عَروس الميراث | 06

عروس الميراث | Jk

اهلاً بكم في الفصل السادِس 🦋

عزيزي القارئ
لا تَعبُر دون مكافئة كاتبتك على جُهودِها
تَعليق لطيف يُشبهك لن يُنقص مِنك شيئًا 🫂

فصلُنا طويل ، مليئ بالاحداث المتنوعَة 🫂

لا تنسوا التعليق بين الفقرات ♥️

لنبدأ

•••

دَخل جونغكوك الي العِيادَة و الدوار يُداهِمه ، هو عَلى وَشك ان يَقع و يَفقد وَعيه لولا هَرع انجيلا اليه و امساكِه من خَصرِه بِسُرعَة

رأت وَجهه الشاحِب و ازرِقاق شِفاهه بِقلق إذ اقتادتهُ الي الفِراش تُجلِسه عَليه حتَّى تتفقد جُرحه النازِف ، تَحدثت بِهَلع لم تستطِع اخفاءِه

- جونغكوك! انت تنزِف !!

لَم يُجبها إنما مال بِجَسده عليها و اتَكئ رأسهُ على كَتِفها ما جَعلها تُدرك انهُ فقد وَعيه كُليًا ، احسَّت بالقَلق ثُمّ اسنَدتهُ على الجِدار وراءِه لِتُسارع بِجلب المُعدات حَتى تُخيط جُرحه و تُنظفه بِعنايَة

عادَت و ازالَت لهُ قَميصه تَكشف عن اصابتِه الدامِيَة ، عضَّت شِفاهها بألم ثمّ جَعلتهُ يَتكئ عَليها لِتبدأ بِخياطتِه بِحَذرٍ تَسمع اصوات تأوهاتِه المُتوجعَة على الرُغم من فُقدانِه الي وَعيه

ضَمَّدتهُ و راحَت تُطبطبُ على ظَهرِه تواسيه حتَّى سَمِعت صَوت خُطواتٍ قادمَة مِن الخَلف ، لَفت رأسها تُناظر هَيئة تِلك الصبيَة التي ادرَكت انها خَطيبَة الرائِد الماكِث في حُضنِها

آلميرا خَطت الي داخِل العيادَة و نَطقت بينَما تُناظِر وَجه خَطيبها الشاحِب

- ه..هل هو بِخَير ..؟

- اترين انهُ بخير ؟

اجابَتها أنجيلا بينَما تقِطبُ حواجِبها ثُمّ تُساعِد جَسد الرائد على الاستِلقاء فوق بَطنه ، تَقدمت آلميرا لِمُساعدتِها ثمّ جَذبت الغِطاء عَليه قائِلَة

- لابد انهُ اجهد نفسه في الاعتِناء بي ، لم اكُن اعلم انهُ مُصاب

تَحدثت بِحُزن تُناظِر مَلامِح خَطيبها المُرهقَة ثُم تتبعَت المُمرضَة التي جاءَت بحُقنَة وريديَة مع مُغذي و مُسكن للآلام تستعِد لِوضعها للرائِد امامِهما

استَغرقت أنجيلا وقتًا لاجابتِها كَونها انغَمست في عَملِها بِحَذر إذ كانَت آلميرا تُراقِبها و هي تُمسك بيد خَطيبها و تتحسس اوردِته باصابِعها قَبل وَضع الحُقنة الوريديَة

- انتِ آلميرا اليسَ كذلك ..؟

سألتها المُمرضَة بعدَما وَصلت المَحلول المُغذي بِداخل وريد الرائِد ثُمّ اضافَت المُسكن كيّ يَهدأ وَجعه و يَخف عَنه ، حَولت بصرِها نَحو الصبيَة التي همهمَت ثُم قالَت

- تَعرفيني ..؟

نَظرت بِعَينين الروسيَة الرَماديَة تنتظِر ردِها الذي جاء بَعد فَترةٍ من الصَمت ، كَما لو انَّها كانَت تُقلبُ افكارِها بداخِل رأسِها و اتخاذِ اجوبتِها بِحَذر

- اعرِفكِ

مَدت يَدها نَحوها ثُمّ اكمَلت مُبتسِمَة

- انا اُدعى أنجيلا ، مُمرضَة هنا

وَضعت آلميرا يدِها بداخِل كَفِّ الكُبرى تُصافِحُها حَيثُ قالَت تُبادلها ذات الابتِسامَة

- لابد ان عِلاقتك مع جونغكوك وَطيدَة

جَذبت انجيلا يدِها تُجاملها بابتِسامَة صغيرَة إذ اجابَت بينَما تُعقم ادوات الخِياطَة و تَرمي الذي استَعملته لِمرة واحِدَة

- نحنُ اصدقاء مُنذ سنواتٍ طويلَة

اخَفت الصغيرَة شِفاهها بِداخل جَوفِها تُفكر فيما تَستطيعُ قَوله ، وَجدت الكُبرى تلتفِت نحوها و تَقول بِهدوء تام

- هو مُحتاج للراحَة ، ابقي بِجانبه فانا لديّ عمل اقومُ بِه

ارسَلت آلميرا همهمَة خَفيفة و اقتَربت تجلسُ بالقُرب من خَطيبها النائِم ، ازالت انجيلا قُفازاتِها تَرميهم في القُمامَة ثُم غادَرت تترُك الصُغرى تَختلي بالرائِد

مَر الكَثير من الوَقت و جونغكوك لازال غائِب عن الوَعي ، ذَلك جَعلها تشعُر بالضَجر و هي تتأمل الانحاء بِملل

- هل كل هذا الوَقت تستغرقه في النوم؟ الن تستيقظ!

اقتَربت مِنهُ تقومُ بِوكزه على وَجنته بابصبعِها لعلَّه يَستيقِظ ، سَخِرت ثُمّ اكمَلت

- يالَك من مُتلاعِب ، اتضَح ان لديك حَبيبة همم ؟ انت تَلعب على العيار الثَقيل جُيون

احسَّت بانفاسِه الساخِنَة تُنفَث على بَشرتِها السَمراء ثُمّ اقشعَّر بَدنِها ما ان صَدح صَوتهُ الهامِس ذا البحَة التي زعزَعت كَيانِها

لا تُنكر انّ صَوته ، ساحِر

- انتِ ، فقدتِ صَوابكِ

تراجَعت خُطوَة الي الخَلف تُشكِّل مسافَة آمنَة بينهُما ثُم تَحدثت بتفاجُئ ظَهر على تعابيرِها بِوضوح

- انت مُستيقظ ..؟ يا!

وَجدتهُ يَفتحُ عَينيه بِتَعب ثُم يُحاول الجُلوس بِصعوبَة ، شكَّل الألم تَعابيرَهُ على مَلامِحه الرُجوليَة إذ قَطب حواجِبه بِوَجع فَهرعت الصُغرى لهُ تُمسِك بِذراعِه لِتُساعِده بِحَذر

- انتَبه ، انت مُصاب على مَهل

كانَت قريبَة مِنه للحَد الذي جَعلها تَشعُر بِحرارَة جَسدِه الساخِن ، لِكونها ذات طِباع جَريئَة لم تَمتنِع عن تَحسس جَبهته بكفِّها تتفقَّده بينَما تقتطبُ حواجِبها

- انت ساخِن ..!

وَضع عينيه السَوداء على مَلامِحها القَريبَة مِنهُ يَرى مدى صُمودِها ، ثباتِها و هي بِكُل ذاك القُرب الضيِّق يُثبت لهُ انعدام مَشاعِرها نَحوه فالمرأة تهتَّز امام من تُحِب

لَفّ ذِراعه حَول وِسطها يَدفعُ بها الي الخَلف لِيَقول بِصوتٍ مُنهَك

- لا عليكِ ، انا بِخَير

ودَّت مُحادثَتهُ لكِّن دُخول انجيلا قاطَع حديثِهما ، التَفت نَحو المُمرضَة التي تَحمل بين يَديها ثياب نَظيفَة للرائِد ، راقَبتها و هي تَخطوا صَوبها تَمُد الملابِس اليها قائِلَة

- هذِه ملابِسه ، ساعديه في ارتداءِها و ساجلبُ بعض الطعام ، دعيه يأكُله كيّ لا يَضَّره العِلاج لانهُ قويّ

تناوَلت آلميرا الثياب مِنها بابتِسامَة ودودَة حيثُ شَكرتها ناطقَة

- شكرًا لكِ

رَمق جونغكوك صَديقتِه بِنَظراتٍ سامَة إذ طالعتهُ الروسيَة مُصغرَة عُيونها بِغَيض من اهمالِه المُستمِّر لِنفسه ، تَحدثت تُعاتِبه باستِياء

- عَليها ان تعرِف مدى قمَة اهمالك لِنفسك! من واجبها ان تهتمُ بك فَهي زوجتك المُستقبليَة

عاوَدت وَضع عينيها الرماديَة على آلميرا تُكمِل بانزِعاج

- لَديك خَطيب يتخذُ المركز الاول في الاهمال ! صَحيح انهُ نظاميّ لكن حينما يَصلُ الامر الي صِحته يُصبح غَير مُبالٍ ، لذا اهتمي بِه ارجوكِ

نَظرت آلميرا نَحو جونغكوك تُقلِّص عَينيها تَراهُ يَتهرب من نَظراتِها التي تُزعِجه ، مَد يدهُ لانتِشال ثيابِه بقوَّة حتى شَعر بكهرباء تَسري في كامِل جَسده بِفعل جُرحه لِذا عَجز عن اكفاء صَرخته الخافتَة من هَول الوَجع

دلَّكت انجيلا جَبينها بِقلَة حيلَة إذ نَطقت بيأس و هي تَسيرُ نحو الخارِج

- انا اتركهُ بامانتكِ ، حينما تنتهين اندهي عليّ

زَفرت آلميرا انفاسِها ثُمّ دَنت تنتصِبُ امام جَسد خَطيبها الذي يقتطبُ حواجِبه بتجهّم كَعادتِه ، فوجِئ بِحركَة خطيبتِه التي مَسدَّت مُنتصف جَبهته باصابِعها قائِلَة

- هل يُمكنك ان تُخفف من هذه العُقدة قليلاً؟ الا يؤلمك راسُك ؟

ارتخَت عُقدة حواجِبه تِلقائيًا من حَركتِها ثُمّ راقَبها و هي تَقومُ بِفتح ازرار قَميصِه ، مَسك بِمعصمَيها بِسُرعَة مُتحدِثًا

- مالذي تَفعلينه ..؟

حَدقت في عَينيه ثُم ضَحكت بخفَّة لِتنطق ساخِرَة

- ليس و كأني ساتحرَّش بك مثلاً!

حررت مِعصمَيها من قَبضتيه القويَّة مُكملَة بينَما تتخصَّر

- لاكونُ في قمَة صراحتي ، انا نادِمَة عما فعلتهُ صباحًا ، لِذا انا اسفَة مع تَقديم خالِص شُكري لاهتمامك بي ليلة الامس ، دَعني اقومُ بذات الشئ للتَكفير عن ذَنبي

دَفع بِلسانِه ضِد وَجنته يُراقِبها و يَتحرى صِدق كلماتِها التي ادرَك حَقيقتِها ، أذِن لها بِتَغيير قَميصه فَهو غَير قادِر على تَحريك ذِراعه في الوَقت الحالي لِذا لم يعترِض حينَما عاوَدت الدُنو مِنه غِيَة استكمال فَتح ازرارِه

ركزَّت على ازرارِه و هو ركَّز على عُيونِها القَريبَة ، يتأملُها و يَرى المِقدار الذي ازدادَت بِه جَمالاً و فِتنَة خِلال السَنوات التي مَضت

- آلميرا

نَده عليها و هي مُنشغِلَة في ازالَة قَميصه حَيثُ اخرَجت ذراعه السليمَة من الكُم الأول لِتزيل الثاني بِسهولَة دون أذيتِه

هَمهمَت لهُ تنتظِر حَديثه الذي تَلاه بَعدما رآها تسيرُ تجاه المنشفَة المنحشرَة بداخِل الدلو المليئ بالمِياه ، قامَت بعصرِها جيدًا ثُمّ بَدأت بازالَة الدماء المُتجمَدة على جَسدِه بِعنايَة

- احقًا سَتكونين عِند كَلامكِ ..؟

لَم تَفهم مَقصده إذ رَفعت عَينيها اليه تُناظِره بِعدم فَهم
سألته مُتعجبَة

- أي كَلام ..؟

نَظر بِداخل عُيونِها السَوداء يَتخذُ الصَمت مَجلِسًا لِبضع من الوَقت قَبل أن يُجيب بِهدوء

- بِخُصوص زواجِنا ، إن تمّ ، سَتكونين زَوجتي بالكامِل ..؟

ثِقتها التامَة بأن زواجهما سَيفشل جَعلها تَضحك بِلامبالاة و تومِئ بعدَما عادَت لتنظيف جَسدِه بِعنايَة مُتحدثَة

- بالتأكيد! ان تَم هذا الزَواج لِما ساجعل فَجوة بيننا؟ سنكونُ كأي زَوجين بالعالم

دَحرجت عَينيها بِمَلل ثُم اتمَّت ساخِرَة

- لكن هَذا حتمًا لن يَحدُث

راقَبها و هي تَعود خُطوَة الي الخَلف ثُم تُشير عليه بالمنشفَة مُتحدثَة باستِهزاء

- ثُم انت ايها المُتخلف! لَديك عشيقَة بِكل تلك الفتنَة و تُفكر بالزواج من غَيرها! هل انت احمَق ؟

رَمش مُنذهِلاً مِما نَطقته و لَم يستوعِب الحَديث الاول حَتى جاءتهُ بالثاني

- هل اردت الزواج مِنها و والديك رَفضا ..؟ لانها اجنبيَة و شَقراء؟ الهي لا اُصدق ..! كيف لهم ان يرفضوا ذلك الجَمال؟ الفتاة ساحِرَة! و انت ايها المتخلف ليس لَديك رأي تَفرضه عَليهم؟

انتَفض حينما ضَربتهُ بالمنشفَة على كَتفه السَليم تُوبخه ثُم تُكمِل بِغَضب

- هل تَخضع لهُم بالزواج التقليديّ مُتناسيًا حُبك؟ ها؟ رُغم اني اشُك انّ هذا القلب المُتحجر يُمكنه ان يُحب لَكن الفتاة تَبدوا مُهتمة بِك!

لَم تُعطه مَجالاً للحَديث حَيثُ رَفعت عيونها الي السقفِ تُفكِر بانغِماس

- هُل خطتك هي الزَواج مني و تَركي عِند اهلك لِتأتي الي هُنا تُمارس الرذيلَة معها ..؟ تَخونني؟ في ظَهري؟

شَهقت ما إن قامَت بِحياكَة سيناريو كامِل في عقلِها إذ سُرعان ما نَفت برأسِها تعترِض بشدَة ثُم تُضيف

- مُستحيل! ذَلك لن يَحدُث ، دَعنا نتفاهم ، ان حَدث هذا الزَواج الذي اُجزم انه لن يَحدُث ، ساقطعُ نسلك ان فكرت بِخيانتي حَتى مع هذا الفاتنَة التي احييك على ذوقك ، لَكن لا!

اغمَض جونغكوك عَينيه بِنفاذ صَبر يَجدُها تنخرط في افكارِها التافهَة ، تَنفس الصَعداء يُهدئ من نَفسه يُحاول جَلب قميصِه لارتداءه فقد شَعر بالبَرد ، ضَربت له يَده بالمنشفَة ثُم اقتَربت تُكمل مَسح ذِراعه قائلَة

- انا برأيي ان تقفُ في صف حُبك ، لقد احببتُكما مَعًا ، هل تُريد ان اتوسط لك مع عَمي جُيون؟ انها حُجة مِثالية لِانهاء هذه المَهزلة

هَمست لهُ تُناظر عَينيه الحادَة ، نَظراتهُ كانَت مُميتَة بِشكلٍ ارعَبها لِذا احتَفظت بِلسانِها و اكمَلت اداء مُهمتها بِصَمت ، البَستهُ قَميصه و عاوَنتهُ على التَمدُد مُجددًا تُحدِق في انجيلا التي عادَت بصينيَة تَحملُ بِضع اصنافٍ من الطَعام

- ها قد اتيت

صاحَت المُمرضَة بابتِسامَة و هي تَدنوا مِن آلميرا كي تُناولها الصينيَة ، استَقامت الصبيَة بسرعَة ثُمّ اشرَّت على الكُرسي خاصتِها قائلَة

- ما رايكِ باطعامهِ انتِ ..؟

تَوقفت انجيلا عن السَير لِتقطب حواجِبها باستِفهام حَيثُ اكمَلت آلميرا ناطِقَة

- لديّ عمل مُهم علي اداءه ، الهي كَيف نَسيت!

صفَعت جَبينها بقوَة تُمثِل التفاجُئ تَحت نَظرات جونغكوك الساخِرَة ، لا يُصدِق تَصرفاتِها المُتخلفَة بِنظره إذ رآها تَفرُ هاربَة تترُك الروسيَة في حالة من الذُهول

وَجهت انجيلا عَينيها الي صديقِها ثُم قالَت

- هل انت مُتأكد انها سليمَة عقليًا ؟

- لا

اجابَها مُغمِضًا عَينيه يَتجاهل مُحيطه ، جَلست انجيلا بِجانبه و تَحدثت مُقهقهة بِخفَّة

- حسنًا اظنُ اني استلطِفها قليلاً ، تملك حٍس فُكاهيّ

ساعدَتهُ على الجُلوس و اسناد ظَهرِه على الحائِط حيثُ وَضعت الصينيَة بِحُضنه و اجبَرته على الاكل رُغمًا عَنه

•••

كانَت لاڤينيا تَسيرُ بِخُطواتٍ هادئَة بحثًا عن صَديقتِها التي رَصدتها تختبئ وراء باب العِيادة و بَين يديها هاتِفها الذي كانَت تلتقِط بِه بِضع صُور

رَمشت بعدمِ فهم إذ هَرولت نَحوها و استَقرت وراءِها هامِسَة باذنها

- مالذي تَفعلينه ..؟

انتَفضت الصَبية حَتى سَقط هاتِفها لِتصرُخ بِفَزع و تَضع يدها على فَمها مُوسعَة عينيها ، لَفت رأسها تجاه باب العيادَة حيثُ انتبه لها كُل من خَطيبها و مُمرضتِه الذان نَظرا لها بتعجُّب

دَفع جونغكوك حاجِبه يُناظِرها بِسُخريَة فابتسمَت لهُ بتوتر قَبل ان تَحمل هاتِفها و تُمسك بيد صديقتِها تَجُرها وراءِها بِسُرعَة

رَمِشت انجيلا بِعدم فَهم إذ سألت الرائِد باستِفهام

- مالذي تُحاول فِعله ؟

اكمَل جونغكوك تناول حَساءه يُحاول فَهم تفكير خَطيبته الذي بَدا لهُ مُضحكًا ، تَحدث بعدَما شكَّل طيف ابتِسامَة خَفيف

- انها تظنُ اننا على عِلاقة غراميَة

وسعَت انجيلا عَينيها الرماديَة و تَحدثت بِصدمَة

- ماذا ..؟ الهي! ماهذا التَفكير؟

ضَحِكت بِعدم تَصديق تَراهُ يَحتسي من عَصير الفواكِه الطازَجة مُضيفًا بِسُخريَة

- انها مُتخلفَة

•••

- آلميرا مالذي كنتِ تفعلينه هناك ؟

هَتفت لاڤينيا بَعدما انفَردت بِصديقتها في الحَديقَة الخَلفية تَراها تَنغمسُ في مُطالعَة هاتِفها ، عَبست سَوداء الأعيُن بخَيبة أمل ثُم ابعَدت عَدستَيها عن الشاشَة مُتحدثَة باحباط

- لم اُصور شَئ جَيد! الهي لاڤ كُله منكِ فضحتِني! كنتُ لاجد دليل ضِده انهُ يمتلك عشيقَة لابطل هذا الزواج اللعين

ناظَرت لاڤينيا صديقتِها بِعدم تَصديق ، شَهِقت مُندهشَة حَيثُ نَطقت

- ميري انتِ جادَة ؟ عشيقَة ؟

خَبئت آلميرا هاتِفها بِداخل جَيبها ثُم اقتَربت من لاڤينيا تَجذبها من ذِراعها كَي تسرد لَها ما رأتهُ صَباحًا بالحَرف الواحِد

- حينَما ذهبتُ لاعتذرُ منهُ صباحًا ، وَجدتهُ في حُضنها عاري الصَدر ، كان مَشهدًا رومنسيًا يُدغدغ المَشاعِر ! الهي هُما يليقان بِبعضهما

تَحمَّست حينَما تذكَرت المَشهد ثُم تَجهَّم وَجهها تُكمِل

- لا! هو لا يستحِقها ، مُتلبد المشاعِر! هي تستحِق افضل منه

صَفعت لاڤينيا جَبينها بِقلة حيلَة من غباء صديقتِها حَيثُ قالت بقلَة حيلَة و هي تُناظرها بأسَى

- هل من فَتاة تتحمس و هي تَسرد موقف رومنسي لِخطيبها مَع امراة اُخرَى ..؟

اعادَت الصَبية شعرِها وراء اُذنها تُشير على نَفسها بثقَة

- انا

اكمَلت بعدَما زيَّن الحَماس وَجهها ثانِيَة إذ قالَت بابتِسامَة واسِعَة

- ان استطعتُ اثبات ان جُيون لديه عشيقَة ، هَكذا سامنعُ هذا الزواج كُليًا ، الهي لا استطيعُ التحكم بِمقدار سَعادتي

صَفقت بِسعادَة غامِرَة تَحت نَظرات لاڤينيا الجامِدَة ، عَبست لِيندثر حماسِها و يَحل مكانه العُبوس حيثُ سألت

- مابكِ ؟ الستِ سعيدَة!

- انتِ مجنونَة ميري! انجيلا ليسَت عشيقَته ، هل فقدتِ عقلكِ ؟

هَتفت لاڤينيا بانفِعال تُخاطب الثانيَة التي اندهَشت مُتحدثَة

- كَيف عرفتِ اسمها ..؟

تَنهدت الاستراليَة بقلَة حيلَة ثُم سَلكت وِجهتها للجُلوس على الكُرسيّ تُناظر جَسد صديقتِها المُنتصب امامَها

- انتِ غَبية ميري! غَبية جِدًا ، الا تَملكين مَشاعر غيرَة؟ خَطيبكِ في حُضن غَيركِ و انتِ سعيدَة؟

دَحرجت آلميرا عُيونِها بِمَلل ثُم قالَت بعدَما عقدَت ذِراعَيها الي صَدرِها

- لِما عَساي ان اغار و انا لا اُطيقه..؟ الغيرَة تنجم من مَشاعر الحُب و انا لستُ املك لهُ في قلبي ذرَّة حتَّى

دَنت للجُلوس بالقُرب مِن لاڤينيا التي لَوت شِفاهها بِعدم رِضى تُحادثها بانزِعاج واضِح في نَبرتِها

- لَكنهُ يَفعل! هو يَمتلك مشاعِر نَحوكِ و ذلك واضِح ، انتِ لم تريّ خوفه و قَلقه عليكِ ! آلميرا ان يَفزع رَجل صامِد مثله لاجل امرأة ذَلك يَعني الكَثير

لَوت آلميرا شِفاهها بامتِعاض تُناظِر صديقتِها بضيق إذ بدا حَديثها بالنسبَة اليها تافِه ، عارَضتها بِحديثها الهُجوميّ و الاندفاعيّ قائِلَة

- ذَلك يُحبني ..؟ هل فقدتِ عقلكِ ؟ انتِ لا تَعلمين مالذي فعلهُ مَعي في طفولتِنا ، بسببه اصبحتُ اعاني ، تَخيلي انهُ حبسني في القبو و تَركني اتعذَّب و اتوسَل!

اغمَضت لاڤينيا عَينيها مُتنهدَة باحباط ، مَسكت بيد صديقتِها تُسايرها بِهدوء تام حيثُ نَطقت بنبرةٍ لينَة

- ميري كُلنا نُخطئ! ثُم لا يُمكنك لَوم طفلٍ على افعاله فَهو رجل راشِد الان يَعي تَصرفاته جيدًا! عَليك مُحاسبته على ما تَرينهُ منه من الان و صاعِدًا

تعارَض تَفكيرُ آلميرا مَع صديقتِها تمامًا ، هي تَكُن ضغينَة تِجاه خَطيبها لا تَستطيعُ نسيانِها و تجاوزِها لِذا تَحدثت بِضيق واضِح

- لا ، لا يُمكنني ان اغفِر لهُ ، انا لا اُطيقه و لَن افعل حَتى لو توسَّل لي

احتَضنت بؤبؤ عَينيّ صَديقتِها تُكمِل بِصوتٍ لَيّن ناعِم

- ثمّ انتِ تعرفين قَلبي بِحوزَة مَن !

زَمجرت لاڤينيا بانزِعاج ، اعتَدلت بِجلستِها تُخاطِبها بِحديث نابٍع من قَلب مُحب لَها و لِمصلحتِها حيثُ قالَت

- آلميرا ، انهُ غير مُناسب لكِ
انتِ تؤذين نفسكِ بالتَعلق في مَشاعِر وهميَة

رَفضت آلميرا الاستِماع الي حَديث صديقتِها حيثُ استَقامت تُقابلها بِظهرها مُتحدثَة بِعجلَة

- دعينا نُغلق هذا المَوضوع! و بدلاً من الانغماسِ في السخافات علينا التَجهيز لِزفافكِ القَريب

تَنهدت لاڤينيا بِقلة حيلَة لِتُسايرها و تَسير مَعها عودَة الي السَكن فصديقتِها قَد جاعَت بالفِعل

•••

جونغكوك المُتكئ على فِراشه بِعيادتِه احسّ باهتِزاز في هاتِفه دلالَة على اتصالِه بالانترنت ، انتَشله بِمَلل و هو مُدرك أنه ما مِن احد سَيُراسِله ، لاسيما عائلتِه

عَقد حواجِبه حينَما وَردهُ اشعار مِن التَطبيق الذي يَقرأ مِنه الرِوايات في اوقاتِ فراغه ، ظنّ انهُ يخصُ تَحديث الكاتبَة لاخر فصلٍ من الروايَة التي ينتِظر احداثها بِشَوق ، لَكنهُ فوجِئ بِرسالَة منها هي شَخصيًا

شَهق و اَحدث تَعبيرًا مُتفاجِئًا لِيجلِس بسرعَة مُتسببًا في ألم حاد في جُرحه ، اغمَض عُيونِه بِوجَع لَكنهُ تناسَاه ما إن دَخل على الرِسالَة يراها كَتبت لهُ

- مرحبًا ايها اللطيفَة ! شُكرًا لانكِ سألتِ عني بدلاً من السُؤال عن الفَصل كَـ كُل القُراء الأخرون ، اودُّ اخباركِ اني بِخَير و انا مُتننَة للغايَة على حروفكِ الثَمينَة ، اهتمي بنفسكِ جيدًا 🫂♥️

توسعَّت عُيون الرائِد اكثَر و لم يَكُن يُصدِق أن كاتبته المُفضلَة راسَلته ..!
على الرُغم من انها خاطبتهُ على صيغَة اُنثى ، لَكنها بذلت مَجهودًا في الردِ عَليه من بين آلالاف الرسائِل

كانَت تِلك حَسنة يَومِه التي اشعَرتهُ بالتَحسُن قَليلاً لِذا لم يَمنع ابتِسامته من الظُهور و أذن لها بالتوشَّح على شِفاهه

قامَ بِمُراسلتِها قائِلاً

- شكرًا لكِ ، انتِ اولَى فان كنتِ بصحة جيدَة سَتكتُبين جيدًا من اجلِنا ، اعتني بنفسكِ انتِ كَذلك ، نحنُ بانتِظاركِ

فكَّر مُطولاً ثُم يُخبرها انهُ رَجُل ..؟
لم يَجِد سببًا للاخفاء لِذا بَعث في رِسالَة مُنفردَة

- بالمُناسبَة ، انا رَجُل

انتَظر لِدقائِق عديدَة و هو سَجين تلك المُحادثَة ينتظِر جوابِها الذي استَغرق وقتًا ، خَمّن انها تُجيب بقيَة الرسائِل لِذا لم يُمانِع انتِظارِها حَتى تصل الي دردشتِه مُجددًا

وَردهُ ردِّها بَعد بِضع دقائِق

- اوه! لم اكُن اعلم ان هُنالك رجال يَقرأون لي ، اسفَة لِمُخاطبتك بصيغَة نسائيَة ، شكرًا لك يالطيفي 🦋

بَقى يَقرأ اخَر كلمَة كَتبتها و هو يُوسِّع عَينيه بعدمِ تَصديق
هل نَعتتهُ بِـ لَطيفي ..؟

الكاتبَة التي يقرأ لها مُنذ سَنواتٍ عديدَة
كتاباتِها التي آنست وِحدته و احتَضنت خُلوته تُحادِثه

في اشدِّ اوقاتِه حُزنًا كان يَجِدُ رواياتِها مهربًا من الواقِع
كانَت تُواسيه بِما تنسُجه مِن احرُفٍ تُضمِّد جِراحه

بَقى مُنذهِلاً ، شُعور بالسعادَة تَملكهُ جَعله عاجِز عن الرَد
كان عَلى وشكِ اجابتِها لَكنهُ انتَفض هلِعًا ما ان ظَهرت خَطيبته من العَدم

- مالذي تَفعله ..؟

وَجه بَصرهُ الي آلميرا التي تبتسِمُ له بِلُطف و تُقرب وَجهِها من خاصتِه ، خَبئ هاتِفه بصدرِه بِسُرعَة كيّ لا تَرى مُحادثته و تَحدث بِهَلع

- هل انتِ جنيَة ؟ كَيف دخلتِ فجاة !

عَبست بعدَما نَهرها لِتبتعِد عَنه مُجيبَة بينَما تعقِد ذِراعيها الي صدرِها

- كيف لم تشعُر بوجودي..؟ كنتُ اغني طيلَة الطريق ، ثمّ انت من كنت تَحشُر راسك بالهاتِف و على وَجهك ابتِسامَة بلهاء كَما لو انك تُحادِث عشيقتك

احسَّ بالغَضب لِشدَة اصرارِها على امتلاكِه عشيقَة لذا صرّ على اسنانِه و خاطبَها بِحدَّة فقد طَفح كيله

- ليس لديّ عشيقَة ! كُفي عن افكارِها التافهَة

سَحبت الكُرسيّ امامَه و جَلست مُصغرَة عُيونِها تزيدُ من استِفزازه

- امم؟ و تلك الروسيَة من تَكون ؟ رايتُك في حُضنها صَباحًا

اغمَض عَينيه بانزِعاج ثُمّ خَبئ هاتِفه كي لا يَلفت انتباهها لهُ ، خاطَبها مُدافِعًا عن نَفسه بِقوله

- لم اكن واعِي

لَيتهُ لم يَلفِظ ما قاله فَهي صَفقت بيديها و ضَحكت بِحماس لِتستقيم تُخبِره بِنبرة مُتلاعبَة

- ها؟ لم تكُن واعي؟ سلبت رشدك و وَعيك بأسرِه سيد جيون ؟

تَنهد بقلَة حيلَة لِيمسَح على وَجهه يَستعِد للنهُوض ، وَضع اقدامِه على الارضيَة و قال بِهدوء

- سنذهبُ لجلب حَقيبتك هيّا

شَهقت بتفاجُئ و دَنت مُسرعَة لاسنادِه لَكنهُ ابعدَها

- هل حقًا نذهب؟ الست بِحاجة الي الراحَة ؟

سَحب ذِراعه مِنها لِيرتدي حِذاءه و يَعتدل باستِقامته مُتجاهِلا ذلك الوَخز الذي يلسَع جُرحه ، اجابَها بِجُمود بَعدما صَنع مَلامِح مُتجهمَة كَعادتِه

- انا بِخَير ، لِنذهَب

سَبقها فَلحِقتهُ و تَمسكت بِذراعه بيدِها مُتحدثَة بعدَما غادرا الثكنَة سويًا

- ما رأيك ان تُخبرني بقصَة تعارفكما ؟ كَيف احببتها؟

تَوقف عن السَير يَرمقها بِحدَة ، يودُّ اقتلاع لسانِها لِتكف عن مُضايقتِه بهذه الاسئلة التي تَستفِزه ، كان على وَشك توبيخها لَكِن ظُهور انجيلا اسكَته

- جونغكوك الي اين انت ذاهِب؟

دَنت منهُ بينَما تعقِد حواجِبها بشدَّة ، نَظرت نحو آلميرا المُبتسمَة و هي تتشبَث بِذراع خَطيبها بينَما تُقلب افكارِها بداخِل عقلها

- * ان كانت تُحبه فملامِحها ستنقلبُ بسبب الغيرَة *

لَم تكُن تعلم ان انجيلا مُنفعلَة بسبب مُغادرتهُ دون ان يُكمل عِلاجه لِذا قبل ان تُكمل توبيخه قال يُسكتها

- انا بخَير ، مهما قلتِ تعرفين اجابتي لِذا وفري حديثكِ لنفسكِ

كَبحت انجيلا رَغبتها العامِرَة في تَوبيخِه لِتُناظر آلميرا تُخاطِبها بِضيق

- ارجوكِ اعتني بِه ، راسهُ مُغلق

اومأت آلميرا مُبتسِمَة دون اجابتِها ، اكمَلت الروسيَة بينَما تربِط شعرِها الأشقر عالِيًا

- استأذنكما ، عليّ احضارُ ايلين ، الي اللقاء

لَوحت لهُما و واصَلت سيرِها تَترُك خَلفها الرائِد الذي اتّم سيره يَجُر مَعه خَطيبتِه مُتجاهِلاً سُؤالها الفُضوليّ

- من تكونُ ايلين؟

تجاهَلها بالكامِل لِتعبس راغبَة في ضَربه لَكنها راعَت مَرضه لِذا التَزمت الصَمت معه ، دَخلا الي ذلك الحيّ الذي بمجرَّد ان وَطئت اقدامِها شوارِعه حتَّى ارتَعش بَدنها و تَوقفت عن السَير بِخَوف

هي تذكَرت كَيف تمت مُهاجَمتها و تَعنيفها دون الالتِفات لِكونها امرأة ..!

ابتَلعت ريقها بِخوف لِيتوقف جونغكوك عن السَير ما إن احسّ بيدِه التي كانت تتشبَّث به طيلَة الطريق تَنفك عَن عِضده ، عَقد حواجِبه و التَفت نَحوها يَرى تَعابير الذُعر تُزبين مَلامِحها

عاد ادراجَه و مَد يَدهُ لامساكِ خاصتِها يشُّد عَليها بِخفَة مُتحدِثًا بعدَما التَقت نَظراتُهما ، عُيونِها المُهتزَّة و عُيونِه المليئَة بالثقَة و الوَقار كَهالتِه

- لا تَخافي ، انتِ مَعي و لن يُصيبك مَكروه و انا موجود

اخفَضت عينيها السَوداء الي يَدها المُختبئَة بِداخل كَفِه الذي احتواها بِعنايَة ، لم تَستطِع الحِفاظ على اتزانِها و ارتِعاشها الواضِح يَجعلهُ يُدرك مَدى خَوفِها

اقتَرب مِنها بِضع خُطواتٍ اضافيَة حَتى حَجب عَنها بِضخامَة جَسدِه كُل ما يَقبع خَلفه ، التَقط عُيونها السَوداء بِداخل مَجرة عُيونِه المليئة السَواد ، يَصنع لها عالمًا مليئًا بالآمان لا يَتخللهُ أي خَوفٍ أو خِذلان

يُطمئنها بِقَوله الهادِئ

- اهدئي ، انا هُنا

تشَبثت بيدِه بِقوَّة لِتبتسِم بِخفَّة تُحاول مَنحه ثِقتها إذ قالَت

- الن تُسلمني لَهم و تتركهم يؤذونني؟

- لا اظنني سَئ لِهذه الدرَجة

اجابَ بَعدما سَكت لِبُرهَة يَرى مِقدار بشاعتِه في خَيالِها ، التَفت و سَحبها للسَير مَعهُ بعدَما دوا الصمت بينهُما يُعلن وصايته عَليهِما

كُلَّما سَلك الخَوف طريقه الي قلبِها كانت تَزيدُ من ضَغطها على يَدِه حَتى تَشبثت بِه و احتَضنت ذِراعه كاملَة تَنظُر حَولها بِذُعر

ادار رأسهُ اليها يُخفض عَينيه نَحو مَلامِحها الخائِفَة ، لا يُنكر انهُ استَلطفها و هي تَنظُر حَولها بِحَذر بينما تبتلعُ ريقِها بِبُطئ

تَسربت ابتِسامتِه الخَفيفة على شِفاهه لَكنه سُرعان ما ازالها ما ان رَفعت كُحليتَيها اليه تُناظِره بِقلق

- هل انت مُتأكد اننا سَنستطيعُ ايجادها ..؟

همهم لها لِيُعيد النَظر امامَه حَتى وَجد شاب يَمُر ، مَسكه من ياقتهُ الخَلفية يُعيده للوقوف امامَه مُتحدِثًا

- اين لوكاس ..؟

حَدق الشاب بِه بِخَوف لِيبتلِع ريقه مَذعورًا ، سُمعة جونغكوك سيئَة في حَيهم فَهو دومًا ما يُطيح بِهم و يُعنفهم بأساليبِه القاسيَة لِذا سُرعان ما اجابَه

- انهُ موجود في الحانَة

عَقد جونغكوك حواجِبه بعدم رِضَى لِينظُر الشاب نحو آلميرا التي سُرعان ما تَخفت خَلف خَطيبها و كَشفت عن عُيونِها فَحسب

- دُلني على مَنزله

هَتف الرائِد آمِرًا لِيدفع بِجَسد الشاب الهَزيل امامه كَي يَقوده الي بَيت السارِق الذي أخذ حَقيبة خَطيبتِه ، تَشبثت آلميرا به جيدًا و هي تَسير خَلفهُ آبية تَركه

- آلميرا نكادُ نتحد لِنُصبح جَسدًا واحِد لشدَة التصاقكِ بي

هَتف ساخِرًا فَلم يَتوقع رَدها الجَريئ الذي قَطع لسانِه

- سنتحِد سواء الان او بَعد الزواج لِذا اصمت

دَخلا سويًا الي منزِل السارِق الذي حطَّم جيون بابه بِركلَة عنيفَة جَعلت آلميرا تُصفق باعجاب ، تَحمحمَت تُرجع شعرِها الي الخَلف لِتسير بِخُطواتٍ واثقَة الي الداخِل امام ذلك الشاب بعدَما تَيقنت انها بآمان مع خَطيبها

- ابَحثي بين اغراضِه الرثَّة لَعلكِ تجدينها

هَتف بِهدوء يُكشر بِملامحه مُتقززًا مِن مَظهر الغُرفة الفوضاويّ ، رأى تعابير خَطيبته التي لا تَقل عن خاصتِه اذ تَحدثت بِقرف

- مابها غُرفته هَكذا ..؟

- انها لا تَقل سوءًا عن خاصتكِ!

رَمقته بِغيض لِتركُل الاغراض بِقَدميها تُبعدهم عن مَجال نَظرها بينَما تتخصَّر باحباط

- لا اُصدق ان حَقيبتي الثمينَة هُنا بين كَومة الخراب هذِه

اخرَج جونغكوك سيجارتِه من جَيبه و اشعَلها مُتكئًا بِجَسده على الجِدار مُحاولاً أن يُلامِس جُرحه كَي لا يَتألم ، سَمعها تقول بعدَما رأته مكتوف الأيدي

- الن تُساعدني ..؟

حَرك رأسه نَفيًا مُكتفيًا بِنفخ ذَلك الدُخان الذي اثار اعجابِها ، اقتَربت منهُ مُسرعَة و لَم تستطِع اخفاء شُعورها إذ قالَت

- انت تَبدوا مُثير وانت تُدخن !

قَطب حواجِبه يَعلم انها تَستدرِجه كيّ يُساعِدها لَكن حيلها هذِه و نَظراتِها البريئَة لن تُحرك بِه ساكِنًا
ام سَتفعل ..؟

شَتم تَحت انفاسِه ما ان وَجد نَفسه يَبحثُ مَعها لِساعاتٍ مُتواصلَة و هُم يَغرقون في تِلك الفوضَى حَتى باتت طاقتهُ تنخفِض بالكامِل ، لَم يُظهر لها مَدى تعبه و ارهاقه بَل واصَل تفقَّد تلك الاغراض حَتى سَمعها تصرُخ بقوَّة

- وَجدتهاااا

استَدار اليها يُناظِرها و هي تُعانِق حَقيبتها و تلتفُّ بِها بِسعادَة غامِرَة ، تَنهد بِراحَة لِيجلِس على الارض بِتعب يُمسك ذِراعه التابعَة لكتفه المُصاب بألم يَكتسِحه بالكامِل

زَفر انفاسهُ بِتعب يُراقبها تَفتح الحَقيبة و تُخرج ذلك الدَفتر من الداخِل تُلوح به عاليًا بينَما تَقفزُ بِحمَاس

- دفتري لازال هُنا ! يااااااي

عَقد حواجِبه بشدَّة ثُمّ استَقام من مجلِسه يُجاهد للحفاظ على اتزانِه قائِلاً

- هل افهمُ منكِ ، انكِ جعلتني اتكبدُ عناء البَحث ساعات مُتواصلَة و انا بِهذه الحالَة ، لاجل دَفتر ..؟

نَظرت نَحوه و رأت غيمَة الغضب تُخيَّم فَوقه لِتبتلع ريقها مُحتضنَة دفترِها قَبل اجابتِه بنبرَةٍ حذرَة

- هَذا الدفتر يَزِن بَلد ليكن في عِلمك ، بِه اسرار دُول

اغمَض عَينيه يعتصِرهما بِقوَّة قَبل ان يلتِفت للمُغادرَة دون التَفوه بِحَرف ، سارعَت باللحاقِ به بينَما تبتلعُ ريقها مُتجنبَة مُحاورته كَونه بالفِعل غاضِب

خَوفها مَنعها من الحِفاظ على كِبرياءها حينَما لاحظت نَظرات اصحابُ الحيّ اليها لِذا هَرعت لاحتِضانِ ذراعه مُجددًا و التمسُك بِه

لَم يعترِض على ذَلك لانهُ يعرِف مِقدار خَوفها
و هو قال أنهُ سَيحميها لِذا أذِن لها الاختباء من هلِعها بالتَمسك بِه
رُبما هالتهُ و جَسده الضَخم يُشعرها بالآمان

•••

جونغكوك بِداخل العيادَة يتلقَى عِلاجه في حين أن آلميرا مُنذ ان دَلفت الغُرفَة لم تَخرُج إذ كانَت تَنقل افكارِها من الدفتر لاخرِ فَصلٍ من روايتِها و كتابتِه

طَلبت من الجَميع أن لا يُزعِجونها كَيّ تُحيك الفَصل بِعنايَة و تكتبهُ بِحَذر لكونها النِهايَة ، استَغرقت الكَثير من الساعات و هي مُنحشرَة في الغُرفة دون أن تَخرج و ذَلك ادَّى الي قَلق زُملاء خَطيبها

دَلف جونغكوك الي السَكن بعدَما اخذ عِلاجه و حَدق في اصدقاءِه الذين سألوه ما إن دَخل عَليهم

- جونغكوك ، هل تَشاجرت مع آلميرا ..؟

تعجَّب سُؤالِهم لِيسير و يَجلِس بالقُرب من تايهيونغ يُحدق في لاڤينيا التي تُعد الطَعام من اجلِهم ، عاود النَظر الي جيمين الذي طَرح السُؤال و اجابَه

- لا ، لِما ..؟

دَفع بِحاجبه عالِيًا يَستفسِر مِن الذي اجابَهُ مُستغرِبًا

- فقط حينَما عُدتما طَلبت ألا يُزعجها أحد و انفَردت بِالغُرفة و لم تَخرُج للأن ، مُنذ سِت ساعات ، حَتى لم تأكُل

استَرقت لاڤينيا السَمع اليهِم تَكتم ضِحكتها عَلى خَوفِهم فَهي تعرِف حَقيقة ما تَفعلهُ صديقتِها ، رأت الرائِد يَنهض من مَجلِسه و يَخطوا الي غُرفته كَيّ يتفقَّد تلك المَجنونة التي يَمتلِكها

افكارها المُتخلفَة تُخيفه احيانًا

فَتح باب الغُرفة يَقتحِمها دون سابِق انذار لِيندهِش بذلك الجَو الذي يُحيط الحُجرَة ، كانت الانارَة مُطفئَة فقط تِلك الشُموع المُعطرَة من تُضيئ عُتمتِها إذ وَجد خَطيبتهُ تجلِسُ في مُنتصف السَرير و من حولِها تنسدلُ الكَثير من المَناديل المُبللَة الذي ادرك ان ابتلالِها يعودُ الي دُموعها

انتَابه القَلق لِوهلَة حَتى تقدَّم مِنها يَودُ ان يَسأل ، انتَبهت الي وجودِه ثُمّ رَفعت رأسها اليه تُناظِره بِوجهٍ مُبلل مِن الدُموع ، بَدت على وَشك الانفجار بأيةِ ثانيَة

اغلَقت هاتِفها كيّ لا يَرى الذي تَفعله إذ راحَت تعتصِر عُيونِها بشدَّة تبكي بِحرقَة ، مَن يراها يقولُ ان نهاية الروايَة مأساويَة

جَلس بِجانبها و سألها بِقلق اخفاهُ في نبرتِه الجامدَة

- هل انتِ بخير ..؟ مالذي يحدُث؟

رَفعت عُيونِها لهُ تَشفِط سائل انفِها ، لم تُجبه و اتمَّت بُكاءها الذي زاد قَلقه ، بدأ يُحكيك مَشاهِد مُخيفَة ، وَضع يده على كَتفها بَعد تردُد حَيثُ سأل

- اخبريني ، هل حَدث شئ ما؟

طالعَت عُيونِه القلِقَة لِتُزيل دُموعها بِكم قَميصها تَستعيدُ شتاتِها

- الحُب مؤلم

هَتفت تَقصِد مُعاناة ابطالِها و مَدى العذاب الذي يُجرِبانِه بِفعل فُراقِهم ، لِكونها الكاتبَة فهي اكثَرُ ما ما يشعُر بأحاسيس الابطال و تَجسيدِهم

لَم يَفهم مَقصدها و ظلَّ يُناظِرها تُجهش بالبُكاء ثانيَة
لَو كان الامرُ يَخُصها ، ماكانَت لِتُظهر ضِعفها لأي احدٍ او تَبكي امامَه
لَكِن الأمر الان مُختلِف فَهي لا تَذرفُ الدُموع على احزانِها
بَل على شَخصيات خياليَة نَسجها خيالِها

فكَّر في كَلِماتها ثُمّ نَظر الي هاتِفها لِينطِق مُتسائِلاً

- هل لَديك حَبيب ..؟

سُؤاله جَعلها تتوقف عن البُكاء تَمسحُ دموعها بِكم قَميصها و تُناظِره مُندهِشَة

- من اين لك بِهذه الافكار المُتخلفة ..؟

امعَن النَظر بِها قَبل ان يُصدر تَنهيدَة عميقَة مُتحدِثًا بِقلة حيلَة

- لِما اتدخل اساسًا وانا ليسَ لي شأن

استَقام يُقابلها بِظهره بينَما يستعد للرَحيل ، نهضَت من وراءِه ثُمّ قالَت تستوقِفه بِسُؤالِها الذي جَعله يتحجَّر مَكانه

- ان اخبرتُك انهُ لديّ حَبيب ، هل سَتوقف هذا الزَواج ..؟

أمعَنت النَظر في ظَهرِه تترقَّب اجابتِه التي احتَفظ فيها لِنفسه و اتَّم سيرهُ الي الخارِج يترُك لها خُصوصيتِها دون التَدخل ، عَبست تشتِمُه في سِرها فَهو مُتحفِّظ لا يُشارِكها الاحاديث حتَّى

مَسحت دُموعها لِتقوم بِحفظ التغييرات التي احدَثتها للفصَل مُتحدثَة لِنفسها

- رائِع ، كتبتُ ثمانيَة الالافِ كلمَة ، اواشك على انهاءِها

غادَرت التَطبيق ثُمّ دَخلت الي الحَمام تَستحِم

•••

بَعد العَشاء تجمَّع الجُنود الخَمس مع قائِدهم و الصَبيتَين بِداخل الصالَة التي تَمت ازاحَة الارائِك الي الزاويَة كي يكونُ هنالك مَجال واسِع في المُنتصف

زَواجُ تايهيونغ و لاڤينيا سَيُقامُ بَعد يَومين قبل موعِد سَفر آلميرا و خَطيبها الي كوريا بِيومٍ واحِد لِذا الكُل مُتحمِس لاقامَة حَفلٍ بسيط للعَروسين

لاڤينيا طَلبت من صَديقتِها ان تُعلِمها رَقصة تتشاركها مَع خطيبها بزواجِهما و آلميرا بالطَبع لم تَرفُض بَل تَحمست و طَلبت منهم أن يَجعلوا مِساحَة الصالَة اوسَع لِتسهيل تَحركاتِهم

تَقدمت لاڤينيا قائِلَة بِصَوتٍ بَشوش

- ستقومُ ميري بِتعليمي انا و تايهيونغ رَقصتنا الاولَى ، في الواقِع هي تملكُ مدرسة رَقصٍ في استراليا لِذا انها بارعَة بشدَّة

اشاَرت بيدِها على صَديقتِها التي تَلبسُ بِنطال قَصير مَع تيشرت يُظهر مَعدتِها ، بَدت بِمَظهرٍ يُزعج خَطيبها الجالِس مَع رفاقه يُناظرها بِعينانِ حارَة ، يُجزم لو انّ كُحليتاهُ تُطلق شُعاعًا لَكانت أفخاذِها الظاهِرَة انثَقبت

تَقدمت آلميرا الي المُنتصف حَيثما بدأ الفتيَة يُصفقون بِحرارَة و اعجابٍ يَبغضه الرائِد الذي يَهز ساقهُ بشدَّة ، سَمعها تنطِق قائِلَة

- على رَقصتكما ان تكونُ رومنسيَة مليئة بالأحاسيس ، اظهِرا فيها مشاعِر الحُب و اللهفَة لِذا انتُما اخترتما الاستاذ الصَحيح لِهذه المُهمَة

طَلبت من تايهيونغ التَقدم مَع خَطيبتِه إذ تقدَّم كِليهما بدون نِقاش ، اخبرتهُ ان يَضع يَدهُ على خَصرِها فلم يُمانِع بَل سارع بامساكِ وِسطها ينتهِز فُرصته ، سُرعان ما تصبَّغ وجه لاڤينيا بالأحمَر من هَول الخَجل تتجاهل النَظر في عَينيه على عَكسه تمامًا

وَضعت آلميرا يدا صَديقتها على اكتافِ تايهيونغ ثُمّ بدأت تُعطيهما الخُطوات اللازِمَة لاداء رَقصة ثُنائيَة كلاسيكيَة

هي كانَت تعرِف ان صَديقتِها فاشلَة في الرَقص
لَكن ليسَ لِهذا الحَد

احسَّت بالحَرارَة تتصاعَد الي رأسِها و هي تُراقِب اخطاءِهما الفادِحَة ، صَرخت بِهما قائِلَة بانفعال

- حُبًا بالرَب انتُما تعتديان على الرَقص! الفأر يَرقص احسن منكُما

لاڤينيا كانَت تَستمر باخفاء رأسِها بعيدًا عن مُتناول أعين تايهيونغ الذي انشَغل بِمُغازلتِها بَدلاً مِن التركيز على تعليمات آلميرا التي استَشاطَت غضبًا

فَصلتهُما عن بَعضِهما تَصيحُ بِهما بانزِعاج

- تَوقفا! انت تكادُ تلتهمها ! انهُما فقط يومين و افعل بها ماتشاء الاهي!

وَبخت تايهيونغ تتجاهَل خَجل صديقتِها التي دَعست على قدمِها تُسكتُها ، تَخصَّرت الصبيَة السَمراء و رمَقتهُما بحدَة

- عليّ تعليمكُما بِنفسي

حينَما ودَّت ان تَنطِق قاطَعها جيمين الذي قال مُشيرًا على زميلهُما

- ما رأيك ان تُريهم الرَقصة مع هوسوك ..؟ انهُ بارع بالرَقص

وَجهت آلميرا بَصرِها الي هوسوك الجالِس بالقُرب من خَطيبها يُحدق بها باهتِمام ، اهدتهُ ابتسامَة لطيفَة فلم تَعترِض بل رشَّحت الفكرَة قائِلَة

- عَظيم! تعال ارني مهاراتِك

حينَما واشك هوسوك على النُهوض تصنَّم مكانه ما إن ضَغط الرائد بِقدمِه على خاصتِه بقوَّة و نَهض بَدلاً مِنه يقترِب مِن خَطيبته التي تفاجَئت مِن تطوعِه

نَظرت بِعينيه حينَما قال ما إن استَقطب انتباه الجَميع لهُ

- اظنُ اننا بحاجَة الي هذا الدَرس ايضًا ، فَزواجنا بَعد اسبوعَين

يُحدق في عُيونها السَوداء و يَرى مَدى تعجُبها في اقدامِه على الرَقص مَعها ، اقتَربت مِنه و مَسكت بيدِه مُتحدثَة

- ساُراعي انك مُصاب لِذا تتبَع خُطواتي بِحذر حسنًا ..؟

لَم يكُن الفارِق في الطول بينهُما كَثير إذ اذِن ذَلك لِتقارب مَلامِحهما بشكلٍ اوضَح ، وَضعت يَدهُ الخشنَة على عُري خَصرِها تَرى انكماش مَلامِحه الخَفيف ما جَعلها ذلك تَضحكُ خفاءًا على تَعابيرِه التي استَطاعت قراءِتها

وَضعت يدِها على كَتفه السَليم ثُم هَمست باذنِه

- تَحرك خُطوَة الي الخَلف و جُرني من خَصري اليك

كوَّن مَسافَة بين قَبضتِه و خَصرِها اذ سَمح للهواء بِالمُرور بين مِساحَة بشرتِهما ، ان تلمس اطرافهُ عُريها يَمنحه ذلك شُعورٍ يقشعِّر لهُ بَدنه لِذا فضَّل ان يُبقي نَفسهُ آمنًا من افكارِه

اخَفضت بَصرِها على يَدِه التي ابتَعدت عن خَصرِها قَليلاً ثمّ رَفعت عينيها الي مُحيط نَاظريه تَسأله بِصوت لا يَسمعهُ سِواهُما

- انت حقًا خَجول!

مَنحتهُ ابتِسامَة جانبيَة يَمقُت رؤيتِها حَيثُ اكمَلت بينَما تحتضِن عُنقه

- ان كنت تَخجلُ من امساك خَصري ، فَكيف سَتفعل ليلة دُخلتنا..؟

جُرأتها تِلك تَجعل الدُخان يَخرُج من اُذنيه ، تأوهَت ما ان قَرصها من خصرِها بقوَّة لِيهمس مُوبِخًا

- احفظي لسانِك من هذا الكَلام الفاحِش!

حَدقت بِه عابِسَة ثُمَ راحَت تَجعلهُ يُساير خُطواتِها الراقصَة بينَما تُحادِثه بِبُغض

- اي كَلام فاحِش! نحن مَخطوبين ، حتى ان لن تكُن حَقيقية بالنسبَة اليّ لَكن انت خَطيبي استطيعُ محادثتك في كُل شَئ

نَهرتهُ بِقولها بينَما تُمعن النَظر في عُيونِه الكُحليَة و هو يَتجنب التَحديق بِها ، تحفَّظ على اجابته كَعادتِه لِذا تنهدَت لِتطلب منهُ

- الان لُفني ثُمّ قَرب ظَهري مِن صَدرِك

فَعل مِثلما قالَت إذ رَفع يَد ذراعه السليمَة يَجعلها تلفُ ثَلاث مَرات قَبل ان يُعيدها للارتِطام بِصَدرِه ، رَفعت رأسِها الي مُستواه و هَمست لهُ

- احتَضن خَصري بِذراعِك

اخَفض عُيونِه الي عُيونِها يَتحدُث بِضيقٍ واضِح فَبدا كما لو انهُ يَكتم انفاسه

- ماهذه الرقصَة الخاليَة من الحَياء ..؟

ضَحكت على حَديثِه لِتسحب ذِراعه تَجعلها تَحتضن وِسطها إذ قالَت

- هذه رقصَة كلاسيكيَة ! يااه ، انت لَم ترى الرَقص الخالي من الحَياء الحَقيقيّ

ابتَعدت عَنهُ و قاَبلتهُ بِصدرِها تَضعُ يَدها حَول عُنقِه ثُمّ تَجعلهُ يعود بِضع خُطواتِ للخَلف مُكملَة

- اتريد ان اُعلمك؟

غَمزت لهُ بشكلٍ يُفقده صَوابه ، فَصل تواصلهُما الجَسدي بعدَما اخرجتهُ عن عقلِه يقولُ و هو يَسلُك وجهته خارِج الصالَة

- امسيَة سعيدَة

تَركها في المُنتصف تُراقِب ظَهره و تبتسمُ ساخِرَة عَلى هُروبِه ، هو لم يَتغير ، لازال خَجولاً مُتمسكًا باعتقاداتٍ تراها غَريبَة

عاشَت طيلَة حياتها في بلادٍ اجنبيَة تدعم التَحرر بشكلٍ مُبالغ بِه
في حين انَّهُ ترعرع ببلدِه التي تتسمُ بالحَياء و الحِشمَة
هُنا تكمن نُقطة الاختلافِ الاولى بينهُما

•••

انقَضت تِلك الليلَة التي نامَت فيها آلميرا بِمُفردها تَسهرُ على فَصل روايتِها بعدَما قضى خَطيبته سهرتِه خارِجًا ، خَمنت انهُ حتمًا في العيادَة يتلقَى عِلاجه لِذا ودَّت زيارتِه و الاطمئنان عَليه عِند الساعَة الرابِعَة فجرًا

لَبست حِذاءها و غادَرت السَكن نَحو العِيادَة التي ما إن دَلفتها حتى وَجدت انجيلا تُرتِب الادويَة التي وَصلت حَديثًا ، سألتها و هي تَقترب مِنها مما ادى الي انتِفاض الكُبرى بِهلع

- هل جونغكوك هُنا ..؟

وَقفت امام المُمرضَة التي تَنفست الصَعداء فالمَكان كان ساكِنًا و هادئ حَتى ظُهور الصَبية قُبالتها ، جَمعت انفاسِها و اجابَتها

- كان هُنا و غادَر قبل قَليل

اقتَربت آلميرا مِنها تقفُ بِجوارها بينَما تُراقِب تلك الادويَة بِهدوء ، كَسرت صَمتِهما بِسُؤالٍ بَدا غريبًا للمُمرضَة حينَما صَدر من خَطيبة الرائِد

- هل تُحبين جونغكوك ..؟

حوَّلت الروسيَة عُيونها الزرقاء الي الصَبية قُبالتها تَضحك بخفَّة على سُؤالها ، ردَّت و هي تَصُف الادويَة على الرَف

- بالطَبع ، كَيف لا؟

نَظرت آلميرا امامَها تَقتطبُ حواجِبها بينَما تعقدُ ذراعيها الي صَدرِها تُفكر

- مالذي تُحبينه به؟

تَركت انجيلا ما بَين يَديها و التَفت بِجذعها تِجاه الصَبية تُحدِق بها لِبُرهَة قبل اجابتِها ، لملمَت حُروفها بِعنايَة و صاغَت جُملَة مُرتبَة

- قَد يبدوا جونغكوك من النَوع الذي يُصعب التعامل مَعه لانهُ هادئ يَصنعُ الكَثير من الحَواجِز مع الغُرباء ، لَكنهُ دافئ للغايَة من الداخِل صَدقيني

شكَلت المُمرضَة ابتِسامَة لطيفَة حينما استَقطبت نَظرات آلميرا اليها مُكملَة

- لا اعلم ماهي مَعاييرك الخاصَة بِرجل احلامكِ ، لَكن انا شخصيًا اُخبرك انك لن تَجدي رَجُل افضل مِنه ، على الاقل هو صادِق لا يُنافِق

احسَّت آلميرا بالتَشوش من حَديثِها إذ قالَت بعدَما جَلست فوق الطاولَة تنغمسُ في الحِوار مَع المُمرضَة

- اعني انا لديّ ذوق مُعين في الرِجال ، جونغكوك ابدًا لا يُشبه رَجُل احلامي الذي ابَحثُ عَنه ، من كُل النواحي سَواء من شكلِه طريقَة لبسه ، شَخصيتِه ، حتى تفكيرنا مُختلِف ، لِذا نحن لسنا مُناسبين لِبعضنا

لا تَعلم لِما تُفصح بِذلك للروسيَة تحديدًا ، لَكنها وَجدتها الشَخص الانسب لِمُحاكاتِها عن حيرتِها و شُعورها فَهي وَجدتها مُقرَّبة جدًا من خَطيبها

استَمعت لها انجيلا باهتِمام و لَم تُقاطِعها بَل جَعلتها تُعبر عن مَشاعِرها لعلّها تتوصَّل لحلٍ يُرضيها

- انا لا اُنقص مِنه ابدًا ، لَكنه غير مُناسب لي فالنَوع الذي افضِله عَكسهُ تمامًا ، انا اُحب الرَجُل كَثير الكَلام و الضَحك ، يُجيد الحِوار ، لديه مواهِب عديدَة مِثلي ، اجتماعيّ لَديه طريقَة لِباس انيقَة ، فهمتيني؟

مَنحتها المُمرضَة ابتِسامَة بعدَما خَتمت حَديثها إذ وَضعت عُلبة الدواء بالرَف ثُمَ اجابَتها بِهدوء

- اُنظري آلميرا ، الاقطاب المُتشابهَة لا تتجاذَب

نَظرت في عينيّ الصَبية تُكمِل مُفسرَة

- في حين ان المُختلف تتجاذَب و تَصنع احتكاكًا قويًا يُولد طاقَة! حتى قانون الطبيعَة يُخبرنا بِذلك ، ما المُمتع في الزواج من شَخص يُشبهنا؟ سيكونُ الامر مُملاً ، في حين ان تزوجتِ من انسان يَختلفُ عنكِ سَتكتشفين جوانِب جديدَة مِنه و تتَعرفين عَليها اكثَر

- شَخصياتُكما مُتضادَة ، جونغكوك هادئ و رَزين ، انتِ مُتسرعَة و حركيَة لِذلك انتُما سَتكملان بَعضكُما ، انتِ سَتكسرين صَمته و تُضيفين نَكهة لِحياته المُرَّة و هو سَيُعيد الاتزان الي حَياتِك ، انتُما تُكملان بَعضكُما

- من وِجهة نظري ، الزواج يَحتاج رَجُل عقلانيّ كَجونغكوك ، صَدقيني الجَليد الذي يُحيطه سَتذوبينه انتِ و تَكشفين عن روحِه الدافئَة التي سَتخرُج معكِ فَحسب ، انهً ليس سَئ ابدًا ، انا اعرِفه مُنذ خَمس سنوات تقريبًا و خِلال فترة عَملي هُنا ايقَنت كم هو شَخص نَقيّ و حَساس ايضًا

استَمعت آلميرا اليها بِحَذر و هي تَُدحرج اقدامِها في الهَواء ، استنتجَت من حَديثها سُؤالاً جَعل الروسيَة تضحك

- اذًا ، انتِ لستِ على علاقَة معه؟

نَفت انجيلا برأسِها بعدَما ضَحكت على تَفكير خَطيبة الرائِد ، اجابَتها و هي تُخبئ يَديها داخِل جُيوبِها

- لا ، انا اكبرُ من جونغكوك بِعام ، و لديّ طفلة ايضًا

اشارَت بِعينيها على الفِراش حيثِما تتسطَح طِفلة صغيرَة بدت في الخامسَة من عُمرها ، شَهقت آلميرا و نَزلت من فوق الطاولَة تقترِب لِمُراقبَة ابنَة المُمرضَة باندِهاش

- وااه! انها جَميلة بِحق ، هل هي حقًا ابنتكِ ؟ لم اكن اعرف انكِ متزوجَة

اعتَرضت انجيلا بِقولِها بعدَما عادت لِترتيبِ الادويَة

- انا مُطلقَة ، كنتُ متزوجَة لكني تَطلقت مُنذ ثلاث سَنوات

زمَّت آلميرا شِفاهِها بأسَى بعدَما اطلقَت - اوه - صغيرَة تُعبر عن استِياءها ، راقَبت الكُبرى و هي تَدنوا لتسخين ابريق الماء مُتحدثة

- لِنعد كوبين من الشاي و نتحدث في الحَديقة ، ايلين نائمَة سنزعجها

اومأت الصُغرى مُبتسمَة ثُم رافَقتها الي الخارِج بعدَما جهَّزت الروسيَة كوبيّ الشاي ، جَلستا في كراسي الحَديقة الخاليَة فالكُل نائم بالفِعل

- ألا تُفكرين بالزواج مُجددًا ..؟ فانتِ صغيرَة و جميلَة جدًا! لازلتُ لا اُصدق انك سَتبلغين الثلاثين قريبًا

تَحدثت آلميرا تُخاطب الروسيَة التي تَنهدت مُجيبَة بعدما احتَست من كوبِها الساخِن

- لا اُفكر حاليًا سِوا في تَربية ابنتي و عَملي لا غَير ، لاصارحكِ قَد سئمتُ من الزواج بفعل طَليقي ، قد ذُقتُ المُر بِسببه و كرهتُ كُل الرِجال

بَدا الحُزن يُخيم على مَلامح الصَبية تُكمِل و الدُموع حَبيسة عَينيها ، لم يُخفى ذلك عن آلميرا كأخصائيَة نَفسيَة ، هي تَفهم جيدًا المَرء من سُلوكياتِه

الا جونغكوك
لَم تستطِع فَهمه

- ساخبركِ بقصتي ! لَعلك تتعِضين و تأخذين بِنصيحَتي

جَففت انجيلا دُموعها قَبل النُزول ثُمّ نَظرت الي آلميرا التي ابتَسمت لها تَحثها على الاكمال بايماءَة رأسِها

- قبل عَشر سَنوات كنتُ في روسيا ، حينَما انجبتني اُمي توفَت اثناء الولادَة و ابي تَزوج و تَركني عند عَمتي التي لم تُحسن تربيتي ، كبرتُ و دخلتُ الجامعَة لاستقلّ اخيرًا بنفسي و ابدأ العَمل و الدراسَة سويًا ، هُناك تعرفتُ على طليقي الذي كان في سنتِه الاخيرة من الطب البشريّ ، كان وَسيمًا جدًا ، ذا اسلوبٍ لبق يَجذبُ اي صبيَة ، انيق المَظهر يلبسُ ثيابًا من ماركاتٍ عالميَة يُحسن التهندم جيدًا ، كان اجتماعيًا يملكُ الكَثير من المعارِف و ابتسامتهُ لا تُفارق شَفتاه فوقعتُ في حُبه لا اراديًا

ابتَلعت آلميرا ريقها بخفَّة ، مُواصفاتِه تُشبه شَخصًا تطرَّق الي مُخيلتِها ، اكمَلت الاستِماع الي المرأة التي اضافَت

- وَقعتُ في حُبه و تَزوجنا في سنتي الاخيرَة من الجامعَة ، كنتُ بالواحدَة و العِشرون ، اقام لي زِفافًا فَخمًا تفاخرتُ به بين الجَميع فقد سرقتُ الرجل الذي تحلم به كُل امراة ، ظننتُ اني اخيرًا قد حظيتُ بعائلَة ، اعتقدتُ انه سيعوضني عن غِياب والداي لَكن حَدث مالم يَكون مُتوقع

اهتَّز ذَقن انجيلا التي ضاق صَدرها حينما استَرجعت ذِكرياتِها المُرَّة ، احتَست مِن كوبِها تُشتت افكارِها كيّ تتحكم بِدُموعها ثمّ اكمَلت

- اول شُهور زواجٍ مَسكتُ عليه عدَة محادثات مع فتيات اُخريات ، واجهته لَكنه نَكر و كَذب و لِفرط حُبي لهُ صدقتهُ و تَغاضيت ، اصبَح يلومني و يُخبرني اني الشَكاكَة و المُتوهمَة ، ادخلني في صِراع نَفسيّ لا مَهرب مِنه حتى بتُ اشك في نَفسي ، اهملتُ شَكلي و مَظهري و بتُّ لا انام الليل من القَهر ، مالذي يَنقصني كَيّ يعرف عليّ نِساء اُخريات..؟ احببته بِقلب أعذرٍ كُل مايطلبهُ حُسن الاحتِواء ، لَكنهُ لا يُبالي ، كنتُ ابكي لعلّ دُموعي تُحدث فارِقًا مَعهُ لَكن لا! كان يستلِّذ بِضعفي و قلة حيلتي ، فتاة يتيمة ليس لَها مأوى ، بدل ان يُحسن عِشرتها كان يستقوي عَليها

لَم تستطِع الحِفاظ على دُموعها فَتسربت على وَجنتيها بعدَما اهتَّز صَوتها ، بُكاءها الصامِت يُثبت لآلميرا انها لم تتجاوَز بَعد ، هي لازالَت تُحبه و قَلبهُ مَجروح بِشدَّة

مَسكت بيدِها بلطفٍ تُواسيها عَبر مُلامساتِها اللطيفَة لَها تُنصت اليها تُكمل بغصَّة

- بَعد سنتين من زواجنا اتتهُ بِعثَة الي هُنا ، تطوَّع و اخذني معهُ لاني بذات مَجال عمله ، اشتَغل كَطبيب في الثكنَة العسكريَة الامريكيَة و عَملت معهُ اُساعِده و اتكَفل بالمرضَى و المُصابين ، كان كُلما وَجد فُرصَة يضرِبني على اتفه الامور ، كانَّه ينتظِر زِلتي لِيُعنفني و يُنقص من قيمتي امام الجَميع ، ان ارتَكبت خَطا يصرخ عليّ و يُهينني تَحت مَسمع كُل العساكِر الامريكيون الذين لَم يتدخلوا حتَّى ، يَرونَه يُعذبني و هُم يُشاهِدون ، كانوا يَتغزلون بِجمالي امامه و هو يَضحك ، كأني لستُ شرفه و عِرضه

مَسحت دُموعها تُحادِثها بِقهرٍ بعدَما عادَت ذكرياتِها الأليمَة تَمُر كَشريطٍ موجِع بِخيالِها ، غَضِبت آلميرا بشدَّة حيثُ قبضَت على يدِها بعنف مُتحدثَة بِحنق

- الا يَملك ضَمير هذا الحَقير ..؟

ابتَسمت انجيلا تُناظِرها بِحُزن ، استَجمعت شَجاعتِها لِتُكمل بِحسرَة

- حتَى جاء يَوم بُعثنا بِه الي مُهمَة مُشتركَة بين العساكر الامريكيَة و الكوريَة ، نحنُ نذهبُ معهم لِمُعالجة المُصابين و اسعافِهم فورًا ، في ذلك الوَقت انا كنتُ حامل بابنتي ايلين ، كنتُ في الشَهر الخامِس و بالكاد استطيعُ الرَكض و مُساعدَة العساكِر ، كنتُ اعاني من صعوبَة في التنفُس و جَسدي مُتضرر بسبب ضَرب زوجي لي لِذا كنتُ اخطئ احيانًا فذهني مُتشوش ، هو لَم يَحتمل و انفَجر بي آن ذاك ثُمّ بدأ بِضربي و جَري من شَعري امام الجَميع دون رَحمة ، لَم يتدخَّل احد على الرُغم من ان المرأة التي تُهان امامهم حامِل و الارهاق واضِح عَليها ، كانّ الرحمة انعَدمت في قُلوبِهم

انقَبض قلب آلميرا عَليها حتَّى باتت دُموعِها تتسرَّب رِفقة الروسيَة التي اتمَّت بِحرقَة

- جرَّني من شعري على الارض حتَّى تأذى ظَهري بالكامِل بِفعل شُخونَة الارضيَة فَكُلها من الصَخر القاسي ، يكادُ يقتلع خُصيلاتي من مَكانِها ، من كثر خَوفي من قَبضته قَصصتُ شَعري كي يتوقف عن جَري مِنه ، لكن ذلك لَم يَمنعه من امساكي من فَروتي و تَعنيفي ، آن ذاك تدخَّل فقط رَجُل واحِد و اوقفه عِند حَدِه ، لم يكُن سِوا جونغكوك من القوات الكوريَة ، اذكُر كَيف رَمى عَليه بالرَصاص حَتى بات جَسده يَرتعد من الخَوف ، هو لم يُصبه بَل صوَّب عند اقدامِه ثُمَ انهال عليه بالضَرب ، لم يَتدخل احد فالجَميع يعرِف مِزاجه الحاد و سَمحوا لهُ بتأديبه

ابتَسمت انجيلا تَمسحُ دُموعِها حينَما تذكرَت ذلك المَشهد الذي هوَّن عليها جُرح قلبِها ثُم واصَلت بابتِسامَة خافتَة

- هددهُ و اخبَره ان استمَّر باذيتي سيقتلُه المرَة القادِمَة ، سُمعة جونغكوك سيئَة بين العساكِر فَهو مَعروف بِقسوتِه و تنفيذِه لِكلمتِه و ان كان على حِساب حياتِه لِذا هو خاف و اوقفني عن العَمل ، تَركني بالمنزِل مُتخفيَة عن الجَميع كي يَفعل بي ما يَحلوا لهُ ، لَكن جُيون تمكن من الوصول اليّ و اخبرني اُطلبي الطلاق و انا ساُساعدكِ ، بِفضله تَطلقتُ و ايلين عُمرها عامين ، ساعدني في ايجاد سَكن آمِن لا يصِله ذلك المُتوحش ثُم وفَّر لي عَمل هُنا ، اعتنى بِطفلتي و كُل شَهر يأخذها ليَشتري لها مَلابس جَديدَة و العاب كَثيرَة كي يُسعد قلبها الصَغير فَهي دومًا تشتكِ من غياب والِدها

نَمت ابتِسامَة تلقائيَة على شِفاه آلميرا بِمُجرد ان حَكت انجيلا عن خَطيبها ، لاول مرَة تشعُر انها فَخورة بِه فَموقفِه كان رُجوليًا بِحق

- جونغكوك بِمثابة اخي الصَغير ، انهُ مُنغلق على نَفسه صَحيح لَكن صَدقيني ليسَ من الصَعب الوصول الي قلبِه ، بِسببه تَحسنت حَياتي و ها انا ذا استعدتُ رونقي و جَمالي ، استقررتُ في عملي و كونتُ اصدقاء هُنا ، اُجيد الاعتناء بِطفلتي جيدًا ، هي سعيدَة بالجِوار فالكُل يُحبها و يَتناوب للاعتِناء بِها ، حقًا وجدتُ عائلتي الحَقيقيَة

مَسكت بيد آلميرا بِلُطف و اكمَلت مُبتسمَة

- و انتِ حينَما تتزوجين جونغكوك ، سَتكونين بِمثابَة زوجَة أخي ، كُل ما اطلبهُ منكِ هو الاعتناء بِه ، انتِ لا تَعرفين ما يفعلهُ من اجلكِ

ابتَسمت آلميرا تُجامِلها ، لَم تستطِع الاعتِراض هي فَقط اومأت لَها تُعانقها بِلُطف ، استَمعت الي حَديث الكُبرى و هي تَنطِق

- العِبرَة من قصتي ان المَظهر و الكَلام المَعسول لَيس مِقياس ! غَرقني بكلماتِه الغَزلية قبل زواجِنا ، كان يَكتُب لي قصائِد لربُما يجلبها من الانترنت و يكذِب ، لَكنه لم يُقصر ، منحني الاكتِفاء العاطفيّ و جَعلني اعيشُ في جنَة ، لكن هاهي النهايَة ؟ بتُ وحيدَة مُنكسرَة

ابتَعدت انجيلا عَنها إذ قامَت بالمَسح على شَعر آلميرا بوديَّة مُكملَة بابتِسامَة دافئَة

- اعتبريني اُختكِ الكُبرَى ، ليس لان جونغكوك مُنقذي ، بَل لاني وَجدتُ به سِمات الرَجُل الحَقيقيّ ، لا تأخذي جُموده مِقياس ، سَتتفاجئين لاحقًا صدقيني

زَفرت الصَبية انفاسِها و هي تُنصِت بِصَمت و اهتِمام ، اصبَح فِكرها اكثَر تشوش فَقصَة انجيلا اخافَتها بالفِعل ، حينَما ودَّت الحَديث فوجِئت بِصَوت طُفوليّ قادِم من وراءِها

التَفتت تُطالِع ايلين تَندهُ على اُمها و تَركُض نَحوها

- ماماا

ارتَمت الصَغيرة في حُضن والِدتها التي استَقبلتها بِكُل حُب و قَبلتها على رأسها

- طِفلتي الجميلَة استَيقظَت !
هيَّا سلمي على زَوجة العم جونغكوك المُستقبليَة

لَفت ابنتِها نَحو آلميرا التي انبهَرت بِمدى جَمال الطِفلة الآخاذ ، مدَّت يدها تُصافح ايلين التي تقدَمت لِعناقها و تَقبيل وَجنتها كَمُبادرَة لطيفَة علمتها اياها والِدتها

- مرحبًا ، انا اُدعى ايلين ، هل انتِ حقًا زوجة العم كوكي ؟

- كوكي ؟

كَتمت آلميرا ضِحكتها بصعوبَة على اللقب الذي مَنحته الصِغرى لِخطيبها ، تشعُر ان هَيبته اندثَرت ، قَربت الطِفلة من حُضنها و اجلَستها فوق فِخذيها تُهمهم لَها بابتِسامَة ودودَة

- همم اجل

توشَّحت ابتِسامَة واسعَة ثِغر الطِفلة التي قالَت بينما تُدحرج اقدامِها بالهَواء

- لقد حَكا لي عَنكِ

تفاجَئت آلميرا تُناظِر الصغيرَة التي مَسكت كوب الشاي خاصَة امها تودُ الاحتِساء مِنه ، حَدقت في انجيلا مُتعجبَة حَيثُ سألت

- ماذا قال لكِ عني ..؟

رَفعت ايلين رأسِها الي الكُبرى تُناظِرها بابتِسامَة لطيفَة ، كانَت على صِدد اجابتِها لَولا ذلك الصَوت الرُجوليّ الذي نَده عَليها

- ايلين !

وَجهت الطِفلة عَينيها الزرقاء نَحو الرائِد الواقِف خَلف امها ، توسعَت ابتِسامتها لِتنزل من حُضن آلميرا تَركُض نَحوه بينَما تمد ذِراعيها لهُ كي يَحملها ، سُرعان ما نَهرتها انجيلا التي قالَت مُحذرَة

- ايلي لا! عمكِ مَريض

عَبست الصغيرَة التي توقفت عِند اقدام الرائد ما ان انخَفض الي مُستواها يَمسحُ على شَعرِها بِلُطف ، لم يَستطِع الحِفاظ على تَجهّم مَلامِحه قُبالتها ، بَل اهداها ابتِسامَة نقيَّة تُناسب براءتها تمامًا

حَكت لهُ ايلين و هي تتمايَل بِلطافَة

- عمي كوكي ، هل اخبرتك ايلي الصغيرَة انها حَصلت على عَلامة كاملَة في امتِحان اليَوم ؟

مثَّل جونغكوك التفاجُئ على الرُغم من انها اخبرتهُ بذلك صَباحًا اربعَة مَرات ، تَحدث مُنذهِلاً

- حقًا ! وااه ، ايلي الصغيرَة ذكيَة جدًا

ازدادَت سعادَة الطِفلة كَونهُ يَمتدِحُها ، اقتَربت تدخُل في حُضنه و هو لَم يُمانع بل احاطِها بِذراعه السليمَة يستمِع اليها تُكمِل

- ايلي ايضًا استَطاعت ان تَكتُب الارقام مِن واحد الي عشرَة كما عَلمها كوكي ، انبهرت الاساتذَة و قالت اني اذكى تلميذة بين زُملائي

مَسح جونغكوك على شَعرِها الاشقَر بِلُطفٍ يُنصت الي احاديثِها الطُفوليَة ، رَفع عَينيه السَوداء يُناظِر خَطيبتِه التي تُراقبه بابتِسامَة دافِئَة

وَجدها تُزيح عَينيها بعيدًا عن مُتناوله لِتمسحُ دُموعها العالقَة عِند اطراف عَينيها ، آلمها قلبِها بعد سَماع قصَة الروسيَة و مَشهد الطفلَة الذي حرَّك فيضًا من مشاعِرها الراكِدَة

هي حَساسة للغايَة

عاوَد النَظر الي ايلين التي استَقطبت اهتِمامه بِقولها

- لَقد قالَت الاستاذَة ان هُنالك اجتِماع اباء يَوم الخميس القادِم ، هل سياتي كوكي من اجلي ..؟

عَقد جونغكوك حواجِبه بخفَّة ، الخميسُ القادِم من المُفترِض انهُ مُتواجِد في كوريا لاتمام اجراءات زواجِه فطائرتهُ بعد يَومين بالفِعل

- لا صَغيرتي! عمكِ لديه عَمل ، انا ساكونُ موجودة من اجلكِ

تَحدثت انجيلا مُبتسِمَة تُخاطِب طِفلتها التي خيَّم الحُزن على مَلامِحها ، عَبست تُقوس شِفاهها الصغيرَة بعدمِ رِضَى

- كُل الاطفال سيجلِبون اباءِهم ، لا يَجوز ان تكوني امراة بِمفردكِ ، سيسخرون الاطفال مني و يَقولون اني بِدون اب ، انهم دومًا يَتنمرون عليّ

قَطب الرائد حواجِبه بشدَّة لِيُمسك باكتاف الصغيرَة قائِلاً بانزِعاج

- من ذا الذي يجرؤ على التَنمر عليكِ ..؟ فقط دُليني عَليه و ساحطمُ راسه

التَزمت الصغيرَة الصَمت بينَما تُناظر اقدامِها بِحُزن ، رَفع جونغكوك عَينيه الي آلميرا التي نَهضت من كُرسيها و دَنت مِن الطفلَة تجلِسُ بالقُرب مِنها

مَسكت الصبيَة بِذقن ايلين تَرفع راسها نَحوها كَي تُمعن النَظر جيدًا بِعُيونها الزَرقاء ، تُشبه سَماء نهارٍ يَخلوا من الشوائِب

ابتَسمت لها بِلُطفٍ ثُمّ قالَت

- بالطَبع العم كوكي سيكونُ حاضِرًا من اجلكِ ! لا تَحزني همم؟

اعتَلت ابتِسامَة واسِعَة شِفاه ايلين التي قَفزت بِسعادَة لِتبدا بالرَقص مُعبرَة عن فَرحتِها ، ضَحكت آلميرا عَليها لِتطالع خَطيبها الذي اوقَفها من ذِراعها

- آلميرا لا يُمكنك اعطاءِها كلمَة ثًم تكسرين فَرحتها بِسفرنا !

نهاها يَنطِقُ بحدَة فَحتمًا سَتنكسرُ سعادَة الصغيرَة بِحُضور ذلك اليَوم و رَحيله هو ، مَنحته خَطيبته ابتِسامَة لطيفَة تقولُ فيها

- من قال اني اُعطيها آمالاً زائِفَة ..؟ انت فعلاً سَتحضُر

جَذبتهُ جانبًا بعيدًا عن مُتناول الصغيرَة تُحادِثه بِهدوء

- لابأس ان بَقينا اسبوعًا اضافيًا ، ساُخبر ابي بذلك لا تَقلق

كان عَلى وَشك الاعتِراض لَكنها اسكَتتهُ ناهيَة

- لا اقبلُ الرَفض! انت من سَتكسرُ فرحتِها الأن
لابأس زواجنا سيتأجل قليلاً

حَدق في عَينيها مُستغرِبًا من أخر حَديثِها ، قال بينَما يَدفع بِحاجبه مُتعجبًا

- يتأجل ..؟ كَما لو انكِ لا تشتهين التغاءِه

نَظرت بِعَينيه بينَما تُشابِك يَديها امامَها تَمنحهُ ابتِسامَة ودودَة ، نَطقت بِما صَدمهُ و جَعلهُ لا يُدرك واقِعه ، مالذي طرأ لَها ..؟

- اظُنني بدأت اُفكر بِموضوع الزواج منكِ بجديَة الأن !

•••

7308

اهلا بكم في اطول فصل في الرواية 🫂

هذا اخر فصل قبل شهر رمضان باذن الله
سنتوقف هُنا لاني لن انشر بِرمضان
سنعودُ بفصول طويلَة باذن الله بعد العيد
او يوم العيد سانشر لكم فصل ان شاء الله

🪐 عُمومًا ، كيف كان فصلُ اليَوم ..؟

كلكم تظنون ان آلميرا ستغضب و تفتعل مشكلة بسبب انجيلا
ياجماعة هي لا تُحبه ، من الطبيعي الا تغار عليه
هي تراهُ عقبة تود التخلص مِنها

بالعكس هي دعمت علاقته معها 😭
قبل ان تعرف حقيقة انجيلا

انتم ظلمتوها و بداتم بشتمِها
ترا البنت عسولة و لطيفة 🫂

حيكون لها دور كبير في تطور علاقة جونغكوك و خطيبته
بحكم ان لها خبرة و سوابق في العِلاقة الزوجيَة
تجربتها فتحت لها افاقًا من الوعيّ و الرُشد
خصوصًا انها قريبة جدا من جونغكوك و تعرفه جيدًا

علاقتهما اخويَة ، لطالما اعتبرته كاخ لها لانهُ كان بمثابة سَند
قلبها لازال متعلق بطليقها لانها احبته بصدق
لكنها لا تستطيع ان تغفر لهُ ابدًا

🪐 ما رايكم بها عمومًا الان ..؟

🪐 قصتها..؟

🪐 اكثر جزءية نالت اعجابكم ..؟

🪐 جراة الميرا..؟
البنت جريئة بشكل 😭

🪐 ايلين الصغيرَة ..؟

🪐 تتوقعون طليق انجيلا له دور مستقبلاً ؟
و لو كان له دوره ايه هو؟ 👀

🪐 محادثة جونغكوك مع كاتبته ..؟
يلي هي خطيبته 😭

اراكم بعد رمضان ان شاء الله
رمضان كريم على الجَميع
استمتعوا بهذا الشَهر بالطاعات و التجمعات العائليَة
امنحوا اهاليكم متسعًا من وقتكم فهو ثَمين للغايَة
تقربوا الي الله عزّ و جَل و لا تنسوني في دُعائكم
احبكم في الله اعزائي
الي اللقاء 🫂♥️






.
.
.










Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top