عَروس الميراث | 07

عروسُ الميراث | JK

اهلاً بِكم في الفَصل السابِع 🤍

لان رمضان لدينا بالغد { الثلاثاء }
قررت نشر فصل اليوم 😁

انهُ بمثابة مُفاجاة لَكم لان تفاعلكم نال اعجابي الفصل السابِق

امنحوا الفصل الحُب 🤍

رمضان مُبارك و كريم لكم جميعًا 🌙♥️

لنبدأ

•••

بِحُلول الساعَة التاسِعَة صباحًا
خَرجت آلميرا بِرفقة صديقتِها و انجيلا التي اقترحَت أن تُقلهما الي المدينَة حيثُما يتواجَد السوق لِشراء مُستلزمات العُرس الخاصِ بلاڤينيا

توجهَن الفَتيات الثَلاث الي المَحلات النسائِيَة حيثُ ظهر الخَجل على مَلامح لاڤينيا حينَما عَرضت عليها آلميرا الملابِس الداخِليَة و قُمصان النوم التي جَعلتها تَستشيط حَرجًا

هي على عَكس صديقتِها آلميرا
خَجولَة جدًا
لا تُحب ارتداء المَلابس الفاضِحَة المُبالغ بِها

لكِّن تلك تمامًا هي اجواء آلميرا التي اقتادَتها الي قِسم الارواب الكاشِفَة تَعرِضُ عَليها الاشكال التي جَعلتها تَصرُخ تَعترِضُ تمامًا عمَّا تنصحُها به

- ميري هل فقدتِ عقلكِ؟ كيف تُريدين مني ارتداء هَذا؟ مالذي يُخفيه بالضَبط!

ارتَفع طرفُ شِفاه آلميرا ساخِرَة إذ قالَت

- من التي تُريد الاقبال على الزواج و الاختباء وراء الالبِسَة..؟
لما تُريدينه ان يُخفي و من المُفترض ان دَوره ابرازُ مفاتنكِ!

اصطَّكت لاڤينيا على أسنانِها بِحَرجٍ تكادُ تشتعِلُ لِهَول الخَجل ، خَطفت القَميص من بَين يديّ آلميرا تَضعهُ بالسلَة حينما أيدتها انجيلا ضاحَكة

- آلميرا مَعها حَق ، ليس عليكِ الخَجل منه ! انهُ زوجكِ

عانقَت انجيلا لاڤينيا مِن الخَلف حيثُ هَمست لها مُكملَة

- حَسب مَعرفتي في تايهيونغ ، فَهو شخصيَة رومنسيَة للغايَة ، سيُغرقكِ بالحُب حتى يُذيبكِ بين يَديه

تصاعَدت الحَرارة الي جَسد لاڤينيا التي باتَت تتخيل ليلة عُرسها مع خَطيبها و حَبيب قلبِها ، ارتَسمت ابتِسامَة خجولَة على شِفاهها ثُمّ نَظرت الي آلميرا التي سخِرت و هي تتفقَّد قُمصان النَوم

- انتٍ محظوظَة ، خَطيبكِ رومنسي ، اُجزم ان لبستُ كُل هذا لن يُحرك بِجونغكوك ساكِنًا

حَدقت أنجيلا بِها تعترِض حَديثِها إذ قالَت بينَما تعقدُ ذراعَيها الي صَدرِها

- لا ! يُقال انّ الرَجُل الصامِت يُخفي الكَثير وراء سُكوتِه ، قَد لا يُعبرُ لكِ باقواله ، لكّنه سيُبهركِ بافعاله

دَحرجت الصَبية عُيونِها بِمَلل فَحديثُ انجيلا لا يُرضيها
هي تُريد من يُغرقها بالكَلام المَعسول و يُحسن مُحادثتِها

- لا اُوافقكِ ، هل نحنُ حيوانات حتى يستدرجني مُباشرَة الي الفِراش ..؟ انا بِحاجة الي تَمهيدات و حَديث مَعسولٍ يُشعرني بالارتِياح

نَظرت لاڤينيا تِجاه انجيلا التي رَفعت اكتافِها بيأس ، من الواضِح أن آلميرا عَنيدة لا تقتنعُ بِحديث غَيرها بِسُهولة ، على الرُغم من انها ابدَت تعاطُفًا مع قصتِها و انحازُ جزء مِنها الي جونغكوك ، لَكّن رأيها شديد الانقلاب

ان كان قَلبها ينفُر مِنه
من الصعَب عليها مُجاراتِه

هي لا تُحبه
لا تستطيعُ ارغام مَشاعِرها على التكَّون ناحيتِه

اشتَرين ما تَحتاجهُ لاڤينيا مِن اجلِ زواجِها ثُم غادَرن نَحو البَيت الذي سَتسكُن بِه مع تايهيونغ ، بِمُجرد ان رَكنت سيارة انجيلا التي استعارَتها مِن جونغكوك نَزلت آلميرا اولاً و الحَماس يَطغى على مَلامِحها

تودّ اكتِشاف البُيوت هُنا و رؤية مَدى اختلافِهم عَن المُدن
البلدَة اشبه بالريف لِذا كُل المنازِل كانَت مُتواضِعَة للغايَة

لانها تَنحِدرُ من عائلَة ثَريَة عاشت طيلَة حياتِها في بُيوت اشبَه بالقُصور
يَنتابنا الفُضول لِرؤية كَيف تعيشُ الطبقَة الوسطَى او الفقيرَة عُمومًا

لم تكُن بِحاجَة لِطرق الباب فَقد كان مَفتوحًا بالفِعل ، دَخلت و هي تَستمعُ الي اصوات الشَباب مِن الداخِل يُحدثون ضَجيجًا فَخمنت انهم يُغنون انشودَة عسكريَة يُرددونَها في المَهام دومًا

ابتَسمت تقفُ عِند صالَة البَيت بعد انتهاء الممر الذي عَبرته ، راقَبتهم و هُم يقومون بِطلاء الجُدران و بِرفقتهم ايلين تُحاول المُساعدَة بفرشاةٍ صغيرَة كحجمِها

بدا مُمتعًا ان تُنصِت الي اصواتِ غناءهم المُوحَّد لِذا لم تُفوت عَليها فُرصة تأملِهم بابتِسامَة لطيفَة حينَما انضمَّت اليها كُل من انجيلا و لاڤينيا التي تُلقي نَظرةٍ شاملَة على بيتِها المُستقبليّ بِرضَى

هي مُتحمسَة لِملئه بالحُب مَع مَن اختارتهُ شريكًا لِحياتِها

- لِما يدي لا تستطيعُ الوصول الي حَيثُما يصِل العم تيتي

تَحدثت ايلين عابِسَة و هي تُفلت الفُرشَة حينَما ادركَت ان ماتَفعله هباءًا ، اكمَلت و هي تتكتَف مُبوزة شِفاهها الكَرزيَة

- العم موتشي ايضًا يستطيعُ الوصول و انا لا ، ظننتهُ بطولي

شَهق جيمين من سُخرية الطِفلة مِنه اذ اشار الي نَفسِه مَصعوقًا

- انا ؟ انا بطولك ايتها الشقيَّة؟

اخرجَت ايلين لسانِها تُغيضه ثُم اجابَت

- اجل انت ، عمي كوكي اطول منك بِكَثير

غَضب جيمين مِن سُخريتها على طُوله حيث تَرك فُرشاة الطِلاء من بَين يَديه و هَرع اليها يُطارِدها كيّ يَنال مِنها ، صَرخت الصغيرَة و بدأت بالرَكض و نِداء بَطلِها الذي كان يُدخن عِند الشِرفَة

- كوكيي ، ساعِد ايلي ، الموتشي الشرير يُريد التهامِها

سَمع جونغكوك صَوت صُراخِها لِيقوم بالقاء سيجارتِه ارضًا يدعسُ عليها قبل ان يَدلِف يُراقِب ايلين و هي تَركُض عِند امِها ، دَخلت في حُضن آلميرا لانها كانَت في الواجِهَة لِيقترِب هو يُمسك جيمين من ياقتِه الخلفيَة يَجرُه الي الوراء

- الي اين تخال نَفسك ذاهبًا ..؟

احتَضنت آلميرا الصغيرَة لِتنخفض تَحملها تَرى بُقع من الطلاء تتناثَر حول يَديها و وَجهِها المُتورِّد ، لشدَة بياضِها تَحملُ احمرارًا دائِمًا عِند خَديها

ضَحكت على مَلامِح جيمين العابِس و هو يُخاطِب خَطيبها قائِلاً

- هذِه الضِفدعَة سخِرت من طُولي

احاطَت ايلين عُنق آلميرا و اجابَت تُدافع عَن نَفسها

- انا لم اكذِب ، عمو كوكي طَويل جِدًا و انت قَزم

على الرُغم من انّ جونغكوك جامِد المَلامح ، الا انَّه جاهد للحِفاظ على اتزانِه كيّ لا يُظهر رَغبته العارِمَة في الضحِك على تعابير جيمين المُنفعلَة

فَكّ وِثاقه و هَدده بِحدَة

- اياك ان تَلمسها ، ايلي مُحقَة ، لا اعلم كَيف قبلوك في العسكريَة مع هذا الطول

عَبس جيمين يضرِب بِقدمه على الارض اسفلِه مُغتاضًا

- ليس انت ايضًا جونغكوك ! ثُمّ انظر ، العقيد مين ايضًا نفس طولي

اشرّ بيدِه على العقيد الذي اُمسِك و هو يَسترِق النَظرات الي المُمرضَة حينَما كانَت تُلاطِف ابنتِها ، تَحمحم بِمُجرَّد ان تناقَلت كل الاعيُن عَليه ، لم يكُن يُدرك احاديثِهم لِذا صرَّف الموقف بِقوله

- جونغكوك معه حَق

توسعَت اعيُن جيمين الذي احسّ بالظُلم ، لَكِن مُواساة ايلين لهُ حينَما نزلت من حُضن آلميرا و هَرولت نحوهُ تعانقه خففت عَنه

- لاباس موتشي اللطيف ، انا اُحبك لانك قَريب اليّ

مَنحتهُ أبرئ نَظرات الكَون تَجعلهُ يودُّ التهامِها ، مَنحها ابتِسامَة نقيَة تشارَكها كُل الحُضور حيثُ انحنى اليها يُقبل رأسها و يَحملها على اكتافه قائِلاً

- و الا ايلي اصبحَت اطول احدٍ في المجموعَة

صفقَت ايلين بِسعادَة لِتهتف بِحماسٍ بالِغ

- ياااي مرحااا ، الموتشي هو الافضل

لم تُفوت آلميرا ذلك المَشهد إذ اخرَجت هاتِفها تلتقِط لهما الصُور حَتى ظَهر امام عدسَة كاميرتها جَسد خطيبها الضَخم ، ودّت الحَديث لَكنهُ فاجئها بامساكِ ذراعها و جرِّها وراءه الي غُرفَةٍ خالِيَة يُغلق الباب عَليهما

- ياا !

ارادَت توبيخِه على جَذبه لها بتلك الطَريقَة امام اعيُن الجَميع لَكنهُ بادر بِخطف هاتِفها مِنها و مَسح الصور التي التقطِها مُنبِهًا بنبرَة صارِمَة

- اياكِ و التقاطُ الصُور لاحدٍ هُنا! يُعّد انتهاكًا لاحد القواعِد التابعَة للعسكريَة

بِمُجرَّد ان ذَكر سيرَة القواعِد حتّى جُن جنونها و اضحَت تَصرُخ بِه مُنفعلَة

- ما رأيك ان تتزوَج بالقوانين ان كنت مُغرم بها لِهذا الحَد ..؟

كان يُنصت بِصمت يَرى مَدى انفعالِها و هي تُشير عليه بيد و الثانيَة تتخصَّر بِها تُخاطِبه بِحنق و انزِعاج واضِح من عُقدة حواجِبها

- انت تُقدم القوانين على حِساب خَطيبتك !

لم يكُن صعبًا عليه ان يُجيب لِذا سُرعان ما قال

- هذا صَحيح

هو يَستفِزُها و يَجعلها تَستشيطُ غضبًا ، تودُ لَكمه ، تَشتهي عَضه لعلَّها تَشفي غليلِها مِنه لِذا صاحَت بِه بِصخَب

- هل انت مَعتوه ؟

احسّ ان صَوتها العالي سَيصلُ الي مَسامِع فريقِه لِذا سُرعان ما بَسط كَفه على شِفاهها يُسكتها بعدَما ارتَّد جَسدها الي الوراء و التَصق بالجِدار ، تناوَل عُيونها بِمُقلتَيه و هَتف مُنبِهًا

- اصمتِ ! ماهذا الصَوت الذي تمتلكينَه ؟

نَهرها و ذَلك زاد غَضبها ، ما يَزيدُها غضبًا انهُ مُصاب و إلا انهالَت عليه باللكمِ و الضَرب تُخفف القَليل مِن حدَة انزعاجِها

هي لا تَعلم لِما استيقظَت اليَوم تَحقدُ عليه بِشكلٍ مُضاعف
لكِن ألمِ رَحمها النازِف لاحِقًا مَنحها اجابَة مَنطقيَة

هرموناتها تتصاعَد و هو لا يُراعي ذَلك

ضَغطت على قَبضتيها بِغَيض تَستجمعُ انفاسِها المُهتاجَة ، ازاحَت يدهُ عن شِفاهها تَدفعه الي الخَلف بقوَّة ، كانت على وشك المُغادرَة لكن انينه المُتألم جَعلها تعودُ ادراجها تتمسَك بِكتفه بسرعَة

- الهي انت بِخَير ..؟

نَظرت في عُيونِه الهادِئَة و لم تَرى اي تَعبير يوضِح وَجعه ، ادرَكت انهُ خَدعها لِذا حاوَلت دَفعهُ مُجددًا لَكنه تدارَك الموقف بِوضع كَفه وراء ظَهرِها و جَذبها نَحو صَدرِه يعدم المَسافة بينهُما

لم تتوقَع فِعلته لِذا فرقَّت بين جُفنيها تَنطِق مُندهِشَة

- مالذي تَفعله ..؟

نَظر بِداخل عُيونِها الكُحلية تُنافس خاصَتهُ سوادًا ثُمّ نَطق هامِسًا

- صرصور

انكمَشت مَلامِحها بِعَدم فَهم تُحاول استيعاب الكلمَة التي نَطقها حيثُ قال بينَما يمُد يدهُ لازالَة الصوصور الطائِر الماكِث فوق شَعرها

- لقد ازلته

لَم تستوعِب المَوقف الا بَعد دقيقَة كامِلَة و هي تُناظِر الصرصور بِداخِل اصابِع خَطيبها ، واشَك قلبها على الخُروج من مكانِه إذ اطلَقت صرخَة عاليَة لِهَول الهَلع فبالتأكيد لَديها فوبيا من الحَشرات

لاسيما الصراصير التي تَميل لكونها مُقززَة اكثَر من المُخيفَة

رَمى الصرصور بِسُرعَة ثُمّ وَضع كَفه على فَمها يُسكتها حينَما اشتَّد صُراخِها ، رَكض الجَميع نحو الغُرفة يَتفقدونَها حَتى رأوها بِداخل حُضن خَطيبها الذي يَعمل جاهِدًا لتهدأتها

- مالذي يَحدُث ..؟

سألت لاڤينيا بِقلق ، لَم يَبخل جونغكوك باجابتِها و قال

- صرصور

- ماذا ..؟

صاحَت لاڤينيا التي رأت ذلك الصرصور يَطير في اتجاهِها ، شَهقت لتبدأ بالصُراخ بِصخبٍ كما فعلت انجيلا التي عادَت خُطواتٍ الي الخَلف حتى واشكَت على السُقوط لَولا صَدر العقيد الذي كان بِمثابَة جِدار مَنع وقوعِها

رَفعت رأسِها له لِتشهق تبتعِد عَنه بسرعَة لِتركُض مع لاڤينيا الي الخارِج تحت نَظرات الفتيَة المُندهشون

هل مُجرد صرصور صَغير الحجم يُحدث كُل هذه الجَلبة..؟

ابتَعدت آلميرا عَن حُضن خَطيبها بعدَما ادركَت ان الصرصور قَد غادَر ، مَسحت على وَجهِها المُحمَر ثُمّ غادَرت الغُرفَة مُحرجَة

رَمِش جونغكوك بِعدم فَهم لِيهز كَتفه السَليم كما فعل البَقية
تظَّل الانثى كائن مُعقد يُصعب فَهمه

•••

انشَغل الجَميع في تَجهيزات المَنزل كيّ يَكونُ كامِلاً عند اقامَة الزواج غدًا
انَقسم بعضًا مِنهم بقى للتشطيبات ، و البَعض الأخَر غادَر لِجلب الاثاث

- تبقَت افرشَة السَرير لِتكون غرفة النَوم جاهِزَة

تَحدثت لاڤينيا بعدَما القت نظرَة اخيرَة على التَجهيزات ، زَمت شِفاهها تُراقب البقيَة يتناولون الطَعام بعد عَملٍ شاق حيثُ قالَت

- تايهيونغ ليس موجودًا لِنذهب و نجلِبها

حَدقت في انجيلا التي سارعَت بالاقتِراح و هي تُطعم طِفلتها كي لا تُوسخ فُستانها بعدَما بدََلت لها ثيابها حديثًا

- اقترحُ ان يَذهب جونغكوك و آلميرا لِجلبها

اُعجبت لاڤينيا بالفكرَة على عَكس صديقتِها التي تَسطحت على الارض بِتَعب نافيَة

- انا مُتعبة ، اذهبي انتِ معه

تأوهت بألم حينَما قرصتها انجيلا الجالسَة قُربها من فِخذها تُناظرُها بحدَّة كي تَجلس جيدًا ، عَبست و اعتَدلت بِجلستها تُناظر جونغكوك بِحقد

انهُ من يُفضل قوانينه التافهَة من وجهَة نظرها عَليها
الهي! تودُّ قَتله

استَقامت معهُ بعدَما تم الالحاحُ عَليهما و لم يكُن عليها سِوا المُوافقَة اجبارًا لِذا انساقَت معهُ الي الخارِج و هي تَشتمهُ في دواخِلها

رَكبت في السيارَة الي جانُبه تَضعُ حزام الامان بعدَما شغَّل المُحرك و انشغَل بادارَة المِقود و القيادَة دون التَفوه بِحرف ، لِسانها يأكلها ، هي تودُّ التَحدث فالصَمت ليس من شِيمها

بادَرت بِفتح موضوع فالطَريق طَويل بالفِعل
قالَت تَلفتُ انتِباهه

- اذًا بعد زواجنا اين سَنسكُن ..؟

كان هادِئًا يَنتقي كلماتِه بعنايَة ، اجابَها بَعد صَمتٍ دام طَويلاً

- ستسكُنين لَدى أهلي

لم يكُن جَوابه مُستَحب لَها ، بَل ايقظ بُركانًا راكِدًا بِداخلها ، حاوَلت اخماده بتنفسها البَطيئ كي لا تَفتعل معهُ شِجارًا حادًا لِذا قالَت تصطنعُ ابتِسامَة مُزيفَة

- هل انا ساتزوجك ام اتزوجُ اهلِك ..؟

سُؤالها ازعَجه
وَجه بَصره نَحوها و لَم يتستر على استياءِه بل اظهره في عُقدة حواجِبه يَتحدَثُ بِحنق

- آلميرا هذه ضريبَة الزواج من عَسكريّ

شدَّت على قَبضتِها و لَم تُخفي انزعاجِها هي الاخرَى بل اظهَرتهُ بِقولها

- و انا ما ذَنبي ان احتمل فُراق زَوجي عامًا كامِلاً ..؟ ان تم هذا الزَواج يَعني اني مَنحتك نَفسي بالكامِل و انا لستُ مُستعدَة للبقاء وَحيدة احدى عَشر شهرًا مُقابل ان اراك شَهر واحِد تَقضيه و انت صامِت

حَديثها منطقيّ بِشكلٍ يُضايقه ، حافَظ على كلماتِه و لم يُرد اجابتِها و ذلك زادَها اشتِعالاً إذ اكمَلت

- جونغكوك انا جادَة ، ان تزوجتك سآتي معك الي هُنا

هو ليسَ مُستعِدًا لِخوض نِقاش حاد مَعها مُجددًا ، سايَرها بِحديثه و عُيونِه تصطادُ الطريق امامَه

- لكل حَدثٍ حَديث

اطلَقت تنهيدَة عميقَة تُعبر عَن حجم مُعاناتها في التواصِل مَعه ، بَعثرت شعرِها الحريريّ بِكلتا يَديها كَطريقَة للتخَفيف عن الضَغط الذي يَجتاحُها ثُم نَطقت

- لَديك خيارين ، اما تَجلبني مَعك ، او ساخبر والدي ان يَنقلك الي القاعدَة العسكريَة في كوريا

عَقد حواجِبه بشدَّة لِيُدير رأسهُ اليها يُخاطبها مُمتعِضًا

- دَعي والِدك و مَنصبه بعيدًا عن قَراراتنا الخاصَة !

ناظَرتهُ بِغَضبٍ تُجيبه و هي تَشتعِلُ غَيضًا من ردوده البارِدَة
هي عَصبية و هو جامِد يُنافِس الجَليد في بُرودتِه

- جونغكوك لا تُناقِشني! ان تَضع برأسك فِكرة العيش مِنفصلين هذه لا تُفكر بِها اسمِعت ؟

ضغَط باصابِعه المُلتفَّة حَول المِقود يَعتصِرُه بقوَّة إذ قال مُهسهسًا

- زِني كَلامك و اسلوبكِ و انتٍ تُحادثيني جيدًا!

ادارَت عينيها للنحوِ الاخر كَجسدِها الذي القتهُ جِهة النافذَة تُشابِك يَديها عِند صَدرِها و داخِلها مُمتلئ بالغَضب مِنه ، فضَّلت التزام الصَمت على الاشتِباك مَعه و افساد ما تَبقى من يَومِها

هو لا يَقلُ عِندًا مِنها
كِليهما عَنيد و يُحب فَرض رأيه
و ذَلك حتمًا سئ لِعلاقتهِما

هي حاوَلت التنازل و فَهم وِجهة نَظرِه
لَكنها ابدًا لن تَرضى ان يَترُكها وراءه عِند اهلِه و يَزورها كالضَيف مرَّة في العام ، هي حتمًا ، لن تَرضى

•••

يَتمشيان بِداخل اروقَة المَفروشات الزَوجيَة للاسرَّة ، كانت تُشابِك يَديها وراء ظَهرِها بينَما تَبتسِم بخفَّة ، التَسوق يُحسن مِزاجِها

على الرُغم من انها سَريعة الغَضب
لَكنها ترضَى بِسُهولَة ايضًا
مُجرَّد كلمَة قد تُساهِم في تَحسين مِزاجِها

ذَوقه التَقليديّ يَجعلها تَسخر ، حينَما انساق نَحو غِطاءٍ يحملُ الكثير من الورود الكَبيرة ذات الالوان الصَفراء و الحَمراء ، دَنت منهُ تُناظره بِاستِهزاء

- اًجزم ان عُمرك بالثمانيَة و الثلاثين !
هل انت فِعلاً من جيلنا ؟

تجاهل سُخريتِها و حينَما واشَك على سُؤال البائِع عن سِعر الغِطاء سَحبتهُ من ذِراعه بعيدًا تُخاطِبه باحِراج

- اُصمت ، ماهذا الذَوق السئ ! الاهي

سَحبتهُ الي اغطيَة كلاسيكيَة ذات الوانٍ هادئَة من تدرجات اللون الرماديّ و الأبيَض ، انشَرح صَدرُها و هي تَراهُ موضوعًا على سَرير لابرازِه إذ اشارَت نحوهُ قائِلَة

- اُنظر كم هذا جَميل

لم تَظهر على ملامِحه تعابير الاعجاب بَل اوضَح عكس ذَلك بِحديثه

- ماهذه الالوان الباهتَة ؟ انها لا تُناسِب عروسين

قامَت بِدحرجَة عينيها تتجنَّب السُخرية من ذوقه كي لا تَجرحه ، لَكنها لم تَكبح كلماتِها التي خَرجت رُغمًا عن ارادتِها

- الذي اخترتهُ حَضرتك انتهَت صيحتهُ منذُ زواج والداي في الثمانينات

ميَّل رأسهُ يُحدِق بِها بِحاجبٍ مَرفوع إذ قال مُدافعًا عن ذَوقِه

- كلاّ ! هذا خاطِئ ، والداي لازالا يمتلِكان مِثله

دلّّكت ارنبَة انفِها مُتحمحمَة حيثُ قالَت بِصوتٍ خافِت

- فَهمت من اين يَنحدر ذوقك البَديع

لَم يَسمعها لذلك تَجاهل الرد عَليها ، حينَما اراد الاشارَة على غطاء اكثَر يمتلكُ اللون الاخَضر قوطِع عَبر قُدوم العامِلَة التي تَحدثت مُبتسمَة باللغَة الانجليزية لِكونها اجنبيَة

- مرحبًا ، هل انتُما عروسين جَديدين؟

مَنحتها آلميرا ابتِسامَة لطيفَة حيثُ شابَكت ذراعِها بخاصَة خَطيبها تُجيبها بِهدوء

- هذا صَحيح ، نحنُ نَبحث عن اغطيَة و مرتبَة سرير جَيدة فزواجُنا قريب

نَظر جونغكوك اليها يَرى مدى انقلابِها المُفاجئ ، هو يتعجَّب كَيف تستطيعُ التعامل مع كُل تلك التعابير في آن واحِد في حين انهُ يُجاهد لِصُنع تَعبير حتََى

ادخَل شِفاهه بِداخل جَوفه و تَركها تستلمُ الاحاديث مع العاملَة في حين انَّه يسيرُ مُنساقًا مَعها دون التَدخُل ، اقتَربت الموظفَة تُشيرُ على مرتبَة سرير مَتينَة إذ ضَغطت عليها بيدِها مُتحدثَة

- هذِه المرتبَة قويَة للغايَة و بذات الوَقت ملمسها قُطنيّ مُريحَة عند النَوم

وَضعت الموظفَة عينيها على جونغكوك الذي يَجوبُ بِعَينيه على انحاءِ المَحل يُحدث لحنًا خَفيفًا حينَما بدأ يُصفِّر ، اكمَلت بِصوت استطاع سَماعه جيدًا

- لاسيما انها تستطيعُ التَحمل جيدًا! فَزوجكِ يبدوا قويًا

رَمِشت آلميرا تستوعِب حَديثها و الي ما تُشير ، وَجهت عينيها الي خَطيبها الذي لم يَفهم كَلامِها و منح المُوظفَة نظرَة بارِدَة خاليَة من الحَياة

- من الجيد انه لم يَفهمك و الا قضَى عليكِ

هَمِست آلميرا للمُمرضَة تكتمُ ضِحكتها بِصُعوبَة ، دَنت تجلسُ على ناصيَة الفِراش تتفقَّد صَلابته ثُمّ بدأت بالقَفزِ بِحَماس

- يا انهُ حقًا قويّ ! لابد انهُ سيتحملُ الكَثير حقًا

تَحدثت بِنبرَةٍ ضاحِكَة يَجهلُ سَببها الرائِد الذي تَحدث و هو يُخرج عُلبة سجائِره

- ساكونً بالخارِج ريثما تَنتهين

غادَر يَتركُها تَشتري على ذوقِها دام الموظفَة تُرشِدها سيكونُ موقعه دون فائدَة ، خُصوصًا انَّها لن تأخذ رأيه بِعَين الاعتِبار

اشتَرت ما تحتاجه و اتفقَت مع حافِلَة تنقلُ المرتبَة و الاغطيَة الكبيرَة الي عِنوان المنزِل ، نَدهت عليه هو لِيتفق مَعه كَونه لا خبرَة لها بالاماكِن هُنا ، تَوجهت للوقوف قُرب السيارَة تُراقِبه يتصافَح مع الرَجُل و يُخاطبه

كَتفت يديها تُمعن النَظر به و بِهيئتِه
هيكله يَبتعِد كامِل البُعدِ عَن النُعومَة التي تجتاحُ شباب كوريا

ذا جَسدٍ رياضيّ ضَخم يَمتلكُ الكَثير من العَضلات المَفتولَة التي تُغري كُل صبيَة ، عَداها

رُغم انّ جَسدهُ نَوعها
لَكن هو ، اكيد لا

دَخلت الي السيارَة حينَما دَفع حَق المُشتريات ثُمّ عاد اليها يَراها تُشير بِحماسٍ على احدى المَحلات مُتحدثَة

- يا جونغكوك اُنظر الي هُناك

نَظر الي حَيثُما تُشير ، وَجد مَحلاً يبيعُ الزينَة و الزُهور ، كان على وَشك الحَديث لَكنهُ صَمت بمجرَّد ان نَزلت و جَرتهُ خَلفها

ادخلتهُ الي المَحل رُغمًا عَنهُ و جَعلتهُ يسيرُ وراءها و هي تَقولُ بِحماسٍ بالِغ

- غدًا ليلتِهما الاستثنائيَة
عَلينا مفاجئتهما بِشراء الزينَة الورد و الشُموع ، دعنا نُزينها لاجلهما

لم يكُن اقتراحًا مُحببًا لهُ ابدًا ، يُريد الرَفض لَكن حماسها يَمنعه
التَفت نَحوه تنظُر بِداخل عَينيه الكُحليَة تَراهُ ينهمك بالنَظر اليها

- ما رأيك هِمم ..؟ سيكونُ ذلك مُميزًا ، لاڤينيا تُحب هذه الاجواء

عارَضها و لم يُعطي لمشاعِرها اهتِمامًا إذ عَبر عن رأيه يبترُ حماسِها

- برأيي ان هذِه الامور اهدارًا للاموال

عَبست و تَجهمّ وَجهها تتحدَث مُنفعلَة

- لِما اهدارًا للاموال ..؟ على العَكس ، سيكونُ الامر رومنسيًا و يَمنحهُما اجواءًا تُحفز نُمو الحُب بينهُما ، انت تعلم هذِه الليلَة مُهمَة

رأت السُخريَة تعتلي مَلامِحه و هو يُنصِت الي حَديثِها التافِه من وِجهة نَظرِه ، اراد ان يَصمت و يَتجاهل كَعادتِه لَكِنه اجاب بِحديثٍ مَنحها خَيبة املٍ كَبيرَة

- اُريد اخباركِ شيئًا ، كيّ لا تَنصدمين لاحِقًا

نَظر في عَينيها المُنصتَة فَهذه اول مرَّة يُخاطِبها من تلقاء نَفسه و يشتَّد معها في الحِوار ، نظَّف حلقِه مُكمِلاً

- هُنالك نَوعين من الرِجال ، مَن يُمثل الحُب و الرومنسيَة لاخذ ما يُريد ! و مَن يَدخُل في صُلب الموضوع مُباشرَة و يأخذهُ دون أيّ تمهيداتٍ لا فائدَة لها

شدَّت على قَبضتِها بخفَّة ، علامات الانزِعاج بانَت على مَلامِحها تتخيَّل مدى سُوء ليلتها الاولَى مَعه بِفعل ما نَطقه نهايَةً

- و انا من النَوع الثاني لاني لا اُجيد التَمثيل

اجتاحها وَخزٍ خَفيف كان وَقعه سيئًا على مَشاعِرها تِجاهه
هو بَدل ان يُجمِّل صورتِه يَزيدها سوءًا

ضَغطت على يَديها بقوََة ثمّ قالَت بنبرَة هادِئَة على عَكس الغضب الذي ينشُب بِداخلها

- هل تَراني كاداةٍ لافراغ نزواتك ايها الرائِد ؟

جَوابه الهادِئ لم يَزِدها الا سوءًا و انغِلاقًا ناحيتِه

- العلاقَة الزَوجيَة هدفها الاساسيّ التكاثُر

ارتَفع طرف شِفاهها ساخِرَة إذ صاحَت بِه بعدما طَفح كيلُها من تَفكيره

- حتى الحيوانات تتكاثَر ! نحنُ بشر و لدينا مشاعِر ، كَيف يُمكنك رَبط علاقة مُقدسة كَتلك بالانجابِ فَحسب ..؟ هَدفها الاول توطيدُ العلاقة بين الزَوجين

رأيها لم يَكُن مُشابِهًا لِخاصتِه لَكنه صَمت كيّ لا يُزعجها اكثَر ، رأى مَدى خَيبة املِها في عُيونِها إذ عبَّرت بِنبرةٍ مُهتزَّة

- انت ذا تَفكير رَجعيّ ! لا تمتلكُ ذرَة مَشاعِر حتَّى

ابعَدتهُ عن طَريقِها ثُمّ اكمَلت سيرِها الي الخارِج بعدما انعَدمت رغبتها في شِراء اي شَئ آخَر ، هو جَعلها ترى ليلتها الاولَى في ابشعِ حِلاتِها بِمُجرَّد حِوارٍ تَسبب لها في وَخزٍ مُؤلِم ، فَمبالك ان كانت حَقيقيَة ..؟

ماذا ان استَعملها كاداة للتكاثر !
الاسوءُ من ذَلك انهُ سيزورُها مَرة في العام يَرى حالِها مع اطفاله و هي تَعيش رِفقة أهلِه

اسَوء كوابيسها تُراود مُخيلتِها
هي حتمًا ، لن تَقبل ان تكون زَوجته
يَنجح باستِمرار في جَعلها تنفُر منه و مِن تَفكيره المُتخلف
مِن وِجهَة نظرِها ، فَهي تَربت على العاطِفَة و الحُب

والِدتها لم تَبخل عليها بِمنحها الحُب الكافي في طُفولتِها
على الرُغم من انها عاشَت بدون والِدها الذي تَزوره كُل عام

تَربت على تَقديس العلاقات و مَنح الحُب و الرِعايَة لِكُل شَخصٍ شارَكته بِعلاقَة ما و لو كَانت سطحيَة
حَتى زُملاء عَملِها

على الرُغم من انّ شَخصيتِها مُتسرعَة احيانًا و عَصبيَة
لَكن في حَوزة قلبِها مشاعِر جَياشَة تظهُر بِسُرعة في ابسطِ المواقِف

جونغكوك ابدًا لم يكُن يُساعدها للكشفِ عن مَشاعِرها اللطيفَة
إذ كان دومًا يستمِّر باستِفزازِها بِتصرفاته المُزعجَة

طيلَة الطَريق كانَت تُحافِظ علَى صَمتِها كي لا تَدخُل في نِقاشاتٍ حادَة مَعهُ تُعكر مِزاجها فَحسب ، فَهو هادِئ لا يتأثر بِشَئ غالِبًا

او ذَلك ما تَظنُه

دَخلت الي السَكن مُباشرَة تَسيرُ بِخُطواتٍ مُتسارعَة نحو غُرفتِها و الاضطِراب بادٍ على مَلامِحها ، حَتى جسدها كان يَرتعِش مِن شدة دَهشتِها

لاحَظت شُحوب بشرتها و مَلامِحها الغَير مقروءَة لاڤينيا حينَما مرت من قُربها و تجاهَلت سُؤالها ، لَحقتها على الفور و اغلَقت الباب وراءِها تُناظِر صديقتِها الجالِسَة فوق السَرير تحشُر رأسها بين يَديها

- آلميرا ما الامر ..؟

اقتَربت مِنها تجلِسُ بِقربها تَرى مدى اضطِراب صديقتِها التي قالَت و هي ترُّج قَدمِها بسُرعَة

- انا لا يُمكنني الزواج مِنه لاڤ ، مُستحيل ان اتزوجه

انعقَدت حواجِب الاخرَى التي مَسكت بيد آلميرا المُرتعشَة تُحاول فَهم ما جَرى ، سألتها بِهدوءٍ قائِلَة

- اخبريني مالذي حَدث ؟ هل تَشاجرتُما ؟

وَجهت آلميرا بَصرها تِجاه صَديقتِها تستجمعُ شِتاتها للتَحدُث ، اخذَت نَفسًا عميقًا سَردت بِه الآتي

- نحنُ لا نَتوافق فِكريًا ، لكل مِنّا وِجهة نَظر مُختلفَة ، سيكونُ زواجنا مأساويًا يَنتهي بجريمَة قتل لا مُحال

استَقامت من فوق الفِراش تُرجِع شعرها الي الوراء موضِحَة

- هو ذا فِكرٍ تقليديّ للغايَة ، بَعيد كُل البُعد عن تَفكيري ، لا استطيعُ مُحاورته لاڤينيا لا استطيع ..! كُلما حاوَلت خوض نِقاش مَعه يَنتهي بِجعلي اثور غضبًا ، كَيف تُريدين مني ان اتزَوجه ؟

التَفت صَوب صديقتِها تُخاطِبها و اطرافِها ترتعِش

- هذا الزَواج سيكونُ بِمثابَة مَقبرة ادفِنُ فيها زهرَة شبابي!

تَنهدت لاڤينيا التي حاوَلت فَهم ما تَقوله و التَوصل الي حَلٍ مُحايد ، نَهضت من السَرير تقترِب من صَديقتِها حَتى قامت بامساكِ يديها و التهدئَة مِن اعصابِها

لابدّ انها مرَّت بصدمَة ما جَعلتها بالكاد تُسيطر على اتزانِها
فَهي ترتعِش بالكامِل

لم تتردد في عناقِها و التَربيت على ظهرِها مُتحدثَة

- اُنظري ميري ، تَحدثي مَعه بشأن كُل ما يُقلقكِ ، ضعي النِقاط على الحُروف و ان لم تتوصلا لِحلٍ يُرضيكِ اُرفضي ، انتِ لستِ مُرغمَة فالزواج ليسَ سنة او سَنتين! انهُ عُمر بأسرِه ، لا تُرضي احدًا على حِساب نفسكِ و سَعادتكِ فهذه حياتكِ انتِ ، فهمتِ..؟

بدا حَديثُ لاڤينيا مَنطقيًا يُزيح عَن آلميرا و يُخفف عَنها القَليل ، اطمئنت الصَبية مُبتعدَة عن حُضن صديقتِها قائِلَة

- ذَلك صَحيح ، انا استطيعُ الرَفض مدام الامر يَخُصني ، لن اُجبر نَفسي على دُخول عِلاقَة اعلمُ انها سَتُدمرني

ابتَسمت لها الثانيَة بِلُطف تُحاول التَخفيف عَنها بِمُساندتِها
رُغمًا عن كُل شَئ ، هي لَيست مُضطرَة على ان تتزوَج شَخص لا تُريده
لاجل أي أحَد ، حَتى ان كانا والدِيها

الزَواج قَرار مَصيريّ إما ان يَصيب او يَخيب
عَليها انتِقاء شَريكِها بِعنايَة كي تُزهِر مَعه بدلاً من أن تَذبُل

هي بَقت طيلَة اللَيل تتقلَّب في فِراشها تستعيدُ حوارِهما و كَم بدا جِديًا في حَديثه و هو يُخاطٍبُها بِكُل ذلك الجُمود ، تَضعُ يدِها على قلبِها و الدُموع حَبيسة عُيونِها الكُحليَة تُحاوِل استِدراك مَوقِفها

- لِما يَنتابُني شُعورٍ سئ ، و انا اكثرُ من يَعلم ان القَرار بيدي ..؟
ابي لن يُجبرني اليسَ كذلك؟

هَمست تُخاطِب نَفسها و عُيونها مُعلقَة على السَقف
يَنتابها شُعور يؤكد لَها أن المَطاف سينتهي بِها مُتزوجَة بِه
هي تَمقُت احساسُها ذاك
تُحاول تَكذيبِه ، لَكنه يتغلَّب عليها و يَزيدُها بؤسًا

املُها الأن مُعلَّق في شَخصٍ واحِد لا غَير

•••

انهُ يَوم زَواج تايهيونغ و لاڤينيا
حيثُما اُقيمت حَفلة مُتواضِعَة تَضُّم المُقرَبين فَحسب

العَروس لاڤينيا تَم تَجهيزُها من قِبل صديقتِها آلميرا التي وَضعت كُل مهاراتِها في التَجميل على وَجه صاحِبَة عُمرها تُنتج تُحفة فَنية تستحِقُ التأمل

- عَليه ان يَغدوا مَصدومًا ، لا يَستطيعُ الرَمش لِثانيَة خوفًا من فِقدان فُرصة تأملك لوقتٍ اطوَل

تهتِف آلميرا التي تَضع آخر لمساتِها على وَجه صديقتِها التي تبتسِمُ بِخَجل ، كَانت في قِمَة حياءِها و جَمالِها الذي ابرزتهُ السَمراء بِمُستحضرات التَجميل البَسيطَة

حددَت لها شِفاهها بِقلم بُنيّ فاتِح ثُمّ لَونت ما بالمُنتصف باللونِ الزَهريّ ، يَتماشى مع بَشرتِها البَيضاء الناصِعَة

لاڤينيا كانَت ذات بشرَة بَيضاء جِدًا
شَهباء تمتلكُ نمش خَفيف اسفل عُيونِها يَمنحها مظهرًا جذّابًا

تَركت لها شَعرها مَسدولاً لِتُثبت الطَرحة و تقفُ خَلفها تتفقَّدها بِعنايَة ، ابتسمت بِدفئ و هي تَرا صديقة روحِها تتزوَّج !

غَمرها شُعور دافِئ دَمعت لهُ عُيونِها
لا تُريد البُكاء و افساد اللحظَة

خُصوصًا انّ لاڤينيا بَكت كَثيرًا لانها بِمُفردها
والِديها تُوفيا و هي طِفلَة صَغيرَة
تَرعرعَت في مَيتمٍ اشترتهُ والدَة آلميرا حينَما ذهبوا الي استراليا

لطالَما كانَت والِدتها مُحبة للاطفال ، لِذلك حرِصت على الاعتناء بِهم بِكُل حُب و تَعويض النُقص العاطفيّ الذي بِداخلها

هُناك التَقت آلميرا بِصديقَة عُمرها و اصبَحتا مُقربَتين للغايَة
كَبرن سويًا و درسنّ مَع بعضهنّ حَتى بلوغ الجامعَة

و هاهي ذا تتزَوج و تَراها تُزّف الي حَبيب روحِها و الدُموع تتساقَط على وَجنتيها باستِمرار ، لَم تكُن آلميرا من النَوع الذي يَبكي بسهولَة

لَكنه كان مَشهدًا حساسًا
ان تكونُ لصديقتِها عائلة حَقيقيَة أخيرًا
بعدَما ترعرعَت وحيدَة طيلَة حياتِها

هي حينَما رأت تايهيونغ اطمئنت لهُ و تَمنت ان يُحسن عِشرتها فَهي تستحِق
لطالَما امتلَكت قلبًا طيبًا يُحب الخَير للجَميع

مَسحت دُموعها تُشكل ابتِسامَة واسعَة بِمُجرَد ان قَبل تايهيونغ جَبين صديقتِها و تغزَّل بِها بشكلٍ جَعلها تحمرُ خَجلاً ، التَقطت لهُما الكَثير من الصُور و لَم تكُن تَخجل من جَعلهما يَفتعلان وَضعيات جريئَة تَروق العَريس جِدًا

لَكن العَروس تكادُ تتلاشَى لِفرط حَياءِها

الجَميع كان سَعيدًا ، يُشاهِدان العَروسين يؤديان قَسم الزَواج ثُمّ يوقعان العَقد و بِذلك قَد تمّ عَقد قَلبيهما للأبد سَويًا

جونغكوك تعذّر عن الحُضور و ذَلك جَعل تايهيونغ يَأخذ على خاطِره مِنه
لَكنهُ لا يُبالي
لم يكُن يومًا يَهتم بالمَشاعر التي يَكنها أي احدٍ لهُ

آلميرا كانَت في قمَة سعادتِها و هي تَرقُص مع انجيلا و ايلين بعدَما شغلَّت الموسيقى ، تُحدِث حركاتٍ عشوائيَة تَجعل الجَميع ينهار من الضَحِك

هي ذات شَخصية مرِحَة للغايَة
لَكنها تُصبح مُنطفئة حينَما يتواجدُ خَطيبها

تأكدت من دُخول العَروسين الي بَيت الزوجيَة ثمَ عادَت ادراجِها الي السَكن تترُك الشباب وراءِها يَحتسون الخَمر حتى يُكملوا السَهريَة

انجيلا غادَرت الي منزلها حينما تَعبت ايلين و نامَت

دَخلت الي السَكن الذي كان خالِيًا فالجَميع بالخارِج بالفِعل
انتَفضت ما إن صَدح صَوت رُجوليّ آتٍ من المَطبخ
لَم يكُن يَخُص الا خَطيبها

- هل استمتعتِ ..؟

دَخلت الي الصالَة تراهُ يَحملُ سيجارته بين شِفاهه بينَما يَقومُ بسكبِ قهوتِه بِداخل فِنجانه ، وَجدت مَظهره مُثيرًا و هو يَلبسُ قَميصًا اسوَد بدون اكمام يُظهر ذراعَيه المُعضلَّة ، احداهُما تحتَّل مساحة بياضِها الوشوم

بَللت شِفاهها بِلسانها قَبل ان تُجيبه بِهدوء

- نعم

رَفع عينيه السَوداء اليها لِيُبعد سيجارتِه عن شِفاهه و يقترِب منها بِضع خُطواتٍ تُقلِّص المسافَة بينهُما ، جَلس على الاريكَة امامَها مُتحدِثًا

- سَتُغادرين غدًا الي كوريا؟

اكتَفت بالهمهمَة ، هي لا تُطيق قَضاء وَقت اضافيّ مَعهُ اكثَر
اخبرتهُ انها سَتُغادر قَبله و ما ان يَنتهي الاجتِماع الخاص بايلين يَلحقُ بها

جَلست امامَه تَودُ مُصارَحته لِذا شارَكته بِقرارِها
تُريد ان تُخاطبه بِهدوء لعلَّه يستوعِبها

- جونغكوك ، انا سأذهبُ الي كوريا ، و ساشارك ابي بِقراري

نَظر في عَينيها يُنصِت اليها و هي تُكمِل

- انا لا اُريد لِهذا الزواج ان يَكتمِل

ارتَفع طرف شِفاهه ساخِرًا ، قَبل يَومين قالَت انها تُراجع قرارِها بشأن زواجِهما ، اذًا مالذي غيّر رأيها ..؟

- لِما ؟

نَظر في عُيونِها الكُحليَة ، رأى انعقاد حواجِبها الشَديد دلالَة استنكارِها سُؤاله
لِما ..؟
كَيف لهُ ان يَسأل ..!
الا يَرى بوضوح تناقض شَخصيتهِما!

استَجمعت انفاسِها تُحاول المُحافظَة على هُدوءها بعيدًا عن التعصُّب ، اجابتهُ بِهدوء جاهَدت لاستِحضارِه ، هي تَنفر منه و لا تُطيق البَقاء بجوارِه

فَمبالك ان كان زوجِها ..؟

- لاننا لا نَليق لبعضنا ، الا تَستطيعُ رؤية هذا بوضوح ..؟
انت شَخصيتك نَقيضُ شَخصيتي تمامًا!

تَراهُ يَنفثُ دُخانه كَما لو انّه لا يُبالي حَديثِها
بَدا لَها ان الزَواج منها في فكره أمرًا حَتميّ
و رأيها غَير مُهِم البتَّة

و ذَلك حرَّك فوجًا من المَشاعر الغَير مُستحبَة بالنِسبَة اليها
هي لا تُريدُ فُقدان السيطرَة على لسانِها

- آلميرا ، هَذا الزواج مَفروغ مِنه

شدَّت على قَبضتِها بقوَّة ، عَبرت عن رأيها بِقولها

- لِماذا ..؟ هل انت امعَة تتبِع رأي والديك دون ان يكون لك رأي شَخصيّ ؟

تُطالِع عُيونِه حينَما وَجه بصرهُ نَحوها و تَحدث بِحاجبٍ مَرفوع

- و مَن قال ان قَرار الزواج مِنكِ يخصُ والداي ..؟

سُؤاله شَتتها ، جَعل افكارِها تتضارَب فلم تتوقَع ردّه الذي قالهُ تالِيًا

- انا بارادتي من اردتُ اتخاذكِ زَوجةٍ لي!

حَبِست الهواء بِداخل رِئتَيها ، هُدوء السَكن حَولِهما يَزيدُ الامرُ سوءًا
سألتهُ و هي تَقرن حواجِبها بشدَّة ، تستنكِر ما قاله كُليًا

- لِما تُريدُ الزواج منِي ..؟

اقشعَّر كيانُها ، كانثَى هي اهتَّزت لاولِ مرَة حينَما مَد يدُه و انتَشل بطرفِ اصابِعه خُصيلاتٍ من شَعرِها يُرجعها خَلف اُذنها قائِلاً بِصوتٍ أجِش

- لانكِ ، تَروقين لي

هي اهتَّزت لان ردهُ لم يَكُن مُتوقعًا البتَّة
خِلاف ذلك لا شَئ يدعوها لانّ تقشعِّر بِفعل حَركةٍ مُفاجئة مِنه

اهو يُصرِّخ لها بانهُ مُعجب بِها ..؟
يظُّل اعترافِه مُجرَّد كَلامٍ لن يُحرك بِها ساكِن

لا تُريد هذا الزَواج
أي لا تُريده

فَسخت يدهُ عَنها و استَقامت تُناظِره بانزِعاج واضِح
تَحدثَت تُخبره ما بِحوزتِها قَبل مُغادرتِها

- كما لو انِّي لم اَسمع ما قُلته ، عُمومًا ، سأخبِر ابي اني رافضَة تمامًا هذا الزَواج لِذا يفضل ان تَبحث لنفسك عن عروس تُناسب ذَوقك!

التَفت تُغادِر الصالَة لَكنها تَوقفت حينَما سَمِعتهُ يَقول

- لكنكِ ذَوقي ..!

شدَّت على قَبضتيها بقوَّة ، تَبغُض الطريقَة التي يُعاملها بِها
مُشكلتها انها تَعرِف ان تلك هي شَخصيته
سَواء اكان يُحبها او لا ، هو لن يَتغير

دَخلت الغُرفَة و اغلقَت على نَفسها الباب تَستندُ ضِده بينَما تستجمعُ شِتاتها
نَفثت انفاسِها بِبُطئ تَهمسُ قائِلَة

- هل هو ثَمل ؟
لقد فقد عَقله حتمًا! مابِه؟

سارَت في اتجاهِ حَقيبتِها تَجمعُ ملابِسها كيّ تُسافر بالغَد
تودُ الهَرب من مُحيطِه كيّ لا تُواصل الغَرق

طيلَة ليلِها و الافكارُ تتراكم بِداخل عقلِها
حَديثُه لا يُغادرُها

لطالَما اعتادَت على تلقي اعترافاتٍ كَثيرَة
لِكونها اُنثى جذَّابة في مُحيطِها
لَكِنها اول مرَة تتلقى تصريحًا من رَجل غَريب مِثله ..!

وَقع كلماتِه كان غَريبًا عَليها
حاوَلت النَوم لَكنها الليلَة المُتتاليَة التي تفتقِد فيه النُعاس

حَتى الكِتابَة لم تعُد ملجئًا لها مِن تشتُتِ افكارِها
لَم تستطِع اضافَة حرفٍ واحِد مُنذ اخِر مرَة كَتبت فيها

تتمنَى ان تَعود المِياه الي مجاريها بِمُجرَّد رُجوعِها الي كوريا
سَتُحاول مُناقشَة الامر مع والِديها بشكلٍ صَريح
و الوقوف امام هَذا الزواجِ بالمِرصاد

•••

- هل انتِ مُتأكدة من انكِ لا تُريدين توديع لاڤينيا ..؟

صَدر صوتُ انجيلا و هي تَسوقُ آلميرا التي تَجُر حَقيبتها الي مَخرج الثكنَة ، تَوقفت الصبيَة امامَها و نفت بابتِسامَة خافتَة

- لابد ان الليل كان طويلاً بالنسبَة اليها ، لن اوقظها فجرًا و احرِمُها من حُضن زوجِها في مِثل هذا الوقت لِذا سافضل الرَحيل بصمت

ابتَسمت انجيلا بِلُطف ثمّ اومَئت تؤيدها ، مَدت يدها لِغرض مُصافحتها تُكمل بِنبرَة ودودَة

- اذًا المرَة القادمَة التي سنراكِ بِها ، سَتكونين السيدَة جُيون

جامَلتها آلميرا بابتِسامَة مُزيفَة ، مُجرّد سَماعِها بذلك اللقَب احدَث لها ضيقَة في صَدرِها و جَعلها عاجِزَة عن الَرد ، كان خَطيبها ينتظِرُ في السيارَة حتى يُقلها الي المَطار لِذا سارعَت بالصُعود بقربه تُركز في النظر امامَها تَتجنبه تمامًا

لَم يُحادثها بِدوره بَل قاد بِصَمتٍ نَحو المَطار حَتى رَكن بالقُرب منه يُحدق بِها تستعد للنُزول ، مَسكها من ذِراعها يُعيق حَركتها حَتى يلفت انتابِها و بالفَعل نَجح فقد نَظرت لهُ مُستفهمَة

- بِمُجرد ان تَصِلي ، تاكدي من مُراسلتي

- لا!

سَحبت ذِراعها منهُ و لم تُلقي له بالاً ، بل نَزلت تُخرج حَقيبتها من الكراسي الخَلفية تَسيرُ مُسرعَة في اتِجاه المَطار بعيدًا عَن مُتناول عَينيه

دَلَفت تتركهُ وراءِها و بَعضًا من الحُريَة تكتسحُ شُعورها
هل سَتُصبح حُرَّة مِنه ..؟
استُحل مُشكلتها بِمُجرد العودَة الي اراضي والِدها؟

تَوشحت شِفاهها ابتِسامَة واسِعَة و هي تُغادر تَترك كُل شَئ خَلفها
لعلَ ما يَنتظِرُها في كوريا هو مُرادها الحَقيقيّ

•••

- باباااااا

يَصدحُ صَوت صُراخ الصبيَة ذاتُ الثاني و العِشرين من عُمرها و هي تَركُض في مَمرات بيتِ ابيها وصولاً الي حُضنه الذي احتواها بِكُل حُب

احتَضنته بقوَّة و في قلبِها سعادَة غامِرَة ، لا تُصدق انها تَرى والِدها بعد غياب ثلاث سَنوات ، شدَّت على عِناقه تُحاول التمسك بِدموعها قدر استطاعتِها

ابتَعدت عَنه و رأت حَجم فَرحته في عينيه لِرؤيتِها ، بادَر بِتقبيل جَبينها و تَفقدِها يَلفها حَول نَفسها يَرى كَم ازدادَت رونقًا و جَمالاً

- اميرتي الفاتنَة !

ابتَسمت بِوسعِ تَعودُ لاحضانِه مُجددًا ، ضغطَت عليه تتنفس بارتياح تشعُر ان الضَغط الذي بصدرِها يَزول عِند قُرب والِدها منها لِذا نَطقت

- اشتقتك يا ابي ، كَثيرًا!

شكلَّت تعابيرًا عابِسَة تجلبُ استلطافِه ، ضَحك على مَلامِحها فقام بِقرص وَجنتها يُخاطب وَحيدتِه بِلُطف يُنافي تمامًا قساوتِه عند التواجُد في عَمله

- جميلتي! والِدك اشتاقكِ ايضًا ، لكن ماهذا ؟

تفقَّد آثار الجُروحِ على مَلامِحها بقلق ، نَظر بِداخل عَينيها يرى ارتباكِها حيثُ بَررت بِقولها

- انت تعرف ابنتك الشَقية ، دومًا اتسبب بالضَرر لِنفسي

تَبريرِها لم يَكُن منطقيًا لَكنه تغاضى عَنه
سيُحاسب جونغكوك لاحِقًا لانهُ أمنهُ عليها

طَلب من الخادِمَة ان تاخذها الي غُرفتها لكيّ تَستريح فالسَفر كان طويلاً و مُرهِقًا للغايَة ، دَخلت الي غُرفتها المُخصصَة لها و القَت بجسدها على فِراشها تُغمض عُيونِها بِراحَة تامَة

سَتُفكر مُفاتَحة والِدها بموضوع الزَواج قريبًا
عليها استعادَة نشاطِها اولاً

•••

مرَّ اُسبوعٍ مُنذ عودَة آلميرا الي كوريا
طيلَة الوقت كانَت تتسكَع خارِجًا مع اصدقاءِها الكوريون ، لم يكُن والِدها يُعارض فَهو ليسَ من النوعِ المُتشدد ، يَمنحها مُطلق حُريتها

على عكسِ شخصيَة خَطيبها تمامًا
فهو من النَوع الذي يتدخَّل كَثيرًا

كان اليَوم السابِع يُوافق عَودة جونغكوك من السَفر لِذا اقامَت عائلَة جُيون اُمسيَة للتفاهم بِشأن تناسُب العائِلَتين

ارتَدت آلميرا فُستانًا قَصيرًا أحمَر اللون ، يَتماشى بِشكل مِثاليّ مَع بشرتِها السَمراء ، اقَتنت بوت أبيض يصلُ الي رُكبتَيها مَع وشاحٍ من الفَرو اسدلتهُ على عُريّ اكتافِها

وَضعت مكياجًا خَفيفًا يُبرز جَمالها
هي حَريصة على أن تبدوا في كامِل فِتنتِها ، مُتحمسَة جِدًا لِهذا اللقاء

رَشَّت من عِطرها الانثويّ ثُمّ سَلكت وِجهتها مَع والديها الي مَنزل آل جُيون

كانَت هُنالك مِساحَة واسعَة تَحملُ بضع منازل ذات بَوابة واحدَة
جُيون و اخوتِه و ابناء اعمامِه يَقطنون في ذاتِ قطعَة الارض التي تتضمَّن حَديقَة واحِدَة و مَدخل مُشتَرك

دَخلت سيارَة المُشير الي تِلك المِساحَة الهائِلَة يَرى تلك المَنازل الراقيَة تصطَّف بِجوارِ بَعضِها ، رَكن سائقه بالقُرب من العِنوان المُحدد حَيثُما يقطُن بَيت خَطيب ابنتِه ، الذي كانَ الأفخم من بَينهم

ارتَجل من سيارتِه ثُم لَحقته طليقتِه و ابنتِهما يُحدِقان في والِد جونغكوك ينتظِرهما عِند الباب ، ابتَسم السيد لي يَتقدم من صديق طُفولتِه لِمُعانقته بِحرارَة فلم يَتردد الأخر لِمُبادلتِه بِود

عُيون آلميرا حَبيسة نوافِذ بَيتٍ بَعيد عن بَيت خَطيبها
قَلبها بدأ بالنَبض بِعُنف
تُريد لَمح طيفٍ يَزيدُ بَهجتِها

ارجعَت شعرها وراء اُذنها ثُم ناظَرت والِدتها التي سَحبتها معها الي الداخِل حَيثما استَقبلتهم السيدَة جُيون بابتِسامَة مُجامِلَة

لَم تكُن عِلاقة آلميرا جيدَة بِوالدة خَطيبها ابدًا و لا باختِه حتَّى
نَظرات الكُره تتشاحَن بين الصَبيتَين فَتقطعُها السَمراء و هي تُزيل شالها تُبرز جَمال فُستانِها ، مَدته الي الخادمَة و سارَت تقرع كَعبها بتأنق تتجاهَل النَظرات المُوجهَة نَحوها

عائِلَة جُيون عُرفت بَتحفُظِها الشَديد
و كَنتهم الجَديدة تَسيرُ بِلامبالاة بِلباسٍ فاضِح يُثير غَيضِهم

لَكنها لا تأبه
دام والِدها هُنا لا احد يَستطيع فَتح فمِه بِحَرف

جَلست في الصالَة تَضع قَدم فوق الاخرَى بينَما تُوزع ابتِساماتٍ زائفَة لِكُل المُتواجدين ، تَبحث بِلهفة عَن نفرٍ تَمنت وجودِه ، لكنهُ غائِب

عَبست مَلامِحها لِتتناول كأس العَصير من الخادِمَة ترتشفُ منهُ مُتجاهلَة احاديث الكِبار التي تدور حَول زواجِها

لَفت انتباهِها حَديث اخت جونغكوك الساخِر و هي تَقول باستِهزاء

- هه ، في الآخِر آلميرا العَظيمَة تتزوج من جونغكوك

نَظرت آلميرا تِجاهها تَرمُقها بِبُغض ، ضَغطت على الكأس بيدِها تكتُم غَيضها مُحافظَة على أدبِها فَـ في الآخِر هي ضيفَة ، مَنحتها ابتسامَة هادِئَة تقولُ فيها

- آمل انكِ سعيدَة ، لاني سآتي لاكون فَردٍ مِنكم ، لن تَشعري بالملل بِجواري ، ساعلمك المَهام الخاصَة بالانثَى فَغالبًا صَبية عاشَرت الرِجال تَجهلُ ذلك

احتَست من عَصيرِها تبتسمُ بِمُكر لِمن كَشرت مَلامِحها بِغَيض من حَديثِها ، شدَّت على قَبضتيها ثُمّ استَقامت تُغادر المَجمع

تَلاقت عُيون آلميرا بِخاصتيّ والِدَة خَطيبها التي نَطقت بِهدوء

- آلميرا كَبِرت و اصبَحت انسَة جميلَة ، من المُفترض ان تُجمل سُلوكِها و لباسِها كَجمالِ وَجهِها كَذلك

لم يُعجب حَديثها آلميرا و لا والِدتها التي احتَضنت ابنتِها من الجانِب تنطِق بامتِعاض و ابتِسامَة مُجاملَة

- طِفلتي جَميلة قلبًا و قالِبًا ، جونغكوك مَحظوظ لانها سَتكونُ من نَصيبه ، لا احد يَعلم الخير الذي فَعله ليمنحه الرَب صغيرتي

تبسَّم كاهِل آلميرا لِحديث امِها فَوجدت السيد جُيون يُشاطِرها الرأي اذ قال و هو يُطالع خَطيبة ابنِه باعجابٍ واضِح

- صَحيح ، ذلك الصَغير محظوظ جدًا

رَمق زوجته بِنظراتٍ سامَة يُرغمها على ابتِلاع لسانِها

استأذنت آلميرا للاستِقامَة طلبًا لاستنشاق الهَواء ، كان ذَلك عُذرها لَكنها خَرجت بحثًا عن مُرادِها

تَمشت تجوبُ الحَديقة الضَخمة لِمنازِل آل جُيون حَتى صادَفها جَسدُ الرَجُل الذي تَبحث عَنه ، توَسعت ابتِسامتِها لتتزايد نَبضاتِها بِعُنف حينَما رأت هيئتِه المُتأنقَة ، أقل ما يُقال عَنه وَسيمُ ذا مَلامح آسرَة

صاحَت تُناديه

- جوليان!

انتَبه اليها فَبانت مَلامِح السَعادة على وَجهِه ، ابتسَم يُبادِلها يَراها تَركُض نَحوه غيَة عِناقه فَلم يَبخل بِفتح ذِراعيه لَها و احتضانِها بِحرارَة

اغمَضت عَينيها تستنشِق عِطره فأحسَّت بالروح تُرَّد الي خافِقها المُغرَم
جوليان حُب طُفولتِها بالفِعل

ابتَعد عَنها بعدَما حَملها و التَف بِها فَجعلها تلتُف حَول نَفسها يَرى مَدى جَمالِها بِذلك الفُستان الأحَمر ، ابدى اطراءِه بِصوتِه العَذِب

- انتِ فاتِنَة كَعادتكِ ميري! لابد انكِ تأسرين قَلب كُل من يَراكِ

ابتَسمت بِوسع تَرى مَدى وَسامَة مَلامِحه و جَمالِ عُيونِه التي تُفقدها صَوابِها ، تَشبثت بِيده و اجابَت بِحَياء

- شكرًا لك

سَحبت يَدِها من خاصتِه ثُم جامَلته بِقولِها

- انت كَذلك! تَزدادُ وسامَة ، اخر مرَة خِلتك في بريطانيا

نَظرت في عُيونِه العَسليَة تنتظِرُ اجابتِه التي تَلاها بينَما يَضعُ يداهُ في بِنطاله الأبيض

- كنتُ آخذ كورس مكثّف بِخُصوص دراستي ، اُفكر لتحضير الماستر لَكني عُدت لامر مُستعجَل

مَنحها ابتِسامَة تُدغدغ مَشاعِرها ، عُيونِها تُطالعه بِكُل حُب و هي تُنصت الي حِكاياتِه ، قَطب حواجِبه مُتسائِلا حينَما تذكَّر شيئًا

- ايضًا لقد سَمعتُ شيئًا ! بِخُصوص انتِ و جونغكوك ؟

رأى انقِلاب مَلامِحها حَيث حَركت رأسِها ايجابًا ، مَسكتهُ من ذِراعه و جَذبتهُ الي طَرفٍ خالٍ وراء المَنزِل ، نَظرت في عُيونِه قائِلَة

- ابي فَقد صوابه ، يُريد ان يُزوجني من جونغكوك!

قَطب جوليان حواجِبه مُستفهمًا ، حاوَل فَهمها حينَما اتمَّت

- جوليان عَليك ان تَمنع هَذا الزَواج!

اشار على نَفسه مُستغرِبًا

- لِما عليّ ان اُلغيه ميري؟ الستِ المعنيَة بالأمر؟

اغمَضت عَينيها تستجمِع شَجاعتِها لِمُصارحته بِمشاعرها الدَفينة مُنذ طُفولتِهما ، اصبَح الامرُ لايُطاق ، تودّ الافصاح عَن كُل ذَرة احساسٍ بداخلها نَحوه حَيثُ قالَت

- جوليان انت تعلم انَّ..

قاطَع قولِها بِاخراجِه الي بِطاقَة بَيضاء يَمُدها ناحيتِها بينَما يَصنعُ ابتِسامَة لطيفَة

- عليكِ رؤية هذا ميري

انتَشلت البِطاقَة مِنه بعدَما شَحُب لَون بَشرتِها ، رَفعت عينيها السَوداء اليه تنتظِرُ تَفسيرًا ، وَجدت ابتِسامته الرَقيقَة تَعلوا شِفاهه لِينطق

- هَذٍه بطاقَة دعوَة خُطوبتي انا و لارين ، كنتُ اريد ارسالها لكِ الي استراليا لكن سَمعتُ انكِ في امريكا

احسَّت بِتمزُقٍ يَحدُث بِداخل صَدرِها مِما سَمِعته
اهو سَيتزوج ، شَقيقة خَطيبها ..؟

نَظرت في عُيونِه و قَد شُلّ لسانِها و لم تستطِع النُطق بِحَرف ، بل الصاعقَة الكُبرى كانَت حينَما نَطق مُبتسِمًا بِوسع

- زِفافنا سيكونُ مُشتركًا! سَنتزوج سويًا ميري
الستِ سعيدَة..؟

سَقطت البِطاقَة من قَبضةِ اصابِعها تُناظِره بِعدم تَصديق
تشكَّلت الدُموع عِند اطرافِ عُيونِها لَكنها لَم تسمَح لتلك القَطرات المالحَة ان تتساقَط ، كُل ما تستطيعُ الشُعور بِه ، هو ألمّ فَضيع بِداخل قلبِها

ألم يُصعب تَجاوزه
اسيتزوجُ بيومِ زفافها..؟

احسّ جوليان بِرُكام رمادٍ يسقُط فوق رأسِه ، حينَما رَفعه وَجد ابن عَمِه الأصغَر يَقفُ عِند شِرفَة غُرفتِه يُراقٍبهما

سيجارتِه بين اصابِعه يُدخنها باسراف بَينما عُيونِها الحارِقَة تَرمقه بِنَظراتٍ مُميتَة

جونغكوك سَمِع ، كُل حِوارِهما

•••

5865

اهلا بجميلاتي في فصل جديد
كنتُ قد اخبرتكم ان الفصل الفائت هو الاخير قبل رمضان
لكن قد هلّ رمضان علينا الثلاثاء

تقبل الله صيامكم لكل الصائمين

انتيهتُ من كتابته توًا و قد تعبتُ فيه صِدقًا
اتمنى ان ينال اعجابكم

بِخُصوص جونغكوك و طريقة تفكيره ..؟
بعيدا ان آلميرا الها شخص تحبه
هل تظنون انه معها حق ترفض الزواج منه ؟

ما اقدر الومها صراحة
اولا لان في فقلبها انسان تحبه
مش سهل عليها تتخطاه و تتزوج
خصوصا في بالها جوليان يبادلها المشاعر
صدمة عمرها لما عرفت انه خطب لارين

الفكرَة ان بينها و بين لارين عداوة من طفولتهم

و بعيدًا عن حُبها لشخص تاني
فشخصية جونغكوك ما تناسب تفكيرها ولا معتقداتِها

تتوقعون جونغكوك يعرف بحبها لابن عمه؟

و هل آلميرا حتقدر تتفاهم مع عايلته ..؟

اكثر جزءية نالت اعجابكم ؟

توقعاتكم للقادم ..؟

اراكم في الفصل القادم بعد رمضان ان شاء الله
ساكتب لكن الفصول و اخبئها كي ننزلها بانتظام ابتداءا من يوم العيد

تفاعلوا على هذا الفصل و امنحوه الحُب رجاءًا 🫂

الي اللقاء 🤍







.
.
.










Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top