عَروس الميراث | 03

عَروسُ الميراث | JK

اهلاً بكم في الفصل الثالِث 🦋

فضلاً عزيزي القارئ لا تَبخل عليّ بتصويت لطيف و تَعليق ألطف
انا انتِظر تعليقاتكم بِحَماس لِذا لا تبخلوا عليّ بِها

{ سُبحان الله و بِحمده ، سُبحان الله العَظيم }

لِنَبدأ

•••

- شِئتِ أم ابيتِ ، خِتام هذا الشَهر سَتكونين على إسمي

يَتحدثُ و كُلَّه ثِقَة ، كَما لو انَّهُ يُدرِك اتم الادراك أن مَصيرُها بين يَديه و ذَلك حتمًا لا يُعجِبُها ، يَنجحُ بِجعلها تُستفَّز و تَصِل الي أعلى مَراحِل الغَيض مُستشعِرًا بُغضها عَبر نبرتِها الحادَّة

- سأدعكَ تحلُم ! دام الاحلام مجانًا

أتراهُ يُشكِّل ابتِسامَة جانِبيَة تَزيدُها قهرًا ..؟
لِما يَبدوا واثِقًا للحَد الذي يجعلُ ثِقتها تَتزعزع !
لَكِن لا ، هي سَترفُض هَذا الزَواج رُغمًا عن الجَميع
سَتقفُ لهُ بالمِرصاد ، لَن تتزوَج رَجُل مُتبلد المَشاعِر مِثله

قَضمت وجنتها مِن الداخِل مُغتاضَة مِن حَديثِه و نَظراتِه الجامِدَة ، حاوَلت البَحث بِداخل عَينيه عن نَظرة تَحملُ ذرَّة مَشاعِر نَحوها لَكِنها لم تَجِد سِوا الجُمود ، عُيونِه تَعكسُ بُرودة احاسيسِه

قامَت بِرفع يَدِها تبسُط كَفها فوق صَدرِه لتحسس نَبضِه تراهُ يقتطبُ حواجِبه مُتعجبًا مِن تصرفُها ، وَجدها تقولُ ساخرَة

- وااه! اتضَح ان لديك قَلب ينبِضُ مِثلنا ! للاسف انت لا تفرِقُ عن المَيت بِشَئ

ابعَدت يَدها عن مُتناوِله و وَدت تجاوزهُ و التَوجه الي رُكن بَعيد عن مَوقِعه لَكِنها فاجَئها بامساكِ عِضدها و إرجاعِها للالتِصاق ضِد الجدار امامَها يَحولُ بينها و بين الحُريَة

جَسدهُ الضَخم كَفيل بجعل كُل ما يُحيطها يَنعدِم إذ يجتذبُ انظارُها لهُ وَحده ، لَم تكُن من النَوع الذي يتحاشَى التواصُل البَصريّ بل كانت مِن هُواتِه

مَنحتهُ عَينيها و أوصَدت اتصالاً شَرِسًا بين كُحليتَيها و نِسريتَيه تَترقَّب حَديثِه حتَّى تَرد عَليه و تَستفزه مُجددًا

- انتِ ، سَتبقين مُنحصِرَة بِتلك الحادِثَة ؟

وَجه سُؤاله الذي بَثّ بِها ذِكرياتٍ سَببت لها ماضٍ مَرير ، كوَّرت يَديها بقوَّة و لم يَسعُها سِوا الصَمت و اطالَة النَظر بِداخِل عَينيه حينَما اكمَل

- ألا تَرين انهُ وَقت الصَفح و التَخلي عن الماضي ..؟ نَحنُ كَبِرنا بالفِعل آلميرا و سَنُكون اُسرَة قريبًا

حَديثه لم يَنل اعجابِها البتَّة ، بَل اخَذ نَصيبهُ من انزِعاجِها إذ اقتَطبت حواجِبها بشدَّة و لَم تبخَل بِدُنو خُطوَة اضافيَة منهُ تكادُ تَعدِم المَسافَة بينهُما

استَطاع الاحساس بانفاسِها الدافِئَة تُلاطِف بَشرتِه حينَما وَقفت على رؤسِ اصابِع اقدامِها تَجعلُ عُيونِه ترتبِط بِعُيونِها بِشكلٍ أقرَب

هَتفَت مُتحدِثَة و عُيونِها لا تَخشى مُجابهَة بُنيتيّ الجُنديّ ، بَدت كَمُقاتِلَة تُدافِع عن قَضيَّة تَخُّص مَشاعِرها و مُتسَّع مِن روحِها

- اتفَّهم اننا كَبِرنا ، لَكِّني كآلميرا ، حادَة الطِباع لا أغفر لِمَن سبب لي الاذيَّة ! من اذاني مرَّة سيفعلُ مِليون مرَّة لِذا نَفسي عَليها حَق عليّ بألا اتسامَح مع مَن يَجرحُها

لِما تَجِذبُ انظارُه لِلحَد الذي يُعيقهُ عَن الإنصاتِ الي حَديثِها ..!
و هي بِذاك القُرب ، تَسلِبُ مِنهُ عُيونِه

لم يَعتقِد يومًا انَّ تِلك الطِفلَة صاحبَة القبضَة القويَّة سَتُصبح بِكامل هذِه الانوثَة حينَما تَبلُغ ..!
حُبًا بالرَب ، كانت تُصارِع الفِتيان و تَتغلب عليهِم بِرميَة واحِدَة
لاسيما هو! كانَت تَغلِبه و تُطيحُ به دون ان تَرحمه

اشتَّدت حواجِبه انعِقادًا ما إن رَسمت ابتِسامَة هادِئَة لم يَستطِع فَهم مَغازها إلا حينَما قالَت بِصوتٍ خافِت

- كَرَجُلٍ عابِر تَربطُ عائلتَينا صَداقة وطيدَة لا مانَع لديّ بالتعامُل مَعك ! امَّا كَزوجّ اُشارِكه ذات الفِراش ..! يَستحيل

لِوهلَة زارَتها بِضعَة افكارٍ جَعلت مُخيلتِها تَنخدِش
جونغكوك ليسَ نوعها المِثاليّ بتاتًا
لا تَستطيعُ تخيَّل نَفسها كامرأةٍ لَهُ
مُستَحيل

على الرُغم مِن انَّ مَلامحها شدَّته و لَفتت انتِباهه
ألا انَّه لم يُظهِر ذلك و لَو بِنَظرة حتَّى
تَعابيرُه مُتجمَّدة ، او بالأصح
مَلامِحه خاليَة من التَعابير

و ذَلك ما تَمقتهُ هي
تَميلُ للنَوع الذي يُظهر مَشاعِره بِمُبالَغة
تنجذِب لِمن يُبالِغ في رُدودِ فِعله ، لاسيما حُبه ..!
و جُيون عَكس ذلك تمامًا

حَقيقة انَّها مِرهفَة الحِس كَروائيَة ، يُصعِّب الامر عَليها اكثَر
إذ مَعاييرِها لَم تعُد تمتلكُ سقفًا تقفُ عِنده
هي تجاوَزت الحُدود بالكامِل

ذاك النِقاش الذي كاد أن يَتحول الي مُشاحنَة لَفظيَّة قُطِع بِفتح الزِنزانَة و دُخول شَخصين فَصلا حديثِهما ، التَف جونغكوك بِرأسِه يَرى هيئتهُما فإذ بِه يُوسِع عَينيه بِشَكلٍ طَفيف مُحاوِلاً اخفاء مَلامِحه بعدَما اعاد رَقبتهُ لموضِعها الصَحيح

نَظر في عَينيّ آلميرا التي رفَعت حاجِبها بخفَّة و حاوَلت ابعادِه عَن طريقِها مُتحدِثَة بِنبرَةٍ مُنزعِجَة

- ابتعِد

رغِبَت في ازاحتِه و قَبل ان تَفعل فوجِئت بِنبرة صَوتٍ صبيَة هي تعرِفها ، قَد نُده على اسمُها ما جَعل عُيونها السَوداء تتسِّع بشدَّة

- آلميرا ! هل هذِه انتِ ..؟

دَفعت آلميرا جَسد خَطيبها عَنها حتَى اتضحَت لها صورَة صديقتِها المُقربَة تنتصِبُ امامَها بِعينين مُوسعَتين ، كِلتاهُما رَكضتا نَحو بَعضِهما يَتبادلان حُضن وَطيد شَديد الالتِصاق إذ قالَت احداهُما

- الهي لاڤ ! مالذي جاء بكِ الي هُنا ..!

جونغكوك قَضم وَجنتهُ من الداخِل بَعدما الصَق جَبينهُ بالجِدار يُتلوا بِضع شَتائم بِسِّره حينَما سمِع صَوت تايهيونغ القادِم من خَلفِه

- لابد انكِ ميري صَديقة لاڤ ..! انها مُنذ ان وَصلت لم تتوقف عن البُكاء لثانيَة لِذا قررت أن تُشارككِ السِجن بدلاً من البَقاء مكتوفَة الايديّ

اشار بيدِه على خَطيبته التي تُعانق صديقتِها من الجانِب و تشِد عَليها ، حَدقت آلميرا بِها بتفاجُئ و نَطقت مُندهشَة

- هل حقًا اتيتِ الي هُنا من اجلي ..؟

رأت نَظرة الحُزن تكتسحُ مساحَة عينيّ صديقتِها التي حَركت رأسها ايجابًا و قالَت بِاستِياء

- نَعم ، شعرتُ انني السَبب بِكُل هذا لِذا لم اُرِد حتمًا ان ادعكِ تدخُلين السِجن وحدكِ ، جئتُ و سلمتُ نَفسي لهُم و تايهيونغ لم يُرد تَركي بِمُفردي

قَوست آلميرا شَفتُها السُفلى مُتأثرة بِموقف صديقتِها الذي لامَس قلبِها ، نَظرت بِطرف عَين نَحو ظَهر جونغكوك الذي يُقابِلهم و تَحدثت ساخِرَة

- لَيس كَمِثل أحدِهم ! يُسلٍّم خَطيبته و هو مَكتوف الأيدي

- لابأس ، والِدكِ سيحل المُشكلة و نَخرج جميعنا ، بالأخِر هو الآمِر الناهي هُنا

تَحدثت لاڤينيا بينَما تُواسي صديقتِها تُطبطبُ على ذِراعها بِلُطف بالِغ ، وَجه تايهيونغ بَصرهُ تِجاه ظَهر المَعنيّ في حَديث صاحبَة خطيبتِه يُناظِره بِتمعُن

- بَدا لي ان اعرِفه ..؟ هل انتِ مخطوبَة لرجُلٍ هُن..

وَضع مُقلتَيه بِعينيّ آلميرا يُناظِرُها بِدهشَة حينَما تدارك شيئًا

- هل انتِ ابنَة المُشير لي ..؟

اومأت آلميرا تجاوبًا مَعهُ تَجِده يَشهق بِقوَّة مُكمِلاً

- اذًا انتِ ..! خَطيبة جونغكوك

جَذب خُطواتِه نَحو جونغكوك الذي يَشِّد على اغماضِ عَينيه ثُمَّ ادارهُ نَحوه يُطالع مَلامِحه المُتجهمَّة ، ميَّل بُندقيّ العَينين رأسهُ و تبسَّم ساخِرًا

- وااه ! انت هُنا يا مُحِّب القوانين

ابتَلع تايهيونغ ريقِه مُتجاهِلاً خَوفه من نَظرة جونغكوك السامَّة ، شدّ قَبضتهُ بِقوَّة فَذلك ما كان يَتهرَّب مِنه ، لا يُريدُ ان يُخالف القوانين البتَّة فيتلقى سُخريَة من افرادِ فريقِه إذ عُرِف طيلَة فترة خِدمته بانضِباطِه

- انا مُسرَّح من الخدمَة هذه الفترَة انت تَعلم ! لِذلك لا توجَد اي قَوانين تَشملُني ، كنتُ اسيرُ في الجِوار و تشاجرتُ مع وًَقح ثُم دخلتُ الي هنا

فسَّر جونغكوك قائِلاً يُري الأخر وِجهَة نَظره لعلَّه يُصدقه على الرُغم انَّه اجاد قراءَة عُيون صديقِه التي تُسايره فَحسب و ذَلك ضايقَه اكثَر

لاڤينيا نَظرت اليه و شَهقت بقوَّة تُشير عَليه بسبابتِها قائِلَة

- انهُ الذي جرَّكِ الي السِجن ! الهي آلميرا هل كان خَطيبُكِ ..؟

النَظرة التي تَلقتها آلميرا من صَديقتِها لم تَنل اعجابِها البتَّة ، خُصوصًا حينَما قالَت لها بأسَى

- هذا و هو خَطيبكِ فعل بكِ هَذا !

كوَّرت اصابِعها تشُّد عَليها بقوَّة مُحاوِلَة تجاهُل الغَيض الذي تكوَّن بِداخلها تِجاهه ، خُصوصًا انَّ صديقتِها قد لازَمها خَطيبها على الرُغم من انَّها نَجت

لَكنهُ اتى بِرفقتها انصياعًا الي رَغبتِها
على عَكس خَطيبها هي ، الذي سلَّمها بِيديه و لم يأبه لَها
او ذَلك ما كانت تَظُنه هي ..؟

•••

{ الثامِنَة و النِصف صَباحًا }

تَسيرُ آلميرا بِخُطواتٍ مُتعبَة بالقُرب من لاڤينيا بينما تُشابِك ذِراعها بِخاصتِها و خَلفهنّ خَطيب كُل مِنهنّ يَتوجهون نَحو مخرج الثكنَة الامريكيَّة

وَصل أمر من السُلطات العُلية بإخلاء السَبيل لِكُل من كُحليَة العَينين و صَديقتِها في حين أن الشابَين اُفرج عَنهُما بَعد قضاء ليلَة فقط في السِجن

- والدكِ رائِع آلميرا ، بِسببه ساحصُل على اقامَة دائمَة قانونيَة هُنا

تَحدثت لاڤينيا بِسعادَة عارِمَة بينَما تَجُر آلميرا مَعها يَعبُران البَوابة الضَخمة تِلك ، نَظرت الصَبية اليها بابتِسامَة باهِتَة فَهي لم تَنم طيلَة الليل و التفَكير ينهشُ عَقلِها بِكل ثانيَة تَمُر

- انا سَعيدة من اجلكِ ، الان يُمكنك الزواج بِراحَة دون التَفكير بِشَئ

اومأت لاڤينيا بِسعادَة لِتلتفِت برأسِها تِجاه خَطيبها تُناظِره بِحُب ، تَركت ذِراع صديقتِها و هَرولت نَحوه تتشبَّث بِه بدلاً جاعِلَة من جَسد آلميرا يلتفِت ناحيتهُما تُطالِع بِهما بإشمئزاز تمامًا كما فَعل جونغكوك الذي تَجاوزهُم جَميعا و اكمَل سيره بِهدوء

حينَما مرّ جونغكوك بالقُرب مِنها و لَفحت ثُقوب انفِها رائحة عِطره تذكَّرت شيئًا مُهِمًا للغايَة
حَقيبتُها ..!

شَهِقت بقوَّة جَعلت جَسد لاڤينيا و تايهيونغ يَرتعِد مِن الفَزع ، تجاهلت سُؤالهُما عن خَطبها و التَفتت تركُض بِسرعَة تِجاه جونغكوك الذي قطَع مسافَة لابأس بِها بَعيدًا عَنهُم

- يااا ، انتظِر ايها الاخَرق

تشبثَت بِذراعِه تُحاول ايقافِه عن المَسير و قَد نجحَت حينَما انتَصب مكانِه يَجعلُها تصطدِم بِظهرِه مُتاوهَة بألم ، دلَّكت جَبينها قَبل أن تراهُ يلتفِت لَها بِتعابير جادَّة تَزيدُ غَضبها مِنه

- الا تملِك تعابير افضَل من هذِه ؟

- لا !

يُجيبُها بِهدوءٍ تام يُنافي الاعصار المُدمِّر الذي يَجوبُ داخِلها في الوقتِ الراهِن ، قضَمت سُفليتها بشدَّة تكادُ تُجزم انها ستتقطَّع لِهول ضَغطها عَليها لعلَّها تُخفف من عَصبيتِها تِلك بافراغ غَيضها بفمِها و قَبضة يدِها

- ان كنت تَسعى حضرتك لِتكون زوجًا لي ، عليك ان تبذل مَجهود افضَل من هَذا

طفَح كيلُها و تَحدثت مُشيرَة عَليه بسبابتِها بانزِعاج زاد مِن نَظراتِه التي إن دلَّت عن شَئ فَهو السُخريَة لا غَير

- ابذل مَجهود لاجل ..؟

ادخَل يَديه في جُيوبِه ليقضِم وَجنته من الداخِل و يُكمِل ساخِرًا يُماثل نَظراتِه التي جَعلتها تستشيطُ غيضًا

- في الأخِر ، أبذلتُ مجهودًا ام لا ، سَتكونين زَوجتي

دَنت منهُ خُطوَة اضافيَة و تَحدثت بِغضَب

- ان تَزوجتُكَ اُريدُكَ ان تنال جزائك مِني ليلَة زِفافنا

تَحدثت بِثقَة جَعلتهُ يبتسِمُ بِجانبيَة ، تَستطيعُ رؤية الخُبث في عُيونِه و صوتِه الماكِر حينَما قال بعدَما دَفع حاجِبه عالِيًا

- انتِ مُتأكدَة ..؟

ضمَّت يَديها الي صَدرِها تُكتف ذِراعَيها و رَدفت مُؤيدَة حَديثها السابِق بِثقَة

- اجل مُتأكدَة ، ان حَصل هذا الزَواج ، فلَك مني ما تُريد و ان كانَت نَفسي

أن تُراهِن بِنفسها على تَمام هَذا الزَواج يَجعلُها في قِمَة الثقَة مِن عدمِ حُدوثِه ، تُراقِب عَينيه السَوداء حينَما انخفَض الي مُستواها و ميَّل رأسِه قائِلاً

- اذًا لن تُتعبيني و تَترُكيني انتظرُ للعام المُقابل كي انال مُرادي مِنك ..؟

يَقصدُ انَّهُ سيُسافر بَعد زواجِهما و يَترُكها حَتى قُدوم العام المُقبل لِيكونُ زوجِها رسميًا بِعلاقَة زوجيَة تُثبت ذَلِك فَهو لَن يَطمع بِها منذ بِدايَة الزواج
خُصوصًا ، شَخصيتِها هي

- رَكِز ، ان حَدث هَذا الزَواج ، و ما أعنيه انا ، انهُ لن يَحدُث

نَطقت بينَما تَضعُ سبابتِها في مُنتصف جَبينه و تَدفعهُ الي الخَلف مُتحمحمَة ، لِما بدا جِديًا بِحديثه كَما لو انَّهُ يُفكر بِمُنحدراتٍ اُخرَى ..!

هل يُعقل انَّهُ ، مُنحرِف ..؟
تزاحَمت الافكارُ برأسِها و هي تُناظر عَينيه البارِدَة بِصدمَة

كأبطال الرِوايات الذين يَكونون سادِيون في مُعاملتِهم مَع زواجِتهم
صُدِمَت بِمُجرَّد ان تَخيلتهُ من ذَلك النَوع المُحب للعُنف في عِلاقته الزوجيَة

تَخيلت نَفسها مربوطَة في سَقف الغُرفَة من قِبله بينَما يُعنفها بِشتى الطُرق المُمكنَة ، لا !
هي حتمًا لن تَسمح لِهذا الزواج ان يَحدُث
هو سَينتقمُ مِنها بِلا شَك
عَليها ان تُحسن تعاملها معه

صَرخت بقوَّة حينَما تداركَت الموقِف و نَفت مُعترضَة مُسببَة في صَدمتِه مِن تصرُفها حَيثُ قالَت مُصححَة

- دَعنا نعقِدُ هُدنة صُلح

مدَّت يدِها نَحوه تَراهُ يُناظِرها باستِغراب ، لم تنتظِر استجابتهُ لِمُصافحته لِذا بادَرت بِجذب يدِه و امساكِها بشدَّة مُتجاهلة تفاجئها بِحجم كَفه قُبالة خاصتِها

لقد ابتَلعت يَدهُ يَدِها ..!
ذَلك كان مَحط صَدمتها لَكن افكارِها المُشينَة اولى بِنيل مُتسع من تفكيرها اكثَر لِذا هي ركزَّت عَليها بدلاً و قالَت مُشكلَة ابتِسامَة مُصطنعَة

- دَعنا نكونُ اصدِقاء جيدين

سَحب يدهُ مِنها بِسُرعَة و هو مُتيقَن ان التي قُبالته ذات تَفكيرٍ مُتخلِّف بِلا شَك ، او رُبما تُعاني من انفصامٍ حاد في الشَخصيَة ؟
منذ قَليل كانت تصرُخ في وَجهِه

- اسألكِ ان تُراجعي طَبيبا نَفسيًا عاجِلاً

تَحدث بِحاجبٍ مَرفوع يَسخُر مِمَن حافَظت على هُدوءِها طِوعًا و قالَت بينَما تتمسَّك بابتِسامتها قدر استِطاعتِها

- الم تَقُل انهُ عَلينا بدأ صفحة جَديدة ؟ انا مُوافقَة ، لنبدأ صفحَة مليئة بالخَير

- خَير ؟ و منكِ انتِ ؟

رَمقها بِنظراتٍ تُفقدها صَوابِها لَكنها تَشبثت بِذراعه و ضَمتهُ الي صَدرِها مُتحدثَة بينَما تجرّه مَعها

- هيَّا ، الستُ خَطيبتك الجَميلة ؟ انت مَحظوظ لانك تمتلك فَتاة بِجمالي

لَم يستطِع فَهم ما تُحاول التوصَّل عَليه عَدا انها تُريده بِمصلحَة ما حتمًا ، جَذب ذِراعه منِها و رَفعها بعيدًا عن مُتناولها مُتحدِثًا بِضجَر

- مالذي تُريدينَه ..؟

رَمِشت مُدعيَة البَراءة تمامًا حيثُ بدأت بارجاع شَعرِها وراء اُذنها تُناظِره بابتِسامَة ودودَة

- عمَّا تتحدَّث ؟

نَظراتِه الجامِدَة أثبتت لَها انهُ من النَوع الذي لا يَنفعُ معهُ الدَلع و التَغنُج ، حتمًا مَشاعِره مُتلبدَة جليديَة تُنافِس ثُلوج القُطب الجنوبيّ

زَمجرت بانزِعاج و تَحدثت بقلَة حيلَة ما ان طال صَمته

- هل عادَة انت تتجاهل الاجابَة على الناس ؟

نَظرت في عَينيه تنتظِر اجابتِه التي لم تَخرُج بَعد و ذَلك جعلها تُضيف بانفِعال

- لن يُدفعك أحد ثَمن حُروفك ! هل تَتدخرُها ام ماذا ؟

كُلَّ ما يَشغلُ فكره هو تَقلبُات مِزاجها العَديدَة في دقيقَة واحِدَة ، شَئ هو لا يُجيدُه ابدًا و ذَلك يُذهلِه ، على الرُغم من تَجدد المَشاعر بِداخله كُل ثانيَة و اُخرى ألا انَّ ذلك لا يَظهرُ على ملامِحه البتَّة

شُعوره يتعاملُ مَعهُ داخليًا فَحسب
لا يُفصح عَنه لايّ احدٍ كان حتَّى اقرب الناس اليه

يأسِت منهُ و ادرَكت حَقيقَة انهُ سيستمِر بِتجاهلُها اذ لم تَقُل شَيئًا يَستهويه للردِ عَليه لِذا تَكتفت بِتذمرٍ و قالَت

- حسنًا ، اريدُ ان تُسدي اليّ خِدمَة

بعدَما كانت مَلامحها عابِسَة هادئَة تحوَلت لاخرَى مُنفعلَة و ذلك دلّ على انها حتمًا فكرت في احتماليَة رفضِه لِذا قاطعتهُ قَبل ان يُفكر في الحَديث حَتى و نَطقت باندِفاع

- عليك ان تَفعل و تَقبل حتَّى ، انهُ دَين لتُكفر عن خطئك بِجعلك لي ادخُل السِجن ، هل فَهمت

- اُكفر عن خَطأ لم ارتكِبه ؟ لا افهم لي عَليّ ذَلك

هو لا يَستطيعُ فهم سَبب انزِعاجها الي هَذا الحَد ، حتى انها بدأت تَضرِبُ الارض بِقدميها و هي تلتُف حولُ نَفسها بينَما تُكوِّر يَديها بشدَّة

رَمِش مُنذهِلاً
رُبما ذلك التَعبير الوَحيد الذي ظَهر على وَجهِه للمرَة الاولَى

امسَكها من مِعصمها حينَما احتَّد انزِعاجِها و قال بعدَما توجهَت انظار كُل مارٍ ناحيتهِما تجنّبًا للاحرِاج

- توقفي ، مالذي تُريدينَه ؟

تَوقفت عن افتعال الضَجيج و ناظرتهُ مُستفهمَة ، شَهِقت بسعادَة و قالَت بعدَما جذبت معصمِها منه مُتحدثة باستِنتاجِها

- رائِع ! اذًا انت من النَوع الذي يخافُ من رأي الناس حَوله ؟ اذًا ان قمتُ باحراجك ستقومُ بفعل ما اُريده كيّ تتجنَّب ذلك!

تلقَت منهُ نَظرة خاليَة من الحَياة كَما لو
انهُ يَصفها بالفارِغَة التافِهَة

بَعد أن احسَّت انها استَطاعت مَسكه من يَدِه التي تؤلِمه ، لَم تتوقَع بتاتًا ان يُقبل على تجاوزِها مُتحدِثًا بِسُخريَة

- بل ان احرجِتني ، ساُمثِّل اني لا اعرِفك

بَعثرت شعرِها بشدَّة ، كَيف طاوعه والِدها قلبُه ان يُزوجِها لِقطعة جَليد مِثله ؟
سَتقتله ان تَزوجته ، هي لَن تتحمَّل

التَفتت اليه و لَحِقتهُ تَركُض وراءَه ، استوقفتهُ عن السَير بعدَما اعترَضت طريقِه و نَطقت

- حسنًا لن اُحرجك ، استَمع اليّ فقط هِمم ؟

نَظر بِداخل عَينيها المُلِّحَة و لَم يستطِع أن يتجاوزها اكثَر من ذَلك لِذا نَطق بيأس مُتحدِثًا

- مالذي تُريدينَه ؟

تخصَّرت لهُ و قالَت بتذمُّر

- حقيبتي! اُريد حَقيبتي حالاً

ميَّل رأسهِ بخفَّة يقتطبُ حواجِبه و هو يُمعِن النَظر في مَلامِحُها البائِسَة ، زمّ شِفاهه و نفَى مُتخطيًا اياها

- حَقيبتكِ سُرقت ، لا اعلمُ اين هي

مَسكتهُ من ذراعِه تُحاول مُطاوعته في السَير ، هو سَريع و اقدامِها هي تؤلِمها بشدَّة لِذا تَشبثت بِه تجاهِد لايقافِه

- لما اصبَحت وحشًا هَكذا ، لقد كنت كالارنب الصَغير يُسهل حَملك

جاهَدت لِمنع تحركاتِه و قَد نجحت بِجعله يَتوقف مُتنهدًا بِضَجر ، لم يُخطئ حينَما وَصفها بالمُصيبَة التي سَتحلُ على رأسِه

لِما تحتلُّ مِساحته الهادِئَة بِضَجيجِها ..؟
مِساحتهُ تلك التي يُقدسها اكثَر من كُل شَئ
هي تقتحِمُها دون اكتِراثٍ للعواقِب

التفَت اليها و قَد احتَوت عيناهُ نظرَة خالَ انَّها بَثت الرُعب فيها
لَكن ، انت مَع من ياعزيزي ..؟

واجهتهُ بِنظرَة اشدُّ رُعبًا و قالَت بِغَضب

- لا تنظُر اليّ هَكذا ! انا لا اخافُ منك ابدًا لِذا احتفِظ بنظراتك هَذِه الي فريقِك و جُنودِك و الان ان..

دَنى مِنها الاكبر سِنًا و وَقف وراءِها يبسِطُ كَفهُ على شَفتيها كي يُغلق مخارِج الصَوت و الحُروفِ تمامًا ضامِنًا الحِفاظ على سَكينتِه بِحملها رُغمًا عَنها و جرِّها مَعه

تجاهَل تمامًا كُل محاولاتِها الماسَة بالفِرار ، بَل زاد من قَبضتِه عَليها و اخذِها رِفقته عودَة الي الثكنَة بعدَما سَبقهُما صديقِه و خَطيبتِه حينما يأسِا منهُما

•••

- ابي ؟ هل هَذا انت ؟

صَدح صوتُ آلميرا المُتفاجِئ بِمُجرَّد ان رات انعكاس صُورة والِدها على شاشَة الحاسوب الخاص بالعَقيد في مَكتبِه

اتسعَت ابتِسامتها ما إن صَدرت نَبرتِه القلِقَة يطمئن عَلى وَحيدتِه بِقوله

- آلميرا ، بُنيتي هل انتِ بِخَير ؟ هل تعرضتِ للاذى ..؟

حَركت رأسِها نَفيًا لِتقترب تُعانق الحاسوب بسعادَة غامِرَة تتجاهَل نظرات خَطيبها الساخِرَة لَها ، كان يقفُ بِجانب العَقيد يُطالِعونَها عَن كَثب

ابتَعدت بعدَما منحت والِدها عناق الكترونيّ كَما تَزعم و تَحدثت بِسعادَة

- ابي لا اُصدق ان هُنالك انترنت بِهذه البلدَة المُتخلفَة ! وااه ، استطيعُ رؤيتك بِوضوح ايضًا

سَمِعت صَوت تنهيدَة والِدها الجالِس فوق كُرسيّ مَكتبِه الفَخم فَهو صاحِب اعلى رُتبَة في الجَيش بالكامِل ، هو المُتحكم الاول و الأخير

- آلميرا ، لِما لم تُخبريني قبل رَحيلُكِ ..؟ هل لِهذه الدرجَة انتِ مُتشوقَة لرؤية جونغكوك ..؟

جونغكوك تلقَى وَخزة بِكوع العقيد الذي ابتَسم لهُ بِخُبث على حَديث المُشير حينَما سَبب للاصغر احراجًا ، خَطيبته حتمًا لَم تأتي لِرؤيتِه

او انَّها فَعلت ..؟
حاول اجاد اجابتِه تِلك مِن مَلامِحها

صغَّر عَينيه يُمعن النَظر بِعُيونِها و ابتِسامتِها
مهلاً ، اهي تَبتسمُ بِخجلٍ ام تتصنَّع ذَلك ؟

وسَّع عينيه السَوداء يُجاهد لِقراءة تعابيرِها
وَجدها تقولُ مؤكدَة حَديث والِدها

- همم ، انت تعرِف اردتُ رؤيته قَبل خطبتنا الرَسمية و زِفافنا

رفعَت عُيونِها السَوداء ناحِيَة خَطيبها و غَمزت لهُ بِشَكلٍ جَعل العَقيد يكبُت ابتسامتِه بِصعوبَة ، حَسنًا هو في قمَة سعادتِه من اجل جونغكوك

لَم يتوقَع يومًا ان يَراهُ عَريسًا فَهو عازِم على عُزوبيتِه منذ مَجيئِه
لَكِن هاهو ذا يَراهُ مع شابَّة جَميلة تُعاكسهُ ايضًا !

حسنًا آلميرا نَطق والِدها بِعُذرٍ هي تَشبثت بِه جيدًا
لَن تُخبره انها جاءَت لِحُضور زواج صَديقتِها طبعًا ..!
سيقتُلها حينما تعودُ الي كوريا و يُوبخ والِدتها ايضًا

لِذا ، سَتُمثل انها تُريد التَعرف على خَطيبها الي حين عَودتِهما حَتى تَصدِم ابيها بِرفضها القاطِع لِهَذا الزَواج

- اين جونغكوك ..؟ اريدُ التَحدث معه

حينَما اراد جونغكوك التَسللُ بِهدوء الي الخارِج دون لَفت الانتِباه فوجِئ بِجذب العَقيد لهُ من اكتافِه و دَفعه نَحو آلميرا حَتى ظَهرت هيئته داخِل شاشَة حاسوب المُشير والد خَطيبتِه

اقتَطب جونغكوك حواجِبه بِغَضب يُناظر العقيد الذي لَوح لهُ و جَرّ نَفسه الي الخارِج ، عدَّل هيئته و تَحمحم يستعِد للانخِفاض و مُقابلَة صَديق والِده الذي بِشَكلٍ ما اصبَح اباهُ في القانون

كُل ما يَستطيعُ رؤيته والد خَطيبته هو خَصر جونغكوك و صَدرِه فَهو طويل بالفِعل ، ابتَسمت آلميرا الي أبيها و مَسكت بِذراع الاخر تُنزِله رُغمًا عنهُ لِمُقابلة المُشير بِوجهه الجامِد ذاك

حُبًا بالرَب ، انهُ يَمقُت الاتصالات المرئيَة!
بالكادُ يُجيب على هاتِفه على المُكالمات الهاتفيَة و يَتحججُ دومًا بالعَمل
فَمبالُك محادثَة فيديو ..؟

هو لا يُجيد تَزييف الابتِسامات لَكنهُ حاول ذَلك من اجل المُشير الذي تَحدث بِمُجرَّد ان رأى وَجه خطيب ابنتِه

- اوه جونغكوك ! مَرت سنوات لم ارك بِها يارجُل ، كيف حالك ؟

وَجه جونغكوك كان بالقُرب من خاصَة خَطيبته الجالِسَة فوق الكُرسيّ و هو مُنتصِب وراءِها ينحني بِجذعه الي مُستواها

قَبل أن يُقبل على اي اجابَة صُعق بامساك آلميرا وَجنتيه باصابِعها حَيثُ كان ابهامِها على وَجنته اليسرَى اما بقيَة انامِلها على خَده الأيمن تَعتصر وَجهه بقوَّة حتى تسَببت بِتبوز شَفتيه

- هل تَرى يا ابي ؟ كَيف اصبَح لطيف للغايَة

قالَت و هي تشِّد عَليه تَبتسمُ له بِمُكر حينَما ناظَرها بِحدَّة يُجزمُ على قَتلها ، نَفض يَدِها يُبعدها عَنهُ حينَما سَمع صوت قَهقهة والِدها الخَفيفَة

- مرحبًا سيدي ، مَرت مُدة لم ارك انا ايضًا

هَتف بِهدوء مُمررًا لِسانه ضِد وَجنته مُحاولاً تَخفيف غضِبه من تَصرف خَطيبته قَبل قَليل ، اما هي ؟
فَكانت راضيَة كُل الرضَى عن فِعلتها و بَقت تتأمل انظارِها بفَخر

- آلميرا ، هل يُمكنك تَركي قليلاً مع جونغكوك ؟

هَتف والِدها بِهدوء مُتسببًا بِظُهور عُبوس طَفيف على مَلامِحها ، ارادَت الاعتِراض لَكنها لم تَستطِع بِفعل يَد جونغكوك التي مَسكتها و اوقفتِها من كُرسيها يَجرُها بَعيدًا

وَجدها فُرصَة عظيمَة للتخلُص مِنها حالاً

- ابي ! حسنًا حينَما اعود ساخاصِمك و لن اُعانقك

تذمَرت تُخاطبه خَلف الكاميرا لِتَسير نَحو الباب مُستعدَة للرَحيل

وقفت عند الباب تُمسك بالباب و تلتفِت نَحو خَطيبها تَرمُقه بِغَيض حينَما رأتهُ يجلِس مكانِها ، خَرجت صافعَة الباب وراءِها بانزِعاج

- يالهُ من ماكِر ..!

شابَك جونغكوك يَداهُ امامَه يَنظُر بِاهتِمام نَحو والِد خَطيبته الذي تَحدث بِهدوء

- لن اُحادثك بِصفتي قائِدك ، ساتحدَث اليك كأب اضعُ ابنتي بين يَديك

ارسَل جُيون همهمَة خافِتَة يَحثه على الاكمال حينَما طال صَمته و هو يُفكر

- انت اكثر من يَعرِف حَقيقة آلميرا ، انت أدرى ان لا أحد احقّ بها بالزَواج غَيرك ، لِذا دامها وَطئت اقدامِها تلك البلدَة ، انت عَليك حمايتها جونغكوك

قَضم جونغكوك وَجنتهُ من الداخِل مُتنهِدًا بعدَما اخفَض رأسهُ يَستمِع الي الاكبر سِنًا بِمُجرَّد ان اضاف

- زواجُكما سيتحَدد قريبًا ، خلال هَذا الاسبوع ابقيها بالقُرب مِنك قَدر استِطاعتِك لِذا انا اُطالبك بأن تُعيد اليّ ابنتي آمنَة

حرَّك رأسهُ بايجابيَة يُوافقه الرأي إذ قال بَعدما خرَج من صَمتِه

- حاضِر ، سأعودُ بها آمِنَة

•••

دَخل جونغكوك الي جَناح فريقِه يستمِع الي حَديث جُنوده المُستمر عن خَطيبتِه ، هُم رأوها حينَما جاءَت و دلفت مُباشرة الي غُرفة جونغكوك لِنَيل قِسط من الراحَة

ذُهِلوا بِها للدرجَة التي لم يَتوقفوا فيها بالحَديث عَنها و ذَلك اغضَبه
وَقف عِند باب الصالَة يَتحمحم مُجتذِبًا اهتِمامهم اليه

وَقفوا اربعتِهم و مِن ضِمنهم تايهيونغ يؤدون التحيَة العسكريَة لهُ ، بَحث بِعينيه عن آلميرا بينهُم فَلم يجِد سِوا لاڤينيا التي تُحاول الحُصول على اشارَة جيدَة بهاتِفها و تقفُ فوق منضدَة المَطبخ

ماهذِه الفوضَى ..؟
لِما حَضرتها تقفُ فوق منضدَة المَطبخ ؟

لم يُرد ملئ رأسِه كَثيرًا فآلميرا تَكفيه
هي حَشرت تفاهاتِها به حد الإمتِلاء
لازال هُنالك المَزيد حينَما يراها مُجددًا لِذا سيُوفر طاقته لِذلك

- سيدي هل تَبحث عن خَطيبتك ؟

صَدر صوتُ اصغَر جُنديّ في الفَريق
كان يُدعى ليون سونغ

- هل رآها احدكُم ..؟

سأل بِهدوء يُحاول البَحث عن اجابتِه بِقراءة مَلامِحهم المُتحمسَة إذ قال جيمين بِسُرعَة

- بلَى ! انها في غُرفتِك ، ذَهبت لِتستريح

- لِما هي في غُرفت..

بَعدما اوشَك جُيون على الانفِعال جاءَتهُ لَحظة ادراك تَسببت في تَجمُده
هي سَتتشارك معهُ غُرفته خِلال هذا الاسبوع ..!
لَيس لديها مكان اخر تَنام معهُ

غَيرهُ طبعًا فَهو خَطيبها
لن يَدعها تنامُ مع فريقِه
او سَيفعل ؟

ان كان يَسأل عن راحِته هو حتمًا سَيفعل

اغمَض عَينيه بانزِعاج شَديد ثُمّ تَرك فريقِه يَتجهُ نَحو جَناح الغُرف ، كُلَّما تَقدم اكثَر تِجاه غُرفته بدأ يُنصِت الي نغمات موسيقَى صاخِبَة تصدُر من الداخِل

امتلئ عَقلُه بالتَشتُت
هو يَكره الصَخب ، يَمقُت الاغاني العاليَة

لَم يَدع مَجالاً لِنفسه بالتَريث ، بَل اقتَحم الغُرفَة و بِداخله وَفد مِن المواعِظ يوَّد القاءِها مرَّة واحدَة لعلّ غَليله يُشفى

لَكِن .. ما رآه جَعله يُصدَم كُليًا
بَل شُلَّت اطرافهُ على ما وَقعت عَليه عُيونِه

بَعيدا عن تِلك الفوضَى المُفتعلَة في الحُجرَة و ثِياب خَطيبته المرميَة بِكُل مَكان جرَّاء بَحثها عن قطعَة تُريدُها ، بَل تجاهل مَلابسها الداخليَة الواقعَة ارضًا و ركَّز على من تنتصفُ الغُرفَة

رَكَّز عَليها هي
حينَما وَجدها تَلبسُ تَنورة بَيضاء قَصيرَة مَع تيشرت بِذات اللون يُظهر كامِل بَطنِها ، المُشكلَة التي احدثتها بِه هو خِلخالُ الخَصر الذي يحتضِنُ وِسطها

ذَهبيّ اللَون يَتمايلُ مُحدثًا رنَّات عذبَة مع تحرُكاتِها المُحترِفَة كَما لو انها راقِصَة مُخضرمَة

لم يكُن يَعلم ان تِلك طريقتِها للتخلُص مِن عبئ دواخِلها و أي ضَغطٍ ناجِم

هي تَرقُص ..!
بِداخل حُجرتِه و فَوق سريرِه تحديدًا

•••

3481

جُيون هيجيب أجل آلميرا
و آلميرا هتجيب اجله 😭

الاثنين حرفيًا شخصياتهم عكس بعض تمامًا

آلميرا من النوع الرومنسي جدًا
رومنسية فوق ما يتخيل و يتصور مُخكم فعلشان كده جونغكوك مش نوعها

هي تعرفه من صُغرها و دارية بشخصيته و جُموده فتلاقوها الزواج ده بالنسبالها جَحيم
هي تحب شخص يدللها و يتغزل بيها و جُيون ماشاء الله شاطر في طحن خواطرها بس 😭

من غير انها عصبية و حارة جدًا و تكره حد يسكت عليها و ما يجاوبها
و هو تبارك الرحمن هياخذ جايزة نوبل فاكثر حد ساكت قابلته بحياتها

في مواقف لهم كده في طفولتهم هاذكرهم

مدري اذا تحبون شخصيتها او لا بس بالنسبالي مستمتعة وانا اكتبها
حتى شخصية جونغكوك لطيفة لانها بتستفزها و بتطلع جانبها يلي بحب اكتبه 😭

قدامنا كثير مشاهد للامانة خصوصا بعد مايرجعوا لكوريا و زواجهم و كده

تفتكرون لما يتزوجوا هتكون قد كلامها و تخليه زوج حقيقي لها ..؟

بالتفصيل هُنا اريد اجاباتِكم

🪐 توقعاتكم للقادم ..؟
🪐 متحمسين زي ما انا متحمسة ..؟

🪐 رايكم في الروايَة للان ..؟
🪐 حبيتوها ..؟

🪐 تتوقعون ايش هي الحادثة يلي ذكرها جيون
و آلميرا مش قادرة تتخطاها ..؟

🪐 شخصيات الابطال ..؟

💄 نسيت اقولكم
كُل تحديث هيكون ليلة الخميس باذن الله
لِذا كل خميس تفرغوا و استنوني ، اريد دعمكم و حبكم 🫂
هاحاول الفصول تكون اطول من كده دام التحديث اسبوعي

لا تنسوا انا طالبة طب و محتاجة دعواتكم

اراكم في الفصل القادم ان شاء الله
الي اللقاء سُكراتي 🦋





.
.
.
















هتجيب أجلِه 🔥

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top