عَروس الميراث | 05
عروسُ الميراث | JK
اهلاً بِكم في الفصلِ الخامِس 💫
سنضع بعض الشُروط 🥹
350 تصويت
500 تعليق
فصل جَديد ✅
لِنبدأ
•••
تَشتعلُ دواخِلها لِهَول الغَضب الذي يَجتاحها بَعد أخِر حِوارٍ دار بينَها و بين خَطيبها ، كُلَّما تَسللت كلماتُه الي ذاكِرتها تَشبّ نِيران الحِقد في اعماقِها تتمنَّى لَكمهُ و تَطبيق دروس المُلاكمَة عَليه
انضمَّت مؤخرًا الي نادي المُلاكمَة الحُرَّة لِتعلم طُرق الدِفاع على نَفس ، تُقسم انها سَتشوه وَجهه و تُحطم فكَّه لِتلفظه بِتلك الحُروف الجارِحَة
- تافِه ! من يَخالُ نفسه ..؟ اُقسم اني سارفضه امام الجَميع لاجعله مَحط سُخريَة
لَكمت الهَواء بِقبضتِها في غُرفَة خَطيبها التي قيل انَّها سَتتشاركُها مَعه ، تتصاعَد انفاسِها فَيُصبح صَدرُها ضيقًا مليئًا بِكم من الغَضبِ و الانزِعاج فَـ تُخفف مِن حِدته عَبر زَفيرها البَطيئ
مَسحت على وَجهِها تُخفف مِن انزِعاجها ثُمَّ جَلست فوق السَرير غَير مُباليَة بِتلك الفوضَى التي تكتسِحه بِفعل ثيابِها المُبعثرَة
- ساُغادر لِجلب حَقيبتي بِمُفردي ، فَليذهب هو الي الجَحيم! عاهِر داعِر قليل الادب و المسؤوليَة
لَملمت شِتاتها بَعد عَزمت على الخُروج و البَحث عن حَقيبتها بِمُفردها ، لَن تنظر مُوافقتهُ بالطَبع لِذا حَملت نفسها و غادَرت الحُجرَة تَسلُك وِجهتها نَحو الخارِج
قابَلها ليون سونغ الذي تعجَّب احمِرار وَجهها ، خَمن انها افتعلَت عِراكًا مع خَطيبها بِسبب حَمله لها بتلك الطريقَة امامِهم لِذا تعجَّل في سُؤاله
- سيدتي الي اين انتِ ذاهبَة ..؟
استَوقفها خُروجه امامَها فانتَصبت امامه تُناظر مَلامِحه الطُفولية التي تُثبت صِغر سِنه ، كَونت لهُ ابتسامَة ودودَة و اجابتهُ بِلُطف
- لديّ شَئ بحاجَة للبَحث عنهُ لِذا ساعودُ فور ايجادِه
تَبادل مَعها ذات الابتِسامَة الوديَّة و تَحدث مُقدمًا مُساعدتِه
- اترغبين ان اُرافقكِ ..؟
نَفت بِراسها و يَديها و اضافَت بِصَوتٍ هادِئ
- لا داعي لِذلك ، ساقومُ بالعودة سَريعًا
همهمَ لَها و تَركها على راحتِها دون التَدخل فقد تَراهُ متطفِلاً ، افسَح لها المَجال للرَحيل و هي امتَثلت بَعدما ودعتهُ بابتِسامَة لطيفَة
غادَرت الثكنَة و افكارِها تتداخل بِداخل عقلِها إذ كانَت تستجمعُ المعلومات التي قَرأتها عن هذِه البلدَة العجيبَة
- قرأتُ ان هذِه البلدَة بها حيّ خاص بالسارِقين ، حتمًا سأجِد السارِق هُناك ، لَكِن هل عليّ السُؤال ..؟
جَالت بِعُيونِها اطراف البلدَة و هي تَجولُ بِجَسدٍ حائِر يلتفُ يمينًا شِمالاً تُحاول ادراك مَوقِعها ، صادفَت رَجُلاً مع طِفله لِذا سارعَت في سُؤالِه عَن موقِع ذلك الحيّ و هو لَم يتردد في مُساعدتِها
تَوجهت الي هُناك عازِمَة على استِعادَة مُمتلكاتِها ، كانَت لديها الثقَة الكاملَة في مؤهلاتِها القِتاليَة إذ ظنَّت انها تستطيعُ مُجابهَة كُل من يَعترِض طَريقِها ..!
لِوهلَة خَمنت ان البِلاد آمنَة كَالبلد الذي تَربَّت به و هي اُستراليا
او كوريا مَثلاً ، التي تُعَّد اكثر دولَة آمنَة عالمِيًا
لَكِّنها حتمًا لا تَعرِف حَجم الورطَة التي وَضعت نَفسِها بِها حينَما ذَهبت الي هُناك تُعرِّف بِنفسها كإبنَة المُشير لعلَّها تُخيفهم لاعطاءِها مُرادِها ..!
لَكِن ، حَصل عكس ذلك تمامًا
•••
جُنود الفِرقَة التابِعَة لِجُيون يَقفون استِعدادًا لِتلقي مَوجَة ساخِنَة من غَضب قائِدهم الذي يَجوبُ الصالَة بِوجهٍ يشتعل لِشدَة انفِعاله
كان هادِئًا بِشَكلٍ يُثبت لَهم انهُ سينفجِر في اقربِ فُرصَة و بالطَبع هو فَعل ، صاح بأعلى نَبرة يَمتلِكُها تكادُ انفاسه المُهتاجَة جَعل شُعورهم تَطاير لِهَول اضطرابِها
- اين كانت عُقولكم حينَما سمحتم لَها بالخُروج دون مُرافقَة عسكريَة ..؟
ابتَلع الصِبيَة رِيقهم بِصعوبَة فالنَفس لِوحده يُعَّد مُستحيلاً اثناء حُضور غَضب قائِدهم الذي اكمَل و الشَرار يَتطاير مِن عُيونِه
- و انتُم تَعرفون مِقدار الخَطر الذي يُحيط البلدَة ! اللعنة ما فائدتكم و لِما انتم هُنا ان لم تعزِموا على حِمايَة الناس ..؟
ضَغط على قَبضتِه بِقوَّة يَصطَّك فَكيه يَرى تَعابيرِهم الخائِفَة لَكنهُ لم يُبالي و اكمَل صُراخِه الغاضِب لعلَّ جُزءًا مِن عصبيتِه تَخِف
- اتعلمون ان مُسَّت خُصلَة من شَعرِها ما قَد يحدُث ..؟
جال بِعُيونِه بَين خَمستِهم و اضاف مُهسهسًا بِنبرَة تكاد تُزعزع قلوبِهم ذُعرًا
- خافوا غَضبي ..! لانَّه لن يَمر مُرور الكِرام
كوَّر يَدهُ بقوَّة و اشاح بِبصره نَحو الجُندي الذي دَخل مؤيديًا تَحيته العَسكريَة احترامًا لَه ، تَحدث بِصَوتٍ هادئ لِمَن انصت لهُ باهتِمام
- سيدي ، الانسَة آلميرا تعرضت للاعتِداء الجَسديّ و الخَطف مِن قبل مجموعَة بلطجيَة بِحيّ لادرو
تجمَّدت الدِماء في عُروق جونغكوك الذي تَلاشت انفاسهُ مِمَّا سَمِعه ، بالكاد استَطاع النُطق و سُؤاله بَعدما استَجمع حُروفَه بِصعوبَة
- اعتِداء جَسديّ ..؟ اي..اين هي؟
اقتَرب منهُ يَسألهُ على عَجلةٍ من أمرِه اذ اجابهُ الجُنديّ بِهدوء يُنافي اهتياج قائِده
- لم نَعثُر عَليها ، قُمنا بايجاد المُعتدين الذين رَفضوا اخبارِنا عن مَكانِها ، لِذلك طلب العقيد استِدعاءك شَخصيًا للتَحقيق مَعهم
كوَّر جونغكوك قَبضتهُ بِقوَّة و دواخِله تشتِعل لِهَول الغَضب ، وَجَّه بَصرهُ نَحو فريقِه يَرمقُهم بِنظراتٍ مُميتَة قَبل ان يُغادر الجَناح مُتجِهًا نَحو قاعَة الاستِجواب
دَلف الي الحُجرَة التي تَجمع رَجُلين رِفقة العَقيد الورقِف قُبالتهم يَوجِه اسألتِه الي مَن التَزموا الصَمت كُليًا ، اهتاج صَدرهُ لِوقع عُيونه على اشكالِهم الهَمجيَّة فَتخيل مَدى بشاعَة و سوء تعامِلهم مَع خَطيبتِه التي حتمًا هي لَيست بِخَير
تَقدَم مِنهم بِخُطواتٍ هادئَة عَكس ما بِداخله تمامًا ، تُخالِجه رَغبة عارِمَة في تَحطيم وجوهِهم و تَحويل كُل زاويَة مِن تقاسيم الي حَلبة مُلاكمَة تَنتهي بِمَوت الخَصم بِدون شَك
مَرر لِسانه ضِد وَجنته يَلتزمُ الهُدوء حينَما التف العَقيد نَحوه و تَحدث
- جونغكوك اين كُنت ..؟ الم يُكلفك المُشير بالحِفاظ على سَلامة خَطيبتك ؟
هسهس العَقيد مُخفيًا غَضبه وراء حُروفه التي هَرسها بِداخل اسنانه المُصطكَّة ، عُيون جُيون لا تُرفع عَن وجوه الرَجُلين يُجيب رَئيسه بِنبرَة جامِدَة
- الم يُخبروك عَن مكانِها بَعد ..؟
وَصلهُ الرَّد مِن قائِده الذي قال و دواخِله ترتعِش خوفًا من وصول الخَبر الي المُشير فَيُنتزع من مَنصِبه و يَحلّ عَليهم سَخط عِقابِه
- لا ، هُم يلتزِمون الصَمت كُليًا
ارتَفع طَرفُ شِفاه القائِد ساخِرًا يَرى الرَجُلين يَسترِقان النظر اليه إذ قال احدهُم مُستهزِءًا
- لن نتحدَث بشئ فعلى كُل حال لن يتم تعذيبنا او ضَربنا حتى ، القوانين هُنا تُنافي هَذا الشَئ
يُجيد الضَغط على القائِد المَعروف بِهوسه في اتباع القَوانين لِذا هُما على ثقَة تامَة بانهُ عاجِز عن ايذاءِهم ، وَضع جونغكوك عَينيه على رئيسه و قال
- مَعهم حَق ، أخلي سراحِهما
انصَدم العَقيد من قَولِه و تَحدث مُندهِشًا
- جونغكوك !! هُما من تعرضا لِخَطيبتِك !
قَطب جونغكوك حواجِبه بقوَّة و اندَفع قائِلاً بِغَضب
- لما تُقحمني في الامر و انت تَعرِف اني خارِج الخِدمَة ! القوانين تنصُ انهُ ان لم تُوجد دلال تُدينُ الفاعِل فَيُطلق سَراحه ، تلك القواعِد وَضعها والِدُها لِذا فليتحَمل ما حَلّ بابنتِه
فَرّق العقيد شِفاهه مُنذهِلاً مِن برود الذي قُبالته إذ خَرج يَصفع الباب وراءِه بِعُنف ، مَسح بيدِه على شَعرِه الخَفيف نظرًا لِوجوب قصِّه اثناء اداء الخدمَة العسكريَة يُجاهِد لاستعادَة سكينتِه
اطلَق العقيد سَراح الرَجُلين بَعدما عَجِز عَن سَلب اي مَعلومَة مِنهُما فَراح كِليهما يَسيران خارِج الثَكنة يَبتسِمان بِمُكرٍ حيث نَطق احدهُما
- اذًا هي فعلاً ابنة المُشير ! سَننتظر وصول الخَبر الي والدها كيّ نطلُب فديَة مُحترمَة تَسُد جوعنا حَد موتِنا
- الم تَرى جَمالُها يا رَجُل ..؟ سَيتسنَى لنا التمتع بِها الي حين مَوعِد وصول الفديَة
حادَثه الثاني يَمتدح جَمال الصَبية باعجابٍ يُخاطب صاحِبه الذي ضَحك بِمُكر و قَبل ان يُجيبه صَرخ كِليهما بعدَما وَقعت اقدامِهما بِداخل حَلقة من حَبلٍ تسببَت في الالتِفاف بحدَّة حول ساقيهما مما ادَّى الي تعليقِهما على الشَجرة بِحيث رؤسهما تُقابل الارض
عُلِّق كِليهما من اقدامِهما يُحاولان فَك وثاقِهما لَكن عَبثًا ، ظَهرت لهُما هيئَة رَجلُ يَمتلكُ هيَكل ضَخم يُوازي حَجم كِليهما إذ صَرخ احدهُما قائِلاً
- مالذي تَفعله ايها المُغفل !
صَدح صَوت الرَجُل الذي جَعل هويته تتضِح لِكليهِما حينَما قال ساخِرًا
- نَحظى بِبعض المُتعَة ..؟
نَظر الرَجُلين الي بَعضهِما بتفاجُئ حيثُ نَطق الاول صارِخًا
- لا يُمكن للعسكريّ ان يتعدا على عامَة الشَعب ايها الرائِد ..!
مَن لا يَعرفُ الرائِد الذي ان دَوا اسمهُ بين السنَة سُكَّان حيّ لاندرو ارتَعشت قُلوب مُقيميه ذُعرًا ، كان يَلتقطُ لهم الزلَّة لِمنحهم عِقابِه المُميت
ارتَفع طرف شِفاه جونغكوك ساخِرًا و اجابهُ بِنبرَة ماكِرَة
- مَن قال انني تحت الخِدمة ..؟ لِنعتبره عِراكًا بين ثلاثَة مُواطِنون لَن يُعاقبهم القانون
ادار رأسهُ نَحو مبنى الثكنَة البَعيد عَن مُتناولِهم ثُم عاود التَحديق بِمن ابتَلعا ريقِهما ذُعرًا
- مَمنوع الضَرب داخِل اراضي الثَكنة ! لَكن يؤسفني القول اننا بِخارِجها لِذا انا كَمُواطِن عاديّ اشتَهي تحويلَكُما الي كيس مُلاكمَة تُدمَى لَه اصابِعي
نَبرتهُ لَم تكُن تعرِف لِلمُزاح طريقًا ، كان جادًا بِقوله إذ قام بِلكمِهما بِعُنفٍ حتَّى كادَت اطرافِهم تتمَّزق ، كان يُمسك جسديهِما و يَجعلهُما يتصادمان بِقوَّة ثُمّ يَنهال عليهِما بالضَربِ حَتى استَقرغا الدِماء
عُرِف بقوَّة قَبضتِه التي تُنطِق الأبكم لِذا سارَع احداهُما بالاعتِراف عن مَكان مُكوثِها و هو مُدرك تمامًا انّ الرائد سيعجزُ عَن التَوجه الي هُناك
- ارجوك افلِتني ، ساُخبرك بِمكانِها ، فقط دَعني
انخَفض جونغكوك لِيجلس القُرفصاء بالقُرب من رأس الرَجُل إذ امسَكهُ من شَعره يُحكم على خُصيلاتِه بِعنف مُهسهسًا
- انطِق ..!
الدِماء تُغطي مَلامِحه بالكامِل ، لم يَكن يَستطيع تَمييز هَويتِه بِفعل تَشوهات وَجهه التي صَنعها جُيون بِعنايَة يَحرِصُ على ضَياع معالِمه
تَقيئ الرَجُل الدِماء بعدَما حَصل على لَكماتٍ عنيفَة على مَعدتِه و تَحدث قائِلاً بِصوتٍ مُرتجِف مُتألِم
- ان..انها بد..بداخِل حُدود اراضي الح..الحاكِم
اصفَّر وَجه جُيون بالكامِل لِسماعِه ما نَطق بِه الرَجُل ، اَفلتهُ و استَقام بعدَما أخذ مَعلوماته التي يَحتاجُها ثمّ التَف مُغادِرًا يَتركُهما مُعلقان هُناك غير آبِه لِتوسلاتِهما بالرَحمة
- مُستَحيل ، ليسَ على آلميرا التَواجُد بِتلك البُقعَة
هَمِس لِنفسه مَذعورًا ، كَانت تعابيرُ الهَلع تتربَّع مُنحنى وَجهِه و تُظهر حُكمها عَليه بِوضوحٍ كَما لو انَّه رأى مَشهدًا مُرعِبًا يَخشى حُدوثه
المَشهد كان بِداخل عَقلِه
ارتَجف كَيانِه لَكنهُ سُرعان ما حافَظ على اتِزانَه يُقلِّب افكارِه بعِقلانيَة
جُرء مِنه يَحثَّه على التَهور للدرجَة التي لم تستطِع عِقلانيته مُجابهَة ذلك الجانِب الذي سيطَر عَليه بالكامِل
كان اندِفاعيًا غَير مُبالٍ لِلعواقِب التي قَد تَحدُث ، لَكن ما جَعلهُ يُقدم على قَرارِه ان دَولتهُ لن تَتضَرر إن مُسِك لِكَونِه مُجرد مُواطن عاديّ خارِج من الخِدمَة
كان يَتسائِل ما ان لم يكُن خارِج الخدمَة ..
اكان سيُقبل على فِعلته تِلك ..؟
هَرول بِسُرعَة هائِلَة قادَتهُ نَحو تِلك الغابَة التي تَقسم بَلدتهُم نِصفَين عَبر ذلك الخِنجَر الضَخم المَغروس في الارضيَّة
كان هُنالك خِنجَر عِملاق يَتفاوت بِطوله ضخامَة الاشجار يُحدث شُقًا خَفيفًا في ارضيَة الغابَة ما يَجعلهُ كَموقع لِحُدود انقسامِ البلدَة
انتَسب اسمُها لِقَريَة الخِنجر بِفعل انغراسِه هُناك
ما وراء ذاك الخِنجَر عالمّ ثانٍ تَحت سيطرَة حاكمٍ يُديره بِتجبّر و تسلُّط كامِل ، حينَما تمّ الانقسام قَبل سَنواتٍ عَديدَة تعهّد كُل طَرفٍ بعدم اقتِحام حُدود غَيرِه و إلا سيتمّ نشب حَربٍ سيموتُ فيها الالآف
لاسيما ان جَيش الحاكِم اقوَى و اكثَر عددًا إذ يَمتلكون تِقنياتٍ حَديثَة من الاسلحَة و القنابيل الفتَّاكة ، يَستجمعُ جُيون انفاسَهُ على صِدد وَضع اقدامِه على الحَدِّ الثاني من البَلدة
قَلبهُ يَخفِق ، لَكنهُ يُقنع نَفسهُ انّه ليسَ جُنديّ الان ، سيتحملُ المسؤولية بِمِفرده ان تمّ امساكِه لِذا سيطمئن على عساكِره
اغَمض عَينيه بِقوَّة و وَطئت اقدامهُ القِسم الاخَر يَحبسُ انفاسَهُ بشدَّة ، لم يكُن لَديه الوقت الكافٍ لاستِدراكِ العواقِب لِذا هَرول راكِضًا الي المَكان الذي قيل لهُ فيه عَن وجودِ خَطيبتِه
كُلّ ما يَجولُ بِداخل عَقلِه انَّه عليه ايجادُها اولاً
هُنالك دورياتٍ من العَساكِر التابعَة لِلحُكم تَجوب الغابة و الحُدود للتأكد مامِن مُتطفل يَجرؤ على دُخول بلدتِهم إذ كان يَتمنَّى انّ لا يُصادف احدهُم خَطيبته
وَصل الي مُرادِه و راح يُفتِّش بيديه على الارضيَّة بَعدما جَثى على رُكبتَيه حتَّى يَتلمَّس غطاء خَشبيّ ثَقيل
هَدأ و سَكُن بالكامِل لانصاتِه صَوت بُكاءٍ خافِت آتٍ من تَحت الارض يُدرِك انَّه ناجِم مِن خَطيبتِه التي يُقسم انها ترتعِش من الهَلع و الذُعر
هو اشدُّ من يَعلم انها تُعاني من رُهبَة الاماكِن الضيقَة و المُغلقَة ، يَعلمُ جيدًا كَم تسوءُ حالتِها ان تواجَدت في مَطرحٍ مَكتومٍ يتخللهُ الكَثير مِن العُتمَة و ذلك ناجِم من مَوقف طرأ في طُفولتِهما
- آلميرا ..!
نَده عَليها بِصَوتٍ تَستطيعُ سَماعه ، هي مَن كانَت تتكوَّر بَعد ان رُميَت بِداخل حُفرَة كانت بِمثابَة سِجنٍ ارضيّ مُحكم الاغلاق مُعد للحيوانات المُفترسَة
وُضعت بالداخِل و اُغلق عَليها دون الالتِفات الي خَوفِها الذي تآكل مَشاعِرها و مَنحها احساسّ بَشِع يَجعلُها تَنهارُ لهولِ الخَوف و الذُعر
كُل عضية بِجسدِها المليئ بالخُدوش يَرتعِش ، لا تَستطيعُ ادراك مَوقعها فُكل ما تراهُ مُعتمًا يَعكسُ لها احد اضخم كوابيسِها التي تَجعلُ انفاسِها تتجمَّع في صَدرِها فتزيدُها اختِناقًا
سَمِعت صَوتهُ و هو يُنادي ، احسَّت بِوجودِه و اندفَعت بأملٍ تَضرِب ذلك الغِطاء الخَشبيّ تُطالِب بِاقتِرابه
- ان..انا هن..هنا
صَوتُها خَرج خائِفًا مُتقطِعًا يُوضِّح مُعاناة صاحِبته ، يُظهر لهُ مِقدار مُعاناتِها ، اهتَّز ذلك الغطاء الخَشبيّ بِسبب ضَرباتِها العنيفَة يُعلن عن مّوقِعه لِذا سارَع جيون بالهَرولة نَحوهُ يَتمسَّك باطرافِه بقوَّة حَتى يَرفعه و يَكشف عَن جَسد خَطيبته المُرتعِش
رَفعهُ بِقوَّة تَطلبت مِنهُ مَجهودٍ ضَخم لِشدَة ثِقله ، هو مُمتن لايجادها على قيد الحَياة فلشدَّة سُمكه يُجرم ان انفاسِها انقطعَت بالكامِل
القاهُ جانِبًا و جَثى على رُكبتيه يُناظِرها بِقلق مُرتسم على مَلامِحه بِوضوحٍ لم تَرهُ لشدَّة العُتمَة ، لَكنهُ كان يَستطيعُ رؤية الدُموع حَبيسة عُيونِها و هي تُناظِره بِقهرٍ و ألم واضِحَين
بَدت في قِمَة ضَعفِها تُناظِرُه و فَوجٍ من المَشاعِر المُضطربَة تكتسحُ نَبرتِها المُتوجعَة
- ات..اتيت
هو يَرى آلميرا ذاتُ السِت سَنوات من عُمرها
الطِفلة التي حُبست في قَبو مَنزِله لِساعاتٍ ثُم وَجدها بحالَة مُزريَة
بِنفس ذَلك المَشهد حينَما جثَى على رُكبتَيه قَبل سِتة عَشر عامًا يُطالِع مَلامِحها التي تَحملُ قَهرًا يُطيح بِه
احسّ بِمقدار عَجزِها امامَه ، لَم يكُن الامر يُعزز من رُجولتِه كَمُعظم الرِجال الذين يَشعُرون بالانتِصار على نِساءِهنّ اثناء خوفهنّ ، بَل كان مَشهدًا مُؤلمًا يُقلل مِن قيمتِه لِنفسِه ، لانًَه لم يستطِع حِمايتها منذ البِدايَة
سَمح لَهُم بأذيتِها ، و ذَلك يُؤلمه بشدَّة
حينَما مدَّ يَدهُ لها ليُخرجها سَمِع اصوات خُطواتٍ في الانحاء ، ادرَك انَّهم الفرقَة التي تتفقَّد الضواحي لِذا سِرعان ما قَفز بالداخِل رِفقتها يَتخفَى قُربها بَعدما تَمت مُحاصرتِها ضد جُدران الحُفرَة من قِبل جَسده الضَخم
واشكَت على الحَديث لَكنه بَثر حُروفها بِوضع كَفّه حول شِفاهها و الصاقِها بِه بعدَما احاط ظَهرها بِيده الثانيَة يَمنع عَنها برودَة الجِدار الناجمَة من الارض
يَمنحها دِفئ جَسده المُلتهب بِفعل رَكضِه و اشتِعال اعصابِه ، قَطبت حواجِبها بشدَّة و لَم تكُن تَستطيع فَهم مَوقفِه ، تَستطيعُ الشُعور بِقُرب انفاسِه التي تَخبِط اُذنها و جُزءًا من عُنقِها كَونهُ قريب حَد الالتِصاق و ذَلك يُربِكُها
حاوَلت ابعادِه لَكن قِواها خائرَة ، وَجدت حُضنه اقَرب مَخبئ تُخزن نَفسها بِه من مَشاعِر الخَوف التي تُداهِمها لِذا لَم تتردد بِلف ذِراعيها حَوله و دَفن جَسدها الضَئيل مُقارنَة بخاصتِه داخِل صَدرِه
بَدت صغيرَة الحَجم لا تُرى امامَه
جَسدهُ الرياضيّ المُمتلئ بالعَضلات يَمنحها مُتكئًا آمِنًا يُخفف عَنها جِراحِها
مَن كان يَظنُ ان صَدر هَذا الرَجُل جامِد المَشاعِر دافِئ ..؟
تَشبثت بِه بعدَما وَضعت رأسِها فَوق صَدرِه تُنصت الي اضطِراب نَبضاتِه التي يُجزم انَّها مِن الهَلع ، يبتلّ قَميصهُ فَيُدرك انَّها تُفرِّغ دُموعها ضِده إذ بات جَسدُها المَجروحِ يرتعِش بين اذرُعه
هي مَن كانت تُعانقِه ، لَكنهُ كان باسطًا لِذراعيه بالقُرب من جَسدِه يَستشعر اهتزاز خاصتِها ضِده ما يزيدهُ الامر قَهرًا على مَوقِفه
غِيابه عنها بِضع ساعاتٍ تَسببت بِضَررٍ لن يُداوَى بِسهولَة
لام نَفسهُ و مَقتها
ان يُبادلها ذلك الحُضن أمرّ صَعب عَليه
لم يسبِق و ان تعامَل بلغَة الجَسد مَع أحَدٍ من قَبل لاسيما النِساء
حَتى والِدته كانَت جافَة معه ، ان تُبادر هي لِعناقِه امر مُفاجِئ لَه
لا يذكر انهُ حَصل على عِناقٍ من قَبل ..!
أذ بدا لهُ الشُعور بَجسدٍ يلتحم بِجَسدِه امرّ غَريب للغايَة
داهمهُ شعورٍ لَم يستطِع فَهمه ، كَما لو انَّ يَداهُ تَحركت بِمُفردها لِتُحيط صُغر جَسدِها فَيُطبطب باحد كَفيه عَلى ظَهرِها كَنوعٍ من المُواساة
احسَّ بِعبور العَساكِر حولِهما و لشدَّة هَلعه ضَغط بذراعَيه ضِدها يُلصقها بِه بقوَّة بينَما يَكتمُ انفاسِه ، هو مُحرج و لا يَظنُ انهُ سيتمكَن من النَظر بِداخل عَينيها بَعد هذا الحُضن
في حين انَّها وَجدت مَهربًا تتناسَى بِه ذاك الضيق الذي يُسبب لَها الألم ، لطالَما كِرهَت ان تُحاط باسوارٍ تُعيقُ حُريتِها
لَكِّن اسوار ذِراعَيه !
كانَت مُختلفَة
ما ان احسّ بِرَحيل العساكِر ابعَدها عن حُضنِه و أذِن لِنفسه بالنَظر الي عُيونِها عند ذلك القُرب الذي لازال يَجمعهُما ، الحُفرَة اضيق من ان تَجمع جَسد اثنين بالِغَين بالفِعل ، لاسيما جَسدهُ هو
احتَضنت بؤبؤ عَينيه حينَما سألها بِصَوتٍ خافِت للغايَة
- انتِ بِخَير ..؟
احتَفظت بغصتِها داخِل حَلقها و نَطقت بِمرارَة
- لستُ بِخَير
كان سُؤالاً غَبيًا يُطرح على امرأة تَعرضت للخطفِ و الضَرب من قِبل مجموعَة مُجرمين ، نَفث انفاسِه مُتضايقًا و راح يُساعِدها على الصُعود
جَلست على طَرف الحُفرَة ثُمّ استَقامت تُناظره يَصعد من وراءِها و يَنفض يَداهُ من التُربَة ، وَجدها عاجِزَة عن السَير بعدما تَلقت ضَربة قويَّة على ساقِها كيّ يُعيقون حَركتِها لِذا بادَر بالتَقدمِ و حَملِها
حاوَلت الرَفض لَكن استجابة جَسدها مَعهُ اَثبتت مِقدار ضَعفها ، حَدقت بِه تُجاهد للتستر على ماتبقَى من دُموعها المُختلطة بِدماء وجهها الجافَة إذ قالَت
- لا تنظر اليّ ، اصبحتُ بشعَة
لَم يستطِع ألا يُناكِفها حَيثُ قال بينَما يسير
- مالذي تَغير ..؟ انتِ بشعَة و ازدتِ بشاعَة
لَم يتوقَّع أن ردَّه سيتَسبب في بُكاءِها إذ رأى ارتِجاف ذَقنها المُهتَّز ، أن تكون في اشدِّ حالاتكِ رُعبًا و ذُعرًا يَعني ان مَشاعرك آن ذاك هشَّة للغايَة
لو كانت في مَوقفٍ آخر ، لَسخِرت منهُ بالمُقابل و نَعتتهُ بالبيضَة المُتعفنَة انتسِابًا لِشعره الخَفيف
لاحَظ رَغبتها المُلحَة للبُكاء و نَطق بِسُرعَة كيّ لا يصدحُ صَوتها العالي و يَكشف امرهُما ، لا يُريد اخبارِها بمدى خُطورة المنطقَة لِكونه يعرِف طباعِها المُتمردَة ، هي سَتُعانده و تاتي الي هُنا مُجددًا اشباعًا لِفُضولها
- كنتُ امزَح ! انتِ جَميلة آلميرا ، جَميلة للغايَة
امتَدحها بِصدق تَعجزُ عن التِماسه ، احسَّت انهُ يَسخرُ مِنها لِذا قامَت بِضربه على صَدره بِقبضتِها مُتحدثَة بِنبرةٍ مُهتزَّة
- انت تَسخر ..!
تمَكنت من رؤية عُيونِه السَوداء بِفعل نور القَمر المُتمركز في السَماءِ اعلاهُما ، لم تُصدِق ان عُيونها رأت طيف ابتِسامته الخافِتَة عند نُطقه
- كلَّا ! انها الحَقيقة ، كما يَقولون ، اسمّ على مُسمَّى ، مَعنى اسمكِ هو الاميرَة ، و لم يسبِق لي ان رايتُ اميرَة بشعَة
حَديثه يُعزز ثِقتها من نَفسِها ، لم تَتوقع ان يَمتدِحها يَومًا فَذلك كان مُفاجِئًا ، تَحدثت هامِسَة
- كيف استطعَت الحُصول على لسانٍ نقيّ ..؟
صَغّر عَيناهُ مُتنهِدًا و دَحرج عَيناهُ قائِلاً
- تمسكِّ ! سابدأ بالرَكض
لَفت ذِراعها حَول عُنقه تُناظر تَفاصيل فكَِّه الحاد الذي يُقابل جُحريها ، تَشبثت بياقتِه بيد و الثانيَة مَسكت بها قَميصه عند صَدرِه تَجدهُ عازمًا على الرَكض
رأت انعقاد حواجِبه و عُيونِه التي لم يسبِق و أن لَمحت اهتزازِها
يَمتلكُ عُيون ثابتَة يَستحيلُ هزَّها ، نَظراته ثاقبَة تعرِفُ مُرادها جيِّدًا
خارَت قِواها و اتكئ رأسها على صَدرِه مُستسلمَة بالكامِل ، رَكض هو بأسرَع قِواه يَلهثُ بشدَّة يشعُر بِثقل جَسدها الذي اثبَت لهُ انها غابَت عن الوَعي حتمًا
ازدادت سُرعته يَود مُغادرَة تِلك الارض التي بالنِسبَة اليه هي جَحيم و حينَما كادت قَدمه ان توطئ حدود بَلدِه استَشعر خِنجرٍ حاد يُغرَس بِكتفه الخلفيّ مُتسببًا في صُدور صَرخةٍ مكتومَة ابتَلعها بِصُعوبَة
لَم يشَأ ادارَة رأسِه حتى لا يَتعرف أي جُنديّ عَلى هَويتِه بل واصَل رَكضه يتصارَع مع الالم الذي يفَّتك كَتفه و يُعجزه عن مُتابعَة حَملِها
رَكض باقصَى سُرعتِه عابِرًا بَلدتِه إذ راح يَخطوا صَوب الثكنَة و انفاسهُ تُثقل كاهِله ، جَبينهُ يَتصبب عَرقًا و حَرارة جَسدِه ارتفعَت كَنوعٍ من المُقاومَة للدَخيل الذي حُشر بِلحمه بِفعل السُم المُتواجد بِه
كان خِنجرًا سامًا
بمجرَّد ان وَصل امام الثكنَة سَقط على رُكبتَيه و خَطيبتِه بين يَديه
يَلهثُ بقوَّة مُحاولاً استعادَة رُشدِه ، يُجابه مَشاعِر الألم رافضًا مُساعدَة الجُنود عِند بوابَة المُعسكَر
نَهض بعدَما استَجمع جُزءًا من قُوتِه و قَبض على جَسدِها اكثَر يسلُك وِجهته الي الداخِل يتجاهُل نَظرات الجَميع نَحوهُما
الخِنجر الذي يَقتحم جَسد قائِدهم لَم يكُن غريبًا بِقدر غَرابة انهُ يَحمل صبيَة بين يَديه ..!
كَعسكريّ اعتاد الجَميع على تَعرضه للاذى ، لَكن ابدًا لم يَعتادوا على وجود امرأة بالقُرب مِنه ، بَل يَحملها و هي نائمَة على صَدرِه بِشَكلٍ يمنحهم مَشهدًا رومنسيًا سيتَحدثون عَنهُ لِسنواتٍ قادِمَة
في تلك الثكنَة نادِرًا ما تَحصل مشاهد رومنسيَة نظرًا لانضِباط عساكِرها ، لاسيما جُيون الذي يقفُ لهم كالعودِ في الحُنجرَة
يَمنع على العساكِر المُواعدَة اثناء فتراتِ العَمل و خارِج اطار الزَواج
هو بِطبعه صارِم لا يأبه للمَشاعِر التي يَجِدُ من حَوله يُبالغون في الحَديث عَنها
لَكِنهُ و لاول مَرة حَصل على شُعورين مُختلَفين اليَوم
مَزيج من الخَوف القَلق و الدِفئ
حُضنه الأول ، كان مِن نَصيبِها
كانَت اولُ مَن تتكئ على وِسع صَدرِه و تَنعمُ بِه
دَخل الي سكنِه حيثُ يجلسُ فَريقه القلِق و اصواتُ شتائم لاڤينيا تملئ الصالَة بعدَما علِمت ان جُيون اطَلق سَراح الرَجُلين
كُتم صَوتِها بمجرَّد ان رأت الصبيَة يقفون و عَلى مَلامِحهم صَدمَة تناقلت اليها ما إن التَفت و رأت جَسد القائِد و بين مُتناول يَديه صَديقتها
شَهقت بقوَّة ترَى مَلامِحه الشاحبَة و شِفاهه المُزرقَة الباهتَة ، يتعرَّق بشكلٍ مُفرَط و قطرات الدِماء تُنقِّط على الارضيَة ، لم يكُن حاله افضَل من صديقتِها التي تَملئ الجُروح وَجهها الناعِم مَع تمزقاتٍ في مَلابِسها تدلُّ على مُقاومتِها
- جونغ..جونغكوك
هَمس تايهيونغ بِقلق و اندَفع نَحو قائده الذي جَثى على رُكبتيه فاقِدًا لاخر ذرَّة من القوَة ، السُم بدأ ينتشِر في جَسدِه و ذَلك حتمًا ليسَ لِصالِحه البتَّة
تقدَمت لاڤينيا لأخذ آلميرا مِن بين يَديه تجتذِبها الي صَدرِها تُفسح مَجالاً لِخطيبها باسنادِ القائِد و اخذِه لِنَيل عِلاجه
حينَما اسنَده تايهيونغ مَد جُيون يَده الداميَة يُمسِك بِخاصَة لاڤينيا يُناظِرها بِعينين مُحمرَتَين تُعبر عَن قوَة الألم الذي يُخالِجه ، تَحدث بِصوتٍ شِبه مُتلاشٍ
- لا تت..تتركي..كيها بمف.بمفردها
هو اكثَر من يَعلمُ انهُ سَتُراودها الكَثير من الكوابيس بِسبب ما حَدث ، رُهبتها و الفوبيا التي تُعاني مِنها لن تَرحمها حتَّى في احلامِها لِذا وَصَّى لاڤينيا التي اومأت تجاوُبًا مَعه و قالَت
- ساكونُ مَعها ، اذهَب انت
نَطقت بِقلق فَحالهُ غَير مُبشِّر ، اسَنده تايهيونغ و ساعدهُ جيمين ثُمّ توجها سويًا الي العيادَة لِمنحه العِلاج المُناسِب الي حالتِه في حين أن ليون سونغ حَمل آلميرا مع لاڤينيا و أخذاها الي غُرفَة الرائِد
ازاحَت لاڤينيا المَلابِس عَن السَرير تَرميهم على الارض ثُمّ اشارَت بالاخر أن يَضعها فَوقه و ذلك ما فَعله ، مَددها على الفِراش و وَضع فوقها الغِطاء يَتحدث بِحُزن
- اتمنى ان يَكونانِ بِخَير ! ليتني لم اسمَح لها بالمُغادرَة
تَنهدت لاڤينيا و قالت تُواسيه
- سواء اسمَحت لها ام لا ، ميري عنيدَة و سَتُغادر رُغمًا عَنك
طَلبت منهُ احضار مَناشف مُبللَة لِازاحة تلك الدِماء الناشفَة عن وَجه صديقتِها الشاحِب فامتَثل لها و سارَع بِجلبها
بَقى الي جانِبها يُساعد لاڤينيا بالاعتِناء بِها إذ حاول تقديم مُساعداتِه بما يَقدر عليه لِلتكفير عن شُعوره بالذَنب تِجاهِها
•••
- كاد السُم ان يَتوغل في انحاء جَسده ، لِحُسن الحَظ تمكنا من مُساعدتِه
هَتفت الطَبيبة الجرَّاحة و هي تُزيل قُفازيها تُبدي حديثِها الي العقيد الذي انصَت باهتِمام ، زَفر انفاسهُ مُرتاحًا مِما سَمِعه و وَجه بَصره تِجاه وَجه جيون الشاحِب ، كان ينامُ على بَطنِه لِكون الاصابَة تكتسحُ ظَهره
تَركتهُ الطَبيبة تحت عنايَة المُمرضَة الروسيَة التي راحَت تُقدم لهُ الرِعاية الي الوَقت الذي بدأ فيه في استِعادَة وَعيه
قَد مرَّت ثَلاثة ايامٍ غاب فيها عَن الوعي تمامًا إذ ما ان استَدرك مَوقعه و رُشدَه جَلس هَلِعًا يَنظرُ حَوله بِسُرعَة
انتَفضت المُمرضَة التي كانَت جالسَة قُربه مِن سُرعة حركتِه و قالَت بينَما تستقيم مُتجهة نَحوه
- على مَهل جونغكوك ! انت مُصاب
جعَّد جَبينه بالم حينَما لَسعهُ جُرحه و تكلَّم بِصوتٍ مُتوجِّع مَشدود
- كم الساعَة الان ..؟
دَنت مِنه تتفقد جُرحه و تَحدثت مُتنهدَة
- انها الثانيَة فجرًا ، انت غائب عن الوعي مُنذ ايام !
هَتفت تُناظر عَينيه السَوداء ثُم اكمَلت مُعاتبَة
- الا تَعلم مدى خُطورة تلك المنطقَة ؟ لِما ذهبت الي هُناك جونغكوك ؟ ماذا لو عَرفوا هويتك ! سيأتي بِك الحاكِم و لَن يَتردد باعدامِك
ارتَفع طَرف شَفة جُيون ساخِرًا حَيثُ قال بينَما يَجذب قَميصه المُلطخِ بالدِماء عازِمًا على ارتداءِه
- لن يَستطيع فِعل شَئ ، انا ورقتهُ الرابحَة
اغمَضت المُمرضَة عُيونها المُلونَة بنفاذ صَبرٍ و نَطقت بِغضب
- لكنك كِدت ان تُقتَل ! الا تَرى ذلك ؟ انها مَصدر مَتاعب فَحسب
نَظرتهُ المُميتَة جَعلتها تُعيد الحِسابات في حَديثها حَيثُ رأتهُ يَستقيم مُتجاهلاً الدُوار الذي داهمه و اختَّل من توازِنه ، خاطبها بحدَّة بعدما استَعاد ثباتِه
- أنجيلا ، الزمِ حدكِ ، فتلك تكونُ خَطيبتي
قَضمت أنجيلا شِفاهها بِغَيض ، جونغكوك يكونُ صديقِها و هي لا تُحبذ رؤيتهُ يتألم إذ ما ان راتهُ بتلك الحالَة انقبَض قلبُها بألَم
كان يَعودُ من مُهماتِه باقل الاضرار المُمكنَة ، لم يسبق و ان رأته طريح الفِراش كَما فَعلت تلك الليلَة لِذا تزاحَمت لَديها مَشاعر البُغض تجاه آلميرا و القَت كامِل اللومِ عَليها دون ارادتِها
- اين سَتذهب الان ..؟ اجلِس انت بِحاجَة لِتلقي عِلاجك
حاوَلت اجلاسِه حينَما وَضعت يَديها على كَتفه السَليم لَكنهُ نَهرها و جرّ اقدامِه بِخُطواتٍ مُتعبَة الي الخارِج ، لَم يُتح لها فُرصَة اتمام حَديثها و ذَلك زادها غَيضًا
•••
دَلف جُيون الي سَكنه المُشترك مَع جُنوده ، كان يَسيرُ مُنهك الجَسد يُقاوم كُل ذلك التَعب الذي يَكتسِحه بِصُعوبَة ، لَمحته لاڤينيا التي كانَت تُعد فنجانًا من القهوَة يُساعدها للسهرِ قرب صديقتِها فالجَميع نِيام بالفِعل
خَرجت من المَطبخ تُهرول نَحوه بِعينين مُوسعَتين تَدرى مِقدار شُحوب وَجهه الذي يكادُ يُنافس بياض الحائط وراءِه
- سي..سيد جونغكوك ، لِما انت هُنا
تجاهَل سُؤالها و اهداها واحِد بِصوتٍ منهَك
- آلميرا بِخَير ..؟
احسَّت بالقَلق و تَحدثت بِعَكس ما يَحدُث اذ قالَت
- نَعم ، انها بِخَير
ارتَفع طَرف شِفاهه ساخِرًا فَهو ادرَك كَذِبها ، انهُ اكثرُ من يَعلم بالحالَة التي سَتمُر بِها خَطيبته من بَعد ذلك المَوقف ، لَم تتدارك نَفسها بسهولَة
قام بابعادِها عن طَريقه و السَير بِخُطواتٍ يُجاهد لابقاءِها ثابتَة ، يُحاول الاستِحفاظ بِوجعه لِنفسه ، لا يُحب ان يَراهُ احد يَتألم فَقد اعتاد من طُفولته ألا يَتقاسم وَجعه مع أحد
لم يكُن احد يُنصت الي ألمه حتى حينَما حاول مُشاركته
لِذا ، وَجد انّ نَفسه كافيَة لاستجماع ذاتِه
خَطى الي الحُجرَة و لَمح جَسد خطيبتِه مُمَدد على فِراشه ، حَدق في لاڤينيا حينَما دَخلت وراءه و لم يكُن مُعجبًا بِحَقيقة ما رأى
- مالذي تَفعلونَه ! لِما تربِطونها بالسَرير!
رَدف مُصِّرًا على اسنانِه بقوَّة يُحدِّق في يَديها المُكبلَة بحبلٍ مربوطٍ على السَرير ، لم يَنتظر تَبرير لاڤينيا و اتَجه لِفكها بعدَما تصاعَد غَضبه
- قُمنا بربطها لاننا لَم نستطِع السَيطرَة عَليها ، لا اعلمُ مالذي يَحدُث لها ، لم اراها بمثل هذِه الحالَة من قبل
انَدلع الغَضب بِه اكثَر و التَف نحوها مُهسهسًا بِحدَّة
- و الحل تربِطونها بدلاً مِن ايجاد العلاج ..؟
اصطَّك على اسنانِه غيضًا و جَلس بالقُرب من آلميرا التي استَطاع الاحساس بارتفاعِ حَرارتِها بمجرد ان لَمس جَبينها ، زَفر انفاسهُ بِضَجر يَرى صديقتُها التي يُلازمها الذَنب فإذ به يَقول
- اذهبي الي العيادَة و اطلبي مِن انجيلا ان تُعطيكِ دواء benzodiazepine addiction
قَرنت لاڤينيا حواجِبها مُستغربَة و تَحدثت قائلَة
- البنزودايازبين ..؟ انهُ علاج يُعطى لمن يَمتلكون نوباتٍ من الهَلع و التشنجُات !
حافَظ جُيون على هُدوءِه قدر استِطاعته و نَطق من خَلف اسنانِه مُتكلِمًا بِغَضب يُجاهد لاخفاءِه كي لا يُفزع الغارقَة بنومِها بصوته المُرتفِع
- و الذي يَحدُث معها ماذا برايكِ ..؟ ام ان عقلك المُتخلف يُخبرك انها تَرقُص و هي نائمَة على الحانِ اصوات صُراخها الصاخبَة؟
ضَربت لاڤينيا جَبينها بِكف يَدها و شَهِقت بقوَّة متحدثَة
- صَحيح! كَيف لم اُفكر بِذلك! انها تُعاني من نوبات هَلع ، الهي انا طبيبة فاشلَة
نَظرات جُيون الحادَة جعلتها تُسرع في الانصِراف الي العيادَة من اجل طَلب الدواء الذي كان مُتاحًا على الدَوام بِفعل الاصابات النَفسيَة التي يُعانيها اغلب العساكِر فَما يُصادفهم من مَشاهدٍ صعبة في مُهماتِهم بالكاد يَحتملونَها
جَاءت بالدَواء و وَجدتهُ جالِسًا حُذوها يَقومُ بِوضع كمادَة بارِدَة على جَبينِها الساخِن لِخفض حَرارتِها المُرتفعَة ، اقتَربت مُسرعَة و قَدمته لهُ قائلَة
- هاهو ذا ، هل اجلبُ شيئًا اخر ؟
- يُمكنكِ الانصِراف
هَتف بِهدوء يَجدها تَجلسُ قُربه مُتحدثَة بِقلق
- انت مُصاب و هي مَريضة ، كليكما بِحاجة الي الرِعايَة
نَظر جونغكوك الي آثار الحَبل عند مِعصميّ خَطيبتِه و ذلك زادَ غَضبه و انزِعاجه مِن صديقتِها ، تَحدث بسخريَة يُخفي بها اشتِعاله
- على اساس انكِ السليمَة التي اجادَت الاعتناء بالمَريضة
آثار الحَبل تلك كانَت سبب تحركاتِها العنيفَة و مُحاولاتِها الماسَة لِلفرار ، حاوَلت لاڤينيا التَبرير بِقولها المليئ بالحُزن
- انت لَم ترها كَيف كانَت ، لم تكُن واعيَة ، تستيقظ و تَبدأ بالصُراخ و اذيَة نَفسها و شدِّ شَعرها بقوَّة حتى وَقعت بعض الخُصيلات بين اصابِعها ، لذلك لجئنا الي ربطها حتى نَفهم السَبب ، فقط كيّ لا تؤذي نَفسها
اخرَج جونغكوك انفاسًا مُضطرِبَة يَقومُ بتبديل تِلك الكمادَة بعدَما نالت نصيبها من حرارَة جَسد خَطيبته
- الانسان في مِثل هذه الحالَة يحتاجُ الشُعور بالآمان ، بَدل ان يتم رَبطه و مُعاملته كما لو انَّه مؤذٍ ، سيزيده ذلك اضطِرابًا
عَبست لاڤينيا بَعدما طغى عَليها شُعور الاستِياء تُناظر صَديقتها بِحُزن
- مَعك حق ، انا لم اُحسن التَصرف ، انا اسفَة لم اكُن اقصِد ايذاءها ابدًا
يَلتمسُ الصدق في حَديثها و عُيونها الغارِقَة في الدُموع ، هي لا تَبدوا من النَوع المؤذي ابدًا لِذلك همهم لَها مُتفهمًا و نَطق
- سابقَى معها ، بامكانك المُغادرَة
استَقامت تَمسحُ دُموعها و استَرسلَت
- ساُعد لك بعض الطَعام ، لابد انك جائِع
لَم تنتظِر جوابه و انصَرفت تَهم بالرَحيل ، تَركتهُ يَختلي بِخطيبتِه يُطيل النَظر اليها بينَما يُفكِّر ، حادثها و هو مُدرك انها لا تُنصت اليه
- الم تَتجاوزي الامر بَعد مير ..؟ خِلتكِ كَبرتِ و تركتِ مخاوفكِ وراءكِ ، على الرُغم من مُحاولتكِ لاظهار قوتكِ ، لكنكِ هشَّة للغايَة من الداخِل ، تلبسين قناع القوَة لحمايَة نفسكِ ، لكنكِ بحاجَة لمن يَحميكِ
ازاح خُصيلات شَعرِها عن جَبينِها ، قد ابتلَّت لشدَة تعرُقها و بدأ يَرى انكِماش مَلامِحها التي تُظهر انَّها تُصارِع احلامِها المُخيفَة
مُنذ ذلك الحادِث الذي طرأ قبل سَنوات ، هي مَرِضت لاسبوعٍ كامل ، لم تستطِع تجاوز الامر حتَّى تم عَرضها على اخصائيّ نَفسيّ مَنحها عِلاج يُساعدها على تجاوز المِحنَة
ظنَت ان الامر انقضَى ، لَكن كُلما اُغلق عَليها في مكانٍ ضيِّق عادَت اليها حالتِها ، نَوبات من الصُراخ و الهستيريَة و فقد السيطرَة على نَفسها ، تُصاب بانهيارٍ عصبيّ و تبدأ بِضرب جِسمها لعلّ الالم الجسديّ يُخفف النفسيّ
تلك الحالَة شَهد عليها هو في طُفولتها حينَما تحمَّل ذَنبها
زَفر انفاسهُ بِضيقٍ لِيبدأ بالشُعور بِحركتِها التي تُوضح لهُ جيدًا الخُطوة القادِمَة ، انهُ موعِد تلك النوبَة التي لَن تنتهي على خَيرٍ حتمًا
سُرعان ما تَناول شَريط الدَواء ياخذُ قرصًا مِن بين اخوتِه حتى يَحشرُه بين شِفاهِها يُجبِرُها على ابتِلاعه ، كانت تَرفُض و تُخرِجه بِلسانِها و ذَلك يُغضبه
هو مُصاب يُصعَب عليه التَحكم بِجسدها فقوتها تتضاعَف ، لا يُريدها ان تصل الي المرحلَة التي يضطُّر فيها لتقييدها بِجسده فينفتِح جُرحه و يَتمزَّق
- مير ابتلعيه
تَحدث بينَما يَحشُره بين شِفاهها مُجددًا ، حاوَل تمريره بالماء لَكنها بزقتهُ بالكامِل و بَللت عُنقها و مَلابِسُها
دلَّك جَبينهُ يُفكر بِطريقَة تُرغمِها على ابتِلاعه
لَم تكُن هُنالك سِوا طريقَة واحدَة تصاعَدت الي عقلِه
قيَّد يديها اعلى رأسها بقبضَة واحدَة كيّ يُسيطر على تَحركاتِها ثُمّ انخَفض الي مُستواها بعدما حاصَر جَسدها بين ساقَيه
- انا اسِف ! لكني مُرغم على ذَلك ، انتِ لستِ واعيَة اساسًا
هَمِس لِيحشُر قُرص الدواء بين شِفاهِها و يَنخفِض لاطباق خاصَتيه ضِد. كَرزتيها يَمنعُ عَنها اخراجه
لازالَت تتحرَّك اسفَله تُحاول الفِرار لَكنهُ يُحكم عَليها بِشكلٍ يَجعلها عاجزَة و خاضِعَة لِقوته بالكامِل ، هو نَجح بِجعلها تبتلع ذلك القُرص لَكنهُ فشَل في تَبرير موقِفه الي لاڤينيا التي شاهَدت ماجرى بِمُجرد ان جاءَت بصينيَة الطَعام
هو تأكد ان آلميرا سَتعرِفُ ماحَدث بالالف و البَاء
تبًا ، عَليه ان يَدفن نَفسه قريبًا
آلميرا سَتقتلهُ بِحُلول الصَباح
ابتَلع ريقه و نَهض عن خطيبتِه يُبرر قائِلاً
- انهُ ليس كَما تَظُنين ..!
لَمح ابتِسامَة لاڤينيا الخَجولة و هي تَجمعُ اطباق الطعام من الارضيَة حيثُ قالَت
- انتُما مثاليين مَعًا !
لَم تَسمحُ له ان يُجيبها فقد فرَّت هاربَة تتركهُ يتخبَط بين افكارِه المُحرجَة ، شَتم تحت انفاسِه فهو مُدرك انها سَتشي به الي تايهيونغ الذي لَم يتوقف عن ذِكر الامر و مُناكفتِه
كيف سيقنعُهم انهُ لَثمها من اجل الدواء ..!
ان كانت هي بِذاتها لن تقتنع و سَتنعته بالمُتحرِّش
على كُلٍ ، توصَل على فِكرٍ اراحَه
هو خَطيبها و يُمكنه فِعل مايشاء
اليسَ كَذلك ..؟
لازالت تلك الفكرَة لم تُقنعه ، لكنها تُخفف احراجه
زَمجر بِضيقٍ و انقضَت ليلتهُ في الاعتِناء بِها ، بَقى ساهِرا قُربها يَنشغل بحرارتِها التي تأبى الانخِفاض ، تَوجه الي العيادَة و طَلب من انجيلا المَجيئ لِاعطاءها حُقنة وريديَة تُخفف اعراض مرضِها و تَمنحها الغِذاء الذي امتنعَت عنهُ لايام
امتَثلت انجيلا لهُ و رافقتهُ من اجلِ اداء وَظيفتها على اكملِ وَجه ، هي علَّقت دواء كِليهما بِجانب بَعضهِما اذ وَضعت محلول جُيون قُرب مَحلول خَطيبتِه و حَرِصت على مَنحه عِلاجه الكامِل مَع مُسكن يُخفف وَجعه فقد بدأ مفعول الاول يَزول
كان مُنغمِسًا في النَظر الي خَطيبته النائِمَة يَسترجِع ذكريات طفولتهِما سويًا
بَعضُها كان مُضحِك ، و بَعضها مُبكي
كانت مُبكيَة ، بالنسبَة اليه
•••
تُرفرفُ بِجُفون عُيونها تَكشف عن عَدستِيها السَوداء تُعلن عن استيقاظِها الذي تطلَّب اربعة ايامٍ من النومِ المُتواصِل ، كانَت تشعُر بهيكل جَسد ضَخم يكتسحُ مُتسعًا من فِراشها الذي تَنامُ فَوقه و ذَلك جَعلها تلتفِت صَوبه
وَجدت جَسد خَطيبها نائِم على السَرير قُربها بِمَلامح يكتسِحها التَعب و الارهاق ، شاهَدت مَلامحِه التي تُظهر كمًا لا مَثيل لهُ من البراءَة
من يَراهُ نائمًا بملامح مُرتخية يكادُ يُصدق انهُ ذاته الرَجُل ذا الوجه المُتجهم على الدَوام ، صَنعت ابتِسامَة خَفيفَة قَبل ان تَبدأ مَشاهد الحادثَة تتراود الي ذِهنها ، قَرنت حواجِبها بخفَّة تشتَّد كُلما مرّ على ذاكرتِها ذاك المَشهد الذي حُبست به تَحت الارض
جَلست بسرعَة ثمَ قامَت بِدفع جَسد جونغكوك بقوَّة حتى سَقط من فوق السَرير واقِعًا على الارض بِعُنف ، لم تأبه لِصوته المُتألم حينَما احسّ بتمزق جُرحه و استَقامت بِغَضبٍ مَهول تُشاهده يَستقيم مُتجاهلاً وَجعه
تِلك اسوء طَريقة يُمكن للمَرء ان يَستَيقظ بِها ، لاسيما ان كان مَريضًا
ناظَرتهُ بحدَّة و لم تَمنع يَدها مِن صَفعه ، لِكونه التهى بألم جُرحه لم يتوقَع ضَربتِها التي تَركت اثارًا لاصابِعها ضِد وَجنته
هي صاحَت بِه مُنفعلَة
- بعد الذي حَدث بسببك ، تأتي للنَوم معي بكل وقاحَة ..؟
هو صامَت كعادتِه يُحاول فَهم الموقِف ، يُحدِق بها و هي مُهتاجَة تستمرُ في الصُراخ و مُعاتبته ، لم تَجد شَخص اكثر مِثاليَة منهُ لتحمل لَوم ماجرى لَها
- انت ، بِسببك انت حَدث ذلك ، انهُ بسببك ايها المُتخلف ، اُقسم اني ساجعلك تَندم ، اُغرب عن وَجهي حالاً
اشارَت الي الخارِج بيدِها تَجِدهُ يحترِق من غضبِه لَكنهُ يتجاهل مُراعيًا حالتِها ، لم يَشأ ان يُناقِشها و شَقّ طريقِه نحو الباب بِصَمت
وقف عند المَخرج و التَفت اليها برأسه يَجدها تُبعثر شعرِها بقوَّة ، فَتح الباب و خَرج مَع وَجعه مُتجهًا الي العيادَة كَيّ يُخيط جُرحه
ايُخاطُ جُرح الروح ، كَجُرح الجَسد ..؟
ام انّ الخَيط يَترُك أثرّ يُشوِهُه كَمخلبِ أسَد
جاءَت لاڤينيا تَدخُل على صديقتِها تَجدُها تنهمكُ في تغير مَلابسها ، اقتَربت مِنها تُعانقها بقوَّة
- ميري! اشتقتُ اليكِ ، اخيرا استيقظتِ!
بادلتها آلميرا العِناق بينَما تتنهَد بِضَجر مُتحدثَة
- استيقظتُ لاڤ ، على ابشَع وجه على الاطلاق! لا اُصدق ان ابي يُريدني ان استيقظ كُل يوم على ذلك المنظر الذي يسدُ النفس
ابتَعدت لاڤينيا عَنها تُحدق بِها بانزِعاج ، قَرصتها من ذِراعها و تَحدثت مُعاتبَة
- لا تقولي ذَلك عن خَطيبكِ ! انهُ وسيم
دَحرجت آلميرا عُيونِها بضجَر و نَطقت بينَما تلبسُ حذاءها
- مافائدة جَمال وجهه؟ ان كان داخلهُ بشعًا
استَغربت لاڤينيا حَديثها إذ جَلست بِجانبها و قالَت بحماسٍ لم تستطِع اخفاءه
- لَقد ظَلمنا خَطيبكِ ! ظَنناه بارد لا يُبالي ، لكنهُ فعل الكَثير
وَضعت آلميرا عَينيها على وَجه صديقتها تُناظرها بِضَجر ، سَخرت بقوَّة و استقامَت تُعدل خُصيلاتِها
- هه ؟ مالذي قد يَتغير بتافه مِثله ، حَقير اشتهي قتله
تعجَبت لاڤينيا و استقامَت من بعدها تنهرُها بقولِها
- ميري اُصمتِ ارجوكِ ! انا بتُ احترمه كثيرًا بعد ما فعلهُ معكِ ، الرجل خاطر بحياتِه و كاد ان يُقتل و انت تشتمينه ؟
نَظرت آلميرا اليها مُتعجبَة حيثُ قالَت بتساؤل
- يُخاطِر بحياتِه ؟
هَمهمت صديقتِها التي تَحدثت بِحماسٍ مُفرَط تُحاكيها عمّا جَرى
- قام جونغكوك بِخداعنا جميعًا حينما طلب اطلاق سَراح المُختطفَين لان القوانين تَمنع تعرضِهما للضربِ داخل الثكنَة ، سَمح لهما بالرَحيل ثُم التقى بهما خارِجا لِيبدأ بابراحِهما ضربًا حَتى كادت امعاءهِما تَخرُج
لم تَكتفي لاڤينيا عَن الحَديث بَل بدأت تُطبق المَشهد و تُمثله حيثُ راحت تُصارع الهواء بِقبضتيها تحت انظار آلميرا المُندهشَة ، اكمَلت قائلَة
- اخبراهُ عن مكانكِ و لم يتردد بالذَهاب الي هُناك بمفرده ، وجدكِ و جاء بكِ و للاسف طُعن بِخنجر سام كاد ان يؤتي بحياتِه ! خَضع الي جراحة مُستعجلة و تم تصفية جسده من السُم ثُم بمجرد ان استيقظ جاء الي هُنا بسرعة لتفقدُكِ ، وَجدني اعتني بكِ فطلب رَحيلي و بقى بِجواركِ طول الليل يحرصُ على سلامتكِ رُغم اصابته
انتَفضت لاڤينيا بهلَع ما ان شَهقت آلميرا بِهَلع قائلَة
- خنج..خنجر ..! اهو مُصاب ؟
اومأت لاڤينيا لِمن تصلَّبت تتذكَّر دَفعها القويّ لهُ ، طَرقت صرخته المُتألمَة طبلة اُذنيها مُجددًا لِيتوسع جُحريها بِقلق
- لاڤ ، اين هو الان ؟
- لابد انهُ ذاهب الي العيادَة !
اجابَت لاڤينيا بابتسامَة قَبل ان تُشرع صديقتِها بالرَحيل مُسرعَة ، ابتَسمت بينَما تُشابك يديها تتأمل ظهر آلميرا بِعينين لامِعتين
- انهما عُشاق الموسِم! كِليهما خائف على الاخَر
•••
تَسيرُ آلميرا بِخُطواتٍ مُتسارعَة نحو العيادَة تَشعُر بانقباضٍ قويّ بِداخل صدرِها بعد الذي اقدَمت على فِعله ، هي قابَلت احسانهُ باذيَّة ، ضَميرها لن يَرحمها البتَّة
وَصلت الي العيادَة و انتَصبت عندها تستجمعُ شتاتِها للدخُول و مُواجهته ، سيكونُ غاضِبًا ، حتمًا لن يَتساهل مَعها البتَّة
لاول مرَّة تُحب فكرَة انهُ صامِت
لا تُريده ان يغضب عَليها
جَمعت انفاسِها ثُمّ فَتحت باب العيادَة لِيُلاقيها ذلك المَشهد امامَها
خَطيبها عاري الصَدر يَكشفُ جُرحه الي المُمرضَة التي تُسنِد رأسه على كَتِفها و تَلُّف ضِمادًا على اصابتِه بينَما الدماء تُغطي سائر ظَهره
شدَّت على اطرافِ اصابِعها حينَما قامَت انجيلا بِعناقه و الطبطبَة عليه بِلُطف و كُل ما يَجولُ في عَقلِها انَها حتمًا تكونُ
عَــشــيقــتِــه
•••
5507 ✅
4 | 3 | 2024
اهلاً ياجميلين في فصل جَديد
🪐 اخباركم مع فصل اليوم؟
بدات تتوضح الشخصيات
خصوصا شخصية جونغكوك
🪐 هل بدأتم تفهمونه..؟
مش عارفة بس انا حاسة انكم هتكرهوا آلميرا 😭
عمومًا اكثر جزءية نالت اعجابكم ..؟
🪐 شئ تريدون حدوثه في القادم؟
🪐 عرفتوا الحادثة يلي صارت قبل سنوات ..؟
🪐 برايكم ماذا سيكونُ رد آلميرا على ذلك المشهد ..؟
🪐 جونغكوك هيتقبل يسامحها ..؟
اراكم في القادم ان شاء الله
الي اللقاء 🤍
.
.
.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top