عَروس الميراث | 15

عروس الميراث | JK

اهلاً بِكم في الفَصل الخامس عَشر 🦋

لديّ حديث مطوّل معكم نهاية الفصل عليكم القاء نظرّة
الموضوع جدًا مُهم ، علينا ان نتحاور به سويًا :) ♥️

1000 تصويت
1500 تعليق
فصل جَديد

لنبدأ

•••

يستقرُّ عِند شُرفَة غُرفتِه و بَين شِفاهه يَحتِضن سيجارتِه العاشِرَة لِهذه الجَلسَة ، عُيونِه السَوداء تَقعُ على مَجموعَة الصُور الماكِثَة قُبالته في مُنتصف الطاولَة الزُجاجيَة

قَلبهُ يَزدادُ اهتِياجًا كُلّما تصادَمت نَظراتهُ الحادَة مَع زَوجتهُ رِفقَة مجموعَةِ رِجالٍ في مُنتصف تِلك الصُور العِشوائِيّة

اخَفض جُفناه لتغطيَة عَيناهُ بينَما يُدلّك جَبينهُ بِصُداعٍ لا يَنفّك عَن رأسِه مُنذ البارِحَة ، هُنالك تَصادم مَشاعِر بِداخله يُسبب لهُ تَشتُت هائِل

يَذكُر الموقف الذي قُدّمت فيه تِلك الصُور اليه
بأولِ يَومِ زواجِه

***

لِتّوه على اوّجِ الخُروجِ لاستِكمال تَحضيراتِ الزَواج لليومِ
كانَ يلبسُ بِنطاله الجينز بينَما يُغلق ازرار قَميصه الازرَق

لَمح طيف والِدته تَدخُل الغُرفَة عبر المِرآه فالتَفت اليها يُعطيها اهتِمامَه عَبر النظر اليها بِمُجرّد ان قالَت

- جونغكوك ، وَصلني شَئ عَليك رؤيتِه

نَبرتُها الجادَة تَجعلهُ يَقلق
قَطب حواجِبه فرآها تُسلّم ظَرفًا بِه بِضعَةُ صُورٍ بالداخِل

انتَشلهُ و حَالما فَتحهُ حتّى شَحُب لَون وَجهه مِما يَراهُ
خَطيبتِه التي على مَشارف ان تَكون زوجتهُ رِفقة مجموعَة من الرِجال

تقفُ في مُنتصفِهم بينَما يتّم احتِضانُها من قِبل اثنين و مُلامسَة مناطِق مُحرمّة..!
بَدت كاجنبيّة تناسَت قيم بَلدِها الاصليّ

تجرّع ريقِه بِصُعوبَة بعد ان جفّ لُعابه في حَلقه ثُمّ ناظر يونهي التي تَحدثت ساخِرَة عبر قَولها

- تِلك الفتاةُ قليلَة الحَياء كامّها
و انا واثقَة انّها سلّمت جَسدها لرجالٍ قَبلك

تَركتهُ رِفقَة حيرتِه بِتلك الصُور
جَعلتهُ يستشيطُ من الغَضب بعدما كَسرت فَرحتهُ بيوم زواجِه

سارَت نحو الباب و تَوقفت عِنده تُكمِلُ مُستهزِءَة

- تأكد..!
ان كانت عَذراء ام لا

خَرجت بَعد ان اضمَرت بِه نيران الغَضب و الغِيرَة
قَلبهُ اصبَح يَخفق بِعُنف بعد ان وَجد نَفسه مُحتجزًا وَسط قضبانِ الحيرَة

جَلس فوق سَريرِه و عُيونِه تُناظر مَجموعَة الصُور و اطرافَه ترتعِش
احقًا تَفعلها؟
احقًا تَكونُ قد اضاعَت شرَفها ؟

رأسَهُ امتلَئ بالضَجيج الذي تمكّن من احتجازِ فَرحته داخِل اسوارِ الشَكِّ و التَشتُت ، لِما هي مُبتسمَة بِهذا الشَكل؟

و رَجُلٍ غَيرهُ يَعتصرُ خَصرُها؟

اُعتمَت بَصيرتِه و راح ثِقلّ يَتمركز على صَدره حتى بات نَفسهُ مَعدومًا
تمالَك نَفسهُ و لَجئ الي دَواءِه ، لا يُريد ان يُفسد اي شَئ
اليَوم زَواجُه ، لا يودّ تَحطيم فَرحتها بِشُكوكه منذ البدايَة

***

اراح ظَهرهُ على الكرسيّ وراءَهُ يَترك السيجارَة تُهرس وَسط اسنانِه ، التَقط هاتِفه ثُمّ لجئ الي مُؤشر البَحث على الانترنِت يَكتُب

- ماهو الغِشاء المطاطيّ؟

جَلس ينتظِر نتائِج البَحث التي اظهَرت لهُ بِضع صُور مع الكَثير من التَفاصيل التي توجّب عليه قِراءتها بِعنايَة

البُحوث العلميّة المكتوبَة كانَت صَعبة عليه
لم يستطِع فَهمها ، كَرُجلٍ لم يُكمل تَعليمه!

قَطب حواجِبه بِعدم فَهم و راح يُقلّب بين المدوّنات يُراجع تَقارير الاطباء و عقلُه مُشتَت

- الغشاء المطاطي، يُحدَث بِه فتحة ليست صغيرة، فتحة تأذن بِحُصول العلاقة الجنسية، حيث تنتهي دون قطع أنسجته، تُؤكد البُحوث بأن هذا النوع لا ينفض إلا عند الولادة الطبيعيّة ، اذ انّ اللُجوء الي العمليات القيصريّة عند الانجاب ستظلّ الفتاةُ بغشائها كما هي.

مَرر يَدهُ على رأسِه و الكَثير من الافكارِ تِراوِدُه
هُنالك شُعورٍ يُؤنبِه ، اصابِع الاتهام و الخُزيّ بداخِله تقتلُه

يستمّر بالتَنقُل بَين الصفحاتِ للحُصولِ على مَعلوماتٍ تُناسب مُستوى تَعليمه ، لَكنه بالكاد يستطيعُ القراءَة بشكلٍ جيّد

يلجَئ الاطباء لاستخدامِ اللغَة الانجليزيّة لتأكيد مصادرِهم
و لُغته ليسَت افضَل شَئ!
هو سَئ بِها

بالكاد يَستطيعُ الكتابَة و القراءَة بِلُغته الأم

تنفّس الصَعداء ثُمّ جَلس يُترجِم تلك المُصطلحات لعلّه يستطيعُ الفَهم
احسّ بالحُزن و العَجز
هو بِحاجَة لاحدٍ يُفسّر لهُ و يُفهمه

لَكنهُ لا يستطيعُ طَلب ذلك من زَوجته بالتأكيد
هي لن تُجيبه ، و لَيس لديه وَجه يُقابلها بِه
خُصوصًا بعد شُعوره بتأنيب الضَمير يُلازمه

اغلَق هاتِفه يَتنفّس بانزِعاج قَبل ان يَرمي سيجارتِه جانبًا و يَحتوي رأسه بين يَديه يُناظِر الفَراغ بِصَمت
لِما لا يَستطيعُ الحُصول على حَياة كَمثلِ جيلِه؟

استَقام بعد بُرهَةٍ يَجمع الصُور لتخبئتِها
قَرر مُواجهَتها بِسُؤالها لاحِقًا و ان وَجد نَفسه المُخطئ
عَليه تَبرير خَطئِه بِلا شَك

هو لا يُريد ان يَكون انسان مؤذيّ
تِلك ليسَت سَجيتِه و لا طِباعِه

دَخل الي الغُرفَة فَوجد زوجتِه مُستلقيَة على الفِراش تَقومُ بِتصفَح هاتِفها ، مُنذ ان واجَهتهُ بِرغبتها في الانِفصال تَركتهُ و رَفضت كُل طُرق التواصل مَعه

حاول سُؤالها و التوصّل الي حَلٍ عبر تَفسير مَوقفها
لَكنها رَفضت كُليًا و تَركتهُ يَغرقُ في حيرتِه

بالنسبَة اليها الجُرح الذي كوّنهُ لها لَيس سَهلاً
هي لَن تتحمّل مسؤولية جَهلِه

تَجاهلت امر تواجِده في الغُرفَة و مُحاولتهُ لِلفت انتباهِها عَبر التَحرُك من حَولِها ، انقَلبت للنحوِ الأخَر تَضعُ الغطاء عَليها كَرفضٍ قاطِع للتحاورِ مَعه

جَعلهُ ذَلك يحسّ بالحُزن
جَلس على الاريكَة يُحدق بِها و بجسدِها المَخفيّ اسفَل الغطاء
يودّ ان يَجِد جوابًا لاسألتِه..!
لا تُعجبه فكرَة البقاء رَهينة لَدى ضَميرِه الذي يَفترِسه مع مُرور الثواني

حَدق بِها مُنتفِضًا بِمُجرّد ان جَلست بشكلٍ مُفاجِئ و هي تُخاطِب والدتها عَبر الهاتِف

- ماذا؟ امّي!!!

لَم يَفهم شَئ فبقَى يُراقِب ملامِحها المُنصعقَة و هي تَصرُخ مُضيفَة

- حامِل؟

احسّ بالصَدمة مِما سَمِع ، توسّعت عُيونِه و بدأ بالسُعال بِمُجرّد ان اضافَت و هي تستقيمُ من السَرير مُتجهَة الي دورَة المِياه

- من عَشيقكِ الفَرنسي!
لا اُصدق امّي! هل جُننتِ؟

دَخلت الي الحَمام تُغلق الباب باحكام للحُصول على خُصوصيَة الحَديث
هي رَمت قُنبلتها على مَن زادَت حيرتِه اكثَر

ان كانَت الأم تُقيم عِلاقات غير شرعيّة..؟
ماذا عن الابنَة؟

بالنسبَة الي زوجته التي عاشَت طيلَة حياتِها تعتمدُ الحياة الغريبَة سَواء في اللبسِ او نَمط الحَياة ، فامرُ الحَملِ من العَشيق و اقامَة العلاقات العابرَة مُجرّد شَئ عاديّ الجَميع يَفعله

لَكن بالنسبَة اليه هو كَرجُلٍ عاش في بيئَة مُحافِظَة تَمنعُ حُصول اي اتصال جَسديّ الا باطارِ الزواج ، فَتلك خطيئَة لا تُغتفَر..!

مَسح على وَجهه فَبدأت الحَرارة تتصاعَدُ بِداخله
استَقام يُمسِك سُترته لارتداءِها و مُغادرَة المَنزِل

يَحتاجُ وقتًا لتنظيمِ وتيرَة افكارِه و التوصّل الي الحَل الأمثَل
تَصرُفات زوجتِه الاندفاعيّة و المُتهورَة لا تُساعد البتّة

كانَت آلميرا تُناظِر نَفسها بالمِرآه و على مَلامِحها تَعابير الصدمَة و هي تُخاطِب الاكبر سِنًا

- امّي ما معنى ان تكوني حامِل و ابنتكِ مُتزوجَة؟
هل تَمزحين مَعي؟ عليكِ باجهاضِه حالاً!

لم تكُن فكرَة الحُصول على أخٍ حَديث مُحببَة لديها
في العُمر الذي يُتيح لها الحُصول على ابن!

- امي ارجوكِ..!
حذرتكِ من الخُروج مع ذَلك المُتنمّق
ماذا ان سَمع ابي؟ تَعرفين انّه لازال يَكُن لكِ المشاعِر!

لِلحظَةٍ انتابَها شُعور الحُزن على والِدها بِمُجرّد ان تذكرَت مشاعِره المُستمرَة حتى بعد انفصالِه من والِدتها

هي تَتفهم انّ والِدتها لَم تُحِب والِدها قَط
لَكِنها كابنَة تَميلُ اليه لا ارادِيًا
تراهُ مُميزًا يستحِقُ الحِب و التَقدير
لَكن من وجهَة نظر اُمها لم يَكُن كَذلك

تراهُ مُتعصبًا يَميلُ لِفرض سيطرتِه و تَقييد حُريتِها
غيرتِه الزائِدَة و شَخصيتِه الصارِمَة تَجعلها تَنفُر مِنه

- ما شأني بِوالدكِ آلميرا؟
انتِ تعرفين طبيعَة عِلاقتي بِه..!
ثُمّ قد حَدث ذلك اثناء رِحلتي الي باريس
كان الخَطأ منّي لاني لم اتمالك نَفسي حسنًا؟
اعتقِد انّنا توصلنا الي نُقطَة علينا فعلاً الزواج بِها

خيّم الحُزن على وَجه آلميرا و هي تُناظر مَلامحها المُنعكسَة عبر المِرآه ، لا تَستطيعُ تخيّل مِقدار ألم ابيها بِمجرّد سَماعه هذا الخَبر

- لَكن امّي!
ابي يُحبك لِما تفعلين ذَلك؟
لقد تحسّن حالهُ ، لم يَعُد فقيرًا و غيّر طباعه من اجلِك

استَمعت الي صَوت تنهيدَة امّها العميقَة و هي تُجيبها بِنهم

- بَعد ماذا يا صغيرتي؟
قد كنتُ انا ضَحية جَهله
بَعد ان كَسرني و مارس امراضهُ النفسيّة عليّ..!
لم يكُن الفقر عيبًا ، عِشتُ مَعهُ و رَضيت
لكنّي لم احتمَل فِكرَة انّ اتعايش مَع رَجُلٍ يَراني كَجاريَة
وُجب عليها تَلبيَة رغباتِه ، و الحفاظُ على نَظافة بيتِه
انتِ مُتزوجَة الان ، و سَتفهمين جيدًا ما اتحدُث عَنه
بما انكِ تزوجتِ ، سَتعرفين عواقِب الزواج من عَسكريّ!

قَطبت آلميرا حواجِبها لِتبتلِع ريقِها قَبل ان تَسأل مُستفهمَة

- ان كنتِ تَعرفين انّ زوجي قَد يكونُ كَطليقُكِ؟
لما لم تَمنعي زواجي مِنه؟

صَمتُ الأم طال و مَع كُل ثانيَة تمّر يزدادُ قلق الابنة
اتاها الجَواب الذي رَفع مُعدّل حيرتِها اكثَر

- لانهُ ما مِن مَفر لزواجُكِ مِنه
جونغكوك هو الوَحيد القادِر على حِمايتُكِ من قَدرُكِ
هو وَحده من يَستطيعُ مُواجهَتهُ و انقاذُكِ

ارتعَد قَلبُ آلميرا مِن نَبرة اُمها الجديّة
ما مَعنى انّه الوَحيد القادِر على حمايتُها؟
مابِه قَدرُها؟ و اهي بِخَطر؟

- لَكن امّي..

قاطَعتها الاكبرُ سِنًا عبر اسداءِ نَصيحَة للصُغرَى

- اسمعي آلميرا ، لا تأخذي عِلاقتي بِوالدكِ مِقياس حسنًا؟
والدكِ لم اكُن انا اُحبه ، رُغم انه كان بِه الكثير من المَحاسِن
لكني لم اكُن اراها ، لانّي كنتُ امقُته..!
الذَنب لم يَكُن ذنبه بالكامِل ، بل المُشكلَة كانت بي
انا لم اكُن احب فكرَة ان اتقيّد بعقد زواجٍ و اعيشُ كَرُبة منزل
تِلك ليست شَخصيتي البتّة ، الخَطأ منّي بالدرَجةِ الاولَى لاصدقكِ قولاً

التَزمت الصُغرَى الصَمت تُنصِت الي اُمها و هي تُكمِل بِنبرَة تملئُها الحنيّة

- انا اعرِفُ جونغكوك منذ ان كان طِفلاً
اعرِفهُ و اعرِف خِصالَهُ و روحه النقيّة
كما انّي اُدرك طبيعَة الحياة التي عاشَها
و رُغم ذَلك اراهُ يُحاول من اجلِك
اريدكِ ان تَمنحيه فُرصَة لِيُظهر لكِ افضل ما لَديه
اعطي زواجكِ الفُرصَة لِيكون مِثاليًا! لا تَفعلي مِثلي همم؟
اصبحتُ ناجحَة و ثريّة كما تَرين ، لكنّي احيانًا احسدُ النساء اللواتن اختَرن بناء اُسرَة سعيدَة ، الزَوجُ سَند صدقيني لِهذا انا اُراجع موضوع زواجي مُجددًا مع لوكس ، لكنّي لا اضمن ان يَنجح

جَلست الصُغرى فوق المِرحاض تَستمعُ الي حديث ڤيولا الناجِم مِن تَجارُبها ، لم تكُن تستطيعُ البَحث عن اجوبَة مِثاليَة إلا من عندها هي لِذا قالَت

- لَكن ماذا لو كان زَوجكِ يمتلكُ اعتقاداتِ خاطِئَة؟
كيف ستتمكنين آن ذاك مِن مُجاريَة افكارِه تِلك؟

ساد الصَمتُ لِثوانٍ حتّى جاء جَوابُ الكُبرى
طَلبت ان تَفتح ابنتها الكاميرا حَتى تراها وَجهًا لِوجه
فلّبت الصُغرى رَغبتها بِوضع الهاتِف يُقابلها

نَظرت الي مَلامح امها الشاحِبَة و خمّنت انّ بُهوتها ناجِم من الحَمل حتمًا

- الطريقَة التي رَبيتُكِ عليها لا اضمن انّها قد تكونُ صَحيحة مئة بالمئَة
لكنّي مُتأكدة انّه ان تربيتِ عند والِدك ، كنتِ سَتكونين كمثلِ لارين
تلبسين المُحتشِم ، شَديدة الحَياءِ و الخَجل ، سَتُشبهين اطباع عائلة زوجكِ نوعًا ما ، انا حَرِصتُ على اعطاءُكِ الحَياة التي كنتُ انا اُريدها ، سمحتُ لكِ بفعل ما تَشائين ، بِحُكم انّ والدي فرنسيّ ، فانا تربيتُ كَذلك على الحُريّة لذلك لم استطع الانسجام مع والِدك

- بالنسبَة الي عائلَة زوجكِ ، فهم كَمثلِ الكوريون المُتشددون ، يَرون ان الفتاة اساسُها الشَرف و العفّة و ما الي ذَلك ، كَمثل تَفكير والدكِ المُتعصب مَثلاً ، ليلة زواجنا حينَما لم يَجدني عَذراء! قام بِجرّي الي المُستشفَى رُغمًا عنّي و اجبرني على اجراءِ فَحص ، انا اعترفتُ بِحقيقَة اني اقمتُ علاقات قَبله! لَكنهُ تعمّد اهانتي حتّى يُرضي كِبرياءُه

مرّ شَريطُ ليلَة البارحَة الي ذِهن آلميرا التي تذكرّت ردّ فِعل زوجِها الهُجوميّة ، بالاستِماع الي قصَة امها فوجدّت انّ الرائِد كان رَحيمًا مُقارنَة بوالِدها..!

- لكن هل سَكتّ لهُ؟

شدّت آلميرا على يَديها و الغَضب بدأ يَتصاعد بداخِلها و هي تَرى وَجه امها المُبتسِم ، نَفت الكُبرى ثُمّ تَحدثت

- لا
لم اسكُت بالتأكيد ، لكن مالذي عليّ فعله؟
تزوجتُ صغيرَة و لم يكُن الطلاق آن ذاك قَرارًا صائِبًا
اذ انّه هددني انّ خَلعتهُ سيتهمني انّي هربتُ مع عشيقي
سيُشوّه سُمعتي و انا لَن اتحمّل

نَظرت في عينيّ صغيرتِها المُستاءَة ثُمّ اضافَت بِصوتٍ هامِس

- كنتِ انتِ الحسنَة الوَحيدة..!
و انا مُمتنَة لوجودكِ ، و مُمتنَة لِجونغكوك لانّه السَبب

تجمّعت الدُموع بِعينيّ آلميرا التي خمّنت بِمقدار خَيبة الامل التي تَعرضت لها امها سابِقًا ، لم تستمِع الي همسة ڤيولا الاخيرَة لِذا تغاضَت عَنها و قالَت

- لَكني اعتقِد انّي لن استطيعُ الانسجام مَع زوجي
تَفكيرهُ مُختلف عنّي ، لا اجدُ نَفسي عِنده ابدًا
انا خائفَة انه قد يَتمادى و يَكونُ مُتعصبًا كَوالدي..!

تُحدق بِحُزن في وَجه اُمها التي نَفت تعترِض ثُمّ وَجدتها تعتدلُ في جَلستها لاجابتِها بصوتٍ هادِئ

- كلاّ صغيرتي
لا ارَى زوجكِ يُشبه والِدكِ ابدًا
اخبرتكِ انّي اعرفهُ منذ طفولتِه و اراهُ قابِل للتحَسين من نَفسه
جونغكوك حينما كان طِفلاً ، اجدهُ كُلّما اخطئ يَميلُ للاعتذار مُباشرَة
و لابدّ ان تلك الصفَة كَبُرت بِه حتمًا!
الشَئ الجيد بِه انّه لا يُكابر على غلطِه
بل يُحاول تَصحيحَه كونهُ يمتلك ضَمير حيّ

نَظرت آلميرا الي اصابِعها بِحِزن حينَما اكمَلت والِدتها

- على غِرار والِدك
حتّى حينما يُخطئ يَرى انّه سيُنقصُ من قيمته ان اعتَذر
يُصّر على رأيه و لا يُحاول بذل مَجهود البَحث عن الحقائِق
لِذلك انتِ كوني لينّة قليلاً ، و تَذكري انّه لم يَتربى كَما رَبيتُكِ
كليكُما من بيئَة مُختلفَة كُليًا ، ما تَرينه انتِ صحيحًا قَد يراهُ هو خاطِئًا
الحَلّ الامثل هو الجُلوس و الحِوار ، حاولي مُناقشتهُ و استمعي الي وِجهات نَظرِه ، ابتعدي عن العُنف آلميرا لاني اعرفكِ عصبيّة!

زمّت الصُغرى شِفاهها مُدعيّة البراءَة ثُمّ هَمست

- لستُ عصبيّة من فَراغ
هو من يُجبرني على ان اكون كَذلك!

نَفت ڤيولا برأسِها اذ قالَت مُتنهدَة

- ميري الرَجُل ان عانَدتيه سيُعاندكِ
و ان جِئتيه بالحُسنَى سَترين فارِق المُعاملَة عبر تَصرفاتِه
لازلتِ في بدايَة زواجكِ لِذا انّه الوقت الانسب لِبدأ زرعِ بُثورِكِ في حَقله
ازرعي الحُب و المودّة و حُسن المُعاملة و السُلوك
طالَما تُربته لازالَت لينّة و طريّة ، لانّه ان فعلتِ عَكس ذَلك صدقيني حصادُكِ لن يكون مُثمرًا بالأخِر

تَفكيرُ والِدتها منطقيّ ، لَكن من وِجهة نَظر الصُغرى تَراهُ مُجرّد حَديث عابِث ، هي نَطقت بينَما تعقدُ حواجبها

- لكن مالذي يُجبرني على ذَلك؟
لما لا اتزوج رَجُل سويّ من البدايَة؟
هل انا مركز تأهيل للامراض النفسيّة امي؟

صَمتُ والِدتها المُطوّل جَعلها تزدادُ غَيضًا
كانَت تظنّ انها في صَفها..!
لِما تنحازُ الي زوجِها بدلاً مِنها؟

- اُنظري الي القصّة من الجانِب الأخر
انتِ كاتبَة و لديك حِس مُرهَف..!
لِما لا تُعالجين الموضوع من منظوركِ كَـ كاتبَة؟
الي جانب انكِ اخصائيَة نفسيّة
قَدرُكِ منذ البدايَة كان هو
و دون شَك ، انتِ الوحيدَة التي تستطيعُ انتِشاله من قاعِه المَغلوط
عامِليه كَما تُعاملين ابطال رواياتُكِ المُعقدين!
فقدرُكِ لا مَهرب مِنه ، سَواء ارغبتِ ام لا

حَملت ڤيولا هاتِفها من فوق المنِضدَة ثُمّ نَطقت مُبتسمَة

- سيأتي الوَقت الذي ستجدين فيه اجوبَة على تساؤلاتكِ
آن ذاك ، سَتعرفين جيدًا قيمَة الرَجُل الذي بِجوارُكِ
جونغكوك يَفعل من اجلكِ الكَثير دون مَعرفتكِ حتّى

كَلامُها المُبهم يَزيدُها حَيرة و تشتُت ، ودّت ان تَستفسر لَكن اُمها قاطعَت حديثها بِقولها

- آلميرا ساُغلق ، لديّ عمل مُهم اقوم بِه
سنلتقي غدًا قبل سفركِ همم؟
الي اللقاء صغيرتي اعتني بِنفسك

أرسَلت قُبلاتٍ الي صغيرتِها قَبل فصل الخَط
تَركتها رهينَة افكارِها و تساؤلاتِها التي غَزت عقلها بالكامِل

وَضعت الهاتِف جانبًا و ناظَرت الفراغ تُفكّر
احقًا زَوجُها سيُغيّر من مُعتقداتِه الرجعيّة لاجلِها؟

•••

يَسيرُ بِتعابيرٍ تائِهَة
يَشعُر ان كُل الطُرقاتِ ضِده

كان مَهمومًا و ذَلك واضِح على ملامِحه المُتعبَة
يَقتلُه ضَميرِه ، يودّ التوصّل الي حَلٍ يُرضيه
اكبَر مخاوَفه ان يَكون ظالِمًا

وِجهته كانَت الي حديقَة الفُندق الذي يَمكث فيه اصدقاءِه
اتصَل عَلى انجيلا يُطالبها بالنُزول و مُلاقاتِه

هي وَحدها من تستطيعُ لملمَة شِتاته و ترتيب افكارِه
استَغربت أمر قُدومِه مُنذ اول يَومٍ من زَواجِه..!
لَكنها علمت ان هُنالك خَطب طرأ مِن ملامِح آلميرا مساءًا

نَزلت و بِرفقتها ابنتِها التي رَكضت حتّى تُعانق صديق اُمها
وَجد الرائِد مَخبئه في حُضن تلك الطِفلة التي طَبطبت عليه بِلُطف

يُحيطها بِذراعيه فَيسمع احاديثِها اللطيفَة عند اُذنه تُحاكيه عن مِقدار الوَسامة التّي تحلّى بها يَوم عُرسِه ، امتَدحتهُ و ادخَلت السُرور الي قلبِه المُتعَب

ابتَسمت مَلامِحه بِلُطف
هو مُمتن على وجود انجيلا و ابنتِها في حياتِه

- عمو كوكي لِما لم تَجلب خالتي ميري مَعك؟

سألتهُ الصَغيرة بعدَما احاطَت وجنتيه بِكَفيها تُناظر وَجهه بِتساؤل
قام بالنُهوض و حَملها بين ذِراعيه اذ اجاب بِوديّة

- خالتكِ مُتعبَة لذا خَلدت للنوم

قَبلت الصُغرى وَجنتهُ ثُمّ سَمعت امها تُخاطِبها و هي تنتشِلها من اذرُع الرائِد

- حبيبتي اذهبي للعب في الارجوحَة ، سنتكلّم انا و عمكِ قليلاً

لم تُمانع الصغيرَة التوجّه و اللعب في الزُحليقَة
بل تَحمسَت و طَلبت من عمّها مُرافقَتها

لم يُرد ان يَكسر بخاطِرها على الرُغم من ان داخِله مُمتلئ يودُ التَخفيف عن ثقله بِمُشاركَة الاحاديث مع انجيلا

رافَق الصغيرَة الي الزُحليقَة ثُمّ بدأ بِاجلاسها في القمّة لِينتظرها من النحو الاخر كيّ يَحملها ، مُشاهدتها و هي سَعيدَة تُخفف عن قَلبه

ابتَسم ثُمّ نَظر الي انجيلا بِجواره

- اتفهّم سَبب صُمودِك طيلَة هذا الوَقت
انّها تُخفف عنكِ بلا شَك

حرّكت انجيلا رأسِها مُبتسِمَة ثُمّ احتَضنت ذراعيها الي صَدرِها مُتحدثَة

- في الواقِع اجل
اعتقِد انّه لولا ابنتي ، لكنتُ انهيتُ حياتي مُنذ زَمن
الحسنَة الوَحيدة من زواجي ، انّي رُزقتُ بِها

قامَت بالتَلويح الي صغيرتِها بِمُجرّد ان صَعدت الي قِمّة الزُحليقَة و بدأت بارسال قُبل طائرَة الي والِدتها ، ابتَسمت بِسُرور لِتناظر صديقِها بجانبها

تلاشَت ابتِسامتها بِمُجرّد ان لَمحت خَيبتهُ و مِقدار حُزنه
لطالَما كان بارِعًا في اخفاءِ مشاعِره ، اذ طيلَة الوَقت تعابيره مُتلاشيَة
لَكنّ مَلامحه تَكشف خَبايا صَدرِه بوضوح هذِه المرّة

بادَرت بِسؤالِه بِلُطف

- جونغكوك هل من خَطب..؟

تُخاطبهُ باللغُة الانجليزيّة العاميّة
لم يكُن يجد مُشكلة في مُحاورتها بِها
لَكّن مُشكلتهُ الاساسيَة في المُصطلحات العميقَة للغَة

رُغم ذَلك لازالت لُغته سيئَة ، لَكنها تَستطيعُ الفَهم عَليه فمنذُ سَنواتٍ تتواصلُ مَعهُ بِها ، تَجدهُ يُخرج سيجارتِه و اشعالِها قَبل ان يُخاطِبها

- هل يُمكنني سُؤالكِ؟
انا لا يُمكنني ان اثق باحدٍ غَيرُكِ
و اعرِف انّكِ لن تكوني مؤذيّة بيومٍ ما

نَظرت في عُيونِه لِتومئ لهُ ايجابًا ، تَركت ابنتها تلعبُ في الارجوحَة ثُمّ جَلست بجوارِ الرائِد على احد الكراسي مُقابلَ الصغيرَة

- هل الامر يَخص زَوجتك؟
لم تكُن بافضل حالٍ حينَما زُرتها انا و لاڤينيا

كان مُترددًا في سُؤالِها
لَكنهُ مُحتاج لشخصٍ يُرشده
يَجد نَفسه تائِه و الامواجُ تُحرّكه بشكلٍ يَمنعهُ من ان يَرسى على شاطئٍ آمن

- في الواقِع
هل يُمكنك اخباري بَعض المعلومات عَن الغشاء المطاطيّ؟

كان مُحرجًا في السُؤال عَن تِلك المواضيع
احراجَه توضّح عَبر احمرارِ خَدّيه و اخفاضِه لرأسِه
يَجد نَفسه مُجبرًا على البَحث في امورٍ يَراها مُخجلَة
لَكّن زَوجتهُ حثتّه على تَثقيف نَفسِه ! و هو سيَفعل

تفاجَئت انجيلا من سُؤالِها اذ تَحمحمَت تلتفِت ناحيتهُ قَبل اجابتِه

- همم!
الغشاء المطاطيّ لا يَتمزّق من اول مجامعَة
غالبًا يَفعل بعد اُسبوعٍ من المحاولة المُستمرّة
لكن هُنالك نَوع قويّ يُمزّق عَبر العمليات الجراحيّة
او عِند الولادة الطبيعيّة

رَفع جونغكوك عينيه اليها يُنصت لها باهتمامٍ حَتى تُواصل حَديثِها

- الفتيات اللواتِن يَمتلكن هذا النَوع من الغشاء اذ لم تتم مُعاشرتهنّ بالطريقَة الصحيحَة قد يَتسبب ذلك في ألم فَضيع لهنّ ، لذلك يُنصح بِتوخيّ الحَذر و اخذ الاحتياطات اللازِمَة كيّ تمر العمليَة على خَير

حَدقت في عينيّ الرائِد الصامَت تقرأ مَلامِحه المُؤنبَة
قَرنت حواجِبها ثُمّ سألتهُ بِشَك

- لِما تسأل؟
هل حَدث شئ بينك و بين آلميرا بِخُصوص هذا الموضوع؟

ناظَرتهُ تنتظِر ردّه الذي عبّر عَنه باخفاض رأسهِ و تَدليك جَبهته
كان مُستاءًا يتخبّط بين جُدرانِ النَدم

- في الواقِع
لَم تكُن لديّ معلوماتٍ كافيَة ، لقد قُمتُ بِنهرها و مُضايقتها و اتهمتُها بانّها اقامت عِلاقة مع رَجُلٍ أخَر

كان صَوتهُ مُنخفِضًا كَرجُلٍ يُحاول التَستُر على فَضيحتِه
وسّعت انجيلا عَينيها ثُمّ شَهقت بقوَة قائِلَة

- جونغكوك مابِك؟ هل فقدت صَوابك؟
انت كَيف تفعل ذَلك منذ اول ليلَة لكما سويًا؟
سَتقوم بِجعلها تنفُر منك كُليًا!

تَلومه فَتزيد من شُعوره بالذَنب و الحيرَة
كان مُستاءًا بشدّة لَكنهُ عاجِز عن ايجاد حَلٍ يُخفف حُزنه

حَدق بصديقتِه بِحُزن واضِح ثُمّ هزّ اكتافه بقلّة حيلَة مُتحدثًا

- ان..انا لم اكُن اعرِف

عَقدت انجيلا حواجِبها بعدمِ رضَى ثُمّ وَبختهُ قائلَة

- كَيف لا تعرِف؟ لقد درسنا عَن انواع الاغشيّة في الثانويّة!

حَدق في اقدامِه مُلقيًا بِسيجارتِه قَبل أن يبدأ بِدعكِ اصابِعه بِحُزن ، كان مُحرجًا لَكنهُ اجاب بِغصّة

- لم ادرُس الثانويَة
طَردوني من المدرسَة في سن الثالثَة عشر
ثُمّ اجبرني ابي على العَمل
لِهذا ليسَت لديّ اي معلومات علميّة
و كُلما احاول البَحث لا افهم المقالات المكتوبَة
اشعُر بالتَشتُت ، لا اعرِف كَيف اتصرّف

ناظَرتهُ انجيلا بِحُزن ، تستطيعُ رؤيَة مِقدار حيرتِه حتّى في نَبرة صوتِه المَهزوزَة ، هو ضحيّة عائلتِه ، حتّى في تَصرفاته و سُلوكياتِه

لكنّه ذا خِصالٍ سليمَة تَجعلهُ يُدرك غَلطه و يسعَى لِتصحيحِه

- قامَت اُمّي باعطائي صُور اغضَبتني
رُغم ذَلك ، انا حاوَلت ان اكون طبيعيًا
لكنّي بالأخِر لم اَجد مَهربا من افكاري السامَة
كَيف اتصرّف؟ مالذي عليّ فِعله؟
لا اريدُ ان اكون الشَخص السَئ ابدًا
انا جرّبت شُعور ان تتأذى و رُغم ادراكهم بايذاءِهم لَك
يستمرونُ بالمُكابرَة ، لِذا لا اُريد ان اكون مِثلهم ابدًا

استَمعت الكُبرى لَهُ باهتِمام ثُمّ مَسكت بيدِه تُربت عَليه بِلُطفٍ حتى تُواسيه ، جَعلتهُ يُحدِق بِها حتّى تُخبره بِعَطف

- اُنظر جونغكوك ، تَربيتك انت و آلميرا مُختلفَة كُليًا
لِكوني روسيّة ، فانا افهمُ الطريقَة التي نشَئت بِها
نحنُ لا نَهتّم لامر العُذريّة ابدًا! غالبًا الفتيات يبدأن بانشاء العلاقات بعمر مُبكرٍ دون ان يَتم ارشادهنّ من اباءِهنّ فذلك شائِع

- لكنّي اتفهّم ان ثقافتكم هُنا تَمنع هذِه الامور
آلميرا عاشَت طيلَة عُمرها في استراليا
طبيعي ان تَجِدها تملك ذات التَفكير الغربيّ
لَكن هذا لا يَمنع انّها لن تَستمع اليك ان حَدثتها بِلُطف
كِليكما بتفكيرٍ مُختلِف ، عليكما التحاور للتوصّل الي نُقطَة تشابُه
العُنف ليس وسيلَة ليحلّ هذا الخِلاف

رَبتت على يَدِ الاصغَر سِنًا ثُمّ اضافَت

- واجهها بِتلك الصُور
اسألها و دَعها تُجيبك
حتى لو لم تَكن الاجابَة مُرضيَة لك
عَليك ان تتفهمها فَذلك كان من الماضي
حاسَبها على ما يَصدر مِنها و هي زَوجتك
هي الان مُلكك انت ، لَك وَحدك ! فلا تُفسد حاضرك و مُستقبلك
لاجل شَئ حدَث في الماضي و انتهَى بالفِعل

استَمع اليها بِحَذر يَجِدها تهتّم بِنُصحه و ارشادِه الي الطَريق الصَحيح ، كان مُرتاحًا في مُحاورتِها و سَماعِ ما تَقولهُ لانّه يَعرف انّها تُحبه كَمثلِ اخيها

لم يَجد الخَير في القَريب
لكنّه وَجدهُ في الغَريب

- دام الجُرح لازال جَديدًا ، كِليكما تَستطيعان التوصّل الي حَل مُناسب
لا تَجعلها تَنام مُستاءَة مِنك الليلَة ، لا تترُك لسوء الفَهم يصنع فجوة بينكُما همم؟ اعرف انّك تُحبها ، انها فُرصتك اغتنمها ارجوك

التزم الصَمت و هو يُفكّر ، استسمَحُ له آلميرا بأن يُحاورُها؟
هل سَتردعهُ مُجددًا؟

نَظر الي صديقتِه ثُمّ قال باستِياء

- ماذا لو صَدتني؟

نَفت انجيلا بِرأسها لِتنطق مُبتسمَة

- لن تَفعل ، انا واثقَة انّها لديها عَقل ناضِج سيُحسن الاستِماع
في دواخِلها تعرف انّك انسان نَقيّ و إلا لَما قبلت الزواج مِنك

طَبطبت انجيلا على كَتفه لِتُكمل

- جَميعنا نُخطئ..! لسنا مَلائكَة
لَكن الخطأ الاكبر هو المُكابرَة و عَدم تَصحيحه

اوَمئ لَها لِيزفر انفاسَهُ بِبُطئ يُناظر الفَراغ بِحيرَة
وَجد الكُبرى تقترِح عليه بِلُطف

- اشتري لها ورد و شوكولاتَة كَمُبادرَة لطيفَة للاعتِذار همم؟

يَرى اقتراحُها لَطيفًا فاومَئ بِرأسه ايجابًا قَبل ان يَستقيم مُبتسِمًا

- حسنًا ساذهَب..!
ليسَ عليّ اضاعَة الوقت اكثر من هَذا

ضَحكت انجيلا على حَماسه المُفاجِئ ثُمّ لَوحت لهُ مُبتسمَة

- انت تَستطيع فِعلها!

•••

خَرجت من الحَمام بَعد ان استحمّت و لَبِست ثَوب نومٍ حريريّ اخضَر اللوَن ، كانَت تُجفف شعرِها الطَويل بينَما تُدندن باغانٍ عشوائيَة

عَقدت حواجِبها حينَما لَمِحت لَوح شوكولاتَة مع باقة وردٍ حَمراء فوق السَرير ، اقتَربت بِخُطواتٍ مُتزنَة تقومُ بِالقاء نَظرةٍ عن قُرب

امالت رأسِها تُتمتِم بتعجّب

- ماهذا؟
مُستحيل ان جونغكوك من جَاء بِه

انحنَت لِحمل وردةٍ حَمراء
كان شَكلُها جَميلاً يُثير اعجابِها

التّفت نَحو زوجِها الذي رأتهُ يَدخُل مِن الشُرفَة ، قَطبت حواجِبها ثُمّ رَمت الوردَة تَسيرُ نَحو طاولَة التبرّج بِهدوء

تراهُ يقتادُ خُطواتِه ناحيتِها لَكنها تتجاهل وجودَه بالكامِل

اوصَلت السشوار بالكَهرباء لِتجلس تَضع قَدم فوق اُختها تُجفف شعرِها بينما تُصفر ، لم تَدع لهُ مجالاً للحديث حينَما انتَصب وراءِها

كُلّما فَتح فَمه قاطعتهُ بِصوت السشوار العالي
احسّ بالتوتُر اكثَر ، لَكنهُ سيُناقِشها!
سواء ارغِبت ام لا

انتَظرها ان تنتهي ثُمّ قام بالتَحدُث

- هل يُمكننا ان نتحدَث؟

امسَكت قَلم حُمرتِها تُجيبه بِجُمود

- ليسَ لديّ ما اتحدَث به مَعك

قامَت بِوضع بَعض مُستحضرات التَجميل بينَما تُهمهم باغنيَة سَمعتها حَديثًا ، حينَما استَقامت رأتهُ يُمسك بيدها قائِلاً

- لِنتحَدث قليلاً
لَرُبما نتوصّل لحلِ مُرضي

نَظر في عينيها يَرى مِقدار غَضبِها الذي تُحاول اخفاءه بِبُرودِها
سَحبت يدِها منه ثُمّ قالَت بانزِعاج

- اخبرتُك مالديّ..!
الحل المُرضي هو الطَلاق

تَجِد نَظرة الحُزن في عُيونِه
هي لا تَعرف حُبه الدَفين اليها
لَكنهُ يَراها كَحبل نَجاةٍ يُنقذه مِن قاعِ البُؤس

يَشعُر انّها ستتخلّى عَنه و تَيأس مِنه
تمامًا كَما يَفعلُ الجَميع

- هل الطلاق هو الحَل الامثَل لاول مُشكلَة تُقابلنا؟

كوّرت يَدها ثُمّ تَحدثت مُندفعَة بغضَب

- جونغكوك انت نَسيت كَلامك؟
بعيدًا عن اتهامك الذي لا يَهُمني
لكنك كَسرت فرحتي في ليلَة زواجي حسنًا؟

كانَت تُريد تجاوَزه و بالفِعل فَعلت ، تَسيرُ نَحو الفِراش لِلخُلودِ الي النَوم لَكنهُ استوَقفها بِقوله الهادِئ

- لكنّي اسِف..!

عَقدت حواجِبها بخفّة اذ تَوقفت عن السَير ، التَفت نَحوه مُستغربَة لِتنطق

- انت ماذا؟

نَظرت في عُيونِه تَسمعهُ يُكرر

- انا اسِف ، لانّي عالجتُ الموضوع بِشكلٍ خاطِئ و جارِح

تعجّبت لِترتخي مَلامِحها بِاستِغراب ، فرّقت بين شَفتيها مُتحدثَة بِذِهول

- بِهذه البَساطة؟

اومَئ بِرأسِه لِيقترِب مِنها مُتحدِثًا بِحُزن

- لانّه كُلّما تأذيتُ ، كنتُ انتظرُ مِن احدٍ ان يَعتذر لي بعد ادراكِه لِخطئه
لكنهم لم يَكونوا يَفعلوا ، لا اُريد ان اكون مِثلهم ابدًا
لا اعرِف كَيف ينامون ليلاً مَع كُل ذلك الثقل

لانَت مَلامِحها و اصبَحت اكثر قَابليَة لِسماع ما لَديه
كانَت تلتمسُ حُزنه و صِدقه في نَظراتِه الذابلَة
لِذا اعطتهُ مَجالاً للتعبيرِ عن وِجهَة نَظره

جَلسا سَويًا بِجانب بَعضِهما اذ قام بِعرض تِلك الصُور عَليها
كان يَقرأ مَلامِحها المُندهشَة قبل ان تنطِق مُقهقهَة بعدم تَصديق

- الهي..!
هذه الصُور كانت مُنذ اربَع سنوات في حَفل تخرُجي من الثانويّة

نَظرت الي زوجِها الهادِئ لِتتحدّث بِريبَة

- اهي لارين من اعطتك هذه الصُور؟
حتمًا تُريد زرع الفتنَة بيننا!

قام بِجمع الصُور و لملمتِها بينَما يتحدَث

- لا يَهُم من قام بِجلبِها ، المُهم انّي تضايقتُ من رؤيتِها
اعرِف ان نَمط حياتكِ مُختلف عنّي ، لكني لا اقبلُها على زَوجتي

نَظر اليها حينَما تَنهدت بخفّة ، كانَت تستدعي حُروفها للحُضور ثُمّ اجابتَهُ بِهدوء

- انت تَعرف انّي عشتُ في اُستراليا مُنذ ان كنتُ بالسادسَة من عُمري
تربيتُ على النَمط الغربيّ ، كانت المُلامسات بين النساء و الرِجال شَئ عاديّ للغايَة ..! و ذَلك يُفسّر تواجدي بِهذا القُرب من الجنس الاخر بالصُور

دَمهُ يَغلي و غيرتِه تَحرِق قَلبه
لا تَعرِف حُبه الخَفيّ لِذا تراهُ شَئ عاديّ للغاية

لا يُريد الاندِفاع مُجددًا و احداث مُشكلَة جديدَة
يودّ ان يَتعامل مَعها باتزانٍ و نُضج
عِنادُها سيُدفعه الثَمن لاحِقًا

- ساُحاول ان انسَى ما رأيتهُ
لَكن هل ساجدُ وعدًا في المُقابل انّي لن ارَى كمثلِ هذه المَشاهد مُستقبلاً؟

نَظر في عينيها الهادِئَة و هي تُطالِعه بِصَمت
لازال جُرحها يَنزِف ، انّه الوَقت الامثل لِتضميدِه

- انت تعتقِد حقًا تنّي سانظر لرجلٍ غيرك و انا مَعك؟
انا لستُ خائنَة ! قد اكونُ جريئَة لكنّي لا اتجاوز حُدودي

بادَر بِامساكِ يدِها و الاحتِفاظ بها بداخل كَفّيه
يُحاول الحِفاظ على هُدوءِه و بالفِعل نَجح

هي لَم تَنفُر مِنه و تِلك خُطوَة لِصالِحه

- هل يُمكنك اخباري بِطريقَة استطيعُ بِها التَكفير عن خَطئي؟

كان مُحرجًا حينَما بدأ بِالنظر الي كُل انحاء الحُجرَة عداها
زمّ شِفاهه حتى بَرزت غمازَتهُ ثُمّ قال

- في الواقِع ، ليسَت لديّ خبرَة جيدّة
احتاجُ ان اعرِف لعلّي اُرضيك بشكلٍ يُناسبُكِ

ان تَراهُ يُحاول من اجلِها تِلك اكبرُ مُواساة..!
حَدقت بِه و بداخل عُيونِه تراهُ فريسَة لعائلَة لم تُحسن احتواءِه

حَديثُ والِدتها يَتردد الي ذِهنها باستمرار
اعليها المُحاولَة مَعهُ ..؟

لَكنها تخافُ ان سامَحتهُ سيتَمادَى مُستقبلاً و يَغدوا اكثَر سُوءًا
لا يُمكنها ان تَضمن الرَجُل بتاتًا

بِذات الوَقت تَشعُر بالحُزن عَليه
ان صَدّتهُ قد تكوّن لهُ جرحٍ جَديد يُضاف الي جِراحه السابقَة

التَزمت الصَمت و هي تُفكِر
تَشعُر بِلمساتِه الدافِئَة على يَدِها باصابِعه الخشِنَة

- قد يكونُ تفكيرنا المُختلف سبب مشاكل مُستقبلية لا تَنتهي..!
اتظّن انّه نستطيعُ الاستِمرار مَعًا؟ رُغم اختلافِنا

انتَظرت جوابًا مِنه فَوجدتهُ يغرَقُ في حيرتِه و تساؤلاتِه
كان هادِئًا و هُدوءِه يُزعِجُها

تَراهُ يقترِب مِنها حتّى قام باحتِضانِها
هو يُبادر..! بِمنح احدِهم حُضن من تلقاء نَفسِه

كانَت تِلك اقَوى مُبادراتِه على الاطلاق
اذرُعه ترتجِف ، لَكنه سيطَر على ارتعاشِه بضمّها اقوى الي صَدرِه

لم تَقُم باحاطَتهُ بل اكتَفت بِوضع راسِها على صَدرِه و مُشاهدَة انعكاسِهما على المِرآه ، تَشعُر بكفّه يَمسحُ على شَعرِها بِرفق اذ قال

- ساُحاول ان اكون مُثقفًا كيّ استطيعُ التَفكير مِثلكِ
هل سَتُسامحيني ان اصبحتُ اُجيد الدراسَة؟

حَديثه جَعلها تميلُ لاحتِضانه طوعًا
هي حاوطَتهُ و غَرست رأسٍها بداخِل صَدرِه

تُرى ما الخَطأ الذي ارتَكبه كيّ يُعامل بِهذه الطريقَة؟
هو شَخص قابِل للتَغير و التَحسين من نَفسه
لَكنهم يَتعمدون جَعله جاهِل لا يَفقه شيئًا

ضَغطت عَليه تُقوس شِفاهها بِحُزن
في كُلّ مرة يَتحدّث بِها يَجعلها تودّ البُكاء

كان حُضنه لَطيفًا
اذرُعه المُعضلّة و صَدرِه الواسِع مُمتلئ بالدِفئ

يَبدوا كَشخصٍ بارِد
لَكنهُ دافِئ للغايَة من الداخِل

ما قالَهُ تاليًا جَعلها تعقد حواجِبها بشدّة
ابتَعدت عنهُ تُناظره بِغضب بِمُجرّد ان نَطق

- سَنذهب معًا الي عيادَة طبيبَة النساء غدًا

حينَما رأى غَضبها اسرَع في تَبرير مَوقفه عَبر قَوله

- لقد بَحثتُ عن الموضوع و عَرفتُ انّي اذيتُكِ
عَلينا زيارَة الطبيبَة لرُبما تُساعدكِ في تَخفيف الألم قليلاً
و سأسالها عن الطريقَة الانسَب للحُصول على عِلاقة مُرضيَة لكِ

واقِعًا هي تتألَمُ فٍعلاً
هو أذاها و تَسبب في جُرحٍ أسفلها يَمنعها من الجُلوس براحَة حتّى
لم تُمانِع بل اومأت مُبتسِمَة بِلُطف

- حسنًا لِنذهب مَعًا

سَكت يُفكّر في حِوارٍ يَفتحهُ مَعها لَكنه عَجز
وَجدها تَسيرُ نحو سريرِهما لالتِقاط لوح الشوكولاتَة

عاوَدت الجُلوس بِجانبه لِتقسم لهُ جُزءًا ثُمّ تناولَت الجُزء الأخَر

- ما رأيك بِزيارَة طبيب مُختّص بالعلاقات الزَوجيَة؟

قام بِتناول المُكعبات التي مَدّتها لهُ لِيُجيب بينَما يُناظِرها

- ليس لديّ وَقت كافٍ
عَلينا الذهاب الي شهر العَسل ثُمّ نعود الي الثكنَة
رُبما نذهب في عُطلتنا العام المُقبل؟

لم يَكُن يُمانع الفِكرَة كُليًا
لَكنهُ بالفِعل مَشغول و وَقتهُ ضيّق كُليًا

صَمتت تُناظِر الساعَة تَجدها تُشير الي الواحدَة بعد مُنتصف الليل
ناظَرتهُ بينَما تستقيمُ على اوجِ الاستعداد للنوم

- اذًا الوَقت تأخر
هل نذهبُ للنوم ؟

اومَئ لَها لِيستقيم رِفقتها مُتحدِثًا

- ساذهبُ الي الاستِحمام ثُمّ آتي

همهمَت لِتسير نحو الفِراش ، امسَك بمعصمِها يُعيق حَركتها قَبل ان ينطِق بعد ان ناظَرتهُ

- هل لازلتِ حَزينة؟

حَدقت بِه بِهدوء لِتومِئ بينَما تسحبُ مِعصمها

- احتاجُ وَقتًا لانسَى..!
لكنّي سعيدَة لِمُبادرتك ، خِلتُك سَتكابر

زمّ شِفاهه لِيومِئ لَها قَبل ان يقول

- حسنًا ، ساكونُ هُنا لمُساعدتكِ على تَجاوز الامر
لكن عَليكِ ازالَة فكرَة الطلاق من رأسكِ كُليًا

تَوجهت نحو الفِراش اذ تَمددت عَليه مُتحدثَة بِلامُبالاة

- لن اُجيب قَبل ان ارى تَصرفاتِك
ان لا اضمنُك لذا انت لا تَضمني كَذلك
بايّ وقتٍ قد تَجدني هَربتُ مِنك لسوء سُلوكك

احسّ بالذُعر ، هي تَبدوا جديّة بشكلٍ يُخيفه
لا يُريد تخيّل رَحيلها المُفاجِئ لِذا سيُحسن السُلوك

دَخل لِيستحم و بِمُجرّد ان خَرج وَجدها نائِمَة بالفِعل
اهتّم بِتغطيتِها ثُمّ نام بِجوارِها بَعد صِراعٍ مع افكارِه

•••

اليَوم الذي يَليه

فَتحت عُيونِها السَوداء تَشعُر بِفراغٍ ناجِم من حَولِها
خمّنت ان زَوجِها نائم على الاريكَة بِلا شَك
لِذا جَلست تَبحثُ عنه بِعينيها

لَم تَجد سِوا هاتِفه على جانِبه من السَرير
حَملتهُ تتفقّد الساعَة

- هل من احدٍ لازال يستخدم ايفون اربعَة في وقتنا؟
انّه من جيل 2014

تمتمَت قَبل ان تُعيده مَكانه قَبل ان تستقيم لِدُخول الحَمام ، تصادَمت مع زوجِها الذي كان على اوّج الخُروج ، تبادلا نَظراتٍ هادِئَة تَسمعه ينطِق

- صباحُ الخَير

تجاوَزتهُ لِدُخول الحَمام قبل اجابتِه بهدوء

- صباح النور

دَخلت لاغلاقِ الباب فَسمِعتهُ يقولِ لَها

- لَقد حجزتُ لنا في مَطعم لتناول الافطار قبل موعِد الطبيبَة
تجهزي بِناءًا على ذَلك

سَمِعها تُهمهم و هي تُغلق الباب ، بدأت بِفعل روتينها الصباحيّ في الوَقت الذي راح فيه يُغيّر مَلابِسه

نَزل اولاً لِمُقابلَة عائلتِه يَترُكها تلبسُ ثيابِها بعد خُروجِها
ارتَدت تنورة من الجينز تَصلُ الي رُكبتيها
مع قَميصٍ ابيض ذا اكمامٍ مُنتفخَة

بَعض من لَمسات مُستحضرات التَجميل لابرازِ جَمالها
رِفقَة تسريحَة شَعرٍ تُناسب مَلابِسها

ارتدت جوارِب بيضاء بِخُطوطٍ سوداء عِند القمّة مَع حذاء رياضيّ اسوَد ، انتَقت حَقيبَة تُلائم لباسِها قَبل ان ترّش عِطرها

طالَعت خاتم زواجِها الذي انتزَعتهُ بالامس و رَغبت في رَميه
خمّنت مُطولاً قَبل ان تَجذبه لارتداءِه مُجددًا

نَزلت من بَعد زوجِها تُسلّم على عائلتِه ثُمّ جَلست بُجواره حيثُما تَمكُث لارين مَع جوليان الهادِئ

مَلامِحها تنصّ على انهُما مُتخاصِمين بِلا شَك
لَكنها لم تَهتم لِمعرفَة التفاصيل

تَكفيها مُشكلتها مع زَوجِها الذي بادَر بالسُؤال

- موعِد الطائرَة على الخامسَة عصرًا..؟

استَمع الي همهمَة جوليان الذي كان يُلاعب اصابِعه بِهدوء ، تعجّب سُكونه الغَير مُعتاد اذ سَمِع زَوجتهُ تقول

- جوليان ماهو لَقب عائلتك الحقيقيّ؟

رَفع جوليان عينيه الي آلميرا مُتعجِبًا
استَغرب سُؤالِها اذ اعرَبت عَنهُ قائِلَة

- حسب القانون الكوريّ اعرِف انّه لا يتم الزواج بين ثنائي من نَفس اللَقب ، و انت كَطفل مُتبنى ، لابد انّك احتَفظت باسم عائلتك الحقيقيّة

لَعق جوليان شِفاهه ثُمّ همهم بينَما يُريح ظَهره على الاريكَة خَلفه

- صَحيح ، احتَفظت بِلقب عائلتي السابقَة

حَدق بِه جونغكوك باهتِمام حينَما نَطق زوج اُخته مُعربًا عَن لقَبه الاصليّ

- انا من عائِلَة ، شارلز

ارتَفع حاجبيّ الرائد الذي تبادَل نظراتٍ مُبهمَة مع الرَجُل قُبالته
قَطب حواجِبه بشدّة فلقَى ابتِسامَة صغيرَة من جوليان الذي قال

- تبدوان افضَل حال من البارحَة..!
انتِ جميلَة اليوم ميري

جامل زَوجة ابن عَمه الذي لَعق وَجنته من الداخل بعدمِ رِضَى ، استَقام بعدما امسَك بيد زوجتِه يوقِفها رِفقته مُتحدثًا

- نحنُ سنذهَب
نراكُما في المطارِ اذًا

جَذبها مَعهُ فَسمع امّه تسأل بِفُضول

- الي اين منذ الصَباح الباكِر؟

التَفت جونغكوك اليها يُجيب بِهدوء

- الي منزل المُشير
آلميرا اشتاقت الي أبيها

اخَذها مَعهُ فَلم يسمع ردّ امّه
اوقَفتهُ الصُغرى عند باب المنزل مُتحدثَة

- لِما لم تُخبرهم بشأن افطارِنا خارِجًا؟

طالَعها الاكبَر مُحركًا رأسَهُ بالنَفي

- لِما عليّ اخبارهم؟
انّه شَئ خاص بِنا
تفاديًا لاحاديثِهم التي لن تُعجبك

سَكتت و سايرتهُ بالسير في ذَلك الحيّ بحثًا عن سيارَة اُجرَى
وَجدا واحِدَة في نهايَة الرواق فقام بايقافِها من اجلِهما

صعِدا سويًا لِيتوجها الي المَطعم الذي اختارَهُ على ضِفَة النَهر
تبادلا افطارًا كان مُناسبًا لِتحسين مِزاج الصُغرى

حديثِهما كان قليلاً ، كِليهما مُنشغل بالأكل و النَظر الي الطبيعَة حَولهُما بِسُرور ، اهتّم بِطلب طعامِها الذي تُحب ، بعد ان سأل لاڤينيا

الفاتورة كانَت اغلَى مِما توقّع
خمّن في سِعر كَشف الطبيبَة مع الادويّة اللازِمَة
حتمًا مالهُ سينفَذ بانتهاءِ اليَوم

نَظر اليها و هي تلتقِط الصُور لِنفسها بينَما يُفكّر
تكاليف زِفافه استنفَذت مالهُ كُلّه
لاسيما الخاتَم و التَجهيزات لبيته الحَديث في الثكنَة

تَنهَد مُحبطًا ليجدها تستقيمُ للاقترابٍ منهُ ، جَعلته يَنهض للوقوفِ قُرب النَهر ثُمّ مَدت الهاتِف لاحد المارَة قائِلَة

- التَقط لنا صورة رجاءًا

انتَشل الشابُ الهاتِف مِنها ثُمّ اراها تدنوا للانتِصاب قُرب زوجِها الذي تجهّم وَجهه قُبالة الكاميرا ، هو لا يُجيد افتعال وَضعياتٍ جيدَة للتَصوير

ناظَرهُ الشاب ثُمّ قال لهُ مُتحدثًا

- قُم بِوضع يدك على خَصرِها!
ثُمّ ابتسم قليلاً

لم تُعجب الرائِد فكرة التقاط الصُور لِذا افتَرب منه يخطف الهاتِف قائِلا بانزِعاج

- انصرِف ، لا نُريد التقاط الصُور

عاد نَحو زوجتِه يُعطيها هاتِفها لِيتحدَث بهدوء

- سادفعُ ثمن الأكل و اعود

همهمَت لهُ مُدحرجَة عُيونِها بِضَجر
تراهُ ممِلاً يَفشل في صُنع فاعليات تُحبها

تَوجه لِدفع ثَمن الفاتورة ثُمّ عاد لاصطحابِها الي العيادَة
اخذ لَها رقمًا للحجزِ ثُمّ جلسا سَويًا ينتظِران دورِها

حَدق بها بعد فترةٍ وجيزَة من الصَمت اذ قال

- ساذهبُ قليلاً و اعود
انتظريني هُنا حسنًا؟

حَدق في عينيّ من سألتهُ بحاجبٍ مَرفوع

- اين سَتذهب؟

حَدقت في عيناهُ تَجده يَستقيم بينَما يَتحدّث

- ساعودُ لن اتأخَر

همّ بالرَحيل مُباشرَة يَدعها تُناظر السَقف بِضَجر ، لم تكُن تعرِف انّها تَوجه لاستِلاف بعض المال من صَديقِه كيّ يدفع تكاليف العِلاج

سار على أقدامِه يقومُ بالرَنين على تايهيونغ بينَما يقطبُ حواجبه بخفّة ، قام بالاتصالِ به مِرارًا و تِكرارًا لَكن الأخَر لا يُجيب..!

عَقد حواجبه بِغَضب لِيستجمِع انفاسَهُ بضجَرٍ مُتحدّثًا

- لما لا يُجيب هذا الغبيّ

كَرر اتصالِه حتّى سَمع صوت الثاني اللاهِث يصدُر عبر الهاتِف

- تايهيونغ مالذي تَفعله؟
لما لا تُجيب؟

انفاسُ تايهيونغ الغير مُنتظمَة تُطرب اذان الرائد الذي تَوقف عن السَير مُتعجبًا ، عاود صَوتُ تايهيونغ الصُدور و هو يَتحدّث

- ان..انا مشغ.مشغول

ميّل جونغكوك رأسهُ لِيدفع حاجِبه عاليًا

- بِما انت مَشغول حَضرتك؟

لم يُجبه الثاني فازداد فُضولَه
واصَل سيرَهُ ثُمّ سَمع صوت اطلاق ناريّ آتٍ من الهاتف

وسّع عينيه بخفّة لِينطق بسُرعَة

- تايهيونغ ما الامر؟ ماهذا الصَوت؟

مرّت بِضع ثوانٍ حتّى اجاب تايهيونغ بينَما يَركُض بسُرعَة

- سيدي نحنُ في ورطة
اختطفوا ليون و هو تَحت قَبضة مجموعَة من التنظيم الارهابيّ

ازدادت اعيُن الرائِد وِسعًا لِيشتم تَحت انفاسَه اذ مدّ يدهُ لايقاف سيارَة اُجرى مُتحدِثا

- اين انتم؟
اخبرني بالموقع حالاً

قام تايهيونغ بارِسال الموَقع الي الرائِد الذي همّ بالتوَجه الي منطقَة الاشتباك ، كانَت في ضَواحي العاصِمَة بين الازقّة الشعبيّة المَهجورَة

نَزل الرائِد ليبدأ بالرَكضِ الي مَكانِ اطلاق النار ، وَجد فَريقه المُجتمع عند نُقطَة مُعينّة فهمّ بالتَوجه اليهم لاهِثًا

اختبَئ بالقرب من جيمين و تايهيونغ يَسألهُما بِقلق

- مالذي حَدث؟
كَيف وصل بِكما الحال الي هُنا؟

مَدّ يدهُ يطلبُ سلاحًا مِن فريقه اذ رَمى لهُ جيمين سِلاحيًا اضافيًا كان في حَوزتِه ، اختَبئ وراء احد الجُدران و بدأ بالتَصويبِ على اول هيكلٍ يُقابلهُ من الطرفِ الأخَر

- المُشير قام بِتكليفنا بِعمليَة قبل سَفرنا
هُنالك حركة ارهابيّة قائِمَة هُنا اراد منا التَخلص مِنها
لَكنهم نجحوا في تَغفيلنا و اخذ ليون مِنّا

اجابَه هوسوك بينَما يُصوّب على القنّاص فَوق شُرفَة المبنى المَهجور ، عَقد جونغكوك حواجِبه بشدّة يُناظرهم بعدمِ رضَى

- لِما لم تَردني اي مَعلوماتٍ بشأن المُهمّة ؟

حَدّق تايهيونغ بِه بينما يُضيف الرَصاص الي مَخزن سِلاحه

- سيدي انت عَريس!
رَفض المُشير ان يَردُك ايّ خَبر بِخُصوص المُهمّة
اذ يتوجَب عليك التَوجه المَطار بَعد ساعاتٍ قليلَة

اغمَض جونغكوك عَينيه بِغَضب ليُمرر يَدهُ على وَجهه للحفاظِ على هُدوءِه ، سأل بينَما يَسيرُ بهدوءٍ يطلبُ منهم اللحاق بِه

- كَم عددُهم؟

- ما يُقارب العشرون رَجُل

اجاب جيمين لِيلتفِت جونغكوك برأسه يُصيب المُتسلل الذي حاوَل اطلاق النار عَليه من الخَلف ، وَجه له رصاصَة اخترَقت كَتفه ثُمّ همّ بالاسراع و الدُخول الي المَبنَى

لَحقه جيمين الذي اختَبئ بِجواره لِيهمس لهُ بقلق

- هل ليون سيكونُ بِخَير؟

ناظَر قائِده الذي زَمجر بِغضَب قبل ان يُناظِره مُهمهمًا

- ساقومُ بالدُخول و احضارِه
انتم تَكفّلوا بِحماية ظهري

اومَئ لهُ جيمين الذي ترقّبهُ و هو يَسيرُ بِبُطئٍ و حَذرٍ تام ، قام باللحاقِ به رِفقَة البقيّة حيثُ اهتّم تايهيونغ بالصُعود الي القنّاص عاليًا و اخَذ البُندقيّة مِنه بعد قَتله لِيُحاصِر هوسوك الحَرس عِند الباب الخارجيّ

في الوَقت الذي كانَت فيه آلميرا تنتظِر قُدومِه بِقلق
نَظرت حَولها تَرى ان دورها قد حان لَكن زَوجها لم يَحضُر..!
استَغربت و زاد تَعجُبها مُتحدثَة

- اين هو؟ لِما لم يأتي..!

تَنهدت لِتُدلك جَبينِها قَبل ان تستقيم ما ان نَدهت عليها المُمرضَة ، خَضعت الي الفَحص ثُمّ اعطَتها الطَبيبة العِلاج المُناسب مَع بعض التَعليمات المُهمّة

اخَذت وصفَة العِلاج لِتنهض تُغادر بعدما شَكرتها
سارَت بِخُطواتٍ مُترددة في مَمرِ العيادَة تَبحثُ عَنه

- يالهُ من مُغفل كاذِب!

تمتمَت بِغضب لِتقومُ بالاتِصال بِه مِرارًا و تِكرارًا
لَم يُجبها ثُمّ أتاها هاتِفه مُغلِقًا

تفاقَم غَضبها للدرجَة التي جَعلتها تودُ قَتله
شَتمتهُ و سارَت لِدفع حَق الكَشف من بطاقتِها
لم تَشتري العِلاج بل سارَت لايقافِ سيارَة اُجرى
تَوجهت الي منزلِ ابيها كيّ تودّعه رِفقَة قبل سَفرها

•••

الساعَة تتجاوزُ الرابعَة عصرًا
آلميرا في طريقِها الي المَطار بعدَما طلب مِنها التَوجه اولاً
عَلِم ان زَوجها قد انضًم مع فريقِه لِذا لم يُرد اخبارِها و جَعلها تَقلق

تَوجهت رِفقَة جوليان مَع لارين و قلبُها يَحترِقُ غَيضًا
الم يَقُل لها سيعودُ..؟
مرّت خَمس ساعاتٍ و لم يَظهر لهُ ايّ أثَر..!

هُما على وَشك السَفر الي شهرِ العَسل و هاهي ذا تَسيرُ بِمُفردها الي المَطار ، كانَت تشتمهُ في دواخِلها مُتجاهلَة اسئلة لارين عن اخيها المُستمرّة

قدّمت جوازَها الي كُشك الاجراءات القانونيّة تقفُ بين اثنين مُتزوجَين حَديثًا و الغَضب يَعتريها ، بَدت المُشكلَة بين الزَوجين قل حُلّت لِذا تراهُما يَتغزلان ببعضِهما طيلة الوَقت

قَضمت وَجنتها من الداخِل مُهسهسَة في سِرّها

- ساقتلُك جونغكوك
ساُطلِقُك اُقسم

ناظَرت جوليان الذي بادَر بِسُؤالها مُستغرِبًا

- اين جونغكوك؟ لِما لم يَحضُر للان؟
الطيارَة سَتُقلِع!

منحتهُ آلميرا ابتِسامَة مُزيفّة قَبل ان تُجيبه بِهدوء

- طرأ عَليه امر عَليه ان يَحلّه
سيأتي قَريبًا

ناظَرت لارين التي دَفعت طرف شِفاهها ساخِرَة

- ماهو الامر الأهم من السَفر مع زَوجته لشهرِ العسل!
ماهذا الهُراء؟

تعرّضت لارين الي قَرصةٍ من زوجِها يُعيقها من مُواصلَة حديثِها ، ناظَرها بحدَة قبل ان يَهمس لَها

- اُصمتِ لارين

هو لاحَظ غَضب آلميرا و اشتِعالها بالفِعل ، لِذا لا يودّ ان يُفاقم الامرُ عَليها ، ساروا جَميعِهم الي المَمر المؤدي الي الطائرَة و لازلت الفتاةُ تنظر حَولها بَحثًا عن زوجِها

تَنهدت بيأس و لِقلّة انتباهِها اصطدَمت بِرَجُلٍ مُستعجِل
اوقَع بين يَديه حَقيبَة بِفعل من وسّعت عيونِها مُتأسفَة

انخَفضت لِحمل الحَقيبَة كي تُناولها لهُ لكنها تفاجَئت من ثُقلها
رأتهُ يُسرع في انتشالِها و الهَرب بِها بَعيدًا

امالَت رأسِها باستِغراب مُتمتمَة

- مابه هذا؟

•••

تمَكن الرائِد و رِجاله من الوُصولِ الي ليون الذي كان مُقيّدًا على كُرسيّ في الطابِق العُلويّ ، بَعد اشتباكٍ دام لِساعاتٍ عديدَة

كان هُنالك بِضع اصاباتٍ وَقعت على رِجاله
مِنهم من تحصّل على رَصاصةٍ اخترَقت فِخذه
و الثاني ذِراعه

اسَرع جونغكوك لفكّ قَيد ليون الذي نَفى برأسه بقوّة بينَما يُوسع عُيونِه ، حاول التَحدث لكن فَمهُ مُغلَق بالفِعل

ازال لهُ الرائِد الشريط عن شِفاهه يُناظِره بِحرص

- هل انت بخير؟

حَدق بِه ليون بِفَزع قَبل ان يَصرُخ

- انّه مُجرّد كَمين
ارجوك ، اسرِع

عَقد جونغكوك حواجِبه اكثَر فَلم يَفهم مَغزاهُ إلا حينَما اكمل الاصغَر

- هذا الاشتباكُ مُجرّد تَشتيت عن العمليّة الحَقيقيَة
سيتّم التَفجير في المَطار الدوليّ ، بَعد نِصف ساعَة

وسّع الرائِد عُيونِه بِصدمَة مِمّا سَمِع
مالذي يَعنيه بِحديثه..؟
زوجتهُ مُتواجدَة في المَطار..!

حَدق جيمين في تايهيونغ بعدمِ تَصديق لِينطق بِسُرعَة

- سيدي ، زوجتُك هُناك!
عَلينا الاسراع

•••

جَلست آلميرا فَوق كُرسيها في الطائرَة تتفقّد الساعَة ، لازال لَديها أمل ان يَأتي زوجِها في اللحظةِ الاخيرَة

تَنهدت تمّد اقدامِها امامَها
اتصَلت عليه و لازال رَقمهُ مُغلَق

- جونغكوك مالذي يَحدُث معك؟
بدأت اقلَق

طَلبت مِنها المُضيفَة اغلاق هاتِفها و ذَلك ما فَعلتهُ
وَضعته جانبًا باهمالٍ بينَما تشتِم زوجِها بغضَب

- مُغفّل ، تستمر بافساد كُل شَى
اكرهك

تمتمَت مُرجعَة رأسِها الي الوراء
لَم تكُن تَشعُر بالعدّ التنازليّ للقُنبلَة المُتمركزَة اسفل كُرسيها..!

في الوَقت الذي كان فيه جُيون يَركُض بِداخل المَطار مُسرِعًا
خَلفهُ ليون و هوسوك رِفقة جيمين الذين يَنهجون لِفرط التَعب

- جيمين اتصل بالمُشير حالاً
اخبِره ان يُلغي الرِحلات

صَرخ جونغكوك بينَما يُناظِر اكتِظاظ الناسِ حَولِهم ، نفّذ جيمين امرَهُ اذ قام بالاتِصالِ على المُشير مِرارًا و تِكرارًا

لَكنهُ لم يُجب هو الاخَر..!

ناظَر جونغكوك ليون يُطالِعه بينَما يَلهث بِقوّة

- الم يتحدثوا عَن موقِع القُنبلَة؟

حدّق الاصغر سِنًا به قَبل ان يُجيبه

- بلى سيدي ، قالوا سيضعونَها باحدَى الطائرات المُتوجهَة الي موريشيوس

اصفّر وَجه الرائِد الذي شُلّت اطرافَهُ بالكامِل
تِلك الطائرَة تَخّص سَفرته هو و زَوجته التي حتمًا سَتكونُ على مَتناها!

ارتَعشت اطرافَه و لم يأذن للخوفِ بالتَمكن مِنه
عَليه التَصرُف حالاً!

بدأ بالرَكض نحو مَمراتِ الدُخول الي الطائرات يَتجاوز كُل من يعترِض طريقِه ، اطاح الكَثير امامَه لكنّه لم يَهتّم

واصَل رَكضهُ و انفاسَهُ بدأت تنقطِع
وصَل الي البوابَة فَوجد الشُرطيّ يُعيق طريقِه

- الي اين؟

حَدق به جونغكوك بينَما يَلهث بشدّة

- انا الرائِد جُيون جونغكوك ، قائِد القوات الخاصّة
احتاجُ للدُخول حالاً ، هُنالك عمليّة تفجيريّة ستحدُث هُنا

طالَعهُ الشُرطيّ بسُخريَة اذ ميّل رأسهُ مُتحدثًا

- ماذا؟
مالذي تتحدّث عنه؟
عمليّة تفجيريّة؟ هل ترانا في القُرى؟

سَخِر الشُرطيّ مِمن حاول رَدعهُ و الدُخول لَكنهُ قيّد حَركتهُ متحدثًا بِصرامَة

- لا يُمكنك الدُخول! انت تخترِق القوانين

امسَكهُ جونغكوك من ياقتهُ بقوّة لِينطق مُهسهسًا بِغضَب

- ابتعد عن طريقي اخبرتُك!
زوجتي بالداخِل ايها المُتخلّف

صَرخ بِه قبل ان يَدفعهُ بقوّة مُحاولاً العُبور
ضَغط الشُرطي على سَماعته قائِلاً

- استدعي الامن الي البوابَة التاسعَة فورًا

ناظَر العساكر الثلاث الذين وَجهّوا اسلِحتهم ناحيتِه قبل ان يتحدّث هوسوك بحدّة

- نحن العساكر من القُوات الخاصَة!
اُرسلنا في مُهمّة من قِبل المُشير لِذا لا تُعيقوا سَير العدالَة

جونغكوك بالفِعل رَكلهُ و قَد دَخل يَركُض بِسُرعَة نحو موقع الطائرات ، تعثّر فسقط لَكنّه نَهض و واصَل و عَرقهُ يقطّر

كُلّما تخيّل مَشهد انفجارِ الطائِرَة يشعُر بحالةٍ من الضُعف تُرغمه على البُكاء

رَكض مُسرِعًا حتّى وَصل الي موقع الطائرَة المنشودَة ، وَقعت اعيُنه عَلى تِلك المنشودَة و قَبل ان يَدنوا مِنها شُلّت اطراَفه بِمُجرّد أن ..

تفجّرت..!

تثاقلَت انفاسهُ كَثُقلِ اقدامِه حتّى جَثى على رُكبتيه مُكبّل الجَسد و الروح
الطائِرَة التي بِحوزتِها قطعَة قَلبه .. انفَجرت!

•••

6544

اهلاً في فصل جديد :)

عاملالكم اضطراب مشاعر بشان شخصية جونغكوك

لديّ حديث مُطوّل معكم :)
تعالوا الي هُنا

بِخُصوص التعليقات و الافكار المُكررَة في الفصل السابق؟
مامعنى ان تَتركه و تهجره و تُسافر؟
رِفاق اين الواقعيَة؟

هل نعالج الخطأ بالخطأ!
انتم بدأتم تلتمسون الخصال السليمة في شَخصيته
لِما فجاة تنتقدونه بهذا الشَكل؟
و انتم اكثر من يعلم سوء تنميته؟

هل كنتم تظنون انَه سيصمد على موقفه و لن يبادر بالاعتذار؟
على العَكس ، هو ان اخطأ سيعتذر
انّه شَخص ثمين بشكلٍ لا تَتخيلونَه

لكنه لم يَحصل على الاحتواء الكافي ليعرِف ما يتوجّب عليه فعله
شَخصيته لن تتحسّن بالهجرِ و الرَحيل
بالعَكس هكذا ستتركونه لِسموم افكارِه
هو مُحتاج من يحتويه و يأخذ بيده الي الصَواب

هو من النوع القابل للتحسين و التَغير
يُريد ان يكون صالِحًا ، لكن ما من احد يُساعده
تَجدونه تائِهًا طيلَة الوَقت و عائلته تُساهم بِذلك

كُلنا نُخطئ لكننا بحاجَة لاصلاح الخطأ
لن تجدوه طيلة الوقت مِثالي و يجيد الاعتناء بها
سترونه وسط تعثراته يحاول النهوض لِمنحها حياة آمنَة
هو لا يعرِف اي شَئ بخصوص العلاقات ، لانّه لم يحظَى بواحدة سليمة

شخصية جونغكوك هُنا ليست كاي شخصية في الروايات الثانية هدفه ايذاء البطلة فقط لانه يود ايذاءها..!
على العكس ، هُنا هو يتصارع مع افكارِه المغلوطة من اجلِها
يُحاول ان يتغلّب عليها لَكن لن ينجح دائمًا

سَترونه احيانا يُسيئ معاملتها ثُمّ يؤنبه ضميره ليعود مُعتذِرًا لاحِقًا
شخصيتهُ هُنا مدروسَة من الناحية النفسيّة بعنايَة
نحن نتعامل مع شخص ولد في بيئة سيئَة
لم يحظى على الحُب يومًا بل كان طيلة عُمره منبوذًا يُعاني من التنمر

لكنه شَخص دافئ لا يُحب ايذاء احد
و ان فعل لن يَتركه ضميره و شأنه

هل استطعتم فهم جزء من شخصيته؟
التمستم جزء من خصاله الطيبَة؟

احقًا لازالتم لديكم فكرة ان تَهجره ؟

عليكم فعلاً المُراجعَة و التدقيق جيدًا في هذا الفصل
للحصولُ على اجابة مُرضيَة

اضافَة ان الميرا لا تهمها العذريَة كما يفعل هو
كُل ما ازعجها هو افساد ليلتُها الاولى في وَضعٍ خاطِئ

كليهما يملكان وجهات نظر مُختلفة
لكنّي احاول معالجتها عبر صُنع جلسة تجعلهما يتشاركان الافكار المتضادة لِلحُصول على حل مُناسب

لن اُعالج المَشاكل هنا بالهَجرِ ابدًا
سنتوصّل الي حُلوا منطقية مُرضيَة ترمم حِطام كِليهما :)

ان كنتُ اراه من الشخصية المُتعجرفة التي تَجعله يكابر على اغلاطه ، ماكنتُ لاوافق يومًا على رُجوعها لهُ ، اساسا هي لن تقبل :)

انا من الكاتبات اللواتن تتحكم فيهن شخصياتهنّ الخيالية

قمت بفعل مناقشة مع آلميرا في خيالي و حرفيا اخبرتني قطعًا انّه ان كابر عن غلطه لو اهداها الكون باسره لن تَعود لهُ

حقيقَةً ، لا اُحب ان يكون مؤذيّ
هو اكثر من جرّب الم الايذاء لذا لا يودّ ممارسته على احَد

اطلتُ في الحديث لكنّي احتجتُ توضيح وجهة نظري 👀
لعلّكم تستفيدون من هذه الافكار مُستقبلاً
سيكلوجيّة العلاقات السليمَة
مع الاشخاص السويين نفسيًا

انا ادّس عُمق افكاري بين السُطور
و انتم بِحاجة لالقاء نظرَة لعلّها تُلائمكم :)

المهم رأيكم في الفصل بصفة عامة؟

موقف جونغكوك ؟

تعتقدون الميرا ستلين؟
بخصوص الحادثَة التي جَرت؟
احقًا انفجَرت بداخل الطائرَة؟؟

حماسكم للفصد القادم؟

وجهة نظر تُريديون التعبير عَنها
انا استمعُ بكل حُب 🦋

اراكم قريبًا ان شاء الله
الي اللقاء ♥️







.
.
.









حبيبي 🥹♥️

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top