت عَينيها بِضَجرٍ و هي تُهيئ نَفسها لِخَوضٍ نقاشٍ صاخِب معهُ لِتأديبِه ، لَكن دام زَوجها موجود سَتحترمُ وَقفتهُ و تتمسك بِحُسن سُلوكِها أمامَهُ

- نحتاجُ شُهود على أن زَوجتك لَم تبدأ الشِجار

نَطق الشُرطيّ بينَما يُحدِق في وَجه العقيد المُحمَر من شدّة غَضبِه ، اشرّ الرائِد على اُخته رفقَة انجيلا و لاڤينيا الواتن شَهِدن على الحادِثَة

تَطوعت لاڤينيا للحَديثِ بدلاً حينَما قالَت

- انا اشهدُ أنّ تلك الامريكيَة من جاءَت للتهجمِ على آلميرا و جَذبها من شَعرِها حتّى اقتلَعت لها بعض الخُصيلات

نَظر الشُرطيّ الي الفتاتين الواتن اومَئن تَضامُنًا مع حَديث لاڤينيا ، عاوَد التَحديق في العَقيدِ و قَبل ان ينطِق بِحُكمه ، قاطَعهُ زَميل لهُ جاء و بَين يداهُ وثيقَة رسميَة مَختومة من السُلطات العُليَة

- سيدي ، وَردنا هذا القانون الجَديد من السُلطات العُليَة

قَطب العَقيد حواجِبهُ امامًا كَما فعل الشُرطيّ الذي ارتَدى نَظراتِه الطبيّة كيّ يَستطيعُ قراءَة ذاك المِرسال بِوضوح ، وَجدهُ مَختومًا من الطابِع المَلكيّ نظرًا لأنّ بلدتهم تَتبع حُكم المُلوكِ و الامراء

استَغرق الشُرطيّ وَقتهُ و هو يُدقق في ذَلك القانون و يَقرأهُ حتّى قام بِرفع رأسِه نَحو العَقيد يُطالعهُ بأسَى قَبل أن يَتحدث بِما جَعل فَك الامريكيّ يسقُط

- للاسف القانون يُبرِئ من تَم التَعدي عَليه
لانّ اي تَصرفٍ ناجِم منهُ ، يَكونُ دِفاعًا عن نَفسه
في مِثل هذه الحالَة ، زوجة الرائِد هي الضَحيَة
و لَها كامل الحَق في فَتح المَحضر

وَسعت الشابَة الامريكيَة عَينيها حيثُ اقتَربت مُسرعَة تُشير عَلى وَجهِها المَليئ بالجُروحِ مُتحدثَة بِبُكاء

- كَيف تكون هي الضَحيَة ! بينَما حَضرتُها من فَعل بي هَذا؟
اُنظروا جَيدًا الي وَجهي..!

طالَعها الشُرطيّ بينَما يَرفعُ اكتافهُ بِقلَة حيلَة أينَما نَطق مُعرِبًا

- انتِ من بَدأتِ العِراك ، لم يكُن يَستوجبُ عليكِ خَوض شِجارٍ مَعها
لَها كامل الحَق الدِفاع عن نَفسِها ، القانون يُبرِئُها
نظرًا لِلمُجتمع الدمويّ الذي نَعيشُ بِه

اعتَرض العَقيد الذي اخَذ ذَلِك المرسال الملكيّ مِن بَين قَبضتيّ الشُرطيّ يُعيد قراءَتهُ بِنفسه بينَما يَتحدثُ بعصبيَة

- مُستَحيل ان يَكون هذا المرسالُ حَقيقيّ
انّهُ بِلا شَك ، مُزور

تَتبع اسطُر ذَلك القانون الجَديد حتّى اخفَض بَصرهُ لقراءَة اسمِ المُوقع الرسميّ لِهذه الوثيقَة القانونيَة

الأمير - ديڤيز أدولف

احَسّ باللُعاب يَجِفّ في حَلقه حالَما تأكَد من صِحّة المِرسال المُرسَل من السًلطان العُليا ، رَفع عَينيه للتَحديق بالرائِد الواقِف عَن بُعد يُشاهِدهُ بابتِسامَة خَفيَة تُظهِر شَماتَتهُ بِه

ابتَسمت آلميرا بِسُرورٍ حينَما تَمت تَبرأتِها تُحدِق في زَوجِها بِبهجَة ، سَمِعتهُ ينطِقُ مُوجهًا حَديثهُ الي العَقيد الذي يَحترقُ في دَواخِله من غَيضِه

- اُطالب باعتِذارٍ الي زَوجتي
و كَتعويضٍ ، ساكتَفي بأخذِ القطّة

قَدم يَدهُ حَتى يَستطيعُ اخَذ تِلك القِطَة من الامريكيَة التي حَركت رأسِها تعترِضُ و بدأت بالبُكاء تَترجَى زَوجِها كيّ يَرفُض

لَكنهُ عاجِز امام القانون ..!
اذ سيتمُ مُحاسَبتهُ و سَجن زوجتهُ ان رَفع الرائِد قضيّة ضِدهُما
لِذلك تَكلم بيأسٍ واضِح

- أعطيه القِطَة

بَكت زَوجتهُ حَتّى مَلئ صوتُها العالي اركانِ المَركز بأسرِه حينَما اخَذ العقيد القِطَة مِنها و قَدمها الي الرائِد ، مَسكها جونغكوك بِحرصٍ ثُمّ استَدار يُقدمها لِزَوجتِه التي قَفز قلبُها بِفرحٍ وِسط اقفاصِ صَدرِها

اخَذتها منهُ و قامَت بِعناقها و السعادَة تحتضنُ نابِضها الصاخِب
نَظرتُها الي زَوجِها في تِلك اللحظَة اختَلفت كُليًا
طالَعتهُ و الاعجابُ يشّع في عُيونِها نَحوهُ

هي فعلاً ، مُعجبَة بِه و تَكُن مَشاعِر تُشبه الحُب ناحِيتهُ

وَجدتهُ يُؤكّد على طَلبِ الاعتذارِ من العَقيد بِنَبرةٍ صارِمَة

- اُريد اعتذارًا ، حالاً ! فليسَ لديّ الليل بِطوله أقضيهِ هُنا

نَظر العقيدُ اليه و الغَضب يَتطاير من عُيونِه ، اجبَر زوجتِه على الاعتِذار و بِداخله يَتوعدُ لَها بالكَثير لِكَونها وَضعتهُ في مَوقفٍ مُهين امام عسكريّ اقلّ منهُ في الرُتبَة

أجبَرها رُغم انّها الطَرفُ المُتأذي في القصَة على تَقديم الاعتِذار الي آلميرا التي تُشاهِدُ اذلالِها بِنَصرٍ و سعادَة

- انا اسِفَة ، ارجوكِ سامحيني

كانَت لِتُقدم آلميرا اعتِذارها اليها ، لَو انّها وَجدتها تَستحقُ ذَلك
لَكِنها بالفِعل ، فتاة ذاتُ سَوابِق اجراميَة ، و ذَلك اوضَحهُ الشُرطيّ لَهُما حينَما غادر العَقيدُ مَع رجاله و زَوجتِه بَعدما توعّد للرائِد بِاخلافِ ثأرِه

غادَرت آلميرا مَع زوجِها مَركز الشُرطَة اذ اوصَل انجيلا و لاڤينيا الي بيتِهنّ ثُمّ قاد سَيارتِه نَحو منزِله الدي تُقيم به اُخته و زوجِها مؤقتًا

كانَ طيلَة الطَريق يُحافِظ علَى صَمتِه بينَما يقومُ بالضَغطِ على مِقودِه كَطريقَة للحفاظِ على غضبه و عَدم الإفصاحِ به امام اُخته

هو مُستاء ، و جِدًا من تَصرف زوجتِه الذي يَعتبرهُ همجيّ في المَرتبة الأولَى ، و مُشكلتهُ الكُبرى أن ذَلك الشِجار نَجم عن سَبب تافِه..!

تَنهد حينَما وَصلوا الي البَيت إذ استأذنَت لارين للدُخول الي الغُرفَة كيَ تَستريح تَترُك آلميرا تُلاعِب القطَة فوق الكرسيّ بحديقَة المنزِل

كانَت تُلاحِظ غَضب زوجِها المَكتوم لَكنها لَم تَشئ مُحادَثتهُ البتّة ، احتَفظت بسُكوتِها و ظلَت هادِئَة تُربت على جَسد القطَة النائِمَة في حُضنها

حتّى احسَت بجُلوسِ الرائِد بِجانبِها ما أن جَاء بِعُلبة الاسعافِ الأوليَة مِن الداخِل ، قام بِفتحها و مَلئ القُطن بالمُطهر كيّ يُداوي جُروح زَوجتِه

ناظَرتهُ حينَما لاحَظت استِياءهُ لِذلك قالَت

- هل انت غاضِب منّي ؟

أرجَع باصابِعه خُصيلاتِها الناعِمَة وراء اُذنها كيّ يَتسنى لهُ تَفقُد ذَلك الجُرح و مُداواتِه مُتحدِثًا بِهُدوء

- اليسَ ذلك واضِحًا ؟

حَدقت بداخِل عَيناهُ المُستاءَة اذ دافَعت عن نَفسها تَقولُ بِحُزن

- هي مَن قامَت بِضربي أولاً

أصَدرت انينًا مُتألِمًا حينَما لَسعها المُطهر تَقومُ باغماضِ عُيونِها بِوَجعٍ طَفيف ، حَرِص على تَعقيمه جيدًا ثُمّ عاتَبها يقولُ بِلَوم

- حتى و إن ، ما كان عَليكِ ضَربها بِذلك الشَكل..!
تَوجب عَليكِ الاتصال بي ، كنتِ ناديتني و تَصرفتُ انا بدالكِ

فَتحت عَينيها لِلتحَديقِ بِه ، انَزلت رأسِها بِاستياءٍ ثُمّ اجابَتهُ قائِلَة

- حسنًا ، انا لم اُفكِر بِك في تِلك الأثناء
اعتدتُ على اخَذ حقي بيدي ..! لِهذ..

قاطَع كَلامِها مُنفعِلاً حينما قال باندِفاع

- انتِ اصبَح لديكِ رَجُل يأخذ لكِ حَقكِ الأن آلميرا..!

خَفق قَلبُها جرّاء كَلامهُ الذي عَزف وتيرَة صاخبَة على نابِضها المُهتاج
ناظرتهُ بعدَما رَفعت عُيونِها اليه تُشاهد انزِعاجهُ و عُقدَة حواجِبه الشَديدَة

تَجِدهُ يُتابِع مُعاتبًا

- الم اُخبرك ليلَة زواجِنا الأولَى ، أن كُلّ ما يَمسكِ يَمُسني..!
و أنّي قَطعًا لن اصمُت ان اذاكِ احَد ، لِما لا تَثقين بي..؟

عاوَدت اخفاض رأسِها مُجددًا بِحُزن لَكنهُ من قام بِرفعه لَها حينَما احتَضنت اصابِعهُ رقّة ذَقنها يأخُذ عُيونها بِعُيونه قَبل ان يُضيف

- تَصرفكِ كان خاطِئ سَيدَة جُيون
خاطِئ بالشَكل الذي جَعلني اُغير القوانين من اجلِك

قَطبت حواجِبها بِخفّة و هي تُطالِع عُيونِه بِعدمِ فَهم ، ابعَدت يَدهِ عن ذَقنِها للاستِفسارِ عن ذلك القانون الذي تَبدل

- أي قانون ..؟ و كَيف بَدلتهُ ؟

رَمشت بِعَدم فَهم تَراهُ يَتنهد باستِياء من نَفسِه ، حَمل لاصق طبيّ وَضعهُ على جُرحِها فوقِ خَدِها ثُمّ نَبس بِضيق

- لن اُخبركِ التَفاصيل التامَة ، لكنّي املكُ السُلطة التي تَسمحُ لي بِتَغيير قَوانين هذا البَلد بأكملِه

وَسعت عُيونِها بِعَدم تَصديقٍ ثُمّ قالَت باندِهاش

- هل حقًا ، تَستطيعُ ذلك ؟
كيف ؟ هل يستطيعُ اي شَخص وَضع قانون على مِزاجه؟

نَفى بِرأسِه ثُمّ تَحدث يُجيبُها

- ليسَ أي شَخصٍ بالطبع ، لكنّي ثاني شَخص يمتلكُ الصلاحيَة بِوضع القَوانين و تَغييرِها ، اذ لا احَد يعلمُ بشأن هَذا الأمرِ غَيرُكِ

وَسعت شَفتيها بإعجابٍ تام اظهرتهُ عَبر ابتِسامتها الواسعَة
قامَت باسنادِ وَجنتها فَوق خَدِها تقومُ بِسُؤاله بِحَماس

- أخبرني كَيف بَدلت القانون من أجلي ..؟
اعني ، بِهذه السُرعَة ..؟ كَيف..!

اصَدر الرائِد تَنهيدَة مُثقلَة و هو يَمسحُ على رقبتِه بِضيق
هَذِه ليسَت من شيمِه ..! انّهُ من يُقدس القوانين و يَحترمِها
كَيف جَعلتهُ يَتطور في العِصيانِ الي حَد تَغييرِها..؟

- حينَما وردني بَلاغُ تورطكِ في شِجارٍ حاد
خِلتُ انكِ علقتِ مع احد المُجرمين
لَكنهم أخبروني ان الطَرف الأخَر هو المُتضرر
لِذلك قَبل مَجيئي ، تَحايلتُ على العَدالة
و ارسلتُ أمرًا للسُلطات بِتغيير القانون

وَسعت آلميرا عُيونِها بِعَدم تَصديق و هي تَسمعهُ يسرِد جُرء من الحِكايَة ، نال مِنها الحَماس بالشَكل الذي جَعلها تَضحكُ كَالمجنونَة

رأتهُ يُطيل التَحديق بِها قَبل ان يَنطِق بِسهوٍ حينَما سَرقتهُ ضِحكتها

- لا أفهم مالذي فَعلته بي..؟
لَم اعُد على سَجيتي البتّة..!

تَبسمت لهُ و اقتَربت لِخَطفِ قُبلَة من شِفاهه تُقدم خالِص شُكرها لهُ

- أشكرك على تَضامنك مَعي حَقًا..!

تَنهد بِتَعب ثُمّ قام بِتخبئَة مُعداتِه الطِبية داخِل العُلبَة مُتحدِثًا

- يَجب ان يُسمى هذا القانون بإسمِك
قانونُ آلميرا

احتَضنت ذِراعهُ تَقومُ بالتودد اليه بِفرحٍ غلّف قلبُها بأكملِه

- الهي اين اذهبُ بسعادتي..؟
من غَيري قام زَوجُها بِتَغيير قانون بِلدٍ لاجلِها..!
اشعُر انّي في روايَة حماسيَة

ابتَعدت عنهُ ثُمّ تابَعت و هي تُقبل تِلك القِطّة مُضيفَة

- عليّ كِتابَة روايَة قريبًا نكونُ نحن ابطالُ..

سَكتت حينما وَعت على ما قالتهُ أمام مَن ناظَرها بإستِفهام
ضَمت شَفتيها الي داخِل جَوفِها حينَما سألها

- تَكتبُين..؟

تَحمحمَت و هي تُرجِع شَعرِها وراء اُذنِها مُجيبَة

- اُفكر ، الهي كَيف ساكتُب ؟ لا اتمتعُ بالمهارَة التامَة لِذلك
الكتابَة شئ مُرهِق ، ليس الجَميع يُتقنه

وافَقها الرأي حينَما تَذكر الكاتبَة التي يُتابع كتاباتِها بِجُنون
تَبسم بِخُفوتٍ ثُمّ قال

- معكِ حَق ، ليس الجَميع يُتقنها

سَكت لِبُرهَةٍ يَسمع زَوجتهُ تَسألهُ بِقَلق

- بِخُصوصِ العَقيد ..! بدا مُتمكنًا في مَنصبه
هل انت مُتأكد انهُ لن يُؤديك ..؟ نَظراته قَبل ان يُغادر لم تكُن مُبشرَة

حَدق في عُيونِها المليئَة بالقَلق قَبل أن يَقوم بارجاعِ شَعرِها خَلف اُذنها نافِيًا بِرأسه ، حيثُ اجاب و هو يُلاطف فَروة رأسِها باصابِعه

- لا أحَد يَستطيعُ ايذائي هُنا ، لا تَخافيّ

نَظرت داخِل عَينيه تَرى انعكاسِها وِسط كُحليتَيه المُظلمَة
خاطَبتهُ باستياء بِمُجرَد أن داهَمها شُعورُ الخَوف عَليه

- انت مُتأكد..؟
هل اذهبُ و اعتذرُ من زَوجته لاجلِك؟

قام بِجَذب شَفتيها باصابِعها عِتابًا على ما قالَتهُ ، نَفى بِاعتراضٍ قاطِع قال فيه بِهُدوء

- اياكِ و التَفكير بالاقتِراب من تِلك
انّها خبيثَة و مؤذيَة ، و تَستحقُ ما فَعلتيه بِها

قَطبت آلميرا حواجِبها بخفّة اذ سألتهُ بِفُضول

- هل تَعرِفُها ..؟

حَرك رأسهُ ايجابًا قَبل ان يُجيب بينَما يُشاهد القِطَة تَصعدُ من حُضن آلميرا و تقترِب منهُ هو ، حَملها داخِل كَفه الذي اختَفت بِه لِصُغر حَجمها ثُمّ أجاب زَوجتهُ و على شِفاهه ابتسامَة استلطاف من نَصيب الهِرّة

- تِلك قبل أن تتزوَج العَقيد ، كانَت عشيقَة طليقُ أنجيلا
تلاعَبت بِه و جَعلتهُ يُعنف زَوجتهُ و حينَما طلقها هَجرتهُ و تَزوجت

تَوسعت جُفون آلميرا باندهاشٍ لِما سَمِعتهُ حيثُ افصحَت عن شُعورِها مُتحدثَة بِغضبٍ دَفين

- لَو فقط كُنتُ اعرِف ..! لَحطمتُ جُمجمتِها فورًا..!
الهي يالَها من مُقرفَة

حَرك الرائِد راسهُ تجاوبًا مَع حديثِها حيثُ نَطق مُحذِرًا

- لِذلك ، لا اُريدُ منكِ الاحتِكاك بِها ، انها خَطيرَة همم؟

قامَت بِهف شعرِها بِغُرورٍ حَيثُ اجابَت

- انت رايت ما فعلتهُ بها..! لا يوجَد شخص أخطرُ منّي

وَضع جونغكوك القِطَة فوق الطاولَة ثُمّ حَدق بداخِل كُحليتيّ زَوجتهُ يُخاطِبها بِطيبِ خاطِر

- اسمعِ آلميرا ، هُنا العالَم مُختلِف و مُخيف
عليكِ الحفاظُ على نَفسكِ ، لانهم يَستطيعون ايذائكِ بسُهولَة
خُصوصًا ان كنتُ انا غائِبًا ، لِذلك ارجوكِ تَريثي في تَصرفاتكِ
و اي مُشكلَة تُعيقكِ ، كَلميني و سآتي لاستردّ حَقكِ
لاني اثقُ بكِ ، اثقُ انكِ ما كنتِ يومًا لِتَظلمي احَد او تَفتري عَليه

احتَوى يَدِها بين خاصتِه يقومُ بالتَربيت عَليها بِرفقٍ جَعل شِفاه امرأتهُ تَعبسُ من التأثر حِيال اخَر سَطرين قالَهُما ، ناظَرتهُ بإمتنانٍ ثُمّ اقتَربت حَتى تُعانقهُ

اقتَربت حتى تُعانقهُ و تَلفّ ذِراعيها حَول رَقبته ، قامَت بِحشرِ رأسها داخِل رَقبتهُ ثُمّ تَحدثت بِصوتٍ مَكتوم

- شُكرًا

اصبَح الحُضن لَديه مألوفًا مُنذ ان التَقى بِها لِذلك لَم يَتردد بتاتًا في عِناقها و مُبادلتها ، ضَغط عَليها وسط اذرُعه ثُمّ تَحدث يتسائَل

- عَلى ماذا ؟

اخبَرتهُ و هي تَحشُر نَفسها باعماقه ، تُغمِض عُيونها و تَستلذُ برائِحَة عِطره الفَواحَة مُجيبَة

- لانك لم تَخذُلني اليَوم ، و تَجعلُني اضطّرُ للاعتِذار مِنها

ابتَعدت عنهُ حَتى تتسنَى لها فُرصَة التَحديق في عَينيه اذ واصَلت تَتحدَث

- لِبُرهَة ، حينما أخَذت منّي القطَة شعرتُ بالخَوف
احسستُ انّك قَد تكونُ ضِدي ، تألمتُ كَثيرًا و خِفت

وَضع يَدهُ فَوق خَدِها يَرى الحُزن في عُيونِها و هي تُتابِع

- اعلمُ ان العِراك كان لِسببٍ تافه ، لَكن اُقسم انّها من هَجمت عليّ و تمادَت ، حتى اني تَكلمتُ معها بِكُل أدب لَكن هي تَطاولَت و خاضَت شِجارًا من لا شَئ ..!

تَنهدت بِضيقٍ ثُمّ ابتَعدت عنهُ تُضيف

- أعني ، من يَقومُ بِضرب أحدهِم لاجلِ قطّة ؟
لا افهمُ لِما اندَفعت بهذا الشَكل ، لا اجدُ الامرُ يستحِق

حَديثُها جَعل الرائِد يَصمُت لِلحظاتٍ يُفكِر
زَوجتهُ مَعها حَق ، كَيف لِمرءٍ ان يبدأ عِراكًا مُن سَببٍ تافِه..!
إلا ان كان هُنالك دافع خَفيّ خَلف تلك المُبادرَة الغَير مَنطِقيَة

انتَشلت آلميرا القِطَة بين يَديها ثُمّ تَبسمت بِوَسع مُتحدثَة

- ما رأيك ان نُسمي القانون الجَديد بِـ
قَــانــون الــقِــطَــة ..؟
Cat law

رَمِش الرائِد مُستغرِبًا حيثُ وَجدها تُكمِل مُقهقهَة

- لانهُ اُصدر بِسبب عِراكٍ لاجلِ قِطّة..!

تَبسم كاهِلهُ ثُمّ حَرك رأسهُ تجاوبًا مَعها

- حسنًا ، لِما لا؟

•••

وِسَط قَلعةٍ مِن الطوبِ الاسَودِ و الأسوارِ الغامقَة
كانَت تَقطُن الأسرَة المالِكَة لِقَرية الخِنجَر بأكملِها
قَبل أن يَتم تَقسيمِها مُنذ بِضع سَنواتٍ قليلَة

بِداخل تِلك القلعَة السَوداء ، تَسيرُ فتاةٍ شَقراء بِعُيونٍ زَرقاء للدُنوّ من احدَى افراد اُسرَة العائِلَة الملكيَة كيّ تُقدم ذَلك الظَرف البلاستيكيّ اليها

انتَشلتها الأميرَة صاحِبَة الرداءُ الكُحليّ مِنها تَسمعها تَقولُ

- كَلفني الحُصول على هذِه الخُصيلات وَجهي..!
لم يَتم اخباري انّها عنيفَة بِهَذا الحَد
فكي تَحطم..!

رأت ابتِسامَة المرأةُ التي كانَت في عِقدها الخامِس تكتسحُ مَحط وَجهِها حينَما رأت مَلامِح الشقراء المُشوهَة ، قامَت بِتقليبِ ذلك الظَرفُ بين يَديها اذ قامَت باخراجِ الخُصيلاتِ السوداء تَتفحصُها

- شعرُها اسوَد داكِن ، كأمِها

ارتَفع طَرفُ شِفاهها قَبل أن تَسمع الشابَة الامريكيَة تنطِقُ بِضيق

- انّها لَيست سَهلة البتّة ! تملكُ طِباع حادَة و قُوتها ليسَت عاديَة

حَملت تِلك المَرأةُ كأس النَبيذ تُعاقِرهُ قَبل ان تنطِق بِحاجبٍ مَرفوع

- إن كانَت فعلاً تَحملُ دَم السُلالَة الملكيَة
فبالتأكيد ، سَتكونُ طِباعها شَرِسَة

نَدهت بِصوتٍ آمِر على مُساعدِها الذي قَدمت لهُ ذلك الظَرف مُتحدثَة

- خُذه الي المُختَبر

•••

صباحُ اليَوم المُوالي

كانَت آلميرا تَسيرُ في مَمراتِ الثَكنَة و اُذنيها تَشهدُ أصوات العساكِر العالِيَة و هُم يَتدربون و يُلقون أناشيد تَحفيزيَة ، تَبسمت و هي تَحملُ كوب قَهوتِها الساخِنَة تَحتسيها بِرفقٍ كيّ لا تَحرقُ لِسانها

مَشت نَحو ساحَة زوجِها التَدريبيَة كيّ تُلقي نَظرة خاطِفَة عَليه إذ انّهُ غادَر البَيت مُنذ حُلولِ الفَجر و لَم ترهُ مُنذ ليلة البارِحَة

وَجدتهُ يَقومُ بِتمارين تَخصّ تَقوية عَضلاتِ المَعدة رِفقَة فَريقه المُسطَح الي جانِبه يَتمرنون رِفقتهُ ، وَقفت تُشاهِدهُ بعدَما تناول زُجاجَة ماءٍ يحتسيها و يُفرغ ما تَبقى مِنها عَلى رأسِه كيّ يَنعم بِبُرودَة تُطفئ حَرارة جَسدِه

- وسيمون اليسَ كَذلك؟

سَمِعت صَوت أنجيلا من قُربِها حينَما جاءَت لاستِراق النَظر الي الشَباب و مِن ضِمنهم كان يَتواجد العَقيد مين كَذلك ، نَظرت آلميرا اليها لِتبتسم مومِئَة

- لم أظنّ ان العساكِر بهذه الوَسامة مِن قَبل

ضَمت أنجيلا يَديها الي صَدرِها و هي تُشاهِد العَقيد يقومُ بِتمارين الضَغط بينَما ليون يَصعدُ فوق ظَهرِه ، تَبسمت بِخُفوت قَبل أن تنطِق

- في أوقاتِ تَدريباتهم الخاصَة ، اعتَدنا استراق النَظر اليهم

رَمقتها آلميرا بِطَرفِ عَينٍ حَيثُ قالَت تُنبِه

- ابعدي عيناكِ عَن زَوجي..!

جاءَها ردُّ أنجيلا السَريع و هي تَضحك بِعدمِ تَصديق

- هاي..! جونغكوك أخي الصَغير ، لا استطيعُ ان اراهُ سِوا انّهُ طفل مُعضّل بحاجَة الي الاهتِمام

وَجهت آلميرا عَينيها ناحِيَة زوجِها الذي كان يُطارد تايهيونغ حَول الساحَة كيّ يَستعيد عُلبَة سيجارتِه التي سَرقها الثاني مِنهُ

تَشاجِر كِليهما في الزاويا بالشَكل الذي جَعل آلميرا تَبتسمُ بخفّة قَبل أن تومِئ مُتوافقَة مع الروسيَة

- معكِ حَق ، انهُ طِفل مُعضّل يَحتاجُ للاهتِمام

نَظرت أنجيلا اليها قَبل ان تَسألها بعدَما خَزنت يَديها في جُيوب رداءِها الأبيض

- كيف حالُ عِلاقتكما ؟ هَل تسيرُ بشكلٍ جَيد؟

نَظرت الصُغرى اليها بَعدما أطالَت الصَمت لِبُرهَة حيثُ أجابَت

- نحنُ نحاول ان نَتفاهم و نَجد رابط الوَصل بيَننا
لَكننا نُحرز تَقدم لابأس بِه مُقارنَة باختِلاف شَخصياتِنا

قامَت أنجيلا بالتَربيتِ عَلى رأسِها قَلل ان تنطِق مُبتسمَة بِوديَة

- اتمنى أن يَدوم الودّ بينكُما ، صدقيني جونغكوك يَحتاجُ الي قليل من الإرشاد ، اصَبري عَليه و سَترين اجمَل نُسخَة منهُ قريبًا

نَقلت آلميرا عُيونِها لِتتبَع جَسد زوجِها الذي يَقفزُ على الحَبل بِسُرعَة جَعلتها تَشرُد في احداثِ ليلَة البارحَة ، نَمت ابتِسامَة خافِتَة على شِفاهها حينَما تَذكرت القانون الذي غَيرهُ من اجلِها

قانون القِطّة..!

- اظنُّ ، انّهُ بدأ يَروقني فِعلاً

التَفت حَتى تُغادِر الساحَة قبل أن يَنتبِه جونغكوك الي وجودِها ، مَشت بِجوار أنجيلا التي قالَت مُتحدثَة

- بالنسبَة الي اُخت زَوجكِ ، حالتها مُزريَة بِحَق
انّها لا تُجيد تَضميد جِراح العَساكِر و تَستمرُ بالبُكاء
قام الطبيب بِتوبيخِها الكثيرُ من المَرات
و لا اظنّ انهُ سيُوافق على بقاءِها مَعنا في الفريق الطبيّ

تَوقفت آلميرا عَن السَير تُطالِع الكُبرى باستِغراب

- حقًا ؟ اين هي الأن؟

ناظَرتها أنجيلا و هي تَقومُ بِرفعِ اكتافِها عالِيًا قَبل أن تُجيب

- قام الطَبيب بالصُراخ عَليها و طَردِها ، لِذا اظنّ انّها هَربت الي السَطح ، سَمعتُ صَوتُ بكاءِها حينَما صعدتُ لِجلبِ المُعدات من المَخزن

تَنهدت الصُغرى و هي تُبعد شَعرِها عن وجهِها حالَما تَسببت الرياحُ في جَعلها يَتطاير ، سَلكت وِجهتها الي سَطحِ الثكنَة أينَما وَجدت اُخت زَوجِها تجلسُ في الزاويَة تَبكي بِقوّة و هي تحتضنُ رُكبتيها الي صَدرِها

دَنت مِنها حَتى قامَت وَقفت قُرب اقدامِها مُتحدثَة بنبرَةٍ ساخِرَة

- هَل انتِ طِفلة ؟ لِما تَبكين كالمُدللات ؟

رَفعت لارين وَجهِها الغارِق بالدُموع من فَوق رُكبتَيها تُحدِق في هيئَة آلميرا الواقفَة امامَها تُناظِرها بِهُدوء ، تَمسكت باطرافِ فُستانِها الطَويل و هي بالكادِ تتمسّك بِشهقاتِها العاليَة

- - لا اُصدق انكِ تَهربينِ مِن عَملكِ ، كَما كنتِ تفعلين من حِصَة العُلوم و تَصعدين للسطَحِ كيّ تَبكي ..! ظننتكِ ان كَبرتِ سَتُصبحين شُجاعَة اكثر

وَبختها آلميرا بينَما تُشاهدها تقومُ بِمَسح وَجهِها المُبلل ، اضافَت و هي تُخبئ يديها في جُيوب رداءها الأبيض

- كُفّ عن البُكاء كالرضيعات ، انتِ اصبحتِ كَبيرة ، لِما دَخلتِ التَمريض ان كنتِ تَخافين من المَشاهد الدَموية ؟

استَقامت لارين مِن فوق ارضيَة السَطح تَقومُ بِنَفض الغُبارِ عَن ثَوبِها الساتِر ، تجاهَلت التَحديق في عينيّ زَوجة أخيها ثُمّ تَحدثت

- كانَ لديّ سَبب وَجيه لِدُخول التَمريض
لَك..

قاطَعتها الثانيَة بِصرامَةٍ حينَما قالَت بِكُل جِديّة

- اذًا ضَعي سَببكِ الوَجيه امام عَينيكِ و أنزلي لِمُجابهَة مخاوِفك تلك ..!
دامكِ دَخلتيه لِغرضٍ ما ، عليكِ تَحقيقهُ فالبُكاء لن يَزيد عُيونك الا تورمًا

قامَت النَفي برأسِها و هي تَكتمُ غِصتها بِصُعوبَة

- لقد قام الطَبيب بِطَردي ، لا استطيعُ العَودة

نَفخت آلميرا على خُصيلَة شعرِها التي تناثَرت على وَجهِها كيّ تُبعدها عن مَحط عُيونِها و تنطِق ساخِرَة

- هل حقًا تَسمحين لهُ بطردكِ ؟ استخدمي اسم اخاكِ و اذهبي لِتَحطيم رأسه..! اخبريه انكِ مُتدربَة و عليكِ مُزاولَة المُهنة كيّ تُصبحي مُحترفَة..!

تَنهدت لارين بينَما تقومُ بِفرك جَبهتها باصابِع يَديها حينَما سمِعت آلميرا تُواصِل الحَديث بانزِعاجٍ واضِح

- اين ذَهب لسانِك الذي اعتدتِ على اطلاقِ سمومه فقط عليّ و على أخاكِ ؟ يالكِ من مُحتالَة

تَركتها و التَفت لِتُغادر السَطح كيّ تنزِل للطابِق السُفليّ لاتمامِ عملِها ، اعادَت لارين الجُلوس على أرضيَة المبنَى تُحدِق في الفَراغ بِصَمت

اخرَجت من داخِل جَيبها قِلادَة صغيرَة ، كان بِها صُورة ثُنائيَة تَجمعُها بِأخيها العَسكريّ في طُفولتِهما ، أطالَت التَحديقُ بِها و هي تَكبحُ دُموع عَينيها بِصُعوبَة اذ راوَدتها الكَثيرُ من الذِكريات التي تَخُصها مَعهُ

•••

الصبيّ ذا التاسِعَة من عُمرِه يَجلِسُ في مَخزنِ بيتِه بعدَما احتجَزتهُ والِدَتهُ هُناك مُنذ يَومين ، كان يُحاول الهُروب من النافِذَة و لسُوءِ حَظه تَعثّر و أذَى رُكبَة قدمِه حتّى تَسببت لهُ بِنَزيف

جَلس في الزاويا كَما اعتاد أن يَفعل اذ غادَرتهُ تَنهيدَة مُثقلَة ، قام بِتفقُد جُرحِه قبل ان يَسمع صَوت صَريرِ باب المَخزن يُفتح ، بِمُجرَد ان استَرق النَظر وَجد اُخته ذات الاربَع سنواتٍ تدخُل خِلسَة و بَين يديها الصغيرَةُ طَبق من الطَعام

قامَت باغلاقِ الباب بِمُؤخرتها ثُمّ رَكضت نَحوهُ تَجدهُ يَفتحُ ذِراعَيه كيّ يحتِضنها ، دَخلت في حُضنه بعدَما وَضعت الطَبق جانبًا ثُمّ قامَت بِتقبيل خَدِه بلطفٍ مُتحدثَة

- لقد ذَهبت امي الي السوق ، لِهَذا استطعتُ سرقَة بعض الطَعام

قَدمت لهُ ذلك الطَبق الذي بالكادِ يسدّ جُوع مَعدته المُشتاقة للطعامٍ مُنذ يَومين ، ابتَسم برفقٍ ثُمّ شَكرها حينَما رَبت على رأسها بِكَفّ يدِه

لَمِحَت اُخته جُرح رُكبتِه لِتشهق بقوّة تَضعُ كِلتا يَديها فوق فَمِها الصَغير

- كوكي ! هل تأذيت؟

التَمست جُرحه بِرفقٍ لِتَسمعهُ يقولُ مُبتسمًا رُغم ألمِه

- كلاّ ، انا بِخَير

حَدق في عينيّ اُخته التي قالًت بِقلق

- لِما لا تَذهب الي الطبيب كيّ يُعالجه ؟

اصَدر الصغيرُ تَنهيدة مُتعبَة قال فيها بِثقلٍ يَكتسحُ صَدرهُ

- الأشخاص الذين مِثلي لا يَجِدون من يُداوي جِراحهم

تَقوست شِفاه لارين بِحُزن و هي تَتفقد جُرحَهُ ، كان هُنالك ضِماد صَغير على رُكبتها هي حينَما سقطَت بعدَما كانت تتعلَم رُكوب الدرَاجة مع أخيها الاكَبر

ازالَتهُ لِتقوم بِوضعه فوق جُرح أخيها الذي طالَعها مُبتسِمًا بإمتنانٍ على مُبادرتِها اذ قالَت و هي تُطبطب على كَتفه

- حينَما أكبر ساُصبح مُمرضَة ، و اُداوي الاشخاص الذين لا يَجِدون من يُداويهم ، حسنًا ؟

اَومئ لَها مُبتسِمًا قَبل ان يَقوم بِتَقاسم طَبقهُ مَعها

•••

عَودة الي الحاضِر

مَسحت لارين دُموعِها التي تَسربت لِتَغطية مُحيط وَجهِها المُدور ، شَفطت سائِل انفها قَبل أن تُخبئ تِلك القِلادَة تُخبئِها بداخِل جَيبِها

- كَيف سَمحتُ للكراهيَة أن تَدخُل بيننا بِذلك الشَكل؟
و كَيف استطيعُ ان اتجاوَز ، ما زَرعتهُ بي اُمي نَاحية اخي؟
بَعدما كنتُ اُحبه بشكلٍ لا يُصدق ، اصبَح اكثر شَخصٍ اَكرههُ

استَقامت من مَجلسها تَلتفتُ نَحو السُور الذي خَلفهُ يَكشفُ لَها عن أخيها الذي يَتدربُ في الساحة السُفليَة ، حافَة السطَح تُظهِر كُلّ الثَكنة من الاعلَى

تَنهدت بِثقلٍ قَبل أن تَضع يَديها في جُيوب رداءِها الطبيّ تستعِد للنُزول و مُواجهَة الطَبيب مُجددًا كيّ يُعطيها فُرصَة لاثباتِ احقيتِها بالعَمل

هي سَتفي بِوعدها ، كَما فعلَت حينَما دَخلت كُليَة التَمريض
رُغم كُلّ الخِلافات التي نَشبت بينهُما بِسبب البيئَة السامَة
لَكِنها كانَت تَضعُ رَغبتها بِمُداواة كُلّ نَفرٍ وَحيد في رأسِها

نَزلت الي قِسم التَمريض حيثُ دَخلت تَجدُ الطبيب قَد غادر بالفِعل ، كانَت هُنالك انجيلا التي تقفُ قُرب احدى الجَرحى تَحقنهُ بالعلاج الذي وَصفهُ مُرشدها

التَفت الروسيَة برأسِها اليها تُناظِرها باستِغراب

- هل عُدتِ ؟

حَركت لارين رأسِها تجاوبًا مَعها و هي تَسيرُ ناحِيتها مُتحدثَة

- هل يُمكنني تَولي أمر مُداواة هذا الجَريح؟

لم تُمانع أنجيلا اعطائِها الأذن في مُداواة العسكريّ الذي كان يَتوجب عَليه تَغيير ضِماد ساقِه بعدَما اخَذ مُسكنهُ ، استَلمت أمر عِلاجه في الوقت الذي مَشت فيه الروسيَة الي باب العيادَة لاستِقبال الرائِد الداخِل حديثًا

- ما الامر جونغكوك ؟

ألقى جونغكوك نَظرة خاطِفَة على اُخته التي تَقومُ بِلفّ ساقِ العَسكريّ بالشاشِ بعدَما عَقمتهُ بِحرصٍ ، ثُمّ نَقل عيناهُ السوداء عَلى وَجه صديقتِه مُتحدثًا

- في الواقِع ، احتاجُ بَعض من الضِمادات الفَوريَة
هل لَديكِ ؟

استَغربت الروسيَة التي اقتَربت تتفقدُ جُرح جَبينهُ الحَديث باصبعِها

- مالذي حَدث؟ هل تأذيت ..؟

التَفت لارين حَتى تتفقدَهُ بِمُجرَد ان سَمِعت صَوته و هو يُزيح يَد صديقتهُ عَنه يُراوغِها بِقوله المازِح

- لا تَلمسيني ، ان رأتكِ آلميرا سَتقتلكِ

دَحرجت أنجيلا عَينيها بِضَجرٍ من قَولِه لِتسير نَحو خِزانَة المُعدات الطِبيَة ، أخرَجت لهُ بَعض الضِمادات الفَوريَة لِتعود تُعطيه اياها

- لم تُخبرني لما تَحتاجُها؟

انتَشلها بين يَداهُ ثُمّ نَطق يُجيب بهدوء

- هُنالِك بَعض المُتصاوبين عِند ساحَة التدريب

طالَعتهُ انجيلا بتعجُب اذ قالَت بحاجبٍ مَرفوع

- إرحمهم و دَعهم يأتون لِتلقي العِلاج هُنا

قام بِتحريك رأسِها نَفيًا ثِمّ نَطق مُوضِحًا

- ليس بالأمر الجُلل ، عَليهم اتمامِ التَدريب
لِذلك اراكِ لاحِقًا

عاوَد القاء نَظرةٍ خاطِفَة على اُخته قَبل ان يُغادر العيادَة بَعدما تَرك صديقته تَتنهَدُ بِقلَة حيلَة على عِناده ، راقَبت لارين تَقومُ بأخذ ضِماد من الخِزانَة و تلَحق بِالرائد تَندهُ عَليه حَتى جَعلتهُ يَتوقف في مُنتصفِ المَمر

التَفت نَحوها يُناظِرُها باستِغراب حينَما مَشت اليه بِخُطواتٍ مُتسارِعَة

- ما الخَطب..؟

سألها مُتعجِبًا يَراها تَقومُ بِتَقديم ذلك الضِماد اليه مُجيبَة

- ضَعهُ على جَبينك

دَفع بِحاجبه مُستنكِرًا مُبادرتِها ، اكتَفى بِدفع يَدِها حتى اوقَع الضِماد أرضًا و نَطق بِجَفاء

- خَبئيه لِمن يَحتاجَه

عاوَد الاستدارَة حَتى يُغادر يَترُكها خَلفهُ تتنهَد بِخفَة ، انحَنت لِحَملِ الضماد قَبل ان تَتبعهُ بِعينيها و هو يَركُض عَودةً الي ساحَة تَدريبِه

في ذاتِ الوَقت ، كانَت آلميرا تَجلِس تُراجِع مَلفات الحالاتِ مع جوليان في حديقَة الثكنَة بينَما يَشربانِ القهوَة مَع القليل من البسكويت المالِح

لَمحت كُحلية الأعين زَوجِها يَركُض عَن بُعد أمتار لِتَقوم بإسنادِ وَجنتها فوق خَدِها تُراقِبه قَبل ان تَسمع صَوت صديقِها يَتحدث

- بِخُصوص نِقاشنا البارحَة

نَظرت آلميرا اليه باستِفهام تَجِدهُ يَحتسي من قَهوتِه قَبل أن يُتابِع مُتأسِفًا

- حينَما راجعتُ نَفسي ، وَجدتُ اني فعلاً اخطأت بِحق جونغكوك
و بَررتُ مَوقفي بأنّهُ طيش الطُفولَة

ابتسَمت آلميرا بِخفّة قَبل أن تَكتفي بالنَظر الي سوادِ قهوتِها الذي يَتناسب مَع لون عُيونِها الغامِق ، سَمِعتهُ يُتابِع مُوضِحًا

- لِذلك ، لا اُريد منكِ ان تُفكري انّي تعمدتُ استِغلالهُ
رُبما تَوجب عليّ مُساعدته على تَحسين مَظهره
بدلاً من استِغلاله

عاوَدت التَحديق بِه من جَديد قَبل ان تومِئ بِرأسها

- المُفيد انك ادركَت حَقيقَة خطأك
و اظنّ ان هذا الكَلام يتوجَب عليه هو سَماعهُ

ابتَسم جوليان بينَما يَقومُ بالايماءِ ايجابًا

- معكِ حَق ، حالما تَتسنى لي الفُرصَة ساقومُ بالاعتِذار مِنه
طُفولته لم تكُن سَهلة ، و فكرَة اني ساهمتُ بجعله يتأذى اكثَر
جَعلتني لا انامُ الليل البارِحَة ، حقًا ظللتُ اُراجع ما فَعلت

مَدت الصُغرى يَدِها لِلتَربيت على خاصَة صديقِها حيثُ قالَت بِلُطف

- تُعجبني طريقَة تَفكيرك جدًا ، الكَثير يُدرك خَطأه لَكنهُ يَجحد و يُصرّ على خَطأهِ ، فكرَة انّك استَوعبت مّوقفك و اردَت تَصحيحه ، تَجعلكُ شخص مُميز في وَقتنا الحاليّ

قام جوليان بِتَحريكِ رأسِه تفاعُلاً مَع كلامِها اذ نَطق

- انا سَعيد انكُما تَزوجتُما في الأخر ، اعتقِدُ انكِ عوضهُ فعلاً
لِذلك ، اتمنَى ان تُحسني عِشرتهُ ، انهُ يستحِق

تَبسم وَجه الصُغرى التي سارَعت بالايماءِ تتفاعَلُ مَعهُ بِوديّة

- انهُ يستحِق المُبادرَة ، لانّ ما بِداخله ثَمين للغايَة
و اعتقِد انّني كَذلك استحقُ الحُصول على كَنزِه

تَناول جوليان القَليل من البَسكويت اذ تَحدث قائِلاً

- اُنظري آلميرا ، طُفولة جونغكوك لم تكُن جيدَة كِفايَة
لذلك سَتنتج منهُ تَصرُفات عِدائيَة في غالِب الأحيان
بِسبب مَرضِه ، اتمنى حقًا ان تأخذي بيدِه
و تُساعديه بأن يَتجاوز ، رُغم او عِلاجه يُعَدُّ مُستحيل

قَطبت آلميرا حواجِبها بشدّة اذ وَضعت كأس قهوتِها فوق الطاولة تُحدِق في وَجه صديقِها بِعدمِ فَهم

- مَرض ؟ أي مرضٍ هذا؟

استَغرب جوليان جَهلها الواضِح في نَبرة صوتِها المُتفاجِئَة حَيثُ قال مُتعجبًا

- هَل حقًا لا تَعرفين مَرضهُ ..؟
الهي..!

قامَت الصُغرى بالنَفي تَعترِضُ  اذ سألتهُ بِقلق

- أي مرضٍ هذا؟ ليسَ لديّ اي علم

تَنهد الاكبرُ سِنًا قَبل ان يَقوم بِتدليك جَبهتهِ مُتمتمًا

- لابد اني تَسرعتُ و كَشفت شَئ مَخفيّ
خلتُ انكِ عرفتِ تَشخيصهُ دامكِ عشتِ معهُ لفترَة

ابتَلعت آلميرا ريقِها مُحاولَة استِدراكِ مَشاعر القَلق التي نَمت داخِلها ، سألت تَودّ مَعرفَة المَخفيّ عَنها اذ قالَت

- اخبِرني ، ماهو مَرضه؟ و كَيف استطيعُ مُساعدَتهُ ؟

بَلل جوليان شِفاههُ قَبل ان يَنطِق مُوضِحًا

- اُنظري ، جونغكوك مُشخص بِعَدةٍ امراضٍ نَفسية
و مِنها اضطراب السُلوك العدائي ، انفصامِ الشَخصية و ثُنائي القُطب

اعتَصرت آلميرا كوبِها الورقيّ بين اصابِعها و هي تَستمعُ الي صديقِها يُتابع مُضيفًا

- للاسف ، الخَلل ليسَ في نَفسيتِه فَحسب ، بل يَرجع الامرُ الي خَلايا دِماغه ، مُتضررَة بالشَكل الذي يَجعله يُحدِث سُلوكياتٍ غَريبة و أحيانًا خَطيرَة

ضَغطت الصُغرى على رداءِها الأبيض من اسفلِ الطاولَة و هي تَسمعُ جوليان يُواصل مُفسِرًا

- بدأت سُلوكياته الغريبَة تظهرُ عليه مُنذ طُفولته ، و تَسببت في اضطِراب علاقته مع اُخته بالدرَجةِ الاولَى ، لِذلك تَجدين لارين تَكرههُ بشدّة

ارتَعبت آلميرا للحَد الذي جَعلها تَسأل بِقلق

- لِما ؟ ماهي سُلوكياته هذه و ما سَببها ؟

نَظرت في عينيّ الاكَبر حينَما شَرح لها مُجيبًا

- يَرجعُ السبب الاساسيّ ، الي مُحاولات اُمه في اجهاضِه مراتٍ عديدَة قبل انجابِه ، لاسيما انّها حاولت التَخلُص منهُ كُلما اتيحت لها الفرصَة بعدَما خُلق ، تَسببت لهُ بوقوعٍ حاد أدَى لاصطدامِ رأسه اذ رشّح الاطباء انّ ذاك الارتِطام لهُ دور مُهم في اضطِراباته

اضَطربت انفاسُ الصُغرى حَتى احسَت بإختناقٍ جَعلها تَقومُ بِفتح أول زِرَين مِن قَميصِها ، سألتهُ بعدمِ تَصديقٍ مِما سَمِعت

- لِما ؟ لِما امه تَقومُ بفعل ذلك به؟
ألا تعرفُ السَبب؟

حَملقت في عُيونِ جوليان الذي هزّ أكتافهُ بِقلّة حيلَة اذ نَطق

- لا احَد يعلمُ السَبب الوَجيه ، لَكنها فعلاً ، تَكرههُ بشكلٍ يُثير الشُكوك
لَو لم يكُن يُشبهها في مَلامحها ، لَقُلتُ انه طفلٍ غير شَرعيّ
التحاليلُ تُثبت انّهُ ابنها فعلاً

نَظرت الصُغرى الي الفَراغ بِصَمتٍ و هي تُفكِر في وَضع زوجِها المُزري ، حاوَلت الحِفاظ على دُموعِها بِصُعوبَة بالِغَة و هي تَستمعُ الي صديقِها يُخبِرُها

- احترسي منهُ في حالاتِ غَضبه لانّهُ قد يتحَول الي عِدائيّ و يُؤذيكِ ، تجنبي اغضابَهُ لِمَصلحتكِ همم ؟

طَبطب عَلى كَتفها قَبل ان يَستقيم يَحملُ كوب قهوتِه مُغادِرًا الحَديقَة بعدَما تَرك الصُغرى تَجلسُ وِسط حَيرتِها و دُموعِها التي تَساقَطت دون انذارٍ

- هو لَيس خَطير ، لم يُؤذيني جَسديًا من قَبل

هَمِسَت بينَما تَقومُ بِاحاطَة وجهِها بِكلتا يَديها تَحتفظُ بِبُكاءها الي نَفسِها حينَما تَذكرت مَساوء طُفولتِه و المُحيط البَشع الذي عاش بِه زَوجِها

لِما هو مِن بين اُخوتِه ..؟
انّهُ مُسالِم للحَدِ الذي يَجعلُ الحَجر يُشفق عَليه..!
لِما اُمه تَملكُ كل قَسوة القَلب تِلك
انّهُ ابنها حُبًا بالرَب!

بَكت حتّى جَفت الدُموع من عُيونِها ثُمّ استَقامت بَعد حينٍ للذهابِ الي قِسمها و تَغيير مَلابِسها فَوقت دوامِها انتهَى ، شاهَدت السماء تُمطِر خارِج المبنَى من النافِذَة لِتنطِق بِمَرارَة

- ما ذَنبهُ هو ؟ حَتى امراضهُ النَفسيَة لم تكُن باختِياره
لَم يَختر أن يُصبِح عِدائِيًا

غادَرت القِسم تَتجهُ الي مَخرج الثكنَة حيثُما وَجدت زوجِها هُناك يَنتظرُها مع المِظلّة ، اقتَرب حينما رآها تُراقبه عَن بُعد خُطواتٍ عَديدة

استَغرب نَظراتِها الناجِمَة من عُيونِها المُتورمَة و هي تُطيل التَحديق بِه بِصَمت ، اقتَرب مِنها بِضع خُطواتٍ حَتّى قامَ بِتغطيتها بالمِظلَة

- مابكِ تَقفين اسفل المَطر ؟ لقد تَبللتِ !

نَظر بِداخل عُيونِها المُتورمَة يستغربُ احمِرارها المُبالغ بِه
عَقد حواجِبه بِشدّة ثُمّ قال مُتعجبًا بَعدما وَضع يَدهُ فَوق جِفنها المُنتفخ

- هل من خَطب..؟

لَم تَمنحهُ فُرصَة للاستِفسار لِكَونها اقتَربت حَتى تُعانقهُ و تَحتويه بداخل اذرُعها بِقوّة تقومُ بِدفن رأسِها داخِل رَقبتهُ مُتحدثَة بِصوتٍ خافِت

- لا يوجَد خَطب ، سِوا اني احتاجُ الي احتِضانك الي الأبد
في جَميع أوقاتِك ، السَعيدة و الحَزينة
و اخبارِك ان العالَم بِخَير
و كُلّ مُرٍ سيمُر

هَمست لهُ و هي تَمسحُ على ظَهرِه بِرفقٍ تَذرِفُ الدُموع داخِل حُضن مَن تفاجِئ لِشُعوره بإبتِلال رَقبته بِفعل ماءِ عُيونِها

لَم يكُن يَستطيع ابعادِها عنهُ لِتفقدُها لِكَونها حَرِصت على احتِضانها بِقوّة قَيدت جَسدهُ بِحوزتِها ، هَمست بِغصّة تُخاطِبه

- دَعنا نَبقى هَكذا قليلاً

كان يُمسِك المِظلّة بيدِه و الثانِيَة يَمسحُ بِها على شَعرِها الرَطِب مُحترِمًا رَغبتِها ، خَمّن انّ نَفسيتِها قَد تَضررت بِفعل استِماعها الش شَكاوي العَساكر المُتكررَة اذ لابد انّها تعاطَفت مع سوءِ حالاتِهم المُؤذيَة

لَكنهُ لم يكُن يَعلمُ انّها تَبكي من اجلِه
لِكَونها عَرِفت أن كُل فعلٍ يَنجمُ مِنهُ ، رُغمًا عن ارادِته

كُلّ ما فَكرت ان حتّى رُدود فعله سَببها مُخلفاتٍ طُفولته البشِعَة
تَجعلها تَبكي بشدّة ، اذّ حَتى سُلوكَه لم يَعُد مُلكَهُ

ابتَعدت عَنهُ بَعد فترةٍ تَرفعُ رأسِها اليه بعدَما مَسحت وَجهها في قميصِه كيّ لا يَرى ابتلال وَجهِها و عُيونِها ، استَلطف حَركتها التي جَعلتهُ يبتسمُ بِخُفوت

حَدقت في عُيونِه و بِصَوتٍ مُهتَزٍ قالَت

- دَعنا نُحاول ، ان نُقيم عِلاقَة مُجددًا

عَقد حَواجبهُ بخفّة ثُمّ قام بالنَفي بِرأسِه بعدَما داعَب خُصيلاتِها يُرجعها خَلف اُذنِها حتّى يُمتع عيناهُ بالنَظر الي اكبر قدرٍ من مِساحَة وَجهِها الذي يُحِب

- كلاّ ، انا ساؤذيكِ ، كَما حَصل في المَرتين السابِقَتين

لَملمت شَجاعتِها حَتى تَستطيعُ مُصارَحتهُ قائِلَة

- سَنُحاول ان نَصل الي العِلاقَة التي تُرضي كِلينا
كَيف سَننجح إن لَم نُحاول ؟ ام نَعيش كالأخوَة؟

اصَدر تَنهيدَة خافِتَة قال عَبرِها مُعترِضًا

- لا اظنّ ان ساديتي لَها عِلاج ، و لا اُريد كَذلك ان اؤذيكِ مُجددًا
انتِ ليسَ لكِ ذَنبٍ بِردود افعالي العنيفَة

قامَت بالنَفي و هي تَضغطُ على خَصرِه وِسط ذِراعَيها مُتحدثَة بغصّة

- كلاّ ، انا اُحمل نَفسي الذَنب ، لاني كنتُ مِمَن أذوك في طُفولتِك ، و تَسببتُ لك في مُخلفاتٍ سيئَة بَدل أن احتَويك و اتقربُ مِنك ، لِذلك دَعنا نُصلح ذَلك مَعًا ، هِمم ؟

لم يكُن يَفهم فِرط حَساسيتِها و غَصتُها التي تَجرح حُروفها و تَجعل صَوتها مُهتَزًا بالشَكل الذي جَعل قلبه يَتألم

هو لا يُحِب ، أن يَراها تَبكي بَتاتًا
لِكَونهُ اعتاد على قُوتِها و صُمودِها امام كُل العَقبات
لكنها تُصبِح كالرضيعَة ان تَعلق الأمَرُ بأذاهُ هو
تَبكي دون انقطاعٍ كُلما تَذكرت انها جُرء من وَجعه

- انتِ لم يكُن لكِ ذَنب ، لانكِ ظننتِ انني من تَسببتُ لكِ بمرضكِ

هَتف يُبرر افعالِها العِدائيَة نَحو مَن حَركت رأسِها اعتِراضًا عَلى كُلّ حَرفٍ قالهُ ، قامَت باحتِضان خَديه بِكلتا يَديها ثُمّ رَفعت رأسِها نَحوهُ هامِسَة

- لا تَجعلني ابدوا كَمن تَعرِضُ نَفسها عَليك..!
انا اُطالب بِحُقوقي الزَوجية سيد جُيون

تفقَد نَظراتُ عُيونِها التي تَجعل جُموحَه يَستيقظ
تستقطبُ رُجولتِه و مَشاعِرُه المُهتاجَة
توقِظ كُلّ احساسٍ مَيت داخِلهُ

هي بارِعَة في جَعله يفقدُ صَوابه ، عُيونِها و لَمساتُ اصابِعها لِمؤخرَة رَقبتهُ تُساهِم في ثَمالتِه دون الحاجَة الي خَمر..!

فَهي مُسكرتِه ، هي عَقارَهُ المُسكِر

قام باحتِضان خَصرِها بذِراعهُ حينَما ألقى تِلك المِظلَة على ارضيَة الثكنَة يقومُ بِجَذبها ناحيتهُ حتّى يَحظى بِقُبلة جامِحَة تحت المَطر مَع زوجتهُ

قَربها منهُ حتّى اصبَح يشعُر بِتفاصيل جَسدِها ضِدَهُ
يَجعلُها تَحسُّ بِمَدى رَغبتِه المَكبوتَة بِها

رَغبتهُ التي كان يَحتفظُ بِها لِنَفسه ، كيّ لا يُؤذيها
ابتلّ جَسد كِليهما من قُوّة تصادُم قَطرات المَطرِ عَليهما

قامَت هي باحتِضان خَصرِه حينَما حَملها يسيرُ بها للاختِباء في مَطرحٍ لا تَصلهُ الأعيُن ، مكانٍ يُنشئانِ فيه الحُب بِسريّة تامَة

•••

فَتحت عينيها بارهاقٍ بَعدما خاضَت عِلاقَة مليئَة بالمَعارك مَع زوجِها قَبل بِضع ساعاتٍ مِن وَقتها الحَاليّ ، تُؤكِد ان تَجربتِها هذِه المرَة كانَت اقلّ سوء من سابِقها ، إذ انّها حاوَلت احتواءَهُ في كُلّ مرَة واشَك فيها فُقدان السيطرَة على نَفسِه

كانَت فوق سَرير غُرفتهما بَعدما عادا للحُصولِ على الخُصوصيَة داخِل بيتهُما ، لم يكُن دوامَهُ قَد انتهَى لَكنها كانَت سببًا في رَحمة جُنوده حينَما سَرقتهُ مِنهم عِند العَصريَة

جَلست و هي تَضعُ الغِطاء حَول جَسدِها اذ حَدقت بانحاءِ الغُرفَة بحثًا عَن زوجِها الذي دَخل لِتَوه و هو يلبسُ بِنطالَهُ العسكريّ دون اللجوءِ لتغطيَة صَدرِه

- هل استَيقظتِ ؟

اقتَرب مِنها بِضع خُطواتٍ حَتى جَلس قُربها على الفِراش ، نَظر في عُيونِها المُتعبَة لِيسألها بِحَذر تام

- كَيف كان الأمرُ ؟

قامَت بِترطيب شَفتيها الجافَة لِتزحَف ناحيتهُ حَتى تُعانقهُ ، عَبرت عن احتِياجِها لهُ حينَما قالَت بِصوتٍ مليئ بالبحَة

- كُل ما اُريده ، بَعد انتهاءِ العلاقَة ان نَنعم بِحُضنٍ مُطوّل
يكون مِسك الخِتام لِتلك المعركَة الشَرسَة

وَضع يَدهُ فوق عُريّ ظهرِها يَمسحُ عَليه بِلُطفٍ حيثُ نَطق مُتقبلاً رَغبتها

- لابأس ، ساُعانقكِ كَثيرًا
فقط ذَكريني ، لانّي بالكادُ اُصبحُ مُدرِكًا لواقعي آن ذاك
اتغيبُ كُليًا عَن العالَم

ابتَعدت عنهُ تُناظِرهُ بِصَمت ، حَركت رأسِها تجاوبًا مع حَديثه حيثُ راقبتهُ يَنهضُ للسيرِ نَحو خِزانتهما ، فَتحها يُخرج مِنها شَريط ادويَة تَناول مِنهما كبسولَة صَغيرة الحَجم

راقَبتهُ الصُغرى بِحرصٍ اذ استَقامت مِن فَوق السَرير تَتمشى نَحوهُ بِحَذر ، كانَت بالكاد تَستطيعُ الوقوف لِذلك واشَكت على السُقوط لَولم تَتمسك بالجِدار

التَفت جونغكوك اليها يُحدِق بها قائِلاً

- جَهزي نَفسكِ ، سنخرجُ سويًا لِتناول العشاءِ خارِجًا الليلَة

قامَت بِمَد يديها اليه فلَم يَفهم رَغبتها ، اقتَرب مِنها مُستغرِبًا

- ماذا ؟

قامَت بِلف ذِراعها حَول رَقبته ثُمّ قالَت تَدللُ عَليه

- احمِلني ، لا استطيعُ السَير جيدًا

راقَب أقدامِها بِعَينيه يَجُدها تقفُ بشكلٍ ناسَب تفكيرهُ لذلك قال مُعترِضًا

- لما احملكِ ؟ انتِ تستطيعين الوقوف

ناظَرتهُ بِغَيضٍ قامَت بسببه بِضرب مؤخرَة رأسِه تُعاتِبهُ

- احمِلني..! الزوجُ يحملُ زوجتهُ بعد عِلاقتهما و يُحممها
كَنوعٍ من الرومنسيَة

وضّح وِجهَة نَظرهُ بعد ان حَملها قائِلاً

- لكِن ان حَممتكِ سابتل ، و انا تحممتُ بالفعل لذلك لا اُريد أن ابتّل مُجددًا

اغمَضت عُيونِها بانزِعاجٍ طَفيف اذ قَبل ان تَصرُخ لِعتابه وَجدت أن صَوتها اختَفى لكثرَة صياحِها قَبل ساعات

وَسعت عُيونها بِصدمَة تَهمسُ له بعدمِ تَصديق

- لقد ذَهب صَوتي ..! حُنجرتي تؤلمني

تَلمست حُنجرتِها بِعُبوسٍ طَفيف جَعل زوجِها يسيرُ بها نَحو الحَمام ، وَضعها فوق الكرسيّ داخل غُرفَة الاستِحمام المُتواضعَة حيثُ نَطق

- ساذهبُ لِتسخين المِياه من اجلكِ
ابقيّ هُنا

راقَبتهُ و هو يَحملُ دلاء الماء و يُغادر بِها نَحو المَطبخ كيّ يُسخنها ، تَنهدت تُسند يَديها على وَجنتيها بِضَجرٍ مُتحدثَة

- يالها من حَياة بِدائيَة

انتَظرت عَودتهُ حَيثُ وَجدتهُ يَدخل و بين يَداهُ دلاء الماء الدافِئَة ، وقف قُربها و نَطق مُوضِحًا

- كَما ترين لا يوجَد رشاشُ ماء هُنا كما اعتدتِ ان يَكون
لِذلك ، ساخذ وظيفتهُ بِسكب المياه عليكِ

حَركت رأسِها تجاوبًا معهُ قَبل ان تَقوم بابعادِ ذلك الغطاء عَنها كي تُتيح لَها فُرصَة الاستِحمام بتلك المياه الدافِئَة التي يقومُ زَوجها بِسكبها عَليها

بِمُجرَد ان انتهَت ، لَبِست فُستان شتويّ يصلُ الي رُكبتيها مع بوتٍ احتَضن مُنتصف ساقيها ، فَوقهُ وَضعت مِعطف ازرق سمائيّ

حينَما جائت لِتَجفيف شعرِها المُبلل صُدمت بانقطاعِ الكَهرباء
تَنهدت بِضَجرٍ قبل ان تَصرخ بانفِعال

- كَيف ساُجفف شَعري؟ انقطعَت الكَهرباء..!!

لِحُسن حَظها ان هاتِفها بِقُربها لِذلك فَتحتهُ كيّ تُبصر النور حَولها ، التَفتت نحو باب الغرفَة لرؤيَة زوجِها حينَما دخل و بين يَداهُ مِصباح بداخله شَمعة زيتيَة

اقتَرب مِنها لِوَضع الفانوسِ بجانبها ثُمّ نَطق

- تنقطعُ الكهرباء يوميًا لاربع ساعاتٍ انتِ تَعرفين
ليس لها موعِد مُحَدد

عَبس وَجه الصُغرى التي نَطقت بِتذمرٍ شَديد

- لا اُصدق انّها انقطعَت حينما تَوجب عليّ تَصفيف شَعري
كَيف سَنخرُج بهذا الوَجه الشاحِب ؟

أشَرت على وجهِها الباهِت و شَعرِها الرطِب لِمَن فَكر قليلاً ثُمّ استَقام مُتحدثًا

- سأعود لَحظة

غادَر الغُرفَة يَترُكها مَع الفانوسِ المُضيئ و مِصباح هاتِفها تُراقب شَكلها عَبر المرآه بِعُبوس ، حاد بَعد دقائِق و هو يَحملُ بين يداهُ وعاء من الفُخار بِه بَعض الجَمراتِ المُشتعلة التي اضاف عَليها بَخور عَطرُ الرائِحَة

التَفتت تُطالِعه باستِغراب اذ سألت

- ماهَذا ؟

راقَبتهُ يَتقدم حتّى سَحب كرسيّ للجُلوسِ خَلفها مُجيبًا

- انّها احد الطُرق التقليديَة لِتَجفيف الشَعر
دَعيني اُجفف لكِ شعركِ و انتِ خُذي وقتكِ في وَضع مساحيقكِ

استَغربت و هي تُشاهد ظلّه عبر المِرآه يقومُ بامساكِ شعرِها و تَمرير البخور اسفلَهُ ، اسرَعت بالابتِعاد و سُؤاله بِقَلق

- انا مُتأكد ان هَذا الشَئ لن يَحرِق لي شَعري؟

جَذبها للجُلوس امامَهُ مُجددًا حتّى يَستطيع اكمال تَجفيفِه لِشعرِها الطَويل مُتحدثًا

- كلاّ ، لا تَخافي و اجلِسي ، ثقي بي

تَنهدت بِقلقٍ ثُمّ سَلمتهُ شَعرِها الذي راح يُجففهُ من اجلِها يَسمعها تسألهُ و هي تُحاول تَدبر أمرِها بِوَضع القَليل من مَساحيق التَجميل على ضَوءِ الهاتف

- الي اين سَنذهب ؟ لم تُخبرني

سَكت لِبُرهَةٍ و هو يُجفف شعرِها بِحرصٍ يقومُ بِتمرير ذلك البَخور العَطر على سائِر شعرِها حتّى اجابَها بِهُدوء

- سنذهبُ لِمُقابلَة اشخاص ، مُهمين لِلغايَة

ناظَرتهُ باستِغرابٍ ثُمّ همهمَت لهُ و هي تُحدد شِفاهها بالقَلم البُنيّ قبل وَضع احمر الشِفاه الزهريّ الذي تماشَى مع ملابِسها الفاتِحَة

حينَما انتهَى من تَجفيف شعرِها ، لم تكُن راضِيَة كُليًا عن النتيجَة لِكونه لازال منفوشًا لِذلك قام بِتسريحه لَها حتّى نال اعجابِها

استَدارت اليه بابتِسامَة لطيفَة تُخبره و هي تُحيط وَجنتيه حَتى تُقبل شَفتيه

- أحسنت صُنعًا ، لقد اعجَبني حقًا

قام بالتَربيتِ على خَصرِها قبل أن يَستقيم هو لِحمل مفاتيح سيارتِه اذ قال

- سانتظركِ في السيارَة ، لا تتأخري

حَركت رأسِها تجاوبًا معهُ ثُمّ وَضعت لمساتِها الاخيرَة قبل اللحاقِ به الي سيارتِه ، صَعدت بِجانبه تُراقِب الامطار الغَزيرَة من النافِذَة اذ قامَت بِمُشابكَة يدهُما طيلَة الطَريق تَستمعُ بذلك الجَو الرومنسيّ

استَغرق طريقُ الوصول نِصف ساعَة نظرًا لانغلاقِ المعابِر بسبب الامطارِ و غزارتِها ، رَكن سيارتهُ امام بَيتٍ بدا بِتصميمٍ مُعاصِر يَختلفُ عن بَقية منازِل القَرية ، يَتكونُ من ثلاثَة طوابِق مع حَديقة واسِعَة بها حَوض سِباحة صَغير

استَغربت آلميرا تَصميم هَذا المنزل المُشابه لاحَدِ الڤيلات الفخمَة في بِلادها لِذلك سألت زَوجِها بانبِهارٍ واضِح

- لم اكُن أعلَم ان في هَذِه القَرية ، يوجَد ڤيلات ..!

اطفَئ الرائِد سيارتهُ يقومُ بجذب المِفتاح مِنها قبل ان يَبتسمُ لَها بخفّة
نَزل هو اولاً مَع مِظلته ينتظرُ نزول زوجته التي بَقت مطولاً بالداخِل

استَغرب عدم نُزولها لذلك فَتح الباب يطلّ عَليها مُتحدثًا

- لما لم تَنزلي..؟

وَجد الغَضبُ يشعّ في عُيونِها و هي تَتحدثُ بانزِعاج

- انت اخذَت المظلّة ! هل تُريدُ منّي ان انزِل و اتَبلل..؟

فَهم مَقصدها لِذلك فرق بين شَفتاه مُتحمحمًا ، اغلَق الباب جِهته لِيسير يَفتح خاصتِها قبل أن يَمدّ يدهُ اليها حتّى تَنزِل

مَسكت بيدِه لِترفع عُيونِها تُناظِرهُ

- زَوج نَبيل

ابتسمَت تَسيرُ في مُحاذاته للدُخول الي ذلك البَيت الذي حازَ على اعجابِ آلميرا الي حَدٍ كَبير ، اخَذت نَظرة عِشوائيَة على الحَديقَة و قَبل ان يَتم فَتح الباب من قِبل سيدَة المنزِل سَمِعت الرائِد يَتحدث

- كوني على طَبيعتكِ همم ؟

حَركت رأسِها ايجابًا قَبل ان تُوجه عُيونِها الي ذَلك الرَجُل الخمسينيّ و زوجتهُ الاربعينيّة بِمُجرَد ان تَم الكَشف عَلى هيئتهما حينَما فُتِح الباب

تَلاشت ابتِسامَة آلميرا بِبُطئ و هي تُشاهِد وَجه تِلك المرأة المُبتسمَة ، احسَت بِقلبها يَخفقُ بِمُجرَد أن اندَفعت الاربعينيَة الي عِناقها دون سابِق انذارٍ يُذكَر

حَضنتِها بالشَكل الذي جَعل صَوت زَوجِها الضاحِك يَضرِب اُذنا الشابَة العشرينيَة يَجعلُها في مَتاهَةٍ مُظلمَة

- انتِ تُخيفين الفتاة آيرا ..!
اخبرتكِ لا تُبالغي في رُدود فعلكِ

ضَغطت آيرا عَلى جَسدِ الصُغرَى بين ذِراعَيها و عُيونِها الدامِعَة تُشاهِد جَسد الرائِد خَلفها ، ابتَسمت لهُ تمامًا كَما فعل هو ثُمّ ابتعَدت عَنها بِرفقٍ مُتحدثَة

- لَقد انفعَلتُ حينَما رأيتها
اعذريني

قام الخمسينيّ بإبعادِ زَوجته عَن آلميرا التي لَم تستوعِب حَقيقة هويتِهما اذ مدّ يَدهُ لِمُصافحتها يُعرِف عَن نَفسه

- اُعرِفكِ عَن نَفسي
انا ديڤيز أدولف

نَظرت الصُغرى الي كَفّ يَدِه بعدَما تَفقدت مَعالِم وَجهه الرُجوليَة
يحملُ تَجاعيد خَفيفة زادَت وَسامتهُ للضعفِ

تَرددت في مُصافحته حتّى سَمِعت زوجِها يُخِبرُها مُعرِفًا

- اُعرِفكِ عَليهما ، أنهما عائلتي الحَقيقيَة ..!

•••

6330

اهلاً في فصل اليوم يا رِفاق

فديت يلي يغير قانون بلد كله علشانها ياناس 🔥

الرائِد لما ما لقى حُجَة يبرر فيها الاذى يلي تلقته زوجته
فاختار انّه يقول - اريد تعويضًا على الاذى النفسي 😭

لانه حرفيًا لما شاف شكل الميرا ، البنت مابيها شي
والامريكية هي المسحولة سَحل

ادرك انه زوجته ما ينخاف عليها حرفيًا

طبعًا كالعادَة ، القراء يشتمون الرائد
و الفصل يلي بعده يشتمون انفسهم و يقولون - اشتموني لو شتمته من تاني

و نَفس السيناريو يتكرر كُل فصل

الرائد يفوز باكثر بطل ينكره و ينحب بنفس الفصل والله

جماعة انتم عاطفيين كده ليه؟

لا و يلي تقولي اتركيها تطلق منه ، لازم تطلق ..!
انا لو كتبت الرواية على رغباتكم ، ميكونش فيه رواية اصلاً

باول فصل يتطلقون و انتهت الرواية على بركة الله

قولولي ، هتفتحوا بيوت ازاي؟

حرفيًا ، الرجالة العرب { بدون تعميم } مستفزين لاقصى درجة ممكنة
عن تجربة والله العظيم ، يطلعوا ميتين امك ، بس مضطرين نستحمل :)

هو شوفوا ، في امور عادي نتغاضى عنها و نساير
لان الحياة الزوجية عبارة عن تنازلات
مرة هو يتنازل مرة انتِ

بس في اغلاط لا تُحتمل ، كالاهانات و الخيانة و الخ
علفكرة ، في ناس تعظم الخيانة و تقلل من فكرة انه عادي يهينك

الاهانة و التعنيف بالنسبالي في المقام الأول ، لانه حقيقي ده يستحقرك كَشخص ، اما الخيانة فهو خلاك تحسي بشعور انك مش كافية
فالاثنين ابشع من بعض

ليه ندخل في موال الزوج السام؟
اتركونا مع الرائد العسل الكتكوت

بالله شفتولي بس شنو عمل علشان زوجته؟
و قولوا مايحبها..!!

تعتقدون ليه جونغكوك عنده صلاحية في انه يبدل اي قانون في البلد؟

تحسون ، شنو علاقة الميرا في حاكم الخنجر اساسًا ..؟
و ليه كان يدورون على خُصيلات شعرها من الاساس..!

بالنسبة الي لارين ..؟
شنو الموقف يلي خلا علاقتها باخيها تدمر كُليًا
بعد ما وضحت في الفلاش باك ان كانت علاقتهم جدًا لطيفَة

تحسون انها ممكن تتغير لو بَعدت عن اُمها؟
هو للامانة ، بعيدًا عن هذاك الموقف يلي حصل و كان مُدمر لها
بس امها كانت السبب الرئيسي في ترجمته لها بشكل سام
و خلتها تكره اخوها و تمقته كُليًا

لذلك ، هي تُعتبر ضحية تربية امها لها

المشهد يلي حبيتوه لهذا الفصل ..؟

امًا عن الرجل و زوجته بنهاية الفصل؟
شنو تتوقعون علاقتهم بالروايَة ؟
و مين يكونون اساسًا ..!

اراكم يَوم الخميس ان شاء الله
الي اللقاء ♥️








.
.
.









شذي قلة الادب ..؟

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top