عَروس الميراث | 08
عروس الميراث | JK
اهلاً بِكم في الفصل الثامِن
سُبحان الله و بحمده
سُبحان الله العَظيم
لا تنسوا التعليق بين الفقرات و وضع تَصويت كَنوعٍ من الدعم و التَشجيع
امنحوا الفصل الحُب رجاءًا 🦋
لنبدأ
•••
تَحجرَّت الكَلِمات في حُنجرَة الصبيَّة و هي تُناظِر الصبيّ الذي احبَتهُ طيلَة عُمرها يُقدِّم لها دَعوة حَفل خُطوبتِه بِقلب جَاف
لَم تَستطِع حتَى صُنع ابتِسامَة مُزيفَة فَكاهِلُها مُثقل ..!
تَشعُر ان سَقف الحُب الذي زيَّن بَيتٍ لطالما حَلُمت به هُدّ فوق رأسِها
تَراهُ يَنتِظرُ رَدها لَكِنها عاجِزَة عن مُجاملتِه و اخبارِه انها سَعيدة من اجلِه
لِما يسألها ان كانَت سعيدَة؟
الا يَرى مِقدار الحُب الذي تَكنَّه لهُ في عَينيها اللامِعَة كُلما كان بِجوارِها..؟
يَكتسِحُها ألمّ يُصعب وَصفه
هي للتَو عَلِمت مَعنى الوَجع الحَقيقيّ الذي تُعبِّر عَنه في رواياتِها
عَلِمت مَعنى ألم الحُب لاولِ مرَّة
نَظرت في عَينيه و قَد حافَظت على اتزانِها
هي اقوَى من انّ تُظهر لَهُ ضَعفها و رَغبتها المُلحَّة بالبُكاء
جابهَت عواطِفها و شكَّلت ابتِسامَة صغيرَة بالكاد تُرَى ، تَحدثت تُخاطِبه بِصَوتٍ هادِئ
- حقًا ..؟ مَبروك لَكُما
بارَكت و داخِل صَدرِها عَزاءٍ ، يُحمَل قلبها في كَفنٍ بَعدما قُتل مِن هولِ الوَجع
تبتسمُ و هي تُخبئ دُموعها وراء عُيونِها تحتفِظ بِكبرياءِها و انكِسارِها بعيدًا عن مُتناولِه فَهو بالفِعل اخَذ قَراره
تَجِده يبتسِم بِوسع و يُقدم على عناقِها مُتحدِثًا
- سَتتزوجين جونغكوك و انا اتزوجُ لارين ، ايّ سنبقى دومًا بِقُرب بعضنا ، اولسنا اصدِقاء طُفولة ..؟
حَديثه و سَعادتِه الباديَة على صَوتِه بِمثابَة خناجِر تَطعنُ خافِقها باستِمرار ، لانه اخفاها بِحُضنه استَطاعت فكّ سَراح دَمعتين تسرَّبتا على وَجنتيها الزَهرية ، تَمكنت من الفَصح عن مِقدارِ ضَئيل من ذلك الوَجع الذي يَمنعُ عنها نَفسها
رَفيقُ الطُفولَة يُغادِرُها و يَترُكها في مَعركة الحُب مَهزومة مَخذولة
مَسحت دُموعها بسرعَة حينَما ابتَعد عن حُضنها يُمعن النَظر في عُيونِها السَوداء مُتسائِلاً
- لِما لستِ سعيدَة ؟ ايُعقل انكِ لا تُريدين الزواج من جونغكوك؟
سألها و هو يَقتطبُ حواجِبه بِخفَة ، وَضعها في مَوقعٍ صعب الاجابَة فيه
بَعد ان واشَكت على ادلاء اعترافِها بِحُبه نَهرها بِخُطوبتِه
اَستذُّم خَطيبها امامه و تُخبره بِضُعف انه لا يَروقها..؟
هي لَن تَفعل
سَتكذِب و تُجامِل إذ لا يُمكنها خَسارة مَعركة الكِبرياء كَذلك
تَبسمت لِترفع رأسها الي جونغكوك الواقف عِند شِرفته يُراقِبهما ، تَلاقت عُيونِهما لِبُرهَةٍ ثُمّ اجابَت
- لِما لا؟ جونغكوك اكثَرُ من يستحِق ان يكون زَوجي
قَلبها يَعتصِرُها بِوجع و هي تَنطِق بتلك الاكاذيب
هي اكثرُ من يَعلم انهُ لا يُلائِمها
لَكن جُرحها مَن نَطق بدلاً مِنها آن ذاك
صَنع جوليان ابتِسامَة لم تَنل اعجاب آلميرا البتّة
فَهي ترى لارين في عُيونه بدلاً مِنها
يَكتسِحها حَريقّ يُصعب اطفائِه
تبسمّت تُجامِل ثُمّ تراجعَت الي الوَراء تنطِق بِهدوء " لِننضّم الي البَقية " نَظرت بِداخل عَينيه ثُمّ دَخلت الي مَنزِل جُيون حيثُما ينتمي خَطيبها
بِمُجرّد ان وطئت اقدامِها عُتبَة المنزِل وَجدتهُ يتقدّم الي الخارِج
خمّنت انّهُ يبحثُ عَنها فَنظراتِه اليها تُثبت ذَلك
تستطيعُ كَبح مشاعِرها بِمثاليَة لِذا صَنعت وجهًا بشوشًا يُخفي ذلك الحُطام عَن عينيه السَوداء إذ سألها " هل انتِ بِخير ؟ "
" انا بِخَير " نَطقت بينَما تُعدّل ذلك الفرو الذي يُزيّ اكتافِها ، راوَدت مُخيلتِها مَشهد اصابتِه لِذا سُرعان ما تَقدمت تَضع يدِها على كَتفه المَجروح تسألهُ بِنبرةٍ قلقَة " هل جُرحك بخير؟ "
على الرُغم من اقوالِه التي لا تُطاق
هي لا تَستطيعُ نِسيان ان اصابتِه هي المُتسبب الأول بِها
خُصوصًا انّه من غامر لِمُساعدتِها و خاطَر بِحياتِه
قرأ القَلق في عُيونِها و ذَلك مَنحه شُعورًا غَريبًا
ذُبّ في صَدرِه احساس مُختلِف بِمُجرّد ان لامَست اصابتِه باصابِعها
يتعجّب دومًا لِجُرأتِها و كَيفية اقتِرابِها مِنه دون خَجل
هي لا تُفكّر مَرتّين ان ودّت ان تُلامسِه او ان تَصنع قُرّب جَسديّ بينهُما
تُقلّص المَسافات كَما تَشاء و لا تُدرك حَجم الضَرر الذي تُنشئه بِداخله
كَرجُلٍ تُحرّك وِفد احاسيسِه المُلامسات..!
قَطع تواصِلها الجَسديّ مَعه عبر دَفع يدِها مُتحدِثًا بِهدوءِه المُعتاد " بِخَير "
عُيونِه سَقطت على هيئَةِ جَسد جوليان الذي دَلف من بَعد آلميرا يُناظِرهما مُبتسِمًا بِحيويَة كَعادتِه
لَطالما اعتاد أن يَكون اجتماعيّ يَلفتُ الانتِباه بِحُضورِه
شَخصيتِه مَرِحَة تحملُ كمًا من الطاقَة الايجابيَة
ذَلك تحديدًا ما يَجذبُ آلميرا اليه
" جونغكوك ! مرّ وقت لَم ارك فيه يارَجُل " تقدّم جوليان مِن ابن عَمِه يودّ عِناقه ألا انّ خَطيبة الرائِد كوّنت حاجِزًا بينهُما " لِنذهب! الكِبارُ ينتظرون "
لم تكُن تُريد ان يُعانِق جوليان خَطيبها فَيُسبب لهُ وَجعًا بِفعل جُرحِه
كان الفرو قَد انسَدل يتدلّى على ذِراعها بشكلٍ اظهر اكتافِها لِعُيون جوليان المُبتسِم ، لم يَنل ذَلك اعجاب الرائِد الذي تقدّم يَرفع شالِها يَستُر بِه مَفاتِنها عن اعيُن رَجلٍ خِلافه
بالآخِر
هي تَخُصّه
رَفعت عَينيها اليه تُناظِر خاصَتيه الحادَة ، بدا غاضِبًا و استَطاعت قِراءة توبيخِه في نَظراتِه المُميتَة
لَم تكُن تهتّم
فبالأساس هي تَبرجت من اجلِ من سَحق قلبُها بِخبر خُطوبتِه
كانَت مُخططاتِها أن تَرفُض زواجِها مِن خَطيبها بعدَما تتاكد من مشاعِر جوليان إليها فَيُعلن رَغبته بِها امام البَقية
لكِنّ خبر ارتباطِه بلارين
عَدوتُها اللدودَة
ذلك آخر ما تَوقعتهُ كُليًا
اولّ من انصَرف كان جوليان الذي تَرك الخَطيبين يُحاذيان بَعضِهما إذ احسّت آلميرا بِقَبضة جُيون تُعانق مِعصمها فَتجذبُ بها الي مَكانٍ مُنعزِل يَجمع جَسديهِما
" ما كُل هذا العُريّ..؟ اكتافكِ و افخاذكِ ظاهرة الي العَلن بِشكلٍ مُزعج! "
مُعتقداتِه التي تَراها تَخلفًا تُفاقم من غَضبِها
كَيف يصفُ جَسدها المَمشوق بالمُزعج ؟
" مُزعِج؟ اترى ان جَسدي مُزعج؟ ام لاني امتلكُ انحناءاتٍ انثويّة يُضايقك الامر؟ لا تَقُل لي انك تُحِب الاجساد النَحيلة كَعامودِ الكهرباء؟ " تَشتعلُ غَيضًا بِداخلِها فَمامِن ىِجهَة لافراغِ كَبتِها إلا هو
هو الأنسَب لِصبّ جُزء من قهرِها عَليه
سَتنبّش لهُ عن غَلطةٍ صغيرَة
لتضخمها بانفعالِها لعلّ الاعصار الذي بِداخلها يَهدأ
" ما دَخل هذا بِهذا؟ مُنذ متى كان العُريّ مِقياس لِجمال الجَسد؟ " هَتف مُتضايقًا من تَفكيرِها المُنحّل بِوجهَة نَظرِه ، يَرى مَدى انفعالِها في نَظراتِها المُهتاجَة إذ ادرَك ان غَضبِها الزائِد كان مُسبَق
" اسمَع! انت لا يَحق لك التَعليقُ على لِباسي ، اسيرُ عاريَة ان اردت لا يُمكنك التحدُث لان هذِه هي شَخصيتي! " صاحَت بِه كما لو انّ كَيلها طَفح مِنه ، تودّ ايجاد عُذرٍ تصرخُ بِسببه آمِلَة أن يَسكُن قلبُها و يَهدأ
لَكّن الامرُ يَزدادُ سوءًا
قلبها يَزدادُ اشتِعالاً
لم تكُن تستطِع السيطرَة على اعصابِها التي انهارَت
" آلمي.. " ودّ تَبرير مَوقفه لَكنها مَنعتهُ بِضربه على صَدره عبر قَبضتِها تنطِق بِمرارَة " ان لَم اكُن اُعجبك كما انا! فاخرُج و ارفض ذلك الزَواج حالاً! لاني لن اُغير من طِباعي حتى الائمك " اعتصَرت باصابِعها قَميصِه بقوّة تُعبّر عن عُمق وَجع قلبِها
تَجِده حُجّة مِثاليَة لافراغِ ما بِصدرها
رُبما لانهُ صامِت..؟
و ان تَوجّع يَسكُت؟
تَركتهُ و رَغبت في الرَحيل بعدَما عمّ صَمتِه ، مَسكها من ذِراعها يُرجعها للانتِصاب امامَه بَل قام بِتقييدها ضِد الجِدار يُحاصِر جَسدِها بخاصتِه فَيرى مِقدار الوَجع الذي في عُيونِها بِفعل تلك البِلوراتِ التي تحتضِن عَدستيها
" لِما لا تَفهمين ان جَسدكِ مُقدّس! لِما تُظهرينَه الي العَلن في الوقت الذي تَستطيعين بِه اخفاءه لِمن يستحِقه؟ " يَتحدّث بينما يصّر على حُروفه بِغَضبٍ جاهد لاخفاءِه ، رَغبتها المُلحّة في البُكاء لم تَمنع الجانب الساخِر مِنها في الظُهور إذ قالَت تستهزِءُ بِه " اُخفيه لِمن؟ لَك انت؟ "
نَظرت في عُيونِه السَوداء تَدفعُ بِيديه عَنها ثُمّ تقترِب منهُ خُطوة اضافيَة تكادُ تعدم المسافَة بينهُما " استتغزّل بي كما يفعلُ بقية الرِجال بِنساءهنّ ؟ ليس و كأني لا اعلمُ انك ستصمُت كَعادتك سَواء اعجبتك ام لا! اليست تِلك طِباعك؟ "
كوّر قَبضتِه قويًا يجِدُها سُرعان ما استَعادت رُشدها في اعدامِ دُموعها ، لم تكُن تَسمح يومًا لِمُخلوقٍ رؤية ضُعفها لاسيما هو
" تفكيركٍ سطحيّ لدرجَة ان كُل همكِ الاقوال! ماذا عن الافعال؟ اليَست هي اساسُ العِلاقة؟ " خَرج عن صَمتِه بِنبرتِه الحادَة يَراها تُطالِعه باهتِياجٍ واضِح ، قُرب المسافَة بينهُما لم يكُن سليمًا لهُ البتّة
يَستطيعُ رؤيَة ادقّ تفاصيلِها
يتأملُها و هي بِذاك القُرب الذي يَمنحه شُعور مُتذبذب بِداخله
" بالنِسبَة اليّ! فَالاقوال مُهمّة ، لستُ بقرة تقودها الي الفِراش مباشرَة ان نِلتُ اعجابك! ان كُنت ثورًا فانا غزالَة يُطرَى عَليها لنيل مُراده منها "
كَتفت يَديها الي صَدرِها تُكمِل " لا يُمكت للثور و الغَزال ان يَتزوجا! ماذا سيُنجبان ان فَعلا؟ ثورغزا؟ هه يالا السُخريَة "
كَيف يُمكنها المُزاح في وَقتِ يستطيعُ العلم بِه انّها في اشدّ حالاتِها النَفسية سوءًا ، لَكنها تَصنعُ اجواءًا فُكاهيَة تتناسَى فيها عُمق حُزنِها
سيُسايرُها
لانه يُدرك مِقدار الألم الماكِث بِداخلها
لم يكُن خَبر خُطوبَة جوليان سَهلاً عَليها
و ذَلك واضِح
الوَجع يشّع من عُيونِها السَوداء اللامِعَة
تبرِق لفرط الدُموع المُخزنةِ بالداخِل تُقيّد من قبل صاحِبتها
" لا يُمكنك ان تَحكمي على شَخصيتي ، دامنا لم نَتزوج بَعد " هَتف بِهدوءٍ يُخبئ يَديه بِداخل جُيوبِه بينَما يُناظر مَلامحها البَهيّة ، طالَعتهُ مُتنهدَة بِقلّة حيلَة حيثُ قالَت " بعيدًا عن كُل شَئ ، فانا لا اقصدُ التَقليل من شأنك "
نَظرت في عَينيه الكُحليّة تُكمِل بِنبرةٍ خافِتَة تمكّن من سَماعِها
" قد تكونُ رجل احلام امرأة غَيري..! لَكن بالنسبَة اليّ فنحن مُختلفين تمامًا ، لا اظنّ اني امرأة احلامِك فكُل مابي لا يُعجبك ، ابتداءًا من طريقَة لِباسي "
" من قال انكِ لا تُعجبينني؟ " يَقطعُ حَديثِها بِسُؤاله الذي جَعلها تُناظِره لِوهلَة ، عَجِزت عن اجابتِه لاولّ مرّة
احسّت انّ مُفرداتِها تلاشَت
لِفرط انعدام الطاقَة لِمُواصلَة نِقاشٍ تعرف نِهايته
سيتَفاقم غَضبها بِسببه لانهُ ذا تَفكيرٍ تراهُ رَجعيّ
" آلميرا ، الزواج اعمَق من مُجرد كلماتٍ غزليّة ، عليكِ رؤيته من مّنظورٍ اوسَع من تلك الحلقَة التي تضيقين بها افكاركِ " تَحدث بِهدوءٍ يُفسّر لَها وِجهة نَظرِه
الفِكرَة انّها تُدرك تمامًا المعنَى الحقيقيّ للزواج
لَكن لِما لا يَفهم ان مُشكلتها الحَقيقة مَعه؟
هي لا تُحبه! و لا تستطيعُ ان تَراه كَزوجٍ لها
لا تَشعُر بأيّ انجذابٍ نَحوه
سَواء اكان عاطفيّ ام جَسديّ
فِكرَة ان تَراهُ يُشارِكها حَياتِها لاسيما جَسدُها
تَبدوا كخُطَة بديلَة للانتحارِ الابديّ
الديها خُطّة بديلَة تتجاوَز بِها ورطتِها..؟
بعدَما كان جوليان المُنقذ
اصبَح هو المُتسبب الأول في جَحيم قلبِها
كانَت مُشتتَة بالشَكل الذي يُرغمها على السُكوت لِوقتٍ طَويل للغايَة
تتشابَك بِعُنفٍ مع افكارِها و خَيالاتِها التي تُصوّر لها حياة مُستقبليَة مع خَطيبها
يَنقبضُ قلبُها كُلّما تَخيلتهُ يَدنوا مِنها
تَخافه ، تَخافُ خَوض عِلاقة مَعه تَنتهي بِها مُدمرَة بالكامِل
لطالَما عاهدت نَفسها أن سَتكونُ للرجل الذي احبته مُنذ طِفولتِها
كُل خِيالاتِها الرومنسيَة كانَت مَعه هو
إذ صُدمت بواقِعها الذي رَماها عِند ابن عَمِه
الذي لَطالما اعتادَت ان تَبغضه مُنذ ان عَرفته
حينَما استَفاقت من شُرودِها وَجدت ان الرائِد غادَر بالفعل ، رَحل و تَركها تَقفُ ضِد افكارِها تُصارِع مشاعِرها بِمُفردها
لَم يكُن يمتلك اُسلوبًا مُطمئنًا يُهوّن عَليها تِلك الصِراعات التي تنهشُ روحِها
جَمعت انفاسِها تُلملم ما تَبقى من شَجاعتِها إذ هَمست لِنفسها " تماسكِ ، تبقى القليل ثُمّ تعودين الي بيتك لافراغ كُل طاقةٍ سلبية بداخلك "
انضّمت الي بَقية العائلَة حيثُما وَجدت ان جوليان يَجلسُ بِجوارِ لارين التي تحتضِن ذِراعه ، بُثّ بِها وَجعّ كَصاعق كهربائيّ يكادُ يخدر حواسِها
بالكاد تُحكم السيطرَة على دُموعِها
مَعنى أن حُب حياتِها يَذهبُ لغيرها امام عُيونِها
انهُ المَوتُ على قَيد الحَياة
كان المَجلسُ بالقُرب من جونغكوك شاغِر لِذا اقتَرحت والِدها ان تستقِر بِجانبه ، لم تَرفُض بل انساقَت اليه تودّ الاختِباء عن الانظارِ باسرعِ ما يُمكن
سَتُفضح ان تمّ الامعانُ بالنظر اليها
عُيونِها المُضيئَة تَكشفُ سِرها
استقَرت بِجانب الرائِد الهادِئ تشعُر بِنظرات النَصر المُنبعثَة من قِبل لارين التي تُعانق ذِراع جوليان الي صَدرِها ، شدّت على اصابِعها قويًا تَكبحُ غَيضها بِصعوبَة بالغَة
تودّ الاستِقامَة و جرّها من شَعرِها بعدَما تُسدد لها بِضع لَكماتٍ تَشفي جُزء من غَليلِها ، لَكنها ستلتزمُ الصَمت كامرأة مُتحضِرَة
" اذًا اجتَمع العِرسان الاربَع! سنتحَدث بِخُصوص الخُطوبَة ثُمّ حفل الزِفاف القَريب " تَحدث والِد جونغكوك مُبتسِم الوَجه ، بدا مَسرورًا بِشكلٍ يَجعل الميرا تَغرُق في عالمٍ مُظلِم
تتفقّد وجوه كُل من حَولها تَرى كمًا لا يوصف من السعادَة
اذًا لِما هي لَيست مِثلهم؟
لِما وَحدُها من تَشعُر بِمقدارٍ من الألم يُصعَب تحمّله
حتّى صَدرُها اضحَى ضيقًا يَكبُت نَفسها
تَرى ابتِساماتِ الحُب بين كُل من جوليان و اُخت خَطيبِها
تستطيعُ تَخيله يُقبلها و ذَلك ، يَقتُلها بِبُطئ
هي تُقتل رُويدًا رُويدًا و الجَميع من حولِها يَرقُص في مَحضرِ جنازتِها
شدّت على فُستانِها القَصير و اطرافِها ترتعِش ، لَم تعُد تستطِع كَبح دُموعِها اكثَر لِذا وَجدت عُذرًا مُناسِبًا تنصرف بِه " عن اذنكم ، ساذهبُ الي الحَمام "
استَقامت تُسرِع الي الخارِج
الكُل استَغرب عَجلتِها لَكِن خَطيبِها ادرَك السَبب
اطَلق تَنهيدَة تُظهِر انزِعاجه ثُمّ رَفع عينيه السَوداء ينظُر الي جوليان قُبالته ، يَراهُ يَحتضِن شقيقته و يُلاطفها بِشكلٍ يُضايقه
استقام يستأذِن بدورِه للحاقِ بِخَطيبته التي دَلفت الي دورةِ المِياه تُغلق الباب على نَفسها بالداخِل ، رَكضت نحو صُنبور المياه تَفتحه لاغراق وَجهها الشاحِب غير مُبالية بمساحيق التَجميل التي بَقت تضعها بِعنايَة لساعَة كاملَة
فَركت وَجهها جيدًا تُخرج كُل ضيقِها في مَلامِحها التي غرِقت بلونِ الكُحل الاسوَد يصنعُ هالاتٍ سَوداء اسفل عُيونِها ، رَفعت رأسها تُناظر نَفسها ، لا تُريد ان تَبكي و تُظهر هشاشتِها
هي هشّة للغايَة من الداخِل
سَمعت صَوت فَتح باب الحَمام لِترى هيئة جَسد خطيبها يَعبر اليها ، شَهقت مُتناسيَة دُموعها التي اختَلطت بقطرات المِياه تِلك " ي..يا! ايها المُنحرف "
نَعتتهُ بالمُنحرِف كَونه من دَخل عليها دون اذنِها
لم يَهتم و اقتَرب مِنها يقولُ و يَده تُشير على شَكلها المُضحك
" المرء يَدخل لقضاء حاجته فيرى الجن الذي يقطُن بالمرحاض ، لا و احمر اللون ايضًا " هَتف ساخِرًا بينَما يَتجه الي المِرحاض
عَبست من نَعته لها بالجنيّة
لم تَجد طريقَة للانتِقام اسهل من رَشه بالماء الذي بين مُتناول يَديها
" انا جنيّة ايها المُتخلف؟ "
اصابَت قَطرات المِياه ظَهره تُسبب له برودَة اقشعّر بَدنه بِفعلها
قَطب حواجبه ثُمّ استدار اليها يُناظرها بِعينين حادَتين
" واه! جنيّة المِرحاض لَديها قُدرَة على اطلاقِ المياه من يَديها "
وسَعت عَينيها تُناظره بعدمِ تَصديق " انت ايها الابكَم! مُنذ متى لديك لِسان تتحدّث به؟ " صاحَت بِه تَحملُ قدرًا من المِياه بين يَديها لِتغرقه بِه
ادرك نواياها لِذا سارَع بالتوغّل نحوها و امساكِ يديها ، شَهقت ما ان وَضع قبضتهُ حول عُنقها يُخفِض راسها نَحو الحوضِ يجعله بمستوى الصُنبور
اغرَق كَفه اسفل المِياه يمرره اصابعه على وَجه من تُحاول الفرار ، تتخبّط بين يديه بينَما تُصدر كلماتٍ تشتمهُ فيها
" دعيني اُنظّف هذا الوَجه الشبيه بالشياطين ، الهي لِوهلَة شعرتُ ان هُنالك من تُنافسني بِرجولتي "
تَخبُطاتِها الشَديدة تَمنع عنهُ حركته لِذا قام بالتفرقَة بين ساقيه ليحصِرها بينهُما يُقيّد تحركاتِها كُليًا بوضعيّة اشبه بالعناق الخَلفيّ
كبّلها جيدًا و راح يَفرُك باصابِعه وَجهها مُتجاهلاً شتائمها لهُ ، ابتَسم مُنتصِرًا بِمُجرّد ان ازال اثار الكُحل عن مَلامِحها اذ اضحَت بشرتها تَلمعُ من فِرط النظافَة
لَكنهُ لم يسلَم من ضرباتِها لهُ بِمُجرّد ان فَك وثاقِها ، كانت اندفاعيَة تَركُله و تَلكُمه بينَما تشتمهُ بغضبٍ و انفِعال " هل فَقدت صوابك؟ اتظُن ان بَشرتي هذِه بِساطٍ تُمارس عَليه انشطَة الغسيل؟ "
تجاهَلها تمامًا و راح يُمسك بالمناديل يقترِب منها قائِلاً " دَعيني اُجفف لكِ وجهكِ المُبلل ، جنيّة و مُبتلة ، هذا كَثير "
كُلما اقتَرب كانت تعودُ الي الخَلف حتّى التَصقت على الحَوضِ تُهدده بالابتِعاد " ايها المُتخلف ابتعِد ، جونغكوك اُقسم اني ساصرُخ و اجمَع العائلَة "
" اُصرخي و لَيقولون انّه لم يَصبر عليها فهاجَمها في الحّمام! " ردّه كوّن صدمَة لا نهائيَة لِمن فرقّت بين جُفنيها بِدهشَة ، وَضعت كَفها فوق شِفاهها تُشير عَليه باندِهاش " انت ايها الاهبَل! اتضَح ان لديك تفكير مُنحرف ! "
استغّل انشِغالها بصدمتِها و اقتَرب يَضع تلك المناديل على وَجهها المُبلل يُجففه لَها جيدًا مُتجاهِلاً تَخبُطاتِها " اثبتِ كيّ لا اُثبتكِ بطريقتي " هددَها يَجِدها تُطالعه بِغضبٍ مُصطَنع " طريقتك؟ "
تراجَع خُطوة الي الخَلف يترُك المنديل مُعلّق على جَبينها بفعل المِياه قد التَصق ، حافَظ على هدوء مَلامحه و بالكاد مَنع ضحكته ألا تتسرّب و هو يُشاهِدها تتذمّر بينَما تتفقّد وَجهها
قابَلته بِظهرها تُراقِب احمرار بشرتِها بفعل فركِه العنيف لها ، شَتمته بِغيضٍ تَتشبّث بِدموعِها بِصعوبَة " اُنظر ماذا فعلت بِوجهي ، اتظّن ان اصابعك ناعِمَة؟ "
هي تودّ ايجاد حُجّة للبُكاء لا غَير
وَجهها بِخَير لَكنها تبحثُ فيه عن شائبَة كي تتخذها عُذر للنَحيب
ودّ ان يُضاعِف مِقدار استِياءها لِذا دَنى يودّ بَعثرة شعرِها لَكنها وقفت لهُ بالمِرصاد تَركله على ساقه صارِخَة به " ابقى بعيدًا ! الا تَعلم كم بَقيت اُصففه ..؟ "
تَجاهل صُراخِها و هو يَعلمُ المَدى الذي تُجاهد فيه للحفاظٍ على هُدوءِها
يشعُر بالمَعركَة التي تَحدُث بداخِلها جيدًا
الحُب من طَرفٍ واحِد
مُؤلِم
و هو مِثالّ حيّ لِذلك
" اُريدُ أنّ ، فقط .. " اقتَرب اكثَر حتّى مَوضع يَديه فوق شعرِها يقومُ ببعثرتِه رُغمًا عن ارادتِها ، كانَت تنهارُ لِفرط عَصبيتِها من افعالِه التي تزيدُ عليها ضيقتِها
و لِكونه يَعلم انّها ستتشبّث بكبرياءِها و لن تَبكي امامَه
جرّها نَحو غُرفةِ الاستِحمام يُدخلها اسفل الرَشاش رُغمًا عن ارادتِها
شغّل المِرش و تَرك قَطرات المِياه تَخبطُ جَسدُها الذي ابتّل بالكامِل
بِصعوبَة حافَظت على اتزانِ جَسدها فالماءُ كان بارِدًا
نَظرت في عَينيه و هو يَقفُ وراء الباب الزُجاجيّ يُحدِق بِها بِصَمت
لَم تكُن تَفهم افعالِه و لَم تعد تمتلكُ طاقَة للصُراخِ و مُناكَفتِه
لَكنها لن تَخرُج المُبللَة الوَحيدة هُنا
جَذبته من ذِراعه تُدخله رِفقتها كي تُبلله هو الأخَر
" اُقسم اني سانتقم منك " صاحَت بِصوتٍ مُرتجِف ، نَبرتها الباكيَة تِلك سببت لهُ وَخزًا طفيفًا عِند صَدرِه
اكتَفى بِمُراقبَتها ترتعِد
يُدرك انّ ارتِجافِها ناجِم من بُكاءِها لا مِن شُعورها بالبَرد
البُرودَة التي تُغلّق قلبها الحاميّ تُسبب ارتعاشًا قويًا في جَسدِها قُبالته
كانَت تنظُر الي الارضِ اسفلها لِحجب دُموعِها عَنه
و كَانت عَيناهُ هو عَليها
يُناظِرها بِصَمتٍ يستطيعُ قراءَة كُل نصّ كُتب بِحُزن داخِل عُيونِها السَوداء حينَما رَفعت رأسِها نَحوه تُطالِعه
تَرى قَطرات المِياه تَخبِط رأسِه فتنزِل تُشكّل خطوطًا مستقيمة عند فكّه الحاد ما يَجعلها تنهمر لِتبليل قَميصِه فيضحَى شفافًا يُظهِر عَضلاتِه الماكثَة بالداخِل
تستطيعُ رؤيَة تقاسيم وَجهه بِشكلٍ واضِح للغايَة
لأولّ مرّة تَلمح بِه جانِب وَسيم
لطالَما كانَت تراهُ شديد القُبح
لَكنّ مَلامِحه الناضِجَة
بَدت مُختلفَة اسفَل المِياه
نَظراتِه الحادَة و حواجِبه المُنعقدَة و هو يُناظِرها كَمُفترسٍ وَجد ضَحيتِه
ارتِجاف جَسدُها الدال على بُكاءِها الخفيّ اسفل قطراتِ المياه يَمنحها شُعور بالآمان ، لاولّ مرّة تُحب صَمتِه ، و أنّه لا يَتطفّل لِمعرفَة سبب احِمرارِ عُيونِها و ارتِجافِ صَوتِها
كان بُكاءِها مُريحًا وَسط ذلك الصَمت السائِد
تُناظِر عُيونِه الكُحليَة و دُموعِها تُخالِط قطرات المِياه التي تغمرُ كِليهما
ارتِعاشُ ذَقنِها و شِفاهِها مع احمرارِ انفِها يُثبت نَحيبها لهُ
يُقال ان المرأة تَزدادُ جَمالاً كُلمّا بَكت
و كَرجُلٍ لا يُصدّق الاقاويل
هو انهَوس بِهذه المَقولَة
هي فِعلاً ازدادَت جَمالاً حينَما مُنِحَت احمِرارًا و انتفِاخًا لِمَلامِحها الانثويّة
تُصبِح جذّابة بشكلٍ يُصعَب تجاوزه
و لأنّه اعتاد على قَمع رَغباتِه
عَجِز عَن صّد جُموحِه نَاحيتِها إذ راح يَنخفِضُ بِبُطئ نحوها لِنَيل مُرادِه
ألا و هي
قُبلَة مِن شِفاهها الكَرزيّة
يودّ تَقبيلِها و الاحساسُ بِجُزءٍ مِنها مُلتصقٍ بِه
اسيتغّل ضَعفها و قِمّة انكسارِها لارضاءِ رَغبتِه تِلك..؟
تتناقضُ احاسيسِه بِداخله فُيصبح بِصراعٍ يَجعلهُ في قمّة ترددِه
يستطيعُ الشُعور بانفاسِها تصطدِم بِبشرتِه فَتُحدث اهتياجٍ وِسطه
ترتعِد اطرافِه
رَجُلٍ لم تَقربهُ اُنثى مِن قَبل
مَشاعِره تضطرِب بشكلٍ اعجَزه عن فَهم احاسيسِه
ترابَطت عُيونِهما حينَما اضحَى وشيكًا لِنيل مُرادِه مِنها
لم تَقم بِرد فعلٍ دفاعيّ تصدّه بِه
بل بَقت تنتصبُ مَكانِها تشّد على اطرافِ فُستانِها و هي تُشاهِده يَصنع قُربًا للمرّة الاولَى ، تَقرأ اضطِرابه في تعابيرِه المُنكمشَة لتدرك حَجم تردده
اقتَربت خُطوَة اضافيَة تُشكّل قُربًا واشَك على تَلاحم شِفاهِهما اذ احسّ بِتلامسٍ خَفيف ادّى لِزعزعَة كيانِه ، كانَت تهمسُ و عُيونِها المُحمرّة تِلك تُحدق بِداخل خاصَتيه عميقًا " ايرتعدُ قلبك كَما ترتعشُ اطرافك؟ "
بَسطت كفّ يَدها على صَدرِه تودّ الشُعور بِنبضاتِه التي ادرَكت صَخبها
قلبُه صاخِب تمامًا كَخاصتِها
الفَرقُ
انّهُ صاخِب من اجلِها
و خاصتِها من اجل رَجُلٍ آخر
يَرتكِنُ عِند الصَمت فَلا يَجِدُ مَهربًا من فَضيحتِه التي احدَثها قلبُه
كانَت تتمسّك بِقميصِه تُنصِت الي مِقدار عُلو نَبضاتِه و عُيونِها لا تُفارِقه
" انا ، لا اُريد ان اكونُ سببًا في تَعاستِك ، لانّ قلبي ليس مُلكًا لي " هَتفت بِغصّة تجمَعت عِند حَلقِها تَكبت انفاسِها ، تنهمرُ الدُموع من جُفونِها دون انقِطاع ، تاتيها مشاهِد قُبلات من يَعشقه قلبها مع شقيقَة خَطيبها فَتُحدث معارك تَطعنُ خافقها بِسكانين الغَدرِ و الخِيانَة
لم تعد تستطيعُ استِجماع شِتاتها و اطرافِها ترتعِشُ
تَرى انها واضِحَة امام خَطيبِها الذي يَستطيعُ قراءَة ما يُكتب في اعماقِها
هَمِست لهُ بغصّة
" كان المَهرب الأول لي مِن ألمي
فَكيف اهربُ من وَجعي ، الي مُسببه..؟ "
انكِسارها الذي اضحَى واضِحًا في نَبرة صوتِها ألمَه
لَكّن تعابيرِه الهادِئَة كانت تتستّر على وَجعه هو
يُبدي اهتِمامًا في الانصاتِ اليها
لَكنه لا يَجد من يُنصت اليه
" اتفهمُ سَبب رفضي الاساسيّ لَك؟ ليس استِنقاصًا مِنك ، و انّما لانّ قلبي ليس شاغِر كيّ يَحملك بِداخله! انهُ ممتلئ ، لكن المُقيم بِه ، قبل مُغادرتِه قَرر هَدمه كَي لا يَسكنهُ رَجُل من بعدِه "
لا تُريد ان تُقدِم على خُطوَة كالزَواج من رَجُلٍ نِيته سليمَة
فَتشعُر انّها تَغدره بِحُبها لِغَيره
صَحيح انّها لا تُحب جونغكوك
و لا تُطيق التواجُد حَوله بِفعل شَخصيتِه
لَكنها لا تُنكر انّ ما بِداخله نَقيّ
لا تودّ ان تُفسِد هي صَفحتهُ البَيضاء بِالسَواد الذي انتَجه رَجل غَيره
هو لَيس لهُ ذَنب في مَلمحة الحُب التي تحدُث بِداخلها مع ابن عمّه
بَريئ كُليًا مِن كُل تِلك المَشاكِل
تودّ ان تَكون صافِيَة ، فَضميرُها سيُقطعها لاحِقًا
" انا لا اُريد الكَذِب و بدأ هَذا الزَواج بالخِداع
ان تَزوجتُك ، لا تَنتظر منّي ان اُحبك ارجوك!
فَقلبي ، ليس بيدي اُقسم "
تأملت عُيونِه المُنصتَة ترى قدر اهتِمامه في الاستِماع الي حَديثِها
أذِن لها صَمته في المُواصلَة لِذا اكمَلت بِمرارَة
" انا اُخبرك انّه لديك شَوط عظيم تَقطعه ،
ان رَغبت في الزَواج منّي ، ان تُلامِس نابِضي بيدِك
سَتحترِق مَعه لشدّة التهابِه ، فالجُرح لازال جديدًا "
اطألت النَظر في عُيونِه تُحاول استِنتاج ردّ فِعله
كان صامِتًا ، لَكِنها لم تكُن تُدرك ما يَمكُث وراء صَمتِه ذاك
يَستمعُ اليها بِحَذرٍ ، صَوتُها الناعِم و هو يَتسلل الي مَسامِعه يُحدث به صِراعٍ مع مَشاعِره ، يودّ الانفرادُ برنّة نبرتِها على حِدا
يُريدها ان تُطيل من احاديثِها لِيمنح اُذناه مُناها
هي أتت لِتُخبره أن لَديه احاسيس لازالَت حيّة
تَمتلكُ من النُعومَة و الرِقَة ما تَفتقده كُل الاناث في نَظرِ ه
لازالَت يَدُها التي عِند خافِقه تُحدِث بِه خَللاً يُصعَب حَلّه
هَمسِت لهُ بِنبرةٍ استعادَت جُزء من اتزانِها ، كانَت تُناظِره بِثقَةٍ لا تَتزعزع مَهما تكاثَرت احزانِها
" بَعدما افشيتُ لك سِرًا وُجب عَليك مَعرِفته
ان كُنت مُوافِق على ان يتّم هذا الزَواج
بِمُجرّد خُروجي من هُنا ساخُبر الجَميع مُوافقتي "
سُكوتِه الذي ادركَت انّهُ لن يَتغيّر ، جَعلِها تَلجئ لرد فِعلٍ ملموسٍ مِنه لِذا اكمَلت بِهدوءٍ يُنافي الاحتجاج الماكِث داخِلها
" إن كُنت مُوافِق على انّ يتّم هذا الزواج
و في قَلب من سَتُصبح امرأتك رَجُل غَيرك
و إن كنت سَتُساهِم في تَرميمِ حُطامِها
و مَنح قلبِها الحَياة مُجددًا
سيطِر على ارتعاشِك
و اسمَح لِهذه القُبلَة ان تَحدُث "
تُخاطِبه بِنَبرةٍ تُؤجج مِن رَغبتِه نَحوها
هي جذّابة بالطريقَة التي تَجعلُه يُصبح ضعيفًا عِند انضِباطِه
لم يَستطِع السيطرَة على ارتعاشِ يَديه
بِداخلِه اضطِرابٍ لم يُحّل
يُطالِعها و هي تنتطِرُ ردّه الذي طال
اخَفضت بصرها الي يَديه المُرتجفَة فعلِمت انهُ عاجِز
لا يَستطيعُ كَسر مبادِئه
فَهو رَجُلٍ يَتغذا على قِيمه و مُعتقداتِه
ابتَسمت ساخِرَة قَبل ان تَعود خُطوَة الي الخَلف تَصنع مسافَة آمنَة بينهِما ، ودّت الالتِفات و الرَحيل لَكِنه مَسك بِمعصمها يُعيدها نَحوه حتى واشَكت على الاصطِدام بِصدرِه
قُيّدت ذِراعها وراء ظَهرِها كي تُتيح له فُرصة صُنع اتصال جسديّ بينهُما
إذ تصادَم صَدرُه بخاصتِها
امعَن النَظر بِداخل عُيونِها السَوداء يَهتِف بِهدوءٍ لا يَخلوا مِن عُمق نَبرتِه الأجِشَة " أطلتِ حَديثُكِ ! فإليكِ اجابتي "
كان يَتقدم بِضع خُطواتٍ تَجعل من جَسدِها يرتّد الي الخَلف حَتى التَصق بِذلك الجِدار الزُجاجيّ البارِد ، قَطرات المِياه تتصادَم عَلى اجسادِهما المُبللَة دون تَوقف
" قُبلتكِ التي سَتمنعُ ارتجافي
ستأخذينِها ليلَة زِفافكِ
يا عَــروسِـــي "
عَروسي تِلك
تُخبِرُها و بِكل وضوحٍ انّهُ
يَقبل على الزواجِ مِنها و ان كان في قلبُها رَجل سِواه
•••
3477 ✅
اهلاً جميلاتي
كيف حالكن ..؟
اتمنى ان تكونوا بِخَير 🦋
عُدنا في فصل جديد
قصير بعض الشئ
لكن القادم سيكونُ اطول
🪐 رايكم في الفصل..؟
🪐 مشاعر الابطال؟
🪐 آلميرا و انكسارها؟ 👀
🪐 اكثر مشهد نال اعجابكم؟
🪐 توقعاتكم للقادم؟
عُمومًا ، وددتُ شرح مشاعر الابطال في هذا الفصل لتكونوا مُدركين تمامًا احساسيهم تِجاه بعضهم
كان من الواضح ان الرائد يمتلك مشاعر تجاه خطيبته
لِذا لم ارد اخفاء الامر اكثَر
على غِرارها هي
لا تمتلك ذرة شُعور نَحوه
نكسرُ قاعدة ان البطلة مُغرمة في البطل منذ اول لقاء :)
الفكرة ان جوليان ترك بصمته في قلبِها
من الصعب عليها تجاوزه
خذ بالكم ان الميرا ما اكتشفت مشاعره نحوها
ليه..؟
لان هي تعرف ان جونغكوك يتوتر لما يكون بجنب البنات
من صغرهم كذا يكون يرتجف لو قربت منه بنت
فعقلها ترجم انّ قلبه صاخب من توتره لانه حاول يقبلها
هي لازالت لاتعرف حقيقة مشاعِره
🪐 برأيكم استخضعُ لخطيبها بعد الزواج..؟
اضافَة مهمّة
الرواية قصتها اعمق مما تبدوا عليه
هُنالك اسرار ستنكشف بعد زواجِهم
ستظهر فيها كثير من الجوانب و الاطراف المُتعلقة بِهم جميعًا
الي جانِب ان الميرا ستُواجه معارك كثيرة مع مشاعرها تجاه جوليان
الذي تزوج شقيقة خطيبها 🤦🏻♀️
اي سيكون متواجدًا دومًا امام عَينيها
كذلك ، جونغكوك رُغم انه صامِت
لكن هُنالك الكثير يحدُث بداخله
للصبرِ حُدود كَذلك 💁🏻♀️
لدينا الكثير ينتظرنا 🔥
خِتامًا اراكم في القادم ان شاء الله
الي اللقاء 🦋
.
.
.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top