عَروس الميراث | 11

عروس الميراث | JK

اهلاً بكم في الفصل الحادي عشر 🦋

لا تَنسوا منح الفصل الكَثير من الحُب
اروني حماسكم للروايَة ♥️

لنبدأ

•••

تَلبسُ فُستانًا اسوَد
مَنفوشُ جِهَة الحَوضِ ضيّق الصَدرِ و الخَصر

بِه من اللونِ الذهبيّ الذي اعطاهُ لَمعةً جذّابة
شعرُها الكُحليّ مَفرودٍ يصلُ الي انتصافِ ظَهرِها به القَليل من التَموّج

تبتسِم بِرقّة حال ان وُجهت الكاميرات ناحيتِها ، الكَثير من الاضواءِ جَعلتها تَبدوا كَعارِضَة ازياءٍ في حَفل تتويج

تَسيرُ و يَديها تحملُ اطراف فُستانِها
تَعرِف انّها خَطفت عَقل كُل ناظِرٍ ..!
لَكنها لم تعرِف انّها خَطفت قَلب احدِهم المُتسمّر عِند الزَاوية

يُشاهِدُها و كَم بَدت في قِمّة انوثِتها بِذلك الثَوب المُبهر
لا تَفشل في انتِقاء اجمَل مَلابِسها دَومًا

هي راقِيَة ، انيقَة و ساحِرَة
ايُنكر كُل حاضِر؟

لا!

يُقابلها السيد جُيون قُرب الباب اذ كان يَستقبلُ الضُيوف رِفقَة زَوجته ، صَنعت ابتِسامَة لطيفَة لتِحيته إذ قالَت

- مَساء الخير عمّي جُيون

تودّ مُصافحَته و ذَلك ما فَعلته
خَبئت يَدها بِداخل خاصتِه ثُمّ سَمِعته ينطِق

- تَبدين مُبهرَة كَعادتُكِ آلميرا..!
لَكن اين والِديك؟

تَستطيعُ آلميرا الشُعور بِنظرات السَيدة جُيون الحارِقَة لَها لِذا كي تَزيد غَيضها ابتَسمت باكثَر طريقَة تجعلُها في قمّة بهاءِها

تُعدل شَعرِها عَبر ارجاعه الي الخَلف قائِلَة

- في الواقِع ابي لَديه اجتِماع مع الرَئيس
امّا عن اُمي اضطّرت للسفرِ البارحَة و سَتعودُ قَريبًا

نَظرت نحو السيدَة جُيون حينَما قالَت بِنبرةٍ ساخِرَة

- يَبدوا ان والِدتك اعتادَت على السَفر كَثيرًا بِمُفردِها..!

صغّرت آلميرا عُيونِها ثمّ ضمّت ذراعَيها الي صَدرها تُجيبها بابتِسامَة مُجاملَة

- في الواقِع اُمّي امرأة مُستقلّة عامِلَة!
لَديها مَشروع بِقيمَة ملايين الدولارات
فَكيف لشَخصية مُهمَة كَمثلها ألا تُسافِر؟
ليسَت كمُغايرات جيلِها
يَجلِسن في البَيت اعتمادًا على اموالِ ازواجِهنّ

ردّها جَعل من قُبالتها تَحترِقُ غَيضًا ، لَمحت آلميرا اصدِقاءها لِذا قالَت بينَما تَسير مُبتعدَة

- اُمسيَة سعيدَة

حَملت اطراف فُستانها تَركُض نَحو اصدقاءِها بِبهَجة

لِما الرائِد يَراها تَركُض فوق قَلبه بدلاً من ارضيَة القاعَة..؟
اولَيست جَريُها المُتسبب في اختِلال دَقاتِه..؟

يُراقِبها مِن بَعيدٍ يَجِدُها تبتسِم و هي تُعانق احدَى صَديقاتِها بعد القاءِها التحيّة ، فضّل ان يَبقى كالمُراقِب ، يُطيل النَظر بها دون لَفت الانتِباه

لا يَودّ التقدم مِنها فَيُشعرها بالاحراج بِسبب هيئتِه
القَى نظرَة على نَفسِه فادرَك ان مَلابِسه لا تُناسب رُقيّ فُستانِها

اسيُسبب لها الحَرج مُجددًا؟
لا!

بقَى مُختبِئًا في الرُكن يُشاهِدها بِكل تلك الحَيويّة و هي تَتمايل بِسعادَة
كانَت كِطفلَة حصَلت على فُستانٍ حَديث
تحمل اطرافِه المنفوشَة بينَما تلتفُ حول نَفسها بِبهَجة

مَظهرها مَنحه كمًا من السُرور
بَعد ان ظنّها سَتكونُ مَكسورَة الخاطِر
هي فاقَت توقعاتِه و جاءَت بِكامل طاقتِها
على الرُغم من انّه يعرِف انها من الداخِل مُحطمَة

هي لَمِحته..!
حينَما لَفت و هي تَضحك رأتهُ يَقف في الزاويَة

قَطبت حواجِبها بينَما تُناظِره و تُمعن النَظر في هَيئتِه
احسّ لِوهلَة بالاحباط كَونها التَفت تُعطيه بِظهرها

- آلميرا ، انتِ مُذهلَة!

كان التِفاتِها الي جوليان الذي اتَى يَمتدِحُها من خَلفها ، حَدقت الصُغرى بِه تَرى اطلالته السالِبَة للانفاس ، بِذلته الايطاليّة تنحدرُ من اشهر ايادي المُصممين عالِميًا ، تُلائِم جَسده بِشكلٍ مِثاليّ

حَدقت بِه و ابتِسامتِها تَلاشَت بِبُطئ بِمُجرَد ان تَذكرت أنه مُتأنق لامرأة غَيرها..!

مَنحها ذَلك شُعور مُؤلم جَعل قلبُها يُعتصَر بِوجع يُصعب وَصفه..!

ازدرَقت ريقِها و اكتَفت تومِئ لَهُ بعدَما ازاحَت عُيونِها عن مُتناوله ، لا تَودّ ان يَظهر ضَعفِها بداخِل جَوهرتَيها فَتُفضح عَلنًا

التَفت تُقابِله بِظهرِها و بِمُجرّد ان وَضعت عُيونِها بِخاصتيّ الرائِد استَطاع قِراءَة الوَجع بِداخلِهما ، تَراهُ يُمعن النَظر بِها بِشكلٍ جَعلها تَبتسِم بِلُطف

هو لَم يَتوقع ان تَركُض ناحِيته بينَما تَحمل اطراف فُستانِها كاحدَى أميرات ديزني ، تَوقفت امامَه تُناظِره بابتِسامَة مُشرقَة

- كَيف ابدوا..؟

تَشبثت بِفُستانها عبر اصابِعها تَتمايل امامَه بِدلالٍ جَعلهُ يُطيل التَحديق بِحركاتِها ، كانَت تَلّف تَجعل من ثوبِها يُشكّل حَلقة حولها

عَجز لِسانه عَن النُطق
بات ثَقيلاً بالكاد يَستطيعُ رَفعه و التكلّم
اطلالتِها كافِيَة بِجعل حُروفه تَصنع اجنحَة للتَحليق

ألا يُعتَبر سُكوتِه اكبَر اجابَة على اعجابِه..؟

بالنِسبَة اليها لا!
هي غَضبت ثُمّ تَخصرت تُناظِره بِانزِعاج مُتحدثَة

- الجَميع قال اني فاتِنَة إلا انت!
الا تَملك لسان تُجامل بِه؟
احقًا يُجاملُني بقيَة الرِجال و خَطيبي لا!

اطال النَظر اليها و هي تَتحدث عَبر يَديها مُوبخَة اياه باستِياء
كوّن طَيف ابتِسامَة يَقطعُ لحروفه اجنِحتها كيّ ينطِق بكلماتٍ تَليقُ بِسحرِها

- تَبدين كالأميرات

كَلمَتيه كانَتا كفيلتان بِجعلها تَستعيد ابتِسامتِها مُجددًا ، ميّلت رأسِها بينَما تُناظِره بِلُطف مُتحدثَة

- حقًا؟ انت كَذلك تَبدوا كالامراء..!

حَدق في نَفسِه ثُمّ ناظرها مُستغرِبًا لينطِق مُستفسِرًا

- حقًا؟ انا كَذلك؟

انّه اول اطراء يَسمعهُ في حَياتِه لِذا فكرَة تقبلهُ بدَت لهُ صعبَة
حَدق بِها و هي تومِئ ايجابًا بينَما تَبتسِم بوديّة

- اجَل ، كأحد اُمراء ديزني

كان عَلى وَشك الابتِسام فَاطراءِها حرّك مَشاعِر لطيفَة بِداخله ، لَكّن سَماعه لِصَوتٍ قادِم من خَلفه جَعله يَتجهّم مُجددًا

كانَت اُخته التي نَطقت ساخِرَة و هي تَسيرُ ناحيتِهما

- مَعها حق ، تَبدوا الامير الوَحش..!

ضمّت لارين اكتافِها الي صَدرِها تبتسِم بِمُكر بينَما تُناظر هيئَة الصبيَة امامِها مُتحدثَة

- امّا انتِ كَمثلِ بيل..!
تُشكلان ثُنائي الجَميلة و الوَحش

تودّ جَعل من قُبالتها تَشعُر بالنقص بِفعل اخيها
كي تُعزز من جَمالِ خَطيبِها هي فَتزيدُ وَجعها

لِذا اكمَلت و هي تُناظر جوليان الواقِف يُحادِث احَدى رِجال الاعمَال ، بَدا لامِعًا يَلفت انتِباه كُل الفَتيات اليه لِفرط وَسامته

- امّا انا و حَبيبي!
كَمثل سندريلا و الأمير
وَسيم و جَميلة! الهي!

رَمقتها آلميرا بِسَخطٍ و هي تُناظِرها بِاستِهزاء ، دَنت مِنها بِضع خُطواتٍ مُتحدثَة بِجُمود

- سَندريلا كانَت تَعيشُ في الاوهام..!
اذ جَعلت الامير يَنخدعُ بهيئتِها اولاً حينَما راقصتهُ كاميرَة
و هي في الآخر مُجرّد خادِمَة مُثيرَة للشفقَة
اعتَمدت عَلى سُموه لِيتزوجها بَعد ان تَركت لهُ حِذاء!

ضمّت آلميرا ذِراعَيها الي صَدرِها ثُمّ اكمَلت

- امَا بيل فَهي احبّت الوَحش فقط لانهُ مَنحها الرِعاية و الحُب
كان يَفهمُها ، يُقدرها و يَهتّم بِهوياتِها كَقراءِة الكُتب
احبّت روحه و لَم تلتفِت لِشكله لان الجَمال يَذبُل
و في الآخِر ، تحوّل ليكون امير احلامِها!
على الرُغم من انّها رَضيت بِه كَوحش

اقتَربت لِتُمسك بيد خَطيبِها تتشبّث به رافضَة تَركه
كان يُناظِرها بإمعانٍ يَستمع اليها بِحرص تام
مُثقفَة و واعيَة! لبقَة في الحَديث و غَير مؤذيَة

كان يَتسائل لِما يَنجذبُ اليها..؟
جوابَهُ اتاهُ و هو يتأمُلها لِتوه

- امّا عنّي ، فانّي اراهُ اجمل اُمراء العالَم!
و لا اهتّم لرأيك او رأي غيَركِ
اهتمي بِخَطيبك و كَفي عن حَشر انفك في حياتِنا!

هي صادِقَة
لم يسبِق و ان انتَقدت شَكلُه حتَى في دواخِلها
قَد لا تراهُ وَسيمًا لِكونِه عاجِز عن اظهارِ جَماله
و لِكونها لا تُحبه ، فالحُب يُجمّل شكل المرء في عُيونِك

لَكنها لا تَراهُ بشِعًا كَذلك!
مُجرد رَجُل عاديّ فَحسب

جرّته مَعها بعيدًا عن مُتناول اُخته التي احتَرقت في دواخلها لردّ الصبيّة
احقًا تعتقِد انها سَتُنافس كاتبَة في الرُدود..؟

كاتِبَة تستطيعُ صُنع حِوار و حَبكة كامِلَة في ثوانٍ
من هي لِتُناقٍشها في امور تَخص الروايات و القِصص

سَتُعجزها دون شَك ، اذ يُمكنها العَبث بِمُجريات الحِكايَة و ضمها لِخدمة مَصالِحها دون تَرك ثغرَة واحدَة

الشرفَة التابعَة الي القاعَة ضمّت جَسديّ آلميرا و خَطيبِها الواقف قُبالتِها يُناظِرها بِصَمت ، كَعادتِه

وَجدها تَسألهُ و هي تُعدل شَعرِها الذي يَستمّر بالتَطاير بِفعل نَسمات الهواء البارِدَة

- هل اخترَت هذه البِذلة بِنفسك؟
اتسائل مِن اي مُصمم جَلبتها؟

اخفَض بصرهُ يُحدق في شَكلِه مُجددًا اذ كانَت البِذلَة واسعَة بشكلٍ واضِح عَليه ، لَم يكُن يَهتم صِدقًا لِكونها مُناسبَة بالنسبَة اليه

هو سَعيد انّه حصل على بِذلة جَديدَة
خُصوصًا ان امّه تَذكرته و مَنحتهُ اياها

اجابها بِنبرَة هادِئَة

- قامَت اُمي باعطائِها اليّ
اليسَت جميلَة؟

كان سُؤاله صَعب الاجابَة عَليه
تودّ ان تَذُمها بشدّة ، لَكنها خائفَة على مَشاعره
خُصوصًا بعد آخر حَديث دار بينهُما

- هي جَميلة لَكِن
لِما لم تَختار لِنفسك؟

حَدقت في عَينيه تنتظِر اجابَة مُرضيَة ، تَراهُ يتمسّك بِصمتِه فَخمنت انّه يتهرّب من الاجابَة لِذا اضافَت

- هل يُعجبك شَكل البِذلة؟

حرّك رأسهُ ايجابًا ثُمّ قال بينَما يتمسَك باطرافِها الواسِعَة

- انها اول بِذلة احصُل عليها في حَياتي
انا سَعيد بِها

عَقدت حواجِبها بعدم رِضَى
ان كانَت هذِه بِذلته الاولَى !
لِما والِدته اختارتها بِهذا الشَكل المُبهدل..؟

مَدت يَدها ناحيتهُ ثُمّ قالَت مُشكلَة ابتِسامَة لطيفَة

- هل يُمكنك المَجيئ مَعي؟

نَظر الي يَدِها ثُمّ ادار رأسِه نَحو مَدخل القاعَة حيثُ الحُضور يَتراقصون بالداخِل ، عاود النَظر اليها و سُؤالِها قائِلاً

- ألا يُشعرك الامساك بيدي بالاحراج؟

لم يَكُن يَهتم سابِقًا لاراء الناس بِه
لَكِن بعد اخر مَع حَدث مُؤخرًا بِسبب اصدقاءِها
بات يُفكر مُطولاً قَبل الظُهور مَعها يَتفادَى نَظراتُ الاخرون اليها

قَد يُزعجونها و يُفسدون مِزاجها الجَيد بِسببه
و ذَلك آخر ما يُريده هو

- لِما ساشعر بالاحراج ؟
اهذا سُؤال حتّى!

لَم تنتظِر مِنه الامساك بيدِها ، بَل هي مَن خَطفت خاصَتهُ ثُمّ اضافَت مُبتسمَة

- السنا ثُنائي مُميَز؟

عَقد حواجِبه بخفّة يُناظر عُيونِها و هي تُكمِل

- الجَميع في الخارِج يَتحدّث عن اسعارِ الفَساتين الغاليَة و البِذلات التي يَتراوح سعرُها بِمئات الالاف الدُولارات!

اشارَت على فُستانِها و هي تَتحدَث مُتمّة

- في الوَقت الذي اشتريتُ به فُستاني بِخمسون دولار فَقط!
اتصدِق؟

تعجّب لِثمن فُستانِها الذي بَدا باهِظًا للغايَة لِذا قال مُستغرِبًا

- هل حَقًا هو بِخمسون دولار؟

حرّكت رأسِها ايجابًا تَبتسِم و هي تَتحدث تجاوبًا مَع تساؤله

- نَعم ، حينَما ذهبتُ الي المركز التجاريّ جُبت كُل المَحلات التي تَبيعُ الفَساتين الباهضَة فلم أجد ذَوقي ، قابَلني مَحل للاثواب المُستعملَة كانَت صاحِبته امرأة مُسنة تُعيد خِياطَة الملابِس و تَدويرِها ، جَلستُ معها قليلاً اُخبرها عن الفُستان الذي فِخيالي ، ثُمّ يالا حَظّي! وجدته لَديها

عاوَد التَحديق في فُستانِها فَلم يَمنع نَفسهُ من التماسِ قُماشِه و تَفحُصه مُتحدِثًا

- انّه لا يَبدوا سَئ

نَظر في عَينيها الكُحليّة يَرى خُصيلاتِها تَتناثر على مَلامِحها بِفعل مُحارشَة الرياح لَها ، قام بازالَة شُعيراتِها بِرفقٍ عَن وَجهِها مُكمِلاً

- لَكنكِ انتِ ، مَن جَعلتِه جَميلاً

تفاجَئت مِن اقبالِه على مُغازلتِها بشكلٍ مُفاجِئ ، نَظرت في عُيونِه مُندهِشَة ثُمّ تَحدثت قائِلَة

- اعرِف!
ذَلك ما اُريد قَوله
الثيابُ جَميلة لان الاشخاص الذين يَلبسونَها كَذلك

قامَت بِجعله يَسيرُ وراءِها دون سَماع رأيِه
جَرّتهُ و دَخلت بَين اجسادِ البشر الذين يَتراقَصون في الجِوار

كانَت تبتسِم لُكّل شَخصٍ تقع عَينيها عَليه و يَدها تتشبّث بخاصَة جونغكوك الذي تَقريبًا لم يَكُن يَعرف إلا عائِلته في القاعَة

هو لا يَظهر في المُناسبات الاجتِماعيَة
ذَهب الي العَسكر بِعُمر الثامنَة عَشر إذ لم يَكُن يعودُ الي بَلده إلا مرّة في العام

و تِلك المرَة يقضيها مُنغلِقًا على نَفسِه في غُرفتِه

الجَميع يُحدق بِه مُتعجبًا
من هَذا الرَجُل الذي يُرافِق ابنَة المُشير..؟

لَم يُعرفاه والِديه على أي احدٍ مِن الحُضور لِذا كان مكتفِيًا بالجُلوس عِند الزاويَة و مُراقبَة الاجواء بِصَمت كَما اعتاد ان يَفعل

مُنذ ان كان طِفلاً
كان موجودًا وراء الظِلّ

خَرجت بِه آلميرا مِن القاعَة تأخُذه مَعها الي غُرفَة تَغير المَلابِس ، كان يَنظُر حَوله مُستغرِبًا حَيثُ سأل

- الي اين ؟
الحَفلة تَركناها وراءِنا!

ادخَلتهُ الي الغُرفَة ثُمّ اغلَقت الباب من خَلفه تُناظِره بينَما تَسير ناحيَة حَقيبتِها التي تُخبئها بالدرَج ، اخرَجتها و هي تَقول

- انتظِر ثانِيَة

حَدقت بِه ثُمّ قالَت بشكلٍ جَعله يَنصدٍم

- انزع مَلابسك!

عَقد حواجِبه بعدم رِضَى يَتحدث و هو يَسير نَحو الباب

- هل جُننتِ؟ دَعينا نُغادر الجَميع ينتظِر

اقتَربت مِنه تُمسك بِذراعه فَجرَتهُ رُغمًا عَنهُ ناحيَة الكُرسيّ ، اجلستهُ و قالَت مُحدقَة في عُيونِه

- ساقومُ بِوضع بَعض التَعديلات
هيّا ثِق بي ، ساجعل بِذلتك الجَميلة اكثَر جَمالاً

اقِتراحها لَم يُعجبه لِذا نفَى يعترِض بِعدم رضى مُتحدِثًا

- كلاّ ، تُعجبني كَما هي

اغمَضت عَينيها بانزِعاج لِتمسَح على وَجهِها قَبل أن تُخاطِبه بِنبرة غاضِبَة

- لِما انت سَلبيّ؟
ماذا فيها ان قُمنا بِتطوير الشَئ ؟
هيّا دَعني اُعدلها من اجلِك

لَم يكُن لهُ خيار فهي بَدأت بازالَة سُترته رُغمًا عن ارادتِه
رَمتها جانِبًا ثُمّ انخفَضت تَفتحُ ازرار جاكيتِه السُفليّ

لَم يكُن يحتوي على اكمام ، يُحيط قَميصه الابيض اسفَل السُترَة الاساسيَة للبذلَة ، حَدق بِها و هي تُزيل لهُ مَلابِسه قِطعَةً قِطعَة مُنذهِلاً من جُرأتها

وَصلت الي قَميصِه إذ بدأت تَفتح ازراره بينَما تتمايل مَع صوت الموسيقى الخَفيف القادِم من القاعَة ، امسَك بيديها ما إن واشَكت على ازالَتهُ لهُ ثُمّ قال

- ألا تَخجلين؟

نَظرت في عُيونِه مُصغرَة عُيونِها إذ قالَت هامسَة

- لِما هل تَملك عُضو اضافيّ عن ابناء جِنسك؟

دَفعت يَداهُ و اكمَلت ازالَة قميصه تَتركهُ عاري الصَدر قُبالتها ، طَالعتهُ مُبتسمَة ثُمّ سارَت الي الاريكَة تجلسُ عَليها مُضيفَة

- جَسدك الجَميل هذا درستُ عنه بالتَفصيل في تَخصصي الدراسيّ
ايّ رأيتهُ امامي مِليون مرّة حَتّى بتّ احفظ شَكل كُل ما يَتعلق بِكم

كانت تَتحدث و هي تُخرج ابرَة و خَيط من حَقيبتِها ، جاءَت بِهم احتياطًا ان تمزّق فُستانِها لِذا راحَت تحشُر الخَيط داخِل رأس الابرَة بِحَذر

رَفعت عُيونِها السَوداء اليه تنطِق بينَما تُمزِق الخَيط باسنانِها

- لِذا! لا تتوقع منّي ان اخجَل منك ليلة زَواجنا

قلّص عُيونِه يُراقِبها و هي تَهّم بِخياطَة اجزاء من قَميصه بِعنايَة و سُرعَة فائِقَة ، كان يَتسائِل ان اخَذت خِبرتها في الخياطَة من والِدتها إذ تَكفلت في التَحدث بِمُفردها

لا تَستطيع البَقاء صامِتَة لوقتٍ طَويل

- تَعلمتُ الخياطَة من اُمي
لذلك سانتهي مِن هذا سريعًا و سَيكونُ مُناسِبًا جِدًا

رَفعت عَينيها السَوداء اليه تُحدق به بابتِسامَة مُكملَة

- صَحيح ، هل سَتُلغي الزواج بِفعل شَرطي؟
تبقَى على العُرس خَمسة ايام فقط لَكن والديك لَم يتحدثا بِشَئ

عاوَدت النظر الي قَميصِه تَقلبه للنحو الآخَر كيّ تُخيطه جهة الخَصر
لاحَظت انّه يمتلك وِسط مَنحوت لِذا ارادَت ابرازَه

سُؤاله جَعله يُفكر مُطولاً في اجابتِه
لازال يَتصارع مع افكارِه بِخُصوص شرطِها
اضافَة انّ والِدته وَقفت عائِقًا لِزواجه مِنها

حَدثت مشاكِل لا تُعد و لا تُحصَى مُنذ آخر زيارَة لَها و لِوالديها اليهِم
والِدته اضحَت كالمَجنونَة تَصرُخ و تُقسم انّها لن تُدخلها عَروس الي بَيتِها

هي تَقفُ دومًا مَع الجانِب الذي يُعيق سَعادتِه

بَقى صامِتًا يُقلّب افكارِه بِداخل رأسِه حتّى قال

- لِما تُريدين المَجيئ مَعي؟
لن تُعجبك الحَياة هُناك لانها بَسيطَة
انتِ عشتِ مُدللَة و مُرفهَة ، سَتشعرين بالضَجر سَريعًا

حَدق بُها و هي تَستقيم من مكانِها ثُمّ تقترِب مِنه و بين يَديها قَميصه ، انخفَضت الي مُستواه ثُمّ بدأت تُلبسه اياه مُجيبَة

- هِمم؟
هَدف الزواج الاساسيّ هو الاستِقرار
ايّ ان عاش كُل منّا في مكان بَعيد عن الآخر هذا يُدعى تَشتُت!

حَديثها مَنطقيّ ، بدأ فِكره يَلين و هو يُحدِق في رَقبتِها المُلتصقَة في وَجهه بِفعل اقترابِها الشَديد مِنه اذ كانَت تُرتب قَميصه و تثبَته عَلى جَسده جيدًا

عِطرُها يَتوغّل بِداخله و يَمنحهُ شُعورًا مُقارِبًا لِلسكر..!
عُيونِه بدأت تَذبل و جَسدهُ يَرتخي على لَمساتِها الناعمَة

لَكنهُ انتَفض ما إن ضَربت اكتافه بيديها اكتافِه بغتةً تَنحني الي مُستواه مُتفقدَة مَظهره بِعنايَة

- هِمم الاكتاف مُناسبَة !

اغلَقت ازراره بِسُرعَة ثمّ جَعلته يَنهض تُراقِب ضيق القَميص عَليه
ميّلت رأسِها مُتخصرَة

- واه! لَديك عَضلات مُذهلَة

تَلمست اذُرعه المُنتفخَة باعجاب لِتلقَى نظرَة سامَة من قِبله جَعلتها تُدحرج عُيونِها بِضَجر

- يالَك من مُغفَل ، لِما تَبدوا خائِفًا كانّي ساغتصبُك؟
هل ابدوا كَمُغتصبَة؟

نَظر في عَينيها و هي تُشير عَلى نَفسها تنتظِر اجابتِه التي صَدرت عبر تَحريك رأسه ايجابًا ، شَهقت بِدراميَة ثُمّ هَرولت نحو جاكيتِه السُفليّ تُخيطه غَير مُباليَة بِرأيه

- ايًا كان

بالكاد يَكبُت ضِحكته على تَصرُفاتِها الغَريبَة ، تُعطيه رُدود فِعل غير مُتوقعَة و ذَلك يَجذِبه لِقضاء وَقتٍ اضافيّ مَعها

يتخيّل حياتِهما الزَوجيَة كَيف سَتكون!
حياتِه الهادِئَة و الصامِتَة سَيُصبح لَها لَونّ و صَوت
بِفعلها هي ، ستقتحِم وِحدته سَواء بارادتِه أم لا

هو يَعرِف انّها من النَوع الذي يَتأقلَم مع كُل الظُروف
حتّى ان لَم يكُن هذا الزَواج يُعجبها ، سَتُحاول التعايش مَعه

لِذلك ، قَلبه يَختارها دون غَيرها

ظلّ يُناظِرها و هي تُخيط بِتركيز
تَجلسُ كالأميرات و فُستانها يتناثرُ حَولها يُعطيها مَظهرًا جذّابًا

ابتَسم بِسريّة ثُمّ رآها تَنهضُ مُسرعَة لِلدنو مِنه و الباسِه الجاكيت ، وَضعتهُ حول جَسدِه تُغلق الازرار عَليه بِعنايَة اذ عادَت خُطوتَين الي الخَلف تُمعن التَحديق بِه

- هِمم!
اشعُر انّه جَميل كِفايَة

جَذبتهُ من ذِراعه حَتى يقف قُبالَة المِرآه ، جَعلتهُ يُحدق في نَفسه ثُمّ قالَت

- تَبدوا كَرجُلٍ غادر جيل التسعينات..!
مَظهر مُلفت للنَظر و جَميل ، اليس كَذلك؟

ناظَر تِلك البذلَة كَيف تَحولت مِن واحدَة واسعَة تبتلعُ جَسده
الي اُخرَى تُناسِب تفاصيله و تُبرِز عَضلاتِه الجَذّابَة

وَضع يَدهُ بداخِل جَيبه مومِئًا ايجابًا

- اعتقِد انها مُناسبَة

اقتَربت هي تَقفُ امامَه حَتى ترى هَيئة كليهما سَويًا ، وَضعت احدَى يديها على خَصرِها مُتحدثَة

- لسنا سَيئين!

نَظرت لهُ عبر المِرآه ثُمّ استدارَت لهُ تُمسكه من ياقتِه بشكلٍ فُجائيّ
نَظر اليها مُنذهلاً لِيقول

- الا يُمكنك التَوقف عن تَصرفاتكِ الفُجائيَة هذه؟

كانَت قد وَجدت زِرًا يكادُ ان يَقع لِذا همّت في خِياطتِه قائِلَة بلا مُبالاة

- لا

تُخيطه و هي تَقطبُ حواجِبها بِخفّة ، بَدت مُركزَة مُتفانيَة في مَنح اطلالتِه كُل الجَماليَة التي تَستحِقُها

تَشعُر بِنظراتِه اليها إذ كانَ تائِهًا بِداخل مُنحياتِ وَجهِها البهيّ
عِطرُها لازال عالِقًا بِداخِل انفِه ، يُعامله كَمُعاملَة المُدمن للمُخدرات..!

يُخدِره و ذَلك ما جَعلهُ يَنوي امساك ذَقنِها و مُخاطبتِها بالآتي

- الخَمرُ يُثمل مُتجرِعه
و عِطرُكِ هو مَن يُسكرني..!

نيتهُ تِلك جَعلها حَقيقيَة بَعد ان امسَك بِذقنها و رَفع رأسِها لِمُقابلَة عُيونِه الكُحليّة ، قرأ تعابير التعجّب عَلى مَلامِحها و هي تُطالعه

لِهَولِ صَدمتِها مِما قَالهُ حَشرت الابرَة بِداخل اصبِعها
لم تُصدِق ان يَصدُر حَديث كَهذا مِنه

تأوهَت بألم لِتجده يُسرع بامساك اصبِعها الدامِي و تَفقده مُوبِخًا

- كَيف لكِ ألا تَنتبِهي!

حَدقت بِه بانزِعاج اذ قالَت بدورِها غاضِبَة

- انت من قُمت بِجعلي أتشَتت !

اخرَج مِنديلاً من جَيبه ثُمّ قام بِلفه حَول اصبِعها يَضغطُ عَليه لايقافِ مَجرى الدِماء ، يتَجاهل نَظراتها اليه مُعطيًا اهتِمامه الي ما يَفعله بِحَذر

كِليهما استَمع الي صَوت فَتح باب الحُجرَة حيثُ ظَهرت من خَلفه لارين و هي تَجُر فستانِها الزَهريّ الطَويل ، نَظرت ناحيَة اخيها و هو بِذاك القُرب مِن آلميرا بِحاجبٍ مَرفوع

- مالذي تَفعلانِه؟

ابتَعد الرائِد عَن الصبيّة يقفُ في جوارِها بَعد صُنع مسافَة مُحترمَة
تجاهَل سُؤال اختِه التي تَقدمت مِنهُما قائِلَة

- سَنبدأ مَراسم تبادل الخواتِم! انهُ ليس وقت الرومنسيَة خاصتكُما

تَحمحم جونغكوك بِخفَة يسيرُ نَحو جاكيتِه المرميّ فوق الاريكَة ، ناظَرتهُ آلميرا نافيَة إذ لم تُخط تلك السُترة او تُنقص فيها

كانَت تُخطط ان يبقى بالجاكيت السُفلي فَحسب
اعطاهُ مَظهرًا رجوليًا جذّابًا بِدون السُترَة العُلويَة

لَكنهُ ضَرب مُخططاتِها بِعُرض الحائط ما ان ارتداها مُغادِرًا الحُجرَة
عَقدت حواجِبها بانزِعاج ، هي لازالَت واسعة عَليه بالفِعل

كَما لو انّها لم تَفعل شيئًا
اخفَى كُل ابداعاتِها بقميصِه و جاكيته السُفلي بِتلك السُترَة الباهِتَة

تَنهدت بِضيق ثُمّ ناظَرت لارين التي تُخرج الخواتِم مِن حَقيبتِها ، كانَت تُريد اللحاق بِالرائِد ألا انّ الثانيَة مَنعتها بِحديثها

- انتَظري لحَظة

التَفت آلميرا اليها تُناظِرها بِهدوء ، وَجدتها تقترِب ناحيتِها مُتحدثَة

- تَعرفين انّي لا املك اُخت ، لِذلك اُريد منكِ ان تُقدمي الخواتِم لَنا انا و جوليان

آلميرا تَعرِف جيدًا انّ طَلب لارين ناجِم مِن رغبتها المُلحّة في جَعلها تشعُر بالوَجع و هي تُقدم الخواتِم لِلرجل الذي تُحبه كيّ يَخطب غيرها!

لِذا دَفعت طرف شِفاهها ساخِرَة اذ قالَت

- لا! قولي لزوجَة اخاكِ الاكبَر ان تَفعل

التَفتت تُكمل سيرِها لَكّن الثانيَة عاوَدت امساك ذِراعها مُتحدثَة

- هيّا آلميرا مابكِ؟ انا اطلبُ منكِ بِلُطف
لا يَجوز ان تُقدم الخواتم امرأة مُتزوجَة
ام انتِ خائفَة انكِ لن تَحتملي رؤية جوليان يُقبلني عَلنًا؟

مُجرّد تَخيّل مَشهد حُب طفولتِها يُقبل امرأة غَيرُها يَجعل قلبُها يَنتفض
بَشرتُها اصبَحت شاحِبَة للغايَة ، بالكاد تَجمع انفاسِها و نَظراتُ الشماتَة في عُيون لارين لا تُقصّر

ضَغطت على يَدِها قَبل أن تسحَب بالخواتِم بالاخرَى
صرّت على اسنانِها تتحدَث بِجُمود

- لا يُحرك في ذَلك ساكِنًا واحِدًا

ابتَسمت لارين مُميلَة رأسِها اذ قالَت مُدعيَة اللطافَة

- جيّد

تجاوَزتها تَسيرُ بعَيدًا عن مَن نَاظرت الفَراغ بِعُيونٍ شارِدَة
هُنالِك فيضًا من الدُموع التي تودّ الخُروج مِن مُقلَتيها

جَسدُها بدأ يَرتعِش بِخفّة ، هُنالك غصّة في حَلقِها تَمنعها من التَنفس لِذا سارَت نحو المَسبح الخارجيّ للقاعَة ، وَقفت عِند حافتِه تُراقِب الخَواتِم بِشُرود

كانَت تستمعُ الي صوت الموسيقَى القادِم من الداخِل
تَرى هيئَة اجساد كُل حاضرٍ يَتمايل عَلى ايقاعِ احزانِها!

تنتابُها رَغبة قويّة في رَمي الخواتِم بِداخل حَوض السِباحَة و افسادِ الحَفل بأكمِله ، لكّن المَوقِف حدّ ذاتِه سَيجعلُها مَحطّ شُكوك البقيّة لِذا تَنفست مُتنهدَة

- اكره المَوقف الذي انا بِه..!

هَمست بِحُزن تُحدِق في عُلبة الخواتِم بَين يَديها تَكبُت بلوراتِها داخِل جُحورِها بِصعوبَة

- كان كُل ذَنبي اني وَجدتُ فيك رَجُل احلامي..!
انّي فقط مَنحتك الحُب بِصدق

هَتفت بِغصّة تَأذن لِتلك الدمعَة المُتمردَة من التَسلل و احتِضان خَدها الساخِن ، احتراق قَلبُها بات يَخرُج عَلنًا عَبر حرارَة جَسدُها

مَسحت دَمعتها المُتسربَة تِلك لِتُحدُق في لارين التي اقتَربت مِنها ، عَقدت حواجِبها بخفّة حينَما قالَت

- انتِ جيدَة في اخفاء مَشاعركِ بشكلٍ يُزعجني!

اغمَضت آلميرا عُيونِها مُتنهدَة بِقلَة صَبر ، بالكاد تتشبّث بِهدوءها لِذا قالَت بِهدوء

- انتِ بدل ان تَستمتعي بيومكِ لِما تَضعين رأسكِ برأسي؟
اذهبي و ارقُصي مَع خَطيبكِ ! هيّا

دَفعتها من امامِها تودّ تجاوزِها ألا انّ الثانيَة تَمسكت بيدِها تَضربها بِسُرعَة ، ادّت خَبطة لارين لِمعصِم آلميرا بسقُوط عُلبة الخواتِم داخل المَسبح

شَهقت آلميرا مُنصدِمَة لِتعود ادراجِها بسُرعَة تُناظِر العُلبة التي تَلاشت داخِل عُمق الحَوض الكَبير

- الهي! اُنظري مالذي فَعلتيه!!

صاحَت بِها مُنصدِمَة تُناظِر مَن رَفعت حاجِبها ساخِرَة

- انا ؟ ام انتِ من فَعلتِ ذَلك عمدًا لافساد فَرحتي!

عَقدت آلميرا حواجِبها بشدّة تُطالِع بِمَن بدأت تَصرُخ بِها حَتى تَجذِب اهتِمام البقيّة و قَد نجحَت بالفِعل

- لِما فعلتِ ذلك؟
بَعد ان جَعلتُكِ تكونين وَصيفتي؟

اول مَن استَقطبتهُ هو جوليان الذي جاء راكِضًا ناحيتهنّ يَتسائِل بِقلق من صَوت خَطيبتِه العالي

- مالذي يَحدُث لارين؟

حَدق في آلميرا الهادِئَة بَعد ان صَرخت خَطيبتِه بِها قائِلَة

- اُنظر الي صَديقتك الغَيورة مالذي فَعلته جوليان!
قامَت بِرمي خواتمنا بِداخل المَسبح ، بَعد أن أمنتُها عَليهم!

عَقد جوليان حواجِبه بشدّة يُناظر آلميرا مُتحدِثًا

- ذَلك غير صَحيح ، آلميرا لا تَفعلها!
لابد انهم وَقعوا عن طَريق الخَطأ

بَرر لِصديقتِه إذ هو اكثَر من يَعرف شَخصيتِها
يَعلم انّها لن تُقبل لافساد فَرحته أبدًا
لَكن لِخطيبتِه رأي آخَر
هي صاحَت بِقوّة حَتى جاء بقيَة اصدِقاءهم و والديها
رِفقة أخيها الاصغَر المُتفاجِئ

- جوليان انا رأيتها بِعيناي و هي تَرميهم!
كيف تُكذبني؟

اقتَربت والِدتها مِنها تَسألها بِاستِغرابٍ قائِلَة

- لارين مالذي يَحدُث؟
لِما تَصرُخين صوتُكِ يكادِ يطغَى على الموسيقَى

نَظرت لارين ناحيَة آلميرا تُشير باصبَع الاتِهام عَليها بَعدما صَنعت دُموعًا مُزيفَة

- اُمّي انها تُريد افساد خُطوبتي
رَمت خاتمي انا و جوليان بِداخل المَسبح

نَظرت السيدَة جُيون تِجاه آلميرا التي تَبسِم بِسُخريَة على اتِهام لارين الباطِل ، تَحدثت بِغَضبٍ واضِح تُحاول نَهرها

- احقًا قُمتِ بذلك؟

ناظَرت آلميرا عينيّ الاكبر سِنًا مُتحدثَة بِصوتٍ بارِد تَمامًا

- ان قُلت لا! استُصدقين؟
هه ، انتِ في صف ابنتُكِ الافعَى

حَدقت في عَينين جوليان الذي حاوَل ان يَكون حِياديًا
فالمُتَهِمَة تكونُ خَطيبته و المُتهَمَة صديقَة طفولتِه!

- لارين يكونُ ذلك مُجرد حادِث
لما سَتفعل آلميرا ذلك؟
انها صَديقتي!

نَظرت لارين الي خَطيبتِها بَعدما تَسربت دُموعِها ، تَحدثت بغصّة قائِلَة

- اتريد ان تعرِف لِما؟
لانّها تُريدك لَها هي!

وسّعت آلميرا عُيونِها بِصدمَة
شَحُب وَجهها بالكامِل و لَم تَعُد تستطِع النُطق بِحَرف

كَيف تَستطيعُ تِلك ان تَفضح حُبها امام الجَميع بِهذه الطريقَة؟
و هي التي رَدمتهُ و دَفنتهُ بداخِل قلبِها الي الابَد!

جونغكوك كان يَستمعُ بينَما يَقبضُ على اصابِعه بقوّة ، يُناظر اُخته بِغَضب يودّ الدُنو مِنها و نَهرِها ألا انّ اخاهُ الاكبر مَسكه من ذِراعه يَمنع تَدخله

- ماذا؟

تَحدث جوليان بِصدمَة يُوسع عَينيه بِعدم تَصديق ، وَجد خَطيبتِه تومِئ ايجابًا و هي تُؤشِر على آلميرا قائِلَة

- كما اخبرتُك
انها تُحبك جوليان! تُحبك و تكادُ تموت قهرًا لانك خَطبتني بَدلاً مِنها
لِهذا هي تُريدُ افساد فَرحتِنا ، ارايت الغيرَة ماذا تَفعل؟

عَجِز لسان آلميرا عَن الحَديث
بَقت مُتصنَة تُناظِرها بصدمَة و عُيونِها مُوسعَة تكادُ تاخذ مِساحَة وجهها بالكامِل ، كَيف تَستطيعُ الافشاء بِسرها عَلنًا! و بِيومٍ كَهذا؟

تخَدر ألمِها لِهَول الوَجع و تَحدثت مُبررَة لِنفسها عَبر قَولِها

- انسيتِ اني مَخطوبة كَذلك؟
لِما ساطمعُ بِخَطيبك؟
انا لَديّ رَجُلي..!

ميّلت لارين رأسِها للنحوِ الآخَر تتحدّث بِسُخريَة واضِحَة

- للاسف لا!
الم يُخبرك جونغكوك؟
نحن لم نُوافق على شَرطُكِ يا جَميلة

شدّت آلميرا على قَبضتِها بقوّة تَكبُت غَضبِها بِداخل صَدرِها دون اللُجوء الي البَوح بِه تَسمعُ الثانيَة تُكمِل و هي تُزيف ارتعاش صَوتِها

- اُمي رَفضت زواجِك من اخي
لانكِ حتمًا لا تُناسبين مَقام عائِلتنا
و جونغكوك لا يُمكنه التَحدُث امام قَرارات والِدته
بالطَبع! لن يَكون عاقًا لاجلكِ؟
نحنُ لسنا في روايَة ما تَجعل البَطل يتحدا عائلته لاجلِ غَريبَة
خُصوصًا انتِ!
تَعرفين نحنُ عائلَة مُحترمَة ، نُريد فتاة مُحتشمَة لا راعيَة ملاهي ليليَة

حوّلت آلميرا عُيونِها بين المُتواجدين حَولهُم
تَبحثُ عَن الرائِد وَسط الحَشد الذي يُناظِرها باستِحقار

كانَت تراهُ واقِفًا يُشاهِد ذلك الاتِهام و الكَلام السام يُوَجه اليها دون ان يَتدخَل ، احسّت انّها وَحيدَة ، تَمنت وجود والِدها رِفقتها ، لَكان اغلق فَم كُل من حاول التَحدث عنها و لَو بِحَرف

لَم تَعُد تَستطيع التَحكم في انضباطِها اكثَر
هي مَدت يَدها بقوّة تقومُ بِصفع الثانيَة مُهسهسَة

- اياكِ و التَجرأ على جَذب سيرتي بالسوء ، اسمَعتِ؟

شَهقت لارين بِقوّة تُمسك بِوجنتها المُحمرَة بِفعل صفعَة الثانيَة ، ارادَت والِدتها التَدخُل و دَفع آلميرا من كَتفها دفاعًا عن ابنتِها ألا انّ جوليان ابعَدها يقفُ حاجِزًا بين خَطيبتِه و امِها ، و بَين صديقتِه

حَدق في عُيونِها المُحمرَة إذ علِم انها تَكبحُ دُموعِها بِصعوبَة لِذا سألها بِنبرَة لينَة

- احقًا ، انتِ تُحبينَني؟

انتَظر اجابتِها التي بَقت عالقَة بِداخل حَلقِها تَأبى الخُروج

رأى هيَئة رَجُلٍ ضَخم يَقفُ كَجِدارٍ بينهُ و بَين صديقتِه إذ احسّ بِنَظراتٍ حارِقَة تُوّجه نَحوه مِن قِبل الرائِد المُشتعل لِفرط غَضبِه

تَحدَث الرائِد بِنَبرةٍ حادَة شَرسَة يُوجه سُؤالاً نَحو الثاني

- مَن انت لِتَسأل امرأتي سُؤالاً كَهذا..؟

شكّل سورًا يَحفظُ آلميرا عن الأعيُن بِجَسدِه الضَخم
سِترته الواسعَة تِلك ساعدَت في تَخفيها خَلفه جيدًا

كان يَشعُر بارتعاشِها ضِدّه من الخَلف و ذَلك جَعل غضبه يَتفاقَم ، جاء سُؤال جوليان الهادِئ و هو يُناظر عَينيه

- امرأتك؟ الم تَنتهي خُطوبتكما قَبل ان تَبدأ بالفِعل؟

قَبض جونغكوك على يَدِه يصنعُ قَبضة تودّ اختراق وَجه ابن عَمِه ، تَحدث مُجيبًا بِنبرَة جامِدَة

- لا

نَظر نحو والِدته التي تَقدمت بعدَما دَفعت جوليا من امامِها ، نَطقت امه باندفاعٍ و احتِجاجٍ واضِح

- جونغكوك ماذا قُلت لك؟
اخبرتُك ان تِلك الفتاة لَن تدخُل الي مَنزلي!

حَدق الاصغر سِنًا في عُيون اُمه ثُمّ قال مُجيبًا بِهدوء

- هي سَتدخُل مَنزلي يا اُمي
لَن تدخُل مَنزِلك

آلميرا تَمكُث وراء ظَهر الرائِد تَسمعُ حَديثه بِمرارَة بينَما دُموعها تتساقَط دون تَوقف ، تَمسحُ ما تَسرّب من عُيونِها بِسُرعَة كيّ لا يَنكشف ضِعفها لاحَد رُغمّ ان داخِلها رُكام يُصعَب ترميمه

- هه ، ألديك مَنزل انت اساسًا؟
كَيف ستُدخلها الي مَنزِلك و اللعنَة؟

صَرخت والِدته بِه بينَما تُناظِره بِغَضب عارِم
نَبرتُها الساخِرَة حَطمّت قَلب ابنِها الذي تشبّث بِصمته و لَم يُرد تَقليل ادبِه

اخوهُ الاكبر يَمتلِك بَيت باسمِه
كَما الفِعل مع اُخته
لَكنه الوَحيد الذي لَم يُنشئ لهُ بَيت من قِبل عائلتِه

مُرتبَه كعسكريّ لا يُتيح لهُ الفرصَة لِشراء شقّة حتّى
العقارُ غالي ، يَفوق قُدرته الماليَة بِكَثير

ابتَلع غِصته ثُمّ تَمسّك بيد آلميرا التي تَقفُ وراءِه يَجذبها لِتكون بِجوارِه ، حَدق في عُيونِها المُحمرَة بينَما يتمسّك بكفِها داخِل قبضتِه

- انا مُوافِق على شَرطِها!
سآخُذها مَعي لِتكون مؤنستي
لَن اتركها في بيتُكِ يا اُمي
زوجتي لَيس لَها الا زَوجها

هو هُنا عَلم جيدًا إن بَقت آلميرا بِجوار عائلتِه لن يَرحموها
كَما تبلّت لارين عَليها ، سَتفعل مُجددًا حتّى تُخرج اسوء مابِداخل صبيتِه
بالتالي سَتُقام حَرب بينها و بَين عائلته هو في غِنا عَنها

نَظرت آلميرا في عُيونِه تَجِده يَحشر يَدهُ بداخِل جَيب بِنطاله لاخراج عُلبةٍ بَيضاء ، أطالَت التَحديق بِه كَما يَفعل الجَميع يَترقبون حَركته التاليَة

فَتح تِلك العُلبَة يُظهر الخاتم الالماسيّ بِداخلها
كان مِن أجلِها هي..!

استَقطب لَمعانُ الخاتِم اهتمامِها لِذا ناظرتهُ مُعجبَة بِبريقه
وَجدتهُ يُخرجه من العُلبَة ثُمّ يُمسك بيدِها حيثُما يودّ حَشرهُ
بِداخل اصبِعها ذا الوَريد المُتصل بِقلبها

يودّ رَبط وريدِها بِحَلقة حُبه..!
لعلّه يَحبسُ قلبها بِداخل قلبه

حَدق في عَينيها السَوداء يَجِدُها تُناظِرهُ دون ان تُبعِد عَدستَيها عَنه
كانَت تُشاهِده و هو يُدخِل ذَلك الخاتم بِداخل اصبعِها البُنصر بِرفق

حتّى راح يَستوطنُ يدِها

سَمِعتهُ ينطِقُ قائِلاً
لَيست وَحدها مَن سَمِعت
بَل جَميع مَن كان حاضِرًا فَعل

- انتِ رَسميًا تَخُصيني..!

إقبالِه لِفعلتِه القادِمَة لم تَكُن مُتوقعَة البتّة
احسّت ان قَلبُها على وَشك الخُروج من مَضجعِه
حينَما اقبَل على امساكِ عُنقها و جَذبها نَحوهُ لِدمجِ ثِغرهما سَويًا

هو لَثمها امام الجَميع..!
في الوَقت الذي رَفض فيه تَقبيلِها بِمُفردهِما

أذِن لِقُبلتهما ان تَحدُث
أي انّه وافَق على تَرميم حُطامِ قَلبِها كَما طَلبت مِنه

قُبلَة عَروسه لَم تَكُن يَوم زِفافها
بَل يَم خُطوبتِها..

هو كَسر اولّ مَبدأ لهُ
مِـــن أجــلـهـــا

•••

4202 ✅

اهلاً بكم في فصل جَديد

كيفكم مع الفصل؟؟ 👀

ليس به كثير من الانتقالات
لكنه مُرضي

ربما نهاية الفصل القادم ستكون بحفل زواجهما..!
لا اعلم

المُهم
لارين افعى حقيقيَة

يتكرر مشهد الخياطة هُنا و في هازبند
شكلي هاصير خياطة 😭

بعد ماتعبت نفسها تعدل له قميصه و الجاكيت راح لبس السترة يلي خربت كلشي ، بس المهم انها حاولت من اجله

🪐 شنو اكثر جزئية نالت اعجابكم؟

🪐 حماسكم للقادم؟ 👀

🪐 توقعاتكم للفصل الجاي؟

🪐 شنو رد فعل الميرا على القبلة؟

🪐 تتوقعون ليه في تفرقة في التعامل بين جونغكوك و اخوته؟

اراكم في القادم ان شاء الله
الي اللقاء ♥️





.
.
.








Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top