عَروس الميراث | 01

عَروسُ المِيراث | JK

اهلاً بِكُم في الجُزء الأول مِن رِوايتِنا الجَديدَة 🫶🏻

اودُّ التَنويه أن الروايَة يَتخللُها نوعٍ من الخَيال و الفانتازيا
أيّ ليسَت واقعيَة 100%
لَكنِّي واثقَة ان احداثها قد تنالُ اعجابِكم حتمًا
امنحوها فُرصَة اوليَّة 🤍

اُكتب تاريخ بَدأك للروايَة عَزيزي القارِئ
لَعلَّ هذه الروايَة تُصبح مَشهورة مُستقبلاً

{ اللهم صلِّ و سَلم على سيدِنا مُحمَّد }

لِنَبدأ

•••

ثَكنة عَسكريَة تضُّم آلاف العَساكِر مِن القِطاع الكوريّ
يُعَّد جَيشٍ من أقوَى مُحاربيّ تِلك المِنطقَة حِرصًا على سَلامة أهاليها لِكون الجَرائِم في الآونَة الاخيرَة كَثُرَت

عَمليات الاختِطاف و القَتل المَجهول انتَشرت بِشَكلٍ شاسِع عَجز العَسكر عن ايجاد حُلولٍ لَه ، الشَعب بأسرِه خائِف ، يُحاولون التِزام منازِلهم للحفاظ على ارواحِهم التي تُزهَق من دواخِل بيوتِهم حَتمًا ..!

الوَضع لم يكُن آمِن ، كُل فردٍ يَقطُن بتلك الضواحي يرتعِشُ ذُعرًا
ألا انَّ الجَيش يُحاوِل مُواساتِهم بِبعض الوعود التي يَجِدُها السُكان بِلا جَدوى

بِداخل بِقاع تلك الثكنَة يَتمركز عَشرات العَساكِر التابِعَة لقائِد الفِرقَة الأول ، بَعد ان عادوا لِتوهم مِن مُهمَّة كَلفتهم ايامٍ عديدَة من مُجابهَة المَوت و الخَطر ، انتصَبوا امام رئيسِهم لادلاء التحيَة العسكريَة يَتحدثون بِصوتٍ مُوحَّد

- سيدي الرئيس

قُبعَة القائِد لِتلك الفرقَة نُزعت من رأسِه يضعُها اسفل ابطِه لادلاء تَعريفِه بِصوتٍ عالٍ و واضِح

- قائِد الفِرقَة الأولَى ، جُيون جونغ كوك تَحت أمرِك

ابتَسم الرئيس الذي كان بِمثابَة عقيدٍ يَحكُم تلك الفِرق ، تَحدث قائِلاً بِهدوء

- استرِح

وقف العساكِر مُفرقوا الأرَجُل و اياديِهم وراء ظُهورِهم يُحدِقون في العَقيد الذي نَطق مُبتسِمًا بِفَخر لِتلك الجُهود التي بَذلها جُنوده

- انتُم خُضتم تجارِب عُظمى تَفوقنا بها للمرَة الثانيَة على العسكر الامريكيّ ، انا فَخور بِسُرعَة بديهتكِم ، احسنُتم صُنعًا يا أبطال

جال بِعَينيه على أوجَه عَساكِره يَرى الدِماء تُخالِطُ بَياض بشرتِهم بِرفقة الاتربَة ، بعض مِنهم كان مُصابًا بطلقاتٍ ناريَة تمَّ مُداواتِها بشكلٍ سطحيّ لَكِنهم يُقاوِمون للوقوف باعتِدال امام رَئيسِهم

- انهُ الوَقت الذي ستعودون فِيه الي ارضِ الوَطن لِمُلاقاة أهاليكِم ، عودوا بِفخرٍ و اعتِزاز لوالديكِم مُحمَلين بِوسام الشَرف و الرُجولَة ، انتُم مِثالٍ عَظيم للكِفاح و النِضال ، الدولَة الكوريَة فَخورَة بِكم

ابتِسامات الجُنود السَعيدة بالكاد تُخفَى ، انهُ الوقت السنويّ للفِرار و العودَة الي أهاليِهم لقضاء بَعض الوَقت مَعهم بعد غياب سَنةٍ كاملَة من العمل و الاجتِهاد

- بامكانكم الانصِراف

اتاح لهُم اذن الرَحيل إلا انَّه نَده على قائِد الفرقَة الذي كان يسيرُ اعرج القَدمين و ذَلك اوضَح اصابتِه على ساقِه

- جونغكوك ، احتاجك

التَّف لهُ الاصغر سِنًا ذا الثامِن و العِشرون من عُمره ، يَقتطبِ حواجِبه بخفَّة لِيُهمهم متوجهًا اليه بِخُطًا راكِزَة ، انتصَب امامهُ يُجابِهه بِنظراتٍ ساكنَة

- نَعم سيدي ؟

كَتم ألمه حينَما منحه العقيد عِناقًا جانبِيًا وضع بِه ذراعه بقوَّة على كَتف القائِد المُصاب بِجُروحٍ عدَّة ، لَكِنه لم يُظهر تعابير تُذكر عَدا انكماشٍ طَفيف في مَلمحه ، استَمع الي حَديث سيدِه الذي رَدف

- سَمِعتُ ان زواجك قَريب ، تحدثتُ مع السُلطات بِشأن تأجيل المَهام التي يتوجب عليك قيادتها الاشهر القادِمَة ، عليك قضاء الوَقت مع زوجتك

حَديث العَقيد حتمًا لم يَنل اعجاب القائِد الذي احتَّدت تعابيرِه و بِصعوبَة حافظ على نَبرتِه الهادِئَة و هو ينطِق مُتسائِلاً

- هل لي ان اعرِف سبب تأجيل مَهامي ..؟ زواجي لن يكونُ عائقًا لِعملي حتمًا !

تعجَّب العقيد الذي ابعَد ذِراعه عن اكتاف جونغكوك يُناظِره بِحاجبٍ مَرفوع بَعض الشَئ ، سأل مُستفسرًا بِقوله

- جونغكوك انت سَتكونُ عريسًا ! أيّ سَتطول مُدة بقاءك في كوريا لِشَهرين على الأقل لِذا المهام سَتُنقل الي القائِد مين حتَى موعِد عودتك

التَف جونغكوك بِجسده نَحو قائِده يُناظِره بِملامح غَير راضِيَة البتَّة ، وَضع عينيه السَوداء القاتِمَة بعينيّ الثاني و نَطق مُصِرًا

- سيدي ، مَهامي ستبقَى فوق أكتافي الي حين انجازِها ، زواجي مَسألة شخصيَة ستُحل خِلال اسبوعَين لا اكثَر ! لِذا اطلب من حَضرتك أن تُلغي قرار تأجيل المَهام ، ساعودُ الي هُنا قريبًا

زادَت حيرَة العَقيد الذي رَمِش مُستغرِبًا ، سألهُ و هو يُصغر عَيناهُ مُتحدثًا

- أعني ، انت عَريس ؟ عِرسان جُدد ، زَواج .. انت تفهم قَصدي ..؟

نَمت ابتِسامَة بالكاد تُرى على شِفاه الاصغر سِنًا مُحركًا رأسهُ تجاوبًا معهُ إذ قال بعدَما عاود ارتداء خوذته

- انا أعي كُل حَرفٍ نَطقته ، انت تعرِف ذلك جيدًا

عِلاقة العَقيد بِجونغكوك كانت قَريبَة بِشكلٍ قويّ ، إذ مُنذ ان اتَى في الثامنَة عشر من عُمره الي المُعسكَر تولَّى هو تدريبه و تَربيته في الآن ذاتِه

نَمت بينهُما علاقَة اخويَّة تكسِر كُل حواجِز المَناصِب ، مَثلاً خارِج الثكنَة يستحِب لِجُيون بِشتم سيدِه ان غَضِب مِنه ..!

- عمومًا لن اتحدث اليك الأن ، اذهَب لِتلقي العِلاج ثُمّ سنجتمعُ ليلاً لاحتِساء المَشروب ، سنحتفل بك و بتايهيونغ

حرَّك القائِد رأسه مُبتسِمًا بِخُفوت ، تَوجه الي العيادَة لِيحصُل على المُداواة اللازِمَة لِجراحِه التي صَمدت ايامًا مَعه

أزال قَميصه العسكريّ يَكشفُ عن جِراح جَسدِه لِتلك المُمرضَة التي تربَّصت خَلفهُ تَقومُ بِمُداواتِه ، لَم تكُن من ذات جِنسيتِه إذ كانَت من نِسل روسيّ تُحادثه دومًا بالانجليزيَّة حتى يدور التواصل بينهُما بشكلٍ جيِّد

- سَمعتُ ان زواجك قَريب ..؟

اطلَق همهمَة خافِتَة يُخفِض بَصره الي أقدامِه يَسمحُ لها بِتضميد تِلك الخُدوش التي تَعيبُ جَسده ، لَكن بالنسبَة اليه بِمثابَة وسام شَرفٍ تدلُّ على كَفاءتِه كَجُنديّ يَعملُ لِصالح البشريَّة

قامَت بِتغميس القُطن في المُطهِّر قبل أن تطبطب على جُرح كَتِفه تُراقِب تعابيرِه الهادِئَة ، ابتَسمت مُستفسرَة بِحاجبٍ مُرتفِع

- مِن مَلامِحك هَذِه ، من الواضِح ان والِدك يُجبرك على الزَواج

ابتَلعت ريقِها حينَما مَنحها نظرَة مُميتَة جعلتها تُزيل عينيها الزرقاوَتين و تنشغِل بالنَظر الي جُرحِه بدلاً ، أجابَها بعدما هَزمت كَلِماته صَمته

- سَواء أكنتُ مُتزوجًا أم لا ، ذَلك لن يُغير شيئًا

جاءَت بأدوات الخِياطَة حَتى تَلحم جُرحه و تُلملِمه ، بدأت بِخياطَة كَتِفه بِتركيزٍ مُهمهمَة بِهدوء إذ قالَت

- لا تَنسى الزَواج مسؤوليَة ، ام انك سَتفعل كبقيَة العساكِر هُنا ؟ يَتزوجن في اوطانِهم و يَتركون زوجاتِهم ثُم يعودون هُنا لامتلاك عشيقَة تملئ وِحدتهم !

وَقعت عينيّ جونغكوك على ذَرات الفَراغ يتذكَّر مَلامِح الفتاة المُوصَى بِها لِتَكون شَريكته المُستقبليَة ، ارتَفع طرف شَفتهُ ساخِرًا إذ اجاب بِحاجبٍ عالٍ عن أخيه

- تِلك المُوصَى بِها ، لَيست انثَى يُسهل خِيانتها

أنهَت المُمرضَة خِياطَة جُرحِه تُضيفُ عَليه ضمادٍ يَقيه مِن الجَراثيم ، تَحدثت قائلَة بينما تُعقم ادواتِها تراهُ يلبسُ قميصِه

- انت مَحط انظار الكَثير من النِساء هُنا ، اخشَى انك سَتقع فريسَة احداهُن بعد زواجِك

اغلَق ازراره بانتِظامٍ يشغُل نظره بمُراقبة اصابِعه تُدخِل الزِر بِداخل فوهَة القَميص مُتجاهِلاً حَديثها الذي بَدا تافِهًا بالنِسبَة اليه

نَهض من فوق السَرير مُلتفًا نَحوها إذ قال بينَما يَحمل سِلاحه المُتكئ على الجِدار يَضعهُ فوق كتفه السَليم

- الرَجُل الحَقيقيّ ، لا تُغويه امرأة إلا اذا كانَت اعيُنه عليها مُنذ البِدايَة ، اما الذُكور فَتميلُ للسلِع الرخيصَة في السوق !

شكَّل ابتِسامَة مُصطنعَة خِتامًا لِيُغادِر الحُجرَة الطبيَة يسيرُ نَحو غُرفتِه بينَما يُخبئ احدَى يديه في جُيوب بِنطالِه ، قلَّب افكارِه في رأسِه بينَما يقتطِب حواجبه بخفَّة

- حدَّ عِلمي بِـ آلميرا ، فَهي كَثيرة الفُضول شَديدة التطفُل ، كَيف يُمكنني قَمعها ..؟ ساُواجه صُعوبَة في السيطرَة عَليها بِلا شَك ، العُنف ليسَ وسيلَة فلديها قبضَة تُظاهي خاصَة الرِجال حتمًا

دَخل حُجرته المُنفردَة في جَناح فِرقته ، كُل جُنديّ يَتبعُ قيادتِه يتشارَك غُرفة مع زَميلِه عَداهُ هو ، يَميلُ للبقاء مُنفرِدًا و لِكونه القائِد

ازال قَميصه يَرميه بعيدًا عن مُتناوِله لِيستبدلهُ بأخَر فضفاض مُريح ، خزَّن سِلاحه في الخِزانَة يُنصِت الي اصوات فريقِه العاليَة من صالَة الجَناح يَحتفلون بِنصرِهم بِنشاطاتٍ هو حتمًا يَمقُتها

هو مِن النَوع الهادِئ كَثيرُ الصَمت كارِه للضَجيج
لا يُكثَر الكَلام مَع احدٍ إلا في حالاتٍ نادِرَة
يُصعَب على الجَميع فَهم ما يُفكر بِه حَتى والِديه إذ يلتجِئ للانفِراد و اتخاذ الصَمت ركنًا يَبني بِه حُطامَه

على الرُغم من صَمتِه الدائِم ألا انَّه يمتلِكُ هالَة يُحبها الجَميع
لم يسبِق و أن وَجه اهانَة لأحَد أو استَّغل منصِبه لِمصلحَة خارِج نِطاق عَملِه

يُعرَف انهُ ينحدِر من عائلَة ثريَّة
لَكِن الجَميع مُتعجَّب انَّه يتواجَد في ثَكنة عسكريَة يُرسل لها ابناء افقر العائِلات

هو مُرتاح بِتواجِده في دائرَة الخَطر
البقاء تَحت جناح والِده يُقلِقُه

حَمل هاتِفه من فوق المِنضدَة يَعلمُ انه الموعِد اليوميّ لانطِلاق شبكَة الانترنت في الثكنَة ، هُنالِك قوانين صارِمَة تُفرض على الجُنود و اولها قلَة الاتصالات

قالَت لهُ شقيقته الصُغرى انها ستُرسل صورة عروسته لِكيّ يَراها سابقًا لِكونه لم يَرها مُنذ أن كانَت بالسابعَة من عُمرها

لَم يُعرها اهتمامِه إذ تجاهل رِسالتها تمامًا
لَكِن مرَّت بِضع ايامٍ كُلَّما تفقد مُحادثَة اخته لم يَجِد أي صُورَة تُشبع فُضوله

كَيف سيستطيعُ اخبارها بانهُ يُريد رؤيتها بَعدما تعمَّد اللامبالاة ..؟
سَيكون الأمر مُحرِجًا بِلا شَك

استَجمع أنفاسهُ يُغادر تلك المُحادثَة لِيضع هاتِفه بعيدًا عن مُتناوله يكتفي بالاطلاع على سَقف الحُجرَة يُدحرج بِضع افكارٍ داخل رأسِه

ان كان سَيتزوج تِلك الصبيَة التي كانَت طفولته مَعها مأساويَة ..؟
كَيف ستكونُ ليلتهما الأولى ..؟

بدا الامرُ مُحرِجًا للغايَة
لاعَجب انَّهُ كان خَجولاً منذُ صِغره على عَكسها هي تمامًا

كانت تمتلكُ تلك الشَخصية الجريئَة التي ترمي نَفسها بِقُعر المَشاكِل دون إكتراث ، يَجِد نفسهُ لاحقًا انهُ مكلَّف بالتنظيف وراءِها سِرًا لانها بِمثابَة اختٍ صُغرَى لهُ

تقريبًا ذلك ما كانَ يُفكر بِه
لكونها كانَت تدرُس ما شقيقته في الابتدائيَة ، و هو كان في الاعداديَة

يتذكَّر بِضع مواقف لهُما سويًا اثناء الاجتماع العائليّ الذي تُقيمه اسرة كٍليهما كُل نهايَة شَهرٍ تقريبًا

بدا الامرُ غريبًا أن يُعرض عليه الزَواج من الصبيَة التي رآها بِمثابَة اختٍ صُغرى كانَت تمقته دون سَبب

لنأتي الي الواقِع
هي كانَت مَغرورة فَحسب

كان يَتسائل ان كانَ غُرورها لازال قائِمًا ام لا
لَكنهُ سيعلمُ الاجابَة قريبًا

•••

وِسط ذاك البَيت ذا الطابِقَين ، مَنزلٍ بِتَصميم عَصريّ أنيقٍ يَحتضِن بِداخله اُسرَة مُكونَة مِن الأمِ و ابنتِها ، حَيثُ تَقطُن صاحِبَة الشَعرِ البُنيّ كَعُيونِها التي لِشدَّة سَوادِها شُبِهَت بِعُتمة لَيلٍ غاب عَنهُ قَمرُه

صَبيَة في عامِها الجامعيّ الأخير ، على صِدد التَخرُج ، إذ تَتشارك مَع صَديقَتيها بِمُذكرَة مَشروعِها لعلَّ و عَسى يُمنحنَّ درَجاتٍ عاليَة تؤهِلُهنَّ على الحُصول على مَناصِبٍ عُليا لاحِقًا

تَجمعُ خُصيلاتِها السَوداء الي قِمَة رأسِها بَعد ان مَكثت ليلِها صاحيَة تُدوِّن اخر نِقاط التَخطيط لِفصل روايتِها الجَديدَة ، لَم تكُن تَمنح دراستِها مُتسع من وقتِها بقدر مَنحه لِقِصصها

تَثاءبت بِنُعاسٍ شَديد مُكسلَة يديها بِتَعب ، استقامَت تُناظِر صديقتِها النائِمَة بعشوائيَة بالقُرب مِنها بعدَما سهرِت هي الاخرَى على أمل مُراسلَة خَطيبها ، لَكِن ما مِن فائدَة فالمنطقَة التي يقطُن بِها الشَبكة فيها مُنعدِمَة نوعًا ما

سَخِرت عَلى حالِها و جَذبت الغِطاء تضعهُ على جَسدِها مُتمتمَة

- الفَتيات يَرون شاب وَسيم ذا مَنصبٍ عَريق في بِلادٍ آمنَة ، و هي تَقعُ لي في الحُب مَع رَجُلٍ لا يُعرف اصلهُ من فصلِه و في أشد بِقاع الارض رُعبًا

غادَرت حُجرتِها تَنخفِض الي الطابِق السُفلي بحثًا عن والِدتها التي قيل لها مِن قِبل الخادِمَة انها غادَرت الي العَمل باكِرًا ، اكتَفت بِهمهمَة خَفيفة و ساقَت طريقها نَحو الثلاجَة تُخرِج مُستلزمات فطورِها و تَفكيرها مُنحصر باحداثِ روايتِها

جَلست مُتنهدَة باسَى بينَما تأكل من شطيرَة الجُبن بِعُبوس بَعد إذ مَسكت رأسها بِصُداع

- الا تَكفيني مَشاكل حياتي لابدأ بالانشِغال بِمَشاكل ابطال روايتي ..؟

بَعد رُبع ساعَة استَمعت الي خُطوات صديقتِها التي رَكضت من الطابِق العُلوي تَنده بصوتٍ عالٍ بحثًا عَنها

- ميري ، اين انتِ ..؟

- انا هُنا

صاحَت هي الثانيَة كي تُدرك الاولَى موقِعها ، بِمُجرَّد ان استقَرت صديقتِها امامَها حتَى رأت مِلامح السعادَة تغزوا معالِمها و هي تقول

- احزِري ماذا ..؟

- ماذا ؟

هَتفت الصبيَة بِلا مُبالاة تحتسي من فِنجان قَهوتِها بينَما تتكَئ على مَسند الكُرسيّ ، فوجِئَت بهاتف صَديقتها ينتصِب امام وَجهها تُريها تلك المُحادثَة التي دارَت بينها و بين خَطيبها فإذ بِها تنطِق مُفسرَة

- اُنظري ماذا قال لي ، قال ان زِفافنا تَحدد بالفِعل ! انا سَعيدة

حَديثها الذي خَتمتهُ بِرقصَة احتفاليَة جَعل صديقتِها تُميل رأسِها بعدمِ فَهم ، وَضعت فنجان قهوتِها فوق الطاولَة و استرسَلت قائلَة

- لاڤينا ! اي زَواج و نحن لم نتخرَج بَعد ..؟ لازلنا بِحاجَة لِكتابَة رسالة التخرُج مابكِ ..؟

جَذبت لاڤينا الكُرسيّ المُقابل لِصديقتِها و تَحدثت قائلَة

- اُنظري آلميرا ، تفاهمنا بِهذا الخُصوص إذ لازال على مَوعد التَخرُج سِت اشهُر ، نحنُ نُخطط للزواج الاسبوع المُقبِل و مِنها سيقومُ بِمُساعدتي على جَمع المَعلومات الخاصَة بِمشروعنا ، لا تَنسي انهُ عَسكريّ ..!

لم يُعجب آلميرا حَماس صديقتِها المُفرط إذ هي مُتفهمَة انها مُتحمسَة لِتكوين اسرَة لِكونها يتيمَة الأبوين تَرعرعَت في مَيتمٍ لم يَرحم طفولتِها البتَّة

لَكِن ان تقع في حُب شَخصٍ عرفتهُ عبر الانترنِت ، ذَلك مُخيف

- انظري لاڤ ، نحنُ لسنا في رِوايَة ما نَستحِبُ فيها الزواج المُفاجِئ لان البَطل مهما كان سَئ سَيقع في حُب البطلَة لاحِقًا ..! نحنُ على ارض الواقِع ، كـ كاتبَة اُخبرك ان الروايات مُجرَّد خَيالٍ كاذِب ، الواقِع مُخيف

فسَّرت آلميرا تُخاطِب صديقتِها التي حَتمًا لم تأبه لايّ حَرفٍ مِما قالتهُ و اكتَفت بِدحرجَة عُيونها بِمَلل

- ميري انا اعرِفه مُنذ ثَلاث سنواتٍ بالفِعل

- ايًا كان ..! انتِ اتعرفين المنطقَة التي يَقطُن بِها ؟ انها اخطر بِقاع الارض حُبًا بالرَب ! الا تَسمعين الاقاويل التي تُدار عَنها ؟

حاوَلت آلميرا ان تَبدوا واقعيَة في حَديثِها رُغم انَّ جُزء مِنها يَميلُ لِلمُجازفَة و حُب الاستِطلاع

فإن كانَت مكانَها ، رُبما لم تكُن لِترفُض ان تُساق كَعروسٍ لِرَجُلٍ يَقطُن بمنطقَةٍ كَتِلك ، كَنوعٍ من ارضاء الفُضول لا غَير

هي مِن النَوع المُتهور ، لا يُمكنها انكارُ ذَلِك

- ميري انا اُحبه ! و انتِ تعلمين ذلك جَيدًا ، ألم تَرينه بنفسكِ و قلتِ عنهُ لطيف ..؟ لِما الان تَقفين كَعقبة ..؟ و انا التي اعتبِرُكِ كاختٍ لي !

هَتفت لاڤينا بانزِعاجٍ تُناظر عينيّ صديقتِها التي زَمت شِفاهها تُحاول كَبح جانِبها المُخاطِر قَدر المُستطاع

لَكنها فشِلَت و ظَهرت تعابير الحَماس تُلوِّن تقاسيم وَجهها و هي تَقول مُبتسمَة - اذا مالذي اتفقتُما عليه ..؟

ش هَكذا اُريدكِ ! حسنًا دعيني اُخبركِ

هَمست لاڤينيا في المُقابِل لِتعتدل في جَلستِها و تَسرِق فنجان القهوَة من صديقتِها تحتسي مِنه ، حَكت لها عن مُخططِها قائِلَة

- اُنظري ، تايهيونغ أخبرني أنَّ هُنالك سنويًا طائرَتين تُرسَلُ الي تِلك البُقعَة ، واحِدَة تخُص الجَيش الامريكيّ و الثاني تتبع الجَيش الكوريّ ، تكونُ مُحملَة عادَة بالعَساكِر الجُدد ، ثُم تعودُ بالذين يودون زيارَة أهاليهِم سواء الي الولايات المُتحدَة او الي كوريا

- اذًا الموعِد السنويّ لِهذه الطائرَة اقتَرب ..؟

سألتها آلميرا مُستفهمَة بينَما تحتسي من قهوتِها تُراقب مَلامح صديقتِها التي هَمهمَت مُكملَة

- الاسبوع المُقبل ، لِذلك علينا انتِهاز الفُرصَة و الذَهاب باقرب وَقت

- علينا الذَهاب ..؟ مالذي تَقصدينَه بصيغَة الجَمع ؟ انتِ من ستَذهبين الي زوجكِ

هَتفت آلميرا مُشيرَة باصبعِها على لاڤينيا التي شَكلت وجهًا عابِسًا لحوحًا تُخبرها عن طريقِه

- ميري هيَّا ! الن تَذهبي لِحُضور زِفاف صديقتكِ ..؟ ثُمَّ هذه فُرصتنا للخُروج بمَشروعٍ ضَخم ، انها البُقعة المُميزَة لاخذ اراء العَساكر من اجل رسالتِنا ! مابكِ ؟

- انتِ تُخبرينني انهُ من اجل مَشروعي العَظيم ، اُلقي بنفسي في تلك القَرية التي تتداول الاقاويل انها مَسكونَة ؟ هل تَظنين انني مَجنونَة ؟

سَخرت الصبيَة قائلَة بينَما تَضرِب بكوب قهوتِها بِعُنفٍ فوق الطاولَة ثمَّ اكمَلت هامسَة

- نَعم انا مجنونَة ! علينا ان نَذهب

صَفقت لاڤينيا بِحماسٍ مُفرَط ثُمَّ ارتخَت معالِمها قائلَة بِهمس

- مُستحيل ! لن تستطيعين الذَهاب ميري ! انسيتِ موضوع زواجكِ ..؟ من المُفترض ان تُسافري الي كوريا بعد اسبوعين !

- زواج ؟ هه

هَتفت آلميرا باستِهزاء لِتُطلق سَراح شعرِها من المشبَك تسدِله على ظَهرِها مُكملَة

- انها فُرصتي العُظمى كَيّ اهرب من هذا الزَواج التافِه ، ساكذِبُ على والدتي و اُخبرها اني ساسافِر الي امريكا لاسبوعٍ و اعود ، ثُم من هُناك نَذهب لِحُضور زفافكِ الجَميل

- هل انتِ مُتاكدة انكِ لا تُريدين الزَواج من ابن جُيون ..؟ سَمِعتُ انهُ وَسيم

هَمست لها لاڤينيا تُراقِب مَلامح الصُغرى التي شكلَّت تعابير نافِرَة ، سُرعان ما اجابتها ساخِرَة

- هل تَعلمين ان ذلك التافِه كنتُ ابرحه ضربًا حينما كنتُ طفلَة ..؟ هل تَودين مني الزواج من قرد قَبيح مثله ضعيفُ الشَخصية !

استَقامت فوق الكُرسيّ تُشير على نَفسها

- انا ، الكاتبَة العظيمَة التي ارتفعَت معاييرُها بسبب ابطال رواياتِها التي تتجاوز مَلايين القُراء ، اتزَوج ذلك الابلَه ..؟ انا ؟

- لابد انهُ تغيَّر ! لقد كان صغيرًا لا يُمكنك ان تَحكُمي عليه ، انتِ لم ترينهُ مُنذ سنواتٍ طويلَة !

دافعَت لاڤينيا عَن ذلك الشاب لِكونها تَعرِف ان مُواصفات رَجُل احلام صديقتِها لا تَكمُن على ارضِ الواقع حتمًا

تُريدهُ كَبطل روايَة HUSBAND التي تَكتبها مؤخرًا
حتمًا ، انهُ خياليّ تمامًا

- لا لاڤ ، انهُ كان من النوعِ الخَجول ، لديه رُهاب من الفَتيات اتُصدقين ..؟ مُستحيل ، اريدُ رجُلاً جريئًا يُجيد احتوائي و الكَشف عن الانثَى التي بِداخلي ، لا يُمكنني تَخيل نفسي مع رجُل خَجول ، الهي ؟ مالذي سافعله معهُ ليلة زِفافي ..؟ نَنامُ على تهويذَة اطفال ..؟ اُحب الرَجُل المُسيطر ، الذي يَفرُض وجودِه بِمُباشرَة دُخولِه ، هَكذا تمامًا

عبَّرت آلميرا قائِلَة تُفصح عن مُواصفات رَجُلها المثاليّ بِنظرها بينَما تُفسر بيديها الاثنَتين لِمن ارتَفع طرف شَفتها ساخِرَة

- انهُ خَطيبكِ آلميرا ، والديكما عقدا خُطبتكما بالفِعل ، الم تُحادثيه عبر الانترنت ..؟

- حسنًا ، كنا سنتحدث فيديو ، استعددتُ لالقاء الشتائم و السُخريَة منهُ لكن الاتصال انقَطع بشكلٍ مجهول ، قيل انّ المنطقَة التي يعملُ بها ليسَ فيها شبكَة ، فوق كُل مساوءِه ، سَكنهُ تحت الارض ، هل فقد ابي صوابه ؟

كانَت الشابَة على وَشكِ الانهِيار و هي تَصِفُ لصديقتِها مشاعِرها حِيال هذا الزَواج التي هي حتمًا ضِده ، لَكن رأي والِدها يأتي فَوقها و فوق والِدتها

رُغم ان والديها مُنفَصلين ، لَكِن امها لا تَستطيع فَرض رأيها
يَبقى أبيها صاحِب الرأي النهائيّ بكل ما يَخُصها

- ان علِم والدكِ انكِ ستذهبين مَعي رُبما يَغضب ! اعني كَيف ستُعالجين الموقف ؟ زِفافكِ قريب انتِ كذلِك

هَمست لها لاڤينيا بعدَما ادرَكت موقِفها إذ رأت جديَة صديقتِها التي لَم تكترِث لِشَئ و قالَت

- زواجكِ هو خَلاصي من زَواجي ! لِذا ان ذَهبتُ معكِ و علِقتُ بتلك القريَة المجهولَة و لم احضِر الزِفاف ، حتمًا سيكونُ لذلك التافه كبرياء و يَرفض زواجه مني

- و ان لَم يكُن لهُ كبرياء ؟

هَمست لاڤينيا بِقلق تُناظر عينيّ آلميرا التي التَزمت الصَمت لِفترةٍ وَجيزَة قبل ان تُجيب

- آن ذاك سَنُفكر بِخُطَة بديلَة

كِلتاهُما تفاهَمتا على سَفرتِهما التي سَتقودِهما الي أخطرِ بِقاع الأرض
تِلك الاراضي التي تَخشى الطائرات التَحليق من فوقِها دون إذن مالِكها !

بَدا الأمرُ بسيطًا هَينًا ، لَكِّنهُ حتمًا لم يكُن بِتلك السُهولَة البتَّة

•••

- نخَب زواج تايهيونغ القَريب

صاح الرَجُل في اواخِر الثلاثينيات يَرفعُ بكأسِه لخبطه بكأسيّ الاربع رِجال الجالسون قُبالته ، مِنهم العَريس المعنيّ اذ ظَهرت ابتسامتهُ المُربعَة تكشف عن اسنانِه البَيضاء الناصِعَة

رِفقتهم كُحليّ الشَعر و العَينين ، صاحِب المَلامح المُتجهمَة و هو يُكشِّر بِتعابيرِه ، كان الرافِض الأول لِزواج جُنديّ فِرقته و صَديقه ، لم يَستطِع كَبح رأيه في حُنجرته بَل قال مُعبِرًا

- هَذا الزَواج فاشِل حتمًا ، كَيف يُمكنك المَجيئ بِعروسٍ اجنبيَة الي هُنا و انت تَعلم أن المنطقَة مُراقبَة ، الطائرات تَخُّص العساكِر فَحسب ..!

انهُ مِن النَوع الذي يتحِّد مع صَرامة و حِدَة القَوانين بِلا شَك
إذ لا يَنام ليلهُ إن اختَرق قانون و لو عَن طريق الخَطأ

بالنسبَة اليه ، صَديقهُ مُجرِم لانَّهُ سَينوي تَهريب عروسته سِرًا
انهُ يرتكِب ذنبًا جُيون يَمقته بشدَّة

- لا يُمكنني السَفر لانني من المنطقَة ، لِهذا عليها هي المَجيئ اليّ ، العقيد مين دبَّر لي بيتًا بالقُرب من الثكنَة سنقومُ بتأثيثه ما ان تَصِل عروستي

عبَّر تايهيونغ عن سَعادته و إمتنانِه للعقَيد الجالِس بينهِم إذ كان بِمثابَة أخٍ يُجيد احتواءِهم و يَحرِص على سعادتِهم ، ضَرب كَفه برئيسه امام ناظريّ جُيون المُمتعِض ، لم يَكُن راضيًا البتَّة

- اخبرتك مُنذ البِدايَة ان الوقوع في حُب تلك الاجنبيَة خاطِئ ، انت اساسًا بالكاد حادثتها مَرتين مُكالمَة صوتيَة ، ماذا ان كانت صُورها التي تُرسلها مُجرَّد تعديلات ..؟ الا تَعلم كَيف اصبح الامر مُخيفًا ..؟ النساء يكذِبن على الانترنت تايهيونغ

على الرُغم من هُدوء جونغكوك و كِثرة صَمتِه ، لكنهُ بدأ مُنزعِجًا يُلقي بالنصائِح على صَديقه الذي رَمش مُنذهلاً و قال هامسًا

- جونغكوك ، تُعجبني و انت صامِت اكثَر !

احتَسى جونغكوك شَرابه مُنغمسًا بِه بينَما يقتطِب حواجبه يُنصت الي رِفاقه يتحدثون عَنهُ بشكلٍ يُرغمه على ابراحِهم ضَربًا

- انت اخِر من يَحِق له التحدُث عن الوقوع في الحُب الاكترونيّ ، ام علينا فضحِك و قَول سِرك ..؟ الست تُحِب احداهُنَّ و انت لا تعرفُ هويتها حتَّى

احمَّر وَجه كُحليّ العينين يُحاوِل كَبت مشاعِر الاحراج من التَدفُق ، لَكنها تفرِض نفسها على مَلامحه بالفِعل لِذا نَطق مُهسهسًا

- يُفضَّل الا تتحدَثون بامورٍ كَهذِه مع رجُل زواجه قَريب

اختبَئ وراء فِكرَة زواجِه يَمنع عَنه تلك الاقاويل التي نَتجت عن سِر اكتَشفه اصدقاءِه مؤخرًا عَنه ، وَجهه المُتجهم القَى بِه بعيدًا عن مُتناول انظارِهم يُزمجر بِضيق بَعد ان انتشَرت ضحكاتِهم العاليَة تُطرب مَسامع الحُضور

- هل تَعلمُ خَطيبتك أنَك مُغرِم باحداهُنَّ ..؟ و تَعشقُ تأمل حُروفها التي تَنسُجها ..! سينكسرُ خاطِرها حتمًا

هَتف احدى اصدقاءِه الاقصَر قامَة بين أربعتِهم ، وَجه جونغكوك بَصره المُحتَّد تِجاهه لِيصطَّك اسنانَه مُدافِعًا عن نَفسه بِقوله

- كُل رَجُل لَديه انثَى يميلُ اليها ، لاسيما ان كانَت مشهورَة ، الست حَضرتك تُحب سيلينا غوميز في الخَفاء عن حَبيبتك سيد جيمين ..؟

كَتم جيمين شِفاهه بِداخل جَوفِه مُتجاهِلاً نَظرات الجَميع اليه ، دام الصَمت بيهم لِكَثير من الوَقت يَخشون أن ينكِشف سِر أخَر من اسرارِهم لِذا فضَّلوا الشُرب بِهدوءٍ حَول تلك النيران المُشتعلَة امامَهُم

- هل يُمكنني ان اعرِف كيف سَتنجح بِجلبها سالِمَة ..؟ اعني الامن مُتشدِد في المطار ، سيكشِفون أمرِها

تَحدث جيمين مُتسائِلاً يُناظِر صديقه بُندقيّ العَينين و هو يَتحدث مُفسِرًا

- الطريقَة كالآتي ، ستُسافر الي امريكا و مِن هُناك لديّ معارِف إذ هُنالك جُنديَتين هربتا مؤخرًا كي لا تأتين الي هُنا ، طلبتُ ان تنتحِل شخصية احداهُما و سيتكفل صديقي بتزوير اوراقِها لِجلبها مع العساكِر

خُطته تلك حتمًا هي الأسوء بالنِسبَة لِغُرابيّ الشَعر ، جُيون يشعُر بصدرِه يضيق و هو يَكتُم نصائِحه القانونيَة ، كيف يُمكنه اقناعِه ان هَذا خاطِئ ..؟

سَكب لِنفسه مَشروبًا يُطفئ به شُعلة حُروفه كي لا تدفق و تَحرِق من بالجِوار ، يرُّج قَدمهُ مُنفعِلاً و كُحليتاه تُطيلان التَحديق بِالنيران الىُتواجدَة امامَه

- خُطَة مُحكمَة ، آمل ان تنجَح ! سيُصبح لدينا صديق مُتزوج اخيرًا

صاح جيمين مُتحمسًا يَمنح صديقه عناقًا جانِبيًا إذ اكمَل

- صحيح اغلب العساكِر مُتزوجين ، لَكن زوجاتِهم بعيدين عَنهم ، انا فَخور انك الوَحيد الذي تَمكنت من كَسر هذا الحاجِز ، حتى جُيون سيُبقي زوجته في كوريا و يَعود بِمُفرده

نَظر نَحو جونغكوك الذي وَضع كأس الكُحول جانبًا و شابَك ذِراعاه الي صَدرِه يَتجاهل احاديثِهم تَمامًا ، يُفكر ان يُمسك برأس تايهيونغ و حشرِه وسط تلك النيران كيّ لا يُخالِف القوانين مُجددًا

إذ قال بَعد صَمتٍ مُطوَّل يجلبُ اهتمام البقيَة اليه

- ساُوافق ، بِشرطٍ واحِد

وَضع كُحليتيه على أوجه رِفاقه من بينهِم العقيد الذي قال ساخِرًا

- جونغكوك انسيت اني رئيسك !

قلَّص الشاب عينيه الكُحليتَّين يُطالع رئيسه بِمُكر إذ نَطق مُستهزِءًا

- يؤسفني القَول انك رَئيس فاسِد

بَلل جونغكوك شَفتاهُ يَمنحهما ترطيبًا بِريقه ، اكمَل بعدما تجرَع من كأسه و اشار على تايهيونغ مُبتسِمًا بِمُكر

- ان استطعَت ان تنجَح بِالمُهمَة ، لن أشي بك للسُلطات

ابتِسامَة تايهيونغ الواثقَة لم تَنل اعجاب جونغكوك البتَّة ، وَضع كأسهُ بعيدًا و نَطق مُنزعِجًا

- اساسًا كدتُ انسَى من تَكون ! اتابعك يُعينوك على مُهماتِك ، تبًا لك تايهيونغ ، ليتك تذهب الي الجَحيم

استَقام جونغكوك من بينهِم مُنزعِجًا ، حَمل سِلاحه الذي يُلازمه طيلَة الوقت فالوَضع الامنيّ ليسَ مُسالِمًا ، رَمقهم بازدِراء قَبل أن يبتعِد عَنهم يُردد شتائِم كثيرَة بِلسانِه عَنهم

- هُم بكفَة ، و القانون بكفَة اُخرى ، ان لم يكُن الجُنديّ مُلتزمًا بقوانينِه ، ما فائدَة دُخوله الجَيش و العَسكر ..؟ اكرههُم ، امقُتهم ، ليتهم ينصهرون بنيران جَهنَّم ، مُقرفين ، لما اُصاحِبهم ..؟ البقاء وَحيدًا افضَل

وَاسى وِحدته باقتناء سيجارَة يُشعلها بقداحتِه الفضيَّة الحديديَة ، نَفث دُخانه عاليًا يسيرُ بِخُطواتٍ رزينَة عودَة الي الثكنَة يُحاوِل تَصفيَة ذِهنه

وَجد كُرسيًا يُقابل نَهرٍ قَريب من الغابَة ، جَلس عَليه يُشاهِد السَماء فَوقه بعدما وَضع سَماعاتِه يُنصِت الي اغنيتِه المُفضلَة عبر هاتِفه المَحمول

يُدندن بِصوتٍ عَذِب مع تِلك الالحان إذ دومًا ما يَجِذبُ من حَوله بِتميزِه و بَريقِه حتى اثناء بقاءِه وحيدًا

يَكونُ مُشعًا وَسط الظَلام يجذِبُ انظار الجَميع دون أدنَى مَجهودٍ يَقترِفه
يَجِدُ السَلام في وِحدتِه فالبَشر ليس مَلاذًا لهُ البتَّة

وَسط كَومٍ من الهُدوء و السَلام
لم يُدرك انَّ مُصيبته في طريقِها اليه لِتَقطع عَنهُ سَكينته

•••

بَعد أسبوعٍ

المَطارُ العَسكريّ الخاص بِقريَة الخِنجَر
البلدَة التي تَضُّم اقوَى الثكنات العسكريَة و الجِهات الاجراميَّة

يَعجّ المَطار بالعَساكر المُقبلين على السَفر الي اوطانِهم
مِنهم امريكيين و كُوريين كَذلك

انهُ موعِد عَودة جونغكوك الي وَطنِه من اجل الالتِقاء بِخَطيبته و عائلتها لِلاتِفاق على شُروط الزِفاف القَريب ، يكادُ لا يُصدق ان عُرسه سيكونُ بعد اسبوعٍ تقريبًا

لِكونهُ يمتلك فقط اسبوعَين سنويًا يكونُ بها مُتواجِدًا في كوريا
حُدد الزِفاف بتلك السُرعَة ، على الرُغم من ان العَروسين لم يَلتقيا اساسًا

تَمت خُطبتهما الكترونيًا دون أن يتواصلا شخصيًا من الاساس
والديهما تَكفلا بِكُل الأمور

بالنِسبَة اليه لم يعترِض فَكلام والِده كأوامِر تُنفَّذ دون جِدال
امَّا هي ، مَهما ثرثَرت سَيكونُ بِلا جَدوى

إذ سَمحت لوالِدها بارسال خاتم الخُطوبَة و ارتدتهُ بِمُفردها لِتُرضيه ، ثُمَّ لاحقًا تَخلصت منهُ سِرًا و رَمتهُ في المَجاري

خُطتها بالنُزوح الي اراضي تِلك البلدَة للفِرار من الزَواج
حتمًا انقلَبت عَليها عَكسيًا

فَـ هاهي ذا تَهبِط من طائرَة العساكِر الامريكيَّة تَلبسُ ثيابًا تخُص الجُنود بعدَما استرقَت هويَة احداهُن بِرفقَة صديقتِها التي سيُنصَب زواجِها قَريبًا

ازالَت نَظراتها الشَمسيَة تتفقَّد الجِوار ، الكَثير من العساكِر ، مِنهم من يلبِس بزتَّه و مِنهم مَن يقتني ثيابًا عاديَّة فَحسب

اخرجَت هاتِفها من جَيبها حينَما وصلتها الكَثير من الاشعارات نظرًا لاتصالِه بالانترنت الخاصَة بالمَطار لِذا سُرعان ما قامَت بتفقد رَسائِل والِدتها

قرأت رِسالَة مِن الاشعارات دون ان تَدخُل المُحادثَة بينَما تسيرُ بتملمُل تُدحرج حَقيبتها السوداء بِمَلل

- لقد استطعتُ ايجاد صورَة اخيرًا الي خَطيبكِ ، انهُ من النَوع الذي لا يلتقِط الصُور لِذا بصعوبَة وَجدت هَذِه ، ستصِلُكِ حالاً

رَمِشت آلميرا باستِفهام قَبل ان تَدخُل الي المُحادثَة تُراقب الصورَة السَوداء امامَها ، قطبت حواجِبها بانزِعاج فالانترنت ثَقيل للغايَة لِذا لم تتحمَّل بعد

ما ان واشَكت على التَذمُر حتَّى بغتَة !
خُطفت حَقيبتها مِنها مِن قبل رَجُل فرَّ هارِبًا

شَهِقت بقوَّة لِتصرُخ بصوتٍ عالٍ تراهُ يبتعِد عن انظارِها بينما تُشير عَليه

- حَ.حقيب..حقيبتي

صاحَت و هي تستعد للركضِ وراءه و استعادَة حَقيبتها ، لاڤينيا نظَرت تجاه ظَهر صديقتِها التي لحقتِه بسرعَة لِتخبط جبينها بقوَّة

- سيُكشف امرُنا ان امسكها أحَد ، ميري عُودي

رَكضت آلميرا وراء ذلك الشاب لَكن لِسوء حَظها تعرقَلت فسقَطت على رُكبتيها مُتأوهَة بألم

التَّف الرجُل برأسه يُناظرها بابتِسامَة راضيَة و قَبل ان يُكمل طريقِه وَجد قبضَة تُمسِكه من ياقتِه الخلفيَة ، بِمُجرَّد ان رَفِع عينيه الي هَيئة ماسِكه حتَّى ارتعَد خوفًا مِنه

انَّه قامِع حيّ الاجرام
مَن غَيره ..؟

قائِد الفرقَة الاولى

- الازلت تجول في المَطارات سنويًا لِسرقَة العساكِر الجُدد ايها الوَضيع ..؟

صَدح صوتُ العسكريّ الحاد يُخاطِب السارِق بنبرَة مُميتَة بَثت بِه الرُعب ، أفلتهُ بعدَما اجتَذب الحَقيبة منهُ و اشار بِعينيه أن يبتعِد عن ناظريه

انحنَى الشاب مُعتذِرًا و ما ان واشَك على الفِرار حتى لاحَظ شيئًا

زَفر جونغكوك انفاسهُ بقوَّة قَبل ان يَشعر بِقبضَة صغيرَة الحَجم تُمسِك بِجاكيته من خَلف ظهرِه بِعُنف ، تبًا ..!

انها مَسكت جُرح كَتِفه !

- ايها الساقِط الوضيع الذي لم تُربيك اُمك

صَدح صوت شاتِم عالٍ في اُذنيه تَليه استراق حَقيبة من بين قبضتِه ، لَم يستطِع ان يستوعِب الموقف حتَّى تلقَى ضَرباتٍ عنيفَة مُتتاليَة من قِبل الصبيَة على رأسه و سائِر جَسده بِاستخدام الحَقيبة

لَم يقتصِر الامر على الضَرب فَحسب ، هو نال نَصيبه من الشتائِم التي اطرَبت مَسامعه بِصوتِها العالي و الغاضِب

- عاهِر ، سارِق تافِه لا تمتلك ادنَى انسانيَة ، اتعلمُ ماذا يوجد بهذه الحَقيبة ..؟ هل أشي بِك الي الشُرطَة ..؟

لِكون السارِق و الرجُل قُبالتها يقتنيانِ ذات الثياب السَوداء ، لم تتمكن من التَفريق بينهِما ، قَبضتها القويَة تُذكره بانثَى هو يَعرِفها جيدًا

ضَغط على قَبضته قويًا حينَما تدارك مَوقفه قَبل ان يُمسك بِحَقيبتها يَتتشلها بِعنفٍ من قَبضتِها يمنحها نظراتٍ سامَة

رآها تُبعد خُصيلاتِها السَوداء كَعُيونها عن مَحط وَجهها و هي تُشير عَليه بسبابتِها مُهددَة

- اُقسم اني ساستدعي الشُرطَة حالاً ، اعِدها اليّ فورًا

ارتَفع طرف شَفتهُ ساخِرًا لِيمُد الحَقيبة نَحو السارِق الذي يُشاهِد الموقف منذهِلاً ، أمَره و عُيونِه الكُحليَة تُنافِس عيونِها سوادًا

- إسرِقها !

تفاجَئ الشاب مُنذهِلاً من قَول القائِد الذي صرَّ على اسنانِه مُهسهسًا

- قلتُ خُذها ، حالاً

انتَشل الشاب الحَقيبة من القائِد تَحت انظار الصبيَة التي للتو لاحَظت و مَيَّزت من السارِق بينهُما ، شَهقت مُبتلعَة ريقها و قَبل ان تركُض وراء اللِص اذهُلت من تلك القبضَة التي اُلتفت حول مِعصمها

ادارَت وَجهها بِسُرعَة نحو كُحليّ العينين تُناظِره بانزِعاجٍ واضِح

- دَعني ، انت اعطيتهُ حَقيبتي ليسرِقها ..!

- أتعرفين عُقوبَة من تتعدَّى على رَجُل في القِطاع العسكريّ ..؟

أتاها صَوتهُ الرجوليّ الثَخين يَتسلل طبلَة اُذنِها و هي تُحاول الفِرار من قبضتِه القويَّة ، ناظَرت عيناه و هو يَدنو مِنها يُقيَّد حُريتها مُكمِلاً

- هويتكِ

مدَّ يدهُ اليها يطلُب هويتِها التي حتمًا هي مُزورَة ..!
سيُكشف امرُها

نَظرت لاڤينيا اليها مِن خلف احد الاعمدَة تُطالعها بِقلقٍ شَديد ، شدَّت على اطراف اصابِعها متمتمَة

- كُشف امرُها ، مالذي عليّ فعله

ابتَلعت ريقِها تُناظِر عينيه المُتربصَّة ، كُل تفكيرها في حَقيبتها التي سُرِقَت مِنها ، لم يَكُن انكشاف امرِها مُهمًا بقدرِ ذلك

- افلِتني ايها المُتخلف ، هل اصرُخ بانك مُتحرِش ..؟

هَتفت مُنفعلَة تُجاهِد لِجذب مِعصمها مِنه لَكنه يزيدُ من التفاف اصابِعه الخشنَة حول رِقَة بشرتِها التي احمَّرت بِلا شَك

- هل اُكملُ تحرُشي بكِ في السِجن ..؟ ما رأيكِ ..؟

رَدف مُشكلاً ابتِسامَة جانبيَة جَعلتها تزعمُ صَفعه ، ادرَك خُطوتها القادِمَة و امسَك بيدِها الثانيَة قبل لمسِه إذ قيَّد كِلتا يديها وراء ظَهرِها بِقبضَةٍ واحدَة و قَربها منهُ يُناظر عُيونِها بحدَّة

- ما من امرأة تمُد يدها عليّ و اُعديها !

اغمَضت آلميرا عَينيها تَستجمعُ انفاسِها مُحاولَة السيطرَة على هُدوءها قَدر المُستطاع ، قالَت لهُ مُفسرَة

- انا مخطوبَة على فِكرة و زِفافي قَريب

رأت يدهُ الثانيَة تتسَلل الي جَيبها لِسرقَة بِطاقة هويتها و جَواز سفرِها ، صَرخت بقوَّة مُحاولَة رَكلهُ لكنهُ عرِف كَيف يُقيد حركتها جيدًا

فَتح جواز السفر يُناظر الرقم التَسلسُليّ ، قضم وَجنتهُ من الداخِل و ناظَرها

- انتِ رَهن الاعتِقال

ناظَرتهُ الصُغرى و نَفخت على شعرِها المُنسدل على عُيونها مُتحدثَة بسُخريَة

- هه ، انا ؟ هل تعرِف من اكون ياهذا ..؟

لِوهلَة تناست حَقيبتها و انشَغلت بِمُجاراة مَن جرَّها خلفه رُغمًا عَنها ، تجاهل اجابتِها على سُؤالها فَكررت قائِلَة

- اتعلم ان علِم والدي بالذي تَفعله ، سيقتُلك ، انا ابنة شخصيَة مُهمَة ليكُن بِعلمك

انها ذات الكِذبَة التي تُلقى من قِبل كُل شخصٍ يأتي بهويَة مزورَة الي البلدَة ، بالنسبَة اليه القَى القَبض على مِئات الاشخاص الذين يَنتحلون شخصيات مُهمَّة

اوقفَها امام سيارتِه العسكريَة التي قام بِفتحها و اخراج الاصفاد مِنها مانِعًا فرارِها ، تجاهل صُراخِها و مُحاولاتِها البائسَة في رَكله و ضرِبه حتَّى قام بتقييد مِعصميها يَمنحها نظراتٍ مُميتَة

- عُقوبَة انتحال هويَة عسكري امريكيّ ، الي جانِب عقوبَة التعدي على قائِد فرقَة كوريّ ، سَتُحاسبين في المركز التابِع لثكتنا قبل ان يتم استلامك من السُلطات الامريكيَة ليتصرفوا بِشأنك

هو يَتحدث بِما يَجعلها تُفرغ فاهِها بعدم فَهم ، ادخلها بِتلك السيارَة التي قادَها نَحو مركز الشُرطَة الكوريَة بعدما ارسَل بلاغًا الي زُملاءه الامريكيون

- اسمَع ياهذا ، انا حقًا لستُ مُنتحلَة هويَة او ماشابه ، اتيتُ لغرض مُهم همم ؟ ساُغادر قريبًا ، ايرضيك ان اسُجن و انا زفافي قَريب ؟ تَخيل رد فعل خَطيبي ، كيف سيكونُ و هو وَحيدا يوم زِفافه بِدون عروسته ..؟ كَيف يُمكنك ان تكسِر بخاطِر عريس يوم فرحتِه ..؟

ليسَ و كأنَّ خُطتها من الاساس ان تُفسد فرحَة عريسها

كانَت جالسَة في المِقعد الخَلفيّ إذ قيد لها يدها بذراع الكُرسيّ كَي لا تتحرَّك ، تُحاول ان تَصِل له في الكُرسي الاماميّ لكن يدِها تُعيقُها

حاوَلت استِهداف عاطِفته لَكنهُ هادِئ تمامًا يَصب تَركيزه على الطريق امامَه دون اعارتِها ايّ اهتِمام ، اكمَلت قائلَة باللغَة الكوريَة هذه المرَة لِكون حديثهم السابِق اعتمدوا بِه الانجليزية

- انت كوريّ مِثلي ، انا ايضًا كوريَة ، الن تُشفق على ابنة بلدِك ..؟ ها ؟ هل تُسلمها للامريكيون ؟ تَخيلوا ماقد يَفعلون بِفتاة فاتنَة مِثلي ، هل يُرضيك ..؟

انها تُصبَح اهدئ من المُعتاد حينَما تُحاول استِعطاف احدهِم ، من يَراها يُكذٍّب انها ذاتِها من قامَت بِقلب المَطار رأسًا على عَقِب قَبل بِضع دقائِق

هي استَطاعت لفت انتِباهه بِلُغتها الكوريَة المُكسرَة تلك فقَد نَظر اليها عَبر المرآه الاماميَة ، ابتَسمت لهُ بِبراءَة لعلَّه يقتنِع بِملامِحها النقيَّة

رأتهُ يَركُن السيارَة جانِبًا و يَلتفُ برأسه اليها يُحدق في عينيها السَوداء ، رَمشت تُراقِبه يَفتح الدرج الاماميّ و يُخرج منهُ شريطًا لاصقًا إذ قام بتقطيع ما يُناسب فَمها منهُ ثُم اقتَرب منها يُلصقه على شَفتيها

عاد مَكانه يُواصل قيادتِه مُتمتمًا بضيق

- اكرهُ ذوات اللسان الطَويل

زَمجرت بِغَضبٍ تُحاول الحَديث لَكنه علم كَيف يُقيد لسانِها جيدًا ، حينَما وصلا الي مركز الشُرطَة قام بانزالِها و جرِها معهُ الي الداخِل

اوقفها امام زُملاءِه الشُرطة يُحدِق بهم بهدوء

- افتحوا ملفًا بِخُصوص قضيَة التعديّ على عسكريّ

حَدقوا الشُرطَة بتلك الصبيَة التي تلبسُ ثيابًا عسكريَة تتبعُ الثكنَة الامريكيَة ، نَطق احدهم مُتسائِلاً

- اوليست من طرف العساكِر الامريكيون ..؟

يَرونها تُجاهِد لازالَة ذلك الشَريط و الحَديث لَكنها عاجِزَة ، اكتفَت بِمنح من بجوارها نَظراتٍ سامَة و هو ينطِق ساخِرًا

- انها مُنتحلَة شَخصية احد الجُنود الاناث ، ضعوها في السِجن الي حين قُدوم العساكِر الامريكيون يَتكفلون بأمرها

وَجه بصره اليها لِيُزيل عَنها ذلك الشَريط بقوَّة مُتسببًا بإيلامِها ، كَتمت صَرختها لَكنها صاحَت بِه مُنفعلَة

- لا يُمكنك تَسليمي الي الامريكيون ! اليسَت لديك نخوَة ؟ انا ابنَة بلدك !

حَدقت في عَينيه المُجحَضتَين و هو يُراقِب مَلامِحها التي تُشير الي كُل جنسيات العالِم ، عَدا الآسيويَة

- لابد انَّ الدراما التي علمتكِ الكوريَة ، لَم تتكفل بتعليمك جيدًا

سَخِر مُستهزِءًا يقومُ بالتأشير للشُرطَة حَتى يَضعونَها خلف القُضبان ، أخذ هاتِفها و ما يتواجد بِجيبها يَضعونه قيد الاحتِجاز

حاوَلت ان تُحرر نَفسها مِن قبضتيّ الشُرطة الذين اقحموها بِداخل الزنزانَة و اغلقوا عَليها ، تَمسكت بالقُضبان و صَرخت قائلَة بغضَب

- ان علِم ابي اُقسم انه سيُحطم رؤسَكُم

رَفع جونغكوك عَينيه لَها يراها ترّج تلك القُبضان بِغَضب ، دَفع طرف شَفته ساخِرًا و تَوجه نحو المَخرج لعلَّهُ يلحق الطائرَة الثانيَة

استَمع اليها تقولُ مُخاطبَة البقيَة بِتهديدٍ واضِح

- اتعرفون من يَكون ابي ..؟ انهُ المُشير لي جونغ دونغ ، مُؤسس هذه الثكنَة العسكريَة ايها المُتخلفون

تَوقف مَكانهُ بِمُجرَّد ان سَمِع اسم والِدها ، عَقد حواجِبه بخفَّة قَبل ان يَلتِفت اليها يُناظر زُملاءها ينفجِرون ضَحِكًا عَليها

مالذي يَجعلُ ابنَة صاحِب اعلَى رُتبَة عَسكريَة ان تنتحِل شَخصية جُندية امريكيَّة ..؟

فَرقع جُيون رَقبته ساخِرًا قَبل ان يَحمل هاتِفه الذي اتصَل بالشبكة التابعَة لِمركز الشُرطَة ، رأى اشعارًا ورده من شقيقتِه قالَت فيه

- اخي ، سارسل لك صورة خَطيبتك الان ، اعلمُ انك في الطريق و ليسَت لديك الانترنت لِذا عليك رؤيتها حينما تكونُ على اراضي الوَطن

سار نَحو السيارَة يَفتح الباب حتى يتمركز عِند مِقعده ، دَخل على المحادثَة ينتظِر تلك الصورَة ان تتحمَّل بينَما يقضمُ شَفته السُفلى

- لِما انا مُتوتر ..؟

تمتم قائِلاً لِتبدأ معالِم الصورة تتضِّح ببطئ ، زاد توتره اكثَر بِمُجرَد ان ظَهرت الصورَة بالكامِل تَكشف هَوية صبيَة كُحليَة الشَعر و العَينين

تلبسُ فُستان أحمَر اللون بينَما تفردُ خُصيلاتِها لِتحظَى بِصورَة مِثاليَة تُطِّل على بُرج ايڤل ، التقطَت تلك الصورَة مؤخرًا عِند رحلتها الي باريس

فرَّق شَفتاهُ تمامًا كَعينيه يَتأمل تقاسيم وَجهِها المُتماثلَة مع مَن رماها وراء قُضبان السِجن مُنذ قَليل

تَسارعَت نَبضاتُ قلبِه التي لم يَقدر على تنظيمِها ، وَجد نفسه ينزِلُ مُسرعًا عودَة الي الداخِل يُراقِبها لازالَت تُحاول اقناعهم بالافراجِ عَنها

رأتهُ يَتقدم مِنها فصاحَت به قائِلَة

- ياا ، اخرِجني من هُنا يا هَذا ، سأشي بكَ الي ابي

أشار جُيون بِعينيه الي زنزانِتها آمِرً الشُرطي الذي يَحملُ المِفتاح

- افتَح زنزانتِها حالاً

تعجَبت هي ظنًا انهُ انصاع الي اوامِرها ، رأت ملامح الاستِغراب تَنمو على وَجه الشُرطي الذي قال مُستغرِبًا

- لِما افتحُ عليها ؟ للتو طلبت ان يَتم احتِجازها ..!

- ان كنت تُريد ان تُحافِظ على منصِبك ، افتَح الباب حالاً

هَمِس جُيون مُهسهسًا بينَما يَسرِق المِفتاح منهُ و يَتجه اليها لِيفك وثاقِها ، افسح لها مجالاً للخُروج إذ قالَت بينما تُرجع شعرِها وراء اُذنها

- مالذي غيَّر رأيك فَجاة ..؟ هل يُعقل انك ادركَت ان هَذا الجَمال يستحيل ابقاءه وراء الزنازِن ..؟

قالَت تُشير على مَلامِحها المبهدلَة ، عَكس تمامًا تلك الصورة التي بِحوزته إذ كانَت بكامِل اناقتِها و جَمالها

اوقَفها ضِد الجِدار يُثبتها جيدًا لِيضع هاتِفه بالقُرب مِن وَجهِها يُحاول المُقارنَة بينها و بين الصورَة

تعجَبت و واشكَت على دَفعه و الصُراخ بِوجهه لَكنه مَنعها مُتحدثًا

- اصمتِ ! دَعيني اُركِز

اطال التَحديق بِملامِحها ثُم نَقل عينيه السَوداء الي الشاشَة ، في الصورَة كانَت تبتسمُ و تُميل برأسِها لِذا قال مُتحدثًا بِجديَة جاءت باستِغراب الجَميع

- ابتَسمي

حَدقت بِعينيه بِغَضب لَكنها مُدركَة ان لم تُجاريه سيُعاديها للداخِل لذا ابتَسمت تُسايره ، شهقَت حينَما امال لها رأسها بذات زاويَة الصورَة و قال مُنذهِلاً

- انها حتمًا ، انتِ

طَفح كَيلُها و قامت بِدفعه بغضَب مُتحدثَة بانفعال

- هل فقدت عقلك ..؟ هذا يُعد تحرُش ، اخبرتك اني مَخطوبَة ..!

لَم يَسعهُ سِوا تَشكيل ابتِسامَة جانِبيَة بينَما يُدير بشاشَة هاتِفه اليها يُريها تلك الصُورة و رسالَة اخته التي تنُّص باخباره عن خَطيبته

قال مُعرِفًا بِنفسِه بِحاجبٍ مَرفوع بِمُكر

- معكِ خَطيبُكِ ، جُيون جونغكوك

إسمهُ الذي جَعل فَكُها يسقُط أرضًا و هي تُمعن النَظر بِه ، تزايَدت نبضاتُها تَرى صورتِها بِحوزتِه و تقاسيم وَجهِه التي حتمًا اختلَفت عن سابق عهدِها

الكارثَة تَكمُن في سيارات الشُرطَة الامريكيَة التي رُكِنت امام المركَز للتَو
إذ اتوّ لِاعتقالِها تحت قَانون انتِحال الشَخصية و تَزوير الهَويَّة

كَرجُلٍ مُنضبِط يَكره مُخالفَة القَوانين
أسيتستُر عَليها باحثًا عَن حلٍ بَديل ..؟

ام سيُسلمها إليهم يُرضي ضَميرِه
فَحتَّى ان كانَت تخصُه ، هي خالفَت القانون

•••

5423

اهلاً بكم في روايتنا الجديدَة

كيف الاجواء من اول تشابتر ..؟
حبيتوها ..؟

نظرتكم الاولية عنها؟

انا متحمسة جدا لاحداثها !
ستعجبكم حتمًا واثقَة

كيف وجدتم الشخصيات ..؟

جونغكوك ..؟

آلميرا ..؟

تتوقعون كيف بيتم زواجهم ..؟
هتوافق عليه بعد ماقابلته ..؟

لقاءهم الاول ؟ 😭

هو حيسلمها للامريكان ولا لا..؟

اريدُ رأيكم هنا بالتفصيل
احب قراءة تعليقاتكم بكل حُب و شغف

تاكدوا ان دعمكم هو السبب الرئيسي لاكتمال الروايَة
احتاج الكثير من الحُب ♥️

اراكم في التشابتر القادم ان شاء الله
الي اللقاء ♥️







.
.
.










Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top