عَروس الميراث | 20

عَروس الميراث | JK

اهلاً بكم في الفصل العِشرون 🦋

1600 تصويت
1900 تعليق
فصل جَديد

لِنَبدأ

•••

تَفتحُ عُيونِها بِرفقٍ تام عَلى أصواتِ الضَجيج الذي يَعمّ الارجاء
امتلَكت حواجبها عُقدَة يُصعَب فكّها بِفعل ذلك الازعاج

انّه زوجِها مُجددًا..!
ستقتلهُ حتمًا بِلا شَك لانّه يستمّر بافسادِ نومِها

ازاحَت عَنها الغِطاء تَستعِد للنُهوض من فَوق الفِراش و شِفاهها تُردد بَعض الشتائِم التي تودّ اغراق اُذنيه بِها حالَما يُقابلها

فَتحت باب الغُرفَة و على جَسدِها منامَة ليليَة بالكادِ تُغطي مفاتِنها ، بِمُجرّد ان وطَئت أقدامِها ارضيَة الصالَة حتى صُدِمت بوجودِ اصدقاءِ زوجِها و هُم يُركبون الاثاث الواصِل حَديثًا

كانَت صَدمتها اكبَر ما ان رأت ذَلك الصالون الذي حاز على اعجابِها في المَحل ، وَسعت عُيونِها السَوداء بانبِهار تام ، احقًا زوجها اشتراها..؟

بالامس قال انّه اغلى من ميزانيتِه؟

لَفتت انتباهِ الجَميع بوقوفِها قُرب غرفَة النوم و هي تُحدِق بالاثاثِ بِصدمَة ، حال ان اراد جونغكوك الحَديث يُعبّر عن وِجهَة نظرِه بِخُروجِها بذلك اللِباس الذي يُعّد هو وَحدهُ من يَراه

صُدِم بِركض زَوجتهُ لهُ و القَفز عَليه بِقوّة تَصيحُ بِكُل عُلوٍ تَعبيرًا عن سَعادتِها المُفرطَة

- انت جَلبت ذلك الصالون حقًا..!
جونغككوك لا اُصدق حقًا! انت رائِع

جَعلتهُ يَشعُر بِفعلٍ بسيط كَانجازٍ عَظيم قام بِه لردّ فعلِها المُبالغ ذاك
لكنهُ لا يَنكُر انّ السُرور تَسلل لاحتِضان قَلبِه بِفعل سعادتِها

ابتسمَ خِفيَة تمامًا كَما فعل البقيّة الذين انشَغلوا بِتعليق التلفاز على الحائِط بدلاً من تأمل قائِدهم و هو يُعانق زوجتِه التي انهالَت تُقبل وَجهه بِعشوائيَة

احرَجتهُ امام اصدقاءِه لِذلك سُرعان ما قام بِحملها و ادخالِها الي غُرفتِهما يتستّر على خُصوصياتِهما قائِلاً بِهَمس

- اهدئي ..! اصدقائي هُنا كدتّ تَفضحينا!

نَظر في عينيّ زوجتِه التي بدأت ترقُص بِحماسٍ امامَه تفتعلُ اكثَر الحركاتِ اضحاكًا في الكَون ، لم يستطِع ان يَكبح ابتِسامته لِذلك ظَهرت بنجاحٍ تتمركَز على شِفاهه الصغيرَة تِلك

سارَعت بالتَقدم و تَكويب وَجنتيه حتّى تَضع قُبلَة قويّة فوق شَفتيه مُتحدثة بامتِنان

- لقد مَسحت ما فعلتهُ البارحَة همم؟
ساسامحك على استفزازِك

قام باحتِضان وِسطها يُقربِها منهُ للحُصول على قُبلَة تُرضيه
تلك التي مَنحتها اياهُ سطحيَة بشكلٍ لا يُغذيه
يَحتاجُ ان يستمّد طاقتهُ مِنها مُنذ بِكر الصَباح

حاوَطت عُنقه و لَم تُمانع مُشاركتهُ القُبلة التي بَدأ
بل اندَمجت معهُ بالشَكل الذي جَعل جُفونِها ترتخي كُليًا
فُصِلا عَن ذَلِك العالم يَغرقانِ في كَونٍ صُنع من قِبلهما

تَحسست عُنقهُ بيدِها حتّى سَمع كِليهما صَوت طرق الباب من قِبل جيمين الذي صَرخ

- جونغكوك شي ، هل دَخلت لاقامَة عملية انجاب الطِفل؟
نحنُ ننتظرِك ، هيّا

سُرعان ما قام جونغكوك كَسر تلك القُبلَة يُشاهِد وَجه آلميرا بِصدمَة
ما كانَت لِتضحَك على كَلام جيمين إلا و جاءت تعابيرُ زوجِها التي جَعلتها تنفجِر حينما نبس مَصعوقًا

- ذلك الصُعلوك قليل الأدب..!

قَطب حواجِبه حينَما قَرصتهُ زَوجتهُ من حَلمتهُ تُخبِره غامِزَة بِمُكر

- الكُل قَليل ادب هُنا ، عَداك انت مُتربي عَشر مرات..!

قلّص عَيناهُ ثُمّ اسرَع بِدفعها حتّى يَصنع حاجز بينهُما
نَطقت بينما تُشير عليه بحدّة

- كم من مرَة اخبرتك لا تدفعني
هل انا صَديقك ؟

وَبختهُ فلم يُجدي كلامِها نَفعًا ، لازال يفتقِد لِـ سُلوكيات التعامُل
لَكنهُ يُحاول ان يَتحسن يومًا بَعد الاخر حتّى ينال استِحسانِها
بالاخِر ، هي اُنثاهُ و من تستحوذ عَلى حواسِه أجمَع

- البسي شَئ ساتِر ، و اُخرجي لاڤينيا كَذلك جاءَت هي و انجيلا

اهتمّت بالايماء من اجلِه و التَوجه الي خزانَة الملابِس التي تَجمع ثِيابهما سَويًا ، اخرَجت فُستان طَويل يُعتبَر اكثرُ شَئ ساتِر تمتلِكه

لَبستهُ حتّى تُرافق زوجِها الذي سَبقها و قام بِمُطاردَة جيمين حَول المنزِل حتّى يُلقنه دَرسًا ، لَكنهُ نجح بالهَرب منهُ يستغّل تَعب قائِده الذي حاوَل شَتمه لَكن لسانهُ المؤدب ذاك اكبَرُ عائِق

انضَمت آلميرا الي الشابَتين في المَطبخ يُعدان بَعض الوجبات الخَفيفة لِمُكافئَة الرِجال على عَملهم الشاق مُنذ الصَباح

- متى جِئتم ..؟ انّه الصَباح!

سألت آلميرا تُخاطِب الفتاتين حيثُ اجابت انجيلا و هي تسكُب كيس المكسرات بداخِل الطَبق الصَغير

- الصباح..؟ انّها الواحدة ظُهرًا

رَفعت عينيها الزَرقاء لِرؤيَة وَجه من دلّكت رَقبتها بِحَرج قائِلَة

- ح..حقًا ..؟

وَكزت لاڤينيا كَتِف انجيلا مُتحدثَة بصوتٍ ضاحِك

- لا تلوميها..! لابد ان ليلَة البارحَة كانت طويلَة

ضحكن سويًا بشكلٍ جَعل ثلاثتهنً تعبسُ بينَما تَسكُب لنفسها كأسٍ من الماء الدافِئ مَع عصرَة من الليمون الحامِض

- ابدًا ..! جونغكوك مريض لا يُمكنهُ فعل شَئ
امضَينا الليل بالاحاديث العِشوائيَة

نَطقت قبل الاحتِساء مِن ذَلك الماء قَبل التَحديق في عينيّ انجيلا التي تفقَدت الرائِد بنظرَة سريعَة قبل اجابتِها

- صَحيح لازال يَحتاجُ فترة حتّى يستعيد عافيتهِ
تَعرفين العِلاقة تحتاجُ مجهودًا من الرجُل

قَدمت لاڤينيا طَبق من الكيك بالشوكولاتَة و صُوص الفراولَة ، انتَشلتهُ الثانيَة بِصدرٍ رَحِب تسمع صديقتِها تتحدّث

- لا اظنّ ان الميرا تُمانع في ان تكون المُسيطرَة

سارَعت انجيلا في التَحديق بلاڤينيا تشهقُ بصوتٍ خافِت حتّى لا تجذِب اهتِمام الرِجال اليهنّ

- حقًا..؟ الهي لابد انها ماهِرَة

دَحرجت آلميرا عَينيها بِضَجر و هي تَحشُر ذلك الكعك بِداخل شِفاهها قبل مُخاطبتهنّ بِغَضب مُصطنَع

- توقفن عن التَحدث على حَياتي الزوجيَة امامي ..!
ثُمّ اين ابنتكِ ؟ لما لم تُحضريها؟

سألت تُخاطب المُمرضَة التي جاءَت بكوبِ الحليب حتّى تُعد به النسكافيه ، امعَنت التَحديق بعينيّ آلميرا مُجيبَة

- انها في المَدرسة ، تخرُج على الثالثَة

اصَدرت تنهيدَة مُتعبَة اضافَت فيها بِاستياء

- كما انها ستكونُ مع والِدها ، يحق لهُ اخذها مرتين في الاسبوع

همهمَت آلميرا بِتفهم تتبِع بعينيها لاڤينيا و هي تَمسحُ العَرق عن جَبين زوجِها الذي يُظهر عَضلاتٍه امامها مُنذ الصَباح

ضَحكت على مَظهرِهما لِتنتبِه الي زوجِها الذي سار لِفتح الباب ، لَحِقتهُ تطّل على ليون الواقف عِند العُنبة يحملُ بين يداهُ بِضع حفاظاتٍ صغيرَة

- ماهَذا..؟

سأل جونغكوك مُتعجِبًا يُحادِث مَن قَدم لهُ تلك الحَفاظات يتحدّثُ بِلُهاث

- هذِه حصلتُ عليهنّ من فَتيات المُعسكر
سَمعن انك مَريض فجهزن كل هذه الاطعمَة من اجلِك

انتَشل جونغكوك تلك المأكولاتِ المُنوعَة و لم يكُن يعرِف ان زَوجتهُ تقفُ خَلفه تُشاهِد بحاجبٍ مَرفوع

من هُنّ حتى يُعددن الطَعام الي زوجِها..؟
و لِما يَقُمن بِذلك..!

كان هو سَعيد لذلك الاهتِمام الذي يَتلقاه فترَة مرضِه لِذلك تحدَث قائِلاً

- اخبرِهنّ بانّهن اتعبن ايديهنّ

كان على وَشك اكمالِ حديثه لولا آلميرا التي طلّت عليه من الخَلف تُرسل اليه نَظراتٍ قاتلَة جَعلت تعابيرِه تتغيّر بسُرعَة

قام بتغيير ما ودّ يقولهُ مُتحدِثًا

- اتعبن ايديهنّ هباءًا

اخَذت آلميرا حافِظات الأكلِ منهُ ثُمّ قالَت و هي تُطالع لِيون

- من هنّ ؟ و لِما يقمن باعدادِ الطَعام الي جونغكوك لا افهَم؟

انتَظرت جوابًا من صَريحًا من الاصغرِ سنًا الذي اجاب مُبتسِمًا

- الرائد يمتلكُ شعبيَة واسعَة بين فتيات المُعسكر
انهنّ يُحببن الاهتِمام بِه اثناء تعبِه المُتكرر

تَركت اخِر ما قال
و رَكزت على شعبيتِه الواسعَة بين النِساء

ناظَرت هيئَة زوجِها الذي لا تُعجِب فتياتٍ كمثلِ ذوقِها
لَكن نِساء هذا البَلد يُحببنهُ لاقصَى درجَة..!
بالنسبَة اليهنّ فمظهرهُ مليئ بالرُجوليَة الصارِخَة
يعشقن طِباعه التي تكونُ بلا شَك سامَة معهنّ
لِكونه اساسًا لا يُفسح مجال لايّ منهنّ باقتحامِ مِساحته

مِساحته التي قَدمها الي زَوجته بِكامل رِضاه و سَعيد انّه يتشارَكها مَعها طيلَة الوَقت

رَمق الرائِد ليون بِعينين حادَتين ، يُوبخهُ على سُرعِة حديثِه التي ستُحدث مُشكلَة حَتمًا بينهُ و بين زوجتِه ، اعادَت آلميرا تلك الحافظات الي الاصغرِ تُخاطبه بغَيض

- اعدِها لهنّ و اخبِرهنّ انهُ يمتلِك زوجَة تُعد لهُ الطَعام
زوجتهُ لا تُقصر في اسكاتِ جوع مَعدتِه

حَملقت في زوجِها بانزعاجٍ  حينما قال مُعترِضًا

- ليسَت من اللباقَة ان تُعيد لطعام لهنّ
هُن قَضين وقتًا في اعداده

رَمقتهُ الصُغرى بِعينين حادَتين كما لو انّها تودّ ان تَقسمه لِنصفين
خاطَبتهُ بانزعاجٍ قائِلَة

- يالك مُن مُحترم خائِف على مَشاعِرهنّ ..!
و انا حينما اخبرتُك ان اصبعي انحَرق لم تَهتم ؟
جونغكوك هل اخبَرك احد من قبل انك مُستفز ..؟

اختَفى وَجه لِيون الذي غَمرتهُ حفاظات الأكل و اضحَى بالكاد يستطيعُ السَير ، اراد ان يَمّر من وِسط الثنائي امامَه لِكن آلميرا دَفعت به الي الخارج تُحادثه بجديّة

- اعِدهم

وَضع جونغكوك يَدهُ على كَتف ليون يقومُ بدفعه الي الامام يُحادِثه بعناد

- ادخِلهم و سنأكلهم لاحِقًا

ناظَرتهُ آلميرا بِغَضبٍ بدأ يَتفاقم ، لم تكُن تعلمُ من اين جاءت تلك العصبيَة المُفرطَة ، لَكن مُجرّد تَخيل مجموعَة نساء يُعددن الطعام بحب الي رَجلٍ يَخُصها تَجعلها تفقدُ صوابِها

- اُقسم ان دَخلن تلك الحافظات الي بَيتي ساحرقهم جميعًا

كان يجد انفعالِها لا مُبرر لهُ
لِذلك قال بِسُخريَة واضِحَة

- انتِ تُبالغين..!

شدّت قَبضتيها بانزعاجٍ و لم تشأ مُجادلتهُ اكثَر ، دَخلت الي وِسط المنزِل و علامات الغضب تَحكم ملامِحها المُنقلِبَة ، انّه يتعمّد استِفزازِها بشتَى الطُرق

كانت للتوِ تُقبله و تمتدِحه..!

تَركت الفتاتين يُعددن الطَعام و الفِتيَة يتحدثون بِصَخب و هُم يركبون طاولَة الاكل ، يُلصقون الاقدام الخَشبية بتلك القطعَة المُربعَة

دَخلت الي غُرفتِها كيّ تستعيد صِحَة مِزاجها
لا تودّ مُقابلَة احد بذلك الوَجه الحاد

وَقفت امام المِرآه تُخاطِب نَفسها قائِلَة

- لما انا غاضِبَة؟ انّه مُجرَد اكل اعدته مجموعَة فتيات..!
يحببنهُ طبعًا لانهُ قائِدهنّ ، اليس كَذلك؟

هي اكثَر من تعرِف تَفكير الفتيات المُنحرِف
لم يكُن الامر مُقتصِر على مُجرّد طبق تم اعداده من خِلالهنّ
بل سافر الي ابعادٍ اخرَى اكثر عُمقًا

كَتخيلهنّ لهُ في مواقف مُخلّة و هو يتدرّب امامهنّ عاري الصَدر..!
تِلك كانَت الصاعقَة التي جَعلت غيرتِها تتفاقَم بشكلٍ مُبالَغ

مَسكت رأسِها تُنفي بقوّة ، هي انسانَة مُتملكَة للغايَة
دامهُ زوجها ، فهو مُلكها فقط هي و لا يحق لاي منهن مُشاركته معها
حتى لو في خَيالِها فقط..!

- انا مُصابَة بمرض الغيرَة..!

هي مُتصالحَة مع نفسِها من هذِه الناحيَة
فانّ قامَت بالانكارِ و الجَحد ، سَتُسيطر عَليها المشاعِر السلبيَة
و ذَلك سينعكسُ على تَصرفاتِها العدائِيّة

رُغم انّها لا تُحِبه بَعد ، لَكنهُ يَخُصها
هي تَتقاسم معهُ البَيت و الجَسد
مكتوبَة هي على اسمِه ، ذلك كَفيل بتعزيزِ غيرتِها

قامت بمُحاولَة فاشِلَة بِجعل مشاعِرها السلبيَة تَخِف
بل تفاقَمت بمجرّد رؤية تجاوبِه معهنّ ، حينَما لم يرفض اطباقهنّ
تلك فُرصتهنّ في التمادي اكثَر مُستقبلاً ، ذلك سيجعلها ترتكِب بهنّ جريمَة

دَحرجت عَينيها السَوداء تستمعُ الي صَوت فتحِ باب الغُرفَة ، لم يكُن سِوا زوجِها الذي دَنى مِنها من الخَلف يتفقّد حالِها

- مابكِ تركتِ الجَميع و جئتِ الي هُنا؟

سألها مُحاولاً لَفت انتباهِها الذي فَشل في الحُصول عَليه
عاقَبتهُ بِصمتها و انصياعًا لِمشاعِره ، دَنى لاحاطَتها باذرُعه من الخَلف

اراد ان يَحصل على ذَلك العِناق الخَلفيّ حتّى يشتم رائحة عُنقها
يودّ ان يَتوه بداخِلها دون اجاد طَريقٍ للعوَدة

لَيتهُ يغوصُ في اعماقِها و لَن يطلب النَجدة..!

لم تَرفُض احتكاكه الجَسدي مَعهُ ، بل ظلّت تُراقبه عبر المِرآه تُشاهد تَطورهُ في الاقبال على المُلامساتِ الفُجائِيَة

قامَ بالمسحِ على وِسطها بعد ان احتَضنه بِذراعَيه
اسنَد ذَقنهُ على كَتِفها حتّى تتسنَى لهُ فُرصَة النظر الي وَجهِها

- لِما تَغضبين..؟
انا مُكتفٍ بطعامكِ انتِ
يُغنيني عن اشهَى طبقٍ في العالَم

صغّرت عَينيها قَبل ان تُخاطِبه بانزِعاج

- اتقصِد ان طَبقي ليسَ الاشهَى في العالَم

هو صَريح بشكلٍ يؤهله للاجابَة بِصدق قائِلاً

- انتِ لازلتِ مُبتدئَة
لستِ ماهرَة لكن طعامكِ يؤكل و يسُد الحاجَة

قَضمت شفتها بِغَيض ، هو افشَل شخص في المُجاملَة رأتهُ في حياتِها ، ودّت لو تلتفِت لهُ و تَلكمهُ لَكنها اكتَفت بالاستدارَة لهُ و دَفعه عنها مُتحدثَة

- اذًا اذهب لهنّ و دعهنّ يُعددن الطَعام الشهي لك
لن اطبخ مُجددًا من اجلِك

ودّت لو تتجاوَزهُ و تَسير نحو الخارِج
الانخراطُ مع صديقتَيها سيُنسيها انزعاجِها

لَكنهُ من احتجَز عِضدها وَسط قبضتِه حتّى يُعيدها للوقوفِ امامَه و تأمل بُنّ عَينيها المُر ، كلماتِه الماكرَة نَجحت في جعلِها تزدادُ غيضًا

- لِما انتِ غاضبَة الي هَذا الحَد..؟
انّه مجرد طبق اُعد بحب لقائدهنّ!

عند تلك اللحظَة لم تَهتم لِجُرحه ، بل جَذبت يدِها و ضَربتهُ على صَدرِه لعلّ ذلك الألم الذي اصابَه يجعلهُ يستَفيق

- بِحُب..؟ و انا اظنك المُغفّل!
انت تعرِفُ بالفعل كُل ما يحصُل حولك لكنك تَدعي الغباء

هو كَذلك بالفِعل
ثعلب ماكِر يُعجبه الاختباء وراء قِناع القِط

ابتَسم بِلُطف يُنفي ذلك الادعاء عَبر نَفيه بِرأسه

- كلاّ ، انتِ تفهمين الامر بشكلٍ خاطِئ!

قَضمت وَجنتها من الداخِل و هي تُشاهِد نَظراتِه الماكِرَة
هل يَستمتع في رؤيتِها تغار بذلك الشَكل؟
لن تَجعلهُ يستغّل هذه النُقطة الي صالِحه بتاتًا

- هل نَسيت عقابك ..؟
هل ازودُ ليلتين ام ارَبع؟
لا ! ما رأيك باسبوعَين؟

ذلك التَهديد الامثَل الذي يُجدي نَفعًا معهُ بِلا شَك
لَكن ، القِطُ البريئ بدأ يُكشّر بانيابِه
مَسكها من خَصرِها حتّى يَجعل جَسدها يُلاصق خاصتهُ
عند إذ ، هَمس لها قائِلاً

- انا صامِت لان صِحتي تُرغمني على السُكوت
و إلا كنتُ ساريكِ كَيف يأخُذ الرَجل الحَقيقي حُقوقه

انفاسَهُ التي تلفحُ وَجهها كانَت تُدخل رائحة سجائِره الي ثُقوبِ انفها ، لم يُرهبها قُربه الذي صَنعهُ حتى الالتِحام ، بل دَنت مِنهُ حتّى تَهمس بِدورِها تُجيبه

- حُقوقِك التي ستأخذها كرجلٍ حقيقي دون مُوافقة زوجتك تُعتبر اغتصابٍ زَوجي ..!

ينالُ مِنها بشكلٍ يُصعَب وصفِه حينَما يكونُ بِمقدار هَذا الخُبث و التَحايل
انّهُ من يَتحسس ساقِها حتّى يَجعل حواسها تَخضعُ لهُ قبل سُؤالها بعد رؤيَة تشنّج تعابيرِها امامَهُ

- و هل اُنثاي ، سَترفُض زَوجها ان اراد حُقوقُه..؟

تودّ الصُمود امام تَحايلِه ذاك و اظهار عَكس ما تَشعُر
هي لا تَربِط حاجاتِها العاطفيَة بالجسديَة البتّة
لِذلك سُرعان ما تتجاوَب معهُ ان اقبَل على اي تلامُس
مَهما كان سَطحيّ

قامَت بامساكِ يدِه التي تَحومُ كما تَشاء عَليها
تَعتصرِها لاظهارِ قُوتها بالرَفضِ بكل تلك الثقَة
التي يَعرِفُ انها سَتتلاشَى ان اصبَح الالتحامُ حَقيقيًا

- كلاّ ، لكنّي ساكونُ رحيمَة و لن اُعاقِبك اكثَر من اربع ايام

ابتَسم مُسايرًا ثُمّ اجاب بِدوره

- انتِ رحيمَة بحقّ نَفسِك
اعرِف انك لا تَصمُدين اكثَر من اُسبوع

استَفزتها فِكرَة معرِفته بطبيعَة جَسدِها رُغم زواجِهما الذي لم يَجمعهما الا بِعلاقَة واحِدَة ، هاهي ذا صامدَة امامَه رُغم مُرور اسبوعَين و نِصف مُنذ ليلتهُما الاولَى..!

لَكنها فعلاً لن تَصمُد ، ان اقتَرب مِنها

- بلى سافعَل ، لَكن تَوقف عن التحرُش بي كيّ لا اذهب و افضحك في اذاعَة الثكنَة

تميلُ للدفاعِ عن نَفسِها بتلك التهديدات التي حتمًا لن تُنفذها
لكنها تَنطلي عَليه حقيقَةً ، لانهُ يتوقع كُل شَئ مِنها

- مالذي سَتقولينَه ..؟ الحقوني زَوجي يريد ان يُعاشرني..!

سارعَت بِوضع يدِها على شِفاهه و دَفعتهُ الي الخَلف
تودّ الهَرب منهُ و الاختباء كيّ تُحافظ على صُمودِها

- هشش ! يالَك من زوجٍ قليل الأدب
اين ذهَب حياءُك؟ هل اُخبر اصدقاء عن السفاهة التي تُخبرني بها؟

سارَعت بالركضِ الي خارِج الغُرفَة تَتركهُ يَضحك من خَلفها ، هي لَيست خجولَة البتّة ، لَكن موقِفها بجعل عقابِها يستمّر يتوجَب الهَرب منهُ

لم تكُن تعرِف انّه بذلك المُكر..!
يومًا بعد الاخر يُظهِرُ لها جوانِب عدّة من شَخصيتِه

•••

وُضِع الطَعامُ فوق تلك الطاولَة المُعدّة للأكلِ التي وَصلت حديثًا لِتكون الجامعَة بين فَردين كوّنا اسرَة جديدَة لتوِهما ، كان الاكلُ منوعًا مُقدمًا من قِبل فريق الرائِد لِتهنئتِه على دُخوله لبيتِه مع زوجتِه

وَضعت أنجيلا كَعكة في المُنتصف مَكتوب في مُنتصفِها
مُبارك عَليكما البَيت الجَديد

جَلست آلميرا بالقُربِ من زوجِها الذي اهتّم بِوضع عيناهُ على اطباقِه يتأملُها باعجاب ، هو يُحِب الأكل و سَعيد ان مَرضهُ اتاح لهُ كل هذا الدلال

عادَة هو رَجُل رياضيّ يلتزم بالحِمايات القاسيَة للحفاظِ على عَضلاتِه ، لَكنهُ يُصبح شَرِهًا للاكلِ حينَما يَمرض دون ان يَشغل بالهُ بِحَسب السُعرات الحراريَة

- مُبارك لكما دُخول البيت ، قريبًا سَنرى الاطفال يَركضون بالجِوار

تَحدث العقيد مين يُبارِك للاصغرِ سنًا يَراهُ يبتسمُ مُجاملاً بطريقَة تُكاد تُرى ، لا يودّ الغوص بتلك الرَسميات ، يُريد ان يبدأ بالاكلِ مُباشرَة

زَوجتهُ تَرمقه بِنظراتٍ حادَة كَمن تودّ شَقّه فلازالَت لم تتخطَى ما جَرى
لِيُون انصاع الي رَغبتِها بِترجيع حافِظات الاكل فالرائِد امرهُ بذلك بالفِعل
لا رَغبة لديه بأن يُحرَم من حُقوقه شَهر كامل

اساسًا ، بمجرّد ان يعود للعمَل سيضطّر للمَبيت بعيدًا عَنها لايامِ عدّة
رُبما لشهورٍ حتّى ، حَسب المُهمّة التي يتوجَب عليه قيادتِها

- اذًا دعونا نبدأ بالأكل

اتخَذ الجَميعُ اماكِنهُم الصَحيحة لبدأ سربٍ من المُحادثاتِ العشوائِيَة و تناول الطَعام ، كانَت آلميرا تسترِقُ النَظرات الي تايهيونغ الذي يَضعُ الطَعام في صَحنِ زوجتِه ثُمّ يُطعمها

حَملت طَبقها المليئ بالارز تمدهُ الي زوجِها كيّ يضع به الدَجاج لعلّه يُساهم في اطعامِها لَكن صَدمتها كانت حينَما مَسكهُ منها و سَكب تلك الحُبيبات البيضاء في طَبقه يُعيد صحنها فارغًا امامَها

تناول الارز خاصتِها مُبتسِمًا برضَى تام
انّهُ في قمَة جوعِه..!

رَمِشت آلميرا بعدمِ تَصديق لِتنظُر امامَها تُحدِق في الفَراغ بِصَمت
هل هو غبيّ ام يتغابَى..!

- زوجة اخي هل تُريدين ان املئ الطبق من اجلك..؟

اقتَرح ليون بِلُطف يمد يدهُ حتّى ياخُذ طبق آلميرا التي ابتَسمت تُجامله ، مَدت لهُ صحنها فاخذهُ اذ بدأ يملئه بالارز و السلطَة قبل ان يسألها

- هل تُحبين فخذ الدَجاج ام الصَدر؟

حَدق في عينيّ من اجابَت بلُطف

- اُحب الفخذ

زمّ ليون شِفاهه فالفخذ المُتبقي اخَذهُ الرائِد قَبل قليل و بدأ بِتناوله ، نَظرت آلميرا الي زوجِها تُناظِرهُ بحاجبٍ مَرفوع

لم تُعجبه نَظراتِه اذ تحفظّ على طَبقه بعيدًا عنها مُتحدِثًا

- اياكِ و الطَمع في طَعامي..!

ناظَرتهُ بِغَضبٍ عجزِت عن اخفاءِه ، لَكنها سَمِعت ليون يتحدَث حتّى يُراضيها

- هنالِك فخذ دَجاج مُتبل في الثلاجَة
هل تُريدين ان اشويه من اجلكِ؟

ابتَسمت من اجلِ ذلك الصغير الذي لا يتَجاوز السادسَة عَشر
صَحيح انّهُ صغير في عُمره ، لكنها تراهُ اعقل من زوجِها الذي واشك على بُلوغ الثلاثينيات

- لاباس ليو ، ساتناول الصَدر ، انّه مليئ بالبروتين اكثَر

قَسم لها من صَدر الدَجاج يضعهُ لها مع الصوصِ المُعّد من الجُبنِ و المايونيز ، وَضع طبقها امامَها ثُمّ همّ بتناول طَعامه هو

كانَت الجلسَة مُتشاحنَة بين الرائِد و زوجتِه التي لا تُطيق جُلوسه قُربها بِفعل تصرفاتِه ، هو للتوِ احرَجها امام البقيّة من سُلوكِه

على عَكسِ ما تراهُ بتايهيونغ من حنيّة تامَة في التعامل مع زوجتِه و الحِرصِ على اطعامِها و اشباعِها هي اولاً

لم يكُن طبقها لذيذًا فقد فَقدت المُتعة في تَناوله
تَذوقت القَليل من الأرز و تَركت البقيّة

- اذًا هل تُفكران في الحُصول على طِفل قَريبًا..؟

بادَرت انجيلا في السُؤال تُخاطِب العِرسانُ بابتِسامَة لطيفَة
سُرعان ما احمرَت لاڤينيا لِسماعها ذلك السُؤال
الذي سَمع الجَميع اجابته من قِبل تايهيونغ المُبتسم بِوسع

- في الواقِع ، نحنُ نشك في ان لاڤ حامِل

وَسعت انجيلا عينيها تمامًا كما فَعلت آلميرا باندِهاش
صديقَة عُمرِها حامِل..!
ستُصبح ام قريبًا ، سعادَتها الان قد تُنافس فَرحتها بحملِها هي لاحِقًا

- حقًا لاڤ؟ لِما لم تُخبريني..؟

سألت آلميرا بعدَما مدّت يدها لامساكِ خاصَة صديقتِها تمسحُ بِلُطفٍ على ظاهِرها ، انتَظرت اجابتِها بِفُضولٍ حتّى جاءها الردّ من الخجولَة قُبالتها

- لقد بدأت اشعُر بالاعراض من ليلَة الامس فَقط ، لسنا مُتأكدين بَعد

الحَماسُ ملَئ صَدر آلميرا التي اشرَق الفَرح على وَجهِها و هي تنطِق

- عليكِ الحفاظُ على صِحتك اذًا ! ساُصبح خالَة قريبًا

وَجهت نَظرها الي انجيلا التي تَحدثت بينَما تأكُل من السَلطة

- عليكِ زيارتي في العِيادَة كيّ افحصكِ و نتأكد

اومأت لاڤينيا ايجابًا ثُمّ حَملقت في آلميرا التي سَكتت بمجرّد ان سألها الثانيَة

- ماذا عنكُما؟ نحنُ نريد ان نرى اطفالكُما ايضًا

وَجهت آلميرا عَينيها الي زَوجِها الذي يَمسحُ يداهُ بالمنديل المُبلل يتكئ بِظهرهِ علَى الكُرسيّ خاصتهُ قبل اجابتِها بِهُدوء

- نحنُ كَذلك نُفكِر بالانجابِ قَريبًا

قَطبت آلميرا حواجِبها بعدمِ رِضَى ، مالذي يقصدهُ بِنُفكر..؟ هي سبق و اخبَرتهُ بعكسِ ذلك تمامًا قبل زواجِهما ..!

اسرَعت بالتحدُث تُنافي قَولهُ بحديثِها

- لازال الوقتُ باكِرًا ، لسنا مُستعدين للانجابِ بَعد

حَدقت بِالجالس قُربها حينَما قال مُعترِضًا

- بلى انا اراهُ الوقتُ المُناسِب

اشتّد انزعاجُ الصُغرى و هي تُناظِرهُ بِغَيض

- انا التي سَتحملُ الطِفل في رَحمها جونغكوك..!

كان جوابَهُ صادِمًا حينَما نطق بِدوره يُجاريها

- و انا الذي ساحشرهُ بداخل رَحمِك آلميرا

غصّ الجَميع في اكلِهم من مُجادلَة العَروسين قُبالتِهما
لم يكُن الامر مُخجل بالنسبَة الي آلميرا فَشخصيتُها الجريئَة تُتيح لها مُناقشَة كُل المواضيع بِسلاسَة ، على غِرار زَوجِها الذي تذكّر وجودِه في مَجمعٍ عام..!

تبًا ..! لقد نَطق بِما لا يجب ان ينطقهُ امام فَريقه
صُورته المُهذبة تلك تمزقَت بِبراعَة..!

قَطعت انجيلا ذلك الجِدال المُحرِج بقولها الهادِئ و هي تُراقِب كِليهما

- عليكما التناقُش بهذا القَرار سويًا لاحِقًا
فامرُ الاطفال مَصيريّ للغايَة

استَقامت المُمرضَة قبل ان تَنده على الرائِد قائِلَة

- جونغكوك هل يُمكنك المجيئ مَعي لاحضارِ الصغيرَة..؟

لم يُمانع بِمُرافقتها اذ نَظرت انجيلا الي آلميرا قَبل ان تُتابع بِلُطف

- من بعد اذنك طبعًا في اصطِحاب زوجكِ

ابتَسمت آلميرا قَبل ان تُنفي لَها مُتحدثة بوديّة

- لابأس

في سِرها تُخبرها
خُذيه و لا تُرجعيه..!

استَقام الرائِد من مَجلِسه يجلبُ مِعطفه حتّى يَرتديه
تَوجه الي الخارِج رِفقة صديقتِه التي ما ان ابتَعدا حتى رَمقتهُ بحدّة

تَوقف عن السَير يُناظِرها باستِغراب

- ماذا ؟

حَملقت انجيلا بِه بِغَضب تودّ ضَربهُ بقوّة لَكن جُروحه تَشفع لهُ
خاطَبتهُ بانزعاجٍ قائِلَة

- جونغكوك ما كُل هذا البُرود و الجَفاء الذي تُعامل به زَوجتك؟

رَمش الرائِد مُستغرِبًا قَبل ان يُجيبها بدون فَهم

- كَيف اُعاملها..؟

استَجمعت انجيلا انفاسِها لِمُخاطبتِه بمنطقٍ فهمه

- الم تَرى كَيف احرجتها قَبل قليل..؟
هي مَدت لك الطبق كيّ تملئه من اجلها ذَهبت انت تُعيده اليها فارِغًا!
امّا عن فِخذ الدَجاج! كيف لك ألا تكون نَبيلاً باعطاءِها اياه

قَطب الرائِد حواجِبه بقوّة و ذَهب ليُدافع عن فِخذ الدَجاج الخاصِ به قائِلاً باندِفاع

- لكنهُ يَخُصني..! انا من اخذتهُ اولاً

اغمَضت انجيلا عَينيها بعدمِ صَبر قَبل ان تَزفر انفاسِها مُتحدثَة بهدوء

- جونغكوك هذِه ليست صَديقك كي تُنافسها على الطَعام
انها زَوجتك و مرأتك التي يَتوجب عليك ازالتها من نَفسك و اعطاءِها
ان لن ترأف و تَحن عليها انت ، من سَيفعل..؟
كيف سَتُظهر لها الحُب ان لم تَفعل ذَلك من اجلها؟
ان لم تتخلَى عمّا تُحب لِتمنحهُ لمن تُحب همم؟

صَمت و راح يأخُذ حديثها بِجديَة ، سَمعها تُكمِل تُفهمه لِكونها اكثَر من يعلم انّهُ لا يَعرفُ المُشاركَة ، لم يتربَى عَليها من صِغره

يَرى الجَميع يأخُذ كل ما يَحتاجهُ و يحبه لِنفسه
دون ان يَتقاسمها مع مَن يُحب ، اذ لم يُفهمه احَد من قَبل الحنيّة

هو جاهِل عَنها
يَعرِف الحُب و يُحِب فعلاً
لَكنهُ لا يعلمُ عن الحنيّة شيئًا
يَجهل كُل ما يَخصُها كَونهُ لم يَكبر عَليها

- اُنظر يا صَغيري ا.

لم يَسمح لها ان تُكمل اذ قاطَعها يُوبِخُها

- لا تقولي صَغيري انا اصغرُ منكِ بعامٍ فقط

دَحرجت عَينيها بِمَلل فَهذا الرَجُل سيُفقدها صَوابها
زَفرت انفاسِها قبل ان تُتابِع

- حسنًا جونغكوك ، انت تُحبها و انا اعرِف
لكن الحُب وَحده لا يَكفي ، عليك ان تُعبر عليه و تُظهره
قُم بِجعله يَظهر و سلّط عليه النور كي تراهُ و تلتمسِه
هي حتمًا تُفكر انك تَكرهها من تصرفاتِك هذِه

العُبوس خيّم على وَجهه لِثوانٍ ، كَيف سيستطيعُ التَعبير عن الحُب..؟
سَمعها تُكمل مُتابعَة

- غازِلها ، اسمِعها الكَلام الجَميل فكل النساء يُحببن ذَلك

لاولِ مرّة احس انهُ فعل شئ جيّد في حَق زوجتِه لذلك شارَك في الحَديث قائِلاً بابتسامَة راضِيَة

- لكنّي غازَلتها في الأمس..!

ابتَسمت انجيلا بِلُطف قبل ان تسألهُ

- حقًا..؟ و ماذا قُلت لَها؟

انتظَرت غَزلهُ ذلك بِشوَق لَكنها فوجِئت حينَما قال بِفَخر

- قُلت لها يا ثُعبانتي

احتَلت الصَدمة وَجه الروسيَة التي بالكادِ استَطاعت الرَد عَليه
اذلك غَزل ام شَتيمة..؟

لِكونها تكبُر الرائِد سِنًا
و لكون اُذنه المكان السَليم في جَسده
لم تُمانع ان تُمسكه منها و جَذبه نَحو الاسفل حتّى صاح مُتألِمًا

- جونغكوك هل تُمازحني..؟

صَرخت بِه دون وَعي و هي تَجذبهُ من اذنه ، لم تُبالي لِصراخه المُتألم بل واصَلت بشدّه حتى احمّرت اذنه بالكامل

افلَتتهُ ثمّ انفجَرت بِه مُتحدثَة

- اسمَع ، سنذهبُ لِشراء افخاذٍ من الدَجاج ثُمّ عُد حتى تَشويهم من اجلها ، هل فَهِمت..؟

دلّك اُذنه عابِس الوَجه بألمٍ و هو ينظُر اليها بِغَضب

- لما عليّ فعل ذلك؟
لقد اكلنا و شَبِعنا و الليل في الطَريق

مَسحت المُمرضَة على وَجهها تستدعي الصَبر ان يَتقدم الي موقعها
لا تودّ ارتكاب جَريمة في صديقها الوَحيد

- جونغكوك ، عليك ان تأني اليّ يوميًا كي اُعطيك دروس في فَن التعامُل مع زوجتِك ، ليس ضَروريًا ان تكون جائِعَة حتّى تَجلبهُ من اجلها
بَل انه امر مَعنويّ فقط يدلّ على حُسن سلوكك

عاد للصمتِ يسمعهُا و هو تُتابِع

- صَدقني ستفرحُ كَثيرًا ان قُمت بِذلك

ظلّ صامِتًا يُراجِع كَلامها بِعنايَة ثُمّ سأل بِهدوء

- هل سَتكونُ سعيدَة حقًا..؟

اومَأت انجيلا ايجابًا ثُمّ جَرتهُ مَعها الي السوق مُتحدثَة بوديّة

- اجلِب لها الدَجاج مع هديَة بسيطَة
الهدايا تُعزز الحُب بين الازواج و تُطيل المَودة
و آلميرا من النَوع الذي يُحب المُفاجآت
الم تَرى فَرحتها حينَما رأت الاثاث صباحًا..؟

مرّت على ذاكِرته سَعادة زَوجته صَباحًا لِذا ابتَسم تلقائِيًا ثُمّ اومَئ ايجابًا
تَوقف عن السَير ينظُر الي صديقتِه قائِلاً

- حسنًا ساعتمدُ عليكِ في تَعليمي كَيف اُعاملها
لانها تستمرُ بالغَضب بدون سَبب

ارتَفع طرفُ شِفاه انجيلا ساخِرَة منهُ

- بدون سَبب؟
لا عَلينا ، دَعنا نأتي بالدَجاج و ساُخبرك ما عَليك قولهُ لها لاحِقًا

جرتهُ مَعها لَكنهُ من جَعلها تقفُ مُجددًا قائِلاً

- ماذا عن الصغيرَة..؟

اجابتهُ انجيلا و هي تُواصل سيرِها قَبلهُ

- انها مَع والِدها ، اتخذتُ ذلك عُذر كيّ اخرُج به و آتي بك

همهم مُتفهمًا ثُمّ واصَل السَير مَعها الي السوق الشعبيّ
هُناك حيثُما انتقَى هدية بسيطَة يُراضي بِها زَوجتهُ ثُمّ عادا سَويًا

كانت آلميرا تَجلسُ عند الكَنبة الجَديدة التي لم يَصحُ لها الفَرح بها حتّى ، تستمع الي احاديث الفتيَة العِشوائيَة و عَقلها مَشغول بِزوجها

قبل الدُخول الي المنزِل اوقفت انجيلا الرائِد عند الباب تُخاطِبه بهدوء

- سَتذهبُ لِتقدم هذه الهديَة لها و تُخبرها
جَلبتُ هذه من اجلكِ يا حَبيبتي ، اتمنى ان تُعجبكِ

عَقد جونغكوك حواجِبه بعدمِ رِضَى
سُرعان ما قال مُستنكِرًا

- يا ، يا ماذا؟ لم يسبِق و ان نطقتُ هذه الكلمَة في عُمري..!

تَخصرت انجيلا مُتحدثَة بجديّة

- سَتنطِقها لاجلِ الفتاة التي تستحِقها
و هي زَوجتُك..!

لم يُعجبه ذلك الاقتراحُ اذ سارَع بالنفي يعترِض

- كلاّ ، لن اقولها

جَذبتهُ الكُبرى من اذنه مُجددًا تُهسهسُ لهُ بحدّة

- جونغكوك..! ان لم تَسمعها منك مِمن سَتفعل..؟
هي بحاجَة لسماع هذا الكلام الرطب حَتى يَجعل قلبها يَلين

جَذب اذنه منها و راح يَكتمُ شتائمه بِصُعوبَة ، فَتح الباب قليلاً يُحدق في زوجتِه الجالسَة تنظُر الي الفَراغ بِشُرود و صَمت على غَير عادتِها

بينما في الجهَة المُقابلَة تستقرُ لاڤينيا التي تبتسمُ بوسع حينَما يقومُ زوجها باطعامِها الفَواكِه و التَربيت عليها

- اُنظر كيف يُعامل تايهيونغ زَوجته و يَجعلها سعيدَة
لما لا تَفعل انت المِثل؟ مالذي ينقُص امرأتك كي لا تُعامل هَكذا؟

وَبختهُ الاكبر سِنًا بالشَكل الذي جَعله يلين قَليلاً
مَظهر زوجتهُ المليئ بالحُزن جَعلهُ يشعر بالاستِياء
لم يكُن يَعرف مِقدار فِعلته حتّى رؤيَة تعابيرِها

- قُم بتقبيل جَبينها و تَقديم الهديَة مع قولِ ياحبيبتي

دَفعتهُ انجيلا الي الداخل لِيسارع بالاعتراضِ مُتحدثًا بانفِعال

- كيف اُقبلها هذه اتَمزحين؟
ستقعُ هيبتي امام رِجالي..!

رَمقتهُ الروسية بِنَظراتٍ مُميتَة جَعلتهُ يَتنفس الصَعداء قبل الاقبالِ على الجَميع في الصالَة ، لم تَشأ آلميرا التَحديقُ به حتّى بل واصَلت العَبث باظافرها مُتجاهلَة وجودِه

تَقدم مِنها حَتى قام بامساكِ يدها و ايقافِها من مَجلِسها
استَقطب اهتِمامها ينظُر في عَينيها السَوداء مُتحدِثًا

- لقد ذهبتُ لِشراء افخادِ الدجاج لكِ
سَنشويها سَويًا

استَغربت آلميرا تنظُر اليه بِتعجُب ، كانَت على وَشك ان تَرد عَليه لَكنهُ فاجئها باخراجِ هَديةٍ مُغلفَة بالاحمَر يُقدمها اليها بِلُطف

نَظر الي انجيلا الواقفَة خَلف زوجتِه تَرمقهُ بحدَة بينَما تُحرك شِفاهها دون النُطق بِجُملَة

قُل لها ، ياحَبيبتي

اغمَض عَيناهُ بقوّة قَبل ان يَتحمحم يَجِد الجَميع صبّ تركيزه عَليهِما
نَطق يقولُ بِتردد

- جلبتُ هَذه الهَدية لكِ ي..يا

نَظر الي انجيلا مُجددًا يَراها تَلكُم الهَواء كَتهديدٍ لهُ
تُجبرهُ على التَحدث لَكن تلك الكلمَة صعبَة عليه

كانَت الاصغرُ سِنًا تُناظِرهُ باستِغراب ، اخَذت منهُ الهَدية قَبل ان تنطِق

- هذِه الهَدية لي..؟

اومَئ لَها و هو يودّ اخراج تلك الكلمَة التي سَببت لهُ اعوجاجًا في فَمِه

- اج..اجل يا ح..يا

ابتَلع ريقهُ بِصعوبَة و اصبَح يتَصببُ عَرقًا
الجَميعُ ينظر بِترقُب لسماع ما يودّ الرائِد اضافتهُ
لَكنهُ عاجِز عن نُطق كلمَة واحدَة..!

عاود التَحديق في صديقتِه التي مَسحت على وَجهِها بِقلَة حيلَة
اعادَت النظر اليه بِحدّة لِيُغمض اعيُنه بقوّة

- يا ، يياا ..

فَقد سيطرتِه على نَفسه و راح يَصرخ بشكلٍ جَعل زوجته تنتفِض بقوّة

- لا استطيعُ قولها ، لا استطيع

التَفت يسيرُ الي الخارِج بِسُرعَة يترُك خَلفه الجَميع في حالَة صَدمة عدا انجيلا التي تَنهدت بِقلة حيلَة ، يحتاجُ وَقتًا حقًا لِيَتغير ..!

نَظرت الي آلميرا التي لَم تهتم لِصُراخه ، شِبه تَعودت على اطباعِه الغَريبة ، قامَت بالجُلوسِ فوق الاريكَة تفتحُ تلك الهَدية بِهدوء

ظَهرت لَها اسوارَة ناعِمَة على شكل فَراشة رَقيقَة
ابتَسمت بِخُفوتٍ قبل ان تَرفع عينيها للنظرِ الي انجيلا

ان يَجلب لها زَوجها هَدية مُفاجِئَة ، تلك حتمًا ليست فِكرته
لَكنها امتَنت في سِرها على مَنحه تلك النصيحَة
هو فعلاً بِحاجَة الي الارشاد

اجتَمع الفِتيَة في غُرفة نوم الرائِد حتّى يتم تَركيب السَرير الابيض

تولّى تايهيونغ رِفقَة ليون تركيب المنضَدتين في الوَقت الذي استَلم فيه العَقيدُ مَع جيمين و جين رِفقة هوسوك السَرير

- قُم بدقّ مسمارِ قَدم السرير جيدًا جين
دقها بقوّة كي تتحَمل ولا تنكسِر

نَبس جيمين و هو يُقهقه مُخاطبًا زَميله
نَظر الي قائِده الواقف خَلفه ما ان حَمل المِطرقَة بيدِه مُتحدثًا

- ساقومُ انا بدقّ رأسك بهذه ان لم تُغلق فَمك

دَحرج جيمين عينيه بِتململ يَتحدثُ و هو يسيرِ لاخر زاويَة في الغُرفَة حِفاظًا على سلامتِه

- يالَك من جديّ فوق اللازِم

لَم يَهتم الرائِد لهُ بل حَشر سيجارتهُ بين شِفاهه
ازال سُترته و بَقى بتيشرتِه الداخليّ الذي لا يحتوي على اكمام

رَبط السُترة حَول خَصرِه ثُمّ انخَفض يُساعِد البقيّة بِالصاقِ السَرير
عَليه المُساهمَة في بناء ما سيُنجب عليه اطفالِه..!

دَخلت أنجيلا و هي تَحملُ بَين يديها صينيَة تحتوي على الشاي و الكَعك ، انخَفضت تُقِدمها اليهم واحِدًا تلو الأخَر حتّى وَصلت الي العقيد الذي ناظَرها بِعينين لامِعَتين

لا يُنكر انّها تُعجبه بِشدَّة اذ لاحَظت آلميرا نَظراته المُتكررة لَها لِتقوم بوكز كَتف لاڤينيا مُتحدِثَة " هل تُلاحظين ما اُلاحِظ..؟ "

حَدقت لاڤينيا بالعَقيد الذي يتبِع انجيلا بِعينيه و هي تعودُ ناحيتهنّ " لاحظتهُ منذ اول مرّة ، انّه مُعجب بِها بلا شَك "

" عمّا تتحدثن ؟ " نَطقت الكُبرى بعد ان انتابها الشَك من نَظرات الصَغيرتان امامَها ، حَركن رأسهن نَفيًا قَبل ان تُجالِسهنّ للمُشاركَة في احاديثهنّ العشوائيَة

حينَما حلّ الليلُ افتَرق الجَميعُ حتّى يُغادر كُل فردٍ الي مَسكنِه
تُرك الرائد و زوجتِه يَقومانِ باخر التَشطيبات لذلك الاثاث

تمّ وَضع ملئات للفراش و تَغطيته باللحافِ و وَضع الوسائِد
لَمعت آلميرا المِرآه المُقابلَة للسرير ثُمّ التَفت تنظُر الي زوجِها

- انت تَحركت كَثيرًا اليَوم
هل جسدك بِخَير؟

سألتهُ تُراقِبهُ و هو يُزيل قَميصهُ و بِنطاله ، لم يُجبها إلا حينَما رَفع عينيه يُحدق بِها بهدوء

- انا بِخَير ، احتاجُ ان اتحرَك حتّى اُشفَى

نَطق بِصَوتٍ هادِئ يَقترِبُ بِضع خُطواتٍ من زوجتِه التي تناظر عُريّ جَسده ، لم يكُن يلبسُ سِوا لباسه الداخليّ اذ بَقت مُتصنمَة تُحدق بِعينيه

- مالذي تُريده؟ اذهب حتّى تلبس مَلابسك

نَطقت لِتقومُ بالسَير خارِج الغُرفَة لَكنهُ امسكها من ذِراعها يُرجعها للوقوفِ امامَه ، حَملق في عينيها المُنزعَجة يَراها لازالت تَحملُ ضغينَة نحوهُ بالفِعل

- هل لازلتِ غاضِبَة..؟

صدتهُ عَبر ابعادِ يَديه عَنها مُجيبَة بهدوء

- ان استمررتُ بالغضب فساقومُ بايذاء نَفسي فقط

هدأ كُليًا و اصبَحت عينيها مَحط اهتِمامهُ الوَحيد
بقا يُراقِبها لوقتٍ حتّى قال بهدوء

- في الواقِع ، هُنالك الكَثير انتِ بحاجَة ان تعرفيه عنّي
لرُبما تُصبح تصرفاتي مَنطقيَة نوعًا ما بالنسبَة اليكِ
لكنّي لستُ مستعد بعد لان اُشارككِ بكل شَئ
لا اضمنُ انّكِ قد تَصمُدين للاخر مَعي
و هذا حَقكِ ، فلستِ مُجبرَة على تَحمُلي
اعرِف اني احيانًا قد اكون عِبئ لا يُطاق
لكنّ ذلك ليس ذنبي ، انا لا اعرفُ كَيف اُعطيك شئ
انا لم احصُل عَليه يومًا

تَقدم لانتِشال يَديها بعد ان لاحَظ هُدوءِها و تجاوبها مَعهُ ، احتَفظ باناملِها وسط اصابِعه يَمسحُ عليهم قبل ان يُكمِل

- لكنّي اُحاول ، اُحاول ان اتعلَم كيف يُعبر الانسان عن مشاعِره
لاني لا اُريد ان اجعلكِ تشعرين بالنقصِ عن بقيَة الزوجات
احتاجُ بعض الوَقت لاصبِح مُتمكِنًا من ذَلِك

حَدقت في عَيناهُ و هي تشد على اصابِعه بخفّة
سألتهُ بينما تقطبُ حواجبها

- انت قُلت ان زواجنا كان مَحتومًا ، سَواء بارادتي ام لا!
اذًا لما لَم تُحاول ان تَتعلم ذلك قبل ان نَتزوج..؟
كان لَديك الوقت الكافي..!

استَغرق وقتًا طَويلاً في البَحث عن اجابَة تُناسِب سُؤالها
دون افشاءِ ذلك السِر اليها

ظلّ مُتمسكًا بِصمتِه حتّى فرّق شِفاهه يُجيبُ بِسُكون

- لانّهُ قبل ان نتزَوج و قبل ان اراكِ حتّى ، سمعتُ عليكِ الكَثير
انكِ مَغرورة و مُتكبرَة و لا تَكترثين للعلاقات بتاتًا
لان زواجنا كان مَحتومًا ، كان عليّ ان اقبَل لفترةٍ وجيزَة
ثمّ اترككِ ترحلين ان رَغبتِ
لم اكُن اضع في بالي فكرة ان زواجنا سيكونُ حَقيقيًا ابدًا

حَدقت في عَيناهُ تَستمعُ اليه يُكمِل بعد ان استَجمع انفاسِه

- نظرًا لِطفولتنا التي لم تكُن جيدَة ، انتِ كنتِ ضمن الشلّة الذين كانوا يَسخرون منّي و من لباسي و هيئتي طيلَة الوَقت ، فما كنتُ لاستبعد فكرَة انك فعلاً لازلتِ على ذات الشَخصية حتى حينَما تَكبرين

احسَت بالحُزن حينَما ذكر ماضيهِما
لانّها فعلاً كانت تأخذهُ الوجهَة الاولى للتَنمرِ و القاء النكات الساخِرَة
رُغم صِغر سِنها ، لَكنها فعلت بِه الويل آن ذاك
كانَت عونًا لِـ عائلتِه ضِده
لم يكُن احَد في صَفِه
كان وَحيدًا تمامًا

- لكن انا ك..

ارادَت ان تُبرر مَوقفها لَكنهُ اسكَتها بِوضع اصبِعه على شِفاهها حتّى يُتابع كَلامهُ بِحديثه

- هشش ، لا تُبرري شَئ ، الماضي كان ماضٍ و انا تناسيتهُ بالفِعل

لانَت ملامِحها المليئَة بالنَدم و هي تنظُر اليه يُكمل مُضيفًا

- لكِن حينما رأيتُك من جَديد ، لاحَظتُ فرقًا في شَخصيتكِ
رأيتُكِ و انتِ تُصلحين ما افسدتِ في الماضي
اذ كنتِ في صفي رُغم انّ عائِلتي ضِدي
لِذلك ، تلك الفترَة كانت كافيَة لتجعلني اتّيقن ان هُنالك فرصَة
تَجعلُ هذا الزواج حَقيقيّ ، هُنالك فُرصَة تُتيح لي الشُعور بِقلبي
كَما يفعلُ الجَميع ، اُريد انا كَذلك ان تكون لي عائلَة يحبوني
و هذه العائلَة اريدها ان تكون معكِ انتِ

قامَ بِوضع يده فوق شعرِها يَمسحُ عليه بِلُطفٍ بينما يُناظر عُيونِها الحَزينة يُضيف بِرفقٍ

- انتِ تتحمليني رُغم انّي استفزكِ كَثيرًا
لكنّي اطلُب منكِ فُرصَة سِت اشهُر
و ان لَم يَتصلحُ حالي ، اذًا هُم افسدوني بالكامِل
و لا مَجال ان اتغَير ، آن ذاك تستطيعين المُغادرَة دون الالتِفات

تَسلل الحُزن الي قَلبها و هي تَسمعُ كَلامهُ الذي يَخرُج من شِفاه رَجُلٍ ناضِج ، لَكنها مُدركَة ان المُتحدث الحَقيقي هو طِفل باكٍ بالداخِل

قامَت باحتِضان وَجنتيه بِرفقٍ حتّى تُخاطبه بِلُطف قائِلَة

- لا اعلم من ذا الذي اخبَرك عنّي
لكنّي سمعتُ عنك الكَثير كَذلك و صَدقتُ
حتّى رأيتُك و التَمست حُسن خِصالك
لِذلك تَراني مَعك ، لاني رأيتُ نقاءك

غادَرتهُ تَنهيدَة مُرتجفَة لِيومئ لَها حتّى اضافَت هي تقول

- لَكِن ، لِما عائلتك يُعاملونَك بهذا الشَكل ؟
لما انت تَحديدًا ؟ انهم يُحسنون السُلوك مع اخوتِك

قام بالنَفي برأسِه فلا عِلم لَديه البتّة يُجيب بِحسرَة جاهَد لاخفاءِها

- لستُ اعلم السَبب الحَقيقيّ ، لكن لابد ان وجودي كان عائِقًا لشئ ما

اسنَد الرائِد رأسهُ فَوق كَتف زَوجتهُ ليُغمِض عَينيه بِتَعبٍ تناقلهُ عبر السَنوات ، غادَرهُ صَوت مُنهَك للغايَة يقولُ فيه بارهاق

- انتِ لا يُمكنك تَخيل مَدى بُرودَة تلك الليالي التي عِشتُها اجوبُ الشوارِع و انا طِفل ، رُميت في المَياتم بِضع مَرات لكنّي كنتُ اُعاد الي بطريقَة او باخرَى ، اكلتُ سِم الفِئران الذي كان يصلُ الي طَعامي القليل و ان مَرضتُ اُجَبر على العمل للتكفُل بمصاريفِ عِلاجي ، كنتُ فقط طِفل عُمري ست سنوات ، ابيعُ المناديل الورقيَة لمن يَبكون في المارَة لعلّها تَمسحُ دُموعِهم ، لكنّي لم اكُن اجد من يمسحُ دُموعي

كان ذَلِك مُجرّد جُزء صَغير لِلغايَة من ماضِي الرائِد الذي بِمُجرَد ان سَردهُ سَبب وَجع قويّ في قلب زوجتِه التي فَرقت شِفاهها بعدمِ تَصديق

تابَع بعد ان فَتح عيناهُ للنظرِ في الفَراغِ بِشُرود

- كان الجَميعُ يَسخرُ من لِباسي
لكنّي كنتُ سعيد به ، دامهُ يسترُ جَسدي الذي يرتعدُ من البرد طيلَة الوَقت
كنتُ اجدهُ في حاويات الملابِس القديمَة و ارتديه بعشوائِيَة
لان امي لا تُحب شراء الثياب لي مَع اُخوتي ، لوهلة كنتُ اشك انّي ابن الخادمَة و لستُ وَلد سيدَة البَيت

ضَغطت آلميرا على يَديها بِقوَة تأذن لِدموعها بالتَسرُب ، كَيف يستطيعُ قَلب الأم ان تَسمح للتشرُد بالتَسلل الي قلب طِفلها الصَغير

ما كانَت لِتسمَح لِنفسها بالتَنمر عليه يَومًا ان عَلِمت بِحاله ذاك
داَهمتها الغصّة و لَم تَجِد كلماتٍ تُواسيه بها عَدا الطبطبَة على ظَهرِه
اعَطتهُ ماهو بِحاجَة اليه اكثر من اي شَئ

ان يُطبطب احدٌ على جِراحه و يُخِبره ان الشَمس سَتشرُق قريبًا و تُضيئ عُتمَة ليلِه الحالِك ، ان ذلك النورُ سيُدفئ اطرافهُ و يملئ حُجرته الباردَة بالحَرارَة لعلّ ارتجافهُ يَخِف

- لِما لَم تطلُب المُساعدَة؟

سألتهُ بِصوتٍ مُهتَز رُغم محاولتِها البقاء مُتزِنَة ، كان مُتعبًا الي الحَد الذي مَنعهُ من رَفع رأسِه و مُواجهتِها ، احب شُعور يَدِها الناعمَة و هي تُربتُ عليه برفق لذلك ظلّ يتكئ عليها مُجيبًا بِصوتٍ خافِت

- مَن سيستمعُ الي ذلك الطِفل المُنحدر من عائلَة حديثَة الثراء..؟
اساسًا ماكان لاحدٍ ان يُصدِق انّي مِنهُم ، الجَميع يظنُني ابن الخَدم
حتّى الخَدم نَفسهم ، يَظنونُ انّي لستُ ابن العائِلَة

ما يَقولهُ يَزيدُ من حِرقَة زوجتِه التي تتمنَى لو تَعودُ الي البَلد و تُشعل النيران في بُيوتِ جُيون أجمَع ، ابتَعد عنها اخيرًا و واجَه عينيها الدامِعَة يُضيف مُبتسِمًا

- ما اودُ ايصالهُ لكِ ، انّي فاسد كُليًا من الداخِل
لكنّي لستُ مؤذي ، لن اقومُ يومًا بمد يدي عَليكِ او اهانتكِ حتّى
لكن قد تكونُ تصرفاتي مُزعجَة ، ذلك شَئ خارِج عن ارادتي
كُلما اُحاول ان اتحسَن تغلبُ عليّ طِباعي

نَطق بَعدما احتَضن وَجهها بِكفه يَمسحُ برفقٍ على خَدِها يُبعد تلك الدُموع التي تَسربت من مُحجريها ، كان يُضيفُ بِهُدوءٍ ، يُضيف ما جَعل قلبها يَتقطع من الوَجع

لكني مؤمن انني يومًا ما ساُصبح رَجُلاً يُعجبكِ
اُريد ان اُصبح وسيمًا ، و اُجيد ارتداء الملابس الجَميلَة
كيّ حينما يرونني اصدقاءِكِ لا يقولون اني ابن البواب مُجددًا
حتى تفتخرين بي و لا تَضطرين لافساد علاقتك معهم بِسببي

قامَت بِوكزه على صَدرِه تُعاتبهُ بِصوتٍ مُرتجِفً

- تَوقف عن التَحدث هَكذا ..!
انا اُفسد علاقتي باي احدٍ يتجرأ ان يَمسك بسوء
اساسًا هولاء الذين يَحكمون على الناس من مَظهرِهم
لا يستحقون ان يَكونوا اصدقائِي

كان يستغربُ سَبب بُكاءها لذلك سأل بتعجُب

- لما تَبكين ..؟

مَسحت دُموعها بِخُشونَة قبل مُخاطبتهُ بِبًكاء

- لانك حَقير لا تَستحي..!
انت لما لم تَأتي لِتُخبرني انك لست بخَير؟
لما جَعلتني اتنمرُ عليك و اسخرُ منك و انت تتألم..!
لما سَمحت لي بالتمادي الي ذلك الحَد جونغكوك

نَطقت بِبكاء تُعاتب مَن قام باحتِضانِها برفقٍ بينَما يُطبطبُ على ظهرِها مُتحدِثًا

- لابأس حَقًا ، كنتُ اعلمُ انكِ كرهتيني لانهم اخبروكِ اني من اغلقتُ عليكِ القبو و تَسببتُ لكِ بالمَرض

ابتَعدت عنهُ تنظُر في عينيه باندِهاش

- لانهم اخبروني..؟ ماذا تقصِد؟
اولم تكُن انت من اغلقتهُ؟

حَملقت في عيناهُ باندهاشٍ تنتظرُ اجابتِه التي سَكت مُطولاً يُفكر بِها
نَفى بِرأسِه ثُمّ اخبَرها بالحَقيقَة التي يَعرِفُها

- حينما كُنّا نلعبُ الغُميضَة ، و اختبئتِ انتِ وسط القَبو قامَت لارين باغلاقِ الباب عليكِ و تَحذيري انا و جوليان بعدمِ فَتحه ، انا اعترضتُ انا ذاك و حينما اردتُ اخراجكِ بعد ان سمعتُ بكائكِ قامت باخبارِ امّي ان تَحبسني في الغُرفَة ، و ذلك ما فعلتهُ والدتي جرّتني من شعري و قامَت بسجني بداخل السقيفَة

عَقدت آلميرا حواجِبها بشدّة بينَما تستمعُ اليه بِدهشَة
اضاف مُكمِلاً

- حاولتُ ان اهرُب بشتا الطُرق و قد نَجحت بذلك و ما ان جئتُ لفتحِ الباب لكِ القوا التُهمَة عليّ ، لم استطِع ان انكُر و لا ان أشي بلارين لانكِ ستضربينِها ، و ان ضُرِبت بسببي ستقومُ امي بطردي من المنزِل آن ذاك و تُعطيني الي صديقتِها المُتحرشَة

وسَعت زَوجته عينيها بِعدم تَصديق تنظُر وِسط مُحجريّ زَوجِها بِصدمَة ، وَضعت يدِها فوق فَمِها مُتحدثَة بعدمِ تَصديق

- لك..لكن انا قمتُ بضربك انت..!
صفعتُك آن ذاك

ابتسَم بِلُطفٍ قَبل ان يُخبرها بما جَعل قلبها يتألم اكثَر

- صفعتكِ تلك كانت بِمثابَة بلسم على ماكنتُ اتَلقاه..!

ساد الصَمتُ يَملئ حُجرتِهما لوقتٍ ليسَ بالقَصير
كان الحَديثُ الاكبَر لِعُيونِهما المُتأذِيَة

- فقط لاعود ، ساقومُ بجعل اختك الساقطة تسيرُ عارية في الشوارع

صاحَت آلميرا بِغَضب تُزيل دُموعها من مُحجريها بِعُنف قبل ان تُكمل و هي تُناظِره بجديَة

- لا اُريدك ان تتدخَل بيني و بينها..!
لان تلك السافلَة لم تجد من يُربيها بَعد
مع كامل احترامي لامك التي انجَبتك
لكنها في حَد ذاتها تحتاجُ اعادَة تربية

هي فَقدت صوابِها بالكامِل و لا يُمكنه لَومِها
كانت مُجرّد نُبذة حكاها عن جُزء صغير من مُعاناتِه
و تأثرت بِذلك الشَكل ، امّا ان علِمت بالقصَة اجمَع..؟

- لابأس ، اُنظري انا سَعيد الان
لدينا مَنزل جَميل ، صحيح كنتُ اريد شراء الغرفة الحَمراء
لكنّي لم اُرد جلب شَئ لا يُعجبكِ ، لذلك اشتريتُ هذا الاثاث لكِ
لانه بيتكِ انتِ في المرتبة الاولَى ، ساحصلُ على الكثير من المال
و اشتري لكِ المَزيد من الاشياء الجَميلَة

تَحدث يُخاطِبها بينَما يُشير حَولهُما يَراها تُناظره بِحُزن قبل اجابته

- لاباس لنشتري الغرفة الحمراء دامك تُحبها
و الاريكة الخَضراء ايضًا
ما المشكلة في صُنع بيت من السلطَة؟

ضَحك بخفَة على اخر ما قالَت و هو يراها تَشفط سائل انفِها المُحمر
اكمَل يَقولُ بِوديّة

- لقد نَفذ كُل مالي في تكاليف العُرس و التَجهيزات
لكنّ مُرتبي جيد و كُلما ذهبتُ الي مهماتٍ اكثَر قد اترقَى
رُبما اًصبح مُقدم قريبًا و يتضاعف راتبي ، آن ذاك سنُسافر لشهرِ العسل

ابتَسمت من اجلِه ثُمّ اومأت ايجابًا بينَما تَمسحُ على وَجنته بِلُطف

- حسنًا ، لكن لا تَضغط على نَفسك كَثيرًا
المُهم اننا نَعيشُ و ناكل و لَدينا مأوَى جَيّد

نَفى برأسِه ثُمّ سار الي الخِزانَة حتّى يجلب ملابس نَومه كونه شعر بالبرَد و اضاف يقولُ لَها

- اُريدُ ان اكون غَنيًا ، كيّ اُثبت لامي انهُ لديّ فائدَة
و استطيعُ ان اجلب المال و اجعل زوجتي سعيدة و سيدَة النِساء
لن اعتمِد على احدٍ سوا نَفسي لِذلك اصبري قليلاً

لَبس منامتهُ الليليَة ثُمّ تَوجه الي الفراش يُربت بجانبه حتّى جاءَت تجلسُ بِجواره تَسمعهُ يقولُ بهدوء

- انا افصحتُ لكِ عن جُزء منّي لا يَعرفهُ احد سِواكِ
لِذلك ، لن يكون شعورًا جَميلاً ان خَذلتني بيومٍ من الأيام

ناظَرتهُ بينَما تقطبُ حواجبها بخفّة ، مَسكت بيدِه تتحدَثُ باستِياء

- لما ساخذلك ..؟

حَملق في عَينيها السَوداء ينطِقُ بعد صمتٍ مُطوَل

- لا اعلم ، لكنّي انبهكِ لانّي لا اُريد تجربَة الكَسرة من العائلَة مَرتين ، قد بدأت اؤمِن ان وجود الاسرَة حَقيقيّ بِسببكِ ، لذلك اتمنَى ان نكون جيدين مَعًا للابَد

طالَعتهُ باستِياء و دون شُعور اقتَربت للدُخول وِسط اذرُعه تُعانقهُ و رأسُها حَشرتهُ في رَقبته ، اغمَضت عينيها بعد ان اصبَحت مُستقرَة في حُضنِه و اخَبرتهُ بِما جَعلها تَشعُر بِقلبه يَنبُض ضِد خاصتِها

- لن اخذلك جونغكوك ابدًا

رَفعت عينيها للنَظرِ في عَيناهُ الكُحليَة ثُمّ اضافَت بِصوتٍ هامِس

- لانَك بدأت تَبني بَيتًا لك بداخِل قَلبي
يا حَبيبي

•••

6246

اهلاً اهلاً لاحلى قُراء ♥️

كيفكم مع الفصل و اجواءَه..؟

شويّ من ماضي جيون بدأ يبان هُنا
هذا القليل ، ما خُفي لازال اعظم

حَد لاحَظ دي الجُملة يلي لوحدها كسرَة لهُ كَرجُل
- صديقتها المُتحرشَة -

عمومًا ، الفصل بدايته استفزاز لكن نهايته دُموع

حقيقي انا ك كاتبة و لاني عارفة شخصية الرائد كويس و دارستها و عارفة ماضيه و اسراره كُلها ، فاعذره كليًا على افعاله

لاني عارفة انه بعمره ما لقى الحب و لا الاهتمام
هو يعرف يحب بس مايعرف يهتم و لا يبينه
لان ياجماعة مافيش حد علمه

و من عُمر ال ١٨ راح للعسكر يلي يتطلب انعدام مشاعر كُلي
فاي تصرف يصدر منه دامه مش مؤذي فهو مقبول

كفاية انه يحاول يتغير و يحاول يبحث عن التصرفات الصحيحة
ذا في حد ذاته انجاز لشخص عاش يلي هو عاشَه

الكثير ضد شخصيته رُغم ان الكثير ايضا معه
لكن عارفين ان مشكلة البعض وين؟
مش في استفزازه

في شكله يلي حابينه يكون مثالي
و في حالته الماديَة يلي يريدونها فوق الريح

يعني اشوف فئة عندهم عادي يكون مستفز و حقير بس المهم انه ملك جمال العالم و عنده فلوس بالهَبل..!
و عادي يكون توكسك ، المهم انه يجنن 😍

وت؟
خلونا ندرس الموضوع بالواقع

مش كثير من رجالنا في وطنا زي شخصية الرائد؟
و غالبا ماعنده ماضي ولا شي

وفئة صراحة يعانون من الحرمان العاطفي
بس ماعندهم قابلية للتغيير

انتِ ما تريدين تقرين عن شخصية مُقتبسة من شخصيات الواقع
روحي للوزير ، راح تكيفي عليه صراحة 😂

المُهم ، تكلمنا كثير بس كلام لازم يتوضح حتى تفهموا شخصية البطل اكثر ، لانها معقدَة و محتاجة احتواء

عادي تلاقونه اليوم عسل و بكرا يرجع مستفز تاني
هو مش مستقر نفسيًا ابدًا

اكثر جزئية نالت اعجابكم..؟

مشاهد تريدونها تحصل..؟

تتوقعون ايش السبب يلي يخلي اهله يعاملونه كذا؟
ترا في سر كبير محد راح يتوقعه بس اريد اشوف تحليلاتكم 👀

تتوقعون الرائد ممكن يصير غني مستقبلاً؟

احبكم حبيباتي اراكم قريبًا ان شاء الله ♥️





.
.
.








Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top