عَروس الميراث | 21
عروس الميراث | JK
اهلاً بكم في الفصل الواحِد و العشرون 🦋
الشُروط سهلَة و بسيطَة :)
2000 تَصويت
3000 تَعليق
فصل جَديد 🦋
التعليقات بالنِقاط و الحروف و الايموجيات غير محسوبَة
سينحظر صاحبها ✅
لنبدأ ♥️
•••
تَقفُ آلميرا في رُكن من أركانِ المَطبخ تقومُ بِتجهيز سلّة طعامٍ جَمعت فيها كُل الأكل الذي سَتحتاجهُ مع زَوجِها في رِحلتهما للتَخييم وِسط الجِبال
زَوجُها بدأ يَستعيد عافيتِهُ و يُصبِح افضَل بِمُرور الأيام
حتّى جِراح جَسدهُ اصبَحت تلتئِمُ بسُرعَة ملحوظَة
هي حريصَة على الاهتِمام بِه
في الوَقت الذي جَمعت بِه كُل مَاتحتاجهُ في السلّة سَمِعت صوتهُ يُناديها من غُرفَة النَوم ، تَركت ما بيديها و هرعَت اليه تَراهُ يقومُ بِترتيب الملابِس في حَقيبة سفرٍ صغيرَة تخصُهما
اقتَربت منهُ اذ سألها و هو يَحملُ قطعَتين من الملابس الداخليَة التي تَخُصها
- هل تُفضلين ارتداء الأحمَر؟ ام الزهري؟
حَدقت في عُيونِها المُوسعَة باستِغراب ، اذ لَم تتوقَع سُؤاله
اسرَعت تُجيبه و هي تأخُذ ملابسها منهُ
- سأتكفلُ انا بترتيب مَلابسي ، انا وضّب اغراضك فقط
نَفى برأسِه بَعد ان اعاد اخذِهم مِنها ثُمّ عَبر عن وجهَة نظرِه بقولِه
- انا اُريد ان اختار لكِ ما تَرتدين
لانها ليلَة مُميزة اُريدها ان تَسيرُ كما اُريد
رَفعت حاجِبها بتعجُب لم تستطِع اخفاءهُ حينَما قالَت
- ليلة مُميزَة؟ انت لا تُفكر باقامَة عِلاقة وِسط الغابَة اليس كَذلك؟
حَدقت في عَيناهُ حينَما اجاب و هو يقترِب لِوضع قميص النومِ فوق ملابِسها
- الأحمَر يُناسِب لون بشرتكِ السَمراء
اعتقدُ انهُ سيُعجبني عليكِ كثيرًا
زَمت شِفاهها حتَى برزت غَمازتيها و هي تُحدق في عيناهُ السَوداء ما إن استَبعد الزهريّ و احتَفظ باللونِ الأحمَر ، ابتسمَت بخفَة ثُمّ حَدقت حولها باستِغراب
- هل قُمت بِتوضيب الغُرفَة حقًا؟
نَظرت اليه تَجِده يُحرك رأسهُ ايجابًا بينَما يُحادثها بوديّة
- لقد استيقظتِ مُتعبَة و قُلت لابدّ ان اُساعدكِ قليلاً
لابد ان ظَهركِ يؤلمكِ من كِثرَة اسنادكِ لي
اعتَدل في وَقفته ثُمّ التَف بِجذعه نَحوها يُحدق في عُيونِها المُتفاجِئَة
- هيّا ، اذهبي و انتهي من عملكِ كي نُغادر
وراءنا رحلَة طويلَة
رَبّت على كَتِفها ثُمّ اتَم توضيب الحَقيبة يَترُكها تسيرُ لانهاءِ عَملها في المَطبخ ، قامَت بِجَمع الطعامِ اجمَع ثُمّ اخَذت حمامًا سريعًا لِتلبس ثيابِها قبل اللحاقِ به الي السيارَة العسكريَة التي يَمتلِكُها
قامَ باغلاقِ البيت جيدًا و اطمئنّ عَليه قبل ان يصعَد قُربها و يُشغل الراديو ، ادار المِقود يقودُ نَحو الجِبال التابعَة الي قريتِهم التي كان موقِعها الجُغرافيّ جميلٌ للغايَة
كُل مابِها طبيعيّ يُعطي مشاهد خلابّة للسُكان هُناكِ
تُحيطها الانهار و البُحيرات التي تُعطي آلميرا الهامًا لِكتابة فصلٍ جَديد
كانَت تتأمُل تِلك الجِبالُ البَعيدة بابتسامَة خَفيفَة ، سَرحت كُليًا و هي تَتخيلُ مَشاهدًا لاحداثِ روايتِها حتّى احسَت بيدِ زوجِها تَتسللُ ناحيتِها
داهمَتها قشعريرَة خفيفة ما ان قامَ بِمُشابكَة يداهُما سَويًا اذ طالَعتهُ بتعجُب ، كان يلبسُ نظراته الشَمسيَة بينَما ينظُر الي الطريقِ امامَهُ باهتِمام
- انت غَريب اليوم جونغكوك
قالَت بينَما تدفعُ بِحاجبها عاليًا تُراقبهُ و هو يُقرب يدها منهُ اكثَر قبل اجابتِها بِهُدوء
- انا كذلك اشعُر بالغرابَة
لكني اُحاول ان اكون زوجًا طبيعيًا كَبقيّة الازواج
رَفع نظراتِه حتّى تتسنى لهُ فُرصَة النظر اليها بشكلٍ اوضَح ثُمّ تابع بِصوتٍ حرّك شُعورًا راكِدًا بداخِلها
- ساقفُ بِوجه صَدمات الطُفولَة كيّ اُعطيك الرَجُل الذي تستحقينَه
لذلك لا تُشعريني بالغرابَة ، سايريني قليلاً
ضَحكت بخفَة على أخِر ما قال ثُمّ قامَت بتحريكِ رأسِها تجاوبًا معهُ دون لَفط حرفٍ اضافيّ ، قامَت بِتشغيل الراديو تَضع موسيقَى عذبَة تُلامِس اذنيّ كِليهما بينَما تمسحُ على ظاهر يده بِلُطفٍ عبر ابهامِها
استَغرق الطريقُ ثلاثُ ساعاتٍ كاملَة قام بعدها الرائِد بركنِ سيارتِه عِند مكانٍ جبليّ يُقابله بُحيرَة أخاذَة ، كُل مايُحيطها هو شَجر اخضر اللونِ بطولٍ شاهِق جَعل اعيُن آلميرا تُوسَع من فرطِ الدَهشة
نَزلت من السيارَة تجوبُ الجوار باندِهاش اذ سارَعت باخراجِ هاتِفها تلتقطُ صورًا عشوائِيَة ، التَفت نَحو زوجِها تُخبره بعد ان رأت البُحيرَة
- لما لم تُخبرني ان هُنالك بُحيرَة ؟ كنتُ جلبت مَعي ملابس السباحَة
كانَت تراهُ يُنزل الخيمَة من صندوقِ السيارَة مع بقية اغراضِهما لِذلك سارَعت بالهرولَة نحوهُ و مُساعدتهُ بذلك ، انتَظرت جوابَهُ الذي قالهُ و هو يُغلق الباب باحكام
- لستِ بحاجَة الي الملابس حتّى كيّ تسبحي
لا احَد هُنا مَعنا ، نحنُ لوحدنا يُمكنك السباحَة دون ثياب
نَظر اليها ينتظرُ مِن وَجنتيها ان تَتورد اثرَ حديثه كما اعتاد ان يقرا في الروايات ، لَكنهُ وَجدها تتحمسُ بدلاً و تقومُ بالقفزِ قائِلَة
- وااه! لطالما كنتُ اريد تجربَة السباحَة بدون ملابِس..!
هل سنسبحُ مَعًا؟ ستكونُ تجربة استثنائِيَة!
رَمش مُنذهِلاً اذ فوجِئ ان وَجهه هو من احمَر بدلاً ..!
تَحمحم لِيحمل الخيمَة بين يداهُ يسيرُ للبحثِ عن مكانٍ ينصبُها فيه
وَجد مَكان استراتيجيّ يُقابل البُحيرَة تمامًا لِذلك نَصبها بعنايَة مَع مُساعدَة من زوجتِه التي تقفزُ بالجوارِ بِحَماس
كانَت على وَشك خَلع ملابِسها حتى تَسبح لَكنهُ مَنعها بسُرعَة قائِلاً
- اصبري قليلاً ، مابكِ مُستعجلة؟
البُحيرَة لن تهرُب همم؟ هاهي ذا
دعينا نأكُل ثُمّ نَنزلُ للسباحَة
لاحَظت هي خَجلهُ و قد استقَطب اهتمامِها احمرارُ وَجهه الطَفيف ، لا تُصدق ان زَوجها يستحي مِنها..!
ضَحكت بِصخبٍ عَليه قبل ان تركُض نَحوهُ تقومُ بجذبِ وَجنتيه بقوّة
- يالَك من رَجُلٍ لَطيف..!
الهي هل يراك عساكرك تَخجل بِهذا الشَكل..؟
حَدقت في عيناهُ اذ رأت وَجهه تَجهّم مُتضايقًا
ابعَدها عنهُ عَبر دَفعها اذ واشَكت على السُقوط لولم يُسرع في احتواءِها
احتَضنها نَحوهُ يُغمض عيناهُ مُتنهِدًا بضيق
- انا استمرُ بافسادِ الامر دومًا
لم اكُن اقصد ان ادفعكِ
هَمس قُرب اُذنها بَعد ان ضَمها الي صَدرِه يشعُر بها تقومُ بلف ذِراعيها حَوله قبل ان تبدأ بالطَبطبةِ على ظهرِه بِرفق
هل يَعودُ سَبب خجله و عَدم حُبه للنساءِ عامَة
قِصتهُ مع التحرُش في طُفولته..؟
مُنذ ان لمّح أخرُ مرّة عَن صديقَة اُمه المُتحرشَة و ذِهنها لا يَتوقف عن التَفكير بِتلك القِصَة ، لا تستطيعُ ان تسألهُ بشكلٍ مُباشر اذ لا تودّ ان تَجرح رُجولته
قَامت بِتقبيل وَجنته التي تُقابل وَجهها ثُمّ ابتعَدت عنهُ برفقٍ تُحدق في عُيونه المُستاءَة بِوديّة
- لابأس ، انا اعرِفُ انك لم تَقصد
لكن لا تُكررها كيّ لا اغضَب منك
ابتعَدت عنهُ كُليًا تَجدهُ يسيرُ لجلبِ الحَطب كيّ يُوقد النار
اخبَرها و هو يُشعل عود الكِبريت
- سنقومُ بالشِواء ، جلبتِ افخاذ الدَجاج التي تُحبين..؟
حَدق بِها و هي تقومُ بالتقاطِ الصُور لهُ ، غَضِب و ظهر عابِسًا بشكلٍ جَعلها تُهرول نَحوه و هو تُصور مقطع فيديو
- هيّا افرد وَجهك مابك عابِس..؟
انها فيديوهات ستبقَى ذكرى لنا مُستقبلاً نُريها الي اطفالنا
كُفّ عن العُبوس
قام باخفاضِ بصرِه الي النيرانِ التي اشعلَها ثُمّ ابتَعد يُقابلها بظهرهُ مُعترِضًا عن تصويرِه
- لا تُصوريني انا اكرهُ التقاط الصُور
اغلقي الهاتِف لم نأتي الي هُنا كيّ نستعملهُ
اسرَع بخطفهِ من بين يديها كيّ يُغلقه و يرميه بداخل السيارَة بعيدًا عن مُتناول من تَذمرت بقوّة و اخَذت تشتمهُ بِغَيض
عاد اليها مع سلّة الطَعام اذ اجتَمع كِليهما حَول تلك النيران يقومان بِشواء الدَجاج و تَبادل اطرافِ الحَديث التي اغلبها من قِبل زوجتِه
سألتهُ بَعد ان حَدقت بِه باهتِمام
- جونغكوك ماهو حُلمك حينما كنت صغيرًا؟
اعنِي ، ماذا كنت تُريد ان تُصبح حينَما تكبر؟
هل العسكريَة كانت مُرادك مُنذ البِدايَة؟
وَجدتهُ سَارح الذِهن و هو يُراقب افخاذِ الدجاج المشويّة امامَهُ
كان يسترجعُ ذكريات طُفولتِه ، و حُلمه الضائِع
ابتَسم بِشُرودٍ ثُمّ نَطق بهدوء
- كنتُ احلم ان اكون مُغنيًا
رَفعت حواجِبها باستِغراب اذ لَم تتوقَع ان يَكون ذلك حُلمَه تَحديدًا
سألتهُ بتعجّب مُتحدثَة
- مُغني..؟ لِما تحديدًا الغِناء؟
سُؤالها جَعلهُ يَرفع عَينيه السَوداء كيّ يُحدق بها و هي بجانِبه
كانت النيران التي تنتكسُ على عُيونه ، تُشبه تمامًا التي بداخِل صَدره
اجابَها بِهُدوءٍ تام يُنافي ضَجيج روحِه
- لانّي حينما كنتُ اغني و انا طِفل
كان صَوتي يُشتت انتباهي عن الجَريح الباكي بداخلي
كنتُ مُهتمًا بِسماعي و انا اُغني و اتناسَى ألمي
لذلِك ، حلمتُ ان اكونُ مُغني
خفّت عُقدة حواجِبها بِبُطئ و هي تُشاهِده بعدمِ تَصديق ، امَعنت التَحديق بِه قَبل ان تلفِظ بدهشَة
- هل تمتلكُ صَوت جَميل في الغِناء..؟
لا اذكُر انك شارَكت في المُنتديات المدرسيَة كما فعل البَقية..!
ابتَسم بِبهُوتٍ قَبل ان يضع الافخاذ المشويّة بداخل الطَبق ثُمّ يستبدلها باخرّى نيّة ، وَضعها فوق النيران لِيطالع زوجتهُ قائِلاً
- هُل اخبركِ بِسر..؟
حَركت رأسِها ايجابًا تنتظِرُ ذلك السِر الذي افصَح عنهُ بَعد ان استَغرق وقتًا لاستدراكِ ذكرياتِه السابقَة
- حينَما كُنّا اطفالاً ، كان جوليان يُشارك في المُسابقات المدرسيَة للمواهِب ، اذ نال المركز الاول في مُسابقة الغناء اليس كَذلك؟
حَدق في عينيّ زوجتهُ التي حَركت رأسها تَجاوبًا معهُ ثُمّ قالت مُبتسمَة
- كان صَوتهُ مثاليًا بِحَق..!
مليئًا بالاحساسِ و العاطفَة
اطالَت التَحديق في وَجه زوجِها الذي ابتَسم ساخِرًا قبل ان يُخبِرها بما اخفاهُ لسنواتٍ بداخله دون الافصاحِ عنهُ لاحَدٍ غيرِها
- كان ذَلِك صَوتي
انصَعقت آلميرا مِما سَمِعتهُ اذ فَرقت بين شَفتيها بِذُهولٍ قبل ان تنطِق بعدمِ تَصديق
- ك..كيف صوتك ..؟
ازال جونغكوك الدَجاج يَضعهُ في الطَبق قَبل ان يُعطيها اهتِمامهُ كُليًا ، سَرد لها الحَقيقَة المَخفية بِقوله
- كنتُ وراء الكواليس اُغني ، و هو يُزامن شِفاهه مَعي
عَقدت آلميرا حواجِبها بشدّة تَستنكرُ كَلامهُ قائِلَة
- لما سيَفعل جوليان ذَلك..؟
لما لم تَظهر انت و تُغني بمظهرك اذًا..!
صَمت الرائِد بَعد ان عَجز عن اجابتِها لِبُرهَة
كوّن ابتِسامَة ألمٍ قال عَبرُها
- في الواقِع
هو أخبَرني ان شكلي لا يليقُ بالمَسرح
و انهُ مُناسب حتّى يصعد للاضواء
انا صدقتهُ و آمنتُ بأن مظهري لا يُناسب موهبتي
لِذا ، سَمحتُ لهُ ان ينال الشُهرة التي يُريد
دامهُ يمتلك المظهر المثاليّ الذي يُحبه الجَميع
انزعَجت آلميرا بشدّة مِما سَمِعت و لَم تستطِع كَبح رَغبتها في سُؤاله باندِفاع
- ان كُنت تعلم ان مَظهرك لم يكُن مُلائم؟
اذًا لما لم تُغير فيه جونغكوك ؟
لما لَم تجعله يتناسب مع موهِبتك
و سَمحت لشخصٍ اخر ان يسرِق صَوتك
لما لم تطلُب مُساعدته في تَحسين هيئتك؟
كان سُؤالاً هامًا طَرحهُ الرائِدُ على الطِفل الذي بداخِله ينتظرُ جوابَه بِمرارَة ، سَمِع صَغيرُ نَفسه يُخاطِبهُ بما اجاب به زَوجتهُ و الوَجع ظاهر في صَوتِه
- في الواقع ، لستُ انا من لَم انتبه لمظهري السَئ
و لستُ لا اُجيد انتقاء الملابِس ايضًا ، انا لستُ ابلَه
لكنّي كنتُ احمي نَفسي فَحسب
نَظر بداخِل عينيّ آلميرا التي التَمست جُرَحهُ ، غص صَوته المُهتَز جَعلت قلبها يختضّ عَليه بِشراسَة
- جوليان كان يَمتلكُ عائلَة تحميه ، لكنّي كنتُ وَحيدًا
كنتُ ان قاومَت ما أصابني من سُوء ، اُعاقَب
لِذلك اردتُ ان اتجَنب النساء الثَريات
لانهنّ مَصدر اذيَة للذين مِثلي
استَجمع انفاسَهُ و بِصعوبَة استطاع ان يُكمِل موضِحًا
- وَجدتُ ان اسهَل طريقَة لتجنب ذلك الواقع السَئ
هو الظُهور في اسوء مَظهرٍ كان ، تلك كانت طريقَة فعالَة حقًا
اجدَت نفعًا بِجعلهنّ ينفرن منّي كُلما ارادَت امي الحُصول على المال
باستِخدامي..!
ضَغطت آلميرا على أصابِعها بِقوّة و هي تَستمعُ اليه ، كانَ قلبُها يَحترقُ بالداخِل اذ تُجزم أن نيرانِها تشتّد عن نارِ الموقدِ لهبًا
مَدت يَدها لامساكِ خاصَة زوجِها تمسحُ عليها برفقٍ قبل اخبارِه
- انت لَم تعُد وحيدًا بَعد الأن
انت تمتلكُ عائلَة ، انا هي عائلتك
اليس كَذلك؟
نَظرت بِداخل عَينيه حينَما حَدق فيها ، اومَئ بِرأسه ثُمّ قال بِنبرَةٍ وَجدتها هي لطيفَة للغايَة
- اُريد ان اتعلَم كَيف اُعانقكِ كُلما شعرتُ بالرغبَة بِذلك
انها خُطوَة صعبة عليّ ، لكنّي اُريد بشدّة
ابتَسمت من اجلِه لِتقترب تُنفذ مُراده عَبر مُعانقتهِ و الضَغط عليه قويًا في حُضنها ، هو يفتقرُ الي حَنانِ الأم بشكلٍ قاسٍ للغايَة
اي اُمٍ تقومُ بالمُتاجرة بابنِها..!
صغيرُها الطِفل ..!
مَسحت على رأسِه بِلُطفٍ بالِغ قبل ان تَهمس في اُذنه قائِلَة
- ليسَ عليك ان تَبدأ ، فقط اخبِرني كُلما احتجَت الي عناقٍ
ساُقدمهُ لَك فورًا حتّى تعتاد تدريجيًا على المُلامسات الحسيّة
كان كَلامها كافِيًا حتّى يَجعلهُ يطمئِن في وجودِها قُربه
احاطَها بيديه ثُمّ راح يَمسحُ عليها برفقٍ حتّى ابتَعد مُتحدثًا
- دَعينا نأكُل
قَدم لها طَبق الدَجاج الذي تُحِب و لم يُحاول ان يَسرِق مِنها الطَعام هذه المرَة ، بل سَمح لها بالأكل و فضّل حِصتها على حِصته تمامًا كما تَعلم المرَة الماضِيَة
هو بِحاجَة فقط للارشادِ الصَحيح الذي يَجعلهُ يتَقدم و يُجدي حَسنًا
ذلك الارشاد الذي افتقَدهُ في طُفولته ، و لَم يتلقاهُ حتى من والِدته
كان الطَعام شَهيًا كِفايَة لترضَى عنهُ آلميرا التي ابتَسمت بِلُطفٍ و هي تَستقيمُ من جِوار زوجِها حتّى تَغسل يديها ، حَمل دلاء الماء و راح يَسكبُه لها بِحرص
نَشفت يديها ثُمّ قالَت بِحماسٍ مُفرَط
- هل ننزِل للسباحَة؟
حَدقت في عَيناهُ و لَم تنتظرُ جوابَهُ حتّى ، رَكضت نحو البُحيرَة و شَرعت بازالَة ملابِسها حتّى بَقت بالداخلِيَة فَحسب ، قبل ان يستوعِب ما تَفعلهُ و يَتحدث وَجدها تقفزُ في مُنتصفِ الماء تُحدث ضجّة ارعَبت الطُيور فوق الشَجر
كوّن مَلامِح عابِسَة ، لِما هي مُستعجلَة الي هَذا الحَد؟
كان سيُجهز جَلسة شايٍ جميلَة عِند الغُروب
لَكنها مُهتمَة بالسباحَة وقت هُبوطِ الشَمس افضل من أي شَئ اخَر
خَرجت من وِسط المياه تُرجع شعرِها المُبلل الي الخَلف ثُمّ طالعتهُ
اشارَت لهُ بالمَجيئ باصابِعها قائِلَة
- تَعال ..!
مابِك تقفُ عند الزاويَة..؟
تَنهد بِقلَة حيلة لِيهز اكتافهُ قَبل أن يُزيلَ ملابِسهُ و يبقَى في لباسه الداخليّ ، كان قد ازال الضمادات عنهُ بالفعل لذلك يَستطيعُ السباحَة بِحُريَة دون أي عائِق
قفز في مُنتصفِ البُحيرَة بالقُرب من زوجتِه التي ارخَت اطرافِها تَسمحُ للمياهِ بحملها بينَما تبتسمُ بِرفق ، تُخالجها مَشاعر مُحببَة للغايَة
صَرخت ما إن احسَت بوجودِ زوجِها اسفلها اذ جَذبها من قَدمها يقطعُ سكينتها و يَجذبها الي قاعِ البُحيرَة ، فَتحت عينيها تراهُ يُقابلها بينَما يبتسمُ بِمُكر
عَبست بشدّة و رَشتهُ بالمياه تَدفعهُ الي الخَلف من اكتافه ثُمّ صَعدت الي السَطح تستجمعُ انفاسِها المَفقودَة بِصُعوبَة
هي حَقًا تمتلكُ نَفسًا ضيقًا لِلغايَة..!
ازالَت شعرِها المُبلل عَن وَجهِها ترى هَيئة الرائِد ينتصبُ قُبالتها ، المياهُ كانت تصلُ الي مُنتصف صَدرِه حينَما يَستقيم يفردُ عُرض مناكِبه امام اعيُنها الجريئَة
لا تُمانع ان تُعطيه تلك النَظرات التي تُفصح عن تَفكيرها المُخّل بتاتًا
اوليسَ زَوجِها..؟
دَنت منهُ تُصغر المسافَة بينهُما اذ احاطَت عُنقه بيديها ثُمّ قالت تُغازِله
رُبما ستأذن للكاتبَة التي بداخِلها بالخُروجِ قليلاً
- تمتلكُ جَسدًا خارِج المألوف ايها الرائِد..!
قام بِتصغير عيناهُ بعد ان حاوط خَصرها النحيلُ بيداهُ يُقربها منهُ اكثَر قبل مُخاطبتِها بحاجبٍ مَرفوع
- اوليسَ على الرَجُل مُغازلة جَسدُ المرأة..؟
تَرقب اجابتِها التي قالَتها بِمُكرٍ واضِح
- في قانوني ، تُكسرُ هذه القاعِدَة
اكادُ لا اُصدق ان جَسدك حَقيقيّ
من كُثر مِثاليتِه
كَرجُلٍ خَجول مِثله ، لا يَستطيعُ ان يَفهم لِما هي بِكُل هذه الجُرأة
لم يَعتد يومًا على استخدامِ الفاظٍ جريئَة مع احدٍ كان
لذلك يستغربُ منها للغايَة
لَكنها لا تُزعجه ، بل تَجعلهُ ينفتحُ اكثَر مَعها و يُحاول فكِّ عُقدته شيئًا فَشيئًا حتّى يسترجع سَجيته فليسَ صائِبًا ان يشعُر الرَجُل بالخجلِ من زوجتِه
لَكن ذلك ليسَ ذنبهُ
ما كان يراهُ في طُفولتِه لم يَكُن سَهلاً
هو اصبَح يمقُت النساء اجمَع
سِواها هي
لطالَما كان يراها حَقيقيَة لا تَتسترُ على عواطِفها بقناعٍ مُزيف لِمُجاراة البشر رُغم حَقاراتِهم ، كان مُعجبًا بِموقفها حينَما ترفُض شيئًا لا تُريده بصريحِ العبارَة
اذ تمنَى ان يمتلك تِلك الجُرأة ، لَكِن تربيته لم تكُن مُنصفَة كِفايَة
غادَر من شُروده الذي طال حينمَا ارتَفعت اليه حتَى تُقبله على ذَقنه ثُمّ قالَت لهُ مُبتسمَة بوديَة
- هل تَذكُر تلك الليلَة..؟
التي سَبحنا فيها سَويًا ، يوم خُطوبَة اُختك
كُلما تَطرقت ذاكرتهُ الي مُقتطفات تلك الليلَة عانَق السُرور قَلبه
كَيف ينسَى رَقصتهُما الأولَى وَسط المَسبح..؟
كان كُلّ هَمِه ان يُخرجها من ضائِقَة الحُزن التي تكتسحُ صَدرِها
و هي تجاوَبت مَعهُ بالفِعل
حَرك رأسهُ ايجابًا و عَلى وَجهه ابتِسامَة خافِتَة ، تجاوَز حُدوده بِوضع يده فوق ذَقنها يلتمسُ بشرتها بابهامِه برفقٍ بالِغ قبل ان يَنطِق
- كنتِ جذّابة بشكلٍ مُبهر ليلتُها
كان اطراءَهُ ذا وَقعٍ لطيف على زوجتِه التي ضيقَت من المسافة بينهُما اكثَر بينَما تومِئ تُعزز من غُرورِها
- اليسَ كذلك ..؟ حتمًا اكتسَحتُ الساحَة بِجمالي..!
لم يَعترِض على حَديثها فَهو حَقيقيّ بالنسبَة اليه
كان يَراها تشّع وَسط قاعٍ مُظلِم ، تُنيرُ بطريقَة مُلفتَة
انخَفض حتى يُقبل شِفاهها بشكلٍ سطحيّ ثُمّ هَمس يُخاطِبها
- ما رأيكِ ان تَكون ليلتُنا الاستثنائيَة اسفلُ الماء..؟
حَدق في عُيونِها يَجِدها تَقطبُ حواجِبها بخفّة ، استَغرقت وقتًا للتفكيرِ قبل ان تِخاطِبهُ قائِلَة
- انت لن تُكرر ذات الخَطأ مَرتين اليسَ كَذلك..؟
حرّك رأسَهُ تجاوبًا مَعها ثُمّ نَبس يُوضِح
- اصبحتُ اكثر وعيًا ، لا تَقلقي
تَمسكت بِكتفه ثُمّ هَمست بِصوتٍ خافِت
- سيكونُ مؤلِمًا ، انا اعرفُ ان حالتي صعبَة قليلاً
زمّ شِفاهه و ظلّ يُفكر لِفترةٍ قبل ان ينطِق بقلّة حيلَة
- رُبما ستكونُ مؤلمَة قليلاً ، لكنكِ ستصبحين بخير لاحِقًا
علينا المُحاولَة اولاً و ان تأذيتِ اخبريني
لم تَكُن تستطيعُ اخفاء ارتعاشِها الخَفيف
مَهما بَلغ مِقدار جُرأتها ، لَكنها اُنثَى تخافُ المَجهول
لاسيما انّ ليلتُها الاولَى لم تكُن مثاليَة
حينَما لاحظ ارتجافِها امسَك بيديها بخاصتيه ثُمّ قَربها منهُ حتّى واشَكت على الالتحامِ به يُخاطِبها بِصوتٍ خافِت
- ثِقي بي..! انا لن اؤذيك هذِه المرَة صدقيني
حَدقت في عيناهُ بِقلقٍ عجزت عن سَترِه ، اخبَرتهُ بنبرَة حزينَة للغايَة و هي تتمسَكُ به رافضَة افلاته
- ارجوك لا تُفسد الامَر ، لا اُريد ان تسوء عِلاقتنا مُجددًا
آن ذاك سيكونُ صعب عليّ ان اتقبلَك مهما فَعلت
حَدقت بداخِل كُحليتاهُ تَجدهُ يُقبل على عناقِها برفقٍ و المَسحِ على ظهرِها يُطبطبُ عَليها بِحَذرٍ قبل ان ينطِق
- اعدكِ اني لن اُفسد الأمَر
فَقط ثقي بي
اغمَضت عَينيها و هي تَحشُر رأسها في مُنتصف رَقبتِه تُحرك رأسِها ايجابًا بينَما تحتضنُ خَصرهُ النَحيل
- ساثقُ بِك ، و لابأس سَنُحاول معًا
رَفعت رأسِها اليه حتَى تُناظِرهُ بشكلٍ اوضَح
- ان شَعرت انك قَد تفقدُ السيطرَة علو نَفسِك
ساحتويك حتى تعودُ الي رُشدك
هَتفت و هي تُمسِك بيده جيدًا ، من تَجربتها السابِقَة معهُ عرِفت انّهُ يُعاني من اضطراب السادِيَة الجنسيَة و ذَلك شَئ هي لا تَقبلهُ على نَفسها
يميلُ للعُنف المُبالِغ بِه نظرًا لكثرَة كَبته لمشاعِر عِدّة في سائِر حياته الاعتياديَة ، ثُمّ يقومُ باخراجِها لاحقًا بشكلٍ مُختلف تمامًا قد يؤذي زوجتهُ حتمًا
ذلك كان سببًا من الاسباب الذي جَعل ليلتهُما الاولَى تُصبح كارثيّة
عُنفه المُبالغ كان مُساهمًا في تفاقُم الألمِ لَديها
و كأخصائِيَة نَفسية عرفِت ان تُشخصه بتلك الحالَة مُباشرَة
التي لطالما اعتادَت ان تدرُس عَليها سابقًا و تراها شيئًا عادِيًا
قَد يُعزز المُتعَة لدى الزَوجين..!
لَكن بشكلٍ ما حينَما وَقعت تحت الاختبار ، رأت المَوت بِعُيونِها لهولِ الألم و الذُل الذي عاشتهُ تحت رَحمتِه ليلتُها
بَعد ان سمِعت جُزء عن ماضيه علِمت ان الامر قَد يكونُ مترابطًا بالطريقَة التي نشئ بِها ، لذلك سَتحاول مُساعدتهُ في ضبطِ نَفسه و استعادَة صِحته الجنسيَة
كان يُحدِق في عُيونِها بِتَردد ، حينَما لجئت الي ذلك الموضوع تَحديدًا لم يكُن واثقًا ان كان سيُجيد التَحكم بنفسه ام لا ، لذلك ضَغط على يَديها مُتحدثًا
- لن اعِدكِ بذلك ، لكنّي ساُحاول
احسّ بيدِها تُحيط وَجنتهُ حتى تَمسحُ برفقٍ على خَدِه قائِلَة بوديّة
- العلاقَة اساسُها الحُب جونغكوك ليسَ العُنف
صَحيح اننا لا نُحب بعضنا و لازلنا بالبدايَة
لَكِنها ستكونُ سببًا في توطيدِ علاقتُنا لاحقًا
من قال انّهُ لا يُحبها..؟
كَيف حكمَت عليه انهُ لا يَفعل؟
هي لا تُحبه ، لَكنهُ مُغرم بها كِفايَة ليراها مُنقذته
لَف ذِراعيه حَول خَصرِها حَتى قام بِحملها من وِسط المِياه يَجعلها تلفُ ساقيها حَول خَصرِه قَبل ان يُطالع عُيونِها بِحَذر
- قد لا انجحُ بالسيطرَة على نَفسي
لا اُريدكِ ان تَخافي ، لكنّي مُضطرب بشدّة
عَقدت حواجِبها بشدّة اذ سارعَت بامساكِ اكتافه تُخبرهُ بِتردُد
- ان لم تكُن مُستعِد ، دَعنا نؤجِلُها حتّى تتمكن من ضَبط نَفسك..!
نَفى برأسِه يعترضُ و هو يَسيرُ نَحو احدى الاشجارِ التي قام بالصاقِ جَسدِها ضِده قَبل ان يَتحدث بجديّة
- عَلى هذه العلاقَة ان تُقام و تَنجح
حياتُنا تعتمدُ عَليها آلميرا
حَدق في عُيونِها ثُمّ احاط وَجنتيها بِكَفيه يُضيفُ بِهُدوء
- عليكِ ان تَتحملي ، سيأتي الوَقت الذي تَعرفين بِه كُل شَئ
قد تَغضبين لاحِقًا مِما ساُقدم على فِعله ، لكنهُ لِمصلحتكِ اولاً
لم تكُن تَفهم شيئًا مِما يَقولهُ ، تَشبثت باكتافهِ مُتحدثَة بعدمِ فهم
- ماهو الذي عليّ ان افهمهُ ؟ مالذي تُخفيه عنّي جونغكوك اخبِرني
أطال التَحديقُ في عَينيها السَوداء ثُمّ اقتَرب حتى يُقبل ارنَبة انفِها يَهمسُ ضِد شِفاهها
- هِشش ، انَهُ ليسَ وقتُ الحَديث ، دَعينا ننشغِل بأنفُسنا
لم يُعطها المَجال الكافي حتّى تستوعِب مَوقفها حتّى
كان مُنغمِسًا بها للحَدِ الذي جَعلها تَغيبُ عن عالِمها و تذهبُ الي حيثُ يقودُها هو بِرضًا تام
لم يكُن سيئًا كَما تَوقعتهُ ان يَكون ، لكنهُ يفقدُ سيطرتهُ بالشَكل الذي يؤذيها هي ، الامرُ خارِج عن ارادِتهُ كُليًا و كُلما حاوَلت ان تجذبُ عاطفتهُ بدلاً صَدها بطريقَة مُؤلمَة
كان الامرُ اقلّ من سابِقه ، و ذَلك ما جَعلها تطمئنّ ان المَرات القادمَة ستُصبح افضَل ، هي عرِفت تَشخيصهُ و قَبِلت بِه لذلك سَتتحملُ عواقِب قُبولها
امّا ان تُغيرَهُ ، او تَنسحب في نِهايَة المطاف
لَكنها وَعدتهُ انّها لن تَخذله اذ طَلب مُساعدتها بصريحِ العبارَة
لِذلك ، سَتكونُ آهِلَة للثقَة التي مُنحَت لها من طَرفِه
خِتامًا ، كان قَد فَعل ما سيجعلُها تَفيضُ من غَضبِها لاحِقًا
رُغم ادراكِه التام انّها لَيست راضِيَة و لن تَرضَى
لَكنهُ ، اطلَق نِطافهُ بِداخلها يأذنُ لرحمها باحتواءِ جُزءٍ منهُ
كانَت تِلك الخُطوَة التي يَراها حَبل النَجاة لها في المَقامِ الأول
و لهُ هو كَذلك ، كيّ يَحظى بالحَياة التي يتمناها كِليهما
دون اي عوائِق او مَخاوفٍ من المُستقبَل
لم تكُن واعيَة كِفايَة آن ذاك بِتصرفه اذ كانَت مُنهكَة كُليًا ، بالكادِ تستطيعُ جَمع انفاسِها للشُعورِ بالعالمِ من حَولِها ، اغلَقت عُيونها بِبُطئ تَشتمهُ في سِرها
كَيف امكنهُ ان يُلحق كُل هذا الالمِ بِها..؟
ابتَعد عَنها بعد ان اصبَح كِليهما في مُنتصف تلك الخَيمَة
كان يُحدِق في وَجهها المُتعب ثُمّ نَظر الي يداهُ يجدُ خُصيلاتٍ من شعرِها تُغلفُ اصابِعه ، احسّ بالنَدمِ و الألَم تسلل الي قلبِه مُجددًا
هو لَم يستطِع ان يَتحكم بِنفسه..!
نَظر اليها يَرى علامات الاجهاد تكتسحُ وَجهِها المُنهَك ، قام بِجلبِ اللُحاف حَتى يقومُ بِتغطيَة جَسدِها يَقيها من البَرد ثُمّ قال مُحرَجًا
- هل كان الامرُ سيئًا مُجددًا..؟
التَفت على جانِبها حتى تُقابِلهُ تَنظُر الي الحُزن في عيناهُ الكُحليَة ، رَفعت يدِها لاحاطَة وجنته ثُمّ بدات تمسحُ برفقٍ على خَدهِ مُجيبَة بصوتٍ مُرهَق
- لم تكُن بذلك السُوء ، انها افضَلُ من الاولَى بِكَثير
كَلامُها لم يَكُن مُقنعًا كِفايَة لِيُخفف شُعوره بالذَنبِ ناحيتِها
ابعَد شعرُها عن رَقبتِها يَرى بِضع كَدماتٍ من صُنعه
اذ قام بِخنقها سابِقًا حتّى الحَق الضَرر بِها
عاوَد النَظر في عُيونِها بينَما يضغطُ على قَبضتهُ قويًا
- ك..كيف تُخبريني انها اف..افضل؟
لما لم تُخبريني ان اتوَقف؟ اُنظري ماذا فعلتُ بكِ!
ارتَجف صَوتهُ بَعد ان ادرَك بشاعَة فِعلته
كان مُغيبًا كُليًا آن ذاك و لا يَعرفُ حَقيقة فِعله
يُصبحُ مضطرِبًا عاجِزًا عَن فَهم عواطفه او ادراكُها
احسّ بِها تقتربُ منهُ حتّى قامَت باحاطتِه مُتحدثَة بِتعَب
- انت لم تَكُن واعِيًا كِفايَة جونغكوك
كنت مُختلِفًا ، حتّى كُلما نَدهت عليك لم تكُن تَسمعني
أعمَت الرَغبة عُيونك بالكامِل
هَمست لهُ تَزيد من شُعورِه بالذَنب ، اعتصَر قبضتهُ قَويًا ثُمّ شَرع بالجُلوس يُقابلها بظهرِه و الحُزن يَنهشهُ من الداخِل
- لو لم اكُن مُضطَر لِمُعاشرتكِ
ماكنتُ لاسمح ان تَكوني ضحيّة لاضطرابي
حَرِصت على احاطَة جَسدِها بذلك اللُحاف قَبل ان تَجلِس بِصُعوبَة و الوَجعُ يَنهشُ كُل جُزئيَة بِها ، وَضعت يدها فوق كَتفه و قَبل ان تنطِق احَست بشئ لَزج اسفلَها ، وَسعت عُيونها بعدمِ تَصديق قَبل ان تَهتف
- جونغكوك مالذي فَعلته..!
كان غارِق وَسط احزانِه بينَما يَقبضُ على اصابِعه قَويًا
يلومُ عائلتهُ للمرَة الاولَى بداخِله
بِسببهم ، هو عاجِز عن صُنع علاقَة سليمَة حتّى مَع زوجتِه
عاجِز على الانتِصاب كَرجُل ، لَو لم يَراها تتعذَبُ امامَه
العُنف كان وسيلتِه حتّى يَستطيعُ الاستقامَة و انشاءِ علاقَة
دونَ ذلك ، هو عاجِز كُليًا
لَكِن ، الفكرَة الاساسيَة لم تكُن فقط في طُفولته
بَل كان هُنالك مُتسبب جانبيّ ، هو لَم يكُن يعرفهُ البتّة
- فعلتُ الكَثير آلميرا ، ان..
اسكَتتهُ حينَما قالَت بغضبٍ واضِح
- انت كَيف تُقبل على فعلٍ كَهذا دون استشارتي..؟
اولم اوضح لَك سابِقًا ، انّي لستُ مستعدَة لانجابِ الاطفال..!
التَفت اليها بَعد ان كان يُقابِلها بِظهره ثُمّ راح يُحادِثها بينَما يعقدُ حواجِبه
- ما الخطأ في انجابِ طفل؟
لما لستِ مُستعدة لا افهم؟
نَظر في عَينيها المُشتعلة و هي تُناظِرهُ بِغَضبٍ عارِم
ليسَت الطفل هي مُشكلتها الاساسيَة هُنا
بل مَوقفه في التَحايل عَليها دون اخذِ رأيها
- انت لم تحترِم رَغبتي حتّى ، و لم تسألني..!
و تأتي لتخبرني ما الخطأ..؟
اولستُ انا من سيحملهُ تِسع اشهُر و يتكبّد عناء تربيتهُ لاحِقًا؟
هل تظنُّ ان انجاب طِفل سهل لهذه الدرجة؟
نحن حتّى لسنا مُستقرين و لا وَضعنا يسمحُ لنا بتحمل مسؤليته
انفعَلت بِه و هي تُحدِق في تعابيرِه الغَير راضيَة عمّا تَقول
صَحيح انهُ لديه دافِع اساسيّ لِفعلته تلك
لَكن هو يُريد تجربَة شُعور ان يكون أب
يودّ ان يُعوّض طِفله عمّا عناهُ هو سابِقًا و يُعطيه الحُب و الرِعايَة و يكون سَندهُ الأول كَما تمنَى ان يكون والِده
صَمت و لم يُجبها ، بل ظلّ يُحدق بِها و هي في قمّة انزعاجِها تُوبخه بانفعالٍ زاد بَدل ان يَخف بسبب سُكوته
- لما تستمرُ دومًا بافسادِ الامور؟
اولَم تعدني قبل قَليل؟
لما كُلما حاولتُ ان اقترب منك تُبعدني!
اين رَغباتي انا؟ تستمرُ بِوضع رغباتك في المقامِ الاول دومًا
شَدت قَبضتيها بقوّة ثُمّ تابعَت باندفاعٍ اقوَى
- لو استَشرتني حتّى ، فقط اسألني..!
هذا الطفل لا يَخصك انت وَحدك ، انهُ طفلي كَذلك
انت ستستمرُ بالذهاب الي مُهماتك و ساظلّ انا اُعانيه
على الاقل اُريد ان اكون جاهزَة لاعطيه الحُب كامِلاً
لِما تفعلُ هذا بي لا افهَم..!
حاوَلت ان تَجِد اجابَة في عُيونِه المُعتمَة لكنها عَجزت عن فِهم وجهَة نظره الغامِضَة ، كان صامِتًا يُشاهِدُها و لازالت افكارهُ تتمَحور حَول ساديته مَعها
كان خائِفًا ، ان لم يَحدُث هذا الحَمل ، سيتوجَب عليه اقامَة عِلاقَة ثانيَة قد تَنتهي بِاذيتها مُجددًا ، لم يكُن يَمتلك الوَعي الكافي حتَى يَحتوي غَضبها و يُهدأها
لَكنهُ حاوَل ان يَضغط عَلى نَفسه ، حاوَل ان يقترِب مِنها و يُرتب كَلِماتٍ جيدَة تُساعدها على استعادَة سَجيتِها
- معكِ حق اننا لَسنا مُستقرين حاليًا
لَكن صدقيني ، الطفل يأتي بِبركتهُ
اظنّ انهُ سيكونُ عاملاً على تَقربتنا اكثَر
نحنُ بحاجَة اليه في حياتِنا
كَلامهُ كان سيئًا بالنسبَة على صبيَة حساسَة كمِثلها
احسَت بالخُذلانِ منهُ اذ طالَعتهُ بِحُزن
- انا لستُ بحاجَة الي زواجٍ يحتاجُ طِفل حَتى يستمِر
اُريد الزواج الذي استطيعُ الاستمرار بِه حتّى بدون اطفال
نَظرت بِعَينيه السَوداء و قد اجتاحَتها غصّة يُصعَب ازالتِها
- انت تقليديّ للغايَة حتى في تفكيرِك جونغكوك
كَيف لك ان تنظُر للطفل انهُ اساس لِتقربتنا؟
الطِفل يحتاجُ ام و أب مُتفاهمين مُنذ البدايَة
حَتى يستطيعون مَنحه حياة صحيَة
و انت اكثرُ من تَعلمُ هذا
تُشير الي حَياتِه مع اضطراباتِ علاقَة أبويه التي بُنيت على اساسِ المَشاكل ، رُغم انها عاشَت خارِج البلَد لسنواتٍ عدّة ، لَكن اخبارِ عائلتِه كانت تصلُ الي والِدتها في اُستراليا باستِمرار
ذلك التذبذب في العِلاقَة انشئ نَفسيَة غير مُتزنة لابناءِ الأبوين
صَحيح ان جونغكوك المُتضررِ الأوَل لِكون مُعاملته كانت خاصَة
لَكن حتى أخَويه لم يَكونا بِتلك السَعادة و الاستقرار الأسريّ
انتَشل يدِها يقومُ بامساكِها بِرقّة يُحاول لملمَة ما بَعثرهُ
حَدق بِها مُتحدِثًا بِتردُد
- الا يُمكنك ان تَثقي بي..؟
انهُ لِمصلحتنا ، صدقيني
حَدقت بيدِه ثُمّ سَحبت خاصتِها برفقٍ منهُ قَبل تنطِق بِهُدوءٍ تام
- للاسف ، لَم اعُد استطيعُ ان اثق بِك
انا اخافُ على نَفسي مَعك ، لانَك لست صَريح مَعي
رَفعت عُيونِها للنظرِ في عُيونِه ثُمّ اضافَت
- انت تَجرحني بِتصرفاتِك ، رُغم مُناقشتي المُستمرَة لك بأنّي استطيعُ ان اتفهمَك ان كُنت صريحًا مَعي ، استطيعُ ان افعل كُل شَئ من اجلِك ، لَكنك بما تُقابل احساني..؟ حتّى اني تَقبلتُ ساديتك ! مالذي تُريده اكثر من ذَلك لستُ افهم ؟
كان مُتوترًا للغايَة و هو يَسمعها تُخاطِبهُ بتلك الصيغَة التي تُشعره بعدمِ الأمان ، هل سيخسرُها بَعد ان بدأ يُكون اُسرَة سعيدَة في خَياله..؟
هي لا تَعرِفُ ماوراء السِتار
لِذلك تَحكُم عَليه دون ان تَفهم شَئ
لَكنهُ لا يستطيعُ مُشارَكتها بالحَقيقة الكاملَة
يخافُ عَليها ، هو قَلِق من أن تتأذَى
قامَت بالاستِلقاء و مُقابلتهُ بِظهرها دون مُجادَلتهُ اكثَر
تَعِبت من الحَديث مَعهُ لانّهُ لا يُجدي نَفعًا
ستتمسكُ بِصمتها و تَرى لاين سيصلُ في نهايَة المَطاف..!
احَست بِه يقفُ من قُربها و يُلملم مَلابسه قَبل ان يُغادر الخَيمة ، جَلس امام البُحيرَة يُدخن باسرافٍ و عُيونِه تُراقِب نُجوم السَماء فَوقه
مُستاء هو مِن حالِه ، لا يَستطيعُ ان يَجد الطريقة التي تَجعلهُ يُداوي مُخلفاتِ طُفولته بداخِله ، كُل الطُرق التي يَتبِعُها تنتهي بالفَشل الذي يؤدي الي خِلافٍ حاد مَع زَوجتِه
التَفت بِرأسِه حتَى يَراها بداخِل الخَيمة اذ حَدق في ظلها و هي تلبسُ فستانًا تستُر به نَفسها ، كانَت ترغبُ في الاستِحمام لَكن كُل ذرَة بها تُؤلِم فلجَئت الي النَومِ بدلاً
عَليها ان تستريح كَيّ تُجيد التَفكير لاحِقًا
•••
بِحُلول صباحِ اليوم المُوالي
كان صَوت العصافير أعلَى خَيمة الزَوجين ايقَظ سَمراء البشرَة النائِمَة بجوارِ الرائِد ، كَعادتِه ينفردُ بِنفسه في الزاويَة مُكتف الأيدي
تنامُ مَعهُ مُنذ اكثر من اُسبوعَين لكنهُ لم يَجرؤ لِـ ليلَة باحتِضانها حتّى
دومًا ينامُ في نهايَة الفِراش و يَترُك مسافَة بينهُما
تَنهدت بِألم اعجَزها عن الحَراك ، جَلست بِصُعوبَة تجذبُ مِرآه من داخِل حَقيبتها لتفقد شَكلِها المُبعثَر
استَطاعت النَظر الي تِلك الكَدمات التي خَلفها زَوجُها ليلة البارحَة
تَلمستها بألمٍ طَفيف بينَما تُناظر نَفسها بِشُرود
تُرى ما الخطأ الذي ارتَكبتهُ في حياتِها حَتى ينتهي بها المَطافُ بزواجٍ سام كَهذا ..؟
لَطالما كانَت تحلُم ان تَعيش مَع زوجٍ رومنسيّ يَحرِصُ على تدليلِها و اسماعِها الغَزلِ و الكلامِ المَعسول ، يُعانقها ليلاً و يحتويها في حِضنه
اغمَضت عَينيها باحباطٍ عارِم قَبل ان تَشعُر بحركَة زوجِها خَلفها
التَفت برأسِها تُناظِره بَعد ان استَيقظ لِتوه هو الاخَر
اخفَت مِرآتها تُحاول النُهوض حَتى تستحِم لَكنهُ احاط رِسغها يُعيد اجلاسِها و تَقريبِها منهُ ، ناظَرتهُ بِهُدوء بينَما تدفع بحاجبها عاليًا
- هل نمتِ جيدًا ؟
سألها بِعفويَة يَجدُها تَسحبُ يدِها منهُ قَبل ان تُجيبه و هي تَجمعُ شعرِها عالِيًا
- جيد
كَشفت عن اثارِ اصابعه على رَقبتِها بشكلٍ جَعل قلبهُ يَنقبِض
جَلس و قَبل ان تَنهض هي داهَم خَصرِها بِذراعيه من الخَلف
قام بِعناقها و الدُنوِ مِنها حتى يُقبل تلك الكَدماتِ بِلُطفٍ بالِغ
يَجعلُها تشعُر بانقباضٍ طَفيف اسفلِ مَعدتها من تَصرفه المُفاجِئ
كانَت تعلمُ انهُ يُريد مُراضاتِها ، لَكنها تشعُر انّ داخِلها مُنغلق كُليًا منهُ
لم تَعُد تُطيق البقاء بِجوارِه حتّى لِذلك ابعَدت يداهُ حتى تَستقيم
تَركتهُ بِمُفرده و نَزلت الي البُحيرة تستحمُ و تُلاعب ذلك البَط
وَجدت ما تُغير بِه مزاجِها قليلاً بِمُلاحقة تلك الحيوناتِ اللطيفَة
تشعُر بنظراتِ الرائِد اليها و هو يَحتسي قهوتِه التي اعدها فوق الحَطب و بِذات الوَقت يُدخن سجائِره ، حينَما انتهَى اراد الانضِمام اليها لَكنها خَرجت حالَما دَخل هو
جَففت جَسدها ثُمّ لَبست تنورَة قصيرَة مع قميصٍ ازرَق فاتِح
لَبست حذاءِها و تَركت شعرها المُبلل ينسدلُ عَلى ظهرِها
كانَت تتجاهل زوجِها كُليًا و ذَلك جَعلهُ يَستاء و يَغضب بِذات الوَقت ، لا يُحب تصرفاتِها حينَما تُعامله على انّهُ غير مَرئي
هو يَكرهُ هذا الشُعور بِشدّة
ظلّ يُراقبها و هي تلتقطُ بِضع صور لِنفسها و هذِه المرَة لم تُصوره كما فَعلت البارحَة ، لِذلك قام هو بالاقتِراب منها بعد ان غيّر مَلابسه و قال
- لِنتصور سويًا
وَجدها تُحدِق به قبل ان تُغلق هاتِفها مُتحدثَة بحاجبٍ مَرفوع
- انت لا تُحب التقاط الصُور
احسّ بالحُزن لَكنهُ سارَع باستدراكِ شُعورِه اذ قال بِلُطف
- لابأس ، ساحبه من اجلِك
ناظَرتهُ بهدوءٍ ثُمّ اكتَفت بصدّه حينَما اجابتهُ بعدمِ مُبالاة
- هاتفي شاحِنهُ سينفذ ، لن اُضيع اخر مابه من اجلِ تَصويرِك
استَقامت من جِواره بَعد ان قالت لهُ ما جَعل ذاكِرتهُ تعودُ بِه سنواتٍ كَثيرة الي الخَلف ، حينَما كان طِفلاً لا يَتجاوزُ الخامسَة
•••
قَبل ثَلاث و عِشرون عامًا
في ذَلك المنزِل المُتواضِع
كان افرادُ عائلتِه يَستعدونُ لالتقاطِ الصُور من اجلِ الذكرَى السَنويَة لزواجِ الأب و الأم ، كان لَديهما طِفلَين ، الاكبرُ يبلُغ سَبع سنوات بينَما الاصغرِ سنًا كان بالخامِسَة في الوَقت الذي كانت فيه والدِتهما حامِل بالطِفلة الثالثَة
حَدق الطِفلُ الصَغير في والِدته التي كانَت تُعطي المال الي اخيه بينَما تُوصيه قائِلَة
- حَبيبي هذا المَبلغ يَكفيك لشراء مَلابس جَديدَة من اجلِ التقاط الصُور ، اخَتر ما يُعجبك من السوق هِمم ؟ ستُساعدك صاحبَة المَحل بانتقاء ما يُناسبك
نَظر جونغكوك الي المال الذي امتَلكهُ اخاهُ ثُمّ حَدق في مَلابسه الرثّة قَبل ان يُعيد مُطالعَة اُمه قائِلاً
- انا ايضًا اُريد شراء مَلابس جَديدَة
لقد تمزق بنطالي و انا العبُ البارحَة
خاطَب والِدته التي ناظَرتهُ بحاجبٍ مَرفوع قبل ان تُوبخهُ بغضبٍ عارِم
- تُريد ماذا ؟ الا تَكفينا مَصاريفُ البَيت كيّ تأتي انت و تزيدُها علينا
الا تراني حامل على وَشك انجاب طفلٍ جَديد و لا نَعلم من اين سنُدبر مصروفه
اخَفض الصَغيرُ عيناهُ بِحُزنٍ ثُمّ قال
- لكن اخي اشترى مَلابس جديدَة الشهر الماضي
اُريد ان البس ثوبًا جديدًا امام اصدقائي
رُغم حُزنه و سوء حالِه الي ان اُمه مَسكتهُ من اُذنه تَجرُه بانزعاجٍ قبل ان تُخاطبه بحدّة
- تُريد ان تتباهَى امام اصدقاءك بملابسك الجَديدة؟
هل هذه هي اقصى طُموحاتك؟ يالك من فاشِل
جَرتهُ من اُذنه الي داخِل المنزل تُلقيه وسط ارضيَة الصالَة الباردَة قبل ان تسير لاخراجِ المال من مِحفظتها مُتحدثَة
- ساعطيك المال و اذهَب مع اخاك حتّى تجلِب بعض الخُضار الي البَيت
دلّك الصغيرُ اذنه و الدُموع في عَينيه ، راقَب المال الذي اعطتهُ لهُ امه ثُمّ استَقام مُتحدثًا بِبُكاءٍ يكتمهُ بداخله
- ل..لكن اريد التقاط الصور انا كذلك بملابس جميلَة
نَظر في عينيّ امهُ التي تجاهلتهُ و دَخلت الي المَطبخ تُكمل اعداد الطَعام ، سَمح لِدموعه بالنزول ثُمّ اسرَع بِمسحها لِيلحق اخاه الذي سَبقه نحو السوق
وقف امام بائعوا الخُضار يشتري طلباتِ امه في الوقت الذي كان يُراقب به بائِعَة المَحل المُقابل تَختار ثوبًا جَديدًا الي اخاهُ الاكبَر
قَوس شِفاهه بِبُكاء ثُمّ استلم اكياس الخُضارِ و الفواكَه التي ستقومُ امهُ بتحضير كَعكة لِذكرى زواجِها من والِده ، كان يتضورُ من جوعه لكونه لم يَأكُل مُنذ يومين بعد ان عاقبتهُ امه لاسبابٍ لا يعرِفها
لِذلك حينَما وَجد تُفاحَة حمراء اسرَع باخذها و اكلِها و هو في طريقه الي المنزل رفق شقيقه الذي طالعهُ مُتحدثًا
- ساعطيك مَلابس الشهر الماضي ارتديها كيّ نتصور مَعًا
حَدق جونغكوك بِه ثُمّ ابتسَم بسُرور ، اومَئ لهُ بسعادَة عارمَة ثُمّ رَكض الي البَيت يُقدم الاغراض الي امه التي تَفحصتها كُلها
- هُنالك تفاحَة ناقصَة..!
اخَفضت بصرِها الي طِفلها الصغير الذي اخَفض رأسهُ بينَما يُلاعب اصابِعه ، كان يودّ ان يتستر على فعلته بِقوله البريئ
- لابد انّها وَقعت في الطَريق
قَبل ان تُجيب امه اسرَع اخيه بافشاءِ سره الصَغير عبر قولِه
- انَهُ كاذِب ، لقد اكلَها في الطريق يا اُمي
نَظر جونغكوك الي اخيه الاكبر بانزِعاجٍ و قَبل ان يُدافع عن نَفسه باخبارِ امه مِقدار جوعِه انتَفض بخَوف حينَما صَرخت عليه بغضَب
- ايها السارِق ..! هل بدأت تتعلم السرقَة من هذا السِن؟
تراجَع الصغير الي الخَلف بِخَوف يُنفي برأسه بِذُعر
- ك..كلاّ ، انا ك..كنتُ جا..جائِع
امتلئت عَيناهُ بالدُموع حينَما حَملت اُمه فُلفل حار و اقتَربت منهُ و هالَة الجَبروت تَحومُ حَولها ، مَسكتهُ بعنفٍ من وَجنتيه ثُمّ قالَت بِمُكر
- ساُعلمك كَيف تتأدب ايها الصَغير
كيّ تتعلم تسرِق اُمك و تأكُل مما لا يَحلُ لك
لم تَرحم ضِعفه و لا صُغر سِنه
راحَت تفرُك ذَلك الفُلفل الحارِ على شِفاهه حتى تورَمت
تجاهَلت كُل صُراخه و دُموعه التي اغرَقت وَجهه و يَديها
و ظلّت تستلّذ بِبُكاءِه و انتفضاتِه الكَثيرَة حتّى اخذت كِفايتها
تَركتهُ يَبكي فوق الارضِ لِتعود الي المَطبخ تُكمِل اعداد الكَعكةِ قبل مَجيئ المُصور لَيلاً ، لم تُبالي بِصوته المُتألم و هو بالكادِ يستطيعُ لمس شَفتيه
ذَهب الي غُرفته المُشتركَة مع اخيه يُكمل بُكاءَه سِرًا حتّى حين مَجيئ المُصور ليلاً ، كان يَرى اخاهُ يلبسُ مَلابسه الجديدَة بِمُساعدَة امه التي راحَت تُسرح شعرهُ بِدقّة
كان يجلسُ بالزاويَة بينَما يفرُك اصابعهُ بِحُزن
لازال لديه أمل ان تأني امهُ لهُ و تُراضيه
سيُسامحها فورًا لن قَبلتهُ و احتَضنتهُ كما تَفعل مع شقيقه
كان يُعطيها نظراتٍ لطيفَة غاضِبَة لَكنها لم تكُن تُبالي بِه
بل رَمقتهُ بحدّة قَبل ان تأخذ صغيرِها معها الي الصالَة
استَقام هو و راح الي الخزانَة يأخُذ ملابس اخاهُ كيّ يتصور بِها
وَجهه ليس بحالٍ جيد بِفعل تورم شَفتاه
لَكنها عادَة سنوية لا تَتكرر
يودّ التقاط الصُور هو كَذلك و يُريها الي اصدقاءِه
ارتَدى زيّ اخاهُ و سَرح شَعرهُ بِنفسه
لم يكُن مرتبًا كِفايَة لكنهُ سعيد بِنفسه
تبدوا المَلابس النظيفَة جميلَة عليه..!
اسرَع باللحاقِ بافرادِ اُسرته يُحدِق في امه التي تحتضنُ ابنها بينَما تقف بجوارِ زوجِها ، كان المُصور يلتقطُ بِضع صور لهم و قَبل ان يُغادر انضّم الصَغير اليهم مُتحدثًا بِلُطف
- لقد لبستُ و جهزتُ نَفسي لنلتقط الصُور
نَظر في وجه امه التي ناظَرتهُ بحدّة و قَبل ان يعود المُصور مع كاميرته قالَت بِهُدوء
- دَفعنا حَق شريط صُورٍ واحد و قد نَفذ بالفعل
ليسَ لدينا المال الكافي لندفع حق شريط كافي لتصويرِك..!
هي كَسرت قلبهُ الصَغير دون ان تُبالي بِه
جَعلتهُ يقفُ حزينًا في المُنتصف بينَما يُناظر مَلابِسه النظيفَة
رَفع عَينيه بِحُزن يُحدق في اُمه ثُمّ تتبع المُصور بِعَينيه
يُريد ان يَرى نَفسهُ في اطار الصُور العائليَة هو كَذلك..!
•••
عَودة الي الحاضِر
تتَبع زَوجتهُ بِعَينيه ثُمّ ابتَسم على تِلك الذكرَى التي راوَدتهُ
عدمِ حُبه للتصويرِ لم يكُن عبثًا
قام بِتفكيك الخيمَة و جَمعها يضعُها في السيارَة رِفقة آلميرا التي ساعَدتهُ بِذلك بِصَمت ، رَكبت بِجواره و طيلة طريقِ العوَدة كانت تَضعُ سماعاتها تستمعُ الي موسيقاها المُفضلَة مُتجنبَة الحديث اليه
رُغم انّه كان يُحاول فتح مواضيع و كُلما تَحدث لم تكُن تستجيب معهُ لانها لا تَسمعه اساسًا
حَدق بِها و هي تجلسُ قربه بينَما تستمعُ الي الموسيقَى و تبتسمُ بِخُفوت
تَنهد بقلّة حيلة يُعيد النَظر امامهُ مُلتزمًا الصَمت كُليًا
الي حين وصولِهما الي المنزِل اذ نَزِلت هي اولاً و هَرعت الي غُرفتهما لِتبديل مَلابِسها و الانفراد بذاتِها ، تودّ كتابة فصلٍ من روايتِها بعد غيابٍ طويل
كَونها انشَغلت مع مرضِ زوجِها فاهمَلت قُراءها و هوايتِها كَثيرًا
تلك الرِحلَة القصيرَة و الانفرادُ بالطبيعَة اعطاها إلهام بالكتابَة
دَخل زوجها من وراءِها ينظُر اليها و هي مُستلقيَة فوق السَرير مُنشغلَة بهاتِفها ، اقتَرب يجلسُ معها اذ اراد ان يسألها ان كانت الرحلَة اعجبتها ام لا
لَكن جوابها سيكونُ واضحًا لذلك احتَفظ بماء وَجهه بدلاً
بَحث عن موضوعٍ يتحاور فيه مَعها لَكن بالنهايَة استسلَم و استَقام لِتغيير مَلابسه ، بعد ان ارتَدى ثيابًا مُريحَة اخبَرها و هو يسيرُ نحو الباب
- ساذهبُ للسهرِ مع اصدقائي
همهمت لهُ بلا مُبالاة لِيقفُ عند الباب يُحدق بِها لفترَة ، تَنهد لِيُغادر مُغلقا البيت خَلفهُ بالمِفتاح خِشيَة خُروجِها من وراءِه
ازالَت سماعاتِها بعد ان سَمِعت قُفل الباب لِتقوم بقضم شفتيها بغيضٍ مُهسهسَة
- الن يَتوقف عن تَصرفاته الكَريهَة ؟
انتابَها الغَضبُ الشَديد لَكنها سيطرَت عليه بتحضير كوبٍ من الشاي الدافِئ تستردّ به صفوَة روحِها ، حينَما عاد الاتصالُ بالانترنت اتصَلت بوالدِتها تطمئنُ عَليها و تُزيل عَنها عِبئ التَفكير
استغرق زَوجها وقتًا في العَودة اذ تجاوَزت الساعَة العاشرَة ليلاً و لازال خارِج البَيت ، استَقامت من فوق فِراشها تسيرُ نحو باب المنزل تُحاول فَتحه
لازال مُغلق بالفعل لذلك اسنَدت رأسِها عليه مُتنهدَة بِقلَة حيلَة
لما يفعلُ ذلك مَعها؟ مالذي يُخفيه عَنها..!
حينَما التَفتت حتّى تعود الي غُرفتها سَمِعت صَوت فَتحه الي باب البيت ، استدارَت تراهُ يدخُل بينَما يضعُ سيجارتهُ بين شِفاهه
عَقدت حواجِبه بشدّة لِتقترب منهُ تسألهُ
- لما كُل هذا التأخير ..؟
طالعتهُ تَجِدهُ يُزيل سيجارتهُ من بين شِفاهه قَبل ان يَتحدث بِهُدوء
- جاء الينا زُوار
عَقدت حواجِبها باستِغراب مُتحدثَة
- اصدقائِك..؟
قام بِتحريك رأسِه نَفيًا قَبل ان يَفتح الباب على وِسعه يَكشف هيئَة الزُوار ، وَسعت عُيونِها بِاندهاشٍ لِتنطق بعدمِ تَصديق
- ج..جوليان ..!
•••
5804 ✅
فَصل جَديد مع تعقيدات جديدة في شخصية الرائد :)
انتم حاسين بالصراع يلي هو فيه..؟
بين انه يحاول يتغلب على نفسه يلي تغلبه دومًا
ماهو الشئ يلي عاشه بصغره مش سهل
هاحاول بين كل فصل و فصل اعمل لكم فلاش باك لماضيه
بذات الوقت الميرا من وجهة نظرها تشوف ان هي مش ذنبها تتحمل كُل دا ، رغم انها تحاول تقنع نفسها بالواقع ، بس بيعمل تصرفات بتخليها فعلاً تنفر منه مع مرور الوَقت
فعلاً علاقتهم معقدة و مخلياني اعاني نفسيًا معاهم 🥲
عمومًا ، ليه جونغكوك متمسك في انه يجيب طفل..؟
و السر يلي يخفيه عنها ده كبير فعلاً و معتقدش في حد هيتوقعه
مجيئ جوليان في نهاية الفصل له سبب مُعين؟ 👀
بالنسبة للفلاش باك بتاع جونغكوك
تحبون احط لكم فلاش باك كثير؟
صعب عليا جدا و هو صغير والله
انا نقطة ضعفي الاطفال المُعنفين
خصوصا لما اتخيل هيئة جونغكوك
اشياء حابين تضيفوها هُنا؟
اشوفكم في الفصل القادم ان شاء الله
الي اللقاء ♥️🦋
.
.
.
جونغكوك الصغير و هو عابِس 🤏🏻
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top